NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول واقعية عربية فصحى بأمر الحب (للكاتبة تميمة نبيل) ـ مائة جزء

الفصل الحادي والعشرون


أغلق الهاتف وهو يضعه أمامه على طاولة الطعام دون أن ينظر الي الجالس أمامه و الذي يرمقه بإهتمام ٢ نقطة لكنه نظر مهتما بطعامه يعاود أكله دون أي شعور بالشهية ٢ نقطة
, قال جاسر معلقا ( تبدو مكالمة مهمة ٢ نقطة)
, رفع عمر رأسه ينظر الى جاسر الذي اتكأ في مقعده للخلف وهو ينفث دخان سيجارته وهو يركز النظر الى عينيه . فلم يستطع عمر اطالة النظر لأكثر من لحظةٍ وهو يعود لخفض عينيه و يقول بهدوء
, ( صديقا يحتاج الي مساعدة ٢ نقطة)
, صمت جاسر لحظة وهو يأخذ نفسا عميقا من السيجارة ليقول مبتسما بصوتٍ لا تعبير له
, ( تبدو كفتاة ٢ نقطة هل أوقعت إحداهن دون أن تخبريني ؟ كنت أظننا أصدقاء )
, نظر اليه عمر فترة طويلة ودون أن يحيد بعينيه تلك المرة عن عيني جاسر وهو يقول بنفس هدوؤه
, ( نحن لسنا أصدقاء يا جاسر ٢ نقطة نحن إخوة ، يجب أن تدرك ذلك جيدا )
, ابتسامة مهتزة ارتسمت على زاوية شفتي جاسر بالكاد بينما عينيه لا تحملانِ أي مرح وهو يومىء برأسه قليلا ٢ نقطة و طالت لحظة الصمت بينهما الى أن تنحنح جاسر قائلا
, ( اذن ٢ نقطة من تلك التي سقطت أسيرة سحرك ؟ ٢ نقطة أعرف أن الفتيات يعشقن تلك الطيبة النابضة من عينيك )
, ابتسم عمر ابتسامةٍ باهتة وهو يقول
, ( بل اعتقد أن الفتيات يعشقن جنونك و حماقتك ٢ نقطة و قلة أدبك )
, ابتسم جاسر قليلا وهو يقول بصوتٍ خافت
, ( من الواضح أنه ليس رأي كل الفتيات ٢ نقطة )
, صمت عمر و نظر الي طبقه ٢ نقطة وصمت جاسر هو الآخر وهو ينظر اليه من بين دخان سيجارته ، الى أن رفع عمر رأسه وهو يقول بصوتٍ خافت
, ( هل نذهب ؟٢ نقطة لقد تأخر الوقت يا جاسر و لدي عمل منذ الصباح الباكر )
, قال جاسر بصوتٍ باهت
, ( عرضت عليك اكثر من مرة أن تترك وظيفتك لتعمل معي ٢ نقطة لكنك ترفض ٢ نقطة دون سببٍ واضح )
, قال عمر بنفس الصوت
, ( أخبرتك يا جاسر من قبل أنني مهندس ٢ نقطة ولست رجل أعمال )
, ابتسم جاسر بوجوم وهو يقول
, ( نعم ٢ نقطة كما أن عملك في تلك الشركة كان نعم العون لي ٢ نقطة حيث أنني كنت مطمئنا أن حنين تحت ٢ نقطة رعايتك )
, عاد الصمت ليلفهما وعمر يأكل ببطء دون ردة فعل ودون شهية ٢ نقطة ثم قال أخيرا
, ( منذ فترةٍ طويلة و أنا أريد أن أعلم حقا يا جاسر ٢ نقطةهل كنت تأتمني عليها أم كنت تحتاج الي من يراقبها لك ؟ )
, ارتسمت القسوة في عيني جاسر الذهبيتين بقوة دون أن تتغير تعابير وجهه الجامدة ٢ نقطة ودون أن يجيب لفترةٍ طويلة الى أن قال بصوتٍ خفيض خطير
, ( لا فارق لدي ٢ نقطة المهم أنها كانت تحت أنظارك أنت )
, وضع عمر أدواته ببطءٍ على الطبق وهو يقول
, ( اما أنا فعندي الفارق ضخم ٢ نقطة لم أكن لأقبل أن أكون مجرد جاسوس على فتاة ضعيفة يتيمة لم ترى سوى التعاسة في حياتها ، كنت مدينا لك و في نفس الوقت أشعر بضميرك المثقل تجاهها أو بمعنى أصح تجاه طفلة لم تتعدى الرابعة عشر ظلمتموها جميعكم ٢ نقطة لذا قبلت أن ساعدك بكل قدرتي ٢ نقطة لكن الآن ٢ نقطة )
, أخذ جاسر نفسا آخر وهو يقول ببطء
, ( أكمل يا عمر ٢ نقطة الآن ماذا ؟ )
, أكمل عمر بتردد
, ( أشعر بأنني أظلمها أنا الآخر كما فعلتم جميعا من قبل ٢ نقطة إنها مهددة و تعيش الآن في حالة من الهلع دون أن تجد القدرة أو الشجاعة على إخبار أحد ، ولم يكن هذا ما أريده لها أو ما توقعت أن تقوم به تجاهها ٢ نقطة لما لا تتركها لحياتها يا جاسر و كفى ما فعلتموه جميعا )
, تواجهت نظرتيهما طويلا الى أن قال جاسر أخيرا
, ؛( تبدأ حياتها ٢ نقطة مع إنسانٍ يقدرها أكثر ربما مما قمت به أنا )
, تنهد عمر وهو يأخذ نفسا طويلا متعبا ٢ نقطة كل ما يشعر به من احساس بالذنب تجاه حنين لا يقارن بالذنب الذي يشعر به تجاه جاسر وهو يعلم بمشاعر حنين التي تظهر في عينيها الشفافتين دون القدرة على اخفائها مهما حاولت
, لم يدرك أن عيني جاسر تلاحقه كعيني صقر تتربصانِ بفريسته وهو ينفث دخان سيجارته وكأنه ينفث لهبا ٢ نقطة ملامحه جامدة ، عيناه قاسيتانِ تضمانِ انكارا يناضل للخروج ٢ نقطة ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, انها فرصتها الأخيرة ٢ نقطة فإما أن تنال حلمها و تنجو من الكابوس المتربص بها ٢ نقطة وإما ٢ نقطة وإما لا شيء يهم بعدها ٢ نقطة فليعلم من يعلم ٢ نقطة لا شيئ سيهمها إن خذلها عمر ٢ نقطة حينها لن تتردد في اخبار مالك و حتى عاصم ٢ نقطة وليحدث ما يحدث ٢ نقطة
, حين تخسر حبها و يتحطم قلبها فما يضيرها اذن إن تهدمت الحياة من حولها ٢ نقطة
, كانت ساهمة في افكارها الحزينة وهي تتطلع الى صورته المنعكسة على شاشة حاسوبها الشخصي المفتوح أمامها ٢ نقطة
, ككل يوم وهي جالسة في مقهى العمل وقت الراحة ٢ نقطة تختار نفس الطاولة البعيدة عن الطاولة التي يجلس عليها ٢ نقطةحيث تجلس لتعطيه ظهرها ٢ نقطة بينما في الواقع تراقب كل لمحة ٍ من حركاته المنعكسة على الشاشة المظلمة اللامعة من البعيد حيث لا يراها أحد ٢ نقطة
, ابتسمت برقةٍ و شرود وهي تراه ساهما ٢ نقطة يشرب قهوته بصمت ٢ نقطة يبتسم لمن يلقي عليه التحية فيردها باشارةٍ عسكريةٍ من اصبعين يلامسانِ جبهته ٢ نقطة
, ضحكت ضحكة صغيرة في داخلها وهي تفكر أنها نفس تحية مالك تقريبا ٢ نقطة الجميع هنا يحبه ، لا أحد يعرفه و يستطيع أن يمنع نفسه من محبته و الإعجاب به ٢ نقطة
, هل من الممكن فعلا أن يكون من نصيبها بعد أن يخلصها من تلك الكارثة التي سقطت فوق رأسها من حيث لا تعلم ؟؟
, هل من الممكن ان يتعايش و يتقبل مع ماضيها المحبط ؟ ٢ نقطة
, إن كان يحبها فسيتقبل بالتأكيد ٢ نقطة لأن هذا هو الحب ٢ نقطة واليوم ستعلم ٢ نقطة
, ( مرحبا حنين ٢ نقطة )
, رفعت حنين الى الصوت الأنثوي الناعم المألوف لتجد رنيم واقفة أمامها من حيث لا تعلم و هي تحمل قهوتها مبتسمة و تجلس أمامها واضعة ساقا فوق أخرى بأناقة و أنوثة ٢ نقطة
, ظلت حنين تنظر اليها وهي تتخذ مقعدها دون تكليف أمامها واضعة القهوة على الطاولة وهي تبدو مشرقة منتعشة ٢ نقطة
, همست حنين بوجوم ( تفضلي ٢ نقطة )
, ضحكت رنيم برقةٍ وهي تبدو جميلة جذابة بشكلٍ دافىء يبعث على التأمل فيها طويلا ٢ نقطة قالت برقة
, ( هل أتطفل عليكِ إن جلست معكِ ؟٢ نقطة )
, ابتسمت حنين بصعوبة ٢ نقطة فآخر ما تحتاجه الآن هو أن تتواصل مع أي انسان ، لكنها همست صاغرة نافية
, و كما توقعت بدأت رنيم في الكلام بصوتها الحنون الناعم ٢ نقطة حول كل شيءٍ ولا شيء ٢ نقطة وكأنها كانت مفتقدة للكلام طوال اليوم ،
, نعم ٢ نقطة هي تعرف أن من يعمل مع عمر لا يجد الفرصة ليتنفس ٢ نقطة
, حركات أصابعها وهي تتكلم مبتسمة ٢ نقطة تجعلها تبدو كمايسترو يقود فرقة موسيقية ٢ نقطة وصوتها في حد ذاته يبدو كلحنٍ حزين
, لطالما أثارت اعجابها ٢ نقطة تبدو النموذج المثالي للرقي و الأنوثة الرقيقة ٢ نقطة تبدو ناعمة وكأن الهواء سيخدشها ٢ نقطة
, لماذا اذن الآن تشعر بذلك الشعور المقبض تجاهها ؟
, هل تغار منها ؟ لكنها مخطوبه وهي ٢ نقطة
, هزت حنين راسها وهي تنفض تلك الافكار الغبيه فلتفكر في مصيبتها بدلا من تلك الحماقات التي تدور في راسها
, عادت لتنظر الي شاشتها السوداء لتفاجا ان عمر ينظر باهتمام الي ناحيتها الان ٢ نقطة اخفضت نظرها بسرعه وكانه قادر علي رؤيتها هل ينتظرها الانان تذهب اليه ؟
, منذ الصباح الباكر لم تتح لها الفرصه لتتكلم معه لابد وانه ينتظرها الان ٢ نقطة لكن كيف ؟
, لماذا لم يسالها الي الان عن مشكلتها ؟
, كانت تظن انه سيهب مسارعا لسؤالها منذ اول اليوم هل يتهرب منها ؟
, لاعادت لتهز راسها رفضا للفكره
, قالت فجاه مقاطعه رنيم وهي تتحدث دون ان تشعر بشئ من حولها ( هذرا رنيم يجب ان اذهب قليلا )
, اومات رنيم بدهشه وهي تتطلع الي حنين التي كانت قد ابتعدت حتي قبل ان تسمع الاجابه
, تعمدت المرور من جانبه لترمقه بنظره جانبيه لم يستطه ان يتفاداها لذا تبعها بعد فتره الي ان لحق بها في الممر لطويل التفتت اليه وهى غير قادرة على التمسك أكثر هامسة ما أن تلاقت اعينهما
, ( عمر ٢ نقطةعمر أنا )
, قاطعها عمر بصوت خافت (ليس هنا ٢ نقطةتعالى الى مكتبى )
, تبعته وهى مستعده ان تتبعه لاخر الدنيا ان امكن ٢ نقطةفتح لها الباب يدعوها الى الدخول ثم لحق بها ليغلق الباب خلفه وينظر اليها بصمت ينتظر كلامها المحتوم ٢ نقطة
, تاهت نظراتها للحظات قليلة بين لمحات وجهه الحبيبة قبل ان تهمس (عمر أنا )٢ نقطة
, قاطعها عمر مباشرة وهو يشير اليها لتجلس قائلا بحزم (تفضلى اجلسى حنين ٢ نقطةوأخبرينى ما هى مشكلتك)
, أفاقت حنين ٢ نقطةهل كانت ستعترف له بحبها ؟ ٢ نقطةنعم كانت ستفعل لوهله كانت ستفعل متناسيه كل ما يحيط بها .
, ٢ نقطةللحظة نست ماضيها وحاضرها ولخصت كل حياتها فى كلمة واحده طافت طرف شفتيها الناعمتين ٢ نقطة
, اتجهت الى الكرسى لتجلس بصمت مطرقه الرأس ٢ نقطةترى هل قرأ أفكارها ؟ ٢ نقطةهل سمع كلمتها قبل ان تهمس بها ؟
, اقترب ليجلس امامها على الكرسى المقابل لها وهو ينحنى الى الامام مستندا الى ركبتيه ليقول برقة (ما هى مشكلتك الخطيرة يا حنين ؟)
, همست دون ان تجد القدرة على النظر اليه مباشرة او ان ترفع رأسها اليه
, (انت ٢ نقطةلم تهتم ان تسألنى منذ الصباح )
, لم تستطع النظر اليه وهى تشعر بالغباء مما نطقت به للتو ٢ نقطةلكن حين طال صمته تجرأت ورفعت عينيها قليلا بقلق فوجدته ينظر اليها نظرة حزينة غير مفهومة ٢ نقطةفنظرت حينها اليه مباشرة وهى تحاول جاهدة قرأة عينيه لكنه لم يتكلم ٢ نقطةهل هناك مايخفيه عنها
, اقتربت قليلا منه لتهمس (عمر ٢ نقطةانا ٢ نقطة)
, فتح الباب فجأة دون انذار ٢ نقطةليبتعدا قليلا وهما ينظران الى الباب بدهشة فارتعبت حنين وفقدت قدرتها على التنفس فاغرة شفتيها وهى تنظر الى القامة الضخمة المحتلة لإطار الباب ٢ نقطة
, عينان الصقر متربصة بهما وقد ظهر الشر القديم والذى تعرفه جيدا وتعرف تبعاته جيدا ٢ نقطةدخل جاسر الى الغرفة بصمت مرعب حتى اقترب منهما فظل واقفا يطل عليهما وعيناه تتنقلان بينهما ويديه فى جيبى بنطاله الجينز ٢ نقطة
, هيئته هى تماما تلك الهيئه التى كانت تلاحق ظلها فى الطرقات القديمة منذ سنين ٢ نقطةأخذ قلبها يخفق بعنف حتى انها ظنت انها على وشك الاصابة بنوبة قلبيه لا محالة ٢ نقطة
, لاتعلم ما الذى جعلها تنهض بتصوير بطيئ وهى غير قادرة على الاشاحة بنظرها عن عينيه الشرستين ٢ نقطة
, كان عمر اول من تمالك نفسه وهو ينهض هو الآخر ليقول بهدوء على الرغم من التوتر المحيط بهم (مرحبا سيد جاسر ٢ نقطةتفضل )
, نظر جاسر الى عينى عمر مباشرة ٢ نقطةو طال الصمت ٢ نقطةكلا من ثلاثتهم يحمل الكثير تجاه الاخر ٢ نقطة
, قال جاسر أخيرا بصوت غامض(مرحبا يا عمر٢ نقطةجئت اليوم لأقابل حنين )
, صدرت عنها شهقة دون صوت وهى ترفع إحدى يديها لتلمس بها صدرها اللاهث ٢ نقطة
, لقد انتهت المهلة التى منحها وها هو سيفضحها امام عمر دونا عن كل الناس
, لم يجب عمر كذلك وهو ينظر الى جاسر بقسوة وهو يتسائل الى اين سيصل بتصرفاته الظالمة ٢ نقطة
, قرر جاسر أخيرا ان يهدئ من الوضع المضنى حين قال ببشاشة زائفة ٢ نقطة
, (حين أخبرتنى ان الانسة حتين هى من ستتولى تصميمات الدعاية لنا ﻷحدد موعدا وأقابلها ٢ نقطةفوجدت نفسى اليوم قريبا من هنا لذا قررت المجئ ٢ نقطةأعتذر عن المجئ دون موعد )
, ازدادت قسوة عينى عمر وهو ينظر من خلف حنين مهددا لجاسر الذى تجاهل نظرته وهو يقترب أكثر من حنين مادا يده قائلا (جاسر رشيد ٢ نقطةلم تتح لنا الفرصة للتعارف المرتين السابقتين ٢ نقطةلا أحبذ الالقاب يا٢ نقطةحنين )
, كانت عيناها الزيتونيتان متسعتان بذهول وكأنها تتفرج على فلم ردئ الاخراج ٢ نقطة
, ولم تشعر بنفسها وهى ترفع يدها دون وعى منها ٢ نقطةلتطبق يده القوية على كفها الصغيرة التى اختفت داخل يده تماما٢ نقطة
, شعرت بقلبها يسقط بين قدميها وهو يضغط على كفها بدفء باتت تعرفه جيدا ٢ نقطةوعيناه تأسران عينيها دون أمل فى الفرار منهما.
, تنحنح عمر ليقول بجفاء قاطعا هذا الصمت الجارح بقسوته (الانسه حنين مشغولة حاليا يا سيد جاسر ٢ نقطةلما لا أعرفك على أحد المصممين المتفرغين وسترضيك النتيجه حتما )
, لم يحرك جاسر عينيه الى عمر ولو للحظة ٢ نقطةبل اشتدت شفتاه وهو لا يزال آسرا لعينى حنين العاجزة عن النطق أو الحراك
, ثم قال بصوت خفيض خطير يحمل معالم الخطر (أنا اريد حنين ٢ نقطةانا مصمما عليها )
, شدد على كلماته مما جعلها تجفل وترتجف ٢ نقطةوفى تلك الاثناء كان يضغط على كفها وقد بدأ ابهامه فى التحرك ببطء مغو على ظاهر يدها باعثا رعية مذهلة فى أطرافها ٢ نقطةلا تعلم ان كانت خوفا أم ٢ نقطةأم شيئا آخر لاتستطيع تحديده
, قال عمر مشددا على حروف كلماته (الانسه حنين لديها عملا مضغوطا ياسيد جاسر )
, لم ينظر اليه جاسر ايضا ٢ نقطةبل قال لحنين مدققا الى عينيها (ماهو قرارك رأيك يا ٢ نقطةحنين٢ نقطة؟
, اهتزت حدقتها امام عينيه الذهبيتين ثم استطاعت ان تسحب يدها من كفه بصعوبة وهى تردد بهمس فاتر أجوف بعد فترة صمت
, (استطيع ٢ نقطةأستطيع ان اتدبر الامر )
, قال عمر وهو ينظر الى جاسر بغضب (حنين ٢ نقطةان كنتى ٢ نقطة)
, قاطعه جاسر ليقول بصمت أوقف كل جدال (لقد ذكرت حنين انها مستعدة يا عمر ٢ نقطةوانا مصمما عليها دون غيرها )
, ثم تابع ليقول بحزم ٢ نقطة(لما لا ترافقينى الى مكتبك لترينى بعض تصميماتك ٢ نقطةوسأريك ما أريده تحديدا٢ نقطة)
, ابتلعت ريقها وهى تتنفس هثيثا ضعيفا لا يكاد يخرج من صدرها الا وهو ممزقا لضلوعها ٢ نقطةأومأت برأسها ببطء بينما عيناها تلمعان بدموع تدبرت بطريقة مامن الا تسمح لها بالتساقط امام عمر ٢ نقطةوأمامه
, التفتت لتنظر الى عمر لحظة قبل ان تهمس وفى حلقها غصة مؤلمة (من ٢ نقطةمن الممكن ٢ نقطةان يرى السيد جاسر بعض ٢ نقطةالتصميمات ليحكم بنفسه )
, لم يجب عمر ٢ نقطةببساطة لم يجد القدرة على ايجاد مايستطيع قوله فى الوقت الحالى .شعور هائل بالغضب يحرق اعصابه ٢ نقطةواحساس بالذنب يشعره بالاختناق ٢ نقطة
, مد جاسر يده تجاه الباب داعيا حنين الى الخروج من المكتب ٢ نقطةقأحنت رأسها ومشت أمامه تخرج فى صمت دون ان تنظر الى عمر ٢ نقطةالذى لم ينجو بدوره من نظرة جاسر الغريبه قبل ان يخرج هو الاخر خلف حنين مغلقا الباب خلفه٢ نقطة
, شعور فظيا انتاب عمر بالضيق والعجز من ذلك الوضع اليائس الذى وضع فيه ٢ نقطةلا يستطيع ان يخسر جاسر لايستطيع ان يخذله ابدا٢ نقطةالمسأله ليست مجرد واجب او دين ٢ نقطةلكن جاسر بالنسبة له اصبح اكثر من اخ ٢ نقطة
, وتلك التى يعتبرها زوجته كانت على الوشك بأن تبوح بحبها له الان قبل ان يدخل جاسر ٢ نقطةرغم كل شئ يشعر براحة أنانية فى ان جاسر قد خلصه من عبء الكلمة التى كان يحضر نفسه ليتعامل معها بصبر وحكمة ٢ نقطة
, لكن نظرات جاسر ٢ علامة التعجب ٢ نقطةنظرات جاسر كانت كتظرات شخص مطعون ٢ نقطةهل أدرك ؟٢ نقطةهل علم ؟٢ نقطة
, وحنين التى تخلى عنها بكل سهولة ليرميها الى جاسر بفكرة العمل الوهمية التى نطق بها ٢ نقطةيا الهى ٢ نقطةانه على وشك الاختناق ٢ نقطةيشعر ان جدران المكتب على وشك ان تطبق على صدره فخرج بعنف من المكتب يريد الذهاب الى مكان ٢ نقطةأى مكان عله ينتهى من ذلك الحمل الذى اصبح مؤلما للغاية مؤخرا٢ نقطةوأثناء سيره الغاضب ٢ نقطةشاهدها من بعيد ٢ نقطةكانت واقفة تستمع الى الهاتف على اذنها فى صمت ٢ نقطةمستندة الى حائط إحدى الطرقات ٢ نقطةمطرقة برأسها وهى تستمع وكأنها تتلقى أوامرا أو تأنيبا كطفلة صغيرة ٢ نقطة
, لا يعلم لماذا استفزه مظهرها للغاية ٢ نقطةهل بسبب ملابسها الفجة والتى رغم انها لا تظهر منها شيئا ولكنها تظهرها كتمثال منحوت ٢ نقطةوهذا ما يشعره بالحنق للغاية كلما نظر اليها ٢ نقطة
, ام بسبب يكوتها تجاه من تتعامل معه الان ؟٢ نقطةهل هى سلبية مطيعة هكذا مع خطيبها ؟٢ نقطةوهل هو من تتلقى تقريعه فى تلك اللحظة دون ابداء رأى ٢ نقطة
, اقترب منها بخطوات حازمة وقد نال منه ضغط اليوم ٢ نقطةفما ان رأته من على بعد حتى اتسعت عيناها قليلا قبل ان تهمس ببضع كلمات قليلة لمحدثها قبل ان تغلق الهاتف ٢ نقطة
, وصل عمر اليها ليقول بصوت صارم ( أنسة رنيم ٢ نقطةهل يجب ان أذكرك ان وقت الراحة قد انتهى وانك كالعادة تضعين من وقت العمل الكثير فى المكالمات الهاتفية ؟)
, ازداد اتساع عينيها اللوزيتين وهى تنظر اليه بنظره اوجعت زاوية صغيرة فى قلبه ٢ نقطةالا انه تغافل عنها وهو يشعر بالغضب من كل شئ ٢ نقطة
, همست رنيم بارتباك (نعم ٢ نقطةنعم٢ نقطةانا اعتذر جدا ٢ نقطةكانت هناك مكالمة مهمة ٢ نقطةوكنت متجهه فورا الى المكتب )
, قاطعها عمر بفظاظة (لا اريد اى اعذار ٢ نقطةمن يعمل معى لا اقبل ان يضيع لحظة من وقت العمل ٢ نقطةحتى وان كان قد جاء بتوصية من اكبر رأس فى الدولة ٢ نقطةوليس مجرد عاصم رشوان ).
, فغرت شفتيها المشقوقتين بصدمة وهى لا تصدق انها تتعرض لكل هذا الهجوم بسبب دقيقتين تأخير فى الوصول الى المكتب ٢ نقطةظلت تنظر اليه بعدم تصديق الى ان هتف أخيرا
, (الى مكتبك أنسة رنيم ٢ نقطةهل هناك ماهو غير مفهوم فى كلامى )
, زمت شفتيها وقد احمرت وجنتاها الكلاسيكيتان ٢ نقطةثم رفعت اكتافها وذقنها وهى تقول بصوت راقى منخفض (حاضر يا سيد عمر ٢ نقطةلكن احب ان اخبرك بأن حنين قد جاءت هنا بنفس التوصية ٢ نقطةمجرد عاصم رشوان وانا لا اراك تعاقبها على ذلك ٢ نقطةبل على العكس)
, ثم اعطته ظهرها تحت نظراته المذهولة من وقاحتها ٢ نقطةوانصرفت بإيباء وهى تلامس الارض الناعمة بكعبى حذائها الرفيعين الطويلين ٢ نقطة
, كانت جالسه امام حاسوبها المفتوح ٢ نقطةعيناها المضيئتان بضوئه تلمعان بدموع خفيفة وهى تنظر الى الشاشة بقلب خافق خوفا٢ نقطةتمكنت أصابعها الصغيرة بطريقة ما من الوصول الى تصميماتها من مكان ما لا تتذكره فى جهازها ٢ نقطة
, لم يتكلم كلمة واحدة منذ غادرا مكتب عمر ٢ نقطةباعثا رعبا غير محتما فى اطرافها التى باتت متجمدة كألواح الثلج ٢ نقطةواقفا من خلفها ٢ نقطةتشعر بنظراته تخترق ظهرها ٢ نقطة
, الى ان انحنى فجأة عليها ٢ نقطةواضعا يدا على سطح مكتبها امامها ٢ نقطةبينما الاخرى على ظهر مقعدها خلف عنقها مباشرة ٢ نقطةحتى اصبحت محاصرة به ٢ نقطةووجهه لا يبتعد اكثر من بضع شعيرات عن وجهه ٢ نقطةوانفاسه الساخنة تضرب عنقها الناعمه فتكاد تحرقه ٢ نقطةتجمدت تماما وهى تتنفس انفاس لاهثة بصعوبة ٢ نقطة
, ناظرة الى شاشة جهازها دون ان تتجرأ على الالتفات اليه حتى وهو يكاد يلامس عنقها بشفتيه ٢ نقطةلكنها لم تتحرك ولم تنظر اليه ٢ نقطةبل ظلت متسعة العينين محدقة امامها ٢ نقطة
, رفع يده من على سطح المكتب ليمسك ببداية عنقها فجأة ٢ نقطةوكأنه ينوى خنقها ٢ نقطةصدرت عنها صرخة مخنوقة رعبا لكنها ماتت قبل ان تكتمل وهى تشعر بأصابعه الدافئة تتحسس عنقها دون الاطباق عليه ٢ نقطةوهو يقترب أكثر الى ان لامست شفتاه جانب فكها وهو يهمس بخطورة
, ( ألم أقل لكِ سأبقى كظلك ٢ نقطة ، البعيد عن العين بعيد عن القلب ٢ نقطة وها أنتِ ستعملين لدي)
, تأوهت بأختناق دون صوت وقد تشوشت عيناها بالدموع ٢ نقطة أخذت أصابعه تتحرك قليلا على عنقها دون أن تفلته وهو لا يزال يهمس فوق بشرتها الناعمة ٢ نقطة
, ( ماذا كنتِ تهمسين لمديرك ؟٢ نقطة هل كنتِ تستنجدين به ربما ؟٢ نقطة هل هو قريبا منك الى تلك الدرجة ؟ )
, ابتلعت ريقها فتحركت عضلات عنقها تحت أصابعه المتجولة لتثيره أكثر ٢ نقطة وتمكنت من الهمس بينما قلبها يخفق رعبا
, ( عمر ٢ نقطة عمر ليس مديري )
, ثم أدركت أن كل ما همسته كان خاطئا و غبيا ٢ نقطة حيث اشتدت أصابعه قليلا فوق عنقها حتى شعرت أن نهايتها قد اقتربت ، فاتسعت عيناها و ازدادت سرعة أنفاسها تحت أصابعه ٢ نقطة
, همس لها بخطورة
, (عمر ٢ علامة التعجب ٢ نقطة فقط عمر دون ألقاب ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة كما أنه ليس مديرك ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة اذن ماذا كنتِ تفعلين في مكتبه ؟٢ نقطة وليست تلك المرة الأولى ، حين رأيتك أول مرة كانت في مكتبه أيضا ٢ نقطة وهو كذالك من تنتظرينه عند سلالم الطوارىء )
, أخذت نفسا عاليا وكأنه شهقة دون صوت وقد شعرت أن لا خوف قد يفوق تلك اللحظة التي تعيشها الآن ٢ نقطة لذا لم تتمكن من الهمس باي شيء ٢ نقطة لا شيء قفز الى ذهنها لتبرر به أي شيءٍ إطلاقا ٢ نقطة
, همس جاسر بصوتٍ صوتٍ صفير الرياح
, ( ماذا أخبرته ؟٢ نقطة هل أخبرته عن حياتك المظلومة ؟٢ نقطة عن الوحش الذي يلاحقك ؟ ٢ نقطة )
, هزت رأسها نفيا بسرعةٍ وقد انسابت دموعها على وجنتيها في صمت و أصبحت أنفاسها شاهقة و أخذ صدرها يعلو و ينخفض بسرعةٍ رهيبة وهي تنظر أمامها متسعة العينين لا تجرؤ على الإلتفات اليه ٢ نقطةوهمست برعب
, ( لم أقل شيئا ٢ نقطة أقسم ب**** أنني لم اقل له شيئا ٢ نقطة )
, تحركت أصابع كفه الفرودة لتهبط الى أعلى صدرها وهو يستشعر خفقاتِ قلبها الذي أخذ يقفز تحت كفه كأرنبٍ حىٍ مذعور ٢ نقطة فأغمضت عينيها تطبقهما بشدة وهي تهمس بشفتين مرتجفتين كلماتٍ ليس لها صوت وكأنها تهدىء نفسها ٢ نقطة
, عادت أصابعه لترتفع على عنقها حتى قبض على فكها السفلي يرفع رأسها اليه وهي لا تزال مغمضة عينيها بشدة ٢ نقطة تعض على شفتها بقوة ٢ نقطة ثم همس في أذنها
, ( أتحبين أن أمزقه قطعة قطعة ؟٢ نقطة أتريدين أن أقتله ؟ )
, شهقت بصوتٍ عالٍ تلك المرة وهي تهز رأسها نفيا بسرعة ٢ نقطة وتمكنت من الهمس بترجي و رعب
, ( لم يفعل شيئا ٢ نقطة أقسم أنه لم يفعل شيئا ، إنه ٢ نقطة إنه يساعد الجميع ٢ نقطة وكل الناس يلجأون اليه )
, همس في اذنها ( وكنتِ تريدين البكاء على كتفه ٢ نقطة اليس كذلك ؟ )
, بكت مغمضة عينيها وهي تهمس ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة )
, قال بصوتٍ صدمها وهو لا يزال رافعا وجهها اليه
, ( افتحي عينيكِ ٢ نقطة )
, فتحت عينيها ببطءٍ شديد لتنظر اليه ٢ نقطة فرفع أصابعه و مسح دموعها من على وجنتيها ببطء ثم قال وهو ينظر الى عمق عينيها
, ( أياكِ والعبث معي يا حنين ٢ نقطة أنتِ أكثر من تدرين طبعي جيدا و أنا لا أرغب في أذيتك ٢ نقطة أياكِ )
, أومأت برأسها دون أن تنطق بحرف ناظرة الي عينيه اللتين قد تحولتا من مغويتين الى قاتلتين مجرمتين ٢ نقطة
, و أثناء نظرهما الى بعضيهما فتح الباب فجأة ٢ نقطة ودخلت رنيم وهي تقول بوداعة
, ؛( حنين ٢ نقطة لقد نسيتِ حافظتك على ٢ نقطة )
, سكتت تماما وهي تنظر الى جاسر المنحني الى حنين ٢ نقطة ثم همست بتردد
, ( أعتذر ٢ نقطة مرحبا ٢ نقطة سيد جاسر )
, نظرت اليها حنين وقد تعرضت لنفس الموقف مرتين فيما لا يزيد عن ساعة ٢ نقطة تبدو وكأنها فتاةٍ يركض من خلفها الرجال حيث يضبطها أحدا في موقفٍ مريب ٢ نقطة
, استقام جاسر وهو يرسم ابتسامة ساحرة على شفتيه الشهوانيتين ليقول لرنيم
, ( آآه مرحبا آنستي ٢ نقطة أنتِ المهندسة التي تعملين مع عمر و على ما أعتقد ستشاركين في مشروعنا )
, أومأت رنيم برأسها وهي تنقل نظرها منه الى حنين ٢ نقطة ثم همست بتردد وهي تمد يدها بحافظة حنين لتضعها على سطح المكتب
, ( هل تحتاجين شيئا حنين ؟٢ نقطة )
, نظرت الى جاسر بتردد ومنه الى حنين منتظرة أن تطلب منها المساعدة ٢ نقطة لكن حنين تمكنت من الإبتسام وهي تقول بعفويةٍ مزيفة
, (لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة شكرا رنيم ٢ نقطة السيد جاسر كان يرى بعض ٢ نقطة تصميماتي لأني سأقوم بتصميم دعاية المشرع )
, أومأت رنيم برأسها بعد فترةٍ وهي غير مقتنعة أبدا ٢ نقطة و كانت تريد أن تبقى معهما ، بل أنها كانت تتمنى أن تكون حقيبتها معها الآن حيث يوجد بها رذاذ الدفاع عن النفس استعدادا لأي إشارةٍ من حنين
, الا أن نظرات حنين أخبرتها بما لا يقبل الشك أن تنصرف الآن ٢ نقطة فانصرفت رنيم على مضض و تردد وهي لا تزال ترمقهما بنظراتها الى أن أغلقت الباب خلفها ٢ نقطة
, مد جاسر يده ليلتقط حافظتها الموضوعة على سطح المكتب ثم استند الي حافته كنمر كسول وهو يفتحها بأريحية أمام أنظار حنين الخائفة
, أخذ يقلب فيها و بين ثنياتها ٢ نقطة الى أن نظر الى صورتها الأخيرة التي تصورتها ٢ نقطة
, كانت تبدو فيها كطفلة ٢ نقطة خاصة وأنها لم تضع أية زينة ٢ نقطة كل ما فعلته هو أن تركت شعرها منسابا كشلالٍ أسود حول وجهها البريء
, فبدت بنفس شكلها حين كانت في الرابعة عشر ٢ نقطة
, ظل جاسر ينظر الى الصورة طويلا ٢ نقطة حتى أنها ظنت أنها قد رأت طيف ابتسامة على زاوية شفتيه هزمت القليل من القسوة التي نحتت ملامحه الساعة الماضية و التى استهلكت كل قوتها و سيطرتها ٢ نقطة
, أخرج الصورة من غلافها الشفاف ثم دون كلمة وضعها في جيب قميصه ٢ نقطة ثم أغلق الحافظة ووضعها على سطح المكتب و نهض من مكانه ليقترب منا من جديد ٢ نقطة فتراجعت في كرسيها بخوف وهي تنظر الي أعلى ٢ نقطة الى أقصى ما يسمح به طوله الفارع ٢ نقطة
, ضحك قليلا دون مرح ٢ نقطة ثم انحنى ليجلس القرفصاء أمامها وهو يضع يدا على ركبتها و يده الأخرى أمسكت يديها الصغيرتين المتشابكتين معا ٢ نقطة
, ابتلعت ريقها وهي تنظر الي عينيه المقتربتين من مستوى نظرها ٢ نقطة الى أن قال أخيرا
, ( عذرك الوحيد ٢ نقطة أنني قد تركتك طويلا ، والا لكنت ٢ نقطة )
, لم يكمل كلامه بل رفع اصبعه ليمرره على صفحة وجنتها ثم قال
, ؛( لا أريد أن أراكِ في موقفٍ مشابه والا فسوف تندمين اشد الندم يا حنين ٢ نقطة ليس التحضر من صفاتي فلا تجبريني على العودة الى ما لا أحب ٢ نقطة مفهوم ؟؟ )
, قال الكلمة الأخيرة و هو يضرب وجنتها بإصبعه بقوةٍ ٢ نقطة لدرجة أنه آلمها بالفعل و كأنه صفعها ٢ نقطة
, أومأت برأسها ترتجف ٢ نقطة كل يومٍ تصبح اضعف من سابقه في مواجهته ٢ نقطة حتى أنها اليوم لم تجد القدرة على مواجهته حتى بالكلمات التي لا تملك غيرها ككلِ مرة ٢ نقطة لكن خوفها على عمر ألجمها و ألقى الرعب في قلبها من جنون جاسر
, نهض جاسر من مكانه ليشعث شعرها الناعم بأصابعه و كأنه يلاعب طفلا ٢ نقطة أو قطة ٢ نقطة ثم رفع ذقنها اليه ليقبلها قبلة بطيئة طويلة ٢ نقطة مخيفة على الرغم من عدم شراستها ٢ نقطة لكنها احتوت على تملك لا يمكن إنكاره ٢ نقطة
, ابعدت حنين رأسها قليلا وهي تإن بإعتراض
, ( نحن في العمل ٢ نقطة أرجوك )
, ابتعد عنها وهو يقول بلا مرح بينما عيناه تشتعلان
, ( في العمل ٢ نقطة نعم ، ومنذ اليوم سوف تظلين تحت أنظاري ٢ نقطة هيا أرني تصميماتك )
, نظرت الى شاشتها متجمدة القلب و العينين ٢ نقطة لا تكاد ترى شيئا أمامها ٢ نقطة لكنها كانت تسمع قسمها لنفسها
, أقسم أن أتخلص منك يوما يا جاسر ٢ نقطة لكن أعدك الا يكون ذلك بسهولة ، وكل خطأ أخطأته في حقي ستدفع ثمنه غاليا ٢ نقطة أعدك بذلك .
,
, عاد نادر الي بيته متأخرا كالعادة ، مجهدا أكثر من كل يوم ٢ نقطة وما أن دخل حتى فاجأه السكون على غير العادة و الظلام السائد للمكان ٢ نقطة كان يتوقع أن تظهر حور من مخبأها ككل ليلة ، لتتوهج في اطار باب غرفتها المضيئة خلفها فترسم لوحة كفيلة بأن ينسى كل عيوبها و مساوئها لليلةٍ واحدة ٢ نقطة فقط ليلةٍ واحدة له كرجل اشتاق لغياب زوجته ثم يعود في الصباح الى نبذها من جديد ٢ نقطة
, الا أنه لم يكن يرضى بمثل هذا الحل ، خاصة وهو لم يصل بعد لحلٍ قاطع في حياتهما معا ٢ نقطة مهما كانت عيوبها لا يقبل أن يتسلى بها لليلةٍ واحدة حتى و إن أرادت هي ٢ نقطة فضلا عن ذلك لا يقبل أن تفرض سيطرتها التي تظن أنها تكمن فقط في سحرها الذي تتخيل الا مثيل له في الوجود ٢ نقطة
, اثار قلقه ذلك السكون و الظلام ٢ نقطة أتكون قد رحلت ؟ خاصة بعد أن اجبرها بالاعتذار لعلية ؟؟ ٢ نقطة شعر بوجومٍ رغما عنه و هو يعلم انه موقف لم يكن هين عليها ابدا وهي بالأخص لا بد و أنه سيترك في نفسها أثرا سيئا لوقتٍ طويل ٢ نقطة
, اتجه ببطء الى غرفتها ليجد أن ضوءا خافتا من الجزء الضيق المفتوح ٢ نقطة لازالت هنا ٢ نقطة
, اتجه الي الباب ليدفعه بيده برفق ٢ نقطة ذلك المنظر الذي رآه لم يروي ظمأه من جماله ، اتجه ببطء دون أن يحدث صوتها على البساط العتيق الى أن وصل الى فراشها وهو ينظر اليها على الضوء الجانبي الخافت ٢ نقطة
, كانت نائمة على جانبها الأيمن بفمٍ مفتوح و كأنها متعبة بينما يرقد معتز في أحضانها مفتوح الفم هو الآخر ٢ نقطة
, كم بدى معتز يشبهها في تلك اللحظة وهما الاثنان ينامان وجهيهما متواجهان و فمهما مفتوحان بنفس الطريقة ، بل وحتى انعقاد حاجبيهما متشابه ايضا وكأنهما يشاهدان نفس الحلم ٢ نقطة
, لم يعلم من قبل أن معتز يشبه حور ، لم يرى يوما في ملامحه اي تشابه بينه و بينها ٢ نقطة لكنه في تلك اللحظة و هو ينظر اليهما يرى الشبه واضحا ٢ نقطة
, ابتسم نادر وهو يلاحظ أنها ارتدت احدى بيجاماتها السرية التي لا تجرؤ على لبسها أمامه أبدا ٢ نقطة لكنه رغم ذلك يعلم بوجودها ٢ نقطة
, انها بيجامات الانهيارات العصبية و البكاء الشديد ٢ نقطة حيث لا يكون للإغواء سبيلا ٢ نقطة
, يبدو أنها بكت طويلا اليوم بعد أن أوصلها الى البيت ٢ نقطة أوقع ذلك في نفسه شعورا بالخواء ٢ نقطة لم يكن يوما سعيدا أبدا لتسبب في بكائها ٢ نقطة الا أنها استنفذت معه كل السبل ٢ نقطة لذا لم يعد قادرا على التغاضي عن أخطاها ٢ نقطة أو حتى التنازل و المسامحة ككل الأزواج
, ببساطة ٢ نقطة رصيدها معه قد انتهى ٢ نقطة
, انحنى عليها ليزيح خصلة من شعرها من فوق عينيها ليضعها خلف اذنها ٢ نقطة
, ابتسمت حور وهي تتلقى قلبته الدافئة على شفتيها ٢ نقطة ابتسمت شفتيها المكتنزتين وهي تنهل من ذلك النبع الذي حرمت منه طويلا ٢ نقطة و بعدها بلحظة غاب عنها السحر الدافىء الذي كانت تشعر به
, فتحت عينيها و رمشت بهما عدة مرات ٢ نقطة ورفعت رأسها وهي تجيل نظرها في أنحاء الغرفة الخاوية الا منها هي ومعتز ٢ نقطة هل كان ذلك حلما ؟٢ نقطة تلبدت ملامحها في احباطٍ ووجوم ٢ نقطة لقد كان حلما ٢ نقطة حلما أجمل من أن يكون حقيقة وهي تنال ما تريد ٢ نقطة
, العجيب أن كل ما تحتاج اليه في تلك اللحظة ٢ نقطة هي تلك القبلة ٢ نقطة كم هي بحاجتها الآن لتنسيها كل تعقيدات حياتها و تربت على جراحها
, عادت لتستلقي على الوسادة بوجوم وهي تضم معتز و تسحبه الى حضنها و كأنها طفلة لا تستطيع النوم الا و دبها الفرو بين أحضانها ٢ نقطة
, حين حل الصباح ٢ نقطة استيقظت حور مبكرا تريد أن تكلم نادر و بالفعل اتجهت الى غرفته دون أن تجهد نفسها في محاولة تغيير بيجامتها أو تصفيف شعرها المتشابك ٢ نقطة
, فتحت الباب دون استئذان و دخلت ٢ نقطة نظر اليها وهو يستعد للخروج ثم قال بعد فترة
, ( هل معتز جاهز ؟٢ نقطة )
, قالت حور دون مقدمات
, ( أريد معتز معي اليوم ٢ نقطة ليس عدلا ، هذا ليس عدلا ٢ نقطة بأي حق تأخذه مني كل يوم ؟ أريده معي ٢ نقطة )
, ضربت الأرض بقدمها كالأطفال في الجملة الأخيرة ٢ نقطة لم يجبها نادر للحظاتٍ طويلة ٢ نقطةوهو ينظر اليها متفحصا ملامحها جزءا جزءا
, ثم قال أخيرا و هو يضع عطره الذي لطالما أسكرها ٢ نقطة
, ( ولما كل هذا الإنفعال ؟٢ نقطة تكفي مرة واحدة لأفهم )
, عبست قليلا وهي تقول بصوتٍ خافت
, ؛( ماذا أفهم من ذلك ؟٢ نقطة )
, قال نادر وهو يأخذ هاتفه و ساعة يده ٢ نقطة ( تريدين أن يبقى معتز معكِ اليوم ٢ نقطة فليكن )
, قطبت جبينها بحيرةٍ وهي تسأل بخفوت
, ( حقا ؟؟٢ نقطة لكنك قلت ٢ نقطة )
, قاطعها نادر وهو يضع ساعته في معصمه دون أن ينظر اليها
, ( أرفض التعنت ٢ نقطة و ارفض أن تحرمي معتز من اشخاصٍ يحبهم لا لشيء سوى لترضي نفسك ٢ نقطة)
, زمت شفتيها وهي تنظر اليه دون أن تجيب ٢ نقطة طال صمتها الى أن نظر الى عينيها أخيرا ٢ نقطةتوقفت يداه للحظةٍ عما تفعله وهو ينظر الى عينيها ٢ نقطة
, ماذا بهما ؟٢ نقطة عتاب ؟؟ ٢ نقطة حزن ؟؟ ٢ نقطةجرح ؟؟ ٢ نقطة حب٢ نقطة كما تدعي دائما ؟؟٢ نقطة لا يعرف تحديدا لكن ما يعرفه هوأنه أحب النظر اليهما للحظات و كأنه يقرأ قصة فيهما ٢ نقطة ثم لم يلبث أن أبعد عينه وهويتظاهر باللامبالاة ثم قال وهو يخرج من الغرفة
, ( لا تغفلي عنه ولو للحظة واحدة ٢ نقطة )
, لكنه قبل أن يمر بها توقف و أمسك بذقنها يقول مرة أخرى
, ؛( حور ٢ نقطة أنا أعني ما أقول ، لا تغفلي عنه للحظة ٢ نقطة )
, ذابت مشاعرها الخائنة تحت ملمس أصابعه لبشرتها ٢ نقطة و تناست جرحه المؤلم لها ، لمست شفتيها بطرف لسانها وهي تخفض جفنيها قليلا ٢ نقطة لذا لم تره وهو يتابع حركتها دون وعيا منه تقريبا ٢ نقطة
, أبعد يده بسرعةٍ وهو يقول بحزم
, ( سأخرج الآن ٢ نقطة السلام عليكم )
, همست وهي تتحسر على اللحظة الضائعة
, ( وعليكم السلام ٢ نقطة )
, نظرت الى ظهره وهو يخرج من الباب ٢ نقطة لتسمع أخيرا صوت أغلاق باب الشقة ليفصل بينهما بقوة ٢ نقطة
, بعد فترةٍ قصيرة ٢ نقطة وجدت معتز يخرج متعثرا بطةٍ صغيرة مشعثة وهو يحك عينيه بيديه و لا يبدو عليه أنه قد استيقظ أصلا
, ابتسمت حور من منظره وهي تقول ضاحكة بالرغم من أنه لا يسمعها
, ( لمن تشبه بشكلك الذي يرثى له هذا ؟ ٢ نقطة أمك لا بد وأن تظهر كأميرة دائما ٢ نقطة وأباك هو الأروع بين الرجال ٢ نقطة فلمن تشبه ؟؟ )
, أثناء ضحكها حانت منها التفاتة الى المرآة خلفها
,
, فشهقت وهي تضرب صدرها بكفها تماما بالحركة الموروثة من الحاجة روعة
,
, قالت مذهولة لصورتها في المرآة
, ( هل رآني نادر بتلك الصورة ؟ ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة أبدو كأداة تنظيف خيوط العنكبوت من السقف )
, اعادت نظرها الي معتز الذي ينظر اليها بعينين منتفختين ناعستين وهو لا يفهم شيئا ٢ نقطة فقالت بغضب
, ؛( والدك رآني بهذا المنظر ٢ نقطة حتى بيجامة المحن و الكوارث نسيت أن أبدلها ٢ نقطة هذا الحي له تأثير سيئا جدا علي )
, تنهدت بغضب ثم وضعت يديها في خصرها وهي تقول
, ( اذن يا استاذ ٢ نقطة ها قد بقينا وحدنا دون أي صعوبة أو حرب شعواء كما كنت أعتقد ٢ نقطة فماذا سنفعل الآن ؟ )
, ابتسمت وهي تنظر الى صبيها الصغير و الذي يقف أمامها انتباه ٢ نقطة محاولا الفهم على قدر استطاعته ٢ نقطة
, وبعد دقائق كان كلا منهما قد تحمم بعد عناء ٢ نقطة خاصة وأنها أمسكت به لأربع مراتٍ كاملة وهو يخرج جريا من الحمام ما أن تلتفت عنه و أخيرا تمت المهمة بنجاح ووقفا معا يصففان شعريهما أمام المرآة ٢ نقطة
, أخذت نفسا عميقا وهي تنظر الي صورتها في المرآة و قد ارتفعت روحها المعنوية قليلا و قد انسدل شعرها الحريري الطويل على ظهرها وهي ترتدي فستان البيت القطني الأسود ذو القلوب الحمراء و الذي يصل بالكاد الى ركبتيها
, اتجهت الى الشرفة و فتحت أبوابها الخشبية فدخلت أشعة الشمس و المحملة برائحة البحر القوية و تطايرت الستائر الخفيفة مع نسيم البحر العالي
, ثم اتجهت الى المذياع و الذي لا يوجد غيره ٢ نقطة حيث لا يوجد مشغل أغاني هنا ٢ نقطة أخذت تعبث فيه حتى وجدت قناة تذيع موسيقى شرقية رنانة بأنغامٍ لا تقاوم من تلك التي اعتادت سماعها فعلت الصوت على أقصاه كما اعتادت صباحا
, و أخذت تدن دن معها وهي تعد قهوتها في المطبخ بينما معتز يقف معها ينظر اليها بوجوم لا يفهم بماذا تحرك شفتيها ٢ نقطة
, وهي تهز رأسها و تدندن اللحن ٢ نقطة نظرت الى معتز الذي يقف في ركن المطبخ ٢ نقطة صغيرا ٢ نقطة لا يتكلم و لا يظهر أي حماسة أي شيء
, فأغلقت شفتيها وهي تعلم أنه لا يسمع تلك الموسيقى التي تجعل أذنيها الموسيقيتين الحساستين تتأثرانِ بها ٢ نقطة
, وقفت مكانها تنظر اليه و ينظر اليها وهو يفرك أصابعه ٢ نقطة و أصابع قدميه تلتوي تحتيهما ٢ نقطة
, أخفضت نظرها و قد ضاعت بهجتها قليلا ٢ نقطة ثم لم تلبث أن نظرت اليه و ابتسمت قليلا ٢ نقطة وبدأت في التمايل ٢ نقطة يمينا و يسارا بوركيها بينما خصرها يكمل اللوحة ٢ نقطة
, ازداد تمايلها مع الأنغام حتى اندمجت تماما وهي تتراقص برشاقة و خصرها من المرونة حتى بات يرسم أقواسا متمايلة هنا وهناك
, رمت خفيها من قدميها ٢ نقطة وهي ترقص حافية على أرض المطبخ الباردة ٢ نقطةكانت تنظر الى معتز مستمتعة بنظرته المذهولة و فمٍ مفتوح ٢ نقطة من المؤكد أنه يعتقد أنه أمه قد جُنت تماما ٢ نقطة
, تابعت حور رقصها وهي تدور في أنحاء المطبخ الواسع كحال المطابخ في الشقق القديمة ٢ نقطة التفتت أثناء رقصها لتنظر الى معتز ٢ نقطة فوجدته يحاول أن يقلدها بحركاتٍ خجولةٍ قليلا وهو يميل بخصره يمينا و يسارا كالإنسان الآلي ٢ نقطة فضحكت عاليا وهي تجده يحاول التواصل معها و كأنه يكلمها ٢ نقطة
, قالت حور أثناء رقصها
, ( سيقتلني والدك إن عرف بأنني أعلمك الرقص الشرقي ٢ نقطة )
, دارت مرة أخرى متمايلة و شعرها يدور معها الى أن وصلت اليه ثم انحنت اليه لتقول أمام وجهه وهي تلهث قليلا
, ( لقد جعت ٢ نقطة لما لا نطلب لنا إفطارا من محل الوجبات السريعة )
, كان معتز قد احمر وجهه بحيويةٍ هو الآخر من ذلك الرقص الذي رقصه معها ٢ نقطة لكنه لم يفهم ما قالته و تابعها بنظره وهي تلتقط هاتفها الخاص لتطلب رقما سريعا ٢ نقطة
, ثم قالت بنعومةٍ مبتسمة
, ( نعم ٢ نقطة مرحبا ٢ نقطة أود أن أطلب طلبا من فضلك ٢ نقطة نعم العنوان لا إنها أول مرة هنا ٢ نقطة سأعطيك العنوان ٢ نقطة نعم ٢ نقطة حي الميناء ٢ نقطة حي السفن ٢ نقطة )
 
الفصل الثاني والعشرون


سكتت قليلا وهي تسمع شيئا ثم رفعت يدها لتشير بها
, ( نعم ٢ نقطة عند الميناء ٢ نقطة الحي الخلفي من أمامها ٢ نقطة نعم ٢ نقطةنعم ٢ نقطة وصلنا الى الميناء٢ نقطة ركز معي رجاءا ٢ نقطة
, الحي الخلفي المواجه للميناء عند حلقة الأسماك ٢ نقطة نعم ٢ نقطة الشارع الذي يقع خلف المقهى و الذي يقع عند تقاطع الشارع الرئيسي بالزقاق الضيق المتفرع منه ٢ نقطة هل وصلت معي ؟؟ ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة
, عند الميناء ٢ نقطة الحي الذي ٢ نقطة نعم ٢ نقطة لا ٢ نقطة ليس الشارع الرئيسي ٢ نقطة و ليس الزقاق المتفرع منه ٢ نقطة هناك زقاق متفرع من الزقاق الأول ٢ نقطة هل وصلت معي ؟؟ ٢ نقطة في أول الزقاق تجلس امراة تبيع خضروات فوق عربة يد ٢ نقطة انها مشهورة هناك ٢ نقطة )
, صمتت حور قليلا ثم همست
, ( آها ٢ نقطة لا تقومون بالتوصيل الى هناك ؟؟ ٢ نقطة نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة لا بأس ٢ نقطة شكرا )
, أغلقت حور هاتفها وهي تزفر بحنق ثم رمته على سطح الطاولة وهي تقول غاضبة ٢ نقطة
, ( خدمة سيئة للغاية ٢ نقطة كيف لا يصلون الى كل الأماكن ؟ ٢ نقطة منتهى الإهمال )
, تأففت مرة أخرى ٢ نقطة ثم نظرت الى معتز لتقول له
, ( ماذا سنفطر الآن ؟ ٢ نقطة )
, لحظاتٍ من التفكير ثم قالت
, ( ما رأيك عن المخبز الوجود هنا في الشارع ؟٢ نقطة رائحة مخبوزاته تصل الي من الشرفة كل يوم ٢ نقطة هل ننزل معا ؟؟ )
, ثم عادت لتعبس وهي تقول
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لن أتحمل مسؤلية النزول معك ، إن حدث شيئا سيقتلني والدك ٢ نقطة كما أنني قد أصاب بالدوار على السلالم كالغبية )
, ظلت تفكر طويلا ثم استقامت وهي تقول
, ( ماذا لو ؟؟؟؟ ٢ نقطة تعال لنرى )
, ثم ذهبت الى الشرفة يتبعها معتز و كأنه يريد أن يعرف ما تنتويه ٢ نقطة اتجهت حور الى خلف باب الشرفة الخشبي في داخلها لتنظر في هذا الركن وهي تقول
, ( عادة يكون هناك ٢ نقطة ها هو )
, هتفت بانتصار وهي تخرج السلة المجدولة من قشور النخيل ٢ نقطة و هي ذات يدٍ مربوطٍ بها حبل طويل ٢ نقطة
, أمسكت به وهي تنظر الى معتز هاتفة بسعادة
, ( ها هو ٢ نقطة اسرع وسيلة توصيل طلبات للمنازل عبر التاريخ )
, أطلت حور من سور الشرفة وهي تنظر الى المخبز بالأسفل ٢ نقطة ثم عادت لتنظر الى معتز وهي تقول بتردد وصوتٍ خافت
, ( معقول ؟؟ ٢ نقطةآخر مرة فعلتها كانت منذ زمنٍ بعيد ٢ نقطة لا أستطيع )
, ثم عادت لتطل من سور الشرفة و الرائحة الساخنة تصل اليها ككلِ يوم ٢ نقطة نظرت الى معتز وهمست
, ( سأحاول ٢ نقطة لكن لا أعدك بالنجاح ٢ نقطة )
, أخذت نفسا عميقا و نفخت صدرها ٢ نقطة ثم أصلت من سور الشرفة لتصرخ عاليا
, ( يااااا عم ٢ نقطة يااااا عم )
, في لحظةٍ واحدة و بعد أن صدح صوتها يرن بين جدران البيوت في الشارع الضيق ٢ نقطة وجدت أن بائع الليمون قد رفع رأسه ٢ نقطة و البقال خرج من محله ٢ نقطة و صاحب عربة الفول رفع نظره اليها ٢ نقطة
, ابتسمت اليهم بسحرٍ وكأنها تحيي معجبيها ثم عادت لتصرخ
, ( ياااا عم ٢ نقطة صاحب المخبز )
, خرج حينها العامل من المخبز رافعا رأسه ٢ نقطةثم جاء جريا الى أسفل الشرفة دون دهشة ٢ نقطة فأخذت تنزل اليه السلة وهى متمسكة بالحبل تدليها له حتى أمسك بها
, فهتف حور ( من فضلك ٢ نقطة أريد خمسة أرغفة خبز ٢ نقطة و مخبوزات التمر ٢ نقطة و نصف كعك الينسون )
, أشار العمال بسبابته من العين للعين الأخرى ٢ نقطة ثم اتجه الى المخبز ٢ نقطة
, التفتت الى معتز فغمزت له وهي تبتسم بنجاح ٢ نقطة فابتسم معتز هو الآخر ٢ نقطة عادت حور لتنظر من السور فوجدت أن العامل قد احضر لها طلباتها كلها ووضعها لها في السلة ٢ نقطة فأخذت حور ترفع السلة الى أن وصلت اليها فأخذت الأشياء منها وهي تضحك بانتصار
, ثم نظر للرجل وهي تهتف
, ( لحظة لأحضر النقود ٢ نقطة )
, أشار لها الرجل بإصبعه بما معناه غدا مع طلبات الغد ٢ نقطة فابتسمت له شاكرة وهي تتذكر العادات القديمة ٢ نقطة
, نظرت الى معتز وهي ممسكة بالأشياء الساخنة بين أحضانها و قالت مبتسمة
, ( ها قد حصلنا على الإفطار في أسرع توصيل للمنازل ٢ نقطة )
, مدت كفا مفرودة الى معتز ٢ نقطة فرفع اليها يده بالغريزة وهو يبتسم لسعادتها ٢ نقطة
,
, وقفت أمامه ٢ نقطة في نفس مكانهما ، قلبها ينبض خوفا مما تفوهت به للتو ٢ نقطة لقد قصت عليه كل ماضيها ، وها هو يستمع اليها مطرقا برأسه مستندا الى الجدار ٢ نقطة في أغرب مكان ممكن أن تختاره لتحكي له حكايتها ،،،،
,
, لكنها ما أن عرفت برحيل جاسر عن الشركة حتى عادت لتطلب عمر و أخبرته أنها في إنتظاره في مكانهما عند سلم الطوارىء ٢ نقطة إنها الفرصة الأخيرة لها ، فما أن تعمل تحت إمرة جاسر حتى ستصبح عبدته و لن يغيبها عن نظره للحظة واحدة ٢ نقطة
,
, وقفت مستندة الى الحائط المقابل و يديها خلف ظهرها ٢ نقطة لكنها لم تكن تنظر الى الأرض مثله ، بل كانت تنظر اليه مباشرة و قلبها يخفق بعنف ٢ نقطة عيناها دامعتانِ و وجهها شاحب بعد لحظات الخوف التي عاشتها على يد المجنون جاسر ٢ نقطة
,
, حين لم يرد عمر للحظات طويلة ، همست كنشيجٍ مختنق
,
, ( كنت طفلة ٢ نقطة ولم أكن أملك أمر نفسي وقتها )
,
, لم يرد أيضا ٢ نقطة لكن صوت أنفاسه أخبرها أنه غاضبا هل سيرفضها الآن ؟ ٢ نقطة رفعت يدا مرتجفة من خلف ظهرها لتهدىء بها قلبها النازف بداخل صدرها المرتجف ٢ نقطةو دموعها تنساب على وجنتيها بضعف في شهقاتٍ معذبة ٢ نقطة
,
, همست بخوفٍ و أنينٍ باكٍ
,
, ( عمر ٢ نقطة )
,
, قال عمر بصوتٍ أجش وهو ينتظر الإسم المحتوم دون أن يرفع رأسه اليها ٢ نقطة
,
, ( من هو ؟٢ نقطة ٢ نقطة )
,
, أنت ببكاءٍ خافت ضعيف ثم همست أخيرا من بينِ بكائها
,
, ( ليس المهم من هو الآن ٢ نقطةإنه ٢ نقطة أنه يريدني كمجرم ٢ نقطة و أنا لم أجد من يساعدني )
,
, قال عمر بخفوت
,
, ( لديكِ أبناء عمك ٢ نقطة لكنك لم تخافي من إخبارهم كما أخبرتني ٢ نقطةلقد خفتِ الا تجدي ردة الفعل العنيفة التي تتخيلينها ٢ نقطة تخافين من أن يخذلوكِ كما فعلو دائما )
,
, كما أنا أنتظر ردة فعلك التي تخيلتها ٢ نقطة هكذا فكرت في نفسها وهي تنظر اليها لا يجرؤ على مواجهة حتى عينيها ٢ نقطة
,
, ظلت تنظر اليه و الوجوم يتزايد ليجمد قلبها النازف أكثر و أكثر كم جمد دموعها ٢ نقطة
,
, همست بعد لحظات بثبات و كأنها تنتظر الحكم بموتها
,
, ( ماذا أفعل ؟؟ ٢ نقطة )
,
, أيضا لم يرفع عمر رأسه ٢ نقطة و ساد صمت طويل ، حتى قال أخيرا بلا تعبير في صوتٍ أجوف خافت
,
, ( لما لا تعطينه فرصة يا حنين ؟٢ نقطة قد ٢ نقطة قد يكون شخصا أفضل مما ترينه )
,
, أخذ صدرها يعلو و يهبط بسرعةٍ لكن دون دموع ٢ نقطة دون ملامح لأي مشاعر ٢ نقطة بينما تم التصديق على حكم اعدامها .
,
, همست بصوتٍ كصوته تماما
,
, ( هل هذا رأيك ؟؟ ٢ نقطة)
,
, لم تصدر عنه سوى همسة مختنقة ( نعم ٢ نقطة )
,
, أومأت وهي تنظر اليه بعينيها الجامدتين ٢ نقطة ثم تمكنت من الهمس أخيرا
,
, ( أنا ٢ نقطة)
,
, لم تكمل ٢ نقطة ببساطةٍ لم تجد القدرة على النطق ، فتحركت لتفتح الباب و هي تولي الأدبار جارية في الممر الطويل و شعرها يطير من خلفها بينما صدى شهقاتِ بكائها يتردد صداه بين جدران الممر ٢ نقطة
,
, و لم ترى ذلك الواقف في انحنائة الحائط و هو يضم قبضتيه حتى ابيضت مفاصلها و توحشت عيناه و أصبحت كعيون المجرمين ٢ نقطة و لم يشعر بنفسه الا وقد تحرك الى الباب الذي خرجت منه للتو ففتحه ودخل ٢ نقطة
,
, ليجد عمر على نفس وقفته المتخاذلة و الضاربة لرجولته ٢ نقطة حيث خذل فتاة صغيرة احتاجت لمساعدته ٢ نقطة
,
, اتجه جاسر اليه في خطوة واحدة ليقبض على مقدمة قميصه ليرفع قبضته و يلكمه بكل قوته حين لم يستطع عمر أن يتدارك لكمة جاسر الذي صرخ كالوحوش
,
, ( أيها الحقير ٢ نقطة )
,
, حين رفع عمر رأسه وهو يتلمس شريط الدم الذي انساب من شفتيه ٢ نقطة نظر الي جاسر للحظة واحدة ثم صرخ بغضب
,
, ( أيها الغبي أنت لا تفهم شيئا ٢ نقطة أيها الغبي )
,
, لم يكمل حيث لكمه جاسر مرة أخرى ٢ نقطة حينها رفع عمر قبضته ليلكمه هو الأخر ، فسقط جاسر لعدة درجات ، لكن عمر لم يمهلم وهو ينزل اليه فأمسكه جاسر من قميصه صارخا ( حقير ٢ نقطة قذر )
,
, ليرميه بكل قوته الدرجات المتبقية حيث ارتطم ظهر عمر بقوةٍ بحائط الطابق الأسفل ٢ نقطة لكنه تحامل على نفسه وهو يجذب جاسر ليضربه وهو يصرخ
,
, ( أياك أن تعيدها ٢ نقطة أنا لست حقيرا مثلك )
,
, بينما رفع جاسر ركبته ليضرب بها معدة عمر ٢ نقطة انحنى عمر ليتأوه ٢ نقطة ثم نهض ليلكم جاسر مرة أخرى و يرميه للدرجات التالية ٢ نقطة
,
, حينها لم يسكت جاسر الا و قد قبض على قميص عمر بكلتا قبضتيه ٢ نقطة ليرجع رأسه الى الخلف ثم يعود بها بكل قوته ليضرب بها جبهة عمر ٢ نقطةو يرميه الى الطابق الأسفل كذلك ٢ نقطة
,
, ولم ينتهيا حتى وصلا الى اربع أو خمس طوابق نزولا ٢ نقطة الى أن ارتمى كلا منهما على السلالم يلهثانِ بعنف و وجهيهما مكدومين بمنظرٍ مرعب ٢ نقطة
,
, قال عمر وهو يلهث بعنف
,
, ( لقد سلمتها لك ٢ نقطة بكلِ خسةٍ تركتها الى مصيرها معك )
,
, كانت عينا جاسر كعيني حيوانٍ مفترس وحمراوين بشكلٍ مرعب ٢ نقطة قال بعد فترةٍ طويلة ٍ وهو يلهث هو الآخر
,
, ( هل أحببتها ؟٢ نقطة )
,
, أغمض عمر عينيه وهو يرجع رأسه للخلف ٢ نقطة ثم قال بهدوءٍ كئيب على الرغم من أنفاسه المنقطعة
,
, ( تماما كما أحب شقيقتي الصغرى ٢ نقطة)
,
, لم يرد جاسر ٢ نقطة وهو يرجع رأسه الى الخلف هو الآخر يلتقط أنفاسه المجهدة ٢ نقطة حينها قال عمر بكل قوة
,
, ( لم أكن لأخونك ٢ نقطة أنت دونا عن كل البشر ، و لو كلفني حياتي ٢ نقطة)
,
, أيضا لم يرد جاسر ٢ نقطة توقف الكلام بينهما ، وهما مرتميانِ على درجاتِ السلالم يلهثان ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة
,
, دخل مالك وهو يصفر الى البيت ٢ نقطة يشعر وكأن هواء البحر قد تغلغل في صدره ليريحه قليلا ، كان بحاجة لهذه النزهة وهو الآن يشعر أنه بحالٍ أفضل ٢ نقطة
,
, لكن ما أن دخل الي البيت حتى وجد الحاجة روعة تسير جيئة وذهابا على قدميها المنتفختين وهي تفرك أصابعها بقلق ٢ نقطة تهمس وكأنها تدعو سرا ٢ نقطة
,
, اقترب مالك منها وهو يمسك بكتفيها ليقبل وجحنتها الممتلئة وهو يقول مبتسما
,
, ( ماذا بك يا روعة ؟؟ ٢ نقطة قلبي يحدثني أنكِ قد تسببتِ في كارثة أخرى كالعادة )
,
, ضربته الحاجة روعة على ظاهر يده وهي تقول
,
, ( تأدب يا ولد ٢ نقطةوهل من تنجبكم تخلو حياتها من الكوارث )
,
, ضحك مالك وهو يقول محتضنا إياها
,
, ( اذن ماذا بك ؟ ٢ نقطة تقيسين المسافة بين المطبخ و باب البيت ، هل هذا فراغ مثلا ؟؟ ٢ نقطة )
,
, قالت الحاجة روعة بقلق وهي عاقدة حاجبيها و قلبها ينبض بعنف
,
, ( أخوك عاصم ٢ نقطة بات ليلته خارج البيت ، وأنا أكلمه منذ الصباح لكن هاتفه مغلق )
,
, قال مالك يهدئها
,
, ( وماذا فيها ؟؟٢ نقطةإنها ليست المرة الأولى التي يبات خارجا ، أحيانا يقضي الليلة يتابع عملا ما أو مشروعٍ ما ٢ نقطة أنسيتِ المرة الأخيرة التي قضى فيها الليلة خارج البيت ٢ نقطة ثم عاد صباحا و قد أتحفنا بخبر انفصاله عن تلك الإبرة التي كان مرتبطا بها ٢ نقطة إن كان سيأتي كل مرة بخبر مماثل ، فليبقى خارجا دائما ٢ نقطة )
,
, ازداد انعقاد حاجبيها وهي تقول بقلق
,
, ( ابعد ما تقوله عن فمك ٢ نقطة ادعو **** الا يحرمني من طلتة أخاك في البيت الي يومِ القاه )
,
, قال مالك برقة و هو يشعر بقلقها قد بدأ يتسرب اليه ٢ نقطة فالحاجة روعة تمتلك ردارا ٢ نقطة دائما ما يصيب في احساسه
,
, ( طبعا ٢ نقطة فأنتِ لم تنجبي سوى عاصم حبيب القلب وحور زينة البنات ٢ نقطة ، أما أنا فابن البطة السوداء في هذا البيت )
,
, ضحكت الحاجة روعة وهي تحتضنه بقوة من خصره وهي أعلى منطقة أصبحت تتمكن من الوصول اليها منذ ان شب مالك عن الطوق ٢ نقطة قالت وهي تضع رأسها على صدره الرحب
,
, ( يا حبيب أمك ٢ نقطة أنت الأحب الى قلبي ، دائما و أبدا ٢ نقطة لكن لا تخبر أخوتك بذلك )
,
, ضمها مالك بحنان وهو يتنشق تلك الرائحة المسكية التي نمى عليها منذ طفولته ٢ نقطة لم تتغير و لم يسرقها منها الزمن ٢ نقطة أخفض رأسه حوالي الشبرين ليتمكن من تقبيل رأسها وهو يبتسم بحنان ٢ نقطة
,
, فجأة رن هاتفه ٢ نقطة فابتعد عنها قليلا وهو يخرجه من جيب بنطاله ٢ نقطةليرد بهدوء مبتسما
,
, ( السلام عليكم ٢ نقطة نعم أنا )
,
, تبدلت ملامحه وهو يستمع قليلا ٢ نقطة شحب وجهه وهو يستدير بجذعه قليلا بين أحضان أمه التي كانت تنظر اليه بقلق ٢ نقطة ليكمل قائلا
,
, ( نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطةأين ؟٢ نقطة حسنا ٢ نقطة الحمد لله ٢ نقطة الحمد لله ٢ نقطة)
,
, اغلق الهاتف ببطء وهو يستدير لأمه قائلا محاولا أن يجلي صوته وهو يبتسم
,
, ( اذن ٢ نقطة م ٢ نقطة ماذا كنا نقول يا بطة ؟؟٢ نقطة )
,
, بهتت ملامح الحاجة روعة وهي تتشبث بخصره قائلة
,
, ( من كان يهاتفك ؟٢ نقطة بخصوص عاصم ، اليس كذلك ؟؟ )
,
, ابتسم مالك باهتزاز وهو يقول
,
, ( نعم ٢ نقطة انه احد رجال عاصم ، يخبرني أن هناك ٢ نقطة مشكلة في العمل و عاصم ٢ نقطة وعاصم يحتاج حضوري )
,
, ظلت الحاجة روعة تنظر اليه بترجي ٢ نقطة ثم قالت
,
, ( أنت تكذب علي يا مالك ٢ نقطة اليس كذلك ؟ هل أصاب أخاك مكروه ؟ )
,
, ابتسم اكثر قليلا و شفتاه متيبستان ترفضان اطاعة الأمر وهو يقول
,
, ( ابعدي هذا الكلام عن فمك يا روعة ٢ نقطة عاصم بخير و أنا ذاهب اليه الآن ٢ نقطة، صدقيني أنا ذاهب اليه )
,
, ابتلعت ريقها ثم همست بعينين ترمشانِ قلقا
,
, ( اذن ما أن تصل دعه يكلمني ٢ نقطة أريد أن أسمع صوته )
,
, انحنى مالك ليمسك بيدها و يقبل ظاهرها وهو يهمس برقة متحاشيا مواجهة عينيها
,
, ( من عيني هذه قبل عيني تلك ٢ نقطة لا تقلقي، اتفقنا ؟؟ )
,
, أومأت برأسها وعيناها تحملان عدم اقتناع ٢ نقطة بينما قلبها يخفق عنف و جفنها الأيسر ينبض بقوة ٢ نقطة لذا خرج مالك مسرعا وهو يدفع يديها عن قميصه برفق قبل أن تهزمه عيناها ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة دخل مالك ركضا الى المشفى و بعد أن سأل عن عاصم رشوان الذي انقلب له المكان لحظة وصوله ٢ نقطة هو و رجاله ،
,
, صعد مالك الى غرفة العمليات ٢ نقطة حيث وجد أحد الرجال واقفا أمامه وهو يبدو مصابا و مضمدا ٢ نقطة
,
, اتجه مالك اليه بسرعةٍ ليهتف بعنف ممسكا بكتفيه يهزه ٢ نقطة
,
, ؛( ماذا حدث يا منصور ؟٢ نقطة كيف حدث ذلك منذ الأمس ولم يصلني أي خبر ؟٢ نقطة ماذا ٢ نقطةأين ٢ نقطةكيف حال عاصم الآن ؟ )
,
, تأوه الرجل قليلا وهو يمسك بذراعه المصاب ثم قال بضعف وهو يستند الى الحائط
,
, ( لم يخبرني أحد الى الآن ٢ نقطة منذ أن دخل السيد عاصم الى غرفة الجراحة و لم يخرج أحدا منها بعد ٢ نقطة لم أستطع الوقوف على قدمي سوى الآن يا سيد مالك بعد أن ضمد الأطباء جراحي ٢ نقطة و هاتف السيد عاصم ليس معه ، السيد عاصم ٢ نقطة السيد عاصم أصيب برصاصة ٍ في صدره )
,
, نشبت أصابع مالك أكثر في كتفي الرجل ٢ نقطة وقد اشتعلت عيناه غضبا و رعبا ٢ نقطة ثم قال يهدر
,
, ( من فعلها ؟؟ ٢ نقطة من فعلها ؟؟ )
,
, أوجز له الرجل ما حدث منذ فترةٍ في بضع كلمات واهنة جعلت عينا مالك تتسعان أكثر و أكثر مع كل كلمة ٢ نقطة أين كان و عاصم يواجه كل ذلك ٢ نقطة لربما استطاع حمايته ٢ نقطة
,
, ترك الرجل ليستند الى حائط المشفى وهو ملامحه جامدة قاسية ٢ نقطة وأغمض عينه وهو يدعو **** بلا توقف أن ينجي عاصم من تلك المحنة و يخرجه سالما ٢ نقطة
,
, كيف سيواجه أمه إن حدث شيء لعاصم ٢ نقطة بل كيف سيكون بيتهم لو غاب عنه صوت عاصم الجهوري ٢ نقطة
,
, هز رأسه لينفض تلك الأفكار المرعبة وهو يستغفر **** و يعود للدعاء له ٢ نقطة خوفا عليه و على أمه ٢ نقطةإن وصلها هذا الخبر ٢ نقطة
,
, طال وقوفهما في انتظار أي خبر يطمئن قلبيهما ٢ نقطة
,
, حتى اقترب الرجل قليلا من مالك ليلمس كتفه هامسا
,
, ( سيد مالك ٢ نقطة أعلم أن هذا ليس وقتا مناسب ، لكن لو كان السيد عاصم معك الآن لطلب منك الإطمئنان على الآنسة التي أتت معه ٢ نقطة )
,
, نظر اليه مالك بحيرة وهو يقول ( أي آنسة ؟٢ نقطة )
,
, قال الرجل ( صاحبة البيت ٢ نقطةإنها مهمة جدا للسيد عاصم ، وقد كان مستعدا أن يدافع عنها بحياته ٢ نقطة وقد تعرضت ٢ نقطةأوشكت أن تتعرض ل ٢ نقطة قبل دخولنا ، ٢ نقطة الحيوانات الذين اصابو السيد عاصم أوشكو أن ٢ نقطةإنها في الطابق السفلي ٢ نقطة لا أعلم أين تحديدا )
,
, اتسعت عينا مالك رعبا وهو يستمع الى الكلمات المتقطعة ٢ نقطة كيف كان ذلك ، وأين كان هو ٢ نقطة هل تلك هي الفتاة التي أخبرهم عاصم أنه سيتزوجها ؟٢ نقطة
,
, اشتعل الغضب و هاج في أعماقه حتى شعر برغبةٍ في تحطيم المكان ٢ نقطة بالفعل إن كانت هي من سيتزوجها فمن المعجزات أنهم ظلو أحياءا حتى هذه اللحظة ٢ نقطة لكن الأوغاد الجبناء كانو محملين بالسلاح
,
, على عكس عاصم ورجاله حيث كان يرفضه تماما ٢ نقطة نظرا لخلفيته و ماضيه المتهور كان أدرى الناس بأنه في لحظات غضبه ممكن أن يطول سلاحه في لحظة طيش أو تهور ٢ نقطة لذا منع الأسلحة النارية تماما ٢ نقطة
,
, تابع الرجل كلامه وهو يقول
,
, ( السيدة التي كانت تعيش معها وجدوها في المطبخ على الارض حيث ضربوها بأداة حادة على رأسها ٢ نقطة وحالتها خطيرة كما سمعت ٢ نقطة و رجلنا الذي أصيب بطلقٍ ناري هو الآخر في حالةٍ خطرة )
,
, أظلمت عينا مالك بشدةٍ ثم قال بعد أن نظر لغرفة الجراحة بتردد للحظات ٢ نقطة ثم وضع يده على كتف الرجل للحظةٍ بحزم وهو يقول ٢ نقطة
,
, ( سأذهب لأسأل عنهم جميعا ٢ نقطة ابقى هنا و لا تتحرك ٢ نقطة و لا تقف أيضا ، ارتاح على أحد المقاعد ، لن أتأخر )
,
, أومأ الرجل براسه بجهد وهو يربت على ذراع مالك ٢ نقطة ٢ نقطة
,
, وقف مالك أمام الغرفة التي وجدها أخيرا ٢ نقطة قف أمامها و صدره يعلو ويهبط غضبا و حزنا و أسى ٢ نقطة خوفا و رعبا على عاصم الذي تركه بالأعلى ٢ نقطة لكن معرفته بعاصم جعلت وجوده عند هذه الغرفة حتميا ٢ نقطة
,
, وجد طبيب يخرج منها في نفس اللحظة فأسرع اليه ليقول بقلق
,
, ( كيف حالها الآن ؟٢ نقطة )
,
, نظر اليه الطبيب ليقول (هل أنت قريبها ؟٢ نقطة)
,
, قال مالك بتردد ( أنا ٢ نقطة أخ خطيبها )
,
, قال له الطبيب متفهما
,
, ( انها بخير نوعا ما الآن ٢ نقطة بخلاف الكدمات و الجروح السطحية، كان لديها تجمع دموي داخلي نتيجة ركلة من أحد مهاجميها ٢ نقطة لكنه ليس خطيرا ، بالإضافة الى الحالة النفسية ٢ نقطة لم تصل بعد لمرحلة الإنهيار لكنها في حالة صدمة حاليا )
,
, أومأ مالك وهو يبتلع ريقه غير مصدقا لما تعرضت له من يريد عاصم أن يمنحها اسمه ٢ نقطة اراد في تلك اللحظة أن يقتل أحدا وهو يقول
,
, ( هل يمكنني أن أراها ؟؟ ٢ نقطة )
,
, قال الطبيب قاطعا
,
, ( بالتأكيد لن يكون هذا جائزا ٢ نقطة لابد وأن تكون من أقارب الدرج الأولى خاصة و أن الحالة الآن ستخضع للتحقيق بسبب ما حدث )
,
, قال مالك وهو يحاول أن يبدو هادئا قدر الإمكان
,
, ( من فضلك ٢ نقطة خمس دقائق فقط ، هي ليس لها أي أقارب الآن ٢ نقطة وأنا يجب أن أرها ولو للحظات )
,
, ظل الطبيب مترددا قليلا ثم قال أخيرا
,
, ( حسنا ٢ نقطة لكن لمدة خمس دقائق لا أكثر ٢ نقطة والممرضة ستكون معك )
,
, دخل مالك بسرعة الى الغرفة ٢ نقطة ليجد فتاة شابة قد تكون أصغر منه بثلاث أو أربع سنوات على الأكثر ، راقدة بإجهاد على الفراش ٢ نقطة اقترب منها ببطءٍ شديد ، فأحس بغصةٍ في حلقه وهو ينظر الى وجهها المكدوم في كل مكان تقريبا ٢ نقطةومع ذلك بدت كفراشة رقيقة ، نائمة بتعب ٢ نقطة
,
, أقترب منها مالك أكثر وهو يطيل النظر اليها ٢ نقطة ثم نظر الى الممرضة التى كانت تقف بسكون عند نهاية الفراش ليقول بخفوت
,
, ( هل هي بخير ؟٢ نقطة لا تبدو بخيرٍ أبدا ٢ نقطة )
,
, قالت الممرضة بعطف
,
, ( انها بخير ٢ نقطة حالتها الجسدية أفضل مما كان متوقعا ، أنها أقوى مما تبدو ٢ نقطة )
,
, همس مالك بتردد و صدره يخفق بعنف
,
, ( وهل ٢ نقطة هل هي ٢ نقطة هل تعرضت ل ٢ نقطة )
,
, فهمت الممرضة سؤاله دون أن ينطقه فهمست بخفوت
,
, ( انها بخير ٢ نقطة لقد انجاها **** )
,
, أغمض مالك عينيه للحظة ثم فتحهما و نظر اليها مرة أخرى ٢ نقطة لينحني اليها قليلا وهو يميز شيئا ما يعرفه حق المعرفة
,
, إنها قلادة والدته ٢ نقطة ال ماشاء **** ٢ نقطة
,
, انه يعرفها حق المعرفة ، وهي تبدو حمراء ملطخة بدمٍ متجمد عليها ٢ نقطةجمدت عيناه وهو يتطلع اليها جيدا ٢ نقطةها قد حصل على الإجابة التي كان يريدها ٢ نقطة تلك الفتاة تخص عاصم دون أي مجال للشك
,
, همس قريبا منها
,
, ( ستكونين بخير ٢ نقطة ستكونان بخير ، و ستنيرين بيتك قريبا باذن **** )
,
, ثم ابتعد عنها و قلبه ملتاعا على أخيه الذي يبدو أنه وجد سعادته متأخرا ليسرقها منه بعض الحقراء و أقذرهم ٢ نقطةخرج من الغرفة ليذهب الي الباقين قبل أن تتخاذل قدميه من هول تلك الحرب الشعواء التي وقعت لهم ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة
,
, وصل مالك مسرعا الى رجل عاصم المصاب الذي تركه أمام الغرفة ليسأله بخوف
,
, ؛( ما الأخبار ؟٢ نقطة هل من جديد ؟؟ )
,
, هز الرجل رأسه نفيا ببطء وهو يقول بقلق
,
, (؛ لم يخرج أحد من غرفة الجراحة الى الآن ٢ نقطة)
,
, أغمض مالك عينيه وهو يستند بظهره الى الحائط ٢ نقطةلم يشعر بهذا الشعور منذ ٢ نقطةمنذ وقتا طويلا ، ذلك الخوف على شخصٍ قريبٍ له ٢ نقطة
,
, وعاصم تحديدا ٢ علامة التعجب ٢ نقطة عاصم شقيقه و صديقه ٢ نقطة على الرغم من اختلافهما التام الا أنه يشعربأن عاصم شيء كبير بالنسبة له و لهم جميعا ٢ نقطة
,
, قال مالك بصوتٍ مختنق
,
, ( وكذلك محمود ٢ نقطة ليس هناك أي خبر عنه الى الآن ، هل اتصلتم بزوجته ؟ ٢ نقطة)
,
, قال الرجل ببؤس
,
, ( لا ٢ نقطة لم استطع ، لديه خمسة ***** و لم أجرؤ على الاتصال بزوجته ٢ نقطة لقد سمعت أن حالته خطيرة )
,
, شعر مالك بالغصة تتضخم في حلقه أكثر و أكثر ٢ نقطة وهو يدعو سرا لهم جميعا و لا يعرف كيف سيكون مصير هؤلاء الأطفال إن فقدو أباهم ٢ نقطة
,
, ومهما عوضهم فكيف سيعوضهم عنه إن رحل ٢ نقطة أبعد تلك الأفكار عن رأسه وهو يعود للدعاء منتظرا٢ نقطة
,
, في تلك الأثناء سمع رنين هاتفه ٢ نقطة فنظر اليه بهلع ليرفع عينيه الى السماء شاعرا بخوف ٢ نقطة انها أمه ٢ نقطةرقم هاتفهم الأرضي ، ماذا يفعل الآن ٢ نقطة إن لم يرد ستقلق و قد يصيبها شيء
,
, أخذ نفسا وهو يحاول أن يهدىء من ضربات قلبه ٢ نقطة ثم رد على هاتفه بأكبر قدر من الابتسامة استطاعه
,
, ( السلام عليكم ٢ نقطة)
,
, ردت الحاجة روعة بلهفةٍ وصوتها يرتعش خوفا
,
, ؛( مالك يا ابني ٢ نقطة لماذا لم تكلمني الى الآن ؟ أين أخاك ؟ )
,
, قال مالك و ملامحه تعتصر ألما و بصوتٍ متحشرج
,
, ( سامحيني حبيبتي ٢ نقطة كان لدينا مشكلة في موقع xxxx ٢ نقطة لذا لم ٢ نقطة )
,
, هتفت أمه بقوة تقاطعه ( أعطني أخاك ٢ نقطة أريد أن أكلمه)
,
, سكت مالك للحظةٍ وهو غير قادر على تحمل اللوعة في صوتها فقال بعد فترة
,
, ( عاصم لن يستطيع حاليا أمي ٢ نقطة إنه ٢ نقطةمع العمال ٢ نقطة )
,
, سكت و ذهب صوته الهامس ٢ نقطة وما لبث أن سمع صوت نهنهةٍ باكية ٢ نقطة وهمسٍ ضائع لا يكاد يُسمع ٢ نقطة و صوت ضربات يدها على صدرها
,
, قلبي كان يعلم ٢ نقطة قلبي كان يعلم ٢ نقطة
,
, دمعت عينا مالك حتى تشوشت الرؤية لديه ٢ نقطة فابتعد بخطواتٍ تائهة ليقول ثم مسح عينيه بعيدا عن مرأى أي إنسان وهو يقول بقدرٍ من الإتزان
,
, ( أمي ٢ نقطة أمي ٢ نقطة اهدىء حبيبتي ، عاصم بخير ٢ نقطة أقسم لكِ أنني لن أعود الا وهو في يدي )
,
, وضع يده على صدره وهو يستمع الى نحيب أمه ٢ نقطة من الممكن أن يحدث لها شيء مما هي فيه ٢ نقطة فظل يقول مهدئا على قدر استطاعته
,
, ( صدقيني يا أمي ٢ نقطة عاصم بخير ٢ نقطة أنا ٢ نقطة يجب أن أذهب اليه الآن )
,
, أغلق مالك الهاتف على صوت بكاء والدته وهي تترجاه هاتفة ٢ نقطة ليكلم حنين بعدها و يطلب منها دون مقدمات أن تذهب الى أمه حالا ٢ نقطة قالت حنين بخوف
,
, ( ماذا حدث يا مالك ؟ ٢ نقطة )
,
, قال مالك بصوتٍ خاوىٍ وعينين دامعتين
,
, ( عاصم في المشفى ٢ نقطة أصيب بطلقٍ ناري وهو في غرفة الجراحة الآن )
,
, شهقت حنين بعنف فقال مالك بحزم
,
, ( حنين٢ نقطة حنين ٢ نقطة استمعي الي جيدا ، لا أريد لكلمةٍ أن تصل أمي ، واذهبي اليها فورا )
,
, حاولت الكلام لكنه هتف بقوة
,
, ( حالا يا حنين ٢ نقطة)
,
, ثم أغلق الهاتف وهو يتنهد بقوةٍ و يدعو **** أن تمر تلك الساعات المقبلة على خير ٢ نقطة
,
, لم يخرج الطبيب سوى بعد ساعةٍ كاملةٍ ٢ نقطة ليطمئن مالك الذي جرى عليه ،٢ نقطة فقال له الطبيب
,
, ( حالته مستقرة الآن بعد أن استخرجنا الرصاصة من منطقة حساسة بجانب الكبد ٢ نقطة فإن مرت الفترة المقبلة دون مضاعفات سيكون بخير باذن **** ٢ نقطة)
,
, تنهد مالك بقوة وهو يقع على الحائط من خلفه ليستند اليه وهو يحمد **** و يدعو ان تمر الفتره الاتيه علي خير
 
الفصل الثالث والعشرون


لم يتمكن مالك من الدخول الى عاصم بعد خروجه من غرفة ظظالجراحة الا بعد عدة ساعات طويلة معذبة ٢ نقطة اقترب مالك منه بخطواتٍ ملهوفة وهو يراه متصلا بالعديد من الأسلاك و الأجهزة ٢ نقطة
,
, وما أن وصل اليه حتى وقف يتطلع الى وجهه الشاحب بشدة وقد اختفت منه الدماء تماما ثم مال اليه يقبل جبهته برفق وهو يتلمس خصلات شعره ٢ نقطة ثم همس
,
, ( عاصم ٢ نقطة سلامتك يا أخي و يا صديقي )
,
, وكان أجمل منظرا من الممكن أن يراه في تلك اللحظة ٢ نقطة هو منظر عينا عاصم تفتح قليلا بضعفٍ و اجهاد ٢ نقطةفأمسك مالك بكفه وعيناه تدمعان وهو يهمس
,
, ( الحمد لله ٢ نقطة حمدا لله على سلامتك يا اخي )
,
, نظر عاصم أمامه بصعوبة وكأنه لا يرى مالك الى جانبه ٢ نقطة وهمس بصوتٍ لا يُسمع
,
, ( ماذا ٢ نقطة ماذا حدث ؟؟ )
,
, قال مالك برفق ممسكا بيده
,
, ( الا تتذكر ؟٢ نقطة)
,
, فجأة شد عاصم يده على كف مالك بقوةٍ وهو يقول متحركا وكأنه ينوى القيام ٢ نقطة الا أن الكلام خرج بتأوه و شبه هذيان
,
, ( صبا ٢ نقطة صبا ٢ نقطة يجب أن اذهب اليها )
,
, شدد مالك من قبضة يده وهو ينحنى أكثر واضعا يده الأخرى على كتف عاصم قائلا بقوة حتى يتكمن عاصم من سماعه
,
, ( إنها بخير ٢ نقطة إنها بخير ٢ نقطة انها تحت عيني كل لحظة )
,
, تمكن عاصم من النظر اليه ليقول ببطءٍ اخذ في التخاذل الى أن غاب عن الوعي في آخر كلماته
,
, ( صبا ٢ نقطة لا تتركها ٢ نقطة للحظة )
,
, قبل مالك جبينه بقوةٍ وهو يهمس
,
, ( إنها تحت حمايتي منذ الآن ٢ نقطة ومن سيقترب منها سأمحوه من على وجه الأرض )
,
, ثم ترك كفه و ربت عليها قبل أن يخرج و قلبه صارخا متوجعا ٢ نقطة ٢ نقطة
,
, ٢ نقطةلم يدري مالك كم مر من الوقت ؟ ٢ نقطةالا أن الليلة انقضت و جاء الصباح وهو مرابطا لغرفة عاصم لا يتركها أبدا ٢ نقطةومنها الى غرفة صبا ٢ نقطة ثم الى غرفتي رجل عاصم المصاب و فتحية ٢ نقطة دون أي تقدم يذكر في حالتيهما
,
, وفي إحدى المرات ٢ نقطة استطاع مالك الدخول الى غرفة صبا ، بعد أن أبلغته الممرضة بأنها قد أفاقت و لم تتكلم حتى الآن ٢ نقطة
,
, طرق مالك لباب برفق ثم دخل ٢ نقطة وجدها جالسة مستندة الى ظهر الفراش ٢ نقطة تنظر أمامها دون تعبير وهي شاردة تماما ٢ نقطة ولم يبدو عليها أنها قد سمعت دخوله ولم تره أصلا ٢ نقطة
,
, اقترب مالك منها ٢ نقطة ليقول همسا حتى لا يجفلها ( صبا ٢ نقطة)
,
, التفتت صبا بحدة اليه وهي تشهق ارتياعا وتراجعت أكثر واكثر في الفراش و هي تبحث بأصابعٍ مرتجفة عن جرس استدعاء الممرضة ٢ نقطة و هي تنظر اليه برعب
,
, رفع مالك يديه بسرعة وهو يقول بصوتٍ خافت سريع
,
, ( لا تخافي ٢ نقطة لا تخافي ٢ نقطة أرجوك ، أنا مالك شقيق عاصم ٢ نقطة)
,
, هتفتت وهي ترتجف رعبا
,
, ( ابتعد عني٢ نقطة ابتعد ، سأصرخ وستأتي الشرطة )
,
, قال مالك يهدئها
,
, ( لا تخافي الشرطة موجودة في المشفى لحمايتك ٢ نقطة لا تخافي ، صدقيني ، ٢ نقطة لقد وعدت عاصم أن أطمئن عليكِ )
,
, لم تستطع الرد عليه وهي تنظر اليه بعينين واسعتين كبيرتين مرعوبتين ٢ نقطة بينما حاجبيها منعقدان بقوة و صدرها يخفق بعنف وحين رآها مالك صامتة تشجع وقال برقة
,
, ( عاصم خائف عليكِ للغاية ٢ نقطة ووصاني أن أطمئن عليكِ باستمرار )
,
, ازداد انعقاد حاجبيها و ظن أنه رأى كرها شديدا في عينيها ٢ نقطة لكنه لم يصدقه و همس
,
, ( عاصم كان يريد الإطمئنان عليكِ ٢ نقطة لكنه مصاب ٢ نقطة هو بخيرٍ الآن ٢ نقطة لكن إصابته كانت شديدة )
,
, أيضا لم ترد عليه وهي ساكنة كتمثال و يدها مجمدة على الجرس ٢ نقطة صدرها فقط يعلو و يهبط بعنف ٢ نقطة
,
, فحاول مالك مرة أخرى برفقٍ أكبر
,
, ( أنتِ بخير ٢ نقطة لا تخافي ، لن يستطيع أحد أن يمسك ثانية )
,
, ارتعشت رعشة مفاجئة منتفضة و اتسعت عيناها أكثر ٢ نقطةفشتم مالك نفسه سرا و قال بسرعة
,
, ( بسوء ٢ نقطة لن يمسك أحد بسوء ٢ نقطةأبدا )
,
, سكت وهو غير قادر على المتابعة ٢ نقطة فهدأ نفسه قليلا و قال بعد لحظة
,
, ( هل هناك أي أحد من أقاربك تريدين أن أطلبه لكِ؟ ٢ نقطة)
,
, لم يسمع ردا أيضا ٢ نقطة فأخذ نفسا متعبا وهو يتخلل شعره بأصابعه ينظر أرضا بيأس ٢ نقطة الى أن سمع صوتها الهامس المختنق
,
, ( فتحية ٢ نقطة أريد فتحية )
,
, رفع مالك رأسه اليها بسرعة مستبشرا بكلامها ٢ نقطة لكن سؤالها عن فتحية قد ألجمه ، فقال ببطء
,
, ( فتحية ٢ نقطة إنها ٢ نقطة )
,
, سكت مالك يحاول ان يجد أي كذبة بيضاء ٢ نقطة لكن صبا همست تفاجئه
,
, ( لقد آذوها ٢ نقطة أنا أعرف ذلك ٢ نقطة أريد أن أعرف ماذا أصابها ؟٢ نقطة)
,
, تعجب من قوتها التي تعتبر معجزة في مثل ما تعرضت له ٢ نقطة مجرد همستها الضعيفة كانت قوة لا تضاهى ، وحينها عرف لماذا وقع عاصم رأسا على عقب في طرفة عين
,
, حين طال صمت مالك ٢ نقطة عادت صبا لتهمس
,
, ( ماذا فعلو بها ؟٢ نقطة)
,
, قال مالك بتردد وهو لا يدرك مدى خطورة حالتها
,
, ( انها في ٢ نقطة غيبوبة ، لقد ضُربت بأداة حادة )
,
, رفعت يدا مرتجفة الى فمها المفتوح دون صوت ٢ نقطة و قد تجمدت عيناها دون القدرة على البكاء و كأن الدموع قد نفذت منها
,
, قال مالك وهو يشعر بالندم لأنه صدمها بهذا الخبر و قد اعتقد أنها قوية و ستتحمل ٢ نقطة
,
, ( ستفيق منها باذن **** ٢ نقطة لا تخافي ٢ نقطة باذن **** ستكون هي و عاصم بخير )
,
, نظرت اليه للمرة الأولى ٢ نقطة و همست دون تعبير
,
, ( ماذا حدث له ؟٢ نقطة)
,
, تردد مالك قليلا ٢ نقطة ثم قال لها بصوتٍ خافت حتى لا يخيفها
,
, ( أصيب هو و رجلين من رجاله أثناء مواجهته مع ٢ نقطة)
,
, سكت مرة أخرى وهو لا يعلم كيف لا يجرها الى نفس الموضوع مرة أخرى ٢ نقطة في تلك اللحظة كانت صبا تنظر أمامها بشرود و ملامحها متجمدة كتمثالٍ نُحت من صدمة ٍ ساكنة ٢ نقطة كانت ذاكرتها تتوقف عند لحظةٍ سوداء و لمسات حقيرة ٢ نقطة لكن همسا أجشا نبض في أذنها
,
, أصمدي حبيبتي ٢ نقطة أصمدي حبيبتي ٢ نقطة
,
, حانت منها التفاتة من رأسها لتنظر الى القلادة المرتاحة على صدرها ٢ نقطة فمدت يدها المرتجفة لترفعها و ترقدها على كفها لتنظر اليها عن قرب ٢ نقطة تلك الماشاء **** الذهبية ٢ نقطة والدم المتجمد عليها ٢ نقطة
,
, هل جاء والدها لينقذها ؟ ٢ نقطة أم أنه مجرد حلم ، ستستيقظ منه لترى أن كفها فارغة و أنها لازلت بين مخالبهم التي كانت تنهش جسدها نهشا ٢ نقطة
,
, انتفض جسدها مرة أخرى فقبضت على القلادة و أطبقت أصابعها عليها بقوةٍ وهي تغلق عينيها بشدة ٢ نقطة
,
, حين رآها مالك على هذه الحالة ٢ نقطة خرج مسرعا لينادي الممرضة و التى دخلت الى الغرفة لتطمئنه أنه ردة فعل متوقعة ٢ نقطة وهي أفضل من المعتاد في مثل هذه الحالة ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة
,
, اليوم التالي
,
, ألقت الجاحة روعة بنفسها على صدر عاصم وهي تبكي و تنتحب بشدة ٍ حتى أنها لم تلمح تأوهه المتألم ٢ نقطة لكنه ابتسم بجهد وهو يأخذها في أحضانه ليهدئها ٢ نقطة
,
, أخذت تقول من بين نحيبها
,
, ( يا ليتني أموت قبلك ٢ نقطة يا ليت كل ما أصابك يصيبني ٢ نقطة يا ابني يا حبيب قلبي )
,
, ابتسم عاصم بضعف وهو يشدد عليها قدر الإمكان ٢ نقطة هامسا
,
, ( بعيد الشر عنك حبيبتي ٢ نقطة لا تقولي هذا ابدا )
,
, ازداد نحيبها و اهتزاز جسدها فوق صدره ٢ نقطة
,
, بينما وقفت حنين في الخلف تبكي لعاصم ٢ نقطة و تبكي للمنظر الذي ذكرها بيتمها ذكرها بوحدتها ٢ نقطة ذكرها بأنها مهما كانت قريبة منهم الا أنها لن تحصل على ذلك الحب الذي تراه الآن ٢ نقطة إنها الفطرة و التي حرمت منها و لن تنال مثلها أبدا ٢ نقطة
,
, بجانبها وقفت حور بملامحٍ شاحبة وكأنها ليست من الأحياء ٢ نقطة تراقبهم بصمت دون أن تجد القدرة على النطق بكلمة وهي تفكر عما كانت ستشعر به لو رحل عاصم عنهم و هو غاضب عليها ٢ نقطة
,
, لم تره منذ أن خرجت من البيت ٢ نقطة ولم تسمع صوته حتى ، لم تشعر بذلك قويا ٢ نقطةكهذا الصباح حين دخل نادر بعد ساعتين فقط من خروجه باكرا ٢ نقطةليقترب منها ببطء وهو يمسك بكتفيها بينما ينظر اليها بحنانٍ قلق لم تره في عينيه أبدا فأدركت أن كارثة قد حدثت ٢ نقطة
,
, ليقول برقة ( حوور ٢ نقطة عاصم في المشفى لقد أصيب في حادث ٢ نقطة لكنه بخير الآن )
,
, لم تدري وقتها كم مر من الوقت و هي واقفة تنظر الي نادر الممسك بها بقوة ٢ نقطة وكأنها تراه للمرة الأولى ، ٢ نقطة وكأنها لم تفهم ما قاله للتو ٢ نقطة ولا تتذكر حتى اللحظات التي تبعت ذلك حيث تركا معتز لعلية و أقلها نادر الى المشفى ٢ نقطة
,
, لحظاتٍ طويلة ، لم تعش أطول منها وهى موقنة أن عاصم سيموت ولن تتمكن من رؤيته ٢ نقطة أو الإعتذار اليه .
,
, اقترب مالك من أمه ليرفعها عن صدر عاصم وهو يقول مازحا ٢ نقطة
,
, ( ابتعدي قليلا يا روعة ٢ نقطة أعلم أنكِ رشيق كالغزال الا أن جرح الغالي لن يتحمل و سينفجر تحت وزنك ٢ نقطة )
,
, ابتعدت الحاجة روعة بسرعةٍ وهي تربت على صدر عاصم بلهفة قائلة من بين دموعها التى لا تتوقف ٢ نقطة
,
, ( يا حبيبي ٢ نقطة يالغبائي ٢ نقطة آذيتك فوق ألمك ٢ نقطة )
,
, امسك عاصم بيدها بمجهودٍ كبير وهو يرفعها لفمه ليقبلها ٢ نقطةثم نظر من خلفها و قال بضعف
,
, ( تعالي ياحوور ٢ نقطة لقد اشتقت اليكِ )
,
, اقتربت منه حور ببطء وكأنها لا تريد ٢ نقطة حتى توقفت بجانبه و همست بلا تعبير
,
, ؛( حمدا لله على سلامتك يا عاصم ٢ نقطة )
,
, ابتسم عاصم قليلا وهو يقول
,
, ( هكذا كالرغيف الحاف ٢ نقطة )
,
, في لحظةٍ ضاعت الرؤية منها وقد أغروقت عينيها بالدموع ٢ نقطة فشهقت شهقة عالية وهي تنحني لتتعلق بعنق تبكي ٢ نقطة
,
, و تبكي ٢ نقطة و لم تسمع صوت الباب الذي فتح و نادر يدخل في تلك اللحظة ٢ نقطة ليقف مذهولا من منظر حور و صوت بكائها العالي الأقرب للأطفال ٢ نقطة
,
, ظلت تقول من بين بكائها
,
, ( أنا آسفة يا عاصم ٢ نقطة أنا آسفة ٢ نقطة آسفة )
,
, أخذ يلامس شعرها الناعم و همس باختناق
,
, ( أنا أخاف عليكِ جدا ٢ نقطة أنت٢ نقطة أكثر من الجميع ٢ نقطة حين أتخيل أنه من الممكن أن تتعرضي لأي شيء ، أكاد أموت ٢ نقطةلقد رأيت ما كنت ٢ نقطةأخاف منه دائما ، على أحب ٢ نقطة الناس لقلبي ، ٢ نقطةصبا )
,
, رفعت رأسها قليلا و نظرت اليه متحيرة بعينيها المتورمتين الحمراوين كالدم ٢ نقطةوهمست
,
, ( صبا من ؟٢ نقطة ٢ نقطة)
,
, كان الإجهاد قد بدا يصيب عاصم ٢ نقطة حتى أنه أغمض عينيه و تراخت يده عن خصلتِ شعرها ٢ نقطة حينها اقتربت الممرضة لتطلب منهم جميعا الخروج ليرتاح ٢ نقطة
,
, أثناء خروج حور من الغرفة وهي تمسح عينيها المتورمتين ٢ نقطة شعرت بذراعٍ قويةٍ تلتف خلف ظهرها ، فنظرت بجمود الى نادر الي كان ينظر اليها برقةٍ ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ خافت
,
, ( لا تقلقي يا حور ٢ نقطة لقد اطمئننت من الطبيب المسؤول عن حالة عاصم بنفسي و تأكدت بأنه في مرحلةٍ مستقرة الآن )
,
, ظلت تنظر اليه نفس تلك النظرة الطويلة المبهمة و الغامضة لعينيه ٢ نقطة ثم دون أن تجيبه هزت كتفيها بقوةٍ لتبعد ذراعه عنهما و سارت أمام أنظاره المدهوشة لتلحق بأمها وهي تتشبث بذراعها لتحتضنها ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة
,
, حين كانت تمشي خلفهم في ممر المشفى ٢ نقطة سمعت صوت هاتفها ، فنظرت اليه لتجد الرقم الذي لا تتمنى أن تراه أبدا ٢ نقطة نظرت الى زوجة عمها وحور اللتين تبتعدان ٢ نقطة ثم انتحت جانبا لترد هامسة
,
, ( نعم ٢ نقطة)
,
, ( أين أنتِ؟٢ نقطة )
,
, ( لقد أخذت اذن من العمل اليوم ٢ نقطة )
,
, ( ليس ذلك ما أسأل عنه ٢ نقطة أين أنتِ ؟)
,
, أغمضت عينيها وهي تشعر بالكره له يتزايد في كل لحظة ٢ نقطة ثم همست
,
, (عندي ظروف في البيت اضطرتني للغياب اليوم ٢ نقطة )
,
, (لقد أخذتِ اذن و خرجتِ بالأمس و لم تأتِ اليوم ٢ نقطة أين أنتِ الآن ؟٢ نقطة)
,
, تنهدت بقوةٍ ثم قالت بعنفٍ مكتوم
,
, ( اسمع ٢ نقطة لقد نفذت كل أوامرك ٢ نقطة فلما لا تتخلص من دور التسلط ذلك قليلا ، نحن نمر بظروفٍ قاسية الآن ، ٢ نقطة ارجوك ٢ نقطة ارجووووك اتركني لحالي ولو قليلا ، دعني أنساك ولو ليومٍ واحد ٢ نقطة )
,
, ساد صمتٌ مخيف تتخلله هسيس أنفاسه الساخنة و التي أنبأتها أنها قد أخطأت للتو ٢ نقطة ، لكنها لم تأبه به و لم تسمح له بأن يخيفها كالعادة ٢ نقطة وهي تشعر برغبةٍ قاهرة في قتله هذه اللحظة بالذات ٢ نقطة
,
, ارتابت في الصمت الذي طال فهمست بغيظٍ و توتر
,
, ( أين ذهبت ؟٢ نقطة)
,
, لم تسمع ردا بل فوجئت بالخط يغلق بفظاظة ٢ نقطةنظرت الى الهاتف بدهشة و هي لا تصدق بأنها قد انتصرت عليه و كانت الكلمة الأخيرة لها .
 
الفصل الرابع والعشرون



اليوم الذي يليه ٢ نقطة ٢ نقطة
,
, ذهب مالك الى غرفة صبا ليطمئن عليها بعد أن اطمئن على عاصم و الذي كاد أن يخلع الأسلاك رغبة في الذهاب الى صبا ، لكن مالك أقتعه بصعوبةٍ شديدة أنه سيطمئن عليها و لن يغفل عنها ٢ نقطة
,
, لكنه و بعد أن طرق الباب و دخل ٢ نقطة أجفل حين وجد غرفتها خالية ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة
,
, كانت جالسة على أحد المقاعد ، ممسكة بمصحفٍ صغير و هي تقرأ منه بصمت٢ نقطة
,
, تنهد بارتياحٍ ما أن رآها ٢ نقطة فاقترب ببطءٍ ليجلس بهدوء على المقعد بجوارها ، انتظرها الى أن انتهت ثم أغلقت المصحف و أمسكت به بشدةٍ دون أن تنظر اليه ٢ نقطة
,
, قال مالك بخفوت ( لماذا تجلسين هنا ؟ ٢ نقطة)
,
, لم ترد عليه وهي تتحصن بمصحفها و شالها الأبيض الهفهاف ملتفا حول وجهها الذي لم تمحو كدماته جماله ٢ نقطة تنظر الى الأرض البيضاء اللامعة دون تعبير ٢ نقطة
,
, حاول مالك مرة أخرى
,
, ( كنت أظن أنكِ ستكونين أمام غرفة فتحية ٢ نقطة لكن لماذا أنتِ هنا ؟ ٢ نقطة )
,
, لم ترد صبا عليه لفترةٍ طويلة ٢ نقطة ثم همست أخيرا بتقطع
,
, ( لقد ٢ نقطة لقد كنت واقفة هنا ٢ نقطة لفترةٍ طويلة ، و رأيت زوجته و أولاده ٢ نقطة ماذا إن تيتم أولاده ؟ ٢ نقطة)
,
, سكت مالك للحظة ثم همس أخيرا برفق
,
, ( الأعمار بيد **** ٢ نقطة نحن لن نستطيع تغيير القدر )
,
, قالت بصوتٍ أكثر خفوتا
,
, ( لكنه ٢ نقطة كان يحاول انقاذي )
,
, رد عليها مالك بهدوء بينما يشعر بغصةٍ في حلقه
,
, ( أي شخص محله و عنده ضمير كان سيقوم بنفس الشيء ٢ نقطة )
,
, هزت رأسها قليلا وهي تهمس باختناق و صوتٍ لا يكاد يسمع
,
, ( لا ٢ نقطة ليس الجميع )
,
, اراد مالك أن يغير ذلك الموضوع حتى لا يسيطر عليها أكثر ٢ نقطة فسألها
,
, ( هل ذهبتِ الى فتحية ؟٢ نقطة)
,
, همست صبا دون أن تنظر اليه
,
, ( لازالت كما هي ٢ نقطة لن تعود ٢ نقطة لقد فقدتها هي الأخرى )
,
, قال مالك بهدوء حازم
,
, ( لا تقنتي من رحمة **** ٢ نقطة)
,
, همست باختناق ( ونعم ب**** ٢ نقطة)
,
, قال مالك بتردد بعد فترةٍ
,
, ( الن تذهبي لرؤية عاصم ؟؟ ٢ نقطةإنه يموت رغبة في رؤيتك ، لكن الأطباء يمنعونه من الحركة ٢ نقطة جرحه ليس هينا )
,
, لم ترد صبا ، و لم تلن ملامحها الجامدة و لم تنظر اليه حتى ٢ نقطة فسكت مالك و هولا يعلم بعد أبعاد تلك العلاقة الغريبة التي تربطها بعاصم ٢ نقطة مجرد بعض المعلومات الواهية التي وصلته ٢ نقطة
,
, قال مالك بصوتٍ خافت بعد أن يأس من ردها
,
, ( هيا لتذهبي الى غرفتك ٢ نقطةأنتِ لازلتِ مجهدة و مصابة )
,
, قامت صبا من مكانها بسكونٍ و هي تسير في ممر المشفى الطويل وهي تكاد الا تلامس الأرض من فرط رقتها و ضعفها ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة
,
, كان مالك وحنين يقفان أمام الغرفة ٢ نقطة كما يفعلانِ منذ يومين ٢ نقطة
,
, بينما تقف تلك الزوجة ضئيلة الجسد و بجوارها ابنتها التي لا تتعدى الثانية أو الثالثة عشر من عمرها ٢ نقطة ممسكة بذراعِ أمها البسيطة الملبس و التي هي الأخرى لا يتعدى عمرها الثامنة و العشرين أو السابعة و العشرين ٢ نقطة
,
, فكرت حنين وهي تراقب تلك الشابة أنها على الأرجح قد تزوجت وهي في عمر الخامسة عشر ٢ نقطةو ها هي عندها بنت تقريبا قاربت أن تكون عروسا ٢ نقطة وهناك أربع غيرها في البيت
,
, لكن تلك الزوجة كانت تهمس ٢ نقطة تتطلع الى السماء مغمضة عينيها ٢ نقطة تدعو و تبتهل ٢ نقطة إنها تحبه ٢ نقطة وذلك يظهر عليها بوضوح ٢ نقطة
,
, كانت حنين تائهة في منظرها الى أن شعرت بالطبيب يخرج بهدوء من الغرفة بوجهٍ غير مبشر ٢ نقطة حينها علمت ٢ نقطة علمت دون الحاجة الى سماعة ٢ نقطة لكنه نطقها على كلِ حال برفق
,
, ( البقاء لله ٢ نقطة)
,
, تعالت شهقة من الزوجة الواقفة في الزاوية و هي تضرب صدرها ٢ نقطة و صرخة مختنقة صدرت عن ابنتها ٢ نقطة
,
, بينما جلس مالك يتهاوى فوق المقعد القريب منه ٢ نقطة وهو يغرز اصابع يديه في شعره مخفضا رأسه ٢ نقطة
,
, ولم يرى أيا منهم صبا الواقفة في آخر الممر من البعيد٢ نقطة والتي شهقت وهي تغطي وجهها بكفيها لتسقط جالسة على الأرض وهي تبكي بعنف ٢ نقطة ونحيب الزوجة و بكاء ابنتها قتلاها قتلا ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة
,
, أثناء بقاء مالك في المشفى لإنهاء الإجراءات ٢ نقطةأصر على الحنين أن تعود الى أمه و الا ستأتي هي بنفسها و قد منعاها بالقوة الجبرية من أن تأت الى المشفى اليوم حيث أن ضغطها لن يحتمل ما حدث اليوم إن علمت به ٢ نقطة
,
, مشت في ممر المشفى تجر قدميها بزحفٍ بطيء و حقيبتها المتدلية من يدها الساقطة الى جنبها تكاد تلامس الأرض زحفا هي الأخرى ٢ نقطة وصوت البكاء و العويل لا يزال يتردد في أذنها و يكاد يصيبها بالصمم
,
, ومشهد السيدات المتشحات بالسواد النائحات يتردد في ذاكرتها ٢ نقطة
,
, كانت جامدة التعابير ، متحجرة العينين و هي تتذكر الأيام التي تلت موت والديها ٢ نقطة و السنوات التي تلت ذلك .
,
, و لم ترى أمامها الى و قد ارتطمت بصدرٍ ضخم لم تبصره و كأنها كانت تسير في كوابيسها لتلتقي أسوأها في تلك اللحظة بالذات ٢ نقطة
,
, شهقت بعنف وهي تنظر اليه بارتياع ٢ نقطة ثم استدارت لترى إن كان مالك موجودا في الأنحاء ٢ نقطة وحين لم تجد له أثرا استدارت اليه وهي تهتف بصوتٍ خافت مرعوب ٢ نقطة
,
, ( ماذا تفعل هنا ؟؟ ٢ نقطة هل جننت ؟؟ ٢ نقطة هل جننت ؟؟ ٢ نقطة الا تعلم الظروف التي نمر بها الآن ؟ ٢ نقطة )
,
, امسك بذراعيها بقوةٍ ينفضها نفضة أرجعت رأسها الى الخلف بعنف حتى تنظر الى عينيه و عيناها متسعتان بشدة ٢ نقطة فقال بقسوة
,
, ( لذا ٢ نقطة كان من الحكمة أن تردي سؤالي حين هاتفتك ٢ نقطة)
,
, قربها منه أكثر حتى كادت أصابعه أن تقطع لحم ذراعيها حتى انحنت رأسها أكثر الى الخلف وهي تحدق به بخوف
,
, فقال بهمس خطير
,
, ( أين ابن عمك مالك ٢ نقطة أرى أنني يجب أن أكون بجواره في مثل ذلك الظرف الصعب )
,
, شهقت حنين بقوة وهي تهمس بترجي
,
, ( أرجووك ٢ نقطة أرجووك ٢ نقطة سأقبل يدك أن أردت ، فقط ارحل عن هنا ٢ نقطة أرجوك ، إن لم يكن من أجلنا جميعا فمن أجل زوجة عمي التي لن تتحمل شجارا بين مالك و بينك في مثل ِ ما نمر به ٢ نقطة)
,
, ضحك بصوتٍ مكتوم ينذر بالشؤم و همس أمام وجهها
,
, (شجار ؟؟ ٢ نقطة يالكِ من بريئة يا حنين ٢ نقطة هل ارتقيتِ عن ذكرى حروب الماضي ٢ نقطة لن يكون الأمر مجرد شجارا يا حنين ، ستكون حربا مسلحة حبيبتي من جهتهم ، ولا تظني أنني لن أدافع عن نفسي ٢ نقطة )
,
, رفعت كفيها و أخذت تضرب بهما وجنتيها وهي تهذي
,
, ( ياللمصيبة التي سقصت علي ٢ نقطة ماذا فعلت يا ربي ؟ ٢ نقطة ماذا فعلت لأستحق ما أنا فيه ؟ )
,
, ترك ذراعيها ليمسك بكفيها بين يديه و يمنعها من ضرب وجهها و هو يهمس
,
, ( هششششش ٢ نقطة )
,
, أخذت تتلوى حتى حررت كفيها من بين يديه و أخذت تضرب صدره بقوةٍ وهي تصرخ ٢ نقطة
,
, ؛( أنا أكرهك ٢ نقطة أنا أكرهك ٢ نقطة أكرهك ٢ نقطة )
,
, ضمها بقوةٍ الى صدره و هو يدفن وجهها في صدره ليكتم صراخها و ذراعيه تعصرانها الى صدره الضخم ٢ نقطة وممرضة قد مرت بهما مذعورة من منظر حنين ٢ نقطة فقال جاسر برفق
,
, ( عندنا حالة وفاة ٢ نقطة وزوجتي منهارة )
,
, أومأت الممرضة رأسها بتعاطف و أكملت سيرها الى أن اختفت ٢ نقطة لكن جاسر لم يترك حنين وهو يعصر جسدها المنتفض بعنف ٢ نقطة لكنه سمعها بوضوح وهي تشهق باكية من بين أحضانه الخشنة
,
, ( أريد أمي ٢ نقطة أريد أمي ٢ نقطةأناااا أريد أمي )
,
, رفع يدا يمسك برأسها ليضمه أكثر الى صدره و الذي أخذ في الصعود و الهبوط حاملا رأسها المنهار معه
,
, ٢ نقطة
,
, بعد عدة أيام
,
, حاول عاصم ازاحة المحاليل عن كفه بقوةٍ حتى أنها اسالت منه بضع قطراتمن الدم وهو يحاول النهوض بصعوبةٍ هاتفا بغضب
,
, ( سأذهب لأراها ٢ نقطةلن أبقى للحظة واحدة )
,
, أمسك مالك بكتفيه بقوةٍ وهو يهتف بغضبٍ هو الآخر
,
, ( كفى حماقة يا عاصم ٢ نقطة يكفي ضغطك الذي ارتفع بخطورة الأيام السابقة )
,
, ارتمى عاصم الى الخلف بجهد وهو يشعر برأسه تكاد تنفجر من الألم ٢ نقطة و الذي لا يضاهي ألم قلبه و الغضب العاجز الذي يشعر به منذ أن علم بوفاة رجله ٢ نقطة و انهيار صبا ٢ نقطة
,
, كيف سيستطيع تجاوز ما حدث ؟٢ نقطة كيف سيحيا بينما ضاع رجلا آخر في قضيته هو ؟؟ ٢ نقطة و صبا التي تمكث الآن وحيدة منهارة دون أن تجد من يواسيها ٢ نقطة
,
, أخذ عاصم يلهث هامسا بضعف
,
, ( يجب أن أراها ٢ نقطة يجب أن أراها )
,
, ( ها أنا ذا ٢ نقطة)
,
, التفت رأس عاصم بقوةٍ هو مالك الدهش من رؤية صبا واقفة عند باب الغرفة تستند الى إطاره بضعفٍ شديد و في يدها الأخرى مصحفها الصغير ٢ نقطة
,
, و حجابها الملتف حول رأسها أفلت خصلة شاردة من شعرها على جانب وجهها الحزين الشاحب كالأموات ٢ نقطة بدت كشبحٍ ناعم ضعيف يطوف في الطرقاتِ ٢ نقطة
,
, همس عاصم وهو يلهث بقوة ( صباا ٢ نقطةصبااا ٢ نقطة )
,
, ابتعد مالك الى آخر الغرفة و قلبه يتألم من ألمهما ٢ نقطة رفع عاصم يده يمدها في الهواء اليها ٢ نقطة فاقتربت منه بعد عدة لحظات وهي تسير بصعوبة حتى وصلت اليه ٢ نقطة و التقت عيناهما طويلا وهو يلتهم كل ذرةٍ من ملامحها البيضاء الهشة الرقيقة ٢ نقطة وعيناها ٢ نقطة عيناها الناظرة دون ابصار ٢ نقطة تبدو وكأنها قد فقدت نارهما الخضراء لتبدوانِ كرمادٍ باهت ٢ نقطة
,
, حين لم تمد يدها ٢ نقطة أمسكها هو بقوةٍ حتى أنها لم تستطع الفكاك من يده ٢ نقطة قال عاصم بقوةٍ دون أي مقدمات
,
, ( ستخرجين من هنا مع مالك ٢ نقطة سيقلك الى بيتنا ٢ نقطة عند أمي ، و أقسم أنني لن أسمع حرفا آخر )
,
, لكنها أحنثت قسمه ٢ نقطةحين همست بخفوت و دون أي تعبير
,
, ( سأذهب ٢ نقطة)
, جلست في مقعدها الذي اعتادته الايام الأخيرة على الأريكة ذات الأغطية القديمة أسفل النافذة المفتوحة ٢ نقطة تنظر الى البحر الظاهر من البعيد ٢ نقطةو الهواء العليل يضرب وجهها الشارد و يطير خصلاتِ شعرها ٢ نقطة
,
, لا تعلم ماذا بها حقا ٢ نقطة منذ أن عادت من زيارة عاصم وهي تشعر بإختلافٍ في قلبها و روحها ٢ نقطة تشعر بنفسها ثقيلة و روحها خفيفة ٢ نقطة
,
, كانت الذكريات تنساب اليها بتدفقٍ عالٍ و بشكلٍ غريب ٢ نقطة ذكرياتٍ كانت قد نسيتها منذ فترةٍ طويلة ٢ نقطة طويلة جدا ٢ نقطة لكنها عادت لتغرقها بدفءٍ حزين
,
, ذكرى والدها و دلاله لها ٢ نقطة ذكرى جلوسها مع أمها أرضا و هي تضفر لها شعرها الطويل ٢ نقطة
,
, ابتسمت برقةٍ حزينة ٢ نقطة كانت هي كحور ٢ نقطة بالنسبةِ لهما الدنيا و ما فيها ٢ نقطة
,
, نظرت الى معتز و الذي كان يجلس أرضا وهو ينظر الى الكتاب ذو الألوان المبهرة الذي اشتراه له والده ٢ نقطة لماذا لا تشعر تجاهه بنفسِ شعور أمها و أبيها ٢ نقطة
,
, لماذا لم يكن معتز لديها الدنيا وما فيها كما كانت لوالديها ؟ ٢ نقطة
,
, هل هذا الشعور المتملك بقوةٍ للطفل هو نعمة أم نقمة ؟ ٢ نقطة لقد كانت الأميرة حور بالنسبةِ اليهما ، خاصة في مثل حيهم الشعبي الذي كانت تندر فيه مثل هذه المعاملة و هذا الدلال ٢ نقطة
,
, كانت الأميرة في بيتها ٢ نقطة لتتحول الى أميرة الحي كله ٢ نقطة ومنها طارت الى حياةٍ مختلفة تماما ، وكأنما أخرجوها من البحر الذي اعتادت العيش فيه ٢ نقطة
,
, لتجد أن الأمر ليس صعبا تماما ٢ نقطة وأنها ظلت الأميرة حور في كلِ مجتمعٍ تحياه ٢ نقطة
,
, لماذا لا تشعر بنفس الطريقة تجاه معتز ؟ ٢ نقطة وإن كانت تحبه جدا ، لكنه ليس الدنيا كلها ٢ نقطة فهناك من قبله ذالك من أسر روحها قبل قلبها ٢ نقطة
,
, ظلت تلك الأفكار تطوف بها طويلا ٢ نقطة الى أن وجدت نفسها تقول بصوتها العذب فجأة
,
, ( ما رأيك أن ننزل لنتمشى قليلا ؟ ٢ نقطة أي خطر ممكن أن يحدث ؟ )
,
, لكن طبعا معتز لم يسمعها و خاصة وأنه لم يكن ينظر اليها ٢ نقطة ظلت حور تنظر اليه مبتسمة و قلبها يتضخم من ألمٍ غير مألوفٍ لها ٢ نقطة
,
, نهضت بعد فترةٍ من مكانها لتتجه اليه وهي تنخفض حتى جلست أرضا على ركبتيها بجواره وهي تتلمس شعره الناعم الأسود وهي تتسائل ٢ نقطة هل وجوده في حياتها نعمة ؟؟ ٢ نقطة أم وجودها في حياته نقمة ؟؟ ٢ نقطة
,
, نهضت بعزمٍ وأنهضته بالقوة و هي عازمة على أن تسعده قليلا ٢ نقطة فألبسته ملابسه الزرقاء الجميلة ٢ نقطة ثم ارتدت فستانا شرقيا مزخرفا بنقوشٍ زاهية ٢ نقطة حمراء و بيضاء ٢ نقطة و تنورته الواسعة الطويلة تدور من حول ساقيها ٢ نقطة
,
, نزلت حور مع معتز ٢ نقطة درجة درجة ٢ نقطة الي أن وصلا و خرجا من بوابة البيت فغمرتهما الشمس الذهبية بأشعتها الصيفية
,
, فشددت حور على قبضة معتز الصغيرة ٢ نقطة وهي تشعر بالخوف من أن تفقده أو أن يضيع منها ٢ نقطة لكنها أخذت نفسا عميقا و عقدت العزم على أن تصبح في قوة كل الأمهات اللاتي يخرجن بأولادهن دون مساعدة ٢ نقطة
,
, تمشت مع معتز ببطءٍ ٢ نقطة وكل خطوةٍ تخطوها في الشمس المشرقة و رائحة اليود التي تتزايد تجعلها أكثر قوة و شجاعة ٢ نقطة
,
, كانت تمر على بعض من يمكثون أسفل شرفتها ٢ نقطة فما أن مرت بصاحب المخبز حتى ابتسمت برقة و قالت
,
, ( السلام عليكم ٢ نقطة )
,
, لتكمل طريقها و كلمة (عليكم السلام و رحمة **** ٢ نقطة صباحك مثل الفل )
,
, تتبعها هي ومعتز و تزيدها سعادة لا تعلم لماذا ٢ نقطة وكان هذا الحال مع بائعة الخضروات ٢ نقطة و صاحب المقهى ٢ نقطة
,
, الكل يحيها كما لو كانو يعرفونها حق المعرفة ٢ نقطة تجرأت حور و مشت اكثر ، لتخرج من هذا الزقاق الى الزقاق الأكبر ٢ نقطة حينها لمحت الشريط الأزرق يناديها من بعيد ٢ نقطة
,
, نظرت الى معتز الذي رفع رأسه لينظر اليها ٢ نقطة فشددت على يده و سارت به حتى خرجت الى طريق البحر ٢ نقطة
,
, وقفا على الرصيف المقابل وهي تتطلع الى المراكب و اليخوت المغرقة البحر أمامها على الجانب المقابل ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة كم اشتاقت الى هذا المنظر ٢ نقطة عضت على شفتها وهي تقف مترددة ٢ نقطة هل تعبر ؟ ٢ نقطة
,
, منذ متى كانت خائفة و مترددة الى هذا الشكل ٢ نقطة كانت تعبر هي و صديقاتها طريق البحر جريا و هن يضحكن بصوتٍ عال ٢ نقطة فماذا بها الآن ؟ ٢ نقطة و لماذا وجود معتز ممسكا بيديها يشعرها بمثل هذا الرعب ؟؟ ٢ نقطة هل خوف من نادر ٢ نقطة أم أن مشهدا قديما لفتاة ضاعت وهي في عمر الطفولة يثير رعبها حين تولت هي مسؤولية معتز ٢ نقطة
,
, أخذت نفسا عميقا ٢ نقطة و نفضت تلك الصورة عن ذهنها بقوة و قالت بصوتٍ خافت حازم ٢ نقطة
,
, ( لن يهزمني شيء ٢ نقطة سأخرج مع ابني ككل الأمهات ٢ نقطة )
,
, انحنت لتحمل معتز ٢ نقطة و نظرت بتركيز الي الطريق ، ثم حين قل عدد السيارات قليلا عبرته بسرعةٍ بالرغم من ان قلبها كان يخفق برعب ٍ لم تعرفه من قبل ٢ نقطة
,
, وصلت الى البحر و هي تبتسم بسعادة جمة ٢ نقطة وملأت صدرها من رائحة البحر القوية التي اسكرتها ٢ نقطةظلت تنظر اليه من يمينه الي يساره على مدد النظر ٢ نقطة
,
, ما أجمله من منظر ٢ نقطة و المراكب ٢ نقطة مراكب الصيد ٢ نقطة
,
, امسكت بيد معتز الذي كان ينظر الي البحر هو الآخر بسعادة ٢ نقطة ثم سارت معه و الهواء القوي يبعثر شعريهما بفوضوية ٢ نقطة و ثوبها الأحمر يتطاير من حول ساقيها البيضاوين الرشيقتين و التي تتحلى بخلخالها الرنان ٢ نقطة
,
, رفعت يدها ذات الأساور لتبعد شعرها الهمجي عن عينيها لتتمكن من رؤية ذلك المنظر الساحر ٢ نقطة و ظلا هي و معتز يسيرانِ قليلا ٢ نقطة الى أن توقفت أمام منطقة المراكب ٢ نقطة
,
, فجذبت معتز حتى وصلا الى السور الحجري ٢ نقطة فانحنت لتحمل معتز لتوقفه على السور ليواجه البحر ، بينما احتضنت خصره من الخلف بشدةٍ و هي تتطلع معه الى البحر و كأنهما قبطان و ابنه ٢ نقطة
,
, تاهت ذكريات حور الي البعيد ٢ نقطة وهي تتذكر أن والدها كان قد أخذها الى مرسى المراكب و اليخوت ذات يوم وهو يقول لها مبتسما أنه قد اشترى لها هدية لا مثيل لها ٢ نقطة
,
, وحين سألته ما هي و هي تقفز متلهفة ٢ نقطة أخذها ضاحكا الى مركب صيد أقرب الى اليخت الصغير ٢ نقطة
,
, الأميرة حوور ٢ نقطة اليخت اسمه الأميرة حوور ٢ نقطة لم يكن والدها صيادا بل كان عطار ذو محلاتٍ معددة ٢ نقطة الا أن المراكب هنا كانت الأغلى على الجميع ٢ نقطة لذا اشترى يخت الصيد باسمها ٢ نقطة ليعمل عليها مجموعة كبيرة من الصيادين .
,
, دائما ما كانت تأخذ رحلة بحرية طويلة في هذا اليخت ٢ نقطة كيف نسيت كل ذلك ؟ ٢ نقطة كيف ضاعت منها ذكرايتها بتلك السهولة في غمرة الحياة المختلفة التي انتقلت اليها ٢ نقطة
,
, همست الى معتز تقول
,
, ( لا بد وأن يكون موجودا ٢ نقطة هذه المراكب لا تضيع أبدا و لا تتغير أسمائها )
,
, أنزلت معتز من فوق السور ٢ نقطة و اتجهت الى الفتحة التي نزلت منها الى رمال الشاطىء ٢ نقطة فانحنت لتخلع صنالها و صندال معتز ٢ نقطة و سارت حافية القدمين على الرمال حتى وصلا الى موجة الماء الناعمة التي لامست الشاطىء و بللت قدميهما ٢ نقطة روعة ٢ نقطة روعة كأمها ٢ نقطة روعةٍ كانت قد نسيت سحرها منذ زمنٍ بعيد ٢ نقطة
,
, حانت منها التفاتة الى أحد الصيادين بجوار أحد المراكب ٢ نقطة و بدون تفكير نادت
,
, ( يا ريس ٢ نقطة يا ريس )
,
, نظر اليها الصياد ليترك ما في يده وجاء اليها مسرعا ٢ نقطة قالت حور مترددة من تهورها
,
, ( يا ريس ٢ نقطة أتعلم مكان الأميرة حوور ؟ )
,
, ابتسم الصياد وهو يقول مشيرا الى الجانب البعيد ٢ نقطة
,
, ( إنها هناك وسط المراكب ٢ نقطة لم تخرج للصيد اليوم ، أتريدين رؤيتها ؟؟ )
,
, أومأت حور مبتسمة وهي لا تصدق بأنها لازالت موجودة الى الآن ٢ نقطة
,
, ذهب بها الصياد الى المركب التى بهت لونها قليلا ٢ نقطة لكنها لا تزال هي ٢ نقطة نعم إنها هي ٢ نقطةهي الأميرة حوور ٢ نقطة
,
, دمعت عينا حوور بسعادة وهي تقبض على كف معتز الصغيرة ٢ نقطة و اقتربت من المركب تنظر اليها وهي تميل برأسها تتشرب لوحتها ٢ نقطة
,
, سمعت صوتا ودودا يأتي من خلفها
,
, ( السلام عليكم يا ابنتي ٢ نقطة أنا ريس تلك المركب ، أتسألين عن أحدٍ ما ؟ )
,
, التفتت حوور الي الرجل المتوسط العمر ٢ نقطة البشوش الوجه و الذي يرتدي ملابس الصيادين هو الآخر ، ابتسمت حور لتقول بعد لحظةٍ بخجل
,
, ( لا ٢ نقطة كنت فقط أريد رؤيتها ، لقد اشتقت اليها ٢ نقطة كنت أركبها و أنا صغيرة ، حتى أن والدي هو من اشتراها قديما )
,
, اندهش الرجل قليلا وهو يهتف
,
, ( هل أنتِ حوور ابنة الحاج اسماعيل رشوان رحمه **** ؟٢ نقطة)
,
, أومأت حور برأسها مبتسمة بسعادة ٢ نقطة فهتف الرجل بسعادة
,
, ( يا مرحبا ٢ نقطة يا مرحبا ٢ نقطةبابنة الغاليين ، ومن هذا الصغير ؟ هل هو ولي العهد ؟؟ )
,
, أومأت حور برأسها وهي تشعر بشعور دافىء جميل ٢ نقطة تابع الرجل كلامه
,
, ( والدك من أفضل الناس رحمه **** ٢ نقطة و تلك المركب لا زالت مصدر رزقٍ لكل من يعمل عليها )
,
, ثم تابع بعد لحظة
,
, ( حظك حلو أنها لم تخرج للصيد اليوم ٢ نقطة ما رأيك أن تخرجي في رحلةٍ بها ؟ ٢ نقطة كما تعلمين ستأخذ وقتا حتى غروب الشمس و ستخوضين في عرض البحر ٢ نقطة ما رأيك ؟ )
,
, هزت حور رأسها نفيا بسرعةٍ ٢ نقطة في نفس اللحظة التي داعبت الفكرة خيالها و جعلتها تشتاق الى رحلةٍ من رحلات زمان
,
, ولم يحتج الرجل لأكثر من مرتين فقط لتقتنع وهي تنظر الي معتز ٢ نقطة ثم تهمس لنفسها
,
, ( نادر لن يعود قبل الليل ٢ نقطة أما نحن ، فسنعيش يوما لن ينساه معتز أبدا )
,
, و قد كان ٢ نقطة مرت بهما الساعات الطويلة وهي تقطع عرض البحر بهما من شرق المدينة الي غربها ٢ نقطة و رذاذ البحر يضرب وجهيهما و يبلل ملابسهما بينما معتز يشهق ضاحكا وهو يمد يديه الى رذاذ الماء ٢ نقطة كانت وكأنهما يطيرانِ فوق السحاب ٢ نقطة و كأن المطر الناعم يلامس وجهيهما
,
, و كأنها تعيش حلما أخذها في ذكرى قديمة عمرها من عمر تلك المركب التي عاش بها الكثيرون ٢ نقطة
,
, و انقضت تلك الساعات الساحرة ٢ نقطة و نزلت هي ومعتز من المركب بعد أن رست بهما في نفس المكان الذي خرجت منه
,
, و كانت الشمس قد تحولت الي كرة ٍحمراء داكنة نزلت لتلامس سطح البحر وسط لوحةٍ حولها من ألوانٍ أرجوانية و وردية ٍ و ذهبيةٍ في السماء الشاحبة ٢ نقطة
,
, دقائق معدودة وكانت على أول زقاق بيتهم و قد عم الظلام قليلا ٢ نقطة توقفت مكانها وهي تجد نادر واقفا تحت البيت وهو يتكلم في هاتفه بعصبية ٢ نقطة ابتلعت ريقها بصعوبةٍ ٢ نقطة ما الذي أتى به الآن ؟ إنه لا يأتي قبل الليل ٢ نقطة
,
, شعرت وكأن قلبها سيتوقف خوفا ٢ نقطة لم يكن قد رآها الى الآن ٢ نقطة وهي من جانبها كانت تفضل في تلك اللحظة أن تستدير و تعود من حيث أتت دون أن يراها ٢ نقطة
,
, لكنه التفت في تلك اللحظة و رآهما ٢ نقطة
,
, توقف الزمن وهو ينظر اليها و قد توحشت عيناه ليخفض هاتفه ٢ نقطة ومرت عدة لحظات و قلبها يخفق كالطبل ٢ نقطة
,
, أخذ يقترب منها ببطءٍ وهي تتراجع خطوةٍ غير مرئية ٢ نقطة حتى وصل اليها و فوجئت بعلية من خلفه و لم تكن قد رأتها ٢ نقطة هل كانو يبحثون عنها و عن معتز ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة لقد تركت هاتفها في البيت أيضا ٢ نقطة
,
, قال نادر بصوتٍ مخيف
,
, ( أين كنتِ ؟٢ نقطة)
,
, ابتلعت ريقها وهي ترتجف قليلا ٢ نقطةثم همست
,
, ( خرجت قليلا مع معتز ٢ نقطة)
,
, قال نادر بخطورة
,
, ( أين كنتِ ؟ ٢ نقطةمنذ الصباح ودون هاتفك )
,
, قالت حور بخفوت
,
, ( ركبنا ٢ نقطة مركب و خرجنا ٢ نقطة الى عرض البحر )
,
, اتسعت عيناه قليلا و قال بهمسٍ خطيربعد عدة لحظات
,
, ( عرض البحر ؟؟ ٢ نقطة بمعتز ؟)
,
, توترت ملامح علية فشعرت حور بأنها قد رمت نفسها الى التهلكة ، فسكتت تماما ٢ نقطة حتى أن عيناها طارت الى عينى علية ترجوها دون إرادة منها
,
, تلاقت عينا علية مع عينيها ٢ نقطة فأمسكت بذراع نادر وهي تقول بهدوء و إتزان على الرغم من توتر ملامحها
,
, ( نادر ٢ نقطة ما رأيك أن آخذهما ليبيتا عندي الليلة ، و غدا نتحدث ٢ نقطة )
,
, قال نادر دون أن ينظر حتى الي علية
,
, ( عذرا علية ٢ نقطة لكن يجب أن نذهب الي البيت الآن )
,
, انحنى و حمل معتز بين ذراعيه و الذي ما أن وضع رأسه على كتف والده حتى راح في سباتٍ عميق من شدة التعب و الجوع قالت علية برفق و ترجي
,
, ( لما لا ٢ نقطة يأتيا معي الآن ، وغدا سوف ٢ نقطة )
,
, قاطعها نادر قائلا بصلابة
,
, ( طابت ليلتك علية ، و اعتذري لصبيانك بالنيابة عني من أجل بحثهم الطويل ٢ نقطة)
,
, لم ترد علية وهي تنظر الى حور بتصميم و كأنها تعظها دون كلام الا تفتح فمها الليلة بأي كلام ٢ نقطة استدار نادر الي البيت و صعد السلم دون أن يهتم بها بينما هي تتبعه بصمت و خوفها منه ومن درجات السلالم الملفوفة تشعرها بأن الدنيا تضيق من حولها ٢ نقطة وأخيرا وصلت الي الباب المفتوح بعد دخول نادر٢ نقطةوهي تلهث و تشعر بالدوار ثم أغلقت الباب من خلفها لتستند اليه بظهرها مغمضة عينيها تلهث بعنف ٢ نقطة
,
, كان نادر قد وضع معتز في فراشه بعد أن خلع عنه قميصه القطني المبلل و يدثره بالغطاء جيدا ٢ نقطةثم خرج من الغرفة أغلق بابها من خلفه برفق ٢ نقطة ليجد أن حور تقف أمامه مباشرة وهي تهمس بصعوبة
,
, ( نادر ٢ نقطة أنا ٢ نقطة)
,
, لكنه لم يمهلها لتكمل حيث قبض على ذراعها بمخالبٍ شرسه و لم تدري ما حدث في لحظةٍ حيث وجدت يده تهبط بقوةٍ على وجنتها ٢ نقطة
,
, شهقت حور دون صوت وهي ترفع يدها الى وجنتها المحمرة و قد اتسعت عيناها ارتياعا ٢ نقطة لكنه لم يمهلها حيث نزل بظاهر يده على وجنتها الأخرى ٢ نقطة
,
, لم تصدق نفسها وهي تنظر بذهول الى عينيه الغاضبتين ٢ نقطة و يديها تغطيانِ كلتا وجنتيها الحمراوين بينما يديه تحفرانِ في ذراعيها حفرا ، و انفاسه الغاضبة تلفح وجهها ٢ نقطة لم تدري كم من اللحظاتِ مرت بها وهي لم تستوعب بعد ما حدث لها حتى دفعها نادر عنه بقوةٍ و كأنه يشمئز من مجرد قربها ٢ نقطة ليقول بغضبٍ هادر
,
, ( كيف استطعتِ المجاذفة و معتز معك ؟٢ نقطة كيف واتتكِ الجرأة على فعل ذلك ؟ ٢ نقطة كيف تعودين به مبتلا في طقس الليل و دون أن يأكل شيئا منذ الصباح ؟٢ نقطة و كيف أصلا تخرجين به الي البحر ؟ ٢ نقطة ماذا ان حدثت كارثة أو سقط منكِ وأنتِ في عالما آخر كعادتك )
,
, سكت قليلا وهو يستدير عنها هاتفا و غضبه يكاد يحرق المكان بأكمله
,
, ؛( لقد سئمتك و سئمت تهورك و أنانيتك التي لاحدود لها )
,
, كانت حور في هذه الأثناء واقفة في صمت تتطلع اليه و كأنها غريبة تشاهد مشهدا لا يخصها ٢ نقطة وكأنها تشاهد نادر يهتف بإمرأة غيرها ٢ نقطة
,
, تابع نادر بعد أن اخذ نفسا عميقا ٢ نقطة
,
, ( هذا لن يصلح ٢ نقطة لن يصلح أبدا ٢ نقطة)
,
, التفت اليها ليرمقها بعينين جامدتين جمدت قلبها من نظرتهما القاسية كالفلاذ ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ ينافس قسوة نظراته
,
, ( لا أريدك هنا بعد الآن ٢ نقطة لقد اكتفيت أنا و معتز منكِ )
,
, ثم تركها دون أن يضيف كلمة أخرى ، متجها الى غرفته التي ينام فيها معتز و أغلق الباب من خلفه ٢ نقطة ليغلق أبواب قلبها بقساوة لم تشعر بمثلها من قبل ٢ نقطة
,
, تحركت حور و هي تجر قدميها جرا الى غرفتها ثم أغلقت بابها بصمت ٢ نقطة شعور غريب بالجمود ينتابها شعور غريب بأنها قد تصلبت على الرغم من ذلك الفراغ الكبير بداخلها ٢ نقطة
,
, وقفت في منتصف غرفتها وهي لا تجد القدرة على التحرك أو فعل شيء ٢ نقطة حانت منها التفاتة الى مرآتها ، فهالها منظرها ، لم تشعر يوما أنها غريبة على نفسها الى هذا الحد ٢ نقطة
,
, وهي واقفة محنية الكتفين ٢ نقطة شعرها المبتل قليلا برذاذ البحر منسدلا بحزن على كتفيها و كأنه يشاركها بؤسها ٢ نقطة حتى عينيها بدتا غريبتين عليها وهما تنظرانِ اليها وكأنها غريبة عن نفسها ٢ نقطة
,
, اقتربت الى مرآتها قليلا ببطء وكأنها تخشاها ٢ نقطة الى أن وصلت اليها ، فوقفت تحدق لصورتها بصمت ٢ نقطة
,
, رفعت يديها ببطء وهي تتلمس وجنتيها التي لازالتا محمرتين قليلا ٢ نقطةتجمدت الدموع في عينيها وهي تتطلع الى نفسها . لم تكن تظن أن الأمر سيكون مؤلما الى تلك الدرجة ٢ نقطة
,
, حين استفزت عاصم ٢ نقطة شعرت بالألم و الذنب ، لكن وبالرغم من قوة صفعاته التى تركت آثارها على وجهها ٢ نقطة لم تتألم كما تألمت من صفع نادر لها ٢ نقطة كيف أوجعها بتلك الصورة ، وكأنه ضرب روحها لا وجهها ٢ نقطة
,
, كيف شعرت بمثل تلك الإهانة و كأنه لمس كرامتها مباشرة ٢ نقطة كيف أدرك أن مجرد هاتين الطرقتين من الممكن أن تهزمانها الى هذا الحد ٢ نقطة
,
, ظلت تنظر الي عينيها المبللتين المصدومتين ٢ نقطة الى أن بدأت شفتيها في الإرتجاف رغما عنها ، فعضت على شفتها السفلى لتمنع نفسها ٢ نقطة الا أنها لم تستطع و شهقة خائنة تفلت من بين أسنانها رغما عنها ٢ نقطة فرفعت يدها الى فمها و الشهقة تتبعها شهقاتٍ واحدةٍ تلو الأخرى ٢ نقطة بينما اخذ جسدها في الإرتجاف بشدةٍ كادت أن تسقطها أرضا ٢ نقطة
,
, أغمضت عينيها و قد فقد الأمل في السيطرة على نفسها فأخذت تبكي و تبكي وهي منحنية في وقفتها أمام المرآة و كأنها نباتٍ كسرت الرياح ساقه ٢ نقطة
,
, وفي أثناء صوت بكائها العالي و المتصاعد الى خارج الغرفة ٢ نقطة كان نادر قد خرج من غرفته و جلس في الظلام على الأريكة وهو منحنيا ، مسندا رأسه الي كفيه ٢ نقطة مستمعا الى بكائها العالي من خلف الباب الفاصلِ بينهما
,
, ٢ نقطة
,
, فتحت حور عينيها ترمش بهما بضعف ٢ نقطة مرت بها عدة لحظات و هي لا تعلم تماما ما سر ذلك الوهن المستشري بداخلها ، الى أن أفاقت تماما و تذكرت بكائها طويلا على وسادتها الى أن غفت أخيرا ٢ نقطة
,
, نهضت ببطءٍ وهي تتأوه ألما من ذلك الألم الذي يكاد يشطر رأسها شطرين ٢ نقطة الى متى ستظل تستيقظ بتلك الحالة بسببه ؟ ٢ نقطة لكن قسما ب**** أنها لن تتكرر و لتنام باكية من أجله أبدا ٢ نقطة لقد تعب كثيرا من أجل أن يكسرها و يبعدها عنه ٢ نقطة حسنا لقد نجح في غايته أخيرا ٢ نقطة
,
, قامت من فراشها وهي تتجه الى النافذة لتزيح الستائر قليلا تتطلع الي أسطح البيوت القديمة و البحر الظاهر من البعيد و الذي كان السبب في ما نالته بالأمس ٢ نقطة
,
, ابتسمت بحزن وهي تفكر في نفسها ٢ نقطة أن البحر قد ناداها ٢ نقطة كما كانو يقولون قديما ، فلبت النداء دون تفكيرا بالعواقب ٢ نقطة
,
, الغريب أنها لا تشعر بالندم أبدا ٢ نقطة و إن عاد بها الأمس فستعيد الكرة ، قد تكون تهورت و أجهدت معتز معها ٢ نقطة الا أنها جعلته يعيش تجربة كانت هي تحيا بها في طفولتها ٢ نقطة
,
, تركت نافذتها ٢ نقطة لتتطلع الى مرآتها مرة أخرى و أخيرة ، لكن تلك المرة بصلابةٍ غريبةٍ عليها ٢ نقطة و ظلت تنظر الي عينيها و كأنهما تبثهما رسالة تصميم ٢ نقطة
,
, لا بد و أن يكون قد نزل الي عمله الآن ٢ نقطة و لابد أن يكون معتز قد استيقظ ٢ نقطة
,
, خرجت من الغرفة حافية القدمين و خلخالها يرن بخفوت ٢ نقطة وهي لا تزال بفستانها الأحمر من الأمس و قد نامت به ٢ نقطة
,
, لكنها ما أن خرجت من الغرفة حتى تسمرت مكانها مجفلة حين وجدت نادر واقفا أمامها وهو الآخر على ما يبدو بنفسِ ملابسه من البارحة ٢ نقطة ذقنه غير حليقة و شعره مشعث على غير ما اعتادت رؤيته دائما ٢ نقطة
,
, بعد أن رمته بنظرةٍ صامتة اتجهت ببطء ٍ الى غرفته تريد أن تأخذ معتز الا أن نادر أوقفها مناديا اسمها بهدوء ٢ نقطة
,
, توقفت مكانها دون أن تلتفت اليه ٢ نقطة منتظرة سماع المزيد من إهاناته ٢ نقطة لكنها سمعته يتنهد بقوة ثم قال
,
, ( حوور ٢ نقطة لقد انتهت حياتنا معا ، ذلك الأنسب لكلينا ٢ نقطة دائما ما سنؤذي بعضنا البعض بارتباطنا ، وهذا سيضر معتز في المقام الأول ٢ نقطة لذا الأفضل أن نفترق باحترام )
,
, لم ترد عيه إطلاقا ٢ نقطة نظر الى ظهرها المستقيم كالقوس في رشاقته و شعرها المنساب عليه ٢ نقطة دون أن يبدر منها ما يدل على أنها سمعته ٢ نقطة لذا قال بعد فترة
,
, ( حوور ٢ نقطة هل سمعتني ؟ )
,
, التفتت اليه ببطءٍ ثم أطالت النظر اليه لكن نظرتها كانت خالية من تلك النظرة الشغوفة الحمقاء التي اعتادها منها دائما ٢ نقطة قالت حور بهدوء و صوتٍ فاتر
,
, ( سمعتك ٢ نقطة اذن ؟؟ )
,
, تردد نادر قليلا من لهجتها ومن نظرتها ٢ نقطة بدت وكأنها امرأة أخرى غير حور التي عرفها ، لذا قال وهو يواجه عينيها بنظرةٍ جامدةٍ تعلن عن فشلٍ لم يكن يريده
,
, ( سننفصل يا حوور ٢ نقطة وتلك المرة ، ستكون رسمية ٢ نقطة لا أريد أن أعلقك معي أكثر ، أنا و أنتِ كانت قصتنا محكوما عليها بالفشل منذ البداية ٢ نقطة )
,
, حين لم ترد عليه ،اقترب منها ببطء ليمسك وجهها بكلتا كفيه يرفعه اليه لينظر الى عينيها مباشرة ثم قال
,
, ( حوور ٢ نقطة لقد فعلت بالأمس شيئا لم أكن أتخيل أن أفعله يوما ، الا أنني لم أعش لحظات رعب كتلك التي عشتها حين عدت بالصدفة و لم أجدكما ٢ نقطة و لا احد يعرف الي أين اتجهتما أنتِ ومعتز ٢ نقطة و حين عرفت بتلك المجازفة الخرقاء التي قمتِ بها انتابتني في لحظة واحدة أبشع الصور لما كان يمكن أن يحدث ٢ نقطة خاصة و أنني سمعت و رأيت الكثير من قصص البحر )
,
, لم ترد عليه و لم تتغير عيناها وهي تتطلع اليه ٢ نقطة بينما سكت هو لحظة ليتابع
,
, ( أنا لن أعذبك أكثر من ذلك ٢ نقطة أنتِ لا تجيدين تحمل المسؤلية و لا أمل في ذلك ، لذا من الظلم أن أظل أضغط عليكِ في محاولاتٍ ميؤوسٍ منها ٢ نقطة عودي الى حياتك حرة كما كنتِ ٢ نقطة وأنا كفيل بأبني و لن أحرمك من رؤيته أبدا )
,
, طالت نظرتها من بين كفيه ٢ نقطة ثم همست أخيرا
,
, ( اذن تريد الطلاق ؟ ٢ نقطة)
,
, تحسست أنامله وجنتيها قليلا بصورةٍ مواسيةٍ لا تكاد تكون محسوسة ثم سحب يديه ليقول أخيرا
,
, ( نعم يا حور ٢ نقطة انه الحل الوحيد ، سأقلك الى بيت أهلك ، خاصة بعد أن انتهت مشكلتك مع عاصم لن تكون هناك مشكلة لكِ٢ نقطة)
,
, رفعت حور ذقنها عاليا ثم فردت ظهرها أكثر لتقول بمنتهى الهدوء
,
, ( حسنا ٢ نقطةإن كنت قد انتهيت فاسمعني أنت جيدا ٢ نقطة)
,
, ضاقت عينا نادر قليلا من لهجتها الغريبة ٢ نقطة فتابعت حور تشدد على كل كلمة
,
, ( إن أردت أن تطلقني فلك ذلك ٢ نقطة ولن يستطيع أحدا من منعك ، أما بالنسبةِ للخروج من هذا البيت ٢ نقطة فانصحك إن طلقتني أن تبحث لك عن مكانٍ آخر لتسكن فيه ٢ نقطة لأنني لن أخرج من هنا )
,
, اتسعت عينا نادر وهو يستمع اليها بينما تابعت هي ودون أن ترفع صوتها
,
, ( ذلك البيت هو بيتي بصفتي أم ابنك و لن أتنازل عنه أو اخرج منه ٢ نقطة لن أستسلم و اخرج كما طرتني في المرة الأولى ، لذا إن اردت الرحيل فالباب يتسع لمرور جمل ٢ نقطة)
,
, ازداد اتساع عينا نادر و سمعت صوته نفسا غاضبا يخرج من بين أسنانه ٢ نقطة لكنها استمرت بلهجةٍ أشد قسوة قليلا دون أن ترفع صوتها
,
, ( أما بالنسبة لأبني ٢ نقطة فأنا لن أحرمك من رؤيته أبدا ،٢ نقطة لأنه بالتاكيد سيظل معي و أي محكمة ستحكم بذلك ٢ نقطة )
,
, اقترب نادر منها في لحظةٍ واحدة ليمسك بكتفيها وهو يقول ضاغطا على شفتيه
,
, ( هل تهددينني ؟٢ نقطة ٢ نقطة)
,
, قالت حور دون أن تتأثر أو أن ترمش لقربه منها
,
, ( لست أهددك ٢ نقطة مجرد أبين لك الحقائق ، أنت أخبرتني من قبل أنك ستمنحني كل حقوقي ٢ نقطة لذا لا بد وأن تكون مدركا لها كلها ٢ نقطةحضانة ابني ٢ نقطة ذلك المسكن ٢ نقطة كل حقوقي المادية من نفقة ومؤخر ٢ نقطة)
,
, حين لم يرد عليها وهي تتكلم بل كان ينظر اليها مذهولا قليلا ٢ نقطة لتكمل همسا
,
, ( حق المتعة ٢ نقطة )
,
, ابتلع نادر ريقه ببطءٍ و نظراته تنخفض اليها و عينيه تضيقان ٢ نقطة ثم همس بدون تركيز
,
, ( ليس هذا هو مسكن ٢ نقطة الزوجية )
,
, قالت حور وهي تهز كتفيها بلا مبالاة تحت كفيه
,
, ( لقد انتقلت اليه معك ولا اريد غيره ٢ نقطةو لنرى من يستطيع أن يخرجني من هنا بالقوة أنا و ابني ٢ نقطة)
,
, ظل نادر يتطلع اليها بغرابة ٢ نقطة الى أن قال أخيرا بخفوت
,
, ( مسكن الزوجية الذي تزوجنا به سيكون لكِ وهو أرقى و أفضل من هنا بكثيير ٢ نقطة كما أن كل حقوقك المادية يتكون لكِ ٢ نقطة أما معتز فأنا أريده معي ٢ نقطة)
,
, قالت حور ببرود
,
, ( لقد أخبرتك آخر ما عندي يا نادر ٢ نقطة هذا المسكن و ابني ٢ نقطة و ليس لدي كلاما آخر )
,
, قال نادر بعد فترة صمت بغموض
,
, ( لماذا تربطين نفسك ببيتٍ هالك و مسوؤلية *** بينما بإمكانك الحياة بحرية ٢ نقطة دون أن تُحرمي من ابنك تماما )
,
, ظلت تنظر اليه بملامح لا تعبير لها و عيناها تجمدان عينيه ٢ نقطة ليست تلك نظرتها و لا هذا صوتها ٢ نقطة
,
, حين نطقت أخيرا ٢ نقطة قالت بهدوء
,
, ( تلك حياتي ٢ نقطة تلك هي أنا دون زيف ٍ أو تمثيل ٢ نقطة تعبت و تعبت و أنا أحاول أن أكون مبهرة في نظرك ٢ نقطة لكن كما قلت ، هذا لن يصلح ٢ نقطة أنا هي حوور نشأت في مكانٍ كهذا ٢ نقطة ما بين الحاراتِ و البحر و المراكب ٢ نقطة كلي عيوب ولا أنكر ذلك ٢ نقطة لكن ليس هناك من قانون يحرم ام من ابنها لأنها ليست مؤهلة ٢ نقطة ابني يجب أن يتحملني و أتحمله ٢ نقطة و سنجد طريقة ما لنتدبر أمرنا ٢ نقطة و لا تخف أنا لن أقتل ابني ٢ نقطة أنا حوور رشوان يا نادر و قد تعبت كثيرا في محاولة اثبات ذلك لك ٢ نقطة لذا من الأفضل أن أكف عن اثباته و أعود الى حياتي ٢ نقطة )
,
, رفعت يديها لتزيح كفيه عن كتفيها بهدوء ٢ نقطة ثم قالت
,
, ( خذ وقتك في التفكير ٢ نقطة و إن رجعت عن قرارك في الطلاق فسأكون أكرم منك و أخبرك بأنك مرحبا بك هنا ٢ نقطة معنا )
,
, ثم دون كلمة أخرى ابتعدت عن أنظاره المدهوشة لتذهب الى غرفته باحثة عن معتز ٢ نقطة لكنها و قبل أن تدخل التفتت اليه لتقول بهدوء
,
, ( لطالما أردت أن تكسر لهفتي اليك يا نادر ٢ نقطة و بالأمس نجحت في ذلك ٢ نقطة نجحت تماما )
,
, ٢ نقطة بعد نزول نادر من البيت سمعت الباب يصفق من خلفه بقوة ٢ نقطة فالتفتت الى معتز الذي كان جالسا أمامها على فراش و الده وهو يلتف و يختبىء تحت غطاؤه ٢ نقطة ثم يعود للظهور فاتحا ذراعيه و موسعا عينيه وكأنه يفاجئها كل مرة ٢ نقطة
,
, ابتسمت له بحماقةٍ من بين دموعها وهي تشعث شعره بأصابعها ٢ نقطة ثم همست له باختناق
,
, ( ماذا ينقصني ؟٢ نقطة ما ذلك المنفر في للغاية ٢ نقطةليكسرني كما فعل ؟ ٢ نقطة )
,
, اعاد معتز حركته وهو يكز بأسنانه بعينين طريفتين حتى ضحكت حور بالرغم من انسياب دموعها بصمتٍ على وجنتيها ٢ نقطة ثم مسحتها بحزمٍ وهي تقول
,
, ( حسنا يا استاذ ٢ نقطة انت لم تأكل شيئا منذ صباح الأمس و لا بد وأنك ستموت جوعا الآن ٢ نقطة هيا لنطلب طعامنا )
,
, و بعد ساعة كانت تجلس أرضا هي ومعتز و قد فرشت أمامه مختلف المخبوزات الساخنة بالإضافة الى كوبين الحليب ٢ نقطة
,
, هجم معتز على الطعام امامه وهو جالسا على ركبتيه ليطول من كل طبق ٢ نقطةو على الرغم من انها لم تكن تشعر بالجوع تماما من شدة وجعها الا أنها ما أن رأت معتز وهو يأكل حتى فُتحت شهيتها و أخذت تأكل معه بشراهة و عينيها المبتسمتين لا تفرقانِ منظره الرائع وهو يأكل من الجوع ٢ نقطة
,
, وقفت صبا أمام البيت ٢ نقطة تنظر اليه بجدرانه و نوافذه ، الحاجة روعة على يمينها متشبثة بذراعها مبتسمة ، وعلى يسارها مالك ٢ نقطة
, ربتت الحاجة روعة على ذراعها برفق وهي تقول
, ( هيا ادخلي حبيبتي ٢ نقطة )
 
الفصل الخامس والعشرون


نظرت اليها صبا بتردد ٢ نقطة فربتت الحاجة روعة عليها مجددا وهي تضمها اليها بذراعها الأخرى ٢ نقطة تقدمت صبا ببطء الا أن الحاجة روعة منعتها لتقول مبتسمة
, ( سمي ب**** أولا و ادخلي بقدمك اليمنى ٢ نقطة )
, أومأت صبا ثم سمت ب**** و دخلت ٢ نقطة
, وقفت في منتصف البهو لا تدري الى أين تتجه ٢ نقطة فقالت لها الحاجة روعة
, ( ستمكثين في غرفة حور ابنتي مؤقتا ٢ نقطة وإن أحببتِ يمكنك المكوث في غرفة عاصم الى أن يعود بالسلامة )
, اجفلت صبا ٢ نقطة وقالت بسرعةٍ وإمارات الرفض تعلو محياها
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لن يصح ذلك )
, ضحكت الحاجة روعة بحنان وهي تقول
, ( وهل تظنين أنني سأسمح له بالإقتراب منكِ ؟٢ نقطةكلا حبيبتي حتى وإن جعلته يبات ليلته خارج البيت تحت شرفة غرفته )
, ثم ضحكت بمحبة بعد أن كانت الضحكة غائبة عنها الأيام الفائتة ٢ نقطة بينما ابتسمت صبا بضعف .
, وبعد دقائق كانت تجلس على حافة الفراش و هي تتطلع الى أنحاء تلك الغرفة الأنثوية و الغارقة في الدلال ٢ نقطة الى أن استقر نظرها على صورة ضخمة معلقة على الحائط لشابةٍ جميلة ذات سحرٍ شرقي خاص ٢ نقطة وهي تتخذ وضعا فنيا أنثويا وتنظر مباشرة و بجرأة الى من ينظر لصورتها ٢ نقطة
, لم تحتج صبا لأن تتسائل إن كانت حوور تشبه عاصم بالفعل ٢ نقطة أنهما نفس العينان ٢ نقطة نفس النظرة الجريئة و التي تغلغل من يقف أمامهما ٢ نقطة بالفعل هي اخت عاصم رشوان ٢ نقطة
, أفاقت على طرقة الباب لتدخل الحاجة روعة وهي تحمل عدة أثواب نوم بيضاء ٢ نقطة فضفاضة و ناعمة و من نفس النسخة ،
, ثم وضعتها بعناية على الفراش وهي تقول بخجل
, ( لقد أحضرت لكِ بعضا من قمصاني إن أردتِ شيئا مريحا ٢ نقطة لكن طبعا إن فضلتِ شيئا أحدث صيحة و أكثر جمالا فدولاب حور لا زال يحتوى على ملابسا كثيرة لها ٢ نقطة يمكنك أن تنتقي منها ما تريدين )
, أومأت صبا برأسها وهي تمد يدها لتتلمس القماش الأبيض الناعم ٢ نقطة اقتربت منها الحاجة روعة لتنحني و تضمها الي صدرها بقوة ٢ نقطة وهي تقول
, ( من اليوم أنتِ في معزة ابنتي ٢ نقطة منذ أن رأيتك و قلبي أخبرني أنكِ ستكونين من نصيب عاصم ٢ نقطة فليرجعه **** الي بيته بالسلامة )
, لم ترد صبا ٢ نقطة لم ترغب في الرد وهي تغمض عينيها قليلا مستمتعة بذلك الحضن الوثير ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, طرقت حنين باب غرفة حور ثم دخت حين لم تسمع ردا ٢ نقطة فقد أمرتها زوجة عمها أن توقظ تلك الفتاة التي أمر عاصم بأن تأتي معهم ٢ نقطة
, اقتربت حنين من الفراش ببطء وهي تتطلع اليها بتدقيق ٢ نقطة كم هي جميلة ، معه حق عاصم في أن يهيم بها و يكاد يفقد حياته في سبيل الدفاع عنها ٢ نقطة
, اقتربت أكثر وهي تتطلع الى الفتاة النائمة وهي مرتدية أحد أثواب زوجة عمها و الذي بدا عليها شدييد الإتساع مما منحها هالة ملاكئية ٢ نقطة خاصة و موجات شعرها العسلية و التي كانت منسابة من حول وجهها الذي لازال يحمل بعض الكدمات ٢ نقطة
, لا تعلم لماذا ظلت حنين تتطلع اليها طويلا ٢ نقطة يبدو أنها مؤخرا أصبحت تحمل شعورا مضادا لكل من حولها ، ٢ نقطة شعورا بالغضب من كل شيء و من أي شيء ٢ نقطة
, تحاملت حنين على نفسها و اقتربت و هي تنحني اليها لتهز كتفها بحذر ٢ نقطة
, لكن سرعان ما فتحت صبا عينيها مذعورة وهي تستقيم شاهقة مبتعدة الى آخر الفراش ٢ نقطة بينما في نفس اللحظة شهقتها أفزعت حنين التي قفزت مبتعدة الى الخلف
, صرخت صبا بانفعال
, ( ماذا ؟؟٢ نقطة)
, وضعت حنين يدها على صدرها اللاهث وهي تهتف بغضب
, ( ماذا أنتِ ؟؟؟؟٢ نقطة)
, أخذت أنفاس صبا تهدأ تدريجيا ٢ نقطة ثم همست مرتبكة
, ( من أنتِ ؟؟ ٢ نقطة)
, كتفت حنين ذراعيها وهي تهز ساقها ثم قالت
, ( حنين ٢ نقطة )
, رفعت صبا يدا مرتجفة لتبعد بها شعرها المنثور على وجهها ٢ نقطة ثم همست تردد
, ؛( هل أنتِ أخت عاصم كذلك ؟ ٢ نقطة)
, أمالت حنين برأسها تتطلع اليها ٢ نقطة بالطبع ٢ نقطة لم يذكرها أحد و لم يتذكرها أحد ٢ نقطة قالت بفتور
, ( أنا ابنة عمه ٢ نقطة)
, أومأت صبا قليلا ٢ نقطة وهي تحني رأسها ثم همست
, ( أعتذر عن تصرفي ٢ نقطة لم أكن قد أفقت بعد )
, تخلت حنين عن بعضٍ من قسوتها ٢ نقطة وهي تقول
, ( لا ٢ نقطة لقد أيقظتك أنا بصورةٍ مفاجئة ، أعتذر ٢ نقطة عمتي أرادت أن تنزلي لتتناولي العشاء معنا )
, رفعت صبا عينيها الى حنين ثم همست
, ( لا ٢ نقطة لن ٢ نقطة لست جائعة حقا ، لكن شكرا ٢ نقطة)
, قالت حنين
, ( أنا وعمتي في المطبخ منذ فترةٍ طويلة لنعد العشاء ٢ نقطة لذا لا يمكنك أن تحرجيها بهذا الشكل ، و على فكرة مالك ليس هنا ٢ نقطة سيبيت العدة ليالي القادمة في بيتنا القديم ٢ نقطة لذا ستكونين براحتك تماما )
, ارتبكت صبا و قالت
, ( لقد اربكتكم كلكم معي ٢ نقطة لم يكن هناك داعٍ لكل ذلك ٢ نقطة)
, قالت حنين و هي تحاول التخفيف من جفاء لهجتها
, (ليس هناك ارباك ٢ نقطة مالك يذهب الي هناك عادة ، أنه يحب المكان و لا يستطيع الإستغناء عنه )
, ترددت صبا قليلا ٢ نقطة ثم همست بصوتٍ أكثر خفوتا
, ( هل ٢ نقطة هل سنقضي ٢ نقطة الليلة هنا بمفردنا )
, ارتفع حاجبي حنين قليلا و هي تنظر اليها٢ نقطة ثم اقتربت بعد عدة لحظات لتجلس بجوارها على حافة الفراش وهي تقول
, ( هل أنتِ خائفة ؟٢ نقطة لا تخافي ، الحي الذي نسكن فيه مسور بأكمله و على بوابته حراس أمن ٢ نقطة بالإضافة الى الرجال الموجودين خارج البيت ٢ نقطة لن يجرؤ أحد على أذيتك أو الإقتراب منكِ هنا ٢ نقطة)
, همست صبا بعد فترة صمت
, ( لم أكن أريد ٢ نقطةأن أقحم أي شخص آخر في مشاكلي )
, سكتت حنين قليلا ثم قالت أخيرا وهي تمد يدها برفق لتربت على يد صبا
, ( نحن عائلة الآن ٢ نقطة لذا لن يكون هناك أي إقحام ، كلنا في نفس المركب )
, رفعت صبا عينيها الى حنين تنظر اليها ثم ابتسمت بضعف وهي تقول
, ( لابد وأنكِ محظوظة لفوزك بعائلةٍ مثلها ٢ نقطة)
, رفعت حنين حاجبيها و فغرت شفتيها ثم عادت لتغلقهما وهي تمسك نفسها في اللحظة الأخيرة قبل أن تتفوه بحماقةٍ ما ٢ نقطة و تهتف بابتسامة مضحكة مفتعله ملوحة بيديها
, ( ياااااااااه ٢ نقطة لا تدركي مدى حظي٢ نقطة ، حتى انني أستيقظ كل يوم و اسأل نفسي ماذا فعلت لأستحق مثلهم ٢ نقطة)
, قالت صبا بحزن
, ( رائع أن تكون لكِ عائلة كبيرة ٢ نقطة)
, هتفت حنين بإبتسامةٍ غبية مرة أخرى وهي تؤمن على كلام صبا صاغرة
, ( ياااااااااااااااااه ٢ نقطة لا تتخيلي مدى الروعة التي أنا فيها ٢ نقطة آييييييييه دنيا ٢ نقطة)
, نظرت اليها صبا لتقول بخفوت
, ( أدركت الآن أكثر من أي وقت أنني كنت أتمنى وجود أخوة لي ٢ نقطة )
, قالت حنين ببؤس
, ( أما أنا فلم أكن أتمنى سوى أبي وأمي ٢ نقطة كانت حياتي لتختلف تماما )
, أجابتها صبا ببعض الرفق و قد رقت الى حالها
, ؛( لكن زوجة عمك تبدو عطوفة للغاية ٢ نقطة ومن المؤكد أنها قد عاملتكِ كأولادها )
, ابتسمت حنين قليلا ثم قالت بشرود
, ( نعم ٢ نقطة إنها حاليا تبدو الشيء الجميل الوحيد في حياتي )
, قالت صبا بخفوت متقطع من الإجهاد
, ( و أولاد عمك كذلك ٢ نقطة لقد حصلتِ على أخوات على الرغم من كل شيء )
, ابتسمت حنين بسخرية ثم قالت
, ( لا تتعجلي حبيبتي ٢ نقطة سرعان ما ستدخلين العائلة ، و تنالين نفس الهنا الذي أعيشه )
, صمتت صبا وهي تخفض رأسها ٢ نقطة الجميع أصبح يعتبر مسألة زواجها من عاصم أمرا مفروغا منه ٢ نقطة ظلت محنية رأسها شاردة بعيدا ٢ نقطةبينما كانت حنين هي الأخرى شاردة وهي تفكر أن صبا لن تنال ما نالته هي أبدا ٢ نقطة فهي ستصبح زوجة عاصم رشوان ٢ نقطة لذا ستكون ذات مكانة محفوظة لا تمس أبدا ٢ نقطة
, دخلت الحاجة روعة في تلك اللحظة ٢ نقطةأثناء شرود الاثنتين لتقول بمرح جاهدة
, ( ابعثك يا حنين لتنادي صبا ٢ نقطة لأجدك قد بقيتِ معها ، وماذا أفعل في دلع البنات ذاك ٢ نقطة )
, ابتسمت حنين و صبا دون رغبة في الإبتسام حقا ٢ نقطة ثم نهضت حنين من مكانها وهي تقول بتذمر
, ( إنها ثرثارة لدرجةٍ تفوق الوصف يا عمتي ٢ نقطة)
, عقدت الحاجة روعة حاجبيها وهي تقول بصرامة زائفة
, ( لا دخل لكِ أنتِ ٢ نقطة فلتتكلم و تثرثر كما تحب )
, ثم جلست بجوار صبا وهي تسحبها الى أحضانها و هي تضحك بحنان مربتة على شعر صبا التي ابتسمت بصدق تلك المرة ،
, أخذت حنين تراقبهما بصمت ٢ نقطة طويلا ٢ نقطة الى أن انسحبت و هي تغلق الباب من خلفها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, حين اتجهت الى عملها كالعادة صباحا كانت تشعر و كأنها متجهة الى المشنقة ٢ نقطة منذ أيامٍ عديدة وهي تفكر جديا في الإستقالة بعد أن ضاع منها أغلى حلم حلمت به ٢ نقطة وحتى لحظة استيقاظها صباحا وهي عازمة على التوجه للعمل لتقديم استقالتها ٢ نقطة لكنها الآن وهي تدخل أدركت أنها قد تخاذلت للتو ٢ نقطة
, أي شيءٍ سيبقى لها في تلك الحياة إن تركت عملها ؟٢ نقطة إنها لا تملك أي شيءٍ أبدا سوى هذا العمل ٢ نقطة وحتى عمر ، يكفيها أن تنظر اليه من بعيد ٢ نقطة يكفيها أن تستمتع بابتسامة ودودة منه ٢ نقطة
, ابتسمت بحزن وهي تشعر بقلبها الخائن ينزف من جديد حين و صلت بتفكيرها الى عمر من جديد ٢ نقطة كانت تحاول الأيام الماضية أن تنحيه عن تفكريها قدر المستطاع الا أنها لم تفلح سوى في خداع نفسها ٢ نقطة
, اتجهت ببطءٍ الى مكتبها وما أن دخلت و وضعت حاسوبها على المكتب بتعب ٢ نقطة لم تمر بضعة دقائق الا وكانت تسمع طرقاتٍ على الباب ثم رأت رنيم تدخل و تغلق الباب خلفها ٢ نقطة
, أغمضت حنين عينيها بيأس وهي ترفع يدها الى جبهتها ٢ نقطة لكن رنيم اتجهت اليها لتجلس أمامها على سطح المكتب و ملامح الجدية تظهر على وجهها ٢ نقطة
, رفعت حنين رأسها اليها لتقول بخفوت
, ( ما الأمر يا يا رنيم ؟٢ نقطة قولي ما لديكِ ٢ نقطة)
, قالت رنيم بهدوء جدي
, ( منذ فترة و أنا أريد أن أتكلم معكِ لكن نظرا للظروف التي كنتِ تمرين بها لم يكن الوضع مناسبا٢ نقطة)
, قالت حنين بإيجاز
, ( ما الأمر ؟٢ نقطة)
, أجابتها رنيم مباشرة و بنفس الإيجاز
, ( جاسر رشيد ٢ نقطة)
, أخفضت حنين راسها وهي تجفل من الإسم كالمعتاد ، ثم قالت بفتور
, ( ماذا به ؟٢ نقطة)
, أجبتها رنيم دون مداراة ( لقد رأيته يقترب منكِ بطريقة غريبة ٢ نقطة)
, لم ترد عليها حنين وهي تتطلع الى النافذة مبعدة نظرها عن عيني رنيم ٢ نقطة التي أصرت قائلة
, ( لا يمكن أن تخدعني عيناي ٢ نقطة هل ٢ نقطة هل كان يتحرش بك ِ ؟ )
, رفعت حنين كفيها الى جبهتها وهي تزيح شعرها عن وجهها ثم تتركه لينسدل مرة أخرى بيأس ٢ نقطةاخيرا قالت بصوت غير مقنع أبدا
, ( أنتِ تتخيلين أشياءا لا أساس لها يا رنيم ٢ نقطة)
, مالت عليها رنيم لتمسك بذراعها وهي تقول بقوة
, ( أنا لا أتخيل أبدا ٢ نقطة و أنتِ تبدين غير مقتعة كذلك ، هل كان يتحرش بكِ لأنه قسما ب**** لو كان قد فعل فسأخبر عمر و هو سيتصرف مع ذلك العميل ال ٢ نقطة)
, انتفضت حنين في مكانها صارخة دون تفكير
, ( تخبري من ؟ ٢ نقطة تخبريه بماذا ؟ ٢ نقطة ليس هناك أي تحرش ،أرجوكِ يا رنيم لا أريد أن ينتشر هذا الموضوع )
, هتفت رنيم بغضب
, ( كنت أعلم ٢ نقطة بالفعل هو يرهبك و تخافين أن ينتشر الأمر ؟ ٢ نقطة هل أنتِ غبية ؟ ٢ نقطة كيف ٢ نقطة )
, ثم سكتت قليلا و هي تدرس ملامح حنين المتوترة
, ( هل ٢ نقطة هل أنتما مرتبطان ؟ ٢ نقطة)
, رفعت حنين رأسها الى رنيم بخوف ثم أغمضت عينيها وهي تغطي وجهها بكفيها مستديرة بكرسيها بعيدا عن رنيم و هي تقول بصوت مخنوق
, ( يا الهي ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة)
, نزلت رنيم من على سطح المكتب لتستدير اليها وهي تنخفض اليها واضعة يديها على ركبتي حنين و هي تقول بقلق
, ( ما الأمر يا حنين ؟ ٢ نقطة هل الموضوع خطير الى تلك الدرجة ؟ ٢ نقطة هل حدث شيء بينكما ؟ )
, رفعت حنين وجهها الشاحب الى رنيم التي تنظر اليها بقلق ٢ نقطة يالهي الموضوع يتعقد كل يوم أكثر من سابقه ٢ نقطة
, أعادت رنيم مرة أخرى
, ( فقط أخبريني ٢ نقطة هل أنتما مرتبطين ، أم أن ما يحدث يحدث رغما عنكِ ٢ نقطة)
, جاء صوت قوي من جهة الباب الذي فُتح دون أن يشعرا به
, ( أعتقد يا حنين أن الأمر لم يعد يحتمل الإخفاء عن الآنسة رنيم بعد الآن ٢ نقطة )
, انتفضت كلا من حنين و رنيم وهما تتطلعانِ الى جاسر بهيئته الضخمة في اطار الباب ٢ نقطة
, فغرت حنين شفتيها وهي تضع يدها على صدرها هامسة ٢ نقطة ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة )
, اقترب جاسر ببطء و خفة نمر كسول ٢ نقطة فاستقامت رنيم واقفة وهي تنقل نظرها منه الى حنين التي شحب وجهها بشدة و بان الرعب على ملامحها ٢ نقطة
, وصل جاسر الى حنين وهو ينظر الي عينيها مبتسما بشراسة متلذذا بالعذاب الظاهر على ملامحها ٢ نقطة ثم انحنى ليرفعها من على كرسيها ليضم خصرها بذراعه الحديدية اليه تحت أنظار رنيم المذهولة ٢ نقطة بينما كانت حنين تحاول التخلص من بحركةٍ غير ظاهرة وهي تشعر أنها على وشكٍ الموت في أي لحظة ٢ نقطة
, رفعت عينيها المتوسلتين الي عينيه القاسيتين دون أثرا للرحمة ٢ نقطة وهمست
, ( أرجوك لا ٢ نقطة)
, لكنه ابتسم لعينيها دون رحمة ثم نظر الى رنيم يقول بهدوء
, ( لن نستطيع إخفاء الأمر عنكِ أكثر ٢ نقطة قبل أن تقفز استنتاجاتِ غير لائقة الى ذهنك ٢ نقطة أنا و حنين ٢ نقطة )
, تلوت حنين وهي تهمس مرة أخرى و قد امتلأت عينيها بالدموع
, ( اتوسل اليك يا جاسر ٢ نقطة )
, لكنه تابع بأوضح صورةٍ ممكنة
, ( أنا و حنين متزوجان ٢ نقطة عرفيا )
, شهقت رنيم ٢ نقطةبينما أغمضت حنين عينيها و شهقة بكاءٍ تفلت من بين شفتيها فضمها جاسر اليه أكثر و أكثر ليمنعها عن السقوط أرضا ٢ نقطة
, قالت رنيم بتوتر
, ( عرفيا ؟٢ نقطة يالهي ٢ نقطة )
, اخفض جاسر رأسه ليطبع شفتيه على وجنة حنين الباردة كالرخام و حين طالت قبلته ٢ نقطة تنحنحت رنيم و هي تخرج من المكتب جريا مغلقة الباب خلفها ٢ نقطة
, حينها لف جاسر ذراعه الأخرى حول خصر حنين وهو يقبل و جنتها الأخرى و كأن مذاق و جنتيها قد أعجبه ٢ نقطة كالفاكهة الناضجة ٢ نقطة
, همست حنين باختناق
, ( كيف فعلت ذلك ؟ ٢ نقطة لقد وعدتني ٢ نقطة وأنا وثقت بوعدك )
, للحظاتٍ ظل تاهئا يقطف من حدائق و جنتيها بشراهة ٢ نقطة الى أن همس في اذنها
, ( هل كنتِ تريدين أن أتركها لظنونها عن وجود شيءٍ شائن بيننا ؟٢ نقطةأم ربما فضلتِ أن تظل على ظنها بأنني متحرش بالاطفال )
, بكت حنين بصمت ٢ نقطة ثم همست بإختناق
, ( كل هذا بسببك ٢ نقطة كله بسببك ٢ نقطة)
, رفع ذقنها اليه لينظر الى وجهها المحمر ثم قال
, ( أنتِ تؤخرين المحتوم يا حنين ٢ نقطة لما لا تستسلمين و ترضين بنصيبك ؟ )
, نفضت يده عن ذقنها بشراسةٍ وهي تهتف رغم الدموع التي أغرقت و جهها
, ( لقد رضيت بنصيبي ٢ نقطة رضيت بنصيبي منذ عشر سنوات ، و أقنعت نفسي بأنني مثل كثيراتٍ غيري فلا داعي للمعاندة ، لكنك رحلت ٢ نقطة و أنا انتقلت الي حياة مختلفة تماما ٢ نقطة و الآن بعد عشر سنوات تريدني أن أرضى بنصيبي ؟ )
, اترجفت عضلة بجانب فمه دون أن تتغير ملامحه أو أن تختفي ابتسامته المفترسة ٢ نقطة لكنه قال بهدوءٍ جاف
, ( وها قد عدت ٢ نقطة و الحال أفضل ،لقد كبرتِ ٢ نقطة وتعلمتِ ٢ نقطة و نلتِ وظيفة أيضا ٢ نقطة لقد منحتكِ الكثير برحيلي ، لم أكن أقوى وقتها على منحه لكِ ٢ نقطة أنا أيضا أفضل الآن من زوجك القديم الذي لا تعرفين عنه سوى همجيته ٢ نقطة)
, انتزعت نفسها منه بقوةٍ في لحظةٍ خاطفة منه ٢ نقطة ودارت حول نفسها نافضة شعرها وهي تصرخ بقوة
, ( يالهي ٢ نقطة لا أصدق مدى عنجهيتك ٢ نقطة أنت تتخيل أن ما أنا فيه هو من كرم اخلاقك ٢ نقطة و فضل احسانك ، والآن تتعطف و تعود الي بعد أن تركتني معلقة لعشر سنوات ٢ نقطة )
, التفتت اليه بفورة غضب و هي تقول بشراسة
, ( أي بشرٍ أنت ؟ ٢ نقطة بل أي وحشٍ أنت ؟ ٢ نقطة)
, اقترب منها ببطء الى أن وصل اليها ليقول بعد فترةٍ طويلة
, ( على عكس ما تظنين ٢ نقطة لقد تحضرت كثيرا ٢ نقطة كثيرا جدا ، ٢ نقطة لولا ذلك لما أمتلكتِ القدرة على الوقوف أمامي و مكالمتى بتلك الوقاحة ٢ نقطة والأهم من ذلك ٢ نقطةلربما كنت الآن مسجونا للمرة الثانية و يدي ملطخةٍ بالدم بسبب غبائك و تفاهتك ٢ نقطة صدقيني ٢ نقطة لقد تحضرت عن الماضي بصورةٍ أكبر مما قد يصل اليها خيالك )
, ثم ودون أن يضيف أي كلمة أخرى خرج و تركها وحيدة في المكتب تلهث قليلا وهي تبدو بصورةٍ همجيةٍ بدائية ٢ نقطة بشعرها الهائج من حولها ٢ نقطة
, كانت كلماته تدور بها ٢ نقطة أي ددممٍ ذلك التي كانت ستتسبب به ؟ ٢ نقطة هل علم بمشاعرها لعمر ؟ ٢ نقطة لكن من أين له أن يعرف و عمر نفسه لا يعلم و لا يشعر بها أصلا ؟٢ نقطة
, أمسكت جبهتها بكفيها و هي تعاود الهمس ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة لقد انهارت حياتي من حولي ٢ نقطة
, ح المصعد أبوابه حتى دخلت اليه بسرعة وهي تنوي الرحيل عن هنا بأسرع وقت ٢ نقطة حتى الإستقالة لن تقدمها فليفصلوها ٢ نقطة بماذا تبالي بعد كل ما يمر بها ٢ نقطة
, لكن قبل أن يغلق المصعد امتدت يدا و سرعان ما رأت رنيم تدخل ثائرة الى المصعد معها ثم تطرق الطابق الأرضي بقوة و عنف ٢ نقطة وما أن بدأ المصعد في الهبوط حتى التفتت الى حنين لتهتف بها غاضبة
, ( عرفي ٢ نقطةزواجا عرفيا يا حنين ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة كيف ترضين لنفسك بذلك ؟ كيف تبخسين قدر نفسك بهذا الشكل ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة ماذا ينقصكِ ليأتي و يطلبك رسميا من ابن عمك ؟؟ ٢ نقطة مجرد ورقة منحتِ بها نفسك اليه ؟؟٤ علامة التعجب)
, رمت حنين حقيبة حاسوبها أرضا وهي لا تهتم ٢ نقطة صارخة بغضب
, ( أنتِ لا تفهمين شيئا ٢ نقطة لا تفهمين شيئا إطلاقا ٢ نقطة)
, ردت عليها رنيم بنفس الغضب
, ( ما أفهمه أنكِ ارتكبتِ اغبى حماقة ممكن أن تتخيليها ٢ نقطة ماذا إن اختفى الآن أو مزق الورقة أو أي شيءٍ آخر ٢ نقطة هل تعلمين أن وقتها لن يكون لكِ أية حقوق ٢ نقطة)
, ضربت حنين أرض المصعد بقدمها بقوةٍ لدرجة أن المصعد اهتز قليلا وهي تصرخ
, ( أنتِ لا تعرفين شيئا ٢ نقطة و ابتعدي عن حياتي ٢ نقطة ابتعدو جميعكم ٢ نقطة لقد تعبت ٢ نقطة تعبت ٢ نقطة )
, أمسكتها رنيم بقوةٍ و ضمتها اليها رغم مقاومة حنين الشرسة الى أن استكانت أخيرا وهي تلقي برأسها على كتف رنيم وهي تهمس
, ( لقد تعبت ٢ نقطة جدا )
, أخذت رنيم تربت على شعرها وهي تقول بخفوت و ندم
, ( اهدئي ٢ نقطة اهدئي ٢ نقطة كل شيء له حل ، لا تخافي ٢ نقطة)
, وبعد أن وصل المصعد الى الطابق الأرضي ٢ نقطة استقامت حنين بوجهٍ شاحب لتخرج لكن موجة دوار أصابتها من شدة الضغط الذي عانته في الفترة الأخيرة ٢ نقطة فأمسكت بها رنيم بسرعة وهي تقول بقلق
, ( ماذا بك حنين ؟٢ نقطة هل أنتِ بخير ؟ )
, رفعت حنين يدها الى جبهتها وهي تقول بخفوت
, ( لا شيء ٢ نقطة أنا فقط أريد أن أرتاح قليلا ٢ نقطة)
, فجأة و رنيم تساعدها على الخروج ٢ نقطة توقفت فجأة لترفع يدها الى وجنتها شاهقة وهي تهتف
, ؛( يالهي ٢ نقطة ماذا لو كنتِ حامل ؟٢ نقطة يالهي ٢ نقطة ما تلك المصيبة يا حنين ٢ نقطة متى كانت آخر مرة ٢ نقطة)
, قاطعتها حنين وهي تكمم فمها ناظرة يمينها و يسارها وهي تهتف بصوتٍ خافت وهي مشتعلة غضبا
, ( اخرسي ٢ نقطة اخرسي يا رنيم ستفضحيني، ٢ نقطةالمصيبة الحقيقية هي أنكِ عملتِ معي في هذا المكان ٢ نقطة لا تفتحي فمك مرة أخرى ، هل تفهمين ؟؟ ٢ نقطة )
, أومأت رنيم برأسها من تحت كف حنين المكممة لفمها ٢ نقطة فأزاحت حنين كفها وهي تنظر اليها بتهديد ، لكن رنيم همست
, ( هل من المحتمل أن تكوني حامل ؟٢ نقطة)
, أمسكت حنين بمقدمة قميص رنيم وهي تقترب من وجهها لتهمس بشراسة
, ( اصمتي يا رنيم رجاءا ٢ نقطة كل كلمة تنطقين بها تثير جنوني ٢ نقطة اصمتي )
, أومأت رنيم مرة أخرى بملامح قلقة غير مقتنعة ٢ نقطة فابتعدت حنين وهي تستعيد حقيبة الحاسوب و تعلقها على كتفها ، ثم استدارت بعنف الى رنيم لتقول بشراسة
, ؛( و أنا لست حامل ٢ نقطة اخرسي )
, عقدت رنيم حاجبيها وهي تقول
, ( لم أفتح فمي حتى ٢ نقطة )
, لكن حنين ابتعدت عنها بسرعة ، فلحقتها رنيم جريا وهي تقرقع بكعبي حذائيها العاليين على الأرض الناعمة الى أن لحقت بخطوات حنين الغاضبة فقالت بقوة
, ( سأقلك للبيت ٢ نقطة لن أدعك تخرجين بمفردك )
, فتحت حنين فمها بغضب تتوي الهجوم عليها الا أن رنيم قالت بتصميم
, ( سأقلك ٢ نقطة لا تحاولي ٢ نقطة )
, ثم جذبت حزام حقيبة الحاسب وهي تقول
, ( هاتي هذه سأحملها أنا ٢ نقطة)
, قالت حنين و هي تضغط على أسنانها ( أنا لست حامل ٢ نقطة)
, نظرت اليها رنيم بطرفِ عينيها وهي تسير جوارها
, ( أنا لم أقل شيئا ٢ نقطة أنتِ من تفكرين بالأمر و من حقك طبعا في مثل حالتك و اسمحيلي أن أخبرك مرة أخرى كم أنتِ غبية و تستحقين كل البلايا القادمة ٢ نقطة)
, هزت حنين رأسها يأسا ٢ نقطة لكنها التزمت الصمت الى أن جلست بجوار رنيم في السيارة ٢ نقطة و أثناء انطلاقها قالت حنين بخفوت وهي تتلعثم
, ( رنيم ٢ نقطة عديني أنكِ لن تخبري أحدا عما سمعته اليوم )
, لم ترد رنيم وهي تنظر أمامها محركة عجلة القيادة حتى احترقة أعصاب حنين تماما و أخذت تعض على شفتيها الى أن قالت رنيم
, ( لا أخبر أحدا أنكِ متزوجة عرفيا ؟ ٢ نقطةمن عميلٍ مهم لشركتنا )
, أغمضت حنين عينيها وهي تدرك مدى بشاعة الصورة التي رسمتها رنيم والتي هي الصورة الوحيدة التى رأتها ٢ نقطة ثم نظرت اليها مرة أخرى لتقول بترجي
, ( ارجوكِ رنيم ٢ نقطة الأمر ليس كما تظنين أبدا )
, نظرت اليها رنيم ثم عادت لتنظر أمامها وهي تقول
, ( لا تقلقي ٢ نقطةسرك بأمان معي )
, تنفست حنين الصعداء و هي تنظر من النافذة بجانبها ٢ نقطة لكن الى متى ٢ نقطة وكم عدد الناس اللذين ستترجاهم أن يتكتمو الأمر ٢ نقطة الى أن يصبح الجميع يعلمون بالسر الذي تحاول جاهدة دفنه أو ايهام نفسها أنه مجرد كابوس ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كان واقفا ينظر الي النافذة يشاهد انصرافها مع تلك الفتاة رنيم و التي حققت له هدفه دون حتى أن يجهد نفسه في التخطيط ٢ نقطة بالتدريج ٢ نقطة بالتدريج يا جاسر ستفيق بنفسها و تعلم أن لا أحد غيره لها و أن لا غيرها له ٢ نقطة
, سمع صوتا من خلفه يقول
, ( لماذا أتيت اليوم ؟ ٢ نقطة الم نتفق الا تأتي حتى تشفى كدماتنا تماما )
, لم يلتفت الى عمر الواقف خلفه ٢ نقطة اقترب عمر قليلا ثم تابع حين لم يرد جاسر
, ( هل خسرنا بعضنا يا جاسر ٢ نقطة)
, أيضا لم يرد عليه جاسر و لم يلتفت حتى اليه ٢ نقطة فقال عمر بصوتٍ قوى
, ( لقد لعبت لعبة و لم تكن تمتلك القوة لإنهائها ٢ نقطة )
, بعد فترة صمت طويلة قال جاسر بهدوء
, ( حياتي ليست لعبة ٢ نقطةلأعطيك دورا بها ، فتخون ثقتي )
, صرخ عمر بغضب
, ( ماذا فعلت ؟ ٢ نقطة ماذا فعلت أنا لخيانة ثقتك ؟ ٢ نقطة لن أسمح لك بمجرد الإقتراب من تلك الأفكار المريضة برأسك )
, و بعد صمت قال جاسر بجمود
, ( لا تجعلني أتفوه بما لا أستطيع ٢ نقطة منذ زمنٍ ليس ببعيد كان مجرد ذكر اسم زوجة أحدهم يكن سببا في عاهة مستديمة )
, قال عمر بقوة رافضا المنطق
, ( هذا الزمن قد انتهى يا جاسر ٢ نقطة و حنين )
, التفت اليه جاسر و الغضب الأعمى ظاهرا على ملامحه ، لكن عمر تابع يقول بقوة
, ( كان طبيعيا جدا ما مرت به ٢ نقطة كل ما عاشته هو مراهقة لم يتسنى لها أن تعيشها )
, اقترب جاسر منه وهو يضم قبضته بشدةٍ أمام وجهه وهو يقول ضاغطا على كل حرف
, ( لم أطلب منك أن تكون بهذا الحنان و الرقة ٢ نقطة تلك الأشياء التي لا أعرفها و لا أتعامل بها ٢ نقطة خاصة و أنا مقيدا )
, هتف عمر وهو يقول
, ( لم يكن حنانا أو رقة ٢ نقطة بل مجرد رأفة ٢ نقطة كانت رأفة بطفلة
,
, كان واقفا ينظر الي النافذة يشاهد انصرافها مع تلك الفتاة رنيم و التي حققت له هدفه دون حتى أن يجهد نفسه في التخطيط ٢ نقطة بالتدريج ٢ نقطة بالتدريج يا جاسر ستفيق بنفسها و تعلم أن لا أحد غيره لها و أن لا غيرها له ٢ نقطة
, سمع صوتا من خلفه يقول
, ( لماذا أتيت اليوم ؟ ٢ نقطة الم نتفق الا تأتي حتى تشفى كدماتنا تماما )
, لم يلتفت الى عمر الواقف خلفه ٢ نقطة اقترب عمر قليلا ثم تابع حين لم يرد جاسر
, ( هل خسرنا بعضنا يا جاسر ٢ نقطة)
, أيضا لم يرد عليه جاسر و لم يلتفت حتى اليه ٢ نقطة فقال عمر بصوتٍ قوى
, ( لقد لعبت لعبة و لم تكن تمتلك القوة لإنهائها ٢ نقطة )
, بعد فترة صمت طويلة قال جاسر بهدوء
, ( حياتي ليست لعبة ٢ نقطةلأعطيك دورا بها ، فتخون ثقتي )
, صرخ عمر بغضب
, ( ماذا فعلت ؟ ٢ نقطة ماذا فعلت أنا لخيانة ثقتك ؟ ٢ نقطة لن أسمح لك بمجرد الإقتراب من تلك الأفكار المريضة برأسك )
, و بعد صمت قال جاسر بجمود
, ( لا تجعلني أتفوه بما لا أستطيع ٢ نقطة منذ زمنٍ ليس ببعيد كان مجرد ذكر اسم زوجة أحدهم يكن سببا في عاهة مستديمة )
, قال عمر بقوة رافضا المنطق
, ( هذا الزمن قد انتهى يا جاسر ٢ نقطة و حنين )
, التفت اليه جاسر و الغضب الأعمى ظاهرا على ملامحه ، لكن عمر تابع يقول بقوة
, ( كان طبيعيا جدا ما مرت به ٢ نقطة كل ما عاشته هو مراهقة لم يتسنى لها أن تعيشها )
, اقترب جاسر منه وهو يضم قبضته بشدةٍ أمام وجهه وهو يقول ضاغطا على كل حرف
, ( لم أطلب منك أن تكون بهذا الحنان و الرقة ٢ نقطة تلك الأشياء التي لا أعرفها و لا أتعامل بها ٢ نقطة خاصة و أنا مقيدا )
, هتف عمر وهو يقول
, ( لم يكن حنانا أو رقة ٢ نقطة بل مجرد رأفة ٢ نقطة كانت رأفة بطفلة في حاجة ٍ لها ، وما تعيشه هو وهم طبيعي جاء في سن متقدم قليلا )
, استدار جاسر بعيدا عنه وهو يهتف غاضبا
, ( اصمت يا عمر ٢ نقطة لا تعيدها ،أصمت ٢ نقطةأنا أحاول جاهدا أن أسيطر على نفسي )
, هتف عمر هو الآخر
, ؛( لن أصمت يا جاسر ٢ نقطة لن أصمت و أنا أراك عاقدا النية على امتصاص روحها بذنبٍ واهٍ من مخيلتك ٢ نقطة )
, ضحك جاسر بسخريةٍ مريرة وهو يقول بقسوة
, ( اطمئن ٢ نقطة هي ليست في حاجة لمحامٍ راقٍ مثلك ، يدافع عنها أمام زوجها الهمجي )
, أقترب عمر في حركة واحدة ليمسك بذراعه و يديره اليه و هو يقول بغضب
, (افهم ٢ نقطة لأجل **** افهم ، لم يحدث أبدا ما أخجل منه ٢ نقطة و بدلا من أن تضيع وقتك في مثل تلك الخزعبلات لما تحاول معها بطريقة أخرى ٢ نقطة تقرب منها كشخصٍ آخر تماما عمن عرفته وهي طفلة ٢ نقطة حاول أن تتعرف اليها بعد أن أصبحت شابة ٢ نقطة حينها قد يكون هناك أملا ٢ نقطة )
, لم يرد جاسر بل ظل ينظر اليه طويلا ٢ نقطة ثم قال اخيرا بلا تعبيير
, ( حينما أحتاج الى نصيحة ٢ نقطة ستكون أنت آخر من سأطلبها منه )
, ثم تركه ليغادر المبنى كله ٢ نقطة بينما ظل عمر واقفا مكانه يشعر بذلك الثقل يزداد على صدره يوما بعد يوم ٢ نقطة
, دخلت رنيم مسرعة الى مكتب عمر متعثرة بكعبي حذائيها الطويلين ٢ نقطة يالهي انه يبدو غاضبا للغاية ، هذه نهايتها لا شك ٢ نقطة اقتربت من مكتبه وهي تضع الاسطوانة المدمجة على سطح المكتب أمامه ٢ نقطة
, نقل نظره منها الى الاسطوانة بتجاهل مهين ٢ نقطة فتلعثمت وهي تنطق بقلق
, ( أخبروني أنك كنت تحتاج الى اسطوانة المشروع التي قممت باعدادها ٢ نقطة)
, رفع عمر حاجبه ثم رد بمنتهى البرود
, ( أرجو الا نكون قد عطلناكِ عن مشوارك المهم ؟٢ نقطة للأسف كنت في حاجة اليها و الا لما كنت اضررت أن اعيدك الى هنا ٢ نقطة)
, عضت رنيم على شفتيها المشقوقتين وهي تطرق برأسها ٢ نقطة ها قد بدأ اسلوب الضرب الخفي بالكلمات ، اوووووف ٢ نقطة فلتبقى صامتة أفضل
, الا أن عمر حين وجدها صامتة قال بتهذيب مستفز
, ( مجرد فقط سؤال من باب العلم بالشيء آنسة رنيم ٢ نقطة هل من الممكن أن أتطاول و أتجرأ و أسأل لماذا تركتِ العمل بدون اذن ٢ نقطة )
, تململت رنيم في وقفتها وهي تشعر بالضيق من ذلك الموقف السخيف من ذلك الأنسان الذي سيتخف دمه ٢ نقطة
, إن ساقها تؤلمها للغاية من جلسة السيارة الطويلة و التي طالت بها أثناء الذهاب و الرجوع في الزحام الشديد ٢ نقطة وحين وجدت أنها لن تستطيع الوقوف أكثر
, قالت بقوة
, ( هل تسمح لي بالجلوس ؟٢ نقطة)
, ثم ودون انتظارا لاذنه رمت نفسها على الكرسي المقابل له وهي تتنهد بتعب ٢ نقطة بينما عمر نظر اليها بدهشة متعجبا من شدة وقاحتها ٢ نقطة فقال بهدوء ضاغطا على اسنانه
, ( لقد اتعبناكِ معنا ٢ نقطة حقا لقد اتعبناكِ ٢ نقطة)
, قاطعت رنيم سخريته بقوة وهي تهتف
, ( كنت اقل صديقتي الى بيتها لأنها كانت متعبة و لن تستطيع الذهاب بمفردها ٢ نقطة)
, ارتفع عاجبي عمر و اتسعت عيناه من هجومها و أوشك على الكلام بحدةٍ الا أنه توقف وهو يلاحظ أنها تتألم قليلا ٢ نقطة ظل يتأملها وهي مغمضة عينيها ٢ نقطة عاقدة حاجبيها بتعب ٢ نقطةتعض بين الحين و الآخر على شفتها السفلى ذات الوشم الوردي
, طال نظره ٢ نقطة لحظة لحظتين ٢ نقطةلا يعلم سر انجذابه الى ذلك الوشم الذي يزيدها جمالا ، حتى و هي غاضبة ٢ نقطة
, تنبه الى أفكاره فهز رأسه و اعتدل في كرسيه وهو يقول بحزم بعد فترة ٢ نقطة
, ( أولا لا جب أن أنبهك أن الخروج من هنا يجب أن يكون باذن ٢ نقطة ثانيا و ذلك هو الأهم اسطوانة المشروع و التي كانت من الواضح أنها في حقيبتك ٢ علامة التعجب ٢ نقطة لماذا لم تتركي منها نسخة على حاسبك ، و الذي هو بالمناسبة مغلقا بكلمة سر ٢ نقطة)
, رفعت رنيم عينيها اليه بغضب ٢ نقطة هل حاول أن يفتح حاسبها ٢ نقطة هذا ليس تصرفا مهذبا ابدا ٢ نقطة
, قال عمر وهو يرى معالم اعتراضها
, ( في قسمنا بالذات لا نغلق الحاسبات بكلمات سرية ٢ نقطة لان المشاريع مشتركة بيننا و كما حدث اليوم حين احتجنا الى نسختك التي انهيتها ٢ نقطة اكتشفنا انها سافرت معك في حقيبتك ٢ نقطة)
, زفرت رنيم بحنقٍ وهي مغتاظة منه و من صلفه و طريقة سخريته ٢ نقطة فقالت بعصبية جعلتها تبدو لطيفة و ناعمة في نفس الوقت
, ( كان موقفا استثنائيا ٢ نقطة و حاسبي مغلق بكلمة سرية ، لان موقع التواصل عندي مليء بصور صديقاتي و احيانا تصلني منهم رسائل و صور ٢ نقطة لذا لا يجب أن يفتحه أحد في غير وجودي ٢ نقطة)
, سكت عمر قليلا ٢ نقطة وعيناه تتسعان شيئا فشيئا الى أن قال يسأل بهدوء
, ( موقع التواصل ؟؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة هل تدخلين عليه هنا في العمل ،؟ ٢ نقطة )
, هتفت بثقة ٢ نقطة ( وما المشكلة ؟٢ نقطة لماذا أنا الوحيدة التي ممنوع عنها كل شيء ، الجميع هنا يدخلون عليه ٢ نقطة )
, ازدادت قساوة عيني عمر ثم دون كلمة التقط سماعة الهاتف بجانبه و هو يطلب رقما قصيرا ٢ نقطة ثم دون مقدمات
, قال ( ياسر ٢ نقطة أريدك أن تغلق موقع التواصل من عندك في قسم الشبكات ٢ نقطة لا أريد أن يدخل عليه أي حاسب من حاسباتنا )
, اتسعت عينا رنيم وهي تهمس
, ( يالهي ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة سأصبح في نظرهم الجاسوس الذي تسبب في غلق الموقع )
, وضع عمر السماعة مكانها وهو يقول بهدوء جامد
, ( ها قد اغلقته للجميع ٢ نقطة)
, قالت رنيم بترجي وهي تميل على سطح مكتبه بيديها الاثنتين
, ( ارجوك ٢ نقطةأرجوك أعده مرة أخرى و أنا لن أدخل عليه ابدا ، أو حتى اغلقه لي وحدي ٢ نقطة سأصبح مكروهة في نظرهم ٢ نقطة ارجووووك )
, شعر عمر بالتسلية و هو يراها بمثل هذا الرعب من مجرد غلق الموقع ٢ نقطة في الواقع هو يحب رؤية كل تصرفاتها ، على الرغم من ملابسها الفجة و أظافرها المقلمة الملونة ٢ نقطة وكعبي حذائيها اللذين يبدوان كأدوات تعزييب لها ، الا أنها في تصرفاتها تظهر براءة طفولية لم تفقدها ٢ نقطة و يظن أنها ستظل على تلك الطفولة دائما ٢ نقطة
, هل يعلم خطيبها أنه سيتزوج من طفلة صغيرة لن تفعل اي شيء مما يمليه عليه منصبه الدبلوماسي ؟ ٢ نقطة على الرغم من ذلك هي على الأرجح و البديل ستملا له البيت لعبا و مرحا ٢ نقطة
, من المؤكد أنه سيعود كل يوم ليجدها تنتظره مفاجأة طفولية و هي تبتسم ابتسامتها الحمقاء وهي تعتقد انها قد انجزت انجازا عظيما ٢ نقطة حينها ٢ نقطة
, أغمض عينه وهو ينهض من مكانه مباشرة ليقول بقوة
, ( اذهبي الى مكتبك آنسة رنيم ٢ نقطة و من فضلك مزيدا من الالتزام في الأيام المقبلة ٢ نقطة)
, ارتبكت رنيم من لهجته الحادة فنهضت وهي محنية الراس لتغادر مغلقة الباب بهدوء خلفها ٢ نقطة زفر عمر بقوة وهو يفكر أن عملها هنا كان خطأ كبيرا ٢ نقطة على أعصابه ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, خرجت رنيم الى الطريق المقابل لتستقل سيارتها بعد انتهاء اليوم ٢ نقطة لكنها ما أن اقتربت حتى وجدت أن هناك من أوقف سيارته خلفها يكاد يكون ملتصقا بها تماما ٢ نقطة
, هتفت بغضب و هي تضرب الأرض بقدمها ٢ نقطة
, ( من ذلك الأحمق ؟ ٢ نقطة كيف سأخرج الآن ؟٢ نقطة يالهي ما هذا اليوم الذي لا ينتهى )
, ظلت تشتم في سرها الى أن ضربت اطار السيارة الواقفة خلفها بقدمها عدة مرات وهي تهتف غضبا ٢ نقطة
, ( هل من مشاكل ؟ ؟٢ نقطة)
, وقفت مكانها دون أن تستدير ٢ نقطة نعم هاذا ما كان ينقصها بالفعل ٢ نقطة الم تكتفي بالوصلة التأديبية التي نالتها في مكتبه ، حتى تراه مرة أخرى وهي في مثل ذلك الموقف
, استدارت اليه ببطء وهي تراه واقفا ، واضعا كفيه في جيبي بنطاله ٢ نقطة لم ترى عينيه من تحت نظارته السوداء ، لكنها رأت بوضوح فمه الملتوى بتسليةٍ مكتومة
, قالت بتذمر
, ( ماذا تفعل هنا ؟ ٢ نقطة)
, قال بهدوء
, ( كنت خارجا بسيارتي من الشركة لأجد هذا العرض الفريد من نوعه ٢ نقطة هل كنتِ تقومين ببعض الطقوس ربما )
, تنهدت بقوة وهي ترغب في ضربه بأي شيء ثقيل ٢ نقطة لكنها تحاملت على نفسها و قالت ببرود
, ( لن اتمكن من الخروج بالسيارة ٢ نقطة ذلك الأحمق حاصرني تماما )
, مد يده مفرودة اليها وهو يقول
, ( أعطني المفتاح ٢ نقطة)
, قالت بحيرة ( لماذا ؟ ٢ نقطة)
, قال لها بهدوء ( الموضوع يحتاج فقط لبعض السياسة ٢ نقطةأعطني المفتاح )
, هزت رأسها نفيا بسرعة وهي تقول
, ( لا ٢ نقطة لا داعي ، سأستقل سيارة اجرة )
, ظل عمر مادا يده وهو يقول ( المفتاح ٢ نقطة رنيم )
, رفعت عينيها اليه و هي تسمع اسمها من بين شفتيه ٢ نقطة له وقع آخر غير أي انسان نطقه من قبل ٢ نقطة
, حين لم تجد بدا أخرجت المفتاح من حقيبتها و وضعته في كفه المفرودة و وما أن لامسته حتى شعرت نفسها و كأن كهرباء قد سرت في عروقها ٢ نقطة تمنت بقوة الا يكون قد شعر بذلك و الا ستبدو بمنتهى الغباء
, قبض عمر على المفتاح ثم دخل السيارة ٢ نقطة لحظاتٍ نظر الى تلك الأداة الخاصة ، و التي يستخدمها أصحاب الإعاقات البسيطة في القيادة ٢ نقطة و بطرف عينه تمكن من رؤيتة رنيم و هي تنظر بحرجٍ اليه و كأنها تخجل من تلك الأداة الخاصة
, لكنه لم يلتفت اليها و لم يبد على وجهه أي اهتمام بالأمر ٢ نقطة وإن كان في داخله يشعر بنزعة حنان مفاجئة تتملكه ٢ نقطة
, قام بتشغيل السيارة ٢ نقطة ثم رجع بها الي الخلف الى أن لامست السيارة الواقفة خلفها لكنه لم يتوقف بل استمر في دفعها بحرصٍ ليقوم بالتقدم الى الأمام وهو يدفع السيارة الواقفة أمامها بضعة سانتيمترات قليلة ٢ نقطة
, و أخذ يعيد تلك الحركة وهو يعدل من زاوية اطاراته الى أن تمكن بالخروج من المكان الضيق أخيرا ٢ نقطة
, كانت رنيم في ذلك الوقت واقفة و هي تغطي فمها بكفيها ٢ نقطة وما أن خرج حتى هتفت به
, ( لقد خرجت بالقوة و أنت تضرب السيارتين ٢ نقطة ماذا لو رآك صاحب احداهما )
, ابتسم عمر وهو يقول بهدوء
, ( لم يصبهما خدش واحد ٢ نقطة تلك الحركة التكتيكية اسمها ٢ نقطة قبلة السيارات ٢ نقطة وهي تعني الخروج من مكانٍ ضيق ما بين سيارتين وقفتا بغباء لتسدا عليكِ طريق الخروج )
, احمر وجهها وهي تسمع اسم تلك الحركة منه ٢ نقطة ثم افلتت منها ضحكة صغيرة خجولة رغما عنها وهي تعض على شفتها لتمنع نفسها ٢ نقطة
, فضحك هو الآخر برقة ٍ وهو ينظر الى وجهها المحمر خجلا و الذي يبدو مشرقا بجمالٍ خاص و نادر ٢ نقطة
 
الفصل السادس والعشرون


بعد اسبوع ٢ نقطة
, دخل عاصم الي بيته وهو يتنشق عطره الذي اشتاق اليه بقوة ٢ نقطة مهما يذهب و يبتعد الا ان بيته يزال هو المكان الذي يعود اليه لينعم بدفئه و رائحته ٢ نقطة
, وما ان دخل حتى هرولت اليه امه وهي تاخذه بين احضانها و تنفجر في البكاء ٢ نقطة ضحك عاصم بحنان وهو يقبل رأسها هامسا
, ( لماذا البكاء الآن ؟ ٢ نقطة ها قد عدت الى أحضانك ، القط له سبع ارواح يا ام عاصم )
, لم تستطع الكلام و هي تنخرط في البكاء بقوة ٢ نقطة بينما كانت عينا عاصم تدورانِ بحثا بلا توقف في ارجاء المكان ٢ نقطة فجأة وجد من قفز الى اذنه ليقول بصوتٍ عالٍ
, ( أتبحث عن شيء ؟ ٢ نقطة)
, اتنفض عاصم بقوة ٢ نقطة ليجد مالك واقفا يضحك من خلفه ، فأبعد أمه قليلا عنه وهو يقول
, ( بعد اذنك يا أمي ٢ نقطة)
, هجم على مالك ليعتقل عنقه بذراعٍ واحدة و يحنيها بقوةٍ حتى انخفض رأس مالك الذي كان يضحك و هو يعتذر ، بينما كان عاصم يقول
, ( الن تكف عن سماجتك تلك ابدا ٢ نقطة)
, اخذ مالك يحاول هو الآخر أن يكبله ٢ نقطة و الحاجة روعة تهتف بغضب
, ( ابتعد عن أخيك يا ولد ٢ نقطة لازال جرحه مفتوحا )
, توقف عاصم عن التصارع مع مالك ليقول
, ( انتظر لحظة ٢ نقطة)
, و أخذ يرتاح و هو لا يزال مكبلا عنق مالك ٢ نقطة ثم عاد لمصارعته من جديد ٢ نقطة
, و بعد لحظاتٍ من الضحك توقف تماما عن الحركة و هو يراها واقفة أعلى السلم ٢ نقطة واضعة يدها على سور السلم و قد بدت كأميرةٍ شرقية رائعة الحسن بعبائتها الفضفاضة ٢ نقطة
, بل هي بالفعل ست الحسن و الجمال التي كان يبحث عنها الشاطر حسن ٢ نقطةتلك من احتلت احلامه لليالٍ طويلة مضت ٢ نقطة
, ترك مالك ببطء ليقترب من السلم ووقف أسفله ٢ نقطة فأخفضت صبا رأسها وهي تهبط درجات السلم الى أن وصلت اليه ٢ نقطة ثم قالت بصوتٍ منخفض دون أن تنظر اليه ٢ نقطة أو حتى ترفع رأسها الذي لم يعلو عن مستوى صدره ٢ نقطة
, ( حمدا لله على سلامتك ٢ نقطة)
, تأوه بخفوت دون أن يسمعه سواها ٢ نقطة و غامت عيناه و الصور القاتلة تتدافع الي ذاكرته ، و ببطءٍ شديد رفع يده ليلامس بها الهواء من جانب وجنتها وكأنه يلامسها هي دون أن يجد الجرأة على ذلك
, لم ينتبه الى أنه لم يرد عليها ٢ نقطةكان ما بداخله يفوق احتمال البشر ، من غضبٍ أسود ومرارة و حزن ٢ نقطة و حبٍ لتلك المخلوقة أمامه بدرجة لم يكن يظن أن سيشعر بها يوما ٢ نقطة
, ( كيف حالك يا صبا ٢ نقطة)
, همس بسؤاله بهمسٍ أجش وصلها هي وحدها ٢ نقطة فسكتت عدة لحظات قبل أن تهمس
, ( بخير ٢ نقطة الحمد لله على كلِ شيء )
, اقتربت الحاجة روعة و هي تتنحنح و تمسح دموعها قائلة بحنان
, ( اسمع يا عاصم ٢ نقطة صبا من اليوم تحت حمايتي ، و ليس مسموحا لك بالاقتراب منها ٢ نقطة)
, ابتسم عاصم وهو ينظر من أمه الى صبا ٢ نقطة ثم مال عليها ليقول بخفوت
, ( الى أن نتزوج ٢ نقطة)
, ارتبكت صبا و ازداد احمرار وجهها و لم ترد عليه بينما ضحكت أمه لتقول
, ( يا هنائك يا عاصم ابن بطني ٢ نقطة لو تعلم أنها بقت معي المطبخ منذ الصباح يدا بيد لتعد كل ما تحبه )
, عند هذه النقطة كان مالك قد دخل بينهم من اللا مكان وهو يقول
, ؛( عاصم ممنوع عنه الأكل الثقيل ٢ نقطةضاع تعبك هباءا يا صبا )
, مط عاصم شفتيه وهو يسحب مالك من قميصه و يهمس في اذنه
, ( لما لا تأخذ أمك و تخبرها بأن شيء ما يؤلمك ٢ نقطة)
, عقد مالك حاجبيه وهوز يرسم الجدية على وجهه ثم يعدل من قميصه و يعطي لعاصم غمزة ذكية خاصة و ان صبا رأتها و ازدادت ارتباكا و احمرارا ٢ نقطة
, لكن مالك قال بجدية
, (أمي ٢ نقطة عندي صداع ، فوق حاجبي الأيسر ٢ نقطة)
, قالت الحاجة روعة بقلق
, ( يا حبيب أمك ٢ نقطة خير اللهم اجعله خير ، تعال معي لأدهنه لك بزيت النعناع )
, فأوما مالك برأسه وهو متألم الملامح ٢ نقطة و قادها الى المطبخ متشبثا بذراعها ، و قبل أن يدخلا الى المطبخ استدار الى عاصم و غمز له غمزة ٢ نقطةأيه خدمة ٢ نقطة
, التفت عاصم الي صبا ٢ نقطة وهويبتسم برقة و يقول
, ( اشتقت لكِ ٢ نقطة)
, لم ترد عليه أيضا ٢ نقطة فهمس يناديها
, ( صبا ٢ نقطة اشتقت اليكِ ، حبيبتي )
, شهقت صبا ثم هربت منه وهي تتجه الى المطبخ لكنه أسرع و سد عليها الطريق ليقول
, ( اشتقت اليكِ كما لم اشتاق لأحدٍ من قبل ٢ نقطة)
, استدارت صبا عنه وهي تهمس بتحشرج
, ( أرجوك ٢ نقطة توقف عن ذلك )
, عاد عاصم ليتف حولها ليواجهها وهو يضع يده على جرحه ٢ نقطة ثم قال بجدية
, ( صبا ٢ نقطة لست شابا صغيرا لما أفعله ، لم اتعب يوما في نيل شيء مثلما تعبت لنيلك ٢ نقطة)
, عند هذه الكلمات رفعت عينيها الى عينيه و قالت
, (أنا لست شيئا ٢ نقطة حتى تتعب لنيله ، يا سيد عاصم )
, احتدم الغضب في نظرات عاصم و خرجت أنفاسه ساخنة وهو يقول
, ( لو نطقتِ بكلمة سيد تلك مرة أخرى فأقسم أن أعيدها الى حلقك ٢ نقطة )
, اشتعلت نظراتها غضبا و حنقا من فظاظته ٢ نقطة حينها فقط اطمئن أنها بخير ، حين عادت الحياة لعيون القطط ٢ نقطة فلم يتمالك نفسه وهو يهمس
, ( و انتِ لستِ شيئا بالتأكيد ٢ نقطة أنتِ قطة ٢ نقطة قطة صغيرة ذات مخالب حادة ، وجدتها يوما في أحد الأزقة تحارب بشراسة )
, ظلت صبا تنظر اليه طويلا ثم قالت بدهشةٍ متعجبةٍ و رافضة
, ( هل هذه هي فكرتك عن الغزل ؟؟ ٢ نقطة )
, التوى فمه بمكرٍ و قد أوشكت أعصابه على الاحتراق وهو يهمس
, ( وهل تريدين كلمات الغزل ؟ ٢ نقطة اعذريني ، فأنا جلفا و لم أعتدها ٢ نقطة لكن حين نتزوج ٢ نقطة لن أُسمعك اياها ، بل سأريكِ ٢ نقطة)
, صرخت صرخة صغيرة ثم استدارت مرة أخرى وهي تبتعد ، لكن تلك المرة كانت الحاجة روعة هي من انقذها حين خرجت من المطبخ وهي تقول بلهفة
, ( تركناك يا عاصم واقفا كل هذا الوقت ٢ نقطة هيا يا مالك ساعد أخاك ليصعد الى غرفته ليرتاح )
, ومن خلفها كان مالك يرفع يديه الى عاصم دليل الاستسلام ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, حين حل المساء كانت حور جالسة مع معتز و هي متمددة على الأريكة ٢ نقطة تتلاعب بخصلاتِ شعرها و عينيها شاردتين ٢ نقطةالى الآن مكسورة الروح لا تقوى على نسيان تلك اللحظة ابدا ٢ نقطة
, ارتفع رنين هاتفها الملقى بجوارها فالتقطتته لتنظر الي الشاشة دون أن تتحرك من استلقائها ٢ نقطة و ما أن وضعت الهاتف على أذنها حتى سمعت صوتها انثويا ملهوفا
, ( أنا معجبة ٢ نقطة )
, رفعت حور حاجبيها ٢ نقطة ثم سألت مباشرة
, ( معجبة أم عاشقة ؟ ٢ نقطة)
, ( لا أعلم ٢ نقطة أعتقد ٢ نقطة أعتقد أنه اعجاب قوى ٢ نقطة قوي جدا )
, اجابت حور بهدوء
, ( امممممم ٢ نقطة و حضرة المحترم متقن الكي ؟؟ )
, سمعت صوت رنيم وهي ترتمي الى سريرها و تقول بيأس
, ( أشعر بتأنيب الضمير جدا يا حوور ٢ نقطة أن أكون مخطوبة و أُعجب بشخصٍ آخر ٢ نقطة منذ فترة و أنا مستاءة ، لكن اليوم انفجر اعجابي )
, نظرت حور الى أظافرها الحمراء ثم قالت
, ( و ماذا عن المعجب به ؟؟ ٢ نقطة هل يبادلك الإعجاب ؟ ٢ نقطة )
, تاوهت رنيم وهي تقول بإحباط
, ( بل يبادلني الإزدراء ٢ نقطة)
, حينها ردت حور بلهجة واثقة
, ( اذن الأمر منتهى ٢ نقطة )
, قالت رنيم بحزن ٢ نقطة( كيف أتزوج رجلا و أنا معجبة بآخر و أتمنى كل صفة من صفاته في شريك حياتي )
, ردت عليها حور بعملية
, ( اسمعيني جيدا يا رنيم ٢ نقطة عصفورا في اليد خيرا من الف على الشجرة ، فهل ستتركين خطيبك من أجل مجرد اعجاب ؟؟ ٢ نقطة و ما أدراكِ إن تركته فان الآخر سينظر اليك أو سيقبل بكِ ؟؟٢ نقطة)
, صمت تام و صلها من رنيم ٢ نقطة كانت تعلم أن كلماتها قاسية لكن مصلحة رنيم بالنسبة لها أهم ، لذا تابعت
, ( صحيح أنني أيضا لا أطيق مُتقن الكي ٢ نقطة لكنه الوحيد الذي يعرف ظروفك ، و يقبل بها ٢ نقطة وهو رجل ذو مستقبل واسع ، لذا من الحماقة أن تتخلين عنه ٢ نقطة )
, وصلها بعد فترة صوت رنيم خنتقا قليلا و كأنها تبتلع ألمها
, ( لكني أشعر بأنني غير منصفة معه ٢ نقطة حين أكون بجواره و أنا أفكر في شخصٍ آخر )
, قالت حور بقوة
, ( توقفي عن مثل تلك الحساسيات ٢ نقطة انها مشاعر عابرة و ستمر ، لا تفكري سوى في مصلحتك أنتِ )
, سمعت حور صوت المفتاح فقالت بسرعة
, ( نادر وصل ٢ نقطة ساغلق الآن يا رنيم و سنتحدث فيما بعد )
, ثم وضعت هاتفها بجوارها وهي ممددة دون أن تنهض أو حتى تنظر اليه ٢ نقطة
, دخل نادر و نظر اليها منتظرا أن تتفوه بأي كلمةٍ ٢ نقطة لكنها لم تنظر اليه حتى و لم تحاول التحرك ٢ نقطة
, جرت نظراته عليها بغضب ثم قال بخشونة
, ( لقد جددت اشتراك الهاتف الأرضي ٢ نقطة منذ الغد سأكلمك عليه لأتأكد أنكِ بالبيت ، وإن أردت الخروج تطلبين الاذن أولا ٢ نقطة و إن وافقت تتركين معتز لدى علية الى أن تعودي ٢ نقطة مفهوم ؟؟ ٢ نقطة)
, رفعت حاجبها وهي تسأل ببراءة من بين شفتيها المكتنزتين بصوتها الرنان المغوي
, ( ألن ترحل ؟ ٢ نقطة)
, اقترب نادر منها في خطوة واحدة ليرفعها من ذراعيها بقوةٍ عن الأريكة و يشدها اليه ٢ نقطة لكنه حين وجد معتز ينظر اليهما باهتمام ابتسم له برقة ثم التفت اليها ليقول من بين أسنانه محاولا السيطرة على غضبه
, ( أنتِ جلبتِ كل ذلك لنفسك يا حور ٢ نقطة لقد منحتكِ حريتك لآخر مرة و أنتِ رفضتِ لذا تحملي أن تكوني زوجتي و أم ابني )
, ظلت تنظر اليه وهو يتكلم نافثا غضبه بهديرٍ من بين شفتيه ٢ نقطة ثم افترت شفتيها عن ابتسامة ساحرة وهي تقول ببساطة
, ( حسنا ٢ نقطة )
, انتظرت أن يتركها ٢ نقطة لكنه رفع يده ليمسك ذقنها و يرفع رأسها اليه ثم قال بصوتٍ عميق
, ( وما حدث بالأمس لن يتكرر مجددا ٢ نقطة )
, اظلمت عينيها قليلا و همست و قد افتللت مشاعرها المنكسرة بين نغمات صوتها
, ( ما حدث مني ؟؟ ٢ نقطة أم ما حدث منك ؟؟ )
, صمت نادر ثم قال بجوم ( كلانا ٢ نقطة )
, ثم تركها ليبتعد عنها و يدخل غرفته ٢ نقطة بينما وضعت هي أصابعها على موضع لمسته و اخذت تتحسسه بنعومة و هي تغمض عينيها و قد انسابت دمعتانِ منها على وجنتيها ٢ نقطة
 
الفصل السابع والعشرون


كانت تجلس تحت ظلال السقيفة الخشبية المفرغة بفن ٢ نقطة وقت الغروب و هي تستمتع بالأشعة الدافئة المغادرة برفق ٢ نقطة لقد أصبحت تلك هي جلستها المفضلة فوق السطح منذ أن انتقلت الى هذا البيت ٢ نقطة وهي تحدق الى السماء الملونة أمامها شاردة فيها ٢ نقطة تميل براسها لتستند الى جدار السقيفة و هي تجلس على الأرجوحة الخيرزانية المشغولة يدويا ٢ نقطة و في يدها كتابٍ صغير نجحت في ايجاده بمعجزةٍ هنا في هذا البيت ٢ نقطة
,
, كم تحب هذا المكان الخاص بها وحدها حيث أن لا أحد يصعد اليه على الرغم من روعة تصميم تلك الجلسة فوق السطح الذي يطل على حدائق هذا المجمع الراقي ٢ نقطة
,
, وأصوات الطيور المغادرة الى أعشاشها في ذلك الوقت مختلطة بصوت حفيف الأوراق تبعث مخدرا في عروقها التي تجمدت في الفترة الماضية ٢ نقطة
,
, كانت من الشرود بحيث لم تسمع صوت الخطوات الصاعدة على درجات السلم الفاصل بين الطابق العلوي و السطح ٢ نقطة
,
, الى أن شهقت بقوةٍ وهي تجد أن الأرجوحة قد دفعت بقوةٍ للأمام ٢ نقطةاستدارت للخلف وهي تعدل من جلستها لترى عاصم يدفعها وهو ينظر اليها مبتسما ٢ نقطة تلعثمت وهي تقول
,
, ( توقف عن دفعي ٢ نقطة لا أحب ذلك )
,
, لكنه لم يتوقف و ظل يدفعها برفقٍ عن المرة الأولى ٢ نقطة للحظاتٍ تركت لنفسها التمتع بتلك الأرجحة لكنها قالت بتصميم بعد فترة
,
, ( كفى حقا ٢ نقطة أنا لا أريد ذلك ٢ نقطة)
,
, أجاب طلبها ٢ نقطة وحين ظنت أنه سيرحل ، وجدته يلتف حول الأرجوحة ليجلس عليها بقوة مما ادى الى تراجعها للخلف بقوة ، فتشبثت صبا بإطارها بقوة لتمع نفسها من السقوط عليه ٢ نقطة وما أن اعتدلت حتى حاولت النهوض الا أنه كان يؤرجحها بساقه الطويلة ٢ نقطة فقالت صبا بعصبية
,
, ( توقف عن ذلك يا عاصم من فضلك ٢ نقطة)
,
, توقفت ساقه عن الحركة تماما و نظر اليها ٢ نقطة ليقول بصوتٍ أجش بعد فترة
,
, ( أعيديها مرة أخرى ٢ نقطة )
,
, لم تتظاهر صبا بعدم الفهم بل أدارت وجهها المحمر عنه دون أن تجيب ٢ نقطة فمال عليها وهو يقول همسا
,
, ( أريد أن أسمعه مرة أخرى يا صبا ٢ نقطة )
,
, قفزت صبا واقفة وهي تقول بتردد
,
, ( يجب أن أنزل الآن لأساعد عمتي ٢ نقطة)
,
, ابتسم عاصم و هو يقول
,
, ( فليسعدها من تهمس بعمتى من بين شفتيها ٢ نقطةكم اتوق لأسمعك تدعينها بأمي )
,
, ارتبكت صبا وهي تضغط بأصابعها على الكتاب الممسكة به ٢ نقطة وقبل أن تتحرك قال عاصم بسرعة
,
, ( أجلسي قليلا يا صبا ٢ نقطةأريد أن أتكلم معك قليلا )
,
, همست صبا بتردد
,
, ( لا نستطيع أن نبقى هنا بمفردنا ٢ نقطة ماذا ستقول عمتى ؟ هذا لا يجوز )
,
, أشار عاصم بذراعه الى السطح وهو يقول مبتسما
,
, ( نحن في مكانٍ عام ٢ نقطة)
,
, مطت صبا شفتيها بامتعاض ٢ نقطة فضحك عاصم بخفوت ثم قال برقةٍ تتناقض مع صوته العميق
,
, ( صدقا يا صبا اجلسي قليلا ٢ نقطةأريد أن أتكلم معك قليلا ، لم يتسنى لي البقاء معك أو مكالمتك كلمتين مجتمعتين دون أن يقاطعنا أحد ٢ نقطة )
,
, ظلت صبا في تردد بان جليا على ملامحها حتى اشفق عليها عاصم بالفعل فهمس برفق
,
, ( لن أؤخرك صدقيني ٢ نقطة )
,
, ظلت صبا مكانها واقفة بتردد ٢ نقطة ثم همست أخيرا
,
, ( حسنا ٢ نقطة ماذا تريد )
,
, ارتفع حاجبي عاصم و هو يقول
,
, ( الا يمكن أن تجلسي على الأقل ؟٢ نقطة ولا داعي للإظاهر كل ذلك الحماس و كأنك على وشك ابتلاع قرص دواء و أنتِ تسدين أنفك ٢ نقطة )
,
, أخفضت يدها بالكتاب و نظرت اليه بنفس الإمتعاض ٢ نقطة فضحك وهو يقول
,
, ( حسنا حسنا ٢ نقطة سألتزم الأصول لكن اجلسي من فضلك ٢ نقطة )
,
, ابتعد صبا لتجلس على أحد الكراسي الخيرزانية ثم وضعت الكتاب على ركبتيها و شبكت يديها فوقه ثم قالت بهدوء
,
, ( نعم ٢ نقطة )
,
, ظل عاصم ينظر اليها قليلا ثم هز رأسه ليقول بيأس
,
, ( **** يطيلك يا روح ٢ نقطة )
,
, ثم حاول مرة أخرى وهو يقول بصبرٍ وكأنه يقنع طفلةٍ متمردة
,
, ( تعالي اجلسي بجواري يا صبا ٢ نقطة لن أفعل شيئا مبتذلا و انتِ في بيتي ، تعالي اجلسي بقربي )
,
, قالت صبا بهدوء
,
, ( لا ٢ نقطة أنا مرتاحة هنا ، شكرا )
,
, زفر عاصم بنفاذ صبر ٢ نقطة لكنه لم يستسلم و التزم العند فإما هي و إما هو ٢ نقطةفقال بتصميم
,
, ( لن أتكلم الا اذا جلستِ بجواري ٢ نقطة)
,
, قالت صبا بهدوء
,
, ( حسنا كما تحب ، سأنزل لعمتي ٢ نقطة)
,
, و قامت من مكانها الا أنه قام هو الآخر و اعترض طريقها ليقول بصلابة
,
, ( لا لن تنزلي ٢ نقطة)
,
, نظرت صبا اليه وهي ترفع حاجبيها بدهشة ثم تتراجع الى الخلف خطوتين ، فغمر الغضب ملامح عاصم و قال يتأوه
,
, ( ب**** عليكِ يا صبا لا تنظري الي بتلك الطريقة ٢ نقطة )
,
, زفر بتعب ثم قال بلهجةٍ أرق قليلا
,
, ( تعالي اجلسي بجواري ٢ نقطة دقائق ، فقط دقائق أختلسها لأتأكد أنكِ فعلا هنا معي )
,
, أخفضت صبا نظرها بينما عيناه كانتا تلتهمانِ كل ذرةٍ من ملامحها الندية و التي تتشابه مع الزهور البيضاء في الحسن و البهاء ٢ نقطة ست الحسن و الجمال ٢ نقطة
,
, ابتسم عاصم وهو يردد الأسم في تفكيره ، لكم يلائمها ٢ نقطة و حين أوشك على أن يهمس به سمعها تقول بخفوت
,
, ( حسنا سأجلس ٢ نقطة)
,
, اتسعت ابتسامته قليلا ٢ نقطة وكان بالفعل قد أوشك على الإمساك بها و ضمها قلبه بقوةٍ الا أنه تمسك بكلِ ذرةٍ من مقاومته و تراجع ليجلس على الأرجوحة مثبتا اياها بساقه الطويلة حتى تجلس ٢ نقطة
,
, و ببطءٍ اخذت تقترب وخفقاتِ قلبه تجذبها كالناي السحري الى أن جلست برقةٍ بعيدا عنه قليلا ٢ نقطة فأرخى ساقه لتتأرجح الأرجوحة بهما ببطءٍ ٢ نقطة هو يتأملها مبتسما وهي تنظر أمامها الى البعيد دون أن تلتفت اليه ٢ نقطة طافت بها نظراته الى أن تسمرت على قلادته التي كانت قبل ايام فقط محناة بدمه ٢ نقطة كانت تستقر بنعومة على مقدمة صدرها فتزيده بهاءا ٢ نقطة رفع عينيه المشتعلتين الي عينيها ٢ نقطة
,
, و في لحظةٍ واحدة كان صوتيهما يمتزجان حين نطقا معا
,
, ( كنتِ تريد ٢ نقطة )
,
, ( أحبك ٢ نقطة)
,
, صمتت صبا حين احتل صوته العميق الفراغ من حولها ٢ نقطة ثم همست بتذمر وهي تشعر بعينيه تلاحقانها من كل اتجاه
,
, ( هل ٢ نقطة هل هذا ما أردت قوله ؟ ٢ نقطة )
,
, قال عاصم بصوتٍ له بحةٍ قليلا ٢ نقطة
,
, ( هذه كلمةٍ من كلماتٍ كثير أريد أن أهمس لكِ بها ٢ نقطة )
,
, عضت صبا على شفتها محرجة ثم أخذت نفسا عميقا لتشجع نفسها وقالت
,
, ( و أنا أريد أن أتكلم معك ٢ نقطة أنا ٢ نقطة إن بقائي هنا لم يعد ملائما بعد الآن ، و يبجب أن .،٢ نقطة)
,
, قاطعها صوت عاصم القاطع كحد السيف
,
, ( على جثتي ٢ نقطة)
,
, عقدت حاجبيها و التزمت النظر للأرض بعناد وهي تتمتم
,
, ( هذا ليس وضعا سليما و أنا ٢ نقطة)
,
, قال عاصم بصوتٍ أقوى وقعا
,
, ( على جثتي يا صبا ٢ نقطة و لهذا أردت أن أحدد معكِ موعد عقد القران خلال أيام على الأكثر و لو استطعت اليوم لما ترددت )
,
, صرخت صبا وهي تضغط على أسنانها و تنظر الى الأرض
,
, ( أنت ٢ نقطة أنت ٢ نقطة أنت ٢ نقطة الا تفكر في أي شيء الا و يكون محوره عاصم رشوان )
,
, زم عاصم شفتيه و هو متفاجىء من انفعالها الغير مبرر ٢ نقطة و بعد فترة قال بصوتٍ جاف
,
, ( بل ما أراه هو أنكِ أصبحتِ محور أي شيءٍ أفكر به ٢ نقطة )
,
, أخذت صبا تلتقط أنفاسها من هجومها المتسرع ٢ نقطة ثم قالت بصوتٍ متلعثم
,
, ( أنت لا ٢ نقطة تدرك كم هو الوضع ٢ نقطة صعبا علي الآن )
,
, سكت عاصم وهو يتأمل جانب وجهها الفني و الذي انعكست عليه الأشعة الداكنة لتغطيه بظلالٍ تظهرها أكثر جمالا بصورةٍ مؤلمة ٢ نقطةشفتيها الورديتين وهما ترتجفان قليلا فتعود للعض على السفلى في حركةٍ حديثة منها باتت مألوفة لديه ٢ نقطة
,
, همس بداخله مرة أخرى متأوها ٢ نقطة **** يطيلك يا روح ٢ نقطة
,
, ثم حاول صرف نظر الى عينيها الشاردتين و قال بخفوت محاولا التظاهر بالصلابة
,
, ( اخبريني ٢ نقطة)
,
, هزت رأسها نفيا دون صوت ٢ نقطة لكنه شاهد دمعة انحدرت على وجنتيها و على الأشعة الذهبية التي انعكست عليها بدت كخيطٍ كريستالي رقيق فابتلع غصة في حلقه و مشاعر الالم تتشابك مع الاعجاب بها ٢ نقطة
,
, عاد ليهمس ( فقط حاولي ٢ نقطة )
,
, ظلت صامتة قليلا ثم همست بتقطع وهي تتشبث بقبضتيها في حافتي مقعد الارجوحة بجوار ساقيها ٢ نقطة
,
, ( أنا ٢ نقطة لا أستطيع أن ٢ نقطة أواجهك بعد ٢ نقطة هل تتخيل مقدار الذل الذي ٢ نقطة)
,
, هتف عاصم بقوة
,
, ( اصمتى ٢ نقطة اصمتى يا صبا ، لا كلمة اخرى ٢ نقطةأنا ، يالهي كم أحتاج الى ضمك لصدري الآن )
,
, حاولت صبا النهوض الا أنه مد ذراعه كحاجز أمامها هو يقول
,
, ( سنعقد قرانا خلال أيام ٢ نقطة و انا لن أقبل بأي كلمة أخرى )
,
, ظل صدرها يعلو ويهبط بسرعةٍ دون أن تنظر اليه فقال هامسا مترجيا
,
, ( انظري الي يا صبا ٢ نقطة من فضلك ، نظرة واحدة )
,
, افلتت تنهيدة من بين شفتيها ثم رفعت عينيها اليه ببطء ٢ نقطة و تلاقت عيناهما طويلا ، تاه في في خضار عينيها الشاردتين دون حياة ٢ نقطة ثم تكلم أخيرا
,
, ( لا اريد أن أسمع كلمة اخرى ٢ نقطة أنتِ لي يا صبا ، منذ أول يومِ رأيتك فيه أدركت بداخلي أنكِ ستكونين لي )
,
, أسبلت جفنيها قليلا ٢ نقطة فتابع بأكبر قدر من الرفق و كأنه يسير على خيطٍ رفيع ٢ نقطة
,
, ( اياكِ ان تعيديها مرة أخرى ٢ نقطة انكِ لا تستطيعين مواجهتي ، قد يكون احساسك طبيعي مع أي رجلا آخر لكن ليس أنا ، لقد وصلت اليكِ لأنكِ قدري ٢ نقطة)
,
, لم تستطع الرد ٢ نقطة وهو لم يضغط عليها أكثر ، بل قال بهدوء
,
, ( آخر الأسبوع ٢ نقطة سنعقد قراننا في الجامع ، اتفقنا )
,
, ظلت صامتة عدة لحظات شعر فيها بالقلق يعصف به و كأنه ينتظر نتيجة نجاحه أو رسوبه ٢ نقطة الى أن رآها تومىء برأسها أخيرا ٢ نقطة حينها اتسعت عيناه قليلا وفتح شفتيه ٢ نقطة ثم همس أخيرا بخفوت
,
, ( انطقيها يا صبا ٢ نقطةأريد أن أسمعها منكِ )
,
, ظن أنها لن ترد ٢ نقطة لكنها بعد لحظتين همست
,
, ( موافقة ٢ نقطة سأتزوجك )
,
, أغمض عاصم عينيه للحظاتٍ ثم
,
, فتحهما ليقول همسا ( يالهي ٢ نقطة احبك ايتها القطة )
,
, نهضت صبا من على الأرجوحة قبل أن يستطيع ايقافها وهي تقول بتصميم دون أن تنظر اليه
,
, ( سأنزل لعمتى ٢ نقطة )
, ثم اسرعت الى باب السطح ٢ نقطة بينما ارتمى عاصم بظهره الى الخلف مشبكا ذراعيه اسفل راسه مغمضا عينيه و صدره يرتفع و يهبط وكانه وصل اخيرا لنهاية السباق ٢ نقطة لا يصدق انها ستكون ملكه خلال ايام ٢ نقطة خلال ايام سياخذ القطة في احضانه ٢ نقطة
, ٢٥ شرطة
, كانت تضرب شوكتها على سطح الطبق محدثة صوتا رنانا ضعيفا وهي شاردة تماما عن محدثها الى أن سمعت صوته يقول بنفاذ صبر خارجا من شفتين متشنجتين بابتسامة مثبتةِ بإبرة و خيط
, ( رنيم ٢ نقطة توقفي عن ذلك ، مظهرك غريب )
, رفعت رنيم عينيها اليه ، و بعد أن أدركت كلماته همست بقلق
, ( ماذا به مظهري ؟ ٢ نقطة)
, قال نائل بنفس الابتسامة الدبلوماسية التي لا تغادر شفتيه حتى سئمتها رنيم
, ( أنكِ متجهمة بشكل يثير الفضول و تتلاعبين بطعامك ٢ نقطة هناك أكثر من شخص أعرفهم متواجدين هنا )
, وضعت رنيم شوكتها على الطبق بحرص وهي تهمس ( آسفة ٢ نقطة )
, ثم مسحت شفتيها بالمنديل المطوي بجانبها ٢ نقطة ثم وضعته برفق ، فقال نائل بصوته المحسوب
, ( الن تكملي طعامك ؟٢ نقطة)
, ابتسمت رنيم قليلا وهي تنظر اليه ثم قالت بخفوت
, ( لست جائعة حقا يا نائل ٢ نقطةآسفة )
, قال نائل بفتور ( لقد أصبحت غريبة الأطوار في الأيام الأخيرة ٢ نقطة)
, رمشت رنيم بعينيها و تلعثمت وهي تسأل
, ( لماذا ؟٢ نقطة لماذا تقول ذلك ، أنا مثلما أكون دائما )
, وضع نائل شوكته و سكينه هو الآخر ليرفع يديه مشبكا اياها وهو ينظر اليها ليقول ببرود
, ( أنتِ شاردة متجهمة طوال الوقت ٢ نقطة أنتِ لا تبذلين أي جهد فيما أطلبه منكِ )
, نظرت اليه بتردد وهي تقول
, ( ماهذا الذي تطلبه منى و لا ألبيه ؟٢ نقطة)
, قال نائل بتشديد دون أن يفقد ابتسامته و التي بدت سمجة نوعا ما
, (الم أطلب منكِ أن تهاتفي زوجات بعض الشخصيات المهمة بالنسبة لي ٢ نقطة و تطلبي منهن قضاء يوما في النادي و مشاركتهن في رياضة التنس )
, تلعثمت رنيم وهي تقول
, ( نائل أنا لا أستيقظ الا على وقت المغرب ٢ نقطة و أنا لا ٢ نقطة لا أميل اليهن حقا )
, اتسعت عينا نائل و قد بان فيهما التهديد الخفي وهو يقول
, ( هل هذا عذر ؟٢ نقطة الن تتعلمي تحمل المسؤلية ؟ ٢ نقطة وماذا إن حاولتِ الاستيقاظ مبكرا قليلا من أجل ما أطلبه منكِ ؟)
, كانت أصابعها الطويلة تتلاعب على مفرش المائدة الأبيض وهي تبدو مترددة خائفة ثم همست بتردد
, ( نائل ٢ نقطة لما لا أحاول ٢ نقطة الاستيقاظ مبكرا في سبيل شيءٍ أهم ، ما رأيك أن ٢ نقطة أن أحاول العثور على عملٍ مثلا ؟؟ )
, بان الشر جليا في عيني نائل على الرغم من ثبات ملامحه وهو يقول
, ( هل عدنا الى هذا الموضوع من جديد ؟ ٢ نقطة الم ننتهى منه ، منصبي يحتم عليكِ السفر معي في كثيرٍمن الأحيان )
, قالت رنيم بسرعة
, ( و انا لن أخذلك أبدا ٢ نقطة سأكون موجودة معك ما أن تحتاجني ٢ نقطة لكن ما بين تلك الفترات ما رايك في أن ٢ نقطة)
, قاطعها نائل بصوتٍ قاطع
, ( كفى ٢ نقطة لا اريد كلام في هذا الموضوع مجددا )
, قالت رنيم بترجي
, ( لكن يا نائل ٢ نقطة)
, مال نائل الى الأمام وهو يشدد ضاغطا على كل حرف بتهديد
, ( قلت كفى ٢ نقطة )
, سكتت رنيم وهي تتراجع للخلف في مقعدها ناظرة من النافذة بجوارها و عيناها تنحنيان بانكسار قليلا ٢ نقطة فتابع نائل كلامه بعد أن استعاد هدوؤه وهو يتابع بصوته الخافت والذي لا يظهر اي تعبير تماما كملامحه
, ( ما أروع أن تكون زوجتى مهندسة ميدانية ٢ نقطة لتذهب الي المواقع ، مرتدية الخوذة و تخالط العمال بذلك الزي الشبيه بزيهم )
, لم ترد رنيم وهي تنظر الى السماء السوداء و أنوار أعمدة الإضاءة المصطفة خلف بعضها ٢ نقطة
, بينما أكمل نائل كما يفعل دائما و يمضي و قتا طويلا يظل يحقنها فيه بكلماته الضاربة ٢ نقطة
, (أنتِ لا تتحملين المسؤلية أبدا ٢ نقطة والى الآن غير مدركة لمتطلبات منصبي و ما يمليه عليكِ ٢ نقطةأنا أتفهم كل حياتك بينما أنتِ لا تتفهمين حياتي ٢ نقطة)
, حينها نظرت اليه وهمست
, ( أنت لا تتفهم حياتي ٢ نقطة لو كنت تتفهمها لكنت أدركت أنني في أمس الحاجة ل ٢ نقطة)
, رفع نائل يده في اشارة لتصمت و بالفعل صمتت وهي تدير عينيها لتتأكد من أحدا لا يتابع هذا الموقف ٢ نقطة لكن ما لبثت ان اصطدمت عيناها بعينين تعرفهما جيدا ٢ نقطة عينين شغلتا تفكيرها الأيام السابقة بإلحاح ،
, اتسعت عينيها وهي تحدق به ٢ نقطة هل هو هنا فعلا ؟ أم أنها تتخيل ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة انه هو بالفعل ، أي حظٍ ممكن أن يلقي به في هذا المكان و في هذه اليلة تحديدا ٢ نقطة
, كان يجلس مع مجموعةٍ مرحة ٢ نقطة يتهامسون و يتضاحكون و على ما يبدو أنهم عائلةٍ واحدة ٢ نقطةومعظم الجالسات كن نساء
, أخفضت نظرها بسرعة و قلبها يخفق خوفا ، ماذا لو انتابته موجة تهذيب الآن و نهض ليلقي عليها التحية ٢ نقطة نفت الفكرة تماما وهي تحاول تهدئة نفسها ، بالتأكيد لن يهتم بها أبدا هو لا يهتم سوى بأن يحرق دمها لا غير ٢ نقطة
 
الفصل الثامن والعشرون

شبكت أصابعها وهي تنظر الي نائل محاولة الإبتسام الا انها خرجت ابتسامة مهزوزة وهي تلقي نظرة من خلفه دون إرادة منها ٢ نقطة فالتقت عيناهما من جديد وهو يتابع النظر اليها بإهتمام أقرب للوقاحة ٢ نقطة
, أبعدت نظرها عنه ٢ نقطة ثم بعد لحظةٍ أخرى نظرت اليه فوجدته يميل على الفتاة الصغيرة الجالسة بجواره ٢ نقطةإنها تبدو في الثامنة عشر أو التاسعة عشر لا أكثر ٢ نقطة وهي تنظر اليه مبتسمة بمحبة ، و عيناها تشعانِ عبثا وهي تتشبث بذراعه و تهمس له شيئا وهي تشير بطرفِ عينيها لسيدةٍ على الجانب المقابل من الطاولة ٢ نقطة
, شعرت رنيم بنغزٍ في قلبها وهي ترى ابتسامته التي يحاول أن يكتمها ٢ نقطة ثم نظرته المؤنبة للفتاة التي كانت تدفن ضحكتها في ذراعه ٢ نقطة
, نست نفسها تماما وهي ترى حنانه الواضح لتلك الفتاة ، ولم تعي لنفسها الا وهي تراه يحدق فيها و قد ضبطها متلبسة بمراقبته احمر وجهها للغاية و طرفت بعينيها لكنها لم تستطع أبدا أن تبتسم له أو أن تحني رأسها في تحية ٢ نقطة
, فماذا سيقول عنها الآن وهي تتعمد تجاهله تماما ٢ نقطة نظرت الي نائل الذي كان مستمرا في الحديث من تحت ضرسه و هو متجمد الملامح
, ( أنا أعطيتك كل الدعم الذي احتجتيه ٢ نقطة و اللذي لم تناليه من أي مِن من تقدمو لكِ سابقا )
, شعرت حينها و كأنها لم تفقد الشهية في الطعام فقط ٢ نقطة بل فقدت الشهية في الحياة كلها ٢ نقطة
, صحيح أنه متقن الكي كما تلقبه حور ، و ليس هذا فحسب بل هو يذكرها بالدجاج المجمد في ثلاجات المتجر دون أن يجد من يحن عليه و يشتريه ٢ نقطة
, شعرت بتحسن حين دعته بذلك في داخلها ، ثم ابتسمت له لتهمس بأنها ستتجه لغرفة السيدات للحظات ٢ نقطة
, وحين لم يرد عليها سارعت للنهوض من مكانها قبل أن يعاجلها بأحد سماجاته ٢ نقطة
, أستندت رنيم بيديها على المغسلة الرخامية و أحنت رأسها أمام المرآة وهي تشعر ٢ نقطة تشعر بالفراغ ٢ نقطة لا شيء ٢ نقطة وهذا هو الشعور الذي يتبع كل مقابلة لها مع نائل ، ٢ نقطة
, لكن الفارق في هذه المقابلة أن عينان أخرتانِ قد شهدتا ذلك الفراغ ٢ نقطة وهما تراقبانها دون خجل ، لا يمكن أن يكون مظهرهما خادعا كما يتوهم نائل ٢ نقطة بل هي متأكدة أنهما يبدوانِ في منتهى السخافة خاصة بمظهر نائل المتشنج وهو يملي عليها ملاحظاته المعتادة محاولا السيطرة على ملامحه بمنتهى الغباء ٢ نقطة
, لكنه طيب ٢ نقطة رفعت نظرها الى المرآة وهي تنظر الي عينيها بتصميم و تهمس بداخلها
, انه طيب يا رنيم ٢ نقطة انه طيب ٢ نقطة
, ثم نظرت الى عينيها باستجداء وهي تهمس
, ( و أنا أريد أن أتزوج ٢ نقطةأرجوكِ لا تفسدي الأمر ، أنا أريد أن أتزوج ٢ نقطة)
, سكتت رنيم حين رات الباب يفتح و دخلت منه الفتاة التي كانت تجلس بجوار عمر ٢ نقطة ابتسمت لها الفتاة بمودة ثم نظرت الى المرآة وهي تخرج من حقيبتها مشطا صغيرا و تمرره في شعرها البني الناعم ٢ نقطة
, لم تعي رنيم لنفسها وهي تتطلع الى تلك الفتاة الى ان التقت عينا الفتاة بعينيها في المرآة ٢ نقطة فابتسمت و قالت بروحٍ حلوة
, ( مرحبا ٢ نقطة )
, أجفلت رنيم و أدركت انها اطالت النظر اليها فارتبكت و احمر وجهها لكنها همست بابتسامة
, ( مرحبا ٢ نقطة )
, ثم لم تجد سوى ان تتابع لتداري حملقتها
, ( قميصك جميل ٢ نقطة )
, نظرت الفتاة الى قميصها البرونزي المزرر و قالت بابتسامة مرحة
, ( حقا ؟ ٢ نقطة شكرا لكِ ، انه ذوق اخي )
, في لحظة واحدة أدركت رنيم أن عينا تلك الفتاة هما نفس العينان اللتان أحاطتا بها في الأيام الأخيرة ٢ نقطة يالهي انها تشبهه تماما و إن كانت أكثر جمالا منه ٢ نقطة و أكثر ودا بالتأكيد ٢ نقطة
, ابتسمت رنيم و قالت و هي متعجبة من هذا الاكتشاف
, ( إنه رائع ٢ نقطة)
, ضحكت الفتاة و قالت ( القميص أم أخى ؟ ٢ نقطة)
, اتسعت عينا رنيم و احمر وجهها و ارتبكت بغباء فازداد ضحك الفتاة لتقول باعتذار
, ( كنت أمزح فقط ٢ نقطة أنا هكذا دائما ، أنا علا ٢ نقطة)
, ومدت يدها الى رنيم التي صافحتها مبتسمة برقة وهي تهمس باسمها في المقابل ٢ نقطة ثم قالت لها علا وهي تتأمل ثوبها الأسود القصير الذي يعلو الجوارب السوداء الغير شفافة ٢ نقطةبإعجاب
, ( أنا ايضا يعجبني ثوبك يا رنيم ٢ نقطة لكن أشك أن يسمح لي أخى بارتداء مثله )
, قلبت يد رنيم التي لازالت ممسكة بها وهي تنظر الى خاتم الخطبة في اصبعها ثم تقول
, ( ربما إن خُطِبت يوما ما سأتحرر من كل تلك القيود ٢ نقطة)
, ثم ضحكت بمرح بينما شعرت رنيم بالحرج البالغ و هي تدرك أن نائل لم يقدم لها يوما أي ملحوظةٍ على ملابسها الضيقة ٢ نقطة الا في مرةٍ واحدة حين انحسر كمها عن ذلك الخط الطويل في ذراعها حينها رمقها بنظرةٍ جانبية لتغطي ندوب الجراحة القديمة ٢ نقطة
, تركت علا يد رنيم لتقول برقة
, ( تشرفت بمعرفتك ٢ نقطة رنيم )
, همست رنيم بخفوت محاولة الإبتسام
, ( و أنا أيضا يا علا ٢ نقطة)
, بعد خروج علا من غرفة السيدات ٢ نقطة عادت رنيم تتطلع الى نفسها بوجوم ثم تنهدت بقوةٍ و هي تدرك أن صدفة وجوده هنا في نفس المكان مع نائل هي أثقل صدفة على قلبها ٢ نقطة بالرغم من أنها في الأيام الأخيرة اصبحت تتحين الفرص لتراه ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, خرجت رنيم من غرفة السيدات ٢ نقطة لكن وما أن تحركت عدة خطوات حتى رأت نفسها وجها لوجه أمام عمر ٢ نقطة رفعت عينيها اليه بصدمة و بسرعةٍ نقلتها منه الى نائل الذي كان يجلس بظهره و لا يراهما ٢ نقطة
, قال عمر بتهذيب
, ( كيف حالك يا رنيم ٢ نقطة صدفة سعيدة )
, لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة ليست صدفة سعيدة أبدا ، يكفي أن يلتفت نائل اليها فتتوالى الأحداث الجسام واحدة تلو الأخرى ٢ نقطة
, همست رنيم بسرعةٍ و قلق
, ( مرحبا سيد عمر ٢ نقطة أنا بخير ، شكرا لك ، عن اذنك ٢ نقطة)
, حاولت تجاوزه الا أنه قال بصوته العميق المميز
, ( أنتِ هنا مع خطيبك ٢ نقطة لما لا تعرفيني اليه ؟ ٢ نقطة)
, أغمضت رنيم عينيها وهي تشعر بالتوتر يشتعل بداخلها و قالت بتردد لا تعرف من أين تبدأ و لا من أين تنتهي
, ( آآآه ٢ نقطة نحن ، حقا ٢ نقطة كنا على وشكِ المغادرة )
, رفع عمر حاجبيه بدهشةٍ مصطنعة ٢ نقطة وهو يقول ( حقا ؟٢ نقطة)
, أومأت رنيم برأسها وهي تعض على شفتها ذات الخط الوردي تحت نظراته المتفحصة لتلك الشفاه تحديدا ٢ نقطة
, ظل عمر معترضا طريقها لعدة لحظات كانت هي لا تغادر ببصرها ظهر نائل ٢ نقطة الى أن تنحى عمر أخيرا وهو يمد يده قائلا
, ( تفضلي ٢ نقطة )
, تنفست رنيم الصعداء و ابتعدت شاكرة بهمس دون أن تنظر اليه ٢ نقطة لكن و قبل أن تبتعد سمعت صوت عمر يقول لها
, ( طبعا خطيبك سيكون مدعوا في حفل الشركة ٢ نقطة و سأكون سعيدا بالتعرف اليه )
, التفتت رنيم ببطءٍ اليه و نظرت اليه و قد اسقط في يدها اخيرا ٢ نقطة حينها قال عمر
, ( اذهبي الي خطيبك الآن ٢ نقطة و غدا سنتحدث في أمر اخفائك العمل عنه ، وإن كنتِ تنوين المتابعة حقا ام أنها كانت مجرد فترة ملل في حياتك ، ضيعتِ فيها وقت من قامو بمساعدتك و تدريبك ٢ نقطة )
, فتحت فمها بذعر وهي تريد أن توضح له الأمر ، الا أنه رفع يده و هو يقول بحزم
, ( ليس هذا وقته أو مكانه ٢ نقطة غدا سنتكلم ، اذهبي )
, استدارت رنيم وهي تبتعد عنه مطرقة براسها بينما وقف عمر وهو يشعر بالغضب عليها أكثر مما يحتاجه الموقف حقا ٢ نقطة
, ٢٤ شرطة
, صباح جديد ٢ نقطة مبكر كما اعتادت في الأيام السابقة ، من الغريب أن المدينة كلها تغيرت الا مثل تلك الأحياء الشعبية البحرية لم تتغير اجوائها أبدا ٢ نقطة وكأن السنوات لم تمر عليها ، فما أن تفتح عينيها حتى تعرف أن ما ايقظها هو الأصوات المنبعثة اليها من ذاكرتها و هي الآن أسفل شرفتها
, الصبي الصغير .اللذي يسير هاتفا ؛( جرائد ٢ نقطة جرائد ٢ نقطة)
, بينما الجرس المميز لعربة الفول يبدو كلحنٍ رشيق ذكرها بالعربة التى كانت تنزل اليها هي وحنين حفاة الأقدام غالبا ٢ نقطة قبل حتى أن يكتمل شروق الشمس حتى يصبح الفطور جاهزا في الموعد ٢ نقطة
, التفت حور على ظهرها وهي تبعد شعرها الكثيف عن وجهها ٢ نقطة ثم التفتت الي معتز الذي كان نائما في سابع مرحلة فاتحا فمه كالمعتاد ٢ نقطة
, فتح باب غرفتها فجأة دون اذن ليدخل نادر الى الغرفة وهو مرتديا كامل ملابسه ٢ نقطة لكنه توقف لحظة حين وجدها متيقظة ،بعد لحظة صمت قال بجفاء
, ( كنت ابحث عن ساعة معصمي ٢ نقطة هل رأيتها ؟ ٢ نقطة)
, لم تكن قد وجهت اليه كلمتين مجتمعتين خلال الأيام السابقة ٢ نقطة فقط ترد عليه بعذوبةٍ ما أن يطلبها على الهاتف الأرضي ليتاكد من وجودها في البيت ٢ نقطة حينها تمنح صوتها كل الحنان الممكن وهي تخبره بأنهما يقضيانِ وقتا ممتعا ٢ نقطة
, وما أن يعود الي البيتِ مساءا حتى تتجاهله تماما ٢ نقطة تحيةٍ باردة منه و أخرى أكثر برودا منها ردا عليه ٢ نقطة
, في بعض الأحيان كان يقف للحظاتٍ و هي تشعر أنه على وشكِ أن يخنقها أو ينفجر فيها ٢ نقطة لكنها لم تكن لتهتم أو حتى تنظر وهي تتابع التقليب في هاتفها ٢ نقطة
, تمطت حور في فراشها بكسل وهي تفرد ذراعيها الأبيضين أعلى رأسها و قد تحددت كل معالم جسدها بوضوح ٢ نقطة
, حتى أضلاعها ظهرت واضحة من قميص نومها الحريري ٢ نقطةثم أخذت وقتها قبل أن ترد بخفوت كقطةٍ استيقظت للتو من النوم ٢ نقطة
, ( نعم إنها هنا ٢ نقطة)
, و مدت يدها أسفل الوسادة وهي تخرج له الساعة وتمد يدها بها اليه قائلة
, ( معتز كان يلعب بها بالأمس ٢ نقطة و نسيت أن أخبرك )
, اقترب نادر منها وهو يرمقها بجفاء ثم أخذ الساعة منها ٢ نقطة حين لمست يده يدها ، أنزلت حور ذراعها وهي تستدير تحت أنظاره تعطيه ظهرها الأبيض وهي تأخذ معتز النائم بين أحضانها لتكمل نومها ٢ نقطة
, كتمت أنفاسها ٢ نقطة وهي تشعر به لا زال واقفا مكانه لكنه في النهاية استدار ليخرج ٢ نقطة وقبل أن يصل الى الباب نادته وهي تستدير على ظهرها بصوتها المغوى
, ( نادر ٢ نقطة )
, تسمر مكانه ثم استدار اليها عاقدا حاجبيه و التجهم يزداد ٢ نقطة متأملا ابتسامتها المضيئة و شعرها المنساب على كتفها الغض ٢ نقطة وعينيها الضاحكتين له ٢ نقطة ومرت ثانيتين فقط قبل أن تقول وهي تمد يدها و تأخذ ورقة مطوية بجوارها على المنضدة و تمدها اليه قائلة ببساطة
, ( نريد هذه الطلبات معك وانت قادم ٢ نقطة)
, للحظاتٍ لم يبد وكأنه فهمها ثم ازداد تجهمه ٢ نقطة ليمشي اليها بسرعةٍ و يختطف منها الورقة و ينظر فيها ثم يطويها مجددا و يضعها في جيب قميصه ليقول بصوت مكتوم
, ( هل تريدين شيئا آخر ؟٢ نقطة )
, ابتسمت حور اجمل ابتساماتها وهي تهمس
, ( سلامتك ٢ نقطة)
, ثم عادت لتستديرالى معتز بين احضانها من جديد ٢ نقطة وبعد لحظات سمعت صوت صفق الباب كما تسمعه كل يومٍ صباحا ، حينها فتحت عينيها ببطءٍ وه تتلمس جبهة معتز بشفتيها متنهدة بأسى ٢ نقطة و همست فوق بشرته الناعمة
, ( كم اشتقت لوالدك ٢ نقطة اشتقت اليه أكثر من اشتياقي حين كان بعيدا عنا )
, بعد حوالي الساعة كانت حور تفتح أبواب الشرفة على مصرعيها لتتنشق رائحة اليود التي أدمنتها مؤخرا ٢ نقطة و التفتت الي معتز الذي كان جالسا مصففا شعره الأسود الناعم على جنبٍ واحد مما جعله يبدو بمنتهى الأدب ٢ نقطة
, ابتسمت له وهي تشير له لأن يذهب للمطبخ ، فسارع جريا اليه و الأنغام الشرقية تتبعهما ٢ نقطة قامت حور باعداد الفطور وهي ترقص كعادتها و معتز واقفا على الكرسي يرقص محاولا تقليد كل حركة من حركاتها ٢ نقطة
, وما أن انتهت حتى رصت الأطباق أرضا بجوار الشرفة المفتوحة و وضعت كوبي الشاي بحليب أرضا كذلك ٢ نقطة لكن و قبل أن يبدآ في تناول طعامهما حتى سمعت صوت طرق مزعج على الباب ٢ نقطة
, فعقدت حور حاجبيها وهي تنظر الى معتز و تقول
, ( من المتطفل الآتي في مثل هذا الوقت ؟ ٢ نقطة)
, ثم نهضت من على الأرض لتجه الي الباب لتفتحه ، ٢ نقطة عبست وهي تنظر الى الرأس الحمراء ذات الشعر الملفوف في لفائف الكنافة ٢ نقطة
, رفع مصطفى وجهه اليها وهو يبتسم ببراءة و يقول
, ( صباح الخير يا حور ٢ نقطة )
, لم ترد حور للحظةٍ و هي تنظر اليه شزرا ثم قالت بامتعاض
, (صباح الخير يا مصطفى ٢ نقطةنعم ؟؟)
, ابتسم مصطفى حتى بانت فجوات أسنانه المتبدلة وهو يقول بمودة
, ( سأفطر معكما اليوم ٢ نقطة)
, رفعت حور حاجبا شريرا ثم قالت دون أي أثر للترحيب
, (ليس اليوم يا مصطفى ٢ نقطة ربما يوما آخر )
, اختفت الابتسامة عن وجه مصطفى و بان الشر في عينيه وهو يقول رافعا الطبق الملفوف الذي يحمله
, (لقد أحضرت افطاري معي ٢ نقطة لذا لن تتعبي في شيء )
, ارتفع حاجبيها في دهشة من وقاحته ، فانحنت اليه وهي تقول بتوعد
, ( لا أعتقد أن هذا ما أخبرتك أمك أن تقوله ٢ نقطة اليس كذلك أم تحب أن أسألها ؟ )
, زم مصطفى شفتيه بغضب طفولي ٢ نقطة فساعدته حور وهي تقول
, ( ماذا أخبرتك أمك أن تقول و أنت تسلمني هذا الطبق ؟ ٢ نقطة)
, قال مصطفى رغما عنه وهو يناولها الطبق
, ( أمي تسلم عليكِ و تريدك ان تتذوقي من صنع يديها ٢ نقطة )
, تناولت حور الطبق منه وهي تحاول اخفاء ابتسامتها ثم قالت باتزان
, ( هذا افضل ٢ نقطة )
, وصلت أنفها رائحة ذكية تكاد تتذكرها لكن الاسم غاب عن بالها تماما ٢ نقطة حينها لم تستطع أن تصرفه فابتعدت عن الباب لتقول مرغمة
, ؛( ادخل ٢ نقطة لكن ليس لوقتٍ طويل )
, ابتسم مصطفى بسعادة وهو يدخل جريا الى الداخل وما أن رأى معتز الجالس ارضا حتى هجم عليه وهو يحتضنه ويقول يهزه بين ذراعيه
, ( أين كنت ٢ نقطة لقد اشتقنا للعب بك )
, اقتربت حور منهما وهي تتربع ارضا و تضع الطبق أمامهما لتقول لمصطفى
, ( انه ليس لعبة يا مصطفى ٢ نقطة)
, لكن مصطفى أمسكه بقوةٍ وهو يحاوط عنق معتز بذراعيه٢ نقطة أما معتز فكان متسع العينين مرتابا من ذلك الكائن المتشبث بعنقه ٢ نقطة
, بينما تشاغلت حور بفتح الطبق المغلف ٢ نقطة فوجدت تلك الأصابع المرصوصة بجوار بعضها فهتفت بفرح
, ( تلك الأشياء ٢ نقطةأنا أعرفها نعم ٢ نقطة أعرفها ٢ نقطة اسمها ٢ نقطة اسمها ٢ نقطة )
, قال مصطفى وهو لازال متشبثا بمعتز
, ( أصابع زينب ؟؟ ٢ نقطة)
, هتفت حور بسعادة
, ( نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة إنها هي بالفعل ٢ نقطة )
, ثم أمسكت بواحدة وهي تقضمها مغمضة عينيها بتلذذ وهي تقول
, ( اممممم ٢ نقطة انها هي ، ٢ نقطة كيف نسيتها امي ولم تنصنعها منذ سنين ٢ نقطة )
, و بعد عدة دقائق كانو يتناولون من كلٍ مما أمامهم ٢ نقطة لتقول حور بين حينٍ و آخر
, ( مصطفى ٢ نقطة توقف عن اللعب بمعتز و دعه يأكل ٢ نقطة)
, قال مصطفى وفمه ممتلىء بالطعام
, ( أنا سأفطر هنا معكما كل يوم ٢ نقطة )
, توقفت حور عن الاكل وهي تنظر اليه عابسة لتقول
, ( لماذا إن شاء **** ؟٢ نقطة لما لا تفطر في بيتكم ؟ )
, قال مصطفى بلامبالاة
, ( لا أحب البقاء في بيتنا ٢ نقطة لا أحبه كثيرا )
, قالت حور بفظاظة
, ( اذن اذهب لتفطر عند خالتك علية ٢ نقطة )
, قال مصطفى بصوته الطفولي
, ( الخالة علية يكون عندها الكثير من ******* كل يوم ٢ نقطة وهي تعامل الجميع مثل بعضهم لذا لا اكون مميزا عن الآخرين )
, ابتسمت حور قليلا بانتصار وهي تقول
, ؛( وهل تشعر بأنك مميزا هنا ؟ ٢ نقطة )
, أومأ مصطفى وهو يأكل دون أن ينظر اليها ، بينما ازدادت ابتسامة حور خبثا و تشفي ٢ نقطة تعلم بأنها تبدو الآن بمنتهى السخافة ، الا أن مجرد *** من ***** علية ٢ نقطة يفضل القدوم اليها جعلها تشعر بالإنتصار و كأنها تفوقت عليها في شيءٍ مهم ٢ نقطة
, قالت حور بعد لحظة بدون اهتمام حقيقي
, ( اذن اخبرني ٢ نقطة لماذا لا تحب بيتكم ؟ )
, قال مصطفى ببراءة
, ( انه مليء بالصراخ و الوعيد حتى أنني أشعر بأن أذني تصفر ٢ نقطة )
, قالت حور بفضول
, ( ومن يصرخ عندكم ؟ ٢ نقطة )
, رد عليها مصطفى
, ( والدي ٢ نقطة عادة يصرخ في امي و يلقبها بألقاب غير لائقة )
, قالت حور باهتمام ( حقا يفعل ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, رد عليها مصطفى وهو يومىء برأسه
, ( نعم ٢ نقطة كل يوم ، و اليوم تحديدا دب بينهما خلافا كبيرا قبل أن آتى اليكما و نزلت السلالم و صوت صراخ والدي و أمي مسموع على كل درجات السلالم )
, قالت حور وهي تقضم قضمة من أصابع زينب
, ( وما كان سبب الخلاف ؟ ٢ نقطة)
, قال مصطفى وقد بدأ يشعر باهتمام حور ٢ نقطة فأراد أن يثير انتباهها أكثر
, ( كانت أمي تريد مصروف البيت ٢ نقطة لكن والدي قال لها أنه لن يعطيها مليما واحدا ، فأخذت أمي تهتف بأنه يضيع كل أجرته على الأشياء التي يتعاطاها ٢ نقطةهو وصحبته الفاسدة )
, قالت حور باهتمام وهي تقضم واحدة أخرى
, ( وماذا قال والدك ؟ ٢ نقطة )
, رد عليها مصطفى بلهجة من يفشي سرا وعينيه متسعتين بجدية ٢ نقطة بينما في داخله هو سعيدا للغاية باهتمام حور به
, ( والدي صرخ فيها و قال لها أنها هي التي تريد كل شيء ٢ نقطة وأن لا دخل لها في حياته و أنه يكفيها أنها في بيت رجل يحميها ٢ نقطة )
, استمرت حور في الأكل وهي تسأل باهتمام
, ( وماذا كان رد أمك ؟ ٢ نقطة )
, قال مصطفى بغاية الاهتمام
, ( أمي قالت له ٢ نقطة أنها هي من تفعل كل شيء و أنه لا لزوم له في البيت ، و أنها صابرة على الغُلب بسببي فقط )
, قالت حور بفضول بالغ حين توقف مصطفى عن الكلام
, ( ثم ماذا ؟؟ ٢ نقطة لماذا توقفت ؟ ٢ نقطة )
, قال مصطفى بصوتٍ خافت قليلا لكن دون تعبير
, ( ثم ضربها والدي على وجهها و قال عليها ٢ نقطة )
, شهقت حور وهي تضع يدها على فمها و قد ارعبها اللقب أكثر حتى من الضرب ٢ نقطة ، بعد عدة لحظات سألته حور
, ( وأنت أين كنت كل ذلك الوقت ؟ ٢ نقطة )
, قال مصطفى بهدوء وهو يأكل
, ( كنت في المطبخ ٢ نقطة و حينها أتت أمي وهي تبكي و اعطتني طبق أصابع زينب و طلبت مني أن أنزل اليكِ )
, سكتت حور تماما وهي تأكل ناظرة الى الرأس الصغير المحنى ٢ نقطة يالهي ماذا لو قام معتز يوما بنقل كل ما يحدث في البيت لأي شخص كما فعل مصطفى للتو ٢ نقطة
, لحظة واحدة و داهمتها الحقيقة الأكثر وجعا ٢ نقطةوهي أن معتز لن يستطيع أبدا نقل أي كلمة ، هو فقط سيرى و يشعر لكنه لن يسمع و هو بالتأكيد لن يتمكن من نقل أي كلمة ٢ نقطة
, فجأة تشوشت عيناها بدموعٍ حبيسة ٢ نقطة يا حبيبي لن تكون أبدا كباقي الأطفال ٢ نقطة حتى فضائحهم و نقلهم لما يحدث في بيوتهم لن تتمكن منه رغما عنك ٢ نقطةو ليس تهذيبا ٢ نقطة
, قاطع تفكيرها صوت مصطفى وهو يقول
, ( هل تحبينني يا حور ٢ نقطة )
, أفاقت حور من أفكارها وتعجبت من سؤال مصطفى ٢ نقطة فقالت بخفوت
, ( لماذا تسأل هذا السؤال يا مصطفى ؟ ٢ نقطة )
, أجابها ببراءة
, ( لأنكِ تكلمتِ معي كثيرا ٢ نقطة و كنتِ سعيدة )
, نفت حور بسرعة و هي تقطب جبينها
, ( لم أكن سعيدة أبدا ٢ نقطة و اسمع ٢ نقطة لا يجب عليك أن تحكي ما يحدث في بيتك من أسرار أبدا ، هل فهمت ؟ ٢ نقطة )
, قال مصطفى بملامح محبطة
, ( لكن أنتِ سألتني ٢ نقطة )
, ردت عليه حور بصرامة و بداخلها طوفان من مشاعر متداخلة من خجلها و حرجها ٢ نقطة خوفها من تخيل أن يكون معتز قد رأى نادر وهو يضربها ٢ نقطة احساسها باعاقة معتز ٢ نقطة اشفاقها على مصطفى و أمه ٢ نقطة
, ( حتى لو سألتك ٢ نقطة كن حازما معي و أخبرني أنك لا تستطيع أن تفشي اسرار بيتك ٢ نقطة أما أن أحبك ٢ نقطة)
, نظر اليها مصطفى بأمل فاكملت بغصةٍ وهي تنظر الي معتز الذي لم يسمع حرفا من حوارهما
, ( يكفي أن يحبك معتز لاحبك أنا أيضا ٢ نقطة )
, ثم مسحت دمعة من على زاوية عينها قبل أن تنزل وهي تقول بحزمٍ مفتعل
, ( والآن أكمل طعامك و كفى كلاما ٢ نقطة
 
الفصل التاسع والعشرون


بدأت الاستعدادات في بيت الحاج اسماعيل رشوان على قدمٍ وساق ٢ نقطة في ظرف أيامٍ معدودة تم تغيير أثاث غرفة نومه و استبدالها بغرفةٍ جديدة تماما تليق بعرسانٍ جدد ٢ نقطة
, وكانت الحاجة روعة في قمة سعادتها و هي تشرف بنفسها على كل شيء ٢ نقطة فالغالي ابن الغالي سيتزوج و من فتاة هي حلم كل أم مثلها ٢ نقطة ابنة المستشار التي يشع وجهها نورا و صفاءا ٢ نقطة والتي في أيامٍ معدودةٍ تسللت الى قلوبهم جميعا دون اذن ٢ نقطة
, وقفت الحاجة روعة وهي تمسك بظهر كرسي خشبي موضوع أمام الدولاب ٢ نقطة تنتوى الوقوف عليه و ما أن حاولت رفع ساقها الممتلئة حتى سمعت صوتا يقول متوعدا
, ( إياكِ حتى و التفكير في الأمر يا روعة ٢ نقطة )
, نظرت الى مالك الذي كان واقفا في الباب ٢ نقطة فقالت له
, ( بدلا من إعطاء الأوامر تعال و جلب لي تلك العلبة من فوق الدولاب ٢ نقطة )
, ابتسم مالك وهو يقترب ودون أن يقف على الكرسي استطاع الوصول الي العلبة الضخمة وهو يقول
, ( يا ترى ماذا تخبئين فيها ٢ نقطة)
, وضع العلبة الضخمة فوق الفراش ففتحتها الحاجة روعة ٢ نقطة و تلمست طبقات الحرير المشغول بالخيوط الفضية و الذهبية ٢ نقطة
, قالت بفخر
, ( انه طقم سرير العروسين ٢ نقطة انظر الى جماله يا مالك ، كم تمنيت أن يأتي اليوم الذي افرشه بنفسي على سرير عاصم )
, نظر مالك بريبة الى كمية القماش المشغول اللامع و المخرم وهو يقول
, ( حقا ؟؟ ٢ نقطة هل هذا مفرش سرير ؟؟ ٢ نقطة ظننت أنها عروسا مطوية بثوبها كاملا ٢ نقطة )
, عقدت الحاجة روعة حاجبيها وهي تقول
, ؛( وما أدراك أنت بجهاز العرس ٢ نقطة لا بد أن يكون مفرش السرير مزخرفا منفوشا و مشغولا ليليق بالعروس )
, اخذ مالك يخرج الطبقات العديدة و التي لا تنتهي ٢ نقطة طبقة خلف أخرى وهو يهز رأسه بعدم اقتناع ٢ نقطة
, ثم قال أخيرا ( كنت أظن أن أم العروس هي من تجلب مثل هذه الأشياء ٢ نقطة )
, قالت الحاجة روعة و وجهها يشع سعادة وهي تفرد المفرش لتتفحصه للمرة الأخيرة
, ( و أنا أم العروس و العريس معا ٢ نقطة توقف انت فقط عن الإهتمام بأمور غيرك )
, قال مالك مبتسما
, ( اذن ٢ نقطة ان لم تكوني في حاجة لي فسأذهب ٢ نقطة )
, التفتت اليه الحاجة روعة وهي تقول بإهتمام
, ( لا ٢ نقطة لا تذهب ، أريد التكلم معك في موضوعٍ مهم )
, ثم جلست على حافة الفراش وهي تربت على المكان بجوارها يجلس
, عقد مالك حاجبيه بغير ارتياح وهو يقول مقتربا ليجلس بجوارها
, ( خير اللهم اجعله خير ٢ نقطة قلبي يحدثني بحلول كارثة )
, قالت الحاجة روعة بنفاذ صبر
,
, ( يا ولد توقف ٢ نقطة لما هذا الفأل السيء ؟ ٢ نقطة لم يكن عليك أن تبدأ الموضوع بكلمة كارثة ، استغفر **** العظيم ٢ نقطة لقد وترتني قبل حتى أن أبدأ ٢ نقطة )
, ابتسم مالك مرتابا وهو يقول
, ( حسنا ٢ نقطة حسنا ، لا تتعصبي يا روعة ٢ نقطة و اتحفيني بما تريدين ، اللهم اجعله خير )
, تأففت الحاجة روعة ٢ نقطة ثم أخذت نفسا عميقا وهي تحاول العودة الى اسلوبها المقنع ٢ نقطة فهي ستحتاجه حتما الآن
, لذا بعد لحظةٍ ابتسمت بوداعةٍ ورقة وهي تقول بحذر و تردد
, ( اسمع يا ابني ٢ نقطة ها قد نوى أخاك أن يكمل نصف دينه ، و اطمئن قلبي عليه بعد وقعته السوداء السابقة مع ابنة الراجي )
, وضع مالك يده على صدره وهو يقول بتأوه
, ( لماذا ٢ نقطة لماذا ذكرتها الآن يا روعة ، أنا أحاول جاهدا أن أتعافى من تأثير صوتها حتى الآن ٢ نقطة لماذا تلك السيرة الغير مبشرة )
, أمسكت الحاجة روعة بيده لتنزعها من على صدره بقوة وهي تقول بحزم غير قابلة بمحاولته للتهرب
, ( و بما أنني قد اطمئننت عليه أخيرا ٢ نقطة حان الوقت ليرتاح قلبي من ناحيتك أنت أيضا )
, نظر مالك الي السقف بيأس وهو يهمس ( ها قد بدأنا ٢ نقطةتبا ٢ نقطةكنت أعلم )
, قالت الحاجة روعة بتصميم
, ( يا ابني يا حبيبي ٢ نقطة لقد بلغت الثلاثين من العمر بسم **** ماشاء **** ، ولم اراك يوما تميل لفتاة أو اخبرتني بقصةٍ كما كان يخبرني أخاك وهو مراهق ٢ نقطة لا أريد أن أخبرك عن عاصم ، لقد كان عاطفيا و عابثا من الدرجة الأولى ٢ نقطة لكن الحمد لله و قد هداه **** للإلتزام ٢ نقطة )
, ثم اقتربت منه وهي تأخذه في حضنها وهو يبتسم برقةٍ وهو يشعر بأنه يعشق تلك السيدة ٢ نقطةو أنه لن يخجل بأن يرتمي في أحضانها دائما و أبدا ٢ نقطة
, بينما تابعت روعة وهي تربت على كتفه
, ( أما أنت يا حبيب أمك ٢ نقطة كنت دائما ملتزما و مهذبا و لم تتعبني يوما ٢ نقطةأنت لا تحب الخطأ بطبعك لكنك أيضا لا تريد أن تتزوج الى الآن و هذا ما يقلقني عليك يا مالك ٢ نقطة )
, حاول مالك أن يبدأ الكلام بخفوت ليقنعها أن تترك الموضوع الا أنها تابعت بلهجةٍ أكثر تصميما مفجرة ما لم يتوقعه أبدا
, ( و أنا لن أنتظر للحظةٍ بعد الآن ٢ نقطة عروسك موجودة وقد ربيتها على يداي ٢ نقطة وأنت مهما بحثت فلن تجد مثل حنين أبدا )
, ٢ نقطة
, صعدت حنين السلالم تحمل العشرات من الفوط و الملاءات الجديدة وهي تتذمر و تهمهم بداخلها
, ( هما يتزوجان و أنا أعمل و أعمل و أعمل ٢ نقطةكل شيء فوق رأسي ، وكأن كل همومي في الحياة قد انتهت لأشغل وقتي بتجهيز غرفة الهانم صبا ٢ نقطة و لما لا يعطونها غرفتي أيضا فربما احتاجتها لتخزن فيها ما يفيض من كل هذا الجهاز المكتظ و الذي لن تكفيه غرفتهما حتما ٢ نقطة )
, مشت في الممر الطويل و هي لا تزال تهمهم ٢ نقطة و تشعر بأنها على وشكِ قتل نفسها لترتاح من كل ما يحيط بها ، ومن كلِ أوجاع قلبها ، ومن المصيبة التي هي فيها ولا تجرؤ على البوح بها لأحد ٢ نقطة
, عيناها كانتا حزينتانِ وكأن الحزن قد رسم انحنائتهما ٢ نقطة كسرتهما أصبحت جزءا من شكلهما و كأنها نسيت طعم الفرح ،،،،
, أثناء مرورها من أمام غرفة زوجة عمها سمعت عبارة انطلقت كالقذيفة الى أذنها وكادت أن تخرقها ٢ نقطة عبارة قيلت بكل تصميم و عزم وصلتها كضربة حجرٍ طائش
, (عروسك موجودة وقد ربيتها على يداي ٢ نقطة وأنت مهما بحثت فلن تجد مثل حنين أبدا )
, تسمرت حنين مكانها في منتصف الممر ٢ نقطة وكأنها تحولت الى تمثالٍ للصدمة و الرعب ، ٢ نقطة للحظاتٍ لم تسمع صوتا و شكت في أن تكون نفسها المريضة هي التي هيأت لها ما سمعته للتو ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة مجرد هلاوس من شدة الضغط الذي تمر به ٢ نقطة
, لكن الصوت الذي تلا هذه اللحظات أخبرها بكل وضوح أنها لم تكن تتوهم أبدا ٢ نقطة حيث وصلها صوت مالك يقول بنفس صدمتها
, ( حنيين ؟؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة أمي من أين خطرت لكِ تلك الفكرة ؟ )
, فتحت حنين شفتيها بصدمةٍ و قلبها يتوقف عن الخفقان ٢ نقطة مالك ؟؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة ودون أن تدري اقتربت من الباب بحذر دون ان تصدر صوتا و ألصقت ظهرها الي الجدار بجوار الباب لتستمع بكل انتباه
, قالت الحاجة روعة بمنتهى الجدية
, ( نعم حنين ٢ نقطة هي ابنة عمك لحمك ودمك و طالما أنك لم تميل لأي فتاة من قبل فابنة عمك أولى بك )
, كانت حنين تستمع بمنهتى الانتباه و أنفاسها تخرج كشهقاتٍ صامتة سريعة ٢ نقطة مالك ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة مالك ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة أيقبل ؟ ٢ علامة التعجب و حينها قد تستطيع ٢ نقطة
, لكن صوت مالك وصلها قاطعا
, ( أمي ٢ نقطة كيف لكِ أن تفكرين بمثل هذه الفكرة ، وقد كنتِ تريدين حنين لعاصم من قبل ؟ ٢ نقطة و حتى إن لم يكن فحنين هي اختي ، لا أستطيع حتى تخيل الفكرة )
, جمدت عينا حنين و هي تسمع دون تصدر صوت
, قالت الحاجة روعة بغضب
, ( يا ابني ٢ نقطة كل شيء قسمة و نصيب ، وحنين لم تكن من نصيب عاصم مهما دبرنا ٢ نقطة لكن أنت ما الذي يمنعك ؟ ابنة عمك ما أن يُقفل عليكما بابا واحد لن تصبح أختك أبدا ٢ نقطة )
, أغمضت حنين عينيها و وجها يشتعل احمرارا على الرغم من الصقيع الذي احتل قلبها ٢ نقطة و سمعت مالك وهو يرد
, ( أمي أرجوكِ كفى ٢ نقطة الفكرة مرفوضة لدي تماما ، أنا لن أظلم حنين معي أبدا )
, ردت عليه الحاجة روعة وهي تقول بقلق أقرب الى الرعب
, ( تظلمها ؟؟ ٢ نقطة و لماذا تظلمها ؟ ٢ نقطة اخبرني يا ابني و طمئن قلبي هل تخفي عني شيئا ؟؟ ٢ نقطة )
, لم تستمع حنين لباقي الحوار ٢ نقطة كان ما سمعته أكثر من كافٍ بالنسبةِ لها ، شددت ذراعيها على الأقمشة الممسكة بها و أخذت نفسا مرتجفا وهي تتجه دون صوت الى غرفة عاصم و صبا ٢ نقطة كفى ٢ نقطة كفى ٢ نقطة ابعدو عني جميعا ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كانت الأيام تجري بمنتهى الجنون ٢ نقطة كل ذلك الجنون المحيط بها يشعرها بأنها لا تحيا واقع أبدا ، مالذي فعلته ؟ ٢ نقطة لقد قبلت الزواج من عاصم رشوان ٢ نقطة حقا لقد فعلت ، ٢ نقطة يسكنها الغضب و الأسى و الألم و رغبة في الإنتقام تفوق الحد ٢ نقطة
, شددت قبضتها على اطار النافذة حتى ابيضت مفاصلها ٢ نقطةو شردت بعيدا بعيدا الى أن سمعت صوته من خلفها يقول بخفوت ( ما رأيك في غرفتك ؟؟ ٢ نقطة)
, استدارت بقوةٍ اليه وهي تعدل من وضع شالها فوق رأسها ٢ نقطة ثم أطرقت برأسها كالعادة أمام نظراته المتفحصة وهي تراه واقفا شامخا عند باب الغرفة ٢ نقطة
, احمر وجهها للغاية وهي تقول متلعثمة بتوتر
, ( إنها ٢ نقطة إنها رائعة ، ٢ نقطة لقد أتعبت عمتى نفسها جدا الأيام السابقة )
, ابتسم بحنان وهو ينظر الى رأسها المحنى ٢ نقطة منظرها واقفة في الغرفة المجهزة بجهاز العرس فتح نفسه للزواج أكثر مما هي مفتوحة أصلا ٢ نقطة
, اقترب منها ببطء ٢ نقطة فتراجعت تلقائيا وهي تقول بغضب ،
, ( اخرج من هنا يا عاصم و الا سأنادي عمتى ٢ نقطة أنا لدي عملا طويلا في ترتيب أغراضي بداخل الخزائن )
, نظر عاصم للحقائب و العلب الموضوعة فوق السرير ٢ نقطة ثم نظر اليها ليقول بصوتٍ اجش من العاطفة
, ( هل يمكنني البقاء معك و أنت ترتبينها ؟ ٢ نقطة وأعدك لن أفتح فمي بكلمة )
, احمر وجهها ففضحها أمام نظراته المتفحصة بقوة ٢ نقطة و هتفت بتلعثم
, ( لا ٢ نقطة طبعا مستحيل ، أخرج من هنا حالا )
, اقترب عاصم خطوة أخرى ٢ نقطة وهو يراها تنقل نظرها منه الى العلب فوق السرير بحذر و ارتباك ،،،، فغير اتجاهه ليقترب من السرير وهو يقول بخبث
, ( لماذا ؟ ٢ نقطة على ماذا تحتوى تلك العلب ؟ ٢ نقطة)
, قفزت صبا جريا وهي تعترض طريقه و تقول بصرامةٍ بينما صوتها يرتعش ارتباكا
, ( اياك أن تنظر لأغراضي ٢ نقطةإنها أشياء شخصية )
, تحولت ابتسامة عاصم لأكثر الإبتسامات التى رأتها عبثا من قبل ٢ نقطة حتى أنها تسائلت كيف عرف مثله الإلتزام يوما ٢ نقطةلكنها ابتلعت ريقها و نظرت أرضا ٢ نقطة
, و في تلك اللحظة غافلها عاصم ليلف من خلفها سريعا و يختطف علبه بين يديه ٢ نقطة فصرخت صبا بغضب و رعب
, ( عاصم توقف ٢ نقطة إياك أن تفتحها )
, حاولت خطفها منه الأ أنه رفع يده بالعلبة عاليا وهو يضحك ٢ نقطة فابتعدت عنه تعدل شالها وهي تهتف حانقة و قد احمر وجهها بشدة
, ( توقف عن ذلك و الا أخبرت عمتى ٢ نقطة )
, قال لها بعبث ( سأتركها إن قلتِ أرجوك يا عاصم ٢ نقطة بكل لطف و أدب )
, ضربت الأرض بقدمها وهي تصرخ ( اتركها يا عاصم ٢ نقطة )
, أمسك عاصم بالعلبة و بدأ في فتحها ببطء ٢ نقطة فصرخت صبا بسرعة
, ( أرجوك يا عاصم ٢ نقطة أرجوك )
, نقل نظره من العلبة اليها وقد اشتعلت نظراته و غاب عنهما المزاح ٢ نقطة وهو يتطلع الى وجهها المحمر خجلا كأجمل مما قد رأى يوما ٢ نقطة وحين وجد صوته أخيرا قال ببطء
, ( سأراه عليكِ بعد ايام ٢ نقطة فلما أضيع تلك الروعة في النظر لمجرد قطعة قماش لا توازي جمالا كجمالك )
, استدارت صبا بعيدا عنه و هي ترفع يديها الى وجنتيها المشتعليتين وهى تهمس لنفسها ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة
, شعرت به يقترب منها خطوة وهو يلقي بالعلبة على السرير ليهمس بعمق
, (صبا ٢ نقطة )
, لكنها أخذت نفسا و جمدت قلبها وهي تستدير اليه بحزم لتقول قبل أن تتخاذل
, ( عاصم ٢ نقطة أريد أن أطلب منك طلب ، لكن أرجوك ٢ نقطة عدني أن تتفهم قبل أن ترد )
, توقف عاصم مكانه وقد تبددت الهزل ليحل معه القلق و الإنقباض ٢ نقطة لكنه قال برفق
, ( اطلبي يا ست الحُسن ٢ نقطة و أعدك أن أن أحاول التريث قبل أن أخنقك )
, أخذت صبا نفسا عميقا ٢ نقطة ثم قالت بخفوت
, ( عاصم أنا ٢ نقطة أنا أريد فترة عقد قران ككل الفتيات ٢ نقطة لأننا ٢ نقطة و الظروف التي ممرنا بها كانت ٢ نقطة )
, لم تستطع المتابعة أكثر ٢ نقطة و لم يبدر عن عاصم كلمة واحدة و حين شعرت بالقلق من صمته رفعت نظرها بحذر اليه ٢ نقطة فصدمتها عينيه الجامدتين المحدقتين بها بقوة ٢ نقطة فارتجفت و شعرت أنها تريد الهرب من أمامه
, قال عاصم بعد فترة
, ( لا أفهم ٢ نقطة )
, تظاهرت صبا بالحنق و قالت تقلد كلمته المعتادة ( **** يُطيلك يا روح ٢ نقطة )
, ثم تابعت بتصميم ( بل تفهم جيدا ٢ نقطة)
, ثم اخذت نفسا لتهدىء نفسها ٢ نقطة وحاولت مرة أخرى بهدوء
, ( عاصم أرجوك افهمني ٢ نقطة كل شيء ٢ نقطة كل شيء هاجمني بسرعة ، و أنا لست في الحالة التي يجب أن تكون عليها أي عروس ٢ نقطة كل ما أطلبه فترة ٢ نقطةلنتعرف فيها على بعضنا بشكلٍ أفضل ٢ نقطة و في نفس الوقت أحاول التعافي من محنتى التي مررت بها )
, كان صوتها في كلماتها الأخيرة قد اختنق الى أن اختفى تماما ٢ نقطة
, هل تظن أنه لا يشعر بما تمر به ؟ ٢ نقطة هل تظن أنه لا يتفهم معاناتها ؟ ٢ نقطة لكن ما تطلبه ليس هو ما سيريحها و ما سيقربهما لذا التزم المنطق وهو يرد عليها
, ( لن يصح أن تكون هناك فترة عقد قران و أنت تمكثين معي في نفس البيت ٢ نقطة اجتماعيا هذا لا يليق )
, قالت بخفوت
, ( اذن لما لا نعقد القران ثم أذهب الى ٢ نقطة )
, قاطعها عاصم بقوة ( مرفوض ٢ نقطة )
, لم تجد ما تجيب به سوى أن همست ( أرجوك يا عاصم ٢ نقطة حاول أن تفهمني )
, اقترب منها حتى لم يعد خلفها مكان تتراجع فيه ٢ نقطة فوقف أمامها طويلا ينظر الي رأسها المطرقة ثم قال أخيرا
, ( أنا أحاول جاهدا أن أفهمك يا صبا ٢ نقطة وكل ما سنمر به سيكون و أنت زوجتي حينها ستعرفين كم أتفهمك )
, تنهدت بيأس وهي تقول ( أنت لا تفهمني أبدا ٢ نقطة )
, قال عاصم بهدوء
, ( بل أفهمك جيدا ٢ نقطة سيكون لكِ ما تريدين لكن و أنتِ زوجتي و في غرفتي هذا وحده كفيلا أن يشعرني بالراحة ٢ نقطة اتفقنا ؟ )
, لم ترد ٢ نقطة وهو اكتفى بخضوعها و لو أن بداخله شعر بغضبٍ و إحباطٍ فاق كل وصف ٢ نقطة
,
, خلال يومين تم عقد القران ٢ نقطة
, و ها قد أصبحت زوجته بالفعل ، انخطرت الحاجة الروعة في الزغاريد و البكاء في وقتٍ واحد ٢ نقطة في نفس الوقت كانت حنين واقفة خلفها تنظر بنظراتٍ مكسورةٍ حزينة ،
, حور كانت نظراتها مركزة على نادر ٢ نقطة تتذكر يوم عقد قرانهما و على ما يبدو أنه هو الآخر قد تذكره ٢ نقطة فحانت منه التفاتة اليها فابتسمت له برقةٍ وهي تبعد نظرها عنه لتظر الى عاصم و صبا ٢ نقطة
, صبا ٢ نقطة نظر عاصم اليها وهو لا يصدق أنها أصبحت زوجته ، لا زال غير صدقا أن تلك الجميلة أصبحت زوجته ٢ نقطة حلاله ثوبها الذي اختارته اليها امه دون حتى أن تنزل صبا لإنتقائه كان غاية في الروعة من شدة بساطته و رقيه في نفس الوقت ٢ نقطة كان ثوبا حريريا ناعما بلون العسل منسدلا بنعومةٍ و اتساعٍ ضيق قليلا فوق قوامها ٢ نقطة و تعلو طبقة الحرير طبقة أخرى مخرمة و مشغولة بتطريز ذهبي من قماش التل الشبكي ٢ نقطة لتنسدل أكثر اتساعا قليلا ٢ نقطة بينما التف حجابها فوق رأسها بلونين العسلي و الذهبي ٢ نقطة
, كانت صبا قد اصرت أنها لا تريد ثوب زفاف ٢ نقطة و قد وافقها الجميع كمجرد ارضاءٍ لها ، لكن منذ يومين و حين خرجت الحاجة روعة مع حنين و بمساعدةٍ من حور و رنيم على حدٍ سواء ٢ نقطة كان الثوب في نهاية اليوم أمام صبا التي نظرت اليه مذهولة و خاصة أنه طابق مقاسها تماما ٢ نقطة
, و الليلة ٢ نقطة الليلة بدت كأميرةٍ من الحكايات القديمة و على الرغم من الحزن البادي في عينيها الجميلتين الا أنه زادها جمالا فوق جمال ٢ نقطة
, اقترب عاصم منها ووقف أمامها طويلا ٢ نقطة قبل أن يحنى رأسه و يقبل جبهتها بقوة حانيةٍ في نفس الوقت ، و على الرغم من أنه لم يلمسها الا أنه شعر بها ترتجف قليلا ٢ نقطة
, انطلقت زغرودة أخرى من الحاجة روعة خلفها فقفزت صبا رعبا ٢ نقطة حينها ضمها عاصم الى صدره بذراعٍ واحدة ٍ وهو يطبع شفتيه على وجنتها الناعمة و نفسه الساخن خرج مرتجفا ليلفح بشرتها ٢ نقطة
, لحظة و أبعدته صبا عنها وهي ترتجف بقوة ٍ فتركها على الفور ٢ نقطة
, و أثناء تلقي التهاني من الحضور المقتصر عليهم فقط ٢ نقطة اقترب مالك من عاصم ليصافحه و يضمه اليه بقوة و ما لبث أن همس في اذنه ٢ نقطة
, ( الليلة يا عاصم ٢ نقطةكل شيء كما أردت تماما )
, ربت عاصم على كتف مالك وهو ينظر اليه مصمما ٢ نقطة حينها نظرت اليه صبا بعد ابتعاد مالك فمالت عليه تقول بخفوت
, ( ماذا كان يقصد مالك ؟ ٢ نقطة )
, أمسك عاصم بذراعها و شبكها في ذراعه على الرغم من مقاومتها الضعيفة و ابتسم لها قائلا
, ( لا تشغلي بالك حبيبتي ٢ نقطة إنها أمور عمل )
, لم تقتنع بكلامه ٢ نقطة ولا بنظراته ٢ نقطة والتي أصبحت تعرف عنها القليل حين يخبىء شيئا ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, و اخيرا بمفردهما ٢ نقطة في غرفتهما ، وقف عاصم في منتصف الغرفة ينظر اليها واقفة أمام الفراش المزين الواسع بكامل جمالها ٢ نقطة مطرقة برأسها لا تجرؤ على النظر اليه ٢ نقطة لكنه لاحظ بوضوح ارتفاع و هبوط صدرها بقوة و استطاع استنتاج خوفها الجلي منه ٢ نقطة
, ودون أن يقترب منها قال محاولا كسر الصمت المحيط بهما
, ( مبروك يا صبا ٢ نقطة )
, أومأت براسها دون أن تجد القدرة على الرد ٢ نقطة بينما كان هو يلتهم كل ذرةٍ من تفاصيلها التي حرمت عليه طويلا ، و حين طال الصمت بهما قال بخفوت
, ( ألن تتخلعي حجابك ؟ ٢ نقطة )
, وكما أراد شاهد احمرار وجهها الذي أدمنه الأيام الماضية ٢ نقطة وحين لم تتحرك من مكانها همس بترجي قليلا
, ( اخلعي حجابك يا صبا ٢ نقطة )
, ظلت واقفة قليلا مكانها ثم تحركت يداها المرتجفتين لتنزعا ال**** الملتف حول وجهها و عنقها ٢ نقطة وما أن انتهت حتى وضعت الشالين على الفراش خلفها ثم شبكت أصابع يديها بارتباك مخفضة رأسها ٢ نقطة
, نظر اليها عاصم و شعرها العسلي مجمعا في ربطةٍ أنيقة خلف عنقها الطويل و خصلة واحدة انسابت متمردة من الربطة على جانب و جهها ٢ نقطة
, تأوه عاصم بصمت ٢ نقطة ثم اقترب منها بحذر و هي تراجعت الى أن ارتطمت ساقيها بالفراش و ما أن وقف امامها حتى مد يديه و نزع المشابك من ربطة شعرها لينسدل في نعومة موجاته على جانبي و جهها و كتفيها و ظهرها ٢ نقطة فأخذ يمشطه بأصابع يده دون أن يقطع الصمت سوى صوت أنفاسهما ٢ نقطة
, كانت على وشك الإنهيار و هي تشعر وكأنه يراها للمرة الاولى بينما هو ٢ نقطة بينما هو رآها من قبل وهي ٢ نقطة
, لم تستطع منع شهقةٍ صغيرةٍ مختنقة خرجت من بين شفتيها و دمعتانِ انسابتا على وجنتيها كان يعلم بهما و ينتظرهما
, فترك شعرها ليمسك بخصرها بيديه و يجذبها اليه ليهمس في اذنها
, ( لا أعلم إن كنت اشعر بعدم التصديق لأنك أصبحتِ زوجتى ٢ نقطة أم أنني كنت متيقنا من انكِ لي ٢ نقطة ملكي و قدري منذ أن وقعت عيناي عليكِ و أنتِ تطردينني من بيتك بكل وقاحة ٢ نقطة )
, تلت الدمعتين دمعتانِ أخرتانِ ٢ نقطة وهي تتنفس بصعوبة بين يديه اللتين استشعرتا ارتجافها بقوة ٢ نقطة
, حينها فقد كل سيطرته على نفسه وهو يحاوطها بذراعيه ليضمها لقلبه ٢ نقطة بينما وجدت شفتيه طريقهما لعنقها هامسا باسمها الى وجد ضالته في شفتيها المرتجفتين ليرحم ارتجفاهما بكل قوته و هو يزيد من ضمها اليه ٢ نقطة
, تأوهت صبا وهى تحاول الهرب من شفتيه الا أنه لم يتركها و هو يشبع جوعه اليها و الذي طال ٢ نقطة وطال ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, بعد ثلاثة أيام
, كانت الحاجة روعة في المطبخ جالسة تنقش الكعك ٢ نقطة و أمامها تجلس صبا مبتسمة و هي تجمع شعرها فوق رأسها بفوضوية محببه ٢ نقطة وهي تمسك بكعكةٍ في يدها و تقوم بنقشها ٢ نقطة
, قالت الحاجة روعة و هي تشعر سعادة
, ( لا أصدق أنكِ تساعدين في نقش كعك زفافك و لم يمر سوى ثلاثة أيام على زواجك ٢ نقطة العروس لا تقترب من المطبخ قبل شهر و طبعا لا تساعد في كعك زفافها ٢ نقطة )
, ضحكت صبا قليلا بإرتباك و بوجهٍ شاحب وهي تقول
, ( أنا أحب ذلك ٢ نقطة و أحب مساعدتك عمتى )
, قالت الحاجة روعة وهي تعتب عليها
, ( لماذا لا تقولين أمي يا صبا ٢ نقطة لا أريد سماع عمتى تلك بعد اليوم )
, ازداد شحوب و ارتباك صبا ٢ نقطة وهي تتسائل هل هذه ستكون نفس معاملة الحاجة روعة لو علمت أن ابنها لم ينل حقوقه الزوجية الى اليوم ٢ نقطة و لا أمل له فيها حتى وقتٍ بعيد ٢ نقطة
, منذ ليلة زفافهما و التي انتهت بأن نامت بين أحضانه بثوب زفافها و هي تبكي و تبكي ٢ نقطةو كلما زاد بكائها كان يضمها أكثر الى صدره حتى نامت أخيرا
, وخلال الليلتين السابقتين كانت ترتدي قميص نومها و عليه روبها المغلق ٢ نقطة و حين تتهرب من سؤال عينيه ، يأخذها في أحضانه الى أن تنام ٢ نقطة وحين كانت تمانع و تقاومه كان يشدد قبضته عليها ليقول بغضبٍ و فظاظة
, ( ستنامين بين ذراعي كل ليلةٍ يا صبا ٢ نقطة و توقفي عن المقاومة و دعي ليلتك تمر على خير )
, ارتبكت للغاية حتى أنها شوهت الكعكة التي في يدها فحاولت اصلاحها دون جدوى ٢ نقطة فأخذتها منها الحاجة روعة وهي تنظر اليها بعينٍ خبيرة ٢ نقطة ليس الى الكعكة بل الى صبا نفسها ٢ نقطة ثم قالت برفق
, ( لا بأس عليك ٢ نقطة ارمي تلك الكعكة تماما و خذي واحدة جديدة ليكون كل الكعك سليما و يخرج من الفرن ضاحكا )
, ازداد ارتباك صبا و شحوب وجهها لكنها أومأت وهي تهمس ( حاضر ٢ نقطة )
, قالت الحاجة روعة بابتسامةٍ رقيقة ( حاضر يا ماذا ؟ ٢ نقطة )
, ردت عليها صبا بابتسامةٍ حزينة قليلا ( حاضر أمي ٢ نقطة )
, ( عمتي ٢ نقطة )
, صدح الصوت الفظ عاليا في المطبخ فانتفضت كلا من الحاجة روعة و صبا معا ٢ نقطة وضعت الحاجة روعة يدها على صدرها وهي تقول
, ( بسم **** الرحمن الرحيم ٢ نقطة هل يدخل الناس كهذا دون مقدمات يا حنين ؟؟ ٢ نقطة أفزعتيني )
, دخلت حنين وهي تشتعل غيظا من زوجة عمها و كنتها اللتانِ تبدوانِ كالسمن على العسل حتى أنها بعد ثلاثة أيام فقط أصبحت تناديها ٢ نقطة أمي ٢ نقطة طبعا اليست زوجة البكر الغالي ٢ نقطة
, وضعت حنين الصينية من يدها على الطاولة أمامهما بقوةٍ و هي تقول بقلة تهذيب
, ( عذرا يا عمتى ٢ نقطةفمع كثرة العمل قبل و بعد الزواج أصبحت غير قادرة على التمييز )
, اتسعت عينا الحاجة روعة بدهشة وهي تهتف ( حنين ٢ نقطة )
, بينما شعرت صبا بإحراجٍ بالغ وهي تقول
, ( اعرف انكِ تعبتِ معي للغاية يا حنين الأيام الماضية ٢ نقطة و انا لن أستطيع رد جميلك أبدا )
, رفعت الحاجة روعة يدها الى صبا و هي تقول بصرامة
, ( ولا كلمة يا صبا ٢ نقطة أي جميل ذلك بين الاخوات ؟ ٢ نقطة و انت يا حنين الن نتعب لكِ بالمثل في زواجك ؟ )
, ابتسمت حنين بمرارةٍ وهي تقول
, ( زواجي ؟؟ ٢ نقطة قلبك ابيض يا عمتي )
, ثم استدارت خارجة من المطبخ تحت أنظار الحاجة روعة وصبا المذهولة ٢ نقطة و اثناء خروجها ارتطمت بعاصم بقوةٍ
, والذي كان يبدو على وشكِ قتل احدهم هو الآخر ٢ نقطة
, هتفت حنين بغضب
, ( الا تنظر أمامك ٢ نقطة كدت أن تسحق أصابع قدمي )
, هتف عاصم هو الآخر بغضب
, ( انتِ التي تمشين كحمقاء ٢ نقطة يجب علينا أن نحدد لكِ مسارا في البيت كيلا تسببين في المزيد من الحوادث )
, هتفت حنين بغضب و جنون
, ( ما أروع صباحك ٢ نقطة هل هذا منظر عريس لم يمر على زواجه يومين ؟؟ ٢ نقطة عائلة غريبة )
, ثم ابتعدت جريا لتصعد الى غرفتها ٢ نقطة حينها خرجت صبا من المطبخ لتشهد حالة عاصم ، فاقتربت منه لتقول
, ( لماذا تصرخ فيها يا عاصم ؟ ٢ نقطة )
, التفت اليها عاصم كالمجنون ٢ نقطة لكن ما أن تراجعت خطوتين حتى رقت ملامح عاصم قليلا و اخذ نفسا عميقا ثم قال بخشونة
, ( لماذا نزلتِ قبل أن توقظيني ؟ ٢ نقطة )
, ارتبكت وهي تقول بتلعثم
, ( لم أشأ أن أزعجك ٢ نقطة أنا أعرف أنك نادرا ما تأخذ أجازة و فكرت أن ٢ نقطة أتركك نائما قليلا )
, قال عاصم بصوتٍ خافت أجش
, ( خاصة حين يغادر النوم عيوني طوال الليل ؟٢ نقطة )
, احمر وجه صبا بشدة و قالت متلعثمة
, ( سأصعد ٢ نقطة سأصعد الى حنين لأراضيها )
, ثم ابتعدت عنه بسرعةٍ و تركته يتنهد بتعب و غضب ٢ نقطة
, دخل عاصم الى المطبخ ٢ نقطة فرأى أمه جالسة شاردة و مسندة خدها الى يدها بنظراتٍ حزينة ٢ نقطة فاقترب منها يقبل راسها وهو يقول بقلق
, ( صباح الخير حبيبتي ٢ نقطة ماذا بكِ ؟ )
, تنهدت الحاجة روعة بحزن لكنها ابتسمت لتقول بحنان
, ( يسعد صباحك حبيبي ٢ نقطة سلامتك من كل شر )
, ارتمى عاصم على الكرسي أمامها وهو يتلاعب بالكعكةٍ المشوهة ٢ نقطة فنظرت اليه أمه بتدقيق و قالت
, ( وماذا بك أنت حبيبي ؟ ٢ نقطة لماذا صرخت في المسكينة حنين بهذا الشكل ؟ )
, تنهد عاصم بقوة ٢ نقطة ولم يجب فقالت الحاجة روعة بحنان
, ( الصبر ٢ نقطة الصبر يا عاصم ، كل حياتك ستتوقف على هذه الأيام ٢ نقطة فترفق بزوجتك قليلا ، ما مرت به ليس بقليل )
, رفع عاصم حاجبيه بدهشة وهو يقول
, ( هل اخبرتكِ صبا ؟ ٢ نقطة )
, ابتسمت الحاجة روعة وهي تقول
, ( لست بحاجة لأن تخبرني ٢ نقطة انا اعرف مثل تلك الامور جيدا )
, قال عاصم وهو يتنهد مرة أخرى
, ( لكن الأمر صعب يا أم عاصم ٢ نقطة صعب جدا )
, ربتت الحاجة روعة على يده وهي تقول
, ( اصبر قليلا يا عاصم ٢ نقطة و دع نفسك طويلا ، لازال الطريق أمامك طويلا )
, زفر عاصم بقوة ثم مال على الطاولة ليقول بتنبيه
, ( أمي ٢ نقطة إياكِ أن تخبري صبا بأنكِ تعلمين بطبيعة العلاقة بيننا ، فالشيء الوحيد الذي يبقيها معي في الغرفة هو خجلها منكِ ٢ نقطة وأنا أريد أن أنتقل للمرحلة التالية لا العودة الى الخلف )
, ضحكت الحاجة روعة عاليا حتى أن عينيها دمعتا بشدة ٢ نقطة وعاصم يقول بغضب
, ( أمي توقفي عن ذلك ٢ نقطة و الا و**** لن أخبركِ شيئا بعد الآن )
, ارتمت حنين على سريرها وهي تبكي بقوةٍ ٢ نقطة و بعد لحظات دخلت صبا الى الغرفة وأغلقت الباب خلفها و ارتاعت من منظر حنين المنهار فاقتربت منها وهي تجلس على حافة الفراش لتقول بقلق
, ( حنين ٢ نقطة ماذا بك ِ ؟ ٢ نقطة أنا آسفة جدا أنني تطفلت على حياتكم و بيتكم )
, صرخت حنين بصوتٍ مخنوقٍ في وسادتها
, ( هذا ليس بيتي ٢ نقطة و هذه ليست حياتي )
, عبست صبا وهي تقول
, ( كيف تقولين ذلك ؟ ٢ نقطة بيت من اذن ؟؟ )
, قالت حنين وهي تبكي بشدة
, ( لا أحد يريدني ٢ نقطة ولا أحد يشعر بي ، حتى زوجة عمي لم تعد تهتم بي )
, انحنت اليها صبا وهي تربت على كتفها و تقول بدهشة
, ( عمتي لا تهتم بكِ ؟ ٢ نقطة لكنني لاحظت أنكِ أقرب اليها حتى من حور نفسها )
, اخذت حنين تبكي بصوتٍ مختنق ثم قالت
, ( لكن كل شيء تغير ٢ نقطة لأنكِ تزوجتِ من عاصم ، أصبحتِ الأقرب اليها من الجميع )
, ابتسمت صبا بحزن وهي تنظر الي حنين و كأنها تنظر الى طفلة مسكينة ٢ نقطة لكن و قبل أن تجيب كانت حنين قد استقامت جالسة بعنف وهي تمسح دموعها بعنف و تقول
, ( وقبل أن تذهب بكِ الظنون بعيدا ٢ نقطة أنا لا أشعر بأي شيء خاص تجاه عاصم )
, رفعت صبا حاجبيها بدهشة ٢ نقطة ثم قالت برفضٍ تامٍ للفكرة وهي تضحك
, ( عاصم ؟؟ ٢ نقطة لم أظن للحظةٍ أنكِ تشعرين بأي شيءٍ خاصٍ له )
, ظلت حنين جالسة بتمرد و وجههٍ متورم من البكاء ٢ نقطة فأخذت صبا تربت على شعرها الطويل وهي تقول برقة
, ( اذن ٢ نقطة ما سبب كل هذه الإنفجارات؟ ٢ نقطة، مشكلةٍ عاطفية ؟؟ )
, ظلت حنين صامتة ٢ نقطة دون أن تنظر الي صبا ثم قالت أخيرا بيأس
, ( مشكلةٍ عاطفية ؟؟ ٢ نقطة لا لقد تركت العواطف للأبد ، أنا واقعة في مصيبة و لا أستطيع الخروج منها )
, عقدت صبا حاجبيها لتقول بقلق
, ( أي مصيبة ؟ ٢ نقطةتكلمي حالا يا حنين لقد ارعبتِني )
, نظرت اليها حنين بخوف وهي تشعر بحاجةٍ ملحة لأن تحكي لأي أحد ٢ نقطة فقالت
, ( إن أخبرتك ٢ نقطة فهل تعدينني ألا تخبرين أي مخلوق ، وخاصة عاصم ؟؟ ٢ نقطة)
, أومأت صبا بقلق وهي تقول بقوة ٢ نقطة( اعدك يا حنين ٢ نقطة تكلمي )
, دقائق مرت و صبا تستمع الى صوت حنين المنكسر و عيناها تتسعان ذهولا مع كل كلمة ٢ نقطة الى أن وصلت حنين لنهاية قصتها فنهضت صبا عن الفراش وهي تهتف بغضب
, ( اربعة عشر ؟؟ ٢ نقطة قامو بتزويجك و أنت في الرابعة عشر ؟؟ ٣ علامة التعجب ٢ نقطة أي بشر و أي رحمة تقبل بذلك ؟؟ ٢ نقطة )
, نهضت حنين من فراشها بسرعةٍ وهي تقول بخوف و ترجي
, ( اخفضي صوتك أرجوكِ يا صبا ٢ نقطة)
, أخذت صبا تذرع الغرفة جيئة و ذهابا وهي تشتعل غضبا و تفرك أصابعها بعصبية ٢ نقطة بينما حنين تجلس على حافة الفراش وهي ترتجف من قوة غضب صبا ٢ نقطة
, ثم همست أخير
, ( في آخر مكالمة له ٢ نقطة هددني بأني إن لم أذهب لمقابلته فسوف يأتي الي هنا و يطلبني منهم ٢ نقطة حينها ستشتعل الدنيا حربا يا صبا ٢ نقطةآخر مرة منذ عشر سنوات سمعت عاصم يقسم أن يقتله إن رآه )
, استدارت اليها صبا بعنف وهي تهتف
, ( اي زمنٍ هذا ؟ ٢ نقطة وأي قانون ذلك ٢ نقطة اسمعي جيدا ليس هناك ما يثبت أنكِ زوجته ، أي أنه لا يملك عليكِ شيئا ٢ نقطة لكن قسم الطلاق سنجبره عليه ٢ نقطة )
, قالت حنين بخوف ( وكيف سنفعل ذلك ؟ ٢ نقطة )
, عادت صبا لتذرع الغرفة من جديد ثم قالت فجأة بتصميم
, ( اطلبيه ٢ نقطة و أخبريه أنكِ ستذهبين اليه في الموعد )
, ٢ نقطة
, كان جالسا متوترا وكأنه شابا هاربا من مدرسته ليقابل حبيبته ٢ نقطة ابتسم جاسر بعبث للفكرة وهو في الواقع منتظرا زوجته المتمردة ذات الشعر الغجري ٢ نقطة
, أرجع ظهره الى الخلف وهو ينظر الى غروب الشمس نافثا دخان سيجارته ٢ نقطة ما سر سيطرة تلك الفتاة عليه ؟ ٢ نقطة منذ عشر أعوامٍ وحين أجبروه عليها أقسم ان يريها أياما سوداء هي و عائلها ٢ نقطة
, لكن ومنذ أن ضمها بين ذراعيه منذ زمن بعيد و قد أصبحت تلك الصغيرة تمثل هاجسا له ٢ نقطة تحتل أحلامه ٢ نقطة يريد منها أكثر مما تستطيع تقديمه ٢ نقطة
, شعور بالتملك قوي يندفه في شراينه ما أن يفكر بها ٢ نقطة يشعر بجسدها منطبعا على جسده ٢ نقطة ذكرى شفتيها اللتين تذوقهما مرارا ٢ نقطة
, إنها حجرا كريما نادر ٢ نقطة مخفي بين الصخور ٢ نقطة قدره أن يعثر عليه ٢ نقطة
, نفث دخان سيجارته مرة أخرى ٢ نقطة وهو يتطلع الى المدخل منتظرا قدومها ، ٢ نقطة ثم استرعى انتباهه شابة محجبة تنظر حولها في المكان الى أن تلاقت أعينهما ٢ نقطة حينها شاهد العزم و الإصرار وهي تتجه اليه وما أن وصلت اليه حتى قالت بثقة
, ( سيد جاسر ؟؟ ٢ نقطة )
, لم ينهض جاسر من مكانه وهو يبتسم بعبث يهز رأسه قليلا ٢ نقطة يبدو أن الصغيرة قررت اللعب معه
, حينها سمع صوت تلك الشابة و هي تقول
, ( أنا صبا عمران ٢ نقطة محامية حنين ، التي هي من المفترض أنها زوجتك )
, و حين ضحك جاسر بخفوت ٢ نقطة جلست صبا دون اذن على الكرسي أمامه ثم قالت مباشرة
, ( دون مقدمات يا سيد جاسر ٢ نقطة أين هو عقد الزواج الذي تستند اليه ؟؟ )
, قال جاسر و ملامحه رغم عبثها تظهر بأسا يثير الرجفة في الأوصال ٢ نقطة لكن ليس لها هي
, (قبل أي شيء ٢ نقطةما الذي يجبرني على الإستماع اليكِ ؟ ٢ نقطة )
, ابتسمت صبا ببرود وهي تقول
, ( لا شيء إطلاقا سوى أننا لو نفذت تهديدك فحينها لن يضيرنا بعد معرفة الجميع برفع قضية خلع ٢ نقطة حينها و في جلسةٍ أو جلستين على الأكثر سيتم تطليقها منك ٢ نقطة و أظنك لا ترضى لإسمك أن يزج في قضيةٍ كهذه )
, اخفض جاسر عينيه وهو ينفض سيجارته في المطفأة أمامه ٢ نقطة ثم نظر اليها و قد غاب العبث عن عينيه و بانت فيهما القسوة جلية ٢ نقطة
, ( إن كنتِ كلفتِ نفسك بالبحث قليلا في سنواتي الماضية ٢ نقطة لعلمتِ بأن قضيةٍ مثل قضية الخلع اللطيفة تلك تعتبر مزاحا ، ارفعي القضية يا استاذة ٢ نقطة و حينها ستبدأ الحرب القديمة مع أبناء رشوان و كم اشتقت الى أيامها ٢ نقطة آآآه و بلغي زوجك تهنئتي نيابة عني ٢ نقطة الى أن القاه و أهنئه بنفسي )
 
الفصل الثلاثون


تسللت صبا الى غرفتها بصمت و أغلقت الباب خلفها وهي تزفر أخيرا بارتياح أنها وصلت الى البيت آنة دون عواقب وخيمة٢ نقطة
,
, خلعت حجابها وهي ترميه على الفراش متنهدة بتعب ٢ نقطة لم تكن تظن أن الخروج من البيت أصبح شاقا بالنسبةِ اليها لهذه الدرجة ٢ نقطةو ياليته جاء بفائدة ٢ نقطة
,
, فُتح الباب فجأة بعنف و دخلت حنين الى الغرفة كالقذيفة دون اذنٍ ثم أغلقت الباب خلفها و هي تقول دون مقدمات
,
, ( ماذا فعلتِ يا صبا ؟ ٢ نقطة لقد احترقت أعصابي و أنا أنتظرك )
,
, التفتت اليها صبا و نظرت اليها طويلا قبل أن تقول بحزمٍ يضم بعض العطف
,
, ( إنه شخص غير سهل بالمرة يا حنين ٢ نقطة ولا مفر من اخبار عاصم و الجميع حتى نستطيع تطليقك منه إن كان كلامه صحيح )
,
, رفعت حنين يديها الى فمها وهي تقول بإرتياع
,
, ( اذن لم تنجحي في إقناعه ؟ ٢ نقطة )
,
, ازداد التعاطف في عيني صبا وهي تقترب من حنين لتقول برفق
,
, ( أقنعه بماذا يا حنين ؟؟ ٢ نقطة إنه مهووس كلية و أنتِ من المؤكد تعرفين ذلك ، حنين ٢ نقطةكوني أقوى من ذلك ، أنتِ لم تخطئي في شيء لتخافي هكذا من الجميع ٢ نقطة سنخبرهم معا بكل شجاعة و حينها سنتمكن من تطليقك منه في خلال عدة أشهر لا غير )
,
, ظلت حنين تنظر اليها و كأنها لم تسمع شيئا مما قالته صبا للتو ٢ نقطة ثم نطقت أخيرا بصوتٍ مبهوت و نظراتٍ زائغة
,
, ( وماذا كانت ردة فعله ؟٢ نقطة هل هدد و توعد حين أخبرته عن القضية ؟ )
,
, مطت صبا شفتيها بإمتعاض و هي تقول
,
, ( لم يقل سوى ٢ نقطة هنئي زوجك الى أن أراه ٢ نقطة بمنتهى الصلف و الغرور )
,
, ضربت حنين و جنتها بيدها وهي تقول بذهول
,
, ( هل علم أنكِ زوجة عاصم ؟ ٢ علامة التعجب٢ نقطة)
,
, قالت صبا بهدوء
,
, ( بالتأكيد يعرف من الإسم ٢ نقطة من الواضح أنه يراقب كل حركةٍ من تحركاتكم مؤخرا )
,
, رددت حنين بهوس و هي متسعة العينين
,
, ( يا مصيبتك يا صبا ٢ نقطة بل يا مصيبتنا أنا و أنتِ )
,
, اقتربت صبا من حنين وهي تضع يدها على ذراعها تهدئها و تقول بحزم و قوة
,
, ( لا ترتعبي كذا يا حنين ٢ نقطة أنا لا أخاف من عاصم و أنتِ أيضا لا تخافي ، نحن لم نفعل شيئا خاطئا ، بل نحن نحاول اصلاح أخطائهم ٢ نقطة)
,
, ظلت حنين تضرب و جنتها وهي رافضة حتى أن تسمع صبا ٢ نقطة وهي تهمس و تردد
,
, ( أنتِ لا تعرفين غضب عاصم ٢ نقطة لقد ضيعتك و ضيعت نفسي معكِ )
,
, حينها أمسكت صبا بكلتا ذراعي حنين و هزتها بقوةٍ وهي تقول بصرامة
,
, ( كفي عن هذا الإستسلام يا حنين و اصلبي عودك ٢ نقطة لا تكوني بمثل هذا الجبن و انعدام الشخصية )
,
, نظرت اليها حنين بعينين دامعتين ٢ نقطة بينما حاجبيها منعقدين كطفلةٍ ضُربت للتو ، فهزتها صبا مرة أخرى وهي تقول
,
, ( تمالكي نفسك ٢ نقطة لا تكوني هكذا ، أنا لن أتركك ٢ نقطة هل تفهمين ؟ )
,
, اومأت حنين بملامح متجمدةٍ و على الرغم منها شعرت بقليل من الراحة ،أن هناك من يعرف بما تخبئه و يساندها و سيواجه الطوفان معها ٢ نقطة
,
, رفعت صبا احدى يديها عن كتف حنين و ربتت على شعرها الطويل وهي تهمس بغضب
,
, ( كيف استطاعو فعل ذلك بكِ ؟٢ نقطة)
,
, انسابت دمعتانِ على وجنتى حنين بصمت ثم همست مبررة
,
, ( لم يكن لديهم علم بأن كل ذلك سيحدث ٢ نقطة كنت لربما الآن زوجة منذ سنين و عندى ***** قاربو طولي ككل الفتيات في مثل سني )
,
, ازداد الغضب في عيني صبا وهي تقول
,
, ( إياكِ و أن تبرري ما حدث أبدا ٢ نقطة لم يكن من المفترض أن تتزوجي في ذلك السن أصلا ٢ نقطة لم يكن من المفترض أن تمري بكل ذلك ٢ نقطة و بالتأكيد ليس من المفترض أن يبتزك ذلك المهووس الآن )
,
, همست حنين بوجوم ووجهٍ شاحب
,
, ( ماذا سنفعل يا صبا ؟ ٢ نقطة لا أريد الفضائح في المحاكم ، من سيقبل بي بعدها ؟؟ )
,
, اتسعت عينا صبا دهشة من المنطق الذي تسمعه ٢ نقطة تركت حنين لتهتف بيأس
,
, ( يالهي ٢ نقطة لا أصدق ٢ نقطة هل هذا هو كل ما يهمك ؟ ٢ نقطة )
,
, أخفضت حنين رأسها و قد شعرت باليأس التام ٢ نقطة منذ فترةٍ قصيرة كانت تلك هي أعظم مشاكلها ٢ نقطةأن يقبل بها عمر على الرغم من ماضيها ، أما الآن فلم تعد متأكدة من شيء ٢ نقطة جزءا منها لا يزال يحلم بعمر ، ذلك الحلم الجميل الذي داعب خيالها ليمنحها الذي طالما أرادته ٢ نقطة
,
, عادت صبا لتخفض صوتها قليلا و هي تسيطر على انفعالها ثم قالت بهدوء
,
, (حنين ٢ نقطة لا تفكري سوى بنفسك الآن ، سعادتك الحقيقية ستأتي باستقلالك و كل ما يأتي بعد ذلك هو مجرد مكملات )
,
, فجأة فتح الباب بقوةٍ ٢ نقطة لتستديرا كلاهما الى عاصم الواقف في الباب بوجهٍ ينبىء بالشر ٢ نقطة شهقت حنين بصمت وهي تبتعد عن صبا دون وعي و تتراجع الى الخلف بينما نظرت صبا الى وجه عاصم المخيف بتوتر
,
, قال عاصم بصوت خافت يحوي الشر بين طياته
,
, ( أين كنتِ ؟ ٢ نقطة ومع من ؟ ٢ نقطة )
,
, عقدت صبا حاجبيها قليلا لكنها قالت بهدوء و صوتٍ خافت
,
, ( هل أنا مُراقبة ؟ ٢ نقطة)
,
, شهقت حنين وهي ترفع يدها الى وجنتها و تشعر بأنها على وشكِ الإصابة بالإغماء ٢ نقطة بينما انطلق صوت عاصم يهز جدران الغرفة
,
, ( طبعا مراقبة ٢ نقطةهل كان عندك شك في ذلك ؟ )
,
, لم ترد صبا ٢ نقطة فوق عاصم أمامها وهو يغلي غضبا و نارا سوداء ٢ نقطة وغيرة همجية ٢ نقطةو ٢ نقطة و خوفا عليها٢ نقطة ، يوما ستكون هذه الفتاة سببا في موته خوفا عليها ، لكنه لم يسمح لخوفه بالظهور وهو ينظر اليها ببأسٍ و قسوة ٢ نقطة فقال بقوة أفزعت حنين
,
, ( مع من كنتِ ؟٢ نقطة)
,
, قالت صبا بعد لحظات بصوتٍ خافت
,
, ( لماذا ؟ ٢ نقطة الم يخبرك رجالك ؟ )
,
, لم يرد عاصم لكن ازداد احمرار عينيه حتى بات منظره مخيفا ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ خافت
,
, ؛( حنين ٢ نقطة اخرجي من هنا الآن )
,
, ازداد اتساع عيني حنين ارتياعا ٢ نقطة لكنها تحاملت على نفسها و همست بصوتٍ يرتجف غير مسموع تقريبا
,
, ( عاصم ٢ نقطة صبا كانت ٢ نقطة)
,
, لكن عاصم صرخ عاليا
,
, ؛( اخرجي الآن يا حنين ٢ نقطة)
,
, قفزت حنين الى الخلف مع صوته الجهوري ٢ نقطة و نظرت الى صبا برعب ، لكن صبا أومأت لها أن تخرج الآن ٢ نقطة فمشت حنين متثاقلة بساقين ترتجفان و لا تقويان على حملها ٢ نقطة فخرجت من الباب وهي تنظر الى صبا بنظرةٍ مرعوبةٍ أخيرة ثم أغلقت الباب خلفها ٢ نقطة
,
, ظل عاصم واقفا متصلبا كتمثالٍ مجسدٍ للشر ٢ نقطة ثم أعاد مرة أخرى بخطورة
,
, ( مع من كنتِ ؟ ٢ نقطة )
,
, أطرقت صبا برأسها ٢ نقطة وهي تسأل نفسها هل تخبره و تسبق ذلك المهووس قبل أن يخبره بنفسه ، أم أن من الحكمة أن تنتظر قليلا فربما قلب الحلول التي عرضتها عليه في رأسه و ربما أنهى الامر في صمت ٢ نقطة
,
, وحين طال صمتها ٢ نقطة صرخ عاصم و قد فقد السيطرةعلى أعصابه
,
, ( مع من كنتِ يا صبااا ؟ ٢ نقطة )
,
, انتفضت صبا في مكانها ثم تراجعت للخلف مع تقدمه ناحيتها الى أن وصل اليها و أمسك بكتفيها بقوةٍ يكاد يرفعها عن الارض و هدر بغضب
,
, (٢ نقطةخرجت من البيت دون اذني ولم يكد يمر على زواجك خمس أيام ٢ نقطةلأعرف بعدها من أحد رجالي أنكِ كنتِ مع رجلٍ غريب في مكانٍ عام )
,
, لم ترد صبا وهي تنظر اليه بصمت ٢ نقطة ثم قالت بخفوت
,
, ( وهل أنا موضع شك ؟ ٢ نقطة )
,
, شدد عاصم على كتفيها يكاد يكسرهما وهو يصرخ بغضب
,
, (كفي عن أسئلتك الغبية و أجيبيني ٢ نقطة مع من كنتِ ؟ )
,
, ردت صبا دون جدال
,
, ( كنت مع خصم أحد موكليني ٢ نقطة )
,
, هزها عاصم مرة أخرى حتى اغمضت عينيها و اصطكت أسنانها وهو يصرخ
,
, ( أي أحمق قد يدخل هذا الكلام عقله ؟ ٢ نقطة احد الخصوم و دون أن تعلميني ٢ نقطة و في خامس يوم لزواجك ؟؟ ٢ نقطة )
,
, رمشت صبا بعينيها عدة مرات ٢ نقطة ثم قالت بصوت يرتجف قليلا
,
, ( ليس الأمر كذلك ٢ نقطة شخصا ما احتاجني لذا خرجت بسرعة و انا معتادة على مقابلة موكليني ، لذا لم ٢ نقطة افكر مليا قبل أن أخرج )
,
, شدها اليه يكاد يرفعها وهو يهمس أمام وجهها بشراسة
,
, ( كيف امكنك تصغير شأني الى هذه الدرجة ٢ نقطة كنت على وشك ان أطلب من رجالي اخذك قسرا الي البيت دون اعتبارٍ لأي شيء ٢ نقطة لكن في آخر لحظة و حين وصلت أنا كنتِ قد رحلتِ ٢ نقطة هل تدركين مقدار سوء منظري أمام رجالي ؟ )
,
, ظلت صامتة قليلا ٢ نقطة ثم همست اخيرا
,
, ( أنا ٢ نقطةآسفة )
,
, و كأنه لم يسمعها ٢ نقطة ظل ممسكا بكتفيها دون أن تلين ملامحه ، فهمست مرة أخرى
,
, ( أنا حقا ،٢ نقطةآسفة )
,
, ظل عاصم صامتا قليلا ثم دفعها أخيرا عنه وهو يستدير عنها ٢ نقطة اقتربت صبا منه بعد لحظات لتقف خلفه ثم همست
,
, ( شخص احتاجني و لم اجد الفرصة لأفكر قبل أن اتصرف ٢ نقطة )
,
, و حين لم يرد عليها ٢ نقطة تابعت
,
, ( من المفترض أن أكون محل ثقتك إن أردت أن نبدأ حياة صحيحة ٢ نقطة )
,
, حينها استدار اليها و قال بغتة
,
, ( وهل أنا محل ثقتك ؟ ٢ نقطة وهل ما فعلتهِ اليوم يؤهل لحياةٍ صحيحة )
,
, قالت بصوتٍ أكثر خفوتا
,
, ( لقد أخطأت و اعتذرت لك ٢ نقطة )
,
, قال بصوتٍ قاطع بعد عدة لحظات
,
, ( مع من كنتِ ؟ ٢ نقطة )
,
, قالت بعزم محاولة إخفاء قلقها من معرفته ٢ نقطة خوفا على حنين و ليس خوفا منه
,
, (أخبرتك يا عاصم ٢ نقطة وهل سيشكل الإسم أي فارق ؟ ٢ نقطة )
,
, نظر عاصم الي عينيها نظرة طويلة ٢ نقطة شعرت حينها صبا بأن شيئا ما قد تغير بداخلها ، لم تعتد أن تخطىء ٢ نقطة تتهور ربما ، لكنها لم تعتد الخطأ ٢ نقطة و حتى أنها كذبت عليه ٢ نقطة
,
, أطرقت برأسها وهي تهمس بداخلها دون صوتٍ أو حركة
,
, استغفر **** العظيم ٢ نقطة سامحكِ **** يا حنين ، لم أكن أنوي الكذب عليه ٢ نقطة
, فجأة سمعت صوت خطواته فرفعت رأسها لتجد أنه قد غادر الغرفة صافقا الباب خلفه ٢ نقطة وقفت صبا مكانها للحظات تحدق بالباب المغلق ٢ نقطة ثم استدارت ببطء لترى نفسها في المرآة ، ٢ نقطة وماذا بعد يا صبا ٢ نقطةالى الآن و انت قادرة على استيعاب وضعك الجديد ٢ نقطة الى اى دوامةٍ رميتِ نفسك ؟ ٢ نقطة
, ٢١ شرطة
, دخلت حنين الى غرفتها جريا و ما ان دخلتها حتى اغلقت الباب خلفها و استندت اليه بظهرها وهي تلهث توترا ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة عاصم سيفترس المسكينة ، مالذي فعلته بها ؟؟ ٢ نقطة و لماذا أقحمتها مع ذلك المجنون ؟؟ ٢ نقطة
, ظلت تتنفس بسرعةٍ وهي تتوقع صوت صراخ صبا بين لحظةٍ و أخرى ٢ نقطة ثم حين مرت الدقائق دون أن تسمع شيئا فتحت عينيها وهي ترتجف ٢ نقطة
, ثم اتجهت جريا الى الطاولة و التقطت هاتفها لتطلب الرقم البائس بأصابعٍ سريعة مرتجفة ٢ نقطة ووضعته على اذنها وهي تنتظر الصوت الذي باتت تحفظه عن ظهر قلب
, وحين وصل الى اذنها الحساسة ، التقطت معه نغمة التسلية الخطيرة و التي تحوي تهديدا دائما
, ( اهلا ٢ نقطة اهلا بحرمنا المصون ، الى من أدين بمثل هذا الشرف ؟ )
, قالت حنين بصوتٍ خشن يرتجف ارتجافا
, (جاسر ٢ نقطة )
, سمعت ضحكة خشنة تحاكي خشونة صوتها ٢ نقطةفساد الصمت بينهما بعدها طويلا الى أن قال جاسر بصوتٍ لا يحمل أي اثر للتسلية
, ( ترى ماذا استفدتِ من ذلك العرض المثير للشفقة ؟ ٢ نقطة )
, قالت حنين بصوتٍ يرتجف
, ( هل أخبرت عاصم ؟ ٢ نقطة)
, ضحك جاسر مرة أخرى ثم رد بنعومة خطيرة
, ( بأن زوجنه أتت لتقابلني دون علمه ؟ ٢ نقطة لا ليس بعد ، أنا أدخر المعلومة لوقت حاجة )
, هتفت حنين بقوة
, ( لا تخبره ، صبا ليس لها أي ذنب ٢ نقطة حاول مرة أن تتخلص من اسلوبك المرعب ٢ نقطة المتوحش ٢ نقطة ال٢ نقطة ال ٢ نقطة)
, قاطعها بنعومةٍ وهو يقول
, (اهدئي ٢ نقطة اهدئي أيتها الفرسة الجامحة ٢ نقطة كم أتوق لرؤيتك الآن ، لكنت أستطعت تهدئتك ٢ نقطة لأربت على عنقك الناعمة ٢ نقطة ل ٢ نقطة)
, صرخت حنين بهيستيريا
, ؛( توقف ٢ نقطة توقف ٢ نقطة الا تمل من نفسك ، أنت شخص مريض ، مهووس )
, رد عليها بعد لحظة بصوتٍ خافت هادىء
, ( و سيريك المريض المهووس ماذا بإمكانه أن يفعل ٢ نقطة)
, اغمضت عينيها ثم فتحتهما ٢ نقطة ثم همست بضياع
, ( جاسر ٢ نقطة ارجوك ، اعتقني لوجه **** ٢ نقطةارجوك )
, لحظة صمت مرت بينهما و كأنها دهر ثم سمعت همسة خشنة
, ( اعتقك ؟؟ ٢ نقطة)
, همست هي الأخر و هي تومىء برأسها بقوةٍ و كأنه يراها
, ( نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة ارجوك ، اتوسل اليك ٢ نقطة أنت تستحق امرأة تحبك ، و أنا لا أحبك ٢ نقطة أنا لا أحبك )
, لحظة صمت أخرى ٢ نقطة ثم بعدها سمعت صوته واضح المعالم يقول بلا مبالاة
, ( و تعتقدين أن ذلك يهمني ؟ ٢ نقطة لا أريد حبك يا حنين ، ابقيه لنفسك إن أردتِ )
, اغلقت شفتيها ٢ نقطة بينما في داخلها شعرت بغضب ، غضب و قسوة يتزايدان في نفسها يوما بعد يوم ٢ نقطة ثم همست أخيرا وهي تشدد قبضتها على الهاتف
, ( وأنا لست جارية عندك ٢ نقطة أنا لست شيئا رميته منذ سنين لتعود فجأة مقررا أنك تريد استعادته ، ٢ نقطة أنا أريد من يحبني و يريد حبي )
, للمرة الثالثة ساد الصمت الذي انهك أعصابها المحترقة ٢ نقطة ثم قال أخيرا بصوتٍ خافت خطير ارسل رعشة في أوصالها
, ( وهل وجدتِ شخصا بهذه المواصفات ؟٢ نقطة أخبريني لأتمنى لكِ الخير )
, اطرقت برأسها وهي ترتجف ٢ نقطة تطالعها العينان اللتان طالما داعبتا عينيها و قلبها ، ذلك الحب الذي قُتل قبل حتى أن يولد
, تنهدت ترتجف بخوف ثم همست بخفوت بنبراتٍ تختنق بدموعٍ حبيسة ٍ
, ( لو كان هناك أحدا لنت عرفته أنت بمنتهى السهولة ٢ نقطة أنت أصبحت تتلاعب بحياتي كالقط و الفأر )
, قال بصوتٍ غريب عميق
, ( نعم ٢ نقطةنعم ، لكنت عرفته يا حنين ٢ نقطة أخبريني ماذا كنتِ لتتوقعين أن تكون ردة فعلي لو علمت أنكِ سلمتِ قلبك لغيري )
, فقدت حنين سيطرتها على نفسها و اندفعت تسير بجنون الى وسط الغرفة وهي تهتف بجنون
, ( يا مجنون ٢ نقطة يامجنون يا سليل المجانين ، وهل كنت أعلم بوجودك أصلا من قبل ٢ نقطة كنت تتوقع أن أظل مرهونة لشيءٍ ما مجهول خلف الأفق ٢ نقطة لأفاجأ فجأة بأن سبع الرجال يريدني بل و يهددني أن تجرأت و سلمت مشاعري لأحد )
, مرت عدة لحظات قبل أن سمع ضحكته الخشنة ٢ نقطة ثم قال بتسليةٍ خشنةٍ خفية
, ( كم أنتِ شجاعة و أنتِ تتحدثين في الهاتف ٢ نقطة لهذا أحب أن اهاتفك دائما ، لأتعرف أكثر على الفرسِ الجامحة التي تزوجتها ٢ نقطة أما حين تكونين أمامي فتكونين مسكينة مثيرة للشفقة كالكتكوت المبتل )
, اتسعت عيناها وهي تستدير حول نفسها بجنون و هي تهتف بغضب و شراسة
, ؛( أنا ؟٢ نقطةأنا مثيرة للشفقة ؟ ٢ نقطة أنا كالكتكوت المبتل ؟؟ ٢ نقطة من تظن نفسك ؟ ٢ نقطة السيد المرعب ٢ نقطة الفظيع ٢ نقطةأحمد ربك أنني لست أمامك الآن ٢ نقطة و الا لكنت سمعت بعضا من الألفاظ المنتقاة و أنت تعرفها جيدا ٢ نقطة )
, قاطعها صوت ضحكه العالي و الذي كاد ان يصم أذنها ٢ نقطة وكم تعجبت من صوت ضحكاته و كأنها نابعة من أعمق أعماقه ٢ نقطة سكتت حنين وهي تستمع الي ذلك المجنون ٢ نقطة لماذا يضحك هكذا و كأنه مشتاقا للضحكِ منذ سنين
, نفضت تلك الأفكار عن رأسها وهي تقول بعد أن سكت أخيرا
, ( جاسر ٢ نقطة اسمعني أرجوك ٢ نقطة اليس هناك مجال لنتفاهم ؟؟، إنها حياتي التي نتحدث عنها ٢ نقطة)
, سكت جاسر تماما وهو يصدرصوتا ينم عن التفكيير العميق ٢ نقطة ثم سأل بخشونة
, ( بدلا من المحاكم و الفضائح ؟؟ ٢ نقطة)
, قالت حنين بسرعةٍ وهي تقبض على الهاتف أكثر
, ( نعم ٢ نقطة نعم يا جاسر ، و أنا ايضا لا أريد فضائح ٢ نقطة أرجوك )
, سكت عدة لحظات كانت قد انهارت فيها تماما ٢ نقطة ليقول أخيرا
, ( حسنا لتقابل و نتفاهم في الأمر ٢ نقطة)
, أغمضت حنين عينيها بيأس وهي ترفع رأسها للسماء هامسة
, ( مرة أخرى ؟؟ ٢ نقطة )
, قال جاسر ببساطة
, ( أنتِ لم تأتِ٢ نقطة بل لعبتِ دور المتذاكية و ارسلتِ زوجة ابن عمك لتهدني )
, قالت حنين بتضرع
, ( لم يكن تهديدا ٢ نقطة لم نقصد صدقني )
, أخذ جاسرنفسا وهو يتظاهر بالتفكير ٢ نقطة ثم قال أخيرا
, ( حسنا يا حنين ٢ نقطةآخر كلام لدي ، سنتقابل في حفل الشركة و بعدها سنتكلم ٢ نقطة)
, عقدت حنين حاجبيها وهي تهمس بخوف
, ( حفل الشركة ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة لا ٢ نقطةلا ٢ نقطة لن اذهب اليه ، لا أريد )
, رد عليها جاسر بصوتٍ قاطع نفذ الى اذنها مباشرة
, ( بل ستذهبين ٢ نقطة و الا فسآتي أنا اليكِ)
, قالت حنين تترجاه ٢ نقطة ( جاسر٢ نقطة)
, قاطعها جاسر بقوة و دون أن يسمح لها بالتردد
, ( سأكون هناك و أريد أن أراكِ ٢ نقطة )
, أغمضت حنين عينيها ٢ نقطة هو وعمر مرة أخرى جنبا لجنب ٢ نقطة لا تظن أنها تستطيع احتمال ذلك مرة ثانية ٍ
, أكمل جاسر بصوتٍ غريب
, ( أريد أن أراكِ مسدلة شعرك الطويل ٢ نقطة و بثوبٍ أحمر )
, فتحت عينيها بدهشة وهي تقول و كأنها لم تسمع ما قاله للتو
, ( عفوا ٢ نقطة ماذا قلت ؟ ٢ علامة التعجب )
, قال جاسر بصوتٍ عميق نفذ الي أوردتها وفي مجرى الدم
, ( أريد أن أراكِ بثوبٍ أحمر قانٍ٢ نقطة و شعرك ٢ نقطة شعرك اتركيه مجنونا من حولك )
, سقطت حنين جالسة على السرير وقد فقدت القدرة على الوقوف و التماسك ٢ نقطة ثم همست بخفوت و يأس
, ( جاسر٢ نقطة قلت أننا سنتفاهم )
, رد عليها جاسر بتأكيدِ صوته القوى
, ( و سنفعل ٢ نقطة لكن بالصورة التي أريد )
, ردت عليه حنين بصوتٍ مهزوز
, ( أنا٢ نقطة لا أرتدي اثوابٍ حمراء)
, رد جاسرقاطعا ( بل ستفعلين إن أردتِ أن نصل لحل ٢ نقطة )
, همست حنين بتأوه ( ليس لدي ثوبٍ أحمر ٢ نقطة )
, قال جاسر بتملق و تسلية ( تلك مشكلتك ٢ نقطة )
, تنهدت حنين وهي جالسة على الفراش بكتفين محنيتين و رأسٍ ساقطةٍ كزهرةٍ ذابلةٍ و شعرها الساقط من حولها فبدت مثالا لليأس ٢ نقطة إنه يتلاعب بها ٢ نقطة
, بعد عدة لحظات أخذت نفسا عميقا ثم همست بحزم
, ( حاضر يا جاسر ٢ نقطة سأفعل ما تريد )
, أغلقت حنين هاتفها ثم رمته بأعلى يدها على الفراش و نهضت بقوةٍ تنفض شعرها بجنون ٢ نقطة يريد ثوبا أحمر ٢ نقطة فليكن له ثوبا أحمر . فلنرى ما هو آخر الأمر معه ٢ نقطة
, اندفعت بقوة الي الباب و فتحته و مشت وهي تسب و تلعن ٢ نقطة يريد ثوبا أحمر ٢ نقطة الاحمق فليكن له الثوب الأحمر
, وصلت وهي تبدو كالمجنونة حتى وصلت الى غرفة حور ففتحت الباب و دخلت ثم صفقته خلفها بكل قوة
, وقفت في منتصف الغرفة واضع يديها في خصرها تلهث بغضب ثم هتفت في الغرفة الخالية
, ( تريد ثوبا أحمر ٢ نقطة حاضر ٢ نقطة وماذا أملك إن كنت تحت إمرة مجنون )
, اتجهت الي خزنة الملابس وفتحتها تنظر الى الأثواب العديدة المرصوصة و التي لا تقارن بالعدد الذي اخذته حور معها ٢ نقطة قالت حنين بغضب و عينيها تلمعانِ جنونا
, ؛( قسما ب**** لن أنفق مليما واحدا من أجلك ٢ نقطة و قسما ب**** لن أطلب اذن حور و لأرى من يجرؤ على ان يلومني )
, اخذت تنتزع كل ما هو أحمر اللون ٢ نقطة وقد كان العدد يفوق العد ، فحور هي عاشقة الأحمر بلا منازع
, أمسكت حنين ملىء ذراعيها أشياءا حمراء وهي لا تزال تهمهم غاضبة و مجنونة ثم رمتهم بقو على السرير و أخذت تقلب فيهم بجنون وهي تبدو كماكينة دوارة و الأثواب الحمراء تتقاذف هنا وهناك ٢ نقطة عاليا لتحط على السرير و على الأرض ٢ نقطة الى أن أمسكت بواحد أخيرا وفردته أمامها وهي تلهث بقوةٍ و تنظر اليه بكره و غل ٢ نقطة ثم قالت بشراسة
, ( ليلتك ستكون داكنة اللون معي ٢ نقطة حظك السيء أن وقعت في يدي )
, فجأة فتح الباب فالتفتت حنين بسرعةٍ و ذهول٢ نقطة ونظرة سارق الغسيل المنشور من فوق الأسطح تعلو وجهها بوضوح لتجد أن الحاج روعة واقفة تنظر اليها بريبة من منظرها الغريب ٢ نقطة
, دخلت الحاجة روعة و هي تنظر الى الغرفة التي تحولت الى مكبٍ للملابس الحمراء تحديدا ٢ نقطة فشعرت حنين و كأنها تتمنى ان تبتلعها الأرض من شدة الخزي
, قالت الحاج روعة بتعجب وهي تضع يدها على صدرها ناظرة حولها
, ( ماذا حدث هنا يا حنين ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, أمسكت حنين بالثوب الأحمر و ضمته بشدةٍ بين ذراعيها و التزمت الصمت وهي تشعر بمنتهى الغباء ، ٢ نقطة انحنت الحاجة روعة تلقائيا و هي تجمع الأثواب القريبة من قدميها ٢ نقطة لتضعهم على السرير ثم اقتربت من حنين لتقول بتوجس
, ؛( حنين ماذا بكِ يا ابنتي تكلمي ٢ نقطة لا تقلقيني عليكِ أكثر )
, ظلت حنين مطرقة برأسها دون أن تجيب ٢ نقطة فجذبتها الحاجة روعة من ذراعها و أجلستها قسرا على السرير و جلست بجوارها وهي لا تزال متمسكة بالثوب الأحمر ٢ نقطة مدت الحاجة روعة يدها لتحاول أخذه منها الا أن حنين شددت ذراعيها عليه بقوة وهي مطرقة برأسها و شعرها يغطي وجهها ٢ نقطة بينما حاجبيها منعقدان بعندٍ كالأطفال ترفض التخلي عنه
, تركت الحاجة روعة الثوب بين ذراعيها طالما أنها تريد الإمساك به ٢ نقطة ثم قالت مبتسمة برفق
, ( الا تخبريني على الأقل عن ماذا كنتِ تبحثين ؟ ٢ نقطة )
, ظلت حنين مطرقة برأسها بصمت عدة لحظات قبل أن تجيب بخفوت متصلب دون أن ترفع رأسها
, ( عندي حفلا في الشركة و أريد ثوبا أحمر ٢ نقطة )
, ربتت الحاجة روعة على كتفها وهي تقول بحيرة
, ( و لماذا لا تشترين أجمل و افخم ثوب؟ ٢ نقطة)
, قالت حنين بتصلب و بتشديد على كل حرف
, ( لا أريد ٢ نقطة )
, ابتسمت زوجة عمها و هي تقول ( لماذا ؟ ٢ نقطة لما لا تطلبي من صبا أن تذهب معك و تختارين أجمل ثوب ؟ )
, قالت حنين بخفوت وهي لا تزال متشبثة بالثوب بين أحضانها
, ( لا ٢ نقطة لست مهتمة ، أنا أصلا لا أريد حضور اي حفلات ٢ نقطة لكن ٢ نقطة )
, ثم سكتت عن الكلام فقالت الحاجة روعة و هي تربت على شعرها
, ( ولماذا لا تريدين الذهاب ؟ ٢ نقطة اذهبي و افرحي و عيشي سنك ككل من في مثل عمرك )
, ضحكت حنين ضحكة مريرة حزينة ٢ نقطة فجذبتها الحاجة روعة لتنام على ركبتيها و أخذت تربت على شعرها كما كانت تفعل دائما ، حينها انسابت دموع حنين غزيرة ٢ نقطة غزيرة ٢ نقطة دون كلام ٢ نقطة و أيضا زوجة عمها لم تتكلم ، لم تجد ما تقوله وهي تعرف تماما سبب حزن حنين ٢ نقطة من المؤكد أنها تشعر بأنها أولى بأحد أبناء عمها ، وهي محقة في ذلك ٢ نقطة
, تنهدت الحاجة روعة بأسى و هي تتابع تمشيط شعرها بأصابعها ٢ نقطة ثم قالت أخيرا محاولة ارضائها
, ( حسنا ٢ نقطة ما دمتِ مصرة على هذا الثوب ، قيسيه أمامي لأضيقه لكِ ٢ نقطة من المؤكد أنه أوسع من مقاسك فحور ذات إمكانيات متألقة ٢ نقطة)
, استقامت حنين من على حجر عمتها وهي تمسح وجهها من الدموع لتقول عابسة من بين بكائها
, ( ليس من الضروري يا عمتى أن تذكريني بـأن الأميرة حور ذات الروائع و التضاريس الجغرافية بينما أنا أبدو ككارت الشحن )
, ضحكت عمتها وهي تأخذها رغما عنها بين أحضانها و الثوب لايزال بين أحضان حنين بإصرار لتقول عمتها ضاحكة
, ( أنتِ مثل الفل ٢ نقطة الحمد لله كنت قلقة عليكِ في سنين مراهقتك و أنتِ كالصبية ٢ نقطة أما الآن فأنت رائعة ٢ نقطة لكن حور هي المتفجرة قليلا أكثر من اللازم )
, هتفت حنين مرة أخرى بغيظ ( عمتي ٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, شددت الحاجة روعة من ضمها الي صدرها وهي تقول بحنان
, ( حسنا ٢ نقطة حسنا ، المهم سأعدله لكِ كي يليق بكِ ٢ نقطة لكن افضل لو ذهبت و اشتريتِ لنفسك أجمل ثوب )
, نهضت حنين وهي تهز رأسها نفيا ثم قالت بصوتٍ اجوف
, ( لن أشتري أي ثوب ٢ نقطة أنا ذاهبة رغما عني )
, أومأت الحاجة روعة باستسلام وهي تقول برفق
, ( كما تحبين حبيبة عمتك ٢ نقطة كل شيء جميل عليكِ )
, ظلت حنين جالسة بجوار عمتها بقنوط ٢ نقطة الى أن قالت عمتها أخيرا بقلق
, ( الا تعرفين ما دب بين عاصم و صبا ؟؟ ٢ نقطة)
, اتسعت عينا حنين بخوف و نبض قلبها بقوةٍ ٢ نقطة ثم ابتلعت ريقها و همست
, ( لا ٢ نقطة ما ٢ نقطة ماذا بهما ؟؟ )
, قالت الحاجة روعة بقلق
, ( الان و أنا في طريقي اليكِ وجدت عاصم خارجا من غرفته كالصاروخ و حين سألته عما به ٢ نقطة لم يجبني و خرج مندفعا و على وجهه غضب **** )
, نظرت حنين أمامها بعيني من تسبب في مصيبةٍ ٢ نقطة بينما تابعت الحاجة روعة بقلبٍ مهموم وهي تضع يدها على وجنتها
, ( لقد أغضبته صبا في شيء ما ٢ نقطة كيف تبدأ حياتهما بهذا الشكل ؟ )
, ظلت حنين ناظرة أمامها بعينين متسعتين دون حتى أن ترمش بهما ٢ نقطة ثم همست بتلعثم
, ( أنها عروس ٢ نقطة جديدة ، و أكيد ٢ نقطة تتدلل عليه قليلا ٢ نقطة فقط )
, تنهدت الحاجة روعة بينما قطبت حنين جبينها و هي تعض شفتيها مفكرة ٢ نقطة سامحيني يا صبا ٢ نقطة الجبن هو سيد الاخلاق في مثل تلك اللحظات العصيبة ٢ نقطة
 
الفصل الحادي والثلاثون


وقفت رنيم اليوم التالي منتظرة المصعد وهي تفرك يديها قلقا ٢ نقطة و الآن ماذا ؟؟٢ نقطة اي يومٍ معقد ستعيشه ؟؟ ٢ نقطة لقد حضرت بعض الإجابات و الردود المحفوظة و الجاهزة لترد بها على كل أسئلة عمر
, فإن كانت قد تعلمت شيء من نائل فهو أن كل سؤال في الدنيا له إجابة دبلوماسية تستطيع أن تخرج بها من حرج السؤال دون أن تجيب بالواقع ٢ نقطة
, و في أثناء انتظارها للمصعد ٢ نقطة سمعت صوت خطواتٍ متمهلة تقترب الى أن وقف بجوارها شخص ضخم القى بظله عليها ، نظرت اليه فوجدته جاسر رشيد الذي ينظر اليها هو الآخر بتسليةٍ و اضعا يديه في جيبي بنطاله بينما وجد خشبة تسليك أسنان في فمه ٢ علامة التعجب ٢ نقطة يتلاعب بها بأسنانه دون أن يمسكها ٢ نقطة
, اتسعت ابتسامته المتسلية لها حين نظرت اليه ٢ نقطة فزمت شفتيها بغضب و نظرت أمامها ، لكم هي مغتاظة من ذلك الشخص الذي هو على وشكِ تدمير حياة حنين إن لم يكن قد دمرها بالفعل ٢ نقطة
, وصل المصعد فدخلت اليه رنيم بنرفزٍ يتبعها جاسر متسليا من منظرها الغاضب ٢ نقطة و بعد أن أغلق المصعد أبوابه ٢ نقطة أخذت رنيم نفسا عميقا و عدت من واحد الى عشرة ٢ نقطة وهي تفكر أنها لن تتدخل فيما لا يعنيها
, علقت عينيها بالأرقام المضيئة للمصعد وهي تعد ٢ نقطة واحد ٢ نقطة اثنان ٢ نقطة ثلاثة ٢ نقطة اربعة ٢ نقطة خمسة ٢ نقطة
, ( أنت يجب أن تكتب على حنين رسميا ٢ نقطة)
, ارتفع حاجبي جاسر بدهشةٍ وهو يتطلع الي اندفاعها المفاجىء و صرختها المتوترة ٢ نقطة لم يرد وهو يتلاعب بالعود الخشبي الصغير ما بين أسنانه ٢ نقطة ثم قال لها أخيرا بهدوء مبتسما
, ( وهل هذا رأي حنين ؟؟ ٢ نقطة)
, قالت رنيم بقوةٍ وهي تهتف
, ( نعم طبعا هو رأي حنين ٢ نقطة أنت ستضيع مستقبلها و حياتها بزواجك العرفي بها و لو عرف أبناء عمها بالأمر لن يرحموها ٢ نقطة)
, رفع جاسر حاجبا مفكرا وهو يتأمل الموضوع من كل زواياه ثم قال أخيرا من بين أسنانه
, ؛( اذن ٢ نقطة ماذا تقترحين ؟؟ )
, قالت رنيم بكل عزم و كل ما تمتلك من قدرةٍ على الإقناع
, ( أن تذهب الي بيتها و تطلب يدها من عاصم ابن عمها ٢ نقطة و تعقد عليها رسميا )
, أخفض جاسر راسه مفكرا و يديه لازالتا في جيبي بنطاله ٢ نقطة و العود الخشبي يذهب يمينا و يسارا مع تفكيره ثم قال أخيرا بلهجةِ من يخبر سرا
, ( آخر مرةٍ أصرت حنين على قطع كل علاقةٍ بي ٢ نقطة)
, اندفعت رنيم تقول بحرارة
, ( وصدقتها ؟؟٥ علامة التعجب ٢ نقطةإنها تحثك على التقدم لها رسميا ، لا تخلى عنها أبدا و أذهب و طلبها بكل قوة ٢ نقطةأشعرها أنك متمسكا بها )
, قال جاسر بحاجبٍ مرتفع
, ( أترين هذا حقا ؟؟ ٢ نقطة)
, ردت رنيم مبتسمة بحرارة ( نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة بكل تأكيد ، لا تسمح لها بأن تتسرب من بين أصابعك )
, رفع جاسر عينيه مفكرا ثم نظر اليها وهو ينزع العود الخشبي من فمه مشيرا به اليها بقوة ٢ نقطة وهو يقول
, ( أتعرفين ٢ نقطة)
, كاد العود الخشبي أن يصيب عينها مباشرة فأرجعت راسها الى الخلف بسرعةٍ ، فقال هو ببساطة
, ( لا مؤاخذة ٢ نقطة)
, ابتسمت له رنيم بتوجس بينما تابع و وهو يشير اليها بالعود الخشبي متابعا
, ( أتعرفين أنكِ تتكلمين كلاما صحيحا مئة في المئة ٢ نقطة لما لا أذهب و أطلبها من ابن عمها لنصحح تلك الخطوة المتهورة )
, أومأت رنيم برأسها بكل حرارة وهي تقول
, ( عين العقل ٢ نقطة )
, مد جاسر يده اليها ٢ نقطة فصافحته تلقائيا ليشدد على يدها بيده الأخرى وهو يقول بوجهٍ تبدو عليه ملامح الجدية و العرفان بالجميل
, ( أشكرك للغاية آنسة رنيم ٢ نقطة كنتِ نعم العون و حنين ستكون ممتنة لكِ للغاية )
, ابتسمت رنيم وهي تحمد **** سرا ٢ نقطة يا فرحك يا حنين لو علمتِ أن مشكلتك ستحل قريبا ٢ نقطة
, فتح المصعد أبوابه فوضع جاسر العود الخشبي بين أسنانه ويديه في جيبي بنطاله ليخرج من المصعد بعد أن أومأ لها برأسه ٢ نقطة لكنها لم تره وهو يبتسم بتسليةٍ بينما عيناه تبرقانِ استمتاعا
, اتجهت رنيم بخطواتٍ سريعة و متعثرة الى مكتب عمر ٢ نقطة أخذت نفسا عميقا ثم طرقت الباب و دخلت ٢ نقطة
, كان عمر جالسا الي مكتبه يطالع شاشة حاسبه وهو منهمك التفكير ٢ نقطة فتنحنحت رنيم وهي تهمس بصوتٍ مرتبك
, ( صباح الخير سيد عمر ٢ نقطة)
, لم يرد ولم ينظر حتى اليها بل تابع التقليب بين صور مشروعه ٢ نقطةو تركها واقفة أمامه ، حينها تميزت رنيم غيظا لكنها مضطرة لتحمله ٢ نقطة لذا أخذت و قتها لتهدىء من نفسها ، و في نفس الوقت طافت عيناها تتأمله ،،
, انه وسيم ٢ نقطة ذو وجهٍ جذاب حنون وقوي في نفس الوقت ، يشع رجولة و قوة ٢ نقطة و على الرغم من معاملته المتحاملة عليها الا إنه شخص حنون و جدير بالثقة ٢ نقطة تاهت شفتيها في ابتسامةٍ معجبةٍ كمراهقة .
, وفي لحظةٍ و أثناء شرودها المبتسم الحالم ٢ نقطة كان قد رفع عينيه اليها و تلاقت نظرتهما في لحظةٍ فاجأت كلا منهما على حدٍ سواء ٢ نقطة لماذا دائما ما تتعلق عيناه على جرح شفتيها ؟ ٢ نقطة الا يدرك أنه ذلك من الوقاحة بما يجرح شعورها ؟ ٢ نقطة
, رفعت يدها لتغطي بهما جرح شفتيها وهي تخفض جفنيها احراجا ٢ نقطة
, غطت وشمها الوردي الداكن ٢ نقطة شعر بالغضب وهي تحجب وشمها عنه ، لكم يحب النظر اليه دون أن يعرف لذلك سببا ٢ نقطة لا يعرف سوى أنه يزيدها جمالا ٢ نقطةتبا ٢ نقطة الي ماذا تقوده أفكاره
, قال بصوتٍ قوي ينافي افكاره الغريبة
, ( تفضلي اجلسي يا رنيم ٢ نقطة)
, تقدمت رنيم ببطءٍ لتجلس على الكرسي المواجه له وهي مطرقةٍ برأسها ٢ نقطة فتأمل شعرها الناعم في موجاته الطبيعيه و هي تغطي جانب وجهها ٢ نقطة ليلة أمس حين رآها مع خطيبها لم يستطع أن يفسر تلك المشاعر الغامضة التي انتابته ٢ نقطة غضب و تعجب من ذلك الشخص الغريب الجالس معها و الذي يبدو متشنجا بدرجةٍ غريبة ٢ نقطة ولم يولها نصف الإهتمام الذي تستحقه ٢ نقطة الى أن رفع يده في إشارة واضحة منه لتسكت ٢ نقطة حينها شعر بمشاعر همجية تطوف بداخله ، من هو ليأمرها بأن تسكت بمثل هذه الطريقة المهينة ٢ نقطة و الذي أثار حنقه بدرجةٍ أكبر هو خنوعها و استسلامها ٢ نقطة
, قال عمر بجفاء مهذب بعد عدة لحظات
, ( اذن يا رنيم ٢ نقطة لنبدأ من جديد ، هل يمكنك أخباري موقع تلك الوظيفة بالنسبةِ لكِ من الإعراب ٢ نقطة هل هي وسيلةٍ لتضييع بعض الوقت و تجربة شئيا جديدا مثلا ؟ ٢ نقطة)
, في لحظةٍ واحدة كانت قد نسيت كل الأجوبة الدبلوماسية التي حفظتها و تاه منها كل ما حضرته سابقا ٢ نقطة لم تستطع التلاعب بالكلمات أمامه ٢ نقطة كل ما استطاعت هو أن مالت على سطح مكتبه لتقول بهمسٍ قوي
, ( أنا أريد هذه الوظيفة ٢ نقطةإنها أهم شيء في حياتي حاليا ، وقد يكون احتياجي لها أكبر من غيري على عكس ما تتصور ٢ نقطة عمر انا لدي مشاكل في حياتي الشخصية و لا أنكر ذلك ٢ نقطة لكني أقسم لك أنني لن اقصر في عملي أبدا ،أنا ٢ نقطةأنا حتى تغيرت و تقدمت كثيرا في تلك الفترة القصيرة ٢ نقطة الم تلاحظ ذلك ؟ )
, كان ينظر اليها مبهورا قليلا ٢ نقطة طريقة همسها و استجدائها و على الرغم من ذلك بما فيهما من قوةٍ و شجاعة جعلاه ينظر اليها مأسورا ٢ نقطة صوتها الناعم الحزين و نظرتها التي تحوي أمل طفولي و شجاع في نفس الوقت .
, أطرق بنظره لكي يخفي انفعاله بها و نظر الى قلمه الذي يتلاعب به بين أصابعه ، ثم قال أخيرا بجدية دون أن ينظر اليها
, ( حسنا يا رنيم ٢ نقطة أنا لا أملك محاسبتك على حياتك الشخصية ، لكني سأكمل معكِ فرصتك في العمل الى النهاية ٢ نقطة و أرجو الا تخذليني ٢ نقطة)
, فغرت شفتيها قليلا ،،، و امتلأت عينيها بمشاعرٍ غريبة وهمست بعد لحظةٍ بغصةٍ في حلقها
, ( لن أخذلك أبدا ٢ نقطة)
, رفع عينيه اليها حين سمع همسها ٢ نقطة وعادت تلك النظرات لتتقابل و كأن أعينهما تحكيان قصةٍ سرية ٢ نقطة هما نفسهما لا يسمعانها ٢ نقطة
, أخفضت رنيم عينيها بسرعةٍ وهي تتطلع الى خاتم خطبتها الثمين و الذي يعادل ثمن سيارة أجرة من الممكن أن تفتح بيتا ٢ نقطة و أخذت تتلاعب به ، ثم نهضت من مكانها بسرعةٍ وهي تقول دون أن تنظر اليه ٢ نقطة
, ( أنا ٢ نقطةأنا سأذهب الي عملي ، ٢ نقطة و ٢ نقطةو أشكرك على كلِ شيء )
, استدارت لتبتعد دون أن تنظر اليه خوفا من نفسها ، الا أن صوته أوقفها وهو يقول بخفوت
, ( رنيم ٢ نقطة)
, تسمرت مكانها ثم التفتت اليه و عيناها تسبحانِ من حوله من جديد ٢ نقطة حينها قال عمر بخشونة قليلا
, ( رنيم ٢ نقطة سأعتذر لكِ أولا عما سأقوله لكِ الآن ، لكن أنا مضطر ٢ نقطة أنا أريدك أن تراعي طريقتك في ارتداء ملابسك ، خاصة حين نذهب الى أحد مواقع البناء ٢ نقطة و حتى هنا أيضا )
, كانت تستمع اليه عيناها تتسعان مع كل كلمةٍ ينطق بها حتى أصبحت مذهولةٍ حين انتهى ٢ نقطة وهمست بذهول
, ( طريقة ٢ نقطة ماذا ؟؟٣ علامة التعجب )
, تنهد عمر غضبا و هو يعلم أنه تجاوز حدود الا أنها أصبحت تثير أعصابه وهي تختال هنا وهناك ٢ نقطة حتى أنه أصبح يخاف عليها كأمانةٍ وهي معه في أي موقع بناء ٢ نقطة
, قال عمر قبل أن يتراجع
, ( لا أقول ذلك الا ٢ نقطة الا لمصلحتك ، نحن في عملنا نختلط بأناسٍ كثيرين و ٢ نقطة وأنا لا أريد أن يجرحك أحد بأي نظرة ، كأي واحدة أخرى هنا )
, ظلت تستمع اليه و كأنه يتحدث من كوكب آخر ٢ نقطة كلماتٍ غريبة على مسمعها ٢ نقطة لا يريد لأحد أن يجرحها بنظرة ؟؟ ٢ نقطة همست بذهولٍ وهي تبدو حمقاء تماما ٢ نقطة
, ( لكن أنا ٢ نقطة لا أعتقد أنني أجذب ٢ نقطة الانظار الي أبدا )
, نظر عمر الي قلمه بين أصابعه ليقول بغضب وهو في نفس الوقت متردد من ذلك الموضوع الحساس
, ( بل أنتِ ٢ نقطة تجذبين الانظار اليكِ أينما ذهبت ، قلة ثقتك بنفسك تمنعك عن رؤية ذلك )
, ازداد ذهولها ٢ نقطة و فغرت شفتيها و احمر وجهها بشدة ، و للحظةٍ افلتت ضحكة غبية خافتة من شفتيها ٢ نقطة ضحكة من سمعت أول عبارة مدح من شاب ٢ نقطة
, ظل عمر يتلاعب بقلمه وهو يتوقع انفجارة وقاحة منها٢ نقطة الا أنه سمعها تهمس بعد لحظة
, ( حاضر ٢ نقطة سأحاول أن انتبه بعد الآن أكثر )
, رفع نظره اليها بدهشة ٢ نقطة إنها بريئة للغاية ، بريئة ووديعة ٢ نقطة حتى علا الصغيرة تنهكه جدالا و تذمر حين يأمرها بتغيير ثيابها ، أما رنيم ٢ نقطة أي حماقةٍ تجعلها فاقدة الثقة في نفسها الي هذا الحد ؟ ٢ نقطة
, استدارت رنيم بقلبٍ خافق لتذهب الى مكتبها لتتمكن من الاستمتاع بصدى كلماته وحدها و في خصوصية ٢ نقطة الا أنه ناداها مرة أخرى و حين التفتت اليه مبتسمة هذه المرة
, قال لها بتردد
, ( ستحضرين الحفل ٢ نقطة اليس كذلك ؟ )
, ظلت صامتة للحظة ثم أومأت برأسها مبتسمة برقة دون أن تصدر صوت٢ نقطة فأومأ برأسه هو الآخر و اخفض نظره الى قلمه ٢ نقطة
, حينها اسرعت رنيم للخروج قبل أن يناديها للمرة الثالثة ٢ نقطة بينما جلس هو يسأل نفسه غاضبا ٢ نقطةعن أي جحيمٍ جعله يسألها هذا السؤال
, ذهبت رنيم الى مكتبها جريا و ما أن وصلت الي كرسيها حتى ارتمت عليه وهي تنظر الي السقف متعة العينين بإبتسامةٍ ساذجة وهي تضع يدها على صدرها الخافق ٢ نقطة لماذا تبدو بمثلِ هذه البلاهة ؟ ٢ نقطة ضحكت ضحكة عالية ثم و ضعت يدها على فمها لتكتمها ٢ نقطة
, ظلت عيناها تشعانِ سحرا و سعادة ٢ نقطة لكن فجأة ٢ نقطة بدأ نورهما يخبو تدريجيا و راحت نظرتهما في شرودٍ كسير ٢ نقطة لا تعلم لماذا أتتها في تلك اللحظة ذكرى غبية لا تحبها ٢ نقطة
, تذكرت قبل أن تخطب لنائل ٢ نقطة حين كانت كل فترةٍ تتعرض لمهذلةٍ الخطاب المتقدمين لها ، ٢ نقطة كانت قد تعرضت الى الرفض المهذب عدة مرات بعد أن يعرف الخاطب و امه بعمق إصابتها ٢ نقطة الى أن يأست تماما و أصيبت بإحباط بالغ
, حينها تقدم اليها شابا و سيما ٢ نقطة وسيما بحق ، ما أن راته حتى تمنت أن يرضى بها ، منصبه و مستواه يلائم تماما مستوى أسرتها أي أن كل الظروف رائعة بالنسبة لهما معا ٢ نقطة
, كم أرادت الا تخبره ٢ نقطةأن تعطيه فرصة ليحبها ، وحين يحبها من المؤكد سيرضى بكل عيوبها ٢ نقطة
, لكن طبعا والدها ووالدتها رفضا تماما ٢ نقطة أصرا على الصراحة من أول الامر ٢ نقطة حتى لا تتم الخطبة ثم تفشل ما أن يعرف ٢ نقطة و أخبرت أمها والدة العريس ، فصمتت متجهمة بنظرةٍ متعالية ثم وعدت والدتها أن ترد عليها في خلال أيام
, أثناء تلك الايام احترقت أعصاب رنيم تماما ٢ نقطة وهي تتمنى مع كل رنة هاتف أن يكون هو ذلك العريس يخبرها أنه وافق عليها ٢ نقطة
, و بالفعل تكلمت والدته ٢ نقطة لكنها طلبت طلبا واحدا ٢ نقطة أن تأتي هي و أخته ليريانِ رنيم وهي متخففة من ملابسها بدرجةٍ تسمح لهما من معاينة جسدها ، لأن الزواج شيئا مهم وهي ليست لديها سوى ابن واحد و تريد أن تفرح بسعادته ٢ نقطة
, و قد كانت كارثة ٢ نقطة حيث ثارت والدة رنيم ووالدها و رفضا تماما ، بينما بكت رنيم طويلا وهي تحاول إقناعهما أن الأمر ليس بمثل هذه الخطورة ٢ نقطة صحيح أنها كانت تشعر بالإهانة و في نفس الوقت الخوف من الا يعجبهما ما ستريانه ٢ نقطة الا أنها كانت تريد أن تفعل كل ما في وسعها ليتم الأمر ٢ نقطة
, وحين ذبلت تماما و تورمت عيناها من شدة البكاء ٢ نقطة وافقت والدتها و أقنعت والدها على مضض خوفا على رنيم ٢ نقطة
, و جاء اليوم الموعود ٢ نقطة وحاولت رنيم التزين قدر استطاعتها ، و ارتدت ما يشبه ثوب السباحة تقريبا ٢ نقطة و جلست على فراشها تنتظر و قلبها يخفق بعنف و أغمضت عينيها وهي تدعو ٢ نقطة وتدعو ٢ نقطة وتدعو أن يرضون بها ،
, و حين دخلت والدة العريس و أخته و قفت رنيم وهي تشبك أصابع يديها تبتسم بخوف ٢ نقطة لم تشعر بالخجل يوما كما شعرت في تلك اللحظة ٢ نقطة ووالدته و شقيقته تدورانِ من حولها و ملامحهما غير مفهومة أبدا ، الى أن انتهيتا و خرجتا ٢ نقطة
, و بعد ذلك مر يوم ٢ نقطة ويومان ٢ نقطة و اسبوع ٢ نقطة و الاسبوع تحول الي شهر ٢ نقطةدون أن تسمع عنه شيئا ، الى أن عرفت أخيرا أنه خطب فتاة أخرى من نفس المستوى ٢ نقطة اقل منها جمالا ، لكنها بالتأكيد بالمقارنةِ بها تعتبر مكتملة ٢ نقطة
, هكذا ٢ نقطة دون حتى كلمة اعتذار واحدة ٢ نقطة
, لم تدري رنيم وهي جالسة الى مكتبها أن دموعها تنساب على وجنتيها في صمت من تحت جفنيها المطبقين ٢ نقطة
, و لم تدرك أن أصابعها قد أمسكت بالقلم أمامها و خطت على أول ورقة من دفترها الخاص بالعمل ٢ نقطة جملة واحدة
, " و سلمت بأنني لم أعد أنثى "
,
, تلك الليلة كانت صبا تذرع الغرفة جيئة و ذهابا و هي تفرك يديها ٢ نقطة عاصم لم يأتِ الى الآن الي البيت و على مائدة العشاء حاولت التهرب من عيني الحاجة روعة المتسائلتين ٢ نقطة بينما نظرات حنين ضائعة و معتذرة و حزينة مما جعل صبا تشفق عليها أكثر ٢ نقطة
, و الآن و قد قارب الوقت على الواحدة صباحا و لم يصل بعد ٢ نقطة التفتت بسرعةٍ الي الباب حين سمعته يُفتح و تنفست الصعداء لتجد عاصم يدخل الغرفة بهدوء .
, تطلعت اليه بطرفِ عينيها وهو يدخل دون حتى أن يلقي التحية اليها ، ليخلع سترته و يليقيها على الفراش ٢ نقطةقالت صبا بخفوت ( السلام عليكم ٢ نقطة)
, لم يرد عليها فقط التقت عيناه بعينيها للحظة ٢ نقطة بدا متعبا متجهما وهو يفك أزرار قميصه ٢ نقطة وأمام نظرها خلعه ليتبع السترة ، احمر وجهها بشدة فاستدارت عنه و اقتربت من الفراش تلتقط القميص و السترة ٢ نقطة
, علقت سترته مكانها بينما طوت القميص بين ذراعيها لتاخذه للغسيل ٢ نقطة لكن و هو بين ذراعيها اخترقت أنفاسها رائحة عطره القوي مختلطة برائحة رجولته الغير قابلة للخطأ فيها ٢ نقطة
, فعلى مدى الايام الماضية وهو يصر عليها كل ليلةٍ أن تنام بين احضانه أصبحت تعرف رائحته الخاصة حق معرفة ٢ نقطة حتى و لو أغمضت عينيها فلن تخطئها أبدا ٢ نقطة
, عضت على شفتها وهي تلف القميص على ذراعها تنوي الخروج من الغرفة الا أنها ٢ نقطةتوقفت مكانها واستدارت اليه محاولة الا تنظر لعضلاته القوية ٢ نقطة مثبتة نظرها على الستائر من خلفه لتقول بصوتٍ اكثر خفوتا
, ( عاصم ٢ نقطة أنا آسفة )
, توقفت يداه ثم نظر اليها طويلا ٢ نقطة كم تبدو أجمل كل مرةٍ تنظر فيها اليه ، تبدو كإمرءةٍ تنبع بجمالٍ دافىء ٢ نقطة قميص نومها الحريري بلون الشوكولا الذائبة وشعرها ٢ نقطة شعرها الافتح قليلا منه ينساب عليه لينافسه نعومة ٢ نقطة هل تتبع خطة لتعذيبه أمام كل ما تسبب فيه لها ، ٢ نقطة حين طال صمته و لم يرد اقتربت منه قليلا على الرغم من وجهها الذائب خجلا ووقفت أمامه لتقول بأسف
, ( لن أعيدها مرة أخرى ٢ نقطة)
, ظل عاصم ينظر الي رأسها المحنى و أعصابه تحترق غضبا و شوقا ٢ نقطة ثم قال دون مقدمات
, ( مع من كنتِ ؟ ٢ نقطة )
, رفعت نظرها اليه بسرعةٍ ثم اخفضته بسرعةٍ مجفلة من شدة بأسه ٢ نقطة عضت على شفتها و همست بعد لحظة
, ( شخصا ما احتاج مساعدتي ٢ نقطة ووعدته الا اذكر اسمه ، أرجوك يا عاصم لا تجبرني على ذلك ٢ نقطة يجب أن ٢ نقطةأقصد أتمنى أن ٢ نقطة تستطيع التعامل مع ذلك ، تلك طبيعة عملي و لها خصوصيتها ٢ نقطة )
, أمسك بذراعيها بقوةٍ جعلتها تصرخ ألما و هو يشدها اليه غاضبا ليقول
, ( هل تكلمين إنسانٍ جاهل ؟ ٢ نقطة من ليقبل بهذا الوضع ؟؟ )
, صرخت صبا بفزعٍ وألمٍ من اصابعه التي تحفر في ذراعيها
, ( و أخبرتك أنها آخر مرةٍ ستكون على هذا النحو و اعترفت بخطئي فماذا تريد مني بعد ؟٢ نقطةأنت لم تشتريني لتملكني )
, التمعت عيناه غضبا و شراسةٍ أضعافا حتى ارتعبت منه ، لكنها لم تستطع الإفلات من يديه اللتين كانتا كفكي الكماشة ٢ نقطة بنما قال هو بهسيسٍ مجنون
, ؛( لم أشتريكِ ٢ نقطة لكني أملكك )
, ثم جذبها اليه بقوةٍ و هو يفجر كل إحباط الايام الماضية في لحظةٍ جنون ليرتوي من شهدِ شفتيها كاد أن يدميهما ٢ نقطة تلوت صبا بعنف بين ذراعيه و قاومت بكل قوتها و التي لم تكن تساوي شيئا بالمقارنة بقوته ٢ نقطة ظلت تقاومه بشراسةٍ محاولة الا تصدر صوتا حتى لا يسمعها أحدا ٢ نقطة لكنه كان كمن فقد عقله تماما وهو ينهل من شفتيها و عنقها و وجنتيها و كأنه أعمى لا يراها ٢ نقطة كانت صبا تحاول التماسك على الرغم من شدة الرعب الذي تشعر به ، لكن ما أن حملها بين ذراعيه و اتجه بها الي السرير ليضعها عليه حتى صرخت بصوت مخنتق وكأنها تشهق غير قادرة على التنفس و أخذت تهمس رعبا و الدموع تنساب بغزارةٍ على وجنتيها ٢ نقطةو أصابعها تحفر في ذراعيه بهلع
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة أرجوك ٢ نقطةأتوسل اليك لن أستطيع ٢ نقطة أرجوووك )
, للحظاتٍ صم قلبه واذنيه عن توسلاتها اليائسة المرعوبة وهو ينعم بتلك الجنة التي تمناها طويلا ٢ نقطة الا ان ضربات قلبها على قلبه جعلته يتوقف ٢ نقطة و التي بدت و كأنها ضربات شخصٍ ينازع ما بين الحياة و الموت ٢ نقطة اخذ يتنفس بصعوبةٍ فوق جبهتها بينما ذراعيه تشتدان على جسدها المرتجف برعب وهي تهمس من بين بكائها
, ( لن أستطيع ٢ نقطة لن أنجح )
, . وما أن وجد صوته حتى همس فوق جبهتها وهو يلهث
, ( حسنا ٢ نقطة حسنا اهدئي ، لا تخافي ٢ نقطة )
, أخذت تبكي على صدره حتى بللته بدموعها و هي تشهق بقوة ٢ نقطة ( لن أنسى ٢ نقطةلن أنسى أبدا )
, ضمها الي قلبه الملتاع و ملامحه تتغضن ألما و أخذ يهمس
, ( هشششش ٢ نقطة أنا السبب ، فقط اغمضي عينيكِ و نامي )
, ظلت تبكي طويلا كما فعلت ليلة زفافها الى أن غفت أخيرا بين ذراعيه ٢ نقطة وهو ٢ نقطة هو لم يكن أفضل منها حالا و هو يود لو يقتلها في هذه اللحظة تحديدا ٢ نقطة بعد أن يطمئن عليها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, استيقظت صبا مبكرة لتجد نفسها وحيدة في الفراش ٢ نقطة استقامت ببطءٍ و ضعف و هي تجيل نظرها في أنحاء الغرفة لتتأكد من أنها وحيدة ٢ نقطة رفعت ركبتيها و ضمتهما الى صدرها وهي تتذكر أحداث الليلة الماضية ٢ نقطة تستحق كل كرثة أسقطت نفسها بها ٢ نقطة و مع ذلك الطريق لم ينتهى بعد ، ستظل تسقط و تسقط لكن الي أين ستصل ؟ ٢ نقطة وهل ستصل قبل أن تدق عنقها يوما ٢ نقطة ٢ نقطة
, فتح عاصم الباب برفقٍ ودخل الى الغرفة ليجدها جالسة أمامه كأجمل لوحةٍ وهي شاردةٍ تتطلع للبعيد ٢ نقطة تضم ركبتيها الى صدرها و شعرها ينساب بموجاته الناعمة حول وجهها و كتفيها ٢ نقطة
, للحظاتٍ لم يشأ أن ينبهها لوجوده ٢ نقطة لعلمه أن هالة السلام المحيطة بها ستنقشع ما أن تراه ٢ نقطة اليوم حين نظر الي نفسه في مرآة الحمام ود لو يكسرها غضبا منها ومن نفسه ٢ نقطةضرب الحائط المصقول بقبضة يده دون أن يهتم للألم ٢ نقطة لقد هدم صبر الأيام الماضية في لحظة غضب ٢ نقطة
, تنهد بقوةٍ و على الفور أجفلت صبا منتفضة وهي ترفع رأسها لتنظر اليه بوجل ٢ نقطة تنهد عاصم مرة أخرى بيأس و أغلق الباب و هو يدخل الي الغرفة ٢ نقطة
, وما أن وصل اليها و جلس بجوارها على الفراش ٢ نقطة لم يفته ابتعادها الغير مرئي عنه ببضع شعراتٍ وهي تتجنب النظر اليه . لكنه لم يأبه وهو يمد يده الى فكها ليدير رأسها اليه برفق ٢ نقطة و بعد عدة لحظات تمكنت من النظر الي عينيه بصمت ٢ نقطة حاول أولا أن يشبع عينيه من وجهها الصبوح و حين فشل و زاد جوعه و شوقه ٢ نقطةقال بصوتٍ جاف
, ( هل نبدأ من جديد ؟ ٢ نقطة )
, تشوشت عينيها بندى دموعها ٢ نقطة و تمكنت من الهمس بغصةٍ في حلقها
, ( هل ٢ نقطة تثق بي ؟ ٢ نقطة )
, قال بعد لحظةٍ بصوتٍ خشن يحوي الكثير
, ( وهل تثقين أنتِ بي ؟ ٢ نقطة)
, أخفضت عينيها و يده التي تمسك بجانب و جنتها تجرأت على أن تحاوطها كلها مع يده الأخرى ليضمها بين ذراعيه وهو يرفعها برفقٍ على ركبتيها ٢ نقطة حتى رفعت ذراعين ترتعشين لتحاوط بهما عنقه و هي تخفي وجهها بينهما ٢ نقطة
, وطال بهما الوقت دون أن يدرك كلاهما أن أحدهما لم يجب على سؤال الآخر ٥ علامة التعجب ٢ نقطة
 
الفصل الثاني والثلاثون


كان عاصم جالسا في مكتبه يطالع أحد ملفات عمله بوجوم بعد أن سلم صبا لأمه يدا بيد ٢ نقطة حين دخل اليه مالك مبتسما ليقول بطريقة استعراضية فاردا ذراعه
, ( صباح الخير يا شيخ الشباب ٢ نقطة)
, قال عاصم بفظاظة دون أن يرفع نظره عن أوراقه
, ( ماذا فعلت في بيت القاسم ؟؟ ٢ نقطة)
, أجفلت ملامح مالك و اكفهرت ٢ نقطة ثم قال بوجوم بعد لحظات
, ( يا فتاح يا عليم ٢ نقطة يا رزاق يا كريم ٢ نقطةرد الصباح أولا )
, لم يرفع عاصم عينيه وهو يقول بغضب الساعات الماضية
, ؛( انجز و اخبرني ماذا فعلت في بيت القاسم ؟ ٢ نقطة المشروع كان من المفترض أن يبدأ منذ أشهر )
, تنحنح مالك وهو يعرف أخاه في حالات غضبه حق المعرفة ٢ نقطة لذا لا بد و أن يكون حكيما ، فقال بهدوءٍ كاذب
, ( خلال أيام ٢ نقطة سنبدأ ، إن شاء **** ٢ نقطة ثق بي )
, رفع عاصم عينيه الغاضبتين ليرمي الملف على سطح المكتب بغضب وهو يقول
, ( كما وثقت بك من شهرين و لم يتم رفع قشة من البيت ٢ نقطة)
, ابتسم مالك ابتسامة اودعها مظاهر الثقة وهو يقول
, ( خلال أيام ٢ نقطة صدقا ، و سأشرف على المشروع بنفسي كما وعدتك )
, زفر عاصم بنفاذ صبر وهو يرمقه بنظرةٍ غاضبة ٢ نقطة ثم نظر الي شاشة حاسبه متجحاهلا وجوده ٢ نقطة سكت مالك قليلا ثم قال بعد فترة
, ( عاصم ٢ نقطة)
, رد عليه عاصم دون أن ينظر اليه ( همممم ٢ نقطة)
, حك مالك شعره بيده ثم قال أخيرا بتوجس
, ( أريد شقة في المشروع الجديد ٢ نقطة)
, نظر اليه عاصم نظرة سريعة ثم عاد الى شاشته ليقول
, ( حسنا لكن لدينا أبراج في أماكن أفضل بكثير ٢ نقطة اختر منها ما تريده )
, حك مالك شعره مرة أخرى ٢ نقطة ثم قال بتردد
, ( ليس لي ٢ نقطة لأحد ٢ نقطةأصدقائي )
, نظر اليه عاصم مرة أخرى ليقول بدهشة
, ( ستهادي أحد أصدقائك بشقة ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة)
, قال مالك بسرعةٍ
, ( سيدفع ثمنها بالطبع ٢ نقطة فقط سأساعده في تسهيلات الدفع ٢ نقطة)
, قال عاصم بنفاذ صبر
, ( اذن أين المشكلة ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة)
, رفع مالك حاجبيه بدهشةٍ مصطنعة وهو يقول
, ( مشكلة ؟٢ نقطة من ذكر مشكلة ؟؟ ٢ نقطة أنت من ذكرتها )
, زفر عاصم مرة أخرى وهو يعود الى عمله ٢ نقطة بينما كان مالك يحك شعره للمرة الثالثة وهو لا يعلم كيف يطلبها ٢ نقطة فقال أخيرا بحزم و قوة
, ( عاصم ٢ نقطة )
, أجفل عاصم من نبرة مالك فقال هادرا بغضب
, ( ماذا ؟؟ ٢ نقطة ماذا ؟ ٢ نقطة الا تراني مشغولا ؟؟ )
, تراجع مالك في مقعده وهو يفكر في نفسه ٢ نقطة لكِ **** يا صبا ٢ نقطة لكنه أخذ نفسا عميقا و قال قبل أن يتراجع
, ( أريد وظيفة لأحد معارفي ٢ نقطة)
, تأفف عاصم وهو يقول
, ( حسنا يا سيدي ٢ نقطة اخبرني مؤهلاته و سأرى له و ظيفة في أحد مشاريعنا )
, حك مالك شعره ٢ نقطة اللحظة الحاسمة قد أتت ، فنظر الى عاصم بنظرة وديعة ثم قال بخفوت
, ( لا مشكلة ٢ نقطة لكن هناك نقطة بسيطة في الأمر قد ٢ نقطة تتطلب بحثا أفضل قليلا ٢ نقطة أنها فتاة )
, نظر عاصم اليه بسرعةٍ و حاجبيه يرتفعانِ بدهشةٍ ٢ نقطة ثم قال
, ( منذ متى تعرف فتيات ؟؟ ٢ نقطة)
, عقد مالك حاجبيه ليقول بصرامة
, ( لا أعرفها بالمعنى الملوث الذي يدور في رأسك ٢ نقطة إنها ٢ نقطة ابنة ٢ نقطة)
, قال عاصم مقلدا لهجة مالك و حركة يده
, ( نعم ٢ نقطة ابنة ؟؟؟؟ ٢ نقطة من ؟؟ )
, قال مالك بسرعةٍ وحسم ٢ نقطة
, ( ابنة أحد أصقائي ٢ نقطة)
, رفع عاصم حاجبيه أكثر فعدل مالك كلامه بسرعة
, ( اقصد ابنة أحد أباء أحد أصدقائي ٢ نقطة )
, رفع عاصم يده الى وجنته ٢ نقطة ثم قال بنظرة وجوم
, ؛( الاجابة ٢ نقطة أخت أحد أصدقائك )
, ابتسم مالك وهو يقول بانتصار
, ( عليك نور ٢ نقطة نعم هذا ما أردت قوله )
, ظل عاصم ناظرا اليه بوجوم أعلمه بصراحةٍ أنه لم يصدق أي حرفٍ مما نطق به ٢ نقطة الا أن مالك أبعد عينيه عن عاصم وهو يدعي الإهتما بالنظر الى نقوش الحائط
, قال عاصم بعد لحظات
, ؛( أنت تعرف أن مجال عملنا يخلو تقريبا من النساء ٢ نقطة )
, حك مالك شعره وهو يقول بلهجةٍ ممطوطة
, ( حسناااااااااا٢ نقطةأممممممم )
, قال عاصم بنفاذ صبر و غضب
, ( مالك ادخل في الموضوع مباشرة ٢ نقطة)
, قال مالك مباشرة
, ( لما لا تتوسط لها في الشركة التي وظفت بها حنين ٢ نقطة و صديقة حور ؟ )
, اتسعت عينا عاصم بذهول و غضب و هو يهتف
, ( ماذا ؟؟ ٢ نقطة الرجل كان لي عنده خدمة صغيرة ، فلأبيله بعدها بالكارثة حنين ٢ نقطة ثم أبيله بعدها بالكارثة الأكبر صديقة حور ٢ نقطة و الآن تريدني أن أهديه كارثة جديدة ؟؟ )
, قال مالك بسرعة وهو يضع يده مفرودة على صدره علامة الثقة
, ( كارثة ؟؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة بل ستهديه جوهرة ، وعلى ضمانتي الشخصية )
, عقد عاصم حاجبيه وهو ينظر اليه بعدم ثقة ٢ نقطة ليؤكد مالك بكل ثقة
, ( على ضمانتي ٢ نقطة )
, تأفف عاصم بغضب وهو ينظر اليه بعدم ثقة ٢ نقطة ثم قال أخيرا على مضض
, ( أجلب لي أوراق المحروسة ٢ نقطة لكن لا أعدك بشيء )
, نهض مالك من مكانه بسعادةٍ وهو يقول بامتنان
, ( اشكرك يا شيخ الشباب ٢ نقطة خلال أيام ستكون لديك أوراق المحروسة )
, غادر مالك المكتب ٢ نقطة بينما أخذ عاصم يضرب أزرار حاسبه بغضب ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, بعد لحظاتٍ قليلة دخل مالك الي المكتب بسرعة ليقول بجدية
, (عاصم ٢ نقطة لقد وصل الإستدعاء ٢ نقطة)
, رفع عاصم نظره الي مالك بقوة ثم نهض من مكانه بهدوء و هو يرتدي سترته ٢ نقطة و في أثناء خروجه قابل صبا التى كانت واقفة عند السلم بجوار الحاجة روعة الواضعة يدها على صدرها و عينيها ترمشان خوفا ٢ نقطة
, قالت الحاجة روعة بقلق
, ؛( ما الأمر يا عاصم ٢ نقطة و لماذا ارسلو استدعاءا لك؟ ٢ نقطة )
, قال عاصم وهو يبتسم و يربت على ذراعها برفق
, ( لا تقلقي يا أمي ٢ نقطة مشاكل بسيطة تخص العمل ، اطمئني )
, تحرك ناحية الباب الا أنه شعر بعد عدة خطوات بلمسةٍ كالفراشة على ذراعه أوقفته مكانه ٢ نقطة فاستدار الي ست الحسن و الجمال و هي تنظر اليه بخوف ٢ نقطة
, ثم استطالت على اطراف اصابعها لتغمره بنسائمها الوردية ٢ نقطة و تهمس اليه سرا
, ( ما الامر يا عاصم ؟ ٢ نقطة لقد سمعت أن الاستدعاء يخصهم ٢ نقطة )
, فلتسلم عاصم الهامسة من بين شفتيها ٢ نقطة ربت عاصم على وجنتها مبتسما ليقول هامسا
, ( لا أعلم يا صبا ٢ نقطة أشياء غريبة ٢ نقطة من تكسير و اتلاف و محتجزين لا أعلم ماذا أصابهم في ليلة زفافنا ٢ نقطة و كيف سأكون متفرغا ليلتها لأفعل أي شيء ؟؟ ٣ علامة التعجب ٢ نقطة )
, همست صبا بنظراتٍ غريبة
, ( و كيف عرفت ؟ ٢ نقطة )
, ابتسم عاصم وهو يقول ببساطة
, ( لم أعرف بعد ٢ نقطة )
, استدار ليبتعد الا انها امسكت بذراعه لتقول بحزم
, ( سآتي معك ٢ نقطة ستحتاجني بجوارك )
, نظراتٍ غريبةٍ براقة اشتعلت للحظةٍ في عيني عاصم وهو يسمع جملتها القوية من بين شفتيها ٢ نقطة ابتسم لعينيها و كأنه يراها للأول مرةٍ ثم همس بانفعال
, ( سأدخرك لما هو اكبر ٢ نقطة يا استاذة )
, ثم اقترب منها ليطبع شفتيه على وجنتها الناعمة في قبلةٍ طويلة وهو يهمس في أذنها
, ( يا حبيبتي يا ابنة المستشار ٢ نقطة )
, ثم تركها ترتعش قليلا ليذهب بقوةٍ وهدوء ٢ نقطة في تلك الأثناء كان مالك واقفا عند الباب يتحدث في هاتفه وهو يقول مقطبا
, ( قسم الشرطة ؟؟ ٢ نقطة نعم ٢ نقطة نعم أنا مالك رشوان ، ٢ نقطة من ؟؟ ٢ نقطة نعم نعم أعرفها ٢ نقطة نعم بالتأكيد سأضمنها )
, كان عاصم مارا به ٢ نقطة فأغلق مالك هاتفه وهو يقول بأسى
, ( هيا لأذهب معك ٢ نقطة فهناك صديقٍ لي في قسم الشرطة يجب أن أضمنه )
, رفع عاصم حاجبيه ٢ نقطة مالك أصبح مريبا هذه الأيام ، لكن عامة ليس هذا الوقت المناسب لمناقشته ٢ نقطة فحاليا لديهم ما هو أهم
, نظرت حنين الى نفسها في المرآة الضخمة المذهبة الموجودة كجدار أمام قاعة الإحتفالات ٢ نقطة تحت رعاية زوجة عمها و ليس الكثير من صبا التي ليست ناجحة تماما في ذلك الطراز الذي تظهر به حنين الآن ٢ نقطة
, غجرية ٢ نقطة لا تبدو سوى كغجرية ٢ نقطة ثوب حور الأحمر و الذي كان يصل الي ركبتيها ٢ نقطة بالنسبة لحنين طال و أصبح يحف بمنتصف ساقيها و هي تسير ٢ نقطة
, مجموعا عند خصرها بحزامٍ لامعٍ أحمر اللون بينما الثوب نفسه من عدة طبقات حمراء من قماشٍ هفهاف أحمر شفاف أما عنقه فمشغولا بخرزٍ ذهبي اللون اصطف في دوائر بدت في النهاية كقلائد الفراعنة القديمة لتلتف حول عنقها مثبتة الثوب ٢ نقطة
, أما شعرها فلم تفعل سوى أن غسلته ثم مشطته للتتركه يجف في موجاتٍ همجية طويلة انسدلت على ظهرها ٢ نقطة
, الحاجة روعة و التي لازالت تتذكر القليل عن الزينة قامت بوضع الزينة بطرازها القديم ٢ نقطة حيث الأحمر القاني على شفتي حنين و كحلت عينيها باللون الاسود ٢ نقطة
, وفي النهاية بدت حنين كغجريةٍ هاربة من قصص الغجر ٢ نقطة
, و الآن تشعر وكأنها تساق لمشتريها تماما كما شعرت يوم زواجها المزعوم منذ عشر سنوات ٢ نقطة
, نسيت نفسها شاردة تماما أمام المرآة حتى سمعت صوت خطواتٍ بطيئة تأتي بصعوبةٍ من خلفها ٢ نقطة و صوت أنثوي ناعم مذهول
, ( حنين ؟؟ ٢ نقطة يالهي ما أجملك )
, استدارت حنين لتنظر الى رنيم ٢ نقطة والتي بدت كهيئةٍ ملائكيةٍ رائعة ٢ نقطة بثوبها الأبيض الطويل المنسدل حتى كاحليها بصندالها الفضي الماسي ٢ نقطة وأكمام الثوب الطويلة الواسعة تغطي ذراعيها حتى تتجمع عند رسغيها ٢ نقطة و شعرها المجموع الى كتفٍ واحدة ٢ نقطة و زينتها الوردية الرقيقة جعلتها تبدو في جمال الأطفال .
, اقتربت رنيم بعرجٍ خفيف حتى وقفت بجوار حنين أمام المرآة الضخمة ٢ نقطة و قد بدتا بجوار بعضهما على النقيض تماما ٢ نقطة
, نظرت اليها حنين بطرف عينيها بوجوم و حسرة قلب ٢ نقطة منذ متى وهي تدرك نظرات عمر الملاحقة لرنيم ؟؟ ٢ نقطة منذ أول يومٍ أتت فيه للعمل هنا ؟؟ ٢ نقطة أم بعدها بقليل ؟؟ ٢ نقطة يبدو وكأنه يبحث عنها دائما ٢ نقطةوما أن يراها حتى يصبح على صفيح ساخن ٢ نقطة
, و الآن وهي بهذا الجمال ستخلب لبه بالتأكيد ٢ نقطة
, في نفس الوقت كانت رنيم شاردة تماما ٢ نقطة ما الذي تفعله هنا الليلة ؟ ٢ نقطة وما الذي تنتظره ؟ ٢ نقطة أن يهتم بها عمر كما يهتم بحنين ؟؟ ٢ نقطة منذ أن أتت الى العمل هنا وهي تلاحظ معزة خاصة بين عمر وحنين و كأنه يرعاها و يحميها من الهواء الطائر
, و كثيرا ما تسائلت هل اهتمامه بها أخويا أم أن هناك ما هو أكبر من ذلك ٢ نقطة وماذا إن علم بزواج حنين السري بجاسر رشيد ٢ نقطة هل سيٌصدم ؟؟ ٢ نقطة
, أفاقت من أفكارها الجنونية و همست بخفوت الى حنين
, ( تبدين جميلة ٢ نقطة )
, قالت حنين بنظراتٍ حزينة كسيرة
, ( لست بأجمل منكِ ٢ نقطة )
, ابتسمت رنيم ابتسامةٍ حزينة مريرة ٢ نقطة ثم همست
, ( هيا لندخل ٢ نقطة)
, سارتا جانبا الي جانب حتى وصلتا الي الباب ففتحت حنين بيديها الاثنتين ووصلتها الأنغام الناعمة ٢ نقطة و دخلت هي و رنيم معا ٢ نقطة
, توقف الكلام في القاعة قليلا مع مرأى الاثنتين جنبا الى جنب ٢ نقطة هل هو تناقضهما ؟ ٢ نقطة أم تشابه نظرتيهما ؟؟ ٢ نقطة أم سحرٍ خاص يجذب الي فتاتين هما من ابسط ما يكون حقيقة ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كان منحنيا على أحد زملائه الجالس الي أحد الطاولات بينما هو واقفا بجواره منحنيا اليه ليسمع ما يقول من بين الأنغام العالية ٢ نقطة وحانت منه التفاتة الي باب القاعة ٢ نقطة ليراها واقفة هناك كشعاعٍ أبيض جميل ٢ نقطة
, كأميرةٍ من الحكايات ٢ نقطة تنظر حولها بخجل ووجها الوردي يزداد توردا ٢ نقطة
, استقام في وقفته ببطءٍ شديد ٢ نقطة وهو ينظر اليها حتى وجدت عيناها عينيه فطال حوارهما السري الذي حاول كلاهما فك شفراته دون جدوى ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, وهو جالسا واضعا ساقا فوق الاخرى ٢ نقطةبكلِ عنجهيته و بدائيته التي جذبت انظار السيدات اليه ٢ نقطة الوحيد الذي ارتدى قميصا اسودا تحت السترة السوداء دون ربطة عنق و أزرار القميص تركها مفتوحة حتى بداية صدره ٢ نقطة
, اخذ ينفث دخان سيجارته وهو يتطلع الي الباب بين كل لحظةٍ و اخرى ٢ نقطة متى ستأتي فرسه الجامحة ٢ نقطة
, الي أن رآها ٢ نقطةالهمجية ذات الثوب الأحمر ٢ نقطة
, نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة هذا ما كان يريده تماما ٢ نقطة تلك هي نفس الصورة التي كان يتطلع اليها منذ سنوات ، انها هي نفسها ٢ نقطة حنين بالثوب الأحمر و الشعرالهمجي المموج
, دائما ما كان يسأل نفسه عما ستكون صورتها بنفس الفستان الاحمر و الزينة القوية ٢ نقطة لكن بعد أن تكبر ، ليست وهي طفلة في الرابعة عشر
, إنها هي عروسه ذات الفستان الاحمر و التي كانت تلعب بزينة الكبار التي لطخت وجهها ٢ نقطة لكنها كبرت .
, كبرت الطفلة لتصبح شابة بنفس الفستان الأحمر و الزينة التي لم تعد تلطيخا أو تشويها ٢ نقطة نهض من مكانه ببطءٍ و سار ناحيتها الى أن رأته ٢ نقطة
, وصل اليها فابتعدت رنيم دون أن يلاحظها كلاهما ٢ نقطة
, وقف جاسر أمامها ٢ نقطة فانتظرت حنين بعينين متجمدتين بلا تعبير ثم قالت أخيرا بصوتٍ أجوف
, ( هل أنت راضٍ الآن ؟ ٢ نقطة)
, ظل صامتا شاردا فيها من أولها لآخرها ثم تناول يدها ليقبل ظاهرها أمام عينيها المذهولتين وهو يهمس
, ( و أي رضا ٢ نقطة)
, انسابت اليهما انغام ناعمةٍ ٢ نقطة فجذبها جاسر أمام مرأى الجميع وهي تتعثر خلفه لتهمس برعب
, ( جاسر ماذا تفعل ؟ ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة لا تفعل أرجوك ٢ نقطة إنه حفل للشركة ، ارجوك )
, لكنه لم سمعها و هو يجذبها خلف الى أن وصل لمنتصف القاعة ثم استدار اليها بقوةٍ وهو يجذبها بذراعٍ واحدة الى صدره و بذراعه الأخرى أمسك بيدها ليراقصها ٢ نقطة وحدهما في منتصف القاعة ٢ علامة التعجب ٢ نقطة
, اخذت حنين تتلوى وهي تقول برعب
, ( أرجوك يا جاسر اتركني ٢ نقطة ستصبح سمعتي على كل لسان )
, لكنه شدد عليها ليقول مبتسما و عيناه تبرقان
, ( ارقصي بطريقةٍ عادية ٢ نقطة أنتِ جميلة و الثوب سيأكل منكِ قطعة )
, قالت بقسوة و شراسة
, ( إنه ثوب حوور ٢ نقطة)
, اتسعت عينا جاسر ثم ضحك عاليا جاذبا الأنظار اليه أكثر ثم قال مبتسما بعبث
, ( حوووووور ٢ نقطة نعم أنها الفرس التي استكثرها عمك على الزواج بي ٢ نقطة كيف هي الآن بالمناسبة ؟؟ )
, ازدادت عينا حنين شراسة وهي تهمس بجنون
, ( هل تحاول أن تحيي ذكراها بي ؟؟ ٢ نقطةأنت مجنون و مريض )
, ضحك جاسر مر أخرى وهو يدور بها في الفراغ الواسع ٢ نقطة ٢ نقطة
, اقترب عمر من رنيم ٢ نقطة وعيناهما متعلقتان ببعضهما ٢ نقطة فقال مبتسما بشرود
, ( مرحبا ٢ نقطة سعيد أنكِ ٢ نقطة تمكنتِ من الحضور )
, همست و لا تدري ما الذي جعلها تهمس بذلك وهي تشير بعينيها الي ساقها
, ( العرج ظاهر قليلا بدون جهاز تدعيم ساقي الذي أخفيه داخل الحذاء العالي الساقين ٢ نقطة)
, لم يرد عمر طويلا وهو رغما عنه يطوف نظرا برقتها ٢ نقطة ثم قال بهدوء بينما حزنا طفيفا يهفو لألمها و خجلها بنفسها
, ( أنتِ رائعة في كل الأحوال ٢ نقطة)
, هل قال ذلك ؟؟ ٢ نقطة لموظفة عنده ؟؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة حقا ؟؟ ٣ علامة التعجب٢ نقطة احسنت يا عمر ، و الآن ماذا بعد أن ٢ نقطة
, لكن أفكاره انقطعت حين نظر بذهول الي الموقف المريع أمامه ٢ نقطة حينها انتبهت رنيم الى نظراته المذهولة و نظرت في الاتجاه لتجد جاسر يراقص حنين في منتصف القاعة و الجميع ينظرون اليهما بذهول
, شهقت رنيم وهي تضع يدها على فمها ٢ نقطة
, و قبل أن تنتهى أنغام الأغنية التي كان يراقصها عليها قسرا ، تركها جاسر ٢ نقطة ليقف أمام عينيها المذهولتين و نفسها اللاهث ثم اخرج من جيب سترته علبة مخملية صغيرة ٢ نقطة فتحها أمام الجميع ليقول بصوتٍ عالٍ أسمعهم كلهم
, ( أنا جاسر رشيد ٢ نقطة أتقدم لخطبة حنين رشوان ٢ نقطة الوحيدة التي أحببتها )
, تعالى الصفير و التصفيق ٢ نقطة و الجميع معجبون باللفتة الرومانسية ٢ نقطة ولم يلحظ أحدهم نظرة العروس ٢ نقطةو التى وقفت تنظر الي عينيه بنظرةٍ أدرك أنه لن ينساها أبدا ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, نظر عاصم الي ساعة معصمه وهو يتذمر غضبا ٢ نقطة ها هي حنين قد تأخرت في العودة ، وقد كان رافضا فكرة الحفل من الأصل ، عليه الآن أن يذهب الي هناك ليحضرها من شعرها ٢ نقطة
, تأفف بغضب و فجأة رن هاتفه فرد سريعا على أحد رجاله ٢ نقطة و قال بعد لحظة بقوة
, ( نعم ٢ نقطة هل عرفت من يكون ؟؟ )
, سمع عدة لحظات ثم اتسعت عيناه ذهولا٢ نقطة ليقول بصوت خطير مذهول
, ( من ؟؟ ٢ نقطة جاسر رشيد ؟؟٢ علامة التعجب ٢ نقطةكيف ؟؟ ٢ نقطة هل أنت متأكد من الإسم ؟؟ ٢ نقطة أين يعمل حاليا ؟؟ )
, ازداد اتساع عينيه وهو يستمع الى محدثه ٢ نقطة ليقفل الهاتف دون أن يرد ٢ نقطة ثم همس لنفسه
, ( إنها الشركة التي تعمل بها حنين ٢ نقطة)
, حينها تردد في ذهنه عبارة صبا وهي تهمس ٢ نقطة كنت أساعد شخصا يحتاج مساعدتي و قد وعدته الا أذكر اسمه
, ٢٤ شرطة
, ظل عاصم واقفا متسمرا بمكانه عدة لحظات ٢ نقطة السكون الذي يسبق العاصفة ، جاسر رشيد ٢ علامة التعجب ٢ نقطة اندفع هذا الأسم من غيمة ذكرياته القديمة ٢ نقطة تلك الذكريات التي كان يفضل أن ينساها ،حيث لم يكن عاصم رشوان البارحة هو عاصم رشوان اليوم ٢ نقطة أيام التمرد و الجموح ٢ نقطة أيام الغضب الأعمى و قتال الشوارع
, و الآن بمجرد سماع الاسم حتى اندفعت المشاعر القديمة في عروقه ، و تذكر قسمه بأن يقتله إن رآه مرة أخرى بعد أن سافر و ترك حنين قبل أيام من زفافهما ٢ نقطة
, لم يتجرأ أحدا على إهانة الحاج اسماعيل رشوان بهذه القذارة من قبل ٢ نقطة لا يزال يتذكر شكل و الده حين عاد ليجلس في كرسيه الكبير مسندا جبهته الى يده بتعب ٢ نقطة بينما معالم الاحساس بالذنب مرتسمة على وجهه . وكأنه هو المسؤول عن فشل زواج حنين من ذلك الحقير ٢ نقطة
, يومها أقسم عاصم أن يقتله إن رآه مجددا ٢ نقطة
, كل الفترة السابقة وهو يتعامل مع شركة حنين دون ان تخبره ٢ علامة التعجب ٢ نقطة من المؤكد أنه عاد ليلهو بها من جديد ، فالحقارة في دمه منذ صغره ٢ نقطة
, و هي ٢ نقطة كيف لم تتجرأ و تطلب مساعدته الا إن كانت راضية بما يحدث ، وصبا ٢ علامة التعجب ٢ نقطة صبا ٣ علامة التعجب
, اشتعلت عينا عاصب بنيران الهمجية و الغضب و اندفع جاريا يصعد السلالم كل درجتين معا ،حتى وصل الى غرفته فاقتحمها اقتحاما و صفق الباب خلفه بقوة ٢ نقطة
, كانت صبا واقفة تنظر من النافذة وهي أيضا تشعر بالقلق على حنين ٢ نقطة الحمقاء لم تستمع لنصيحتها و ذهبت بمفردها للحفل ، أي تفاهم ذلك الذي يدعيه ذلك المبتز و هو يأمرها أن تذهب اليه ترتدي مثل فتيات الاستعراض
, و طبعا سيكون التفاهم بعد الحفل ، وما لو أخذها لبيته ٢ نقطة و حنين المسكينة لن تستطيع صده إن حاول معها شيئا ٢ نقطة
, اشتعل الرعب في نفس صبا اضعافا مضاعفة حين و صلت بتفكيرها الى تلك النقطة ٢ نقطة ماذا لو كان فخا لحنين و كان ناويا على أن ٢ نقطة
, رفعت اصابعها الى وجهها وهي تشحب بشدة ٢ نقطة وما الذي سيمنعه ذلك المجنون الذي يظن ان له حق عليها ٢ نقطة
, كيف ٢ نقطة كيف ٢ نقطة كيف سمحت لها بالذهاب ؟ ٢ نقطة لكن ماذا كان بإمكانها أن تفعل وقد أصرت حنين بشدة و الحاجة روعة كانت راضية وهي غير ملمة بالكوارث الخافية ٢ نقطة
, و في اثناء تفكيرها المرعوب و قبل ان تلتقط هاتفها لتطمئن على حنين و تأمرها بالعودة حالا ٢ نقطة كان باب الغرفة قد فُتح بصوتٍ أرعبها و دخل عاصم صافقا الباب من خلفه بقوة ٢ نقطة
, استدارت برعبٍ اليه ٢ نقطة و شاهدت نظرته المتوحشة التي لم ترها في عينه من قبل ٢ نقطة ما الجديد ؟ هناك كارثة قد وقعت ، تراجعت صبا حتى التصقت بالنافذة بينما اقترب من عاصم و الغضب جعل منه وحشا مرعبا في أسوأ صوره ٢ نقطة
, تقدم عاصم اليها في خطوةٍ واحدةٍ و قبل أن تجد الفرصة لتسأله كان قد مد يده ليمسك بشعرها بقوةٍ وهو يصرخ عاليا
, ( كنتِ مع جاسر رشيد ؟ ٢ نقطة كذبتِ و خدعتني و ذهبتِ للقاء رجلٍ غريب و بكل هدوء كنت تخبريني أنه لقاء عمل ؟؟ ٣ علامة التعجب )
, صرخت صبا على الرغم من رعبها وهي تحاول جذب شعرها من يده بشراسة
, ( اتركني ٢ نقطة اتركني ، لا تعاملني بتلك الطريقة ، أنا لست عبدة لك )
, ترك شعرها بأن قذفه بعيدا بغضب ثم رفع اليه سبابته محذرا وهو يقول بشراسةٍ خطرة
, ( انها ثان مرةٍ تتجاوزين حدودك في الكلام معي ٢ نقطة و أنتِ لستِ بقادرة على تحمل عواقب غضبي صدقيني ، )
, مد يده ليمسك بذراعها بقسوةٍ وهو يجذبها اليه ليقول هادرا
, ( كلمة واحدة و لا أريد غيرها ٢ نقطة هل تعرض جاسر لحنين ؟؟ )
, كانت تلهث بقوةٍ ٢ نقطة وهي ترى غضبا أسود قادر على إحراقها حية و حين تأخرت في الرد شدد عاصم اكثر على ذراعها و هو يصرخ بغضب
, ( أجيبي ٢ نقطة)
, صرخت صبا بخوف و غضبٍ معا ( نعم ٢ نقطةنعم ٢ نقطة)
, اشتعلت عينا عاصم و هو يترك ذراعها ببطء مما جعلها تفكر في حكمة ما تفوهت به للتو ٢ نقطة ابتعد عنها ليلتقط سترته و مفاتيحه بحركةٍ سريعة ٢ نقطة مما جعلها تركض خلفه و امسكت بذراعه قبل أن يخرج من الغرفة لتقول برجاء
, (عاصم ٢ نقطة انتظر ، لا تذهب و أنت في هذه الحالة ، انتظر حتى تأتي حنين و اهم منها الأمر بهدوء )
, نفض يدها عن ذراعه بقوةٍ ٢ نقطة و نظر اليها نظرة مرعبةٍ طويلة قبل أن يقول بصوتٍ خطير
, ( أنا و أنتِ لم ننته بعد ٢ نقطة وحسابك على ما فعلته سيكون حين أتفرغ لكِ و حتى ذلك الوقت إياكِ و أن تتجرأي حتى على التفكير في مغادرة باب هذا البيت )
, التمعت عيناها رفضا و تمردا من لهجته الغريبة ٢ نقطة الا أن الحالة التي كانت مرتسمة على وجهه جعلتها تلتزم الصمت رفقا بحنين أولا ثم بها ٢ نقطة و به ٢ نقطة
, خرج عاصم بعنف ٢ نقطة بينما وقفت صبا مشبكحة يديها معا فوق صدرها اللاهث
, يالهي ٢ نقطة الآن فهمت خوف حنين من اخبار عاصم ، وماذا إن علم بالباقي من القصة ، ٢ نقطة كل خوفها حاليا على مصير حنين المسكينة ، أما بالنسبةِ لها ٢ نقطة فلم يكن خوفا بالمعنى المفهوم ، لكن أحساس غريب لا تعرف له تفسيرا ٢ نقطة يشعرها بالضيق .
, تجاهلت مشاعرها الغريبة حاليا و اتجهت الى هاتفها لتطلب حنين ٢ نقطة الا أن الهاتف أخذ يصدر صوت الرنين دون ان ترد . اشتعل قلب صبا خوفا عليها و هي تعض على شفتها ٢ نقطة وتهمس
, ( يا رب ٢ نقطة يا رب سلم العواقب ٢ نقطة )
 
الفصل الثالث والثلاثون

في نفس اللحظة التي خرج فيها من البيت ، كان مالك مقبلا عليه ، ودون كلمة جذبه عاصم من ذراعه ليتجه به حيث سيارته ليركبا و ينطلق عاصم بكل جنون ٢ نقطة
, حاول مالك سؤال عاصم عما به و قد انتابه القلق من منظر عاصم المخيف ٢ نقطة فرد عاصم بكلمةٍ واحدة من بين أسنانه وهو ينظر أمامه بكل بأس
, ؛( جاسر رشيد ٢ نقطة)
, تجمدت ملامح مالك ٢ نقطة و عينيه ٢ نقطة و قلبه ، و شعر من مجرد سماع الاسم بالفِ خنجرٍ يدب نصله في صدره ٢ نقطة
, جاسر رشيد ٢ نقطة اسم جلب اليه ذكرى العويل و النواح ٢ نقطة ذكرى السواد و الدعاء على آل رشوان جميعهم ٢ نقطة
, ذكرى طفلةٍ كانت كزهرةٍ يرعاها لتطير مع الريح أمام عينيه ٢ نقطة ابتلع مالك غصة في حلقه وهو الآخر ينظر أمامه غير قادرا على النطق بكلمة أخرى .
, الي متى يظل الألم نابضا دون أن يمحو ذكراها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, تلك النظرة في عينيها ٢ نقطة نظرة غريبة ، ضربته رأسا و كأنه حجرا ضرب صدره في غفلة ٢ نقطة طال التقاء أعينهما بينما بهتت ابتسامته العابثة قليلا ٢ نقطةأمام نظرتها . ٢ نقطة
, ارتجفت ابتسامته ومالت قليلا ٢ نقطة الا أنه رفض أن يفقد مظهر تسليته وعبثه ، رفض أن يفقد ولو لحظة من انتصاره ٢ نقطة كم هو جميل أن يحظى بما هو ملكا له ٢ نقطة
, عادت القسوة ممتزجة بالزهو ٢ نقطة بينما بداخله شيئا ما يخدش ابتهاجه ٢ نقطة
, عم سكون تام القاعة بعد الهياج و التصفيق ٢ نقطة منتظرين أن يكتمل المشهد العفوى الذي تأتي نهايته دائما سعيدة كما في الأفلام ٢ نقطة حيث يدبر الحبيب عرض زواج لحبيبته في أغرب الأماكن ٢ نقطة
, و كانت أعينهما في صراعٍ من نوعٍ غريب ٢ نقطة بدأت الهمهمات من حولهما بينما هو واقفا ، ممسكا بالعلبة المخملية المفتوحة لتظهر خاتما من أروع ما يكون ٢ نقطة خاتما منقوشا بنقوشِ تكاد تحاكي نقوش خاتمه ٢ نقطة
, أخيرا و بكل و ضوح خرجت الكلمة من بين شفتيها ، ودون تحيد عيناها عن عينيه ٢ نقطة
, ( لا ٢ نقطة )
, تعالت الهمهات و بعض الشهقات ٢ نقطة و توتر الجو في لحظة ، بينما برقت عينا جاسر قسوة و تصلبت ملامحه و من بين نظراته لمحت طيفٌ خفي من الصدمة ٢ نقطة
, مالت شفتي حنين في شبه التوائة لإبتسامةٍ قاسية ٢ نقطة مصدوم ؟؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة حتى في اللهو بحياة البشر شعر بالصدمة لأن الضحية أعلنت أنها لا تأبه بفخه الذي نصبه لها ٢ نقطة و كأنه لم يتخيل أن تستطيع الاستفاقة من ضربته المحكمة ٢ نقطة
, كل هذا الحوار دار في نظرتهما لبعضهما خلال ثوانٍ معدودةٍ من إعلان رفضها ٢ نقطة
, قال جاسر بصوتٍ بطىء ٢ نقطة بطيءٍ جدا و ممطوط بتهديدٍ خفي
, ( حنييين ٢ نقطة)
, قالت حنين بصوتٍ عالٍ قوي
, ( يبدو أنك نسيت الخاتم الذي في إصبعك أنت يا سيد جاسر ٢ نقطة)
, لا إراديا حانت منه نظرة الى الخاتم الفضي المنقوش في خنصريده اليسرى ٢ نقطة ثم ببطءٍ عاد ليرفع عينيه اليها فتابعت حنين و هي تشدد على كل حرفٍ بقهرٍ و غل ٢ نقطة
, ( هناك زوجة لك تركتها تنتظرك في مكانٍ ما ٢ نقطةأم أنك نسيتها و أنت تقدم عرضك الحالم )
, تعالت أكثر الشهقات ٢ نقطة و تحدته عيناها و تجمدت عيناه على هذا التحدي السافر ، لكن ليس التحدي هو ما سمره ٢ نقطة بل عودة تلك النظرة ٢ نقطة و كأن روحها هي من انتفضت لتصرخ قهرا ٢ نقطة غضبا ٢ نقطة كرها ٢ نقطة ألما ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كان عمر لا يزال واضعا يده على جبهته مذهولا مما يحدث أمامه ٢ نقطة الغبي المجنون ، لم يتخيل في أسوأ كوابيسه أن يقدم جاسر على فعل مثل ها التصرف الحقير ليضع حنين أمام الأمر الواقع ٢ نقطة
, أفلتت منه كلمة واحدة همسا بكل غضب العالم
, ( غبي ٢ نقطة)
, لكن رنيم المذهولة بجواره سمعتها ووصلت الي أذنها كالقذيفة ، فالتفتت اليه بسرعةٍ وهي تراقب ملامح وجهه المشتدة غضبا ، ظلت مسمرة نظرها على عينيه الغاضبتين و هي تتسآل هل تتآكله الغيرة الآن ؟
, رغما عنها شعرت بشعورٍ قاسٍ و طعمٍ كالمعدن الصدىء في حلقها ٢ نقطة فأبعت نظهرها عنه بسرعةٍ و هي تحاول تخبئة خيبتها الغريبة من شخصٍ لا و لن يمت لها بصلةٍ يوما ٢ نقطة
, سمرت نظرها المحبط على أرض القاعة الي أن سمعته يتابع و هو يكاد يركل الأرض بقدمه
, ( الغبي فضح كل شيء ٢ نقطة)
, نظرت اليه رنيم مذهولة مما قاله و هتفت قبل أن تستطيع إمساك نفسها
, ؛( هل تعرف بإرتباطه بحنين ؟؟ ٣ علامة التعجب ٢ نقطة )
, جاء دوره ليستدير اليها مذهولا ثم قال بخفوتٍ خطير
, ( ماذا تقصدين ؟؟ ٢ نقطة)
, ابتلعت ريقها و شعرت بالخوف من نظراته القاسية و بأنها قد خاضت في مياهٍ خطرةٍ بالنسبة له فتمنت لو كانت قد استطاعت امساك لسانها الغبي قبل أن تتهور
, ارتبكت و عضت على شفتها و هي تنقل عينيها ترمش بهما منه الي جاسر وحنين ٢ نقطة و حين لم ترد مال عليها ليقول بغضب
, ( ماذا تقصدين عن ارتباطهما ؟؟ ٢ نقطة )
, تسائلت رنيم بينها و بين نفسها عما ستكون ردة فعله إن علم بزواج حنين في تلك اللحظة ٢ نقطة لكنها طبعا لم تكن لتفشي هذا السر بعد أن وعدتها ٢ نقطة لذا أخفضت راسها و هي تهمس بخفوت
, ؛( قصدت أن ٢ نقطةأن شكلهما يوحي بأن شيئا ما بينهما منذ فترة )
, فجأة طار من عينيه أي حنانٍ كانت قد لمحته فيهما من قبل في لحظةٍ ما ٢ نقطة وحلت محله نظرة تحوي بعض الإزدراء جعل قلبها يسقط من بين ضلوعها ٢ نقطة ثم قال بجفاء
, ( يبدو أنكِ كما توقعت ٢ نقطة ممن يحبون نقل الأقاويل و ليس بناءا على معلوماتٍ حقيقية بل على مجرد رغبةٍ تافهة في تصيد الخبر اللامع المشوق ٢ نقطة تماما كما يحدث في أنديتكم التافهة التي أصبحت مستنقع للإشاعات حول أعراض البشر ٢ نقطة لكن هنا ٢ نقطة هنا يا آنسة رنيم ، لا مجال لخوض مثل تلك الأحاديث عن زملائنا ٢ نقطة )
, كانت تنظر اليه خلال خطبته الطويلة بعينين متسعتين بصدمة ٢ نقطة وقلبٍ يرجف بشدةٍ من عمق الإهانة التي تتلقاها كضربات الرصاص ٢ نقطة
, و ما أن انتهى حتى عقدت حاجبيها قليلا بينما عينيها المصدومتين امتلأتا فجأة بالدموع ٢ نقطة ثم همست ما أن استطاعت بصعوبة
, ( لست أنا من هذا النوع أبدا ٢ نقطة و لن أكون ، و ما يفعله عميلك المحترم الآن و سابقا ٢ نقطة قد فتح ابواب الأقاويل للجميع )
, ثم ودون كلمةٍ أخرى استدارت بعيدا عنه و قد بدأت أول دموعها في التساقط على وجنتيها ٢ نقطة و هي تبتعد بعرجٍ طفيف زاد أكثر عما دخلت دخلت به ٢ نقطة
, فتح عمر فمه يريد أن يناديها لكن جملة صادرة عن حنين في وسط الجمع جعلته يرتد بسرعة و هو يسمع عبارتها المدوية
, ( هناك زوجة لك تركتها تنتظرك في مكانٍ ما ٢ نقطةأم أنك نسيتها و أنت تقدم عرضك الحالم )
, تعالت الشهقات المصدومة ٢ نقطة بينما همس عمر بيأسٍ و غضب
, ( يالهي ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة الوضع تدهور لأسفل حد )
, نقل نظره بين الباب الذي خرجت منه رنيم تتعثر ٢ نقطة و بين جاسر وحنين و هو يشعر بغضبٍ على الجميع ٢ نقطة و على نفسه قبل الكل ٢ نقطة
, ظل جاسر ينظر الي حنين قليلا بعد أن فجرت تحديها ٢ نقطة وملامحه غامضة غير مفهومة وهو ينظر الي شراستها التي فقدت السيطرة عليها و كأنها قد ضربت عرض الحائط بكل مخاوفها ٢ نقطة ثم قال بهدوءٍ بطيء ودون أن تتغير ملامحه
, ( ليست لي زوجة غيرك يا حنين ٢ نقطة فلا تتهربي بخلق الاكاذيب )
, ابتسمت ٢ نقطة حقا ابتسمت بسخريةٍ مريرة و عادت نفس النظرة الي عينيها ٢ نقطةوهي تراه يقف أمامها بكل ثقة العالم ، متلاعبا بحياتها و كأنه يحاول ربح سباقا وضع رهانه عليه ٢ نقطة
, همست لمرةٍ اخيرة و لعينيه فقط
, ( لا ٢ نقطة )
, ثم ابتعدت عنه و فستانها الأحمر يتطاير حول ساقيها من عنف خطواتها و شعرها يتقافز من خلفها ٢ نقطة لتخرج من باب القاعة مارة بعمر الذي كان واقفا ينظر اليها و كأنه يطلب منها السماح على شيءٍ لا يد له فيه ٢ نقطة
, لكنها نظرت اليه و هي تهمس بداخلها ٢ نقطة ابتعد عني ، طويت صفحتك يوم تخليت عن مساعدتي ٢ نقطة ابعدت نظرها عنه للأبد وهي تخرج ٢ نقطة
, كانت قد وصلت لمدخل المبنى الرخامي قبل أن تسمع خطواتٍ سريعة من خلفها و صوته يقول برجاء
, ( انتظري حنين ٢ نقطة سأقلك أنا ، لا تغادري وحدك )
, تسمرت فجأة ثم دارت حول نفسها بقوةٍ وهي تنظر الي عينيه الحزينتين ٢ نقطة لتهتف بألم تشعب في كل حرف من حروفها
, ( بك الخير يا عمر ٢ نقطة حقا ، شكرا ٢ نقطة لكل شيء )
, ثم عادت لتلتفت بقوةٍ تنوي الرحيل ٢ نقطة لكنه هتف بقوة
, ( حنين انتظري ٢ نقطة كان رغما عني ، لم اتخاذل مع أحد احتاجني من قبل كما تخاذلت معك )
, وقفت حنين مكانها دون أن تستدير اليه ٢ نقطة ظلت واقفة مكانها لحظة لحظتين ثلاث ٢ نقطة الى أن قالت أخيرا بصوتٍ أجوف لا معنى له
, ( كنت تعلم ٢ نقطة أنني أحبك ، أنني احببتك منذ أن عرفتك و قبل حتى أن تعرفني أنت )
, رفع عمر كلتا يديه الي شعره و هو يغرزهما بيأسٍ في خصلاته و هو يهمس ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا تفعلي ذلك )
, ناظرا الي ظهرها و شعرها الذي منع كل أمل في رؤية ملامحها ٢ نقطة و لحظة أخرى كان الصوت عميق النبرات يأتي من خلفه ليقول برعشةِ مجنون
, ( أنتِ مخطئة في تلك النقطة يا زوجتي العزيزة ٢ نقطة )
, استدار كل من حنين و عمر في نفس اللحظة لينظرا الى صاحب الصوت و الذي وقف خلف عمر ينظر اليهما بعينين مخيفتين و كأن روحا قد سكنته و أصبح مغيبا عن الواقع بنظراته التي تبرق جنونا ٢ نقطة لم يمنحها الوقت لينطقا بحرفٍ وهو يتقدم خطوة و يقف بجوار عمر وهو يبتسم بشراسة و يقول مستمتعا متعة غريبة و كأنه من المحبين لتعذيب أنفسهم
, ( أنت مخطئة يا صغيرة ٢ نقطة فعمر يعرفك قبل أن تعرفيه )
, ثم أحاط كتف عمر بذراعٍ واحدةٍ ليشده الي جذعه ضاحكا عاليا بجنون وهو يضرب على صدر عمر بقوةٍ و يقول من بين ضحكه العالي بينما عينيه لا تحملانِ أي أثرٍ للمرح
, ( ما لا تعرفينه أن عمر من أعز أصدقائي ٢ نقطة وهو من كلفته برعايتك الى أن أخرج ، ليمنع عنكِ كل السارقين )
, فغرت حنين شفتيها المكتنزتين القانيتينِ حمرة .و هي تنظر بعدم فهم من جاسر الي عمر المصدوم ٢ نقطة
, بينما خف ضحك جاسر قليلا وهو ينظر الي جانب وجه عمر الذي كان ينظر الي حنين بألم ٢ نقطة فقال جاسر وقد بهتت ضحكته
, ( بل هو أكثر ٢ نقطة هو أكثر من اخي )
, كانت حنين تنظر الي ما تراه أمامها و كأنها تشاهد مسرحية هزلية ٢ نقطة فمها الأحمر مفتوحا و عينيها تستجديانِ أن يتطوع أحد ليخبرها بأن كل هذا هو مجرد لعبةٍ سمجة من مجنون ٢ نقطة
, استطاعت أن تنشج بهمسةٍ مستجديةٍ وكأنها تطالبه بتفسير
, ( عمر ٢ علامة التعجب ٢ نقطة)
, و كانت نظرة عمر هي من أخبرتها بصدق ما سمعته للتو ٢ نقطة نظرة الألم و الاعتذار الشفافة التي نبعت من عينيه جعلتها ترفع يديها الى فمها بينما عيناها تتسعانِ أكثر و أكثر ٢ نقطة والرؤية تتشوش أمامها بسحابةٍ ندية ٢ نقطة
, همست دون وعي و الدموع تخزها أكثر ٢ نقطة
, ( لا ٢ نقطة لا يمكن ، كل هذا كان مجرد ٢ نقطة وهم ؟؟ )
, حينها ترك جاسر عمر ليتقدم اليها في خطوتين ثم جذبها من ذراعها بقوةٍ وهو يقول لعمر من خلف كتفه بصوتٍ قد يرعب اشد الرجال بأسا
, ( بعد اذنك يا صديق ٢ نقطة ما تبقى هي مجرد أمور عائلية يجب إن نحلها على انفراد )
, جرها خلفه بينما خطواتها تسابقت لتلحق به و قبل أن يخرجا ٢ نقطة استدارت لتلقي على عمر نظرة أخيرة الا أن دموعها منعتها من رؤية ملامحه بوضوح ٢ نقطة
, جرى عمر خلفه عدة خطوات و تشبث بذراعه يقول بقوة
, (؛ انتظر يا جاسر ٢ نقطة لا تتهور و دع حنين الآن )
, نظر اليه جاسر نظرة اوقفت كل الكلام في حلقه و هو يقول بهسيس مخيف
, ( ابتعد حالا يا عمر ، إن أردت الا تزيد فضائح الليلة واحدة أخرى إضافية )
, سكت عمر و هو ينظر الى حنين المصدومة ، فقال بقوةٍ
, ( لن أدعك تأخذها ٢ نقطة )
, امسك جاسر بحنين بقوةٍ جعلتها تنتفض وهو يدفعها امام عمر وهو يمسك بخصرها بقوةٍ و هزها قليلا و هو يقول
, ( اخبريه ٢ نقطة أتأتين معي ، أم قسما ب**** أتركك اليه و أخرج الى بيتك حالا )
, رفعت حنين عينيها المغروقتين دموعا الى عمر ٢ نقطة و بعد لحظاتٍ همست بكره
, ( ابتعد عني ٢ نقطة و إياك أن تتدخل في حياتي بعد الآن )
, حينها انتهى الكلام لدى عمر و قد صدمته نظرة الالم و الكره في عيني حنين التي ، خرج بها جاسر و هي مستسلمة خلفه الي أن وصلا الي سيارته ففتح الباب الأمامي ليدفعها الي المقعد الأمامي كبضاعةٍ مستهلكة ٢ نقطة ليدور حول السيارة في ثوان و يدخل بجوارها و ينطلق مبتعدا بها عن الجميع ٢ نقطة
, كانت حنين تنظر أمامها دون أي تعبيرٍ سوى دموعها المتساقطة بصمت لتغرق وجهها بينما كان هو كمن يجلس على فوهة بركانٍ وهو يقود بسرعةٍ جنونية ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, خرج عمر بسيارته من ذلك المكان بأسرع ما يمكنه وهو يشعر بغضبٍ و غثيان من كل ما حدث الليلة ٢ نقطة لكن وما أن خرج الي الطريق و ابتعد قليلا ٢ نقطة حتى وجدها هناك ، جالسة على أحد المقاعد المرصوفة أمام البحر ٢ نقطة
, اتسعت عينا عمر قليلا وهو يتأكد مما يرى ، في هذا الوقت ليلا و هي لا تزال جالسة هنا تنظر الى البحر أمامها ، هل هي مجنونة أم ماذا ٢ نقطة
, أوقف السيارة على الطريق لينزل منها مسرعا و ما أن وصل اليها حتى قال بخشونةٍ من خلفها
, ( ماذا تفعلين هنا ؟ ٢ نقطة وكيف تجلسين هكذا بمفردك في هذا الوقت من الليل ؟ )
, لم تلتفت رنيم اليه ٢ نقطةولو كانت قد التفتت اليه لكان قد رآى وجهها مغرقا بالدموع ٢ نقطة حين لم ترد قال عمر بصوتٍ أكثر أرق قليلا
, ( رنيم ٢ نقطة ألم تأتي بسيارتك ؟ )
, ظلت صامتة الا أن اهتزاز كتفيها البسيط انبئه أنها تبكي ٢ نقطة فدار حول المقعد ليواجهها و ما أن رأى وجهها المغروق في الدموع حتى عبس بشدةٍ مع اتساع عينيه دهشة وهو يقول
, ( كل هذا البكاء ؟؟ ٢ نقطة )
, لم ترد رنيم و لم تجد القدرة على رفع عينيها اليه ٢ نقطة فقال عمر بهدوء لا يشبه ذرة مما بداخله
, ( هيا ٢ نقطة سأقلك أنا )
, و بعد لحظة صمت أعاد بقوةٍ أكبر قليلا
, ( هيا رنيم ، منظرك هنا ليس سليما على الإطلاق )
, نهضت بعد لحظةٍ في صمت دون ان ترفع راسها اليه و استطاعت النطق بصعوبة
, ؛( سأستقل سيارة أجرة ٢ نقطة)
, قال عمر بصلابةٍ لا تقبل الجدل ( مستحيل ٢ نقطة هيا معي دون كلمة )
, سارت رنيم بجواره و جلست حيث فتح لها الباب ٢ نقطة بعد ان انطلق بالسيارة قال ببطء دون أن ينظر اليها
, ( لم يكن عليكِ الهروب و الإنهيار سريعا دون مواجهة ٢ نقطة )
, قالت رنيم بعد عدة لحظات بلا تعبير و هي تمسح وجهها
, ( لم أعد اريد المواجهة ٢ نقطة و لا أريد ان يملي أحد علي كيف اتصرف )
, ضحك عمر قليلا على الرغم من الحزن المحيط به ٢ نقطة و انتهت ضحكته بتنهيدةٍ مريرة جعلت رنيم تنظر اليه ثم همست بضعف
, ( كيف انتهى الامر ؟ ٢ نقطة )
, لم يرد عمر للحظات ثم قال بخفوت
, ( انتهى بسوء ٢ نقطة بمنتهى السوء ، لم أتخيل يوما أن أتسبب في جرح انسان كما فعلت ٢ نقطة )
, اتسعت عينيها قليلا و هي ترى مقدار العذاب الذي يشعر به دون أن تفهم شيئا مما يحدث ٢ نقطة من الذي جُرح ؟؟ ٢ نقطة اليس هو من جُرِح من ارتباط حنين بجاسر ؟؟ ٢ نقطة فلماذا اذن يقول أنه جرحا شخصا ؟ ومن يكون ؟ ٢ نقطة
, لكن طبعا لم تكن تتجرأ على أن تسأله عما يعنيه بعد الكلام المسمم الذي نالها منه منذ قليل ٢ نقطة
, لذا همست برقةٍ و خفوت
, ( لا بأس ٢ نقطة )
, نظر عمر اليها للحظةٍ و طالت عينيه على ابتسامتها الصغيرة الحزينة المتعاطفة ٢ نقطة ثم لم يلبث أن نظر أمامه ليقول بخفوت
, ( لا ٢ نقطة ليس لا بأس على الإطلاق )
, تردد رنيم قليلا ، الا أنها لم تستطع تركه في مثل هذه الحالة فهمست مرة أخرى
, ( لا تحمل نفسك أكبر مما تستطيع ٢ نقطة )
, لم ينظر اليها ، لكنها رأت عضلة في حلقه تتحرك بصعوبةٍ بالغة ٢ نقطة ماذاك العذاب كله ؟؟؟ ٢ نقطة تنحنح عمر بعد لحظات ليقول بلهجةٍ حاول ان يجعلها طبيعية
, ( اذن ٢ نقطة يا آنسة رنيم ، ٢ نقطةكيف تجدين عملك ؟ )
, ابتسمت رنيم قليلا بحيرة ثم همست
, ( على أساس من الذي يسأل ؟؟ ٢ نقطة)
, ابتسم عمر قليلا وهو يشعر برغبةٍ قهرية في الهروب من تلك اللحظات التي مر بها٢ نقطة و رغبة أكبر في نسيان صورة عيني حنين المذبوحتين بسببه ٢ نقطة
, فقال أخيرا برقة
, ( شخص عابر ٢ نقطة نحن لسنا في العمل الآن ، لذا خذي راحتك ٢ نقطة )
, ابتسمت رنيم اكثر قليلا بينما احمرت وجنتيها دون أن تعرف سببا ٢ نقطة و قالت برقة
, ( كنت أظن أن الأمر سيكون مأساويا ٢ نقطة الا أنه في الواقع يتحسن كل يومٍ عما قبله )
, سكتت قليلا ثم همست بخجل
, ( الا أنني أظن أن هذا ليس رأيي مديري المباشر ٢ نقطة )
, ضحك عمر و هو يرغب في هذا النقاش لأبعد حد ثم قال
, ( مديرك المباشر يحب الإصرار ٢ نقطة الا أن من نبرة صوتك، أنه يبدو متعنتا و لا يطاق )
, ازداد احمرار وجنتي رنيم الا أن ابتسامتها لم تختفي و عضت على شفتها و هي تهمس بخجل مستعيرة كلمته التي قالها أول الحفل
, ( لا تقل عنه ذلك ٢ نقطة إنه رائع في كل أحواله )
, ارتعشت ابتسامة عمر قليلا و قد أخذته المفاجأة حتى أن المقود اختل في يديه للحظةٍ و حاد عن مساره فأعاد السيارة بسرعة وهو يعقد حاجبيه بينما احمر وجهه قليلا الا أن ذلك لم يظهر في عتمة السيارة
, نظرت رنيم مبتسمة من النافذة الي الليل الطويل الذي يجري معها بسعادة طردت عذابها الذي كان يفترسها منذ لحظات ، مالذي جعله يجدها و يطير بها ؟ ٢ نقطة
, مد عمر يده الي مسجل السيارة لتنبعث موسيقى كلاسيكية غمرت السيارة بأنغامها الحالمة مما جعل رنيم تغمض عينيها وهي مبتسمة برقة ٢ نقطة مفكرة في نفسها ٢ نقطة نعم هذا ما كان ينقصني لأقع على وجههى تماما في مثل تلك اللحظات المجنونة ٢ نقطة
, انجديني يا حووور ٢ نقطة ضحكة صغيرة أفلتت من بين شفتيها ، فنظر عمر اليها بدهشةٍ ليقول بخفوت
, ( كنت تبكين بانهيار منذ للحظات و ها أنتِ تضحكين الآن دون سبب ٢ نقطة و نعم المهندسات اللاتي عملت معهن )
, ضحكت رنيم أكثر و هي ترفع يديها لتغطي وجنتيها الحمراوين دون أن تخبره أنه سبب كل الدموع و الابتسامات منذ فترة قصيرة في حياتها ٢ نقطة
, قال عمر بجدية بعد فترة صمت ٢ نقطة
, ( رنيم ٢ نقطة لقد أثقلت عليكِ في المجهود الفترة الماضية دون أن تخبريني بعمق اصابتك ، يمكنك اخباري بصراحةٍ ولا تخافي ٢ نقطة حتى أعلم ما يفوق طاقتك في العمل )
, اختفت ابتسامة رنيم في لحظةٍ واحدةٍ وقد أعادها الي اصابتها التي نسيتها تماما و كأنها أكثر النساء اكتمالا ٢ نقطة همست رنيم برقةٍ حزينة
, ( صدقني لن أخفي عنك شيئا ٢ نقطة أنا طبيعية تماما ، و ككل البشر ٢ نقطة أنا فقط لا يجب ان أصعد السلالم الى طوابق عليا ٢ نقطة وكل الناس اصبحو كذلك في هذه الأيام ٢ نقطة أنا أعمل معك منذ فترة هل لاحظت أن هناك ما ينقصني أو أن هناك ما يجعلني ٢ نقطة)
, رفع عمر يده يقاطعها تماما بنفس طريقة نائل ٢ نقطة الا أن الوضع يختلف ، ٢ نقطة يختلف كثيرا ، حيث قال عمر بصرامة
, ( رنيم ٢ نقطة رنيم ٢ نقطة توقفي عن ذلك ، أنتِ تبدين لي بخير تماما ٢ نقطة أنا كنت أسألك حتى أعرف ما يتعبك قليلا فلاداعي منه ٢ نقطة و إن أردت الحق ، فقد أخبرتك أنني أحب الإصرار ٢ نقطة و بالرغم من كل ما كان يدل على أن عملك بعد تلك الفترة الطويلة مستحيلا ٢ نقطة الا أنك تقدمتِ بسرعةٍ تثير الإعجاب )
, عادت لتبتسم بكل سعادة و حماقة ٢ نقطة اعجاب ؟؟٤ علامة التعجب ٢ نقطة اعجاب ؟؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة انجديني يا حوور ٢ نقطة مفاصل أطرافي تفككت من بعضها ٢ نقطة
, تابع عمر حديثه و هو يقول برفق
, ( أنا أتسائل عما جعل إنسانة في مثل إصرارك لا تبدأ في تحقيق طموحها منذ سنوات ٢ نقطة )
, انكسرت ابتسامة رنيم قليلا الا أنها لم تختفي تماما ٢ نقطة ثم قالت بهدوء
, ( بعد الحادث الذي تعرضت له ٢ نقطة كنت دائما بين هنا و في الخارج في سفرٍ مستمر بسبب جراحاتي المتتالية كل عام ، ٢ نقطة في البداية كان كل الإهتمام منصبا على إمكانية أن اسير على قدمي من جديد ٢ نقطة و قد استغرق ذلك فترة طويلة ، و بعدها بدأ الاهتمام بجراحات التجميل ٢ نقطة كل عام تقريبا ، الى أن وصلت لأكثر شكلٍ مرضٍ و بعدها فقدت الإهتمام تماما حين وجدت أن لا جديد يذكر ٢ نقطة فتوقفت و بدأت في بناء نفسي من جديد )
, أومأ عمر برأسه متفهما ٢ نقطة ثم قال برفق
, ( يبدو أنه كان حادثا مروعا ٢ نقطة و الحديث عنه صعب لكِ )
, نفت رنيم وهي تقول بخفوت
, ( منذ فترة طويلة كنت أشعر بالنقمة على كل ما حدث لي ٢ نقطةلكن ما أن رأيت والدة صديقتي ٢ نقطةبالمناسبة لقد فقد إحدى صديقاتي في الحادث ٢ نقطة حينها بدأت أشعر بالإمتنان أنني لازلت على قيد الحياة ، وأن هناك الكثير مما بوسعي تحقيقه ٢ نقطة )
, اكمل عمر بنبرةٍ غامضة قليلا
, ( وها أنت تعملين ٢ نقطة تقودين سيارتك ٢ نقطة تندمجين مع الناس و ترفعين ضغط دمهم )
, ضحكت رنيم عاليا ٢ نقطة ثم قالت من بين ضحكاتها
, ( قيادة السيارة جائت بعد عذاب ٢ نقطة كنت أخشى من رؤية أي شيء متحرك حتى ولو دراجة ٢ نقطة )
, ابتسم عمر ٢ نقطة ثم قال بهدوء
, ( أنتِ أقوى مما تخيلت ٢ نقطة )
, فغرت رنيم شفتيها قليلا ٢ نقطة ثم عادت لتنظر الى نافذتها تعض على شفتها التي تورمت من عدد المرات التي عضتها هذه الليلة ٢ نقطة
, لكن رنين هاتفها انبعث فجأة ليمحو هذا الجو الساحر ٢ نقطة فالتقطته من حقيبتها الصغيرة وما أن رأت اسم الطالب حتى عبست و كانت قد نسيته تماما ٢ نقطة
, ردت بتلعثم تحت أنظار عمر
, ( مرحبا ٢ نقطة مرحبا نائل ، ن٢ نقطة نعم ٢ نقطة لا لم ينتهى حفل الزفاف بعد ٢ نقطة لكني رغبت في المغادرة مبكرا ،، ٢ نقطةلا أنا في الطريق الآن في ٢ نقطة أنا في الطريق )
, لحظاتٍ وكانت المكلمة المتقطعة الموجزة قد انتهت ٢ نقطة و انتهت معها اللحظات الحالمة ، حيث اكفهرت ملامح عمر و هو يستمع الى كذبها الواضح و الذي شارك فيه بطريقةٍ غير مباشرة ٢ نقطة لقد نسي تماما أنها مخطوبة وها هي تكذب على خطيبها حول مكان وجودها و مع من تكون ٢ نقطة
, فمد يده و أغلق المسجل بعنف ليقول بصرامةٍ صدمتها
, ( ما هو عنوان منزلك ؟ ٢ نقطة)
, اجفلت رنيم بقوةٍ و ارتجفت ٢ نقطة الا أنها همست له بالعنوان ٢ نقطةو هي تدرك بأنه لم يسألها عن العنوان منذ أن انطلق بها
, ٢٨ شرطة
, أوقف سيارته الى جانب الطريق السريع الخالي تقريبا ٢ نقطة بسرعةٍ رهيبة جعلتها تنتدفع الى الأمام و تكاد ترتطم بالزجاج الأمامي ٢ نقطة ثم التفت اليها بوحشية ينظر اليها و على ضوء القمر الفضي ٢ نقطة شاهد وجهها الذي لطخه سواد الكحل الأسود المنساب مع دموعها على وجنتيها ٢ نقطة
, نظرت اليه حنين من بين دموعها بكل كره العالم ثم قالت بغل
, (هل تعرف لماذا رضيت أن آتي معك الآن ؟؟ ٢ نقطة فقط لأفعل ذلك )
, ثم مدت يدها في سرعةٍ خاطفة و صفعته بكل تهور ٢ نقطة اتسعت عيناه بصدمةٍ مما حدث للتو و ما لبث أن رفع يده ليرد اليها الصفعة ٢ نقطة
, صرخت حنين وهي تمد يديها و تمسك بمقدمة سترته تصرخ بجنون
, ( أيها الحقير ٢ نقطةأيها الحقير ، دمرت حياتي بكل حقارة العالم ٢ نقطة )
, أمسك جاسر بكلتا يديها و نزعهما بقوةٍ عن سترته ثم امسك بكتفيها يجذبها اليه وهو يهدر في وجهها
, ( ولك الجرأة على النطق بعد ما سمعته للتو منك ٢ نقطة تحبينه ؟٢ نقطة تحبينه و اعترفتى له بذلك ؟؟ ٢ نقطة سأفسد لك كل لحظة من حياتك بسبب هذا الاعتراف يا حنين ٢ نقطةأعدك )
, صرخت حنين بجنون وهي تضرب صدره بقبضتيها ٢ نقطة
, ( أكثر مما أفسدتها ؟ ٢ نقطة أنت مجنون و أنا أكرهك ٢ نقطةأنا أكرهك ٢ نقطة أنا أكرهك )
, جذبها اليه بقوةٍ لينهي صرخاتها بشفتيه المجنونتين بينما أخذت تضربه و تضربه بقبضتيها و ركبتيها الا أنه قضى بقوته على كل مقاومتها ٢ نقطة
, بعد عدة لحظات مت الشغف الغاضب ضمها بذراعه الي صدره اللاهث و امسك بذقنها يرفع وجهها اليه ليقول بصوت مرعب و عينين تضاهيانه رعبا في الظلام
, (أنا اعتذرلك ٢ نقطة اعتذر عن تركك وحيدة صغيرة في مواجهة الجميع ٢ نقطةلكن غير ذلك ليس لك شيا عندي ، أنتِ ملكي و هذا غير قابل للنقاش و سأدمر من يجرؤ على الإقتراب من زوجتي ٢ نقطة أتفهمين ؟؟ ٢ نقطة )
, كانت عيناها متسعتان رعبا و هي تلهث هي الأخرى ٢ نقطة أين ضاعت فورة الشجاعة ؟؟ ٢ نقطة لكن أي شجاعة و هي بمفردها هنا مع ذلك المجنون الذي يبدو على وشكِ افتراسها ثم قتلها و رميها على جانب الطريق ٢ نقطة وقد يذهب ليقتل الحقير الآخر صديقه بعد أن يقتلها ٢ نقطة
, و حين وجدها صامتة مذهولة برعب أعاد شادا على ذقنها بقوة
, ( أتفهمين ؟؟ ٢ نقطة أجيبي ٢ نقطة )
, أومأت برأسها رعبا ٢ نقطة حينها أقترب منها ليعيد حرارة اشواقه لكن هذه المرة بأقل عنفا نوعا ما ٢ نقطة وأعمق عاطفة
, كانت حنين ترتجف بين ذراعيه بمشاعر غريبةٍ لم تعرفها الا على يديه ٢ نقطة الى أن رن هاتفها فانتفضت بقوةٍ وهي تبتعد عنه بشراسةٍ مرعوبة ٢ نقطة فضحك جاسر قليلا على الرغم من عمق العاطفة في عينيه و التي لم يغادرها الغضب بعد ٢ نقطة
, حاولت حنين الوصول الي هاتفها بشتى الوسائل من بين ذراعيه وهو ينظر اليها متسليا مقيدا حركتها ٢ نقطة الى أن استطاعت النظر الى اسم مالك أخيرا ٢ نقطة فنظرت الي جاسر برعب وهي تهمس بترجي
, ( ابتعد ٢ نقطة ارجوك ابتعد قليلا ، يجب أن أرد ، لقد تأخرت في العودة ولا بد أن عمتى ستموت قلقا الآن ٢ نقطة )
, سمح لها جاسر أن ترد على الهاتف بخوف ٢ نقطة دون أن يتركها تماما ٢ نقطة
, فقالت حنين بسرعةٍ وهي ترتجف قبل أن يتكلم مالك
, ( نعم يا مالك ٢ نقطةأعرف أنني تأخرت أنا آتية حالا ٢ نقطة )
, قاطعها مالك ليقول بصوت غريب يحاول التمسك بالهدوء
, ( أين أنتِ الآن يا حنين ؟؟ ٢ نقطة أنا أعرف أنك مع جاسر )
, توقف قلب حنين٢ نقطةو اتسعت عيناها برعبٍ أكثر وأكثر ٢ نقطة ثم همست ترتجف
, ( م ٢ نقطة من ؟؟؟ ٢ نقطة ماذا ٢ نقطة تقصد ؟؟ )
, قال مالك وهو يتنهد غاضبا
, ( أين أنتما يا حنين ؟ ٢ نقطة لقد ذهبنا الى الحفل و علمنا أنكِ قد غادرتِ بصحبته ٢ نقطة )
, أخذت حنين تشهق شهقات رعبٍ متقطعةٍ صغيرة على هيئة أنفاسٍ قصيرة ٢ نقطة ثم همست دون وعي
, ( من ٢ نقطة معك ؟؟ ٢ نقطة )
, رد مالك بإيجاز و اقتضاب
, ( عاصم معي ٢ نقطة )
, ضربت حنين وجنتها بقوةٍ أصدرت صوتا من قوة ضربتها ٢ نقطة ولم تستطع النطق ، حينها أخذ جاسر الهاتف من يدها دون أن تجد القدرة على الحركة ٢ نقطة
, رد جاسر على الهاتف بهدوء مثير للأعصاب بينما الابتسامة القاسية تلوي شفتيه
, ( حنين بأمانٍ معي ٢ نقطة منذ فترةٍ طويلة لم نتكلم ، ٢ نقطة أنا وأنت )
, ٢ نقطة
, شدد مالك قبضته على الهاتف وهو يستمع الى الصوت العائد من ذاكرته ٢ نقطة ٢ نقطة
, كان يسير هائما على وجهه في شارع حارتهم الضيقة ليلا ٢ نقطة يبحث عما يجعله يتنفس من جديد ، عما يجعله يجد القدرة على نسيان مارآه أمام عينيه ٢ نقطة
, لا تزال أصوات البكاء و النواح تصم اذنيه ٢ نقطة لازال السواد يكسو ملابس السيدات المجاملات لعائلة رشيد ٢ نقطة
, لا يزال الحزن يرمي سواده على الجميع ٢ نقطة بسببه هو ٢ نقطة لأنه فرض في زهرةٍ صغيرة سقطت من بين يديه ٢ نقطة لو كانت برفقة أي شخصٍ آخر لكانت الحياة أمامها طويلة بكل مباهجها ٢ نقطة
, لكن هو ٢ نقطة ضيعها ٢ نقطة هو السبب في موتها ٢ نقطة السبب في موتها وأنها لن تعود لحياته تضحك و تملأها مرحا من جديد ٢ نقطة
, كان تائها في أفكاره ٢ نقطة الى أن انعطف في الزقاق الضيق ، وأكمل سيره الهائم دون هدف ٢ نقطة
, ( كنت أنتظرك ٢ نقطة لنصفي حسابنا أنا وأنت ٢ نقطة )
, رفع رأسه ليرى جاسر واقفا مستندا الى الحائط القديم ناظرا الى الأرض دون أن يرفع نظره الى مالك ٢ نقطة رافعا ساقا واحدة ليسندها الى الحائط من خلفه ٢ نقطة
, ثم صوت مدية حادة تستل لتفتح بسرعةٍ ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, رفع مالك يده يتلمس أثر جرحا قديما في فكه ٢ نقطة وهو يسمع صوت جاسر على هاتف حنين ، أغمض عينيه لحظة ببأس ثم قال بهدوءٍ قوي النبرات
, ( أين أنتما الآن ؟ ٢ نقطة ما تفعله الآن قد يكلفك حياتك )
, مد عاصم يده بقوةٍ جبارة جعلت السيارة تطيح من يده للحظةٍ وهو يختطف الهاتف من مالك ليقول صارخا بجنون
, ( أسمع يا ( ٢ نقطة ) ٢ نقطة إن لم تخبرني أين انتما حالا فقسما ب**** لن أرحمك ولتترحم على نفسك منذ الآن )
, سمع صوت ضحكةٍ شرسة متسلية زادته جنونا و غضبا ثم قال جاسر بهدوء ٢ نقطة
, ( لا داعي لمثل هذا الغضب ٢ نقطة أنت لم تعد صغيرا على مثل هذا الضغط يا عاصم ، خاف على نفسك من المرض ٢ نقطة بكل بساطة و أدب اسأل و أنا سأجيبك ، على العموم نحن عند طريق البحر السريع ٢ نقطة كنا نستمتع ببعض ذكرياتنا القديمة )٢ نقطة
, صرخ عاصم كالمجنون بكلامٍ غير مفهوم معظمه و شتائم و الفاظٍ صعبة ٢ نقطة فأبعد جاسر الهاتف عن اذنه قليلا وهو ينظر مبتسما الى حنين التي كانت ملتصقة بظهرها الى باب السيارة ٢ نقطة بعينين متسعتين رعبا ، و يدٍ على وجنتها و فمٍ مفتوح ٢ نقطة
, بينما كانت تلهث بقوةٍ حتى أنها شعرت ببوادر إصابتها بنوبةٍ قلبية ٢ نقطة
, أغلق جاسر الخط و عاصم لا يزال يصرخ و يشتم ثم وضعه في حجرها بكل هدوء ٢ نقطة
, همست حنين وهي ترتجف بشدةٍ و رعب
, ( ل٢ نقطة لماذا ؟ ٢ نقطة سيقتلني ٢ نقطة سيقتنلني )
, ازدادت ملامحه قسوة ٢ نقطة ثم قال بخشونة
, ( لن يجرؤ على أن يمسك بسوء ٢ نقطة إن آجلا أو عاجلا كانو سيعرفون بعلاقتنا ٢ نقطة)
, همست حنين و هي تضحك عابسة و بوجهها الملطخ سوادا
, ( علاقتنا ؟؟ ٢ نقطة )
, قال جاسر بمنتهى الهدوء و هو يستند بظهره الى مقعده و يخرج سيجارة ليشعلها فأضاءت جانب وجهه القاسي ٢ نقطة
, ( وماذا تسمين الفترة الماضية ؟ ٢ نقطة كم مرةٍ قبلتِ بالركوب معي في سيارتي ٢ نقطة ذهبتِ الي بيتي ٢ نقطة كم مرة كلمتك على هاتفك ٢ نقطة كم مرة ٢ نقطة قبلتك فيها ؟؟ ٢ نقطة أنتِ لست شديدة الحزم يا حنين )
, اظهرت ملامحه علامة الأسف المزيف و هو يقول ٢ نقطة" أنت لست شديدة الحزم يا حنين "٢ نقطة
, فمضى و قتا طويلا وهي تنظر اليه مذهولة مما يقوله ٢ نقطةثم أومأت برأسها بحركاتٍ لا ارادية و كأنها تهذي ٢ نقطة و همست
, ؛( نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة معك حق ٢ نقطة أنا أستحق ما سيفعله بي عاصم )
, ثم التفتت و هي ترتجف جالسة باعتدال في مقعدها ٢ نقطة منتظرة مصيرها البائس ٢ نقطة
, نظر اليها جاسر في الظلمة وهي جالسة تنظر أمامها بينما ترتجف لدرجة أنه يكاد يشعر بإرتجافها عبر المقعدين ٢ نقطة ليست غلطته إن عرف عاصم بالأمر بهذه الطريقة
, من المؤكد أن كل ذلك حدث بسبب غباءها هي و زوجته الحمقاء التي جاءت تمثل دور الحامي ٢ نقطة
, نفث دخان سيجارته بقوةٍ ٢ نقطةلو كان بيده لكان أخذها عنوة لبيته ، الا أن المشاكل ستنهال عليه يوما بعد يوم لذا فمن الافضل أن المشاكل قد بدأت الليلة من نفسها ٢ نقطة
, إن كان قد نوى توريطها بعرضه في الحفل ، لكنه لم يكن يتخيل أن تخدمه الظروف بهذا الشكل دون أن يثقل ضميره ٢ نقطة
, سبحان من رحمها منه الآن بعد أن سمع اعترافها لعمر ٢ نقطة و على الرغم من أنه كان يعرف بمشاعرها مسبقا الا أن سماعها وهي تعترف بها لرجلٍ غريب جعله على وشكِ أن يقتلها ٢ نقطة
, لقد حاول أن يبرر لنفسه مشاعرها السخيفةٍ تجاه أول من مد لها يد الصداقة ٢ نقطة حيث انها لم تكن تعلم بأنه سيعود لها يوما ٢ نقطة الا أن اعترافها جعل منه مجنونا ٢ نقطة لذا كانت صفعتها له هي أفضل فرصة له ليرد لها الغضب الناري الذي يشعر به تجاهها ٢ نقطة
, حتى ان شدة غضبه تجعله الآن متلذذا بخوفها الظاهر عليها الآن ٢ نقطةوهو يفكر بشماتة ٢ نقطة" اين ذهبت تلك العاشقة الشجاعة التي لا تأبه لشيٍ في أعلانها لحبها ٢ نقطة ومن هي تلك التي تجلس مرتجفة رعبا الآن "
, فجأة غمرهما ضوء قوي من خلفهما أقترب حتى أغشى بصريهما ٢ نقطة ثم صوت مكابح قويةٍ لسيارةٍ وقفت خلفهم بكل سرعتها ٢ نقطة
, التفتت حنين الي جاسر و قالت بصوتٍ مرتجف الا أن بعض من الشجاعة نبعت من حروف كلمتها البسيطة
, ( لن أسامحك أبدا يا جاسر ٢ نقطةإن كان هذا من الممكن أن يؤثر بك )
, ثم دون كلمةٍ نزلت من السيارة ٢ نقطةتاركة جاسر مكانه لحظة واحدة فقط وهو يتسائل أين ذهبت الشماتة ٢ نقطة
 
الفصل الرابع والثلاثون


نزل عاصم من سيارته ودون حتى أن يهتم بالنظر الي مالك الذي أخذ يناديه و هو يلحقه جريا ٢ نقطة و ما أن استقام جاسر في وقفته حتى هجم عاصم عليه ليلكمه في منتصف وجهه لكمة كادت أن توقعه أرضا ٢ نقطةصرخت حنين بقوةٍ و هي تغطي وجهها بيديها
, اعتدل جاسر مرة أخرى مبتسما وهو يلمس أنفه ليرى أن الدم قد غطى أصابعه ٢ نقطة فأمسكه عاصم بكلتا قبضتيه من قميصه وهو يجذبه اليه صارخا
, ( ماذا تريد منها يا حيوان ؟ ٢ نقطة و كيف تمتلك الجرأة على العودة بعد ما فعلته قديما )
, ابتسم جاسر و قال بهدوء ٢ نقطة
, ( لما لا ننسى الماضي و نبدأ من جديد ٢ نقطة لأنني عدت لإسترداد حنين )
, و في حين غرة كان قد أرجع رأسه للخلف ليعود بها ناطحا جبهة عاصم ٢ نقطة الذي تمايل قليلا من قوة الضربة ، حينها هجم مالك عليه وهو يخلصه من قبضتي عاصم ممسكا بقميصه رافعا ركبته ليضرب بها جاسر في معدته صارخا بغضب
, ( أيها الحقير ٢ نقطة )
, كانت حنين واقفة على جانب الطريق وهي ضامة ذراعيها الي معدتها منحنية و هي تصرخ لهم بأن يتوقفو ٢ نقطة بينما كان جاسر و مالك قد تشابكا معا بجنون ٢ نقطة فتدخل عاصم ليبعد مالك عنه وهو يدفع جاسر بكل قوته ليرتطم بسيارته ٢ نقطة ثم اقترب منه ليمسكه من قميصه من جديد هادرا فيه
, ( ابتعد عن أهل بيتي ٢ نقطة والا قسما ب**** سأطلق رجالي عليك و لن يعثر لك احد على أثر ٢ نقطة )
, ضحك جاسر عاليا ٢ نقطةعلى الرغم من وجهه المكدوم ، ثم نظر الي حنين التي كانت واقفة تبكي و تصرخ برعب ٢ نقطة و منها نظر الي عاصم ليقول بهدوء على الرغم من لهاثه
, ( حنين لي منذ زمن ٢ نقطة ولن أتنازل عنها بعد اليوم )
, هجم عاصم عليه مرة أخرى ينوي سحقه ٢ نقطة الا أن مالك أمسكه بقوةٍ وهو يهتف بغضب
, ( دعه يا عاصم ٢ نقطة هذا يكفي فهو لا يستحق أكثر )
, ابتعد عاصم و هو يلهث و عيناه تحترقانِ غضبا ٢ نقطةبينما اقترب مالك من جاسر لينظر اليه طويلا و بادله جاسر كرها بكره ٢ نقطة ثم قال مالك بهدوء
, ( اليوم عاصم معي ٢ نقطة لذا لن تكون حربا عادلة ، لكن يوما ما ٢ نقطة أنا و أنت سيكون لنا حسابا لنصفيه سويا )
, ثم ابتعد بهدوء يتبع عاصم الذي أمر حنين صارخا بأن تركب السيارة ٢ نقطة حينها همس جاسر لنفسه
, " وأنا سأكون في انتظارك يا ابن رشوان "
,
, كانت الحاجة روعة جالسة تبكي كعادتها في انتظار عودة أبنائها من أحدى مصائبهم ٢ نقطة خاصة بعد أن حكت لها صبا عن ملخص الموضوع الذي جعل عاصم يخرج كالمجنون ٢ نقطة
, ومن لحظتها و هي جالسة تبكي و بجوارها صبا تربت على كتفها دون أن تتركها للحظةٍ واحدة ٢ نقطة
, و فجأة فتح الباب ٢ نقطة ودخل منه عاصم بمنظرٍ مخيف ٢ نقطة جاذبا حنين خلفه من شعرها ليدفعها بكل قوته الى الداخل ،،
, جرت حنين الى الحاجة روعة وهي تبكي و تشهق برعب و قد اسود وجهها بمنظرٍ مخيف من الكحل الأسود الذي لطخ وجهها ٢ نقطة
, ضمتها الحاجة روعة الي صدرها وهي تبكي هي الأخرى ٢ نقطة الا أن عاصم لم يدعها وما أن أغلق الباب حتى هجم عليها ليسحبها من شعرها من بين حضن والدته ٢ نقطةفصرخت حنين بقوةٍ وهي تبكي بينما كان عاصم يصرخ كالمجنون
, ( أنا ؟؟ ٢ نقطة أنا تتسببين لي بمثل هذه الفضيحة ؟؟ ٢ نقطةمنذ متى وأنتِ تقابلينه ؟؟ ٢ نقطة انطقي ٢ نقطة )
, صرخت حنين من بين بكائها العنيف
, ( فقط ٢ نقطة فقط ٢ نقطة عدة مرات ، أنا لا ذنب لي ، هو يريد ٢ نقطةأن يردني اليه ٢ نقطة و انتم السبب ، أنتم جميعا السبب ٢ نقطة )
, صرخ عاصم بوحشية
, ؛( و لكِ الجرأة على الجدال ٢ نقطة )
, رفع يده عاليا يريد ضربها الا أنه في لحظةٍ واحدة ٍ وجد صبا بينهما وهي تصرخ بثورةٍ عارمة
, ( إياك ٢ نقطة إياك يا عاصم أن تمد يدك عليها ٢ نقطة)
, صرخ عاصم بقوة
, ؛( ابتعدي يا صبا ٢ نقطة )
, عادت صبا لتصرخ
, ( إن أردت ضربها عليك أن تضربني أولا ٢ نقطة )
, صرخ عاصم وهو يمسكها من ذراعها بقوةٍ يحاول أن بعدها عن حنين ٢ نقطة بينما صبا مرجعة ذراعيها خلفها لتشبكهما بخصر حنين بمنتهى القوة ٢ نقطة وهي تبدو كدرعٍ بشري لها ٢ نقطة
, ( قلت لكِ يا صبا ابتعدي ٢ نقطة لا تدعيني آذيكي )
, عادت صبا لتصرخ بكل قوتها وهي متمسكة بحنين من خلفها
, ( قسما ب**** يا عاصم لن تضربها ،٢ نقطة الا أن تضربني أولا )
, ظل عاصم ينظر اليها طويلا ٢ نقطة وهو يتنفس بصعوبة ، حينها قالت الحاجة روعة من بين بكائها العنيف
, ( و**** يا عاصم إن ضربتها لا أنت ابني و لا أنا أعرفك ٢ نقطة )
, نظر عاصم الي أمه الباكية بعنف ٢ نقطة حتى أنها لم تقل ما قالته للتو يوم أن ضرب حور ٢ نقطة
, ابتعد للخلف ثم نظر الي صبا و حنين المتشبثتين ببعضهما ٢ نقطة وقال بصرامة وتعب
, ( أنتما الإثنتين ٢ نقطة لا خروج لكما من باب هذا البيت ٢ نقطة)
, ثم صعد الى غرفته دون أن ينظر اليهما ٢ نقطة بينما هما الاثنتين يفكران في شيء واحد ٢ نقطة أن ما خفي كان أعظم ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, نزلت حنين صباحا كمن محكوم عليها بحكم الإعدام ٢ نقطة
, فبعد أحداث الليلة الماضية ، لم تنطق كلمة واحدة و فرت الى غرفتها . ملاذها الآمن لتختبيء فيها و هي تشعر بأن كل ما حدث كان فوق طاقتها ٢ نقطة وما أن خلعت ثوب حور الأحمر حتى رمته أرضا و أخذت تدهسه بقدميها و هي تبكي وتبكي ٢ نقطة الى أن ارتمت على سريرها تبكي ضياع حياتها و سمعتها وأحلامها و ٢ نقطة وحبها ٢ نقطة
, و حين حل الصباح بعد ليلة فظيعة لم تذق خلالها النوم للحظةٍ واحدة ٢ نقطة سمعت طرقا خفيفا على الباب ثم دخلت الحاجة روعة ٢ نقطة في عينيها العطف الا انه يحمل العتاب الشديد على كل ما أخفته حنين عنها خلال الفترة الماضية
, لكنها لم تكلمها في الأمر ٢ نقطة بل أخبرتها أن عاصم يرغب في رؤيتها و أن مالك أيضا بالأسفل بعد أن قضى ليلته في البيت القديم ٢ نقطة
, نزلت حنين حيث وجدت عاصم جالسا على احد الكراسي الضخمة ، دون أن تختفي القسوة عن ملامحه بعد ٢ نقطة الغريب أن حنين لم تعد تشعر بالخوف ٢ نقطة حالة من التبلد قد أصابتها ، وجعلتها تبدو كمن يشاهد من بعيد ٢ نقطة وكأنها انفصلت عن واقعها تماما ٢ نقطة
, ها قد نصبت المحكمة ٢ نقطة
, عاصم يجلس في الكرسي الضخم كالقاضي الذي سيحكم عليها بالإعدام ٢ نقطة و مالك يقف مستندا الي المدفئة وهو ينظر اليها بوجوم مع بعض التعاطف ٢ نقطة
, بينما الحاجة روعة كانت تقف في أحد الزوايا و هي تبدو قلقة لكن تنظر الى حنين نظرة تشجيع ٢ نقطة
, صبا الوحيدة التى كانت واقفة بعيدا و تبدو عليها علامات عدم الفهم ٢ نقطة يبدو أن عاصم لم يقض الليلة في غرفته عقابا لها ، الا أنه لم يسمح لها بأن تذهب بأن تبيت ليلتها معها في غرفتها ٢ نقطة
, وقفت حنين أمامهم بلا تعبير ٢ نقطة تتفرج عليهم و تراقب كل نفسٍ من أنفاسهم ٢ نقطة و كان عاصم هو أول من بدأ الكلام حيث قال بجفاء لكن بهدوء
, ( تعالي يا حنين ٢ نقطة )
, اقتربت حنين خطوة و كانها تتقدم من منصة الحكم ٢ نقطة ثم قال عاصم بخشونة
, ( حنين ٢ نقطة منذ الآن ، سنتعاهد أن ننسى كل ما حدث و لن نذكره أبدا بعد الآن ٢ نقطة )
, نفس العهد القديم ٢ نقطة ذلك الذي قطعوه بعد رحيل جاسر قبل زفافهما ٢ نقطة و بعد أن اشتعلت الدنيا نارا و بعد أن ظنو أنهم قد أخمدوها بفسخ العقد للابد ٢ نقطة ها هو العهد يتجدد ٢ نقطة
, تابع عاصم بمنتهى الهدوء
, (حنين ٢ نقطة ليس هناك من سيرعاكِ أفضل من ابن عمك وهو أولى بك ٢ نقطة مالك خطبك مني ٢ نقطة وأنا وافقت )
, انتفضت و هي تتلقى تلك القذيفة فنظرت الى مالك بذهول ٢ نقطة فابتسم لها ابتسامة ضعيفة متعاطفة و كانه يشجعها و يخبرها أنه موجودا بجوارها ٢ نقطة
, اتسعت عينا صبا هي الأخرى ذهولا وهي تهتف بصوتٍ هامس وصل حنين ٢ نقطة ( ماذا ؟؟ ٢ نقطة هذا جنون )
, نظرت حنين الى مالك ، وهي تعلم ما سمعته منذ أيام ٢ نقطة أنه من المستحيل أن يفكر بها كزوجةٍ يوما ما ٢ نقطةو أكد على ذلك على مسمعٍ منها ٢ نقطة
, اذن ٢ نقطة أن الجلسة العائلية أسفرت عن أن عاصم قد أمر ٢ نقطة وبأمر عاصم وجدو أن أفضل حل حفاظا على سمعتها هو أن يخطبها مالك ٢ نقطة وطبعا مالك الشهم وافق ، مضحيا بسعادته ٢ نقطة
, نظرت صبا اليها بتصميم و كأنها تأمرها بأن تنطق الآن ٢ نقطة لكن حنين كانت تنظر اليها دون أي اشارة على الإستجابة ٢ نقطة و ظلت صامتة حتى أوشكت صبا على الإصابة بالجنون ٢ نقطة
, قال عاصم بقوة حين طال صمت حنين المتجمدة
, ( لا مجال للمناقشة يا حنين ٢ نقطة )
, فكرت حنين في نفسها بغباء وكأنها تشاهد عرضا لا يخصها " وهل ناقشت شيئا ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة"
, وضع مالك يده على كتف عاصم ليمنع عن المتابعة ٢ نقطة ثم تقدم الى حنين و أمسك بيدها وهو يقول برفق
, ( بإمكاننا أن نُنجح الأمر يا حنين ٢ نقطة لا تخافي ، لن أخذلك أبدا )
, ٢ نقطة
, وفي حين أن بيت آل رشوان كان على وشكِ الإشتعال منذ ليلة أمس ٢ نقطة كان هناك شخصا آخر من آل رشوان في عالمٍ آخر تماما و هو يمر بأقصى درجات الحيرة ٢ نقطة
, ( وعاء أم مصطفى ٢ نقطة )
, وقفت حور بفستانها القصير حافية على أرض المطبخ ٢ نقطة وهي تضع يديها في خصرها ، تمط شفتيها المكتنزتين على جانبٍ واحد وهي تعضهما في نفس الوقت ٢ نقطةناظرة الى الوعاء ٢ نقطة
, انه لديها منذ عدة أيام ٢ نقطة و لقد تأخر عندها جدا ، لذا يجب ان تعيده ٢ نقطة لكن لتعيده ، يجب أن تعيده و هو ممتلىء بصنفٍ قامت بصنعه بيديها ٢ نقطة تلك هي القوانين ، ٢ نقطة نعم هي تتذكر هذه القوانين جيدا الا أنها لم تأبه بها أبدا و لم تتخيل أنا لازالت مهمة حتى يومنا هذا ٢ نقطة
, لكن من نبهها هو مصطفى نفسه ٢ نقطة فحين أعطته الوعاء الفارغ ليسلمه الى أمه ٢ نقطة نظر مصطفى الى الوعاء بحيرة ثم قال بإندهاش
, ( الن تملئيه بشيء ؟؟ ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حور بدهشةٍ ثم قالت غاضبة
, ( ألن تتعلم الأدب ؟؟ ٢ نقطة )
, قال مصطفى بحيرةٍ
, ( وماذا فعلت ؟؟ ٢ نقطة أنا أخبرك بما يحدث ، ٢ نقطةأنا آخذ الوعاء ممتلئا الى الجيران ، و بعد يوم أعود به ممتلئا الى أمي ٢ نقطة خالتي أم سعيد مرة وضعت به لقمة القاضي ٢ نقطة خالتي نبيهة وضعت به مرة أخرى بلح الشام ٢ نقطة خالتي أم سهير وضعت به محشو كوسة و باذنجان ٢ نقطة أما الخالة علية فوضعت به كنافة بالمكسرات صنعتها بنفسها و بعثت معها الغذاء ٢ نقطة بعثت سمكا مشويا و آخر مقليا ٢ نقطة و فواكه البحر ، لكن كنافة الخالة علية كانت الأروع من بين باقي الخالات )
, قالت حور بحنق وهي تهتف
, (فهمنا يا سيدي فهمنا ٢ نقطة لكن من عندي أنا ستأخذه فارغ ٢ نقطة هل لديك مانع ؟؟ )
, هز مصطفى كتفيه بلامبالاة وكأنه يخبرها ٢ نقطة" أنتِ حرة " ٢ نقطة
, لكن حور أكملت العبارة الوهمية في بالها ٢ نقطة" لكن سيدات الحي سيضعنكِ في القائمة السوداء "٢ نقطة
, لذا جذبته من ياقة قميصه من الخلف قبل أن يخرج ٢ نقطة لتعيده ، ثم أخذت منه الوعاء وهي تقول بخيلاء
, (سأفكر في الأمر ٢ نقطة هيا انصرف )
, وها هي الآن تقف أمام الوعاء ٢ نقطة ماذا بإمكانها أن تضع فيه ؟؟ ٢ نقطة لما لا تشتري أي شيء و تضعه ؟؟ ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا لن ينطلي الأمر عليهن ٢ نقطة إنهن مصائب ٢ نقطة
, حسنا يا حور ٢ نقطة دعينا نرى في ذاكرتك ، ما هو الشيء الوحيد الذي تجيدين صنعه ؟؟ ٢ نقطة
, ابتسمت حور ٢ نقطة وقد أضاء المصباح المحروق في عقلها ٢ نقطة " أرز بحليب "٢ نقطة
, نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة الوعاء عميقا نوعا ما و سيصلح ٢ نقطة صحيح أنهم سيضطرون الى غرفه كما يتم غرف الحساء لكن لا بأس ٢ نقطة المهم أن يكون مزينا بطريقةٍ فنية تبهر النظر ٢ نقطة
, حسنا كل شيء موجود لديها ، ينقصها ٢ نقطة القشدة ٢ نقطة الكثير من القشدة ، ٢ نقطة
, اتجهت الى الشرفة فجرى خلفها معتز تلقائيا ٢ نقطة ففقرته المفضلة قد بدأت ٢ نقطةحيث تقفز أمه وهي تلوح بيديها و تكلم الهواء ٢ نقطةثم تقذف ذلك الشيء من الشرفة ٢ نقطة
, وقفت حور في الشرفة مستندة الى السور ٢ نقطة ثم مالت بنفسها وهي تنادي بصوتٍ رنان ٢ نقطة
, ( يا عم جلااااال ٢ نقطة يا عم جلااااال ٢ نقطة )
, ( ماهذا الذي تفعلينه ؟؟؟ ٢ نقطة )
, انطلقت تلك الصيحة الغاضبة المذهولة من خلفها مما جعلها تشهق مفزوعة وهي تستدير ضاربة صدرها الأبيض الظاهر جزءا منه من قميصها البيتي المزركش ٢ نقطة
, عقد نادر حاجبيه بغضب وهو ينظر اليها من أولها لآخرها بفستانها القصير ٢ نقطة فجذبها من ذراعها دون كلمة الي الداخل
, ثم هدر فيها
, ( ما هذا الذي تفعلينه ؟؟ ٢ نقطة وكيف تخرجين الى الشرفة بهذا الشكل ؟؟ )
, كانت حور لازالت لم تستوعب بعد ما الذي أعاده ٢ نقطة لكنها بعد أن هدأت نفسها من تلك الإنتفاضة ٢ نقطة قالت بتردد
, ( كنت أنادي على عم جلال ليبعث صبيه الى محل الألبان في الزقاق المجاور لأني أريد ٢ نقطة قشدة )
, قالت كلمتها الأخيرة وهو ينظر الي فستانها المفتوح قليلا ٢ نقطة تزامنا مع كلمتها ، فخفتت ثم سكتت ٢ نقطة بينما رفع نادر عينيه المصدومتين الغاضبتين اليها ليهتف غضبا وهو لا يستوعب كل هذا الكم من المعلومات ثم هتف
, (كيف تخرجين بهذا ال ٢ نقطة هذا ال ٢ نقطة ال ٢ نقطة )
, رفعت حور يديها في الهواء تقول بحذر
, ( اهدأ ٢ نقطةاهدأ ٢ نقطة هدىء أعصابك ، انظر لقد فرشت ملاءة على السور الحديدي حتى لا تظهر ساقي ٢ نقطة كلما خرجت )
, صرخ نادر و هو يلا زال مذهولا مما يسمعه
, ( و شكلك و أنت تميلين من فوق السور؟؟ ٢ نقطة و صوتك و أنت تنادين ؟؟؟ ٢ نقطة)
, قالت حور وهي متعجبة منه
, ( كل النساء هنا يخرجن من شرفاتهن لينادين ٢ نقطة أمر عادي ، ٢ نقطة )
, هتف نادر بغضب
, ( لا دخل لي ٢ نقطة لن تخرجي بعد الآن بهذا المنظر أبدا ، و لن تنادي بصوتك من الشرفة أبدا ٢ نقطةمفهوم ؟؟ )
, قالت حور بتبرم كالأطفال ( مفهوم ٢ نقطة ) بينما بداخلها كانت ترقص طربا ٢ نقطة هكذا هن النساء
, قال نادر بعد أن هدأ غضبه قليلا ٢ نقطة
, ( ولماذا أصلا كنتِ تريدين القشدة ٢ نقطة )
, ردت حور ببراءة
, ( كنت أريد أن أعد أرز بحليب لأرسله لأم مصطفى لتتذوقه ٢ نقطة )
, كان نادر ينظر اليها مستفهما ٢ نقطة تعد ماذا ؟؟ ٢ نقطة لمن ؟؟ ٢ نقطة أين ؟؟ ٢ نقطة وكيف .؟؟؟ ٢ نقطة حوور ؟؟؟ ٤ علامة التعجب ٢ نقطة
, قال نادر بجفاء قليلا
, ( ومنذ متى تعلمتِ صنعه ؟؟ ٢ نقطة )
, ردت حور بعذوبة
, ( أنا ماهرة فيه منذ زمن ٢ نقطة هل تحبه ؟؟ ٢ نقطة )
, قال نادر بنفس الجفاء
, ( الآن تسألين ؟؟ ٢ نقطة يكفي أن ترسلي لأم مصطفى ٢ نقطة )
, رفعت حور حاجبيها و ابتسمت ثم همست برقةٍ تذيب الحجر
, ( لا ٢ نقطة ماذا تقول أنت ؟؟ ٢ نقطة والد معتز هو الأساس )
, نظر اليها باستهانة ٢ نقطة بينما عيناه كانتا شبه مبتسمتين ٢ نقطة ثم تنحنح أمام ابتسامتها الخلابة ليقول بجفاء
, ( أنا سأنادي على عم رشاد ليجلب لكِ ما تريدين ٢ نقطة )
, قالت حور بهمس ( عم جلال٢ نقطة )
, قال نادر تائها قليلا في شفتيها الهامستين كأنها تنفخ ريشة لتطير ٢ نقطة( ماذا ؟؟ ٢ نقطة )
, أعادت حور برقةٍ ( اسمه عم جلال ٢ نقطة )
, قال نادر بخشونة
, ( حسنا ٢ نقطة رشاد ، جلال٢ نقطة لن تنادين أحدا مرة أخرى ٢ نقطة )
, همست حور بدلال وهي تهتز كعادتها ٢ نقطة فهي لا تستطيع أن تقف ثابتة أبدا ، لا بد وأن تتمايل في مكانها ٢ نقطة
, ( حاضر ٢ نقطة )
, تأفف نادر بنفاذ صبر ٢ نقطة لكن حور كانت قد شبكت ذراعيها خلف ظهرها و هي تتمايل ثم همست بدلال
, ( نادر ٢ نقطة أريد أن أطلب منك طلب ، أريد أن أذهب الى النادي ٢ نقطة )
, عقد نادر حاجبيه ثم قال بخشونة
, ( هل اشتقتِ لحياة النوادي من جديد ؟؟ ٢ نقطة )
, قالت حور بسرعة
, (بل سأخذ معتز معي ٢ نقطة سأسأل هناك إن كان بإمكانه أن ينتظم في رياضةٍ بالنسبة لحالته ٢ نقطة)
, نظر اليها نادر عدة لحظات ٢ نقطة دون أن تفهم شيئا من ملامحه ثم قال أخيرا
, ( حسنا ٢ نقطة غدا سأقلك اليه ، وفي منتصف اليوم سأعيدك )
, ابتسمت حور شاكرة برقةٍ دون افتعال ٢ نقطة ثم استدارت و دخلت الى المطبخ دون أن تنطق حرفا آخر ٢ نقطة فقلبها المجروح كاد أن يسلم راياته ٢ نقطة كادت أن تسقط على ركبتيها أمامه و تهمس ٢ نقطة احبني ٢ نقطة أرجوك أحبني ٢ نقطة
, نظر اليها نادر وهي تبتعد ٢ نقطةشاعرا بغضب ٢ نقطة بوجوم ٢ نقطة برفضٍ لنفسه قبل أن يكون لها ، يشعر بالتخاذل و كم يشعره هذا التخاذل بالحنق على نفسه ٢ نقطة
, لماذا لا يحررها ؟؟ ٢ نقطة لماذا يبقيها رهينته بهذا الشكل ؟ ٢ نقطة لا شيء أبدا أرغمه على حور ، وهو يعلم ذلك في قرارة نفسه ٢ نقطة و يكره أن يعترف بأنه دائما ما يحاول الإبقاء على شعرة الربط بينهما ٢ نقطة
, أحيانا ٢ نقطة أحيانا يشعر بأنه يريد أن يمنحها صداقته فربما تحتاجها ٢ نقطة الا أنه يعود و يهزأ من الفكرة ٢ نقطة ليست حور ، ٢ نقطة ليست حور أبدا ٢ نقطة
, لا يعلم لماذا أحيانا كثيرة يشعر بالإشفاق عليها ٢ نقطة و يريد أن يمنحها بعضا من ثقته ، لكن أكثر ما يخشاه أن يكون مجرد شيئا مرغوبا وما أن تحصل على اهتمامه حتى تزهده كما تفعل مع كل من تعرفهم و كل ما تمتلكه ٢ نقطة
, نظر نادر الي معتز و رق قلبه له و هو يراه يهتز و يتمايل كأمه٢ نقطة ثم همس له مبتسما بحنان
, ( ماذا تفعل ؟؟ ٢ نقطة هل تريد أن تشترك في رياضة كما تقول والدتك ؟؟ )
, الا أن معتز كان يميل بخصره يمينا و يسارا وهو يحرك أردافه بينما ذراعيه تتراقصان في الهواء
, قطب نادر جبينه ٢ نقطة وهو ينظر الي معتز بريبةٍ وهو يميل بجذعه للخلف ثم يهزه بقوة ٢ نقطة فرفع نادر حاجبا و نظر بعيد ثم أعاد نظر ه الى معتز مرة أخرى مرتابا من حركاته التي لا تبدو غريبة على ذاكرته ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, أمسكت حور بكف معتز وهي تسير به في النادي متجهة الى أحد المدربين ٢ نقطة و مرت على مجموعةٍ من الشباب جالسين الى أحد الطاولات ٢ نقطة
, فتعلقت عينان خضراوان٢ نقطة بذات القوام الساحر في بنطالها الاحمر و قميصها الأبيض و هي تسير كفرسٍ عربيٍ أصيل و شعرها الأسود الطويل خلب لبه وهو يتطاير من خلفها ٢ نقطة
, مال على من يجلس بجواره ليهمس
, ( من تلك ذات البنطال الأحمر و الخلخال ؟؟ ٢ نقطة )
, نظر صديقه الى من يشير ٢ نقطة ثم ابتسم مسحورا وهو يقول
, ( إنها حور رشوان ٢ نقطة كانت ساحرة الجميع هنا اثناء سفرك ، لكنها متزوجة وعلى ما يبدو هذا ابنها معها ٢ نقطة فلا مجال للوصول اليها )
, عاد صاحب العينين الخضراوين الى مكانه وهو يلتهم كل ذرةٍ من صاحبة الخلخال و البنطال الأحمر وهو يهمس لنفسه مبتسما
, ( ربما ٢ نقطة )
 
الفصل الخامس والثلاثون


منذ عدة أيام ٢ نقطة
,
, كان جالسا بجوارها على أحد مقاعد البحر ٢ نقطة وكان ينظر اليها متعاطفا مع شهقاتها الباكية العنيفة و التي جذبت أنظار المارة اليهما ٢ نقطة
,
, كانت تبكي بصوتِ اللوعة و الألم لدرجة أنه لم يجد سبيلا سوى أن يدعها تفرغ بعضا من شحناتها ٢ نقطة بعد الموقف الذي تعرضت له ٢ نقطة
,
, لذا بقى ساكنا بجوارها وهو يمسك حافة المقعد بكفيه ٢ نقطةيراقبها بصمت الى أن نفخت بقوةٍ في منديله القماشي ٢ نقطة
,
, رفع مالك أحد حاجبيه وهو يفكر٢ نقطة " أنه ثاني منديل ٢ نقطة ومن المؤكد أنها لن تعيده كالأخر " ٢ نقطة
,
, أخفت أثير وجهها في المنديل المطوي و هي تبكي بغزارة ٢ نقطة وبعد عدةٍ شهقات ، تجرأ مالك على السؤال ببطء
,
, ( الم تكتفي من البكاء بعد ؟ ٢ نقطة اهدئي قليلا لنتكلم )
,
, هتفت أثير من بين شهقاتها المختنقة بصوتٍ لا يكاد يكون مفهوما منه كلمة
,
, ( أنا أبكي على حالي ٢ نقطة أبكي الغلب الذي اعيشه كل يومٍ و كأن الدنيا قد رسمته طريقا لي )
,
, قال مالك بخفوت يقاطعها
,
, ( استغفري ربك و لا تقولي مثل هذا الكلام ٢ نقطة )
,
, بكت أثير مرة أخرى بحرقةٍ و هي تستغفر **** همسا ٢ نقطة ثم قالت بصوتٍ مختنق من الدموع
,
, ( لقد اشفقت على نفسي مما تعرضت له ٢ نقطة لأنني ضعيفة لم أستطع أن أنال حقي من ذلك الحقير )
,
, سكت مالك قليلا وهو ينظر الى وجهها المتورم قهرا ٢ نقطة ثم قال بهدوء
,
, ( أخبريني مرة أخرى ماذا فعلتِ به بعد أن تطاولت يده عليكِ ٢ نقطة )
,
, رفعت وجهها و هي تهتف بشراسةٍ مفاجئة على الرغم من عينيها المتورمتين
,
, ( أمسكت بالزجاجة الموضوعة على أقرب طاولة ٢ نقطة ثم ضربته بها على أم رأسه ٢ نقطة )
,
, سكت مالك قليلا وهو يومئ برأسه متفهما ٢ نقطة ثم قال مرة أخرى
,
, ( لقد أصيب بإرتجاج في المخ ٢ نقطة و حصل على عشرة قطبات )
,
, عادت أثير لتبكي بصوتٍ عالٍ ٢ نقطة ثم صرخت بإختناقٍ و نشيج
,
, ( لم أشف غليلي منه بعد ٢ نقطة )
,
, قال مالك و هو يحاول أن يهدئها
,
, ؛( احمدي ربك على أن الموضوع تمت تسويته ٢ نقطة و الا لكنتِ محتجزة الان )
,
, بكت أثير مجددا لكن بحدةٍ أقل ٢ نقطة فنظر مالك اليها بعطف ، لكن حانت منه التفاتة يجد أن بائع "غزل البنات " يسير مناديا من خلفهما وهو يحمل ذلك العدد الهائل من الأكياس المنتفخة الشفافة و التي تحتوي على الحلوى القطنية
,
, فأشار له مالك بسرعةٍ وهو يعرف أن حلوى غزل البنات هي الحل السحري لإسعاد الفتيات طبقا لمعرفته بحور و حنين ٢ نقطة
,
, اقترب الرجل بسرعةٍ منهما ٢ نقطة فطلب مالك منه اثنين من اللون الأبيض ٢ نقطة
,
, الا أن أثير نفخت في منديله مرة أخرى وهي تقول في منتصف بكائها
,
, ( أريد الوردي ٢ نقطة )
,
, عبس مالك قليلا ثم قال
,
, ( من قال أنني سأبتاعه لكِ ٢ نقطة )
,
, عبست أثير هي الاخرى من بينِ بكائها و قالت بامتعاض
,
, ( لا أريد منك شيئا ٢ نقطة اعطني يا عم اثنين ورديين )
,
, ثم اخرجت من حقيبتها ٢ نقطة عملتين معدنيتين ، الا أن مالك امسك بيدها قبل ان تمدهما الى الرجل و أخذ يضحك و هو يقول
,
, ( كنت امزح معك فقط ٢ نقطة توقفي عن هذا المزاج الساحلي ، لا نريد أن تنطحي شخصا آخر لليوم على الأقل )
,
, لكن أثير لم تسمع كلمة مما قالها ٢ نقطة فقد تاهت تماما في يده الممسكة بيدها ، الغريب أن برائته ظاهرة للأعمى و أنه يبدو وكأنه يتعامل مع أحد أصدقائه ٢ نقطة
,
, الا أنها ضاعت من لمسة يده ٢ نقطة و لم تدرك أنه كان قد أعطى للرجل نقوده و أخذ منه عدة أكياس وردية ٢ نقطة
,
, ناولها الاكياس بين يديها مبتسما وهو يقول
,
, ( هيا اضحكي ٢ نقطة كفاكِ كآبة ، لم أركِ يوما الا و بكيتِ فيه ٢ نقطة لا بد أن يمنحوكِ الجائزة الذهبية في النكد )
,
, ابتسمت بشرود وهي تتشرب ملامحه التي أصبحت تحفظها عن ظهر قلب ٢ نقطة محتنضة الأكياس بين ذراعيها برقة
,
, بعد فترةٍ طويلة ٢ نقطة كانت أثير تقضم من الحلوى في صمت و هي تطلع اليه بين لحظةٍ و أخرى ٢ نقطة ثم وجدت نفسها تريد أن تحتل مساحة شروده ٢ نقطة
,
, فقالت برقة و قد صار البكاء في فعلٍ ماض
,
, ( أنت أخٌ رائع ٢ نقطة )
,
, أفاق مالك من شروده وهو ينظر اليها ثم ابتسم و هو يقول بمرح
,
, ( شكرا ٢ نقطة أتمنى أن يكون ذلك راي حور و حنين كذلك ، الا أنهما ناكرتي الجميل في معظم الأوقات )
,
, قالت أثير بدهشةٍ وهي تمضغ الحلوى
,
, ( هل لديكِ شقيقتين ؟؟ ٢ نقطة )
,
, قال مالك ببساطة ٢ نقطة
,
, ( بل لدي واحدة وهي حور متزوجة و لديها كائن صغير طريف اسمه معتز ٢ نقطة أما حنين فهي ابنة عمي رحمه **** و قد تربت معنا في البيت )
,
, فترت ابتسامة اثير و أصبحت في جمود الجليد وهي تقول ببرود
,
, ( لا بد أنها قريبة لك ٢ نقطة )
,
, اتسعت ابتسامة مالك وهو ينظر الى البحر الممتد أمامه قائلا بعفوية
,
, ( حوور ٢ نقطة إنها مجنونة و ذات قرون أحيانا و لها القدرة على إخراج العاقل من ملابسه ٢ نقطة لكنها قطعة الحلوى لدى الجميع ، فهي ضعيفة من الداخل و تحتاج الى رعاية باستمرار )
,
, أصبحت ملامح أثير اكثر برودا وهي تحاول القول بعفوية
,
, ( وماذا عن ٢ نقطة ابنة عمك ؟؟ ٢ نقطة هل هي قطعة حلوى هي الأخرى ؟؟ )
,
, ضحك مالك عاليا وهو يقول
,
, ( حنين ٢ نقطة حنين تلك شخصية متفردة في نوعها ، إنها تبدو كالمقبلات الحارة ٢ نقطة وجودها في البت له مذاق خاص وهي أحد أهم أركانه ٢ نقطة لكنها مجنونة هي الأخرى كذلك ٢ نقطة بطريقة مختلفة )
,
, مطت أثير شفتيها وهي تبتسم ببرود و امتعاض ٢ نقطة ثم قالت
,
, ( حقا ؟؟ ٢ نقطة تبدو لطيفة )
,
, قال مالك مؤكدا
,
, ( نعم هي لطيفة جدا ٢ نقطة )
,
, نظرت أثير أمامها الى البحر وهي تطلع للشمس التي تستعد للهبوط تدريجيا ٢ نقطة وهي تتسائل عما بها ، ما تلك النار التي تدب في أعماقها كلما تخيلته مع واحدة أخرى ٢ نقطة
,
, هل جُنت ؟؟ ٢ نقطة فيما تفكر ؟؟ ٢ نقطة إنها تلعب بالنار و تحاول التعلق بالنجوم الا أن نهايتها ستكون أنها ستقع على جذور عنقها ٢ نقطة
,
, قالت أثير بلهجةٍ مرحة زائفة قبل أن تتمكن من منع نفسها
,
, ( امممممم ٢ نقطة ومن غير حور و٢ نقطة حنين ، هل لديك صديقات أخريات ؟؟ )
,
, ضحك مالك مرة أخرى و هو ينظر اليها بدهشةٍ من جرأتها ٢ نقطة فعضت على شفتها و احمر وجهها و هي تهمس متلعثمة
,
, ( كنت أمزح معك فقط ٢ نقطة )
,
, قال مالك برفق
,
, ( لا بأس أعلم ٢ نقطة ليس لدي أي صديقات حاليا )
,
, صمتت اثير قليلا و لم تجد القدرة على منع نفسها من السؤال همسا
,
, ( وهل ٢ نقطة أحببت من قبل ؟؟ )
,
, لم يجب مالك ٢ نقطة بل ظل جالسا و هو ينظر الى البحر المشتعل بلونٍ ذهبي ، ٢ نقطة حينها انتفض قلب أثير لوعة لمنظر عينيه الشاردتين ٢ نقطة وقبل أن تعتذر للمرة الثانية كان مالك يقول ببساطة خافتة
,
, ( أحببت مرة ٢ نقطة منذ سنين )
,
, التوى قلبها ألما على لهجته الشاردة ٢ نقطة فهمست بصوتٍ مختنق
,
, ( و ماذا حدث ؟ ٢ نقطة )
,
, ابتسم مالك دون أن ينظر اليها و ظل ناظرا الى آخر امتداد البحر ٢ نقطة و بقت اثير تنظر الى جانب وجهه تريد أن تربت على أحزانه و تريد أن تنتزع الذكرى من صدره ٢ نقطة لكنها ناقضت نفسها و همست بخفوت
,
, ( هل كانت جميلة ؟ ٢ نقطة )
,
, لم يرد مالك لفترة و ظنت أنه سيتجاهلها ٢ نقطةالا أنها فوجئت به يُخرج محفظته من جيب بنطاله و يفتحها ٢ نقطة
,
, نارا دبت في أعماقها و هي تفكر بأنه لازال يحمل صورتها في محفظته ، الهذه الدرجة يعشقها و لا يقوى على فراقها ؟ ٢ نقطة
,
, مد مالك يده بالمحفظة اليها مبتسما برفق ٢ نقطة
,
, فظلت مسمرة عينيها على عينيه الحنونتين ، تريد أن تصرخ به ٢ نقطة أنها لا تريد رؤيتها ٢ نقطة لا تريد أن ترى الوجه المرافق أحلامه و حياته رغم الفراق ٢ نقطة
,
, لكنها اضطرت الى ابعاد عينيها أخيرا لتنظر ببطء شديد الى المحفظة المفتوحة أمام وجهها ٢ نقطة
,
, ولعدة لحظات لم تستوعب الصورة أمامها ٢ نقطة تلك العينين الزرقاوين ، و خصلاتِ الشعر الشقراء النحاسية ٢ نقطةالفم الأحمر المتورد و الوجنتين في جمالِ تفاحتين ٢ نقطة بدت كالدمى الموضوعة في واجهات محلات لعب الأطفال
,
, ظلت تنظر الى الصورة القديمة المتآكلة للطفلة أمامها لعدة لحظات ٢ نقطة الى أن أفلتت ضحكة مقترنة بتنهيدة ارتياح خرجت رغما عنها ٢ نقطة
,
, ثم قالت من بين ِ ضحكتها السعيدة بمنتهى الغرابة
,
, ؛( يالهي ٢ نقطة لقد صدقتك لفترة طويلة ٢ نقطة )
,
, ثم نظرت اليه بعتابٍ رقيق زادها جمالا و رقة ٢ نقطة وهمست برفق
,
, ( امممممم ٢ نقطة وماذا حدث لحبيبتك الصغيرة ؟ ٢ نقطة هل أعجبها ***ٌ آخر غيرك في نفس الصف ؟؟ )
,
, ضحك مالك برفق هو الآخر ضحكة خافتة بعيونٍ فيها نظراتٍ حنونة أدفئت قلبها ٢ نقطة ثم أغلق المحفظة و أعادها لجيبه وهو يعاود النظر للبحر ثم يقول بحزمٍ ناعم ٢ نقطة
,
, ( دعينا نعود اليكِ الآن ٢ نقطة لقد انتهى الأمر و مر على خير ، أعلم تماما أنكِ تشعرين بالإمتهان ، وذلك ما حذرتك منه من قبل )
,
, احمر وجه أثير بشدةٍ وعادت اليها في لحظةٍ واحدة ٢ نقطة مشاعر الذل و الهوان حين تحرش بها ذلك الحقير ٢ نقطة
,
, قاطع مالك أفكارها وهو يقول بجدية
,
, ( أثير ٢ نقطة أعلم أن ذلك سيكون قاسيا عليكِ الآن ، لكن لابد و أن كوني قد أدركتِ مجازفة عملٍ كهذا ٢ نقطة )
,
, قالت أثير بمرارة وحزنٍ على النفس
,
, ( لا تقلق ٢ نقطة لقد خسرت عملي على كلِ حالٍ من الأحوال ٢ نقطة )
,
, قال مالك برفق
,
, ( هذا أفضل لك ٢ نقطة لقد خرجتِ بأقل الخسائر ، المهم الا تخسري مجددا )
,
, أغمضت أثير عينيها وهي تسمح لنسيم البحر أن يداعب وجهها و شعرها ليبعده قليلا ٢ نقطة ثم همست بضعف
,
, ( أشعر بالمرارة على ما آل اليه حالي يا مالك ٢ نقطة لم تكن تلك أثير التي حلمت بها قديما ٢ نقطة اشعر ٢ نقطةاشعر بالوحدة ٢ نقطةاشعر بوحدةٍ تقتلني كل يوم ٢ نقطة حتى أنني بت أكلم القطط أمام البيت و على نافذة غرفتي )
,
, تألم مالك من لهجتها التي تنزف ألما و غُربة ٢ نقطةو قال بخفوت بعد فترة صمت طويلة
,
, ( ما رأيك أن أعرفك على صديقةٍ غالية عندي للغاية ؟٢ نقطة )
,
, نظرت اليه بحيرة ثم همست
,
, ( المزيد من الصديقات ؟ ٢ نقطة )
,
, ابتسم مالك و قال
,
, ( وهي في الواقع أروعهن ٢ نقطة )
, بهتت ابتسامة أثير ٢ نقطة لكنها كانت على إستعدادٍ تام على إتباعه لآخر العالم لو اقتضى الأمر ٢ نقطة يبدو أنها قد هوت و قُضي الأمر ٢ نقطة
,
, سارت أثير بجوار مالك في ذلك الحي الضيق القديمة بيوته ٢ نقطة ومن تفرعٍ لآخر أكثر ضيقا كانت تتبعه في صمت و هي تتطلع حولها ٢ نقطة
, ذلك الحي البحري رغم قدمه الا أن سحره لا يزال طاغيا عليه ٢ نقطة و رائحة البحر القوية تتخلل أنفاسها لتنعشها و تهدىء من توترها و نبضات قلبها ٢ نقطة
, إنها من أكثر الناس تهورا حتى أنها قد تصل الى حد الحماقةٍ أحيانا ٢ نقطة وها هي تتبعه الى أحد الأحياء القديمة دون حتى أن تمانع أو أن تسأله ٢ نقطة لكن ما تعرفه هو أنها اصبحت تثق به ثقة عمياء ، دون أن تعلم السبب لتلك الثقة
, وصل بها مالك الي بيتٍ قديم من قدم الزمن الذي مر على هذا الحي ٢ نقطة لكنه جميل و يحمل طابعا خاصا ٢ نقطة توقفت قليلا عند مدخله وهي تنظر الى مالك الذي ابتسم اليها و سبقها داخلا فتبعته الى الداخل بصمت ٢ نقطة
, و كانت هناك سيدتانِ واقفتانِ تتحدثان و تتضاحكان عند جانب البيت كلا منهما تحمل حقيبة منزلية تحوي بعض مشترايتها حيث التقت جارتها ككلِ يوم فلا تكتفيانِ من التسامر عند الباب أو من الشرفات ٢ نقطة لكنهما توقفتا عن الكلام قليلا وهما تنظرانِ بإهتمام الى مالك و أثير أثناء دخولهما ٢ نقطة
, وقف مالك أمام الباب الخشبي القديم ذو الشراعتين الحديديتين و النافذة الزجاجية ٢ نقطة و خلف تقف أثير متوترة و هي لا تعلم من سيقابلا تحديدا ٢ نقطة
, فجأة فُتح الباب ٢ نقطة لتطل منه سيدة مبتسمة بطبيعية و كأن الابتسامة هي ملمحا منحوتا من ضمنِ ملامحى وجهها ٢ نقطة
, سيدة في الأربعينيات ٢ نقطة ملائكية الوجه الذي يبدو شديد الرقة بشحوبه الطبيعي ٢ نقطة و يلتف حول رأسها شالا مربوطا خلف عنقها الا أنه لم يخفى مقدمة الخصلات الشقراء الداكنة التي تخللتها بعض الشعيرات البيضاء فزادت مظهرها هشاشة و نعومة
, بعض الخطوط الدقيقة هي فقط من دلت على عمرها بصعوبة ٢ نقطة
, اتسعت ابتسامتها قليلا و رقت عيناها و شعت حنانا وهي ترى القادم فقالت بمودةٍ و نعومة
, ( مالك ؟؟ ٢ نقطة يا أهلا ٢ نقطة يا أهلا ٢ نقطة طالت غيبتك هذه المرة )
, ابتسم مالك وهو يقول برقةٍ بالغة
, ( كيف حالك يا أحلام ٢ نقطة)
, فتحت أحلام الباب وهي تقول ببشاشة
, ( ادخل ٢ نقطة ادخل ، لكنى لازلت مكسورة الخاطر منك ٢ نقطة حتى مكالمة الهاتف اصبحت عسيرة عليك ؟؟ )
, دخل مالك ٢ نقطة ثم توقف وهو ينظر خلفه الى أثير المرتبكة ٢ نقطة ومنها نظر الى أحلام ليقول برقة
, ( معي صديقة جلبتها لتتعرف اليكِ ٢ نقطة)
, قالت أحلام بمودةٍ وهي تميل ناظرة الى أثير بفضول
, ( مرحبا بك و بصديقتك ٢ نقطة )
, دخل مالك وهو يشير لأثير أن تتبعه ٢ نقطة فدخلت بخجل و هي تبتسم لتلك السيدة الجميلة ٢ نقطة و كبيتٍ من البيوت القديمة ، كان ذو سقفٍ مرتفع للغاية و جدرانِ خضراء فاتحة اللون ،،،
, و أرائك مغطاةٍ بأغطيةٍ مفصلة ذات نقوشٍ وورود ٢ نقطة
, جلس مالك و أثير الى أقرب أريكةٍ ٢ نقطة فاتقربت أحلام لتجلس أمامهما و هي تتطلع لأثير بحب فقال مالك
, ( هذه أثير يا احلام ٢ نقطة صديقتي وعزيزة علي )
, ابتسمت احلام اكثر ٢ نقطة و هي تتطلع لوجه اثير الذي احمر خجلا ، فهمست احلام
, ؛( مرحبا مرحبا بها ٢ نقطة ما أجملها يا مالك )
, ازداد احمرار وجه أثير اكثر ٢ نقطةو خاصة ومالك ينظر اليها مبتسما وكأنه يؤكد على كلام أحلام ٢ نقطة
, ثم لم تلبث أن دخلت في حالةٍ من الرقة و المودة خلال الساعة التي تلت ٢ نقطة حيث بدأت الأحاديث بين مالك و أحلام و بعض الطرائف حتى أن أثير لم تستطع أن تمنع نفسها من الضحك في كثيرٍ من القصص
, لكنها كانت تنظر اليهما وهي لم تعلم بعد ما درجة القرابة بينهما ٢ نقطةما استنتجته هو أنها أحد جيران مالك حين كان يسكن هنا قديما ٢ نقطةو أنها تعيش وحيدة ٢ نقطة ليست تماما حيث تأتي تلك السيدة التي أعدت لهما القهوة و قدمت لهما الحلوى ٢ نقطة يبدو أنها تأتي الى أحلام يوميا لتؤنس و حدتها ٢ نقطة
, لكن اليست لها أسرة أو عائلة ٢ نقطة إنها جميلةٍ و ناعمة و أكثر هشاشة من أن تبقى بمفردها طويلا ٢ نقطة
, رن هاتف مالك أثناء حديثه الرقيق الباسم مع أحلام ، فاستأذن منهما وهو يأخذ هاتفه ليخرج قليلا من باب البيت المفتوح و يتكلم بحريةٍ عند أعلى السلم ٢ نقطة
, بقت أثير جالسة مكانها وهي تتلاعب في حقيبتها الصغيرة على ركبتيها ٢ نقطة تنظر الى أحلام فتجدها هي الأخرى تراقبها مبتسمة بحنان فائق ٢ نقطة فتبتسم لها أثير وهي تخفض نظرها بخجل كطفلةٍ صغيرة ٢ نقطة
, رفعت أثير عينيها تنظر حولها و كأنها تتفرج على البيت من جديد و هي تشعر بجوٍ حالم يحيط بجدران هذا البيت القديم فيعطيه غموضا غريب ٢ نقطةلكنها فجأة ثبتت نظرها على صورةٍ صغيرة في اطارٍ مذهب موضوعة على طاولةٍ صغيرة بين الأريكة و المقعد ٢ نقطة للوهلةِ الأولى رمشت بعينيها ٢ نقطة اليست تلك هي نفس صورة الطفلة التي أراها مالك لها ؟؟ ٢ نقطة
, نست أثير نفسها تماما وهي تنظر الى الصورة بتمعن ٢ نقطة حتى قالت أحلام بهدوء
, ( إنها نوار ٢ نقطة ابنتي )
, أجفلت أثير و ارتبكت ٢ نقطة لكنها ابتسمت وقالت بتردد
, ( إنها جميلة جدا ٢ نقطة أين ٢ نقطة أين هي الآن ؟؟ )
, لم تختفي ابتسامة أحلام ٢ نقطة و لم تختفي الخطوط الدقيقة على جانبي عينيها الحنونتين و هي تهمس برقة
, ( لقد رُدت الأمانة الى خالقها ٢ نقطة)
, للحظةٍ لم تستوعب أثير ما سمعته ٢ نقطة ثم انتفضت بداخلها ، ٢ نقطة يالهي تلك الطفلة الجميلة ، تحت التراب الآن ٢ نقطة رفعت عينيها المصدومتين من الصورة الي أحلام لتهمس بندم
, ( أنا آسفة ٢ نقطة أنا آسفة جدا ٢ نقطة لم أكن أقصد أن ٢ نقطة )
, ابتسمت أحلام برقةٍ حزينة و هي تقول بتأكيد
, ( إنها في مكانٍ أفضل منا بالتأكيد ٢ نقطة )
, نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة و أثير خير من تعلم ذلك ، فهمست مواسيةٍ بتأكيد
, ( نعم ٢ نقطة إنها في مكانٍ أفضل بكثير ٢ نقطة )
, الا أن في قلبها كانت تدور دوامة غريبة ٢ نقطة من عطفٍ و حيرة و فضولٍ و كأن للقصة أبعادا أخرى ٢ نقطة
, ( ما هذا الذي تفعله ؟؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, لم يهتم نادر بسؤالها المتعجب من خلفه ٢ نقطة بينما هو واقفا في الشرفة ممسكا بسلة التوصيل يثبت بها ما يثبته دون أن تراه حور جيدا ٢ نقطة
, فركت حور عينيها و هي لا تزال تشعر بالنعاس قليلا ٢ نقطة الا أن حركات نادر المريبة في الخارج جعلتها تستيقظ مبكرا أكثر ٢ نقطة فخرجت من غرفتها ، تبحث عنه لتجده في الشرفة ممسكا بالسلة التي تستخدمها لإحضار طلباتها من الشارع ٢ نقطة
, استدار نادر دون أن ينظر اليها فأصدرت السلة صوت رنين جعل حور ترفع حاجبيها دهشة و هي تراه يربط جرسا صغيرا في ذراع السلة ٢ نقطة
, وضعت حور يديها في خصرها و هي تقول بغباء
, ( ما هذا تحديدا ؟؟ ٢ نقطة)
, قال نادر بجدية دون أن ينظر اليها ٢ نقطة
, ( إنه جرس ٢ نقطة لقد ربطه لكِ في السلة ، كل ما عليكِ هو أن تدليها وهو سيقوم بالواجب ٢ نقطة و طلباتك اكتبيها في ورقة صغيرة ضعيها بداخله )
, رفعت حور حاجبيها بدهشة ٢ نقطة ثم هتفت برفض
, ( ماذا ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة سيكون شكلي غبيا جدا )
, رفع نادر رأسه و هو يقول بصرامة
, ( هذا هو ما لدي ٢ نقطة الأمر منتهى ، وإياكِ أن تنادي بصوتك في الطريق هكذا مرة أخرى ٢ نقطةو لا أريد أن أنبهك لملابسك مرة أخرى ٢ نقطة )
, ظلت حور متخصرة وهي تنظر بعبوس الى السلة التي هزها بين يديه فأصدرت صوت رنين الجرس ٢ نقطة يالهي ستكون مهزلة الحي ٢ نقطة
, قالت حور بتبرم
, ( لكن أمي كانت تنادي من الشرفة ٢ نقطة ما المشكلة ؟؟ )
, قال نادر وهو يضع السلة في مكانها في الشرفة ٢ نقطة
, ( أمك في عيني و فوق رأسي ٢ نقطة لكن أنا لن أقبل أن تقفي في الشرفة و يجلجل صوتك في الطريق )
, ابتسمت حور رغما عنها لكنها عضت على ابتسامتها حتى لا تظهر جلية ٢ نقطة هل يغار عليها فعلا ؟؟ ٢ نقطة لكنه دان دائم النقد لملبسها فلماذا اذن موضوع بسيط مثل صوتها العالي يثير فيها مثل هذه السعادة البدائية أكثر من انتقاده لملابسها ٢ نقطة
, تنهدت حور دون صوتٍ تقريبا ٢ نقطة ثم ابتلعت تنهيدتها قبل أن تكتمل ، و تنحنحت قائلة بهدوء
, ( نادر ٢ نقطة الم يحن الوقت لنبدأ صفحة جديدة أنا و أنت ؟ ٢ نقطة)
, توقف نادر قليلا عن الحركة ٢ نقطة الا أن ملامحه لم تتغير و هو يسمع نفس السؤال ٢ نقطة سؤال كل فترة ٢ نقطة
, لذا قال بهدوء و إن كان بجفاء قليلا
, ( و ها قد بدأناها يا حور ٢ نقطة نحن معا و معنا ابننا معتز وهو الأهم ، فماذا ينقصك بعد ؟؟ ٢ نقطة)
, اتسعت عيناها قليلا ٢ نقطة ثم تلعثمت على الرغم من جرأتها المعهودة الا أنه ألجمها بسؤاله ٢ نقطةفهمست
, ( ينقصني ٢ نقطة ينقصني ، ٢ نقطة أنت تعلم ماذا ينقصني ٢ نقطة)
, ثم أخفضت رأسها قليلا وهي غير قادرة على مواجهة نظراته ٢ نقطة فقال نادر بهدوء
, ( ماذا أهم من وجودنا مع ابننا ؟؟ ٢ نقطة قولي ما ترغبين به )
, احمر وجهها و قد ضاعت منها الكلمات ٢ نقطة ماذا يريدها أن تنطق ؟؟ ٢ نقطة أنها تموت شوقا اليه ؟؟ ٢ نقطة لكن حتى وإن قالتلها فسيجيبها أنه هنا معها فماذا ينقصها بعد ؟؟ ٢ نقطة هل يريد تفسيرا أكثر جرأة ؟؟ ٢ نقطة ألم يكفي عرضها المذل له حين رفضها في غرفته و طردها منها ؟؟ ٢ نقطة
, يريدها أن تنطقها كذلك ليكون ذلها أعظم ؟؟ ٢ نقطة
, تاهت أفكارها قليلا ٢ نقطة وماذا إن أخبرته بصراحةٍ أنها ترغبه ثم وافق على طلبها و منحها ما تطلب في التو و اللحظة بناءا على رغبتها ٢ نقطة؟؟؟
, هل حينها ستكون راضية ؟؟ ٢ نقطة هل حينها ستحصل على الإرضاء العاطفي الذي تنشده ؟؟ ٢ نقطة
, طاف هذا السؤال طويلا في فكرها ٢ نقطة الى أن قفزت الكلمات من حيث لا تعلم الى شفتيها وهي تهمس بكل روحها ٢ نقطة
, ( أريدك أن تثق بي ٢ نقطة أريدك أن تعود صديقي من جديد ٢ نقطة أريدك أن تحبني )
, تعلقت نظرات نادر طويلا بعينيها ٢ نقطة وكأن كلمتها كانت الحد الفاصل بينهما ، ولم تدرك كم مر من الوقت قبل أن يتكلم ببطءٍ شديد
, ( الثقة لا تمنح يا حور بل تكتسب ٢ نقطة و الصداقة منحتها لكِ ذات يومٍ و لم تكوني أهلا لها ٢ نقطة أما الحب ٢ نقطة فهو لا يُطلب هو يُمنح دون الحاجة للسؤال ٢ نقطة )
, امتلأت عينا حور بالدموع المحتجزة ٢ نقطة وهي تهمس مندفعة
, ( وماذا ينقصني لأنال كل ذلك ؟؟ ٢ نقطة )
, قال نادر بهدوء
, ( لا ينقصكِ شيء ٢ نقطةإن أردتِ ستنالين ٢ نقطة )
, همست حور شوقا و لوعة من كل قلبها
, ( وأنا أرييييييد ٢ نقطة )
, ابتسم نادر قليلا ٢ نقطة ثم قال ببساطة
, ( اذن اتعبي قليلا للحصول على كل ما تريدين ٢ نقطة اتعبي قليلا ليكون ابنك هو اغلى ما تهتمين به )
, تشوشت رؤيتها بسبب دموعها ٢ نقطة لكنها همست بضعف و بعض الغيرة رغما عنها
, ( الا أساوي شيئا كحوور ؟؟ ٢ نقطة لا كأم معتز ؟؟ ٢ نقطة )
, بعض الألم طفا على سطح ملامح نادر ٢ نقطة و رغما عنه قال بجفاء
, ( أحيانا أجد نفسي غير قادرا على نسيان أنكِ لم تكوني راغبة في معتز من الأساس ٢ نقطة كنت تمنعين نفسك عن الحمل دون إخباري ٢ نقطة غير قادر على نسيان جمودك الذي رأيته بنفسي حين علمتِ بحالة معتز ٢ نقطةجفاءك من ناحيته وهو في أمس الحاجة لكِ أكثر من باقي الأطفال ٢ نقطة )
, تساقطت الدموع رغما عنها ٢ نقطة وهمست و هي تشعرأن صفعاته تتوالى دون رحمة
, ( و أنا ندمت على كل ذلك ٢ نقطةصدقنييييييي )
, فقال نادر بعد عدة لحظات صمت
, ( اتعنين أنكِ تريدين الحصول عل إخوةٍ لمعتز ؟؟ ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حوور قليلا و هي تتلجلج هامسة
, ( إخ ٢ نقطةأخوة ؟؟ ٢ نقطة ن٢ نقطة نعم ٢ نقطة بالطبع )
, ابتسم نادر قليلا بإستهزاء خفيف ٢ نقطة الا أن عينيه لم تكونا قاسيتين كالعادة ثم قال
, ( لا بأس ٢ نقطة لا تقلقي ، سننتظر قليلا على الأقل لنهتم بمعتز أكثر )
, ننتظر قليلا ؟؟ ٢ نقطة هل يعني ذلك أنه تقبل وجودها في حياته كلها و ليس فقط بيته ؟؟ ٢ نقطة أخذ قلب حوور يخفق بجنون و همست قبل أن تستطيع منع نفسها
, ( اذن لما لا٢ نقطة الى أن ٢ نقطة )
, الا أن وجهها احمر بشدةٍ وهي تدرك ما همست به ٢ نقطةوكأنها لازالت فتاة صغيرة و ليست زوجة و أم ٢ نقطة
, قال نادر بجديةٍ الا أنه بدا وكأنه يكتم ضحكة
, ( لما لا ٢ نقطة ماذا ؟؟ ٢ نقطة )
, انعقد حاجبيها قليلا ٢ نقطة و تكورت شفتاها وهي تهمس بكبت
, ( لا ٢ نقطة لا شيء ٢ نقطة )
, اقترب منها نادر قليلا ٢ نقطة حتى صار ملاصقا لها تقريبا ثم رفع يده ليرفع ذقنها و ينظر الى وجهها ٢ نقطة ثم نظر الي عينيها وهو يقول بجديةٍ وبطء
, ( أنتِ جميلة ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حور بذهول ٢ نقطة دائما من بين لومه و تقريعه تنبث منه كلمة أنها جميلة ٢ نقطةتجعلها ترتجف من أعمق أعماقها ٢ نقطة
, نزع نادر يده وهو يتنفس بعمق ثم قال بصوتٍ خافت
, ( يجب أن اذهب الآن ٢ نقطة لقد تأخرت على العمل ٢ نقطة )
, قالت حور بسرعةٍ و احباط
, ( لا تقل تأخرت تلك ٢ نقطة معظم البشر لم يستقيظو من نومهم بعد ٢ نقطة )
, ابتسم نادر قليلا وهو يقول بحزم
, ( ومع ذلك تأخرت على الطبيب الآخر الذي بقي خلال الليل ٢ نقطة يكفي أن الغير متزوجين هم من يأخذون مناوبات الليل كرما منهم ٢ نقطة )
, تذمرت حور بداخلها وهي تفكر بحنق ٢ نقطة" وكأن ذلك يشكل فارقا معي ٢ نقطة وهو يحفظني فوق الرف كالمخللات "
, قال نادر وهو يعدل من قميصه النظيف الأنيق ٢ نقطة دائما يبدو رائع المظهر ٢ نقطة تنهدت حور بداخلها بيأس
, ( سأذهب الآن ٢ نقطة السلام عليكم )
, ردت حور بوجوم ( وعليكم السلام ٢ نقطة )
, التفت نادر ينظر الى وجومها ٢ نقطة ثم قال بحزمٍ و صلابة
, ( لا أريد أن انبهك لملابسك مرة أخرى ٢ نقطة حين تخرجين الى الشرفة و حين تفتحين الباب لأحد )
, أومأت حور برأسها بحنق ٢ نقطة ثم قالت على مضض
, ( سأ ستخدم السلة الجرسية ٢ نقطة لأبدو كالحمقى )
, استدار نادر ليخرج و لم ترى ابتسامته الصغيرة ٢ نقطة
,
, نادر يحب " الملوخية " ٢ نقطة اذن لماذا لا يأكلها ؟؟ ٢ نقطة وماذا ينقصها لتعد بعضا منها ٢ نقطة
, حسنا ٢ نقطة كل شيء متاح ، اتجهت حور الى الشرفة خلال الصباح يتبعها معتز كالعادة ٢ نقطة ثم تذكرت السلة ذات الجرس
, توقفت و هي تعض شفتيها إحراجا ٢ نقطةيالهي كم ستبدو غبية ٢ نقطة
, لكن ما باليد حيلة ٢ نقطة أنزلت السلة ببطءٍ وهي تنظر يمينا و يسارا ٢ نقطة الى أن وصلت الى الطابق الأرضي ٢ نقطة
, نظرت حور بغضب الى معتز وكأنها تشكو له ٢ نقطة فضحك معتز بلا سبب و كأنها تبدو طريفة ٢ نقطة
, لم تجد حور بدا ٢ نقطة فأسندت مرفقها الى السور ٢ نقطة ثم بإحباط بالغ أخذت تهز الحبل ٢ نقطة
, حينها أنطلق صوت الجرس الذي يبدو وكأن موجاته الصوتية قد تزايدت على غير المعتاد إمعانا في الفضيحة ٢ نقطة
, نظر الناس من كل جانب الى السلة ذات الجرس ٢ نقطة حتى أن بعض السيدات قد خرجن من الشرفات اعتقادا منهن أن عربة الفول قد وصلت ٢ نقطة
, ومن شرفةٍ قريبة سمعت حور هتافا واضح
, ( لا يا أمي ٢ نقطة ليست العربة ، ٢ نقطة إنها زوجة الطبيب ٢ نقطة )
, أغمضت حور عينيها يأسا و هي ترغب في الإختفاء ، و حين قررت الهرب كان عم جلال قد خرج من متجره ليأتي الى السلة ٢ نقطة فقال بصوتٍ صبوحٍ عالٍ
, ( صباح الأنوار يا زينة الصبايا ٢ نقطة فلتأمريني )
, في الواقع العم جلال يدللها للغاية ، وقد وضع على عاتقه أن يجلب لها كل أغراضها من كل مكانٍ محيط في الأزقة المجاورة
, لم تجب حور ٢ نقطة الا أنها أشارت الى السلة بابتسامة اعتذار
, نظر عم جلال الى السلة و التقط الورقة الصغيرة ٢ نقطة ليقرأ فيها
, ( أريد ملوخية خضراء منتقاة بتركيز يا عم جلال ٢ نقطةو شكرا )
, ابتسم العم جلال وهو يشير بسبابته من عينه لعينه الأخرى ثم نادى من مكانه
, ( يا ولد يا ابراهيم ٢ نقطة ركضا الى خالتك أم عزيز ، و أفضل حزمة ملوخية خضراء للغالية أم معتز ٢ نقطة )
 
الفصل السادس والثلاثون


وضعت حور الطاولة ذات الأقدام القصيرة على الأرض أمام الشرفة ٢ نقطة ففرشت عليها الملوخية ٢ نقطة ثم تربعت أرضا و بدأت في تقطيفها بعشوائية و معتز يجلس أمامها وهو ينثر ما يتم تقطيفه ٢ نقطة
, في أثناء ذلك كانت حور قد وضعت سماعة هاتفها الجوال الحديث في أذنها لتتمكن من مكالمة أمها أثناء تقطيفها الملوخية ٢ نقطة
, وما أن ردت الحاجة روعة حتى قالت حور مبتسمة
, ( صباح الخير يا روعة ٢ نقطة اليست لديكِ ابنة لتسألين عنها ؟؟ ، أم أن "ست الحسن و الجمال " زوجة الغالي سرقت منا الأجواء ؟؟ )
, سمعت حور الحاجة روعة وهي تتأفف قائلة
, ( يا رب ارحمني من البنات ٢ نقطة و ذرية البنات ، هل سأجدها منكِ أم من حنين ؟؟ ٢ نقطة )
, رفعت حور حاجبها الأنيق الرفيع و هي تمط شفتيها المكتنزتين خبثا ٢ نقطةثم قالت
, ( بالتأكيد حنين تريد قتلها ٢ نقطة اليس كذلك ؟؟ ٢ نقطة فقد حلت محلها على حجرك يا روعة )
, قالت الحاجة روعة وهي تهتف غضبا كالأطفال
, ( أنتِ تقولين أنني أدلل حنين أكثر ٢ نقطةو حنين تقول أنني أدلل صبا أكثر ٢ نقطة وإن أردتِ الحق فأنا أريد أن أتخلص منكن جميعا ٢ نقطة )
, ضحكت حور و هي تمضغ علكتها ٢ نقطة ثم قالت بمكر
, ( المهم أخبريني ٢ نقطة كيف هي صبا معكِ ؟؟ ٢ نقطة )
, ردت الحاجة روعة برقة
, ( إنها طيبة و ابنة حلال و على قدر يدي ٢ نقطة الحمد لله أنه أكرمنا بها )
, ثم سكتت قليلا تتنفس بسرعةٍ حتى وصل صوت تنفسها عبر الهاتف ٢ نقطة فأحس رادار حور مباشرة أن هناك ما تخفيه روعة ، فقالت بخبث
, ( أمي ٢ نقطة ما الأخبار عندكم ؟؟ )
, تلجلجت الحاجة روعة وهي تقول ( الحمد لله ٢ نقطة بألف خير ، كيف حالك أنتِ ومعتز ؟؟ ٢ نقطة )
, حينها ثبت شك حور ٢ نقطة فروعة لا تستطيع أن تخفي عنها شيئا أبدا ، يكفي أن تسحبها حور قليلا في الكلام لتصب كل ما في جعبتها
, قالت حور بدلال أنثوي فتاك
, ( أمي ٢ نقطة ما الأمر ؟؟ )
, تلعثمت الحاجة روعة ثم بعد فترة صمت قالت بحزم طريف
, ( اممممم ٢ نقطة اسمعي يا حور ، من آخر الموضوع و دون أي كلمة غبية لاني لم أعد أحتمل تعب الأعصاب أكثر من ذلك ٢ نقطة من الآخر ٢ نقطة أخوكِ خطب حنين )
, شهقت حور و هي تضرب صدرها مذهولة ٢ نقطة ثم هتفت مصدومة و مستنكرة
, ؛( عاصم خطب حين ؟؟ ٢ نقطة سيتزوج ثانية بهذه السرعة ؟؟ ٢ نقطة وحنين ؟؟٤ علامة التعجب ٢ نقطة حنين ؟؟؟؟ ٢ نقطة يبدو أن صبا تلك قد سودت حياته و جعلته مجنونا )
, صرخت الحاجة روعة بغضب
, ( انتظري ٢ نقطة انتظري يا خائبة الرجا ٢ نقطة مالك ٢ نقطة مالك هو من خطب حنين )
, سكتت حور من هتافها فجأة ٢ نقطة الى أن استوعبت الأمر جيدا ٢ نقطة ثم ضربت صدرها مرة أخرى و هي تهتف بغضب
, ( مالك ؟؟؟ ٢ نقطة مالك خطب حنين ؟؟؟ ٢ نقطة كل صديقاتي كن يضعنه نصب أعينهن ، انه صيد ثمين لأرقى فتيات المدينة يا أمي ٢ نقطة طيب عاصم قلت أنه سيتزوج زيجة ثانية فلا بأس بها ٢ نقطة أما مالك ؟؟ ٤ علامة التعجب )
, صرخت الحاجة روعة بغضب
, ( اخرسي يا حور . ابنة عمك لا يعيبها شيء ، إنها تربية يدي ٢ نقطةإياكِ أن تخطئي بحقها خاصة وأنها ستصبح زوجة أخيكِ )
, هتفت حور باستنكار
, ( لكن يا أمي ٢ نقطة مالك كل الفتيات يتمنينه )
, قالت الحاجة روعة و هي تتميز غيظا
, ( ولا كلمة أخرى يا حور ٢ نقطة ولا كلمة )
, سكتت حور و هي تعود لتقطيف أوراق الملوخية شر تقطيف و هي تهمهم بغضب ٢ نقطة فهتفت الحاجة روعة بصرامة من الجهة الأخرى
, ( ماذا تقولين ٢ نقطةأسمعيني ؟؟ ٢ نقطة قسما ب**** أن آتي اليكِ و أضربك أم أنكِ قد كبرتِ علي ؟؟؟ ٢ نقطة )
, تأففت حور و هي تنتقم من أوراق الملوخية شر انتقام ٢ نقطة ثم حاولت القول بهدوء
, ( وما سبب هذا القرار المفاجىء ؟؟ ٢ نقطة لم اشعر يوما أن مالك يكن أي مشاعر لحنين )
, قالت الحاجة روعة بسذاجة
, ( لولا مصيبة الحيوان الذي عاد ٢ نقطة )
, ثم سمعت حور شهقة عالية و صمت ٢ نقطة٣ علامة التعجب ٢ نقطة
, " الحيوان الذي عاد ؟٤ علامة التعجب ٢ نقطة هل في الأمر حيوانات ؟؟؟ ٣ علامة التعجب ٢ نقطة يبدو أن الموضوع كبير "
, قالت حور بصرامة وهي ترفع حاجبا شريرا و تعض عضا على علكتها
, ( أي حيوان يا أمي ؟؟ ٢ نقطة اخبريني و الا قسما ب**** لن تسمعين صوتي مجددا )
, أخذت الحاجة روعة تهمهم أسفا و ندما على زلة لسانها ٢ نقطة ثم قالت على مضض
, ( حسنا سأخبرك ٢ نقطة لكن اقسمي يا حور الا تخبرين أحدا ، و لا حتى زوجك ٢ نقطة )
, قالت حور بتشديد
, ( انجزي يا امي ٢ نقطة )
, و خلال عدة دقائق كان الموضوع كله عند حور بكل حيثياته و أبعاده و تفاصيله ٢ نقطة وكانت تسمع مذهولة تمضغ علكتها و تقطف أوراق ملوخيتها باهتمام ٢ نقطة
, وما أن انتهت أمها حتى همست حور بذهول
, ( جاسر عاد ؟؟ ٢ نقطة وأكثر ثراءا من الأول ؟؟ ٢ نقطة و مالك خطبها ؟؟؟ ٢ نقطة يا بنت المحظوظة يا حنين ، دائما ما كنت أقول أنها ماءٌ من تحتِ تبن ٢ نقطة )
, فجأة طرق الباب عاليا جعلها تصمت ٢ نقطة ثم قالت بتذمر
, ( لحظة يا أمي ٢ نقطة هناك من يطرق الباب ، لحظة لأرى من بالباب )
, ثم و من مكانها ودون أن تنهض ٢ نقطة صرخت عاليا
, ( من ؟؟ ٢ نقطة )
, سمعت صوتا نسائيا مجلجلا يقول من الخارج
, ( أنا أم مصطفى آآآآ ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حور ثم همست ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة المزيد من عائلة مصطفى
, ثم أمسكت السماعة بيدها و هي تتكلم فيها بلهجة المحقق السري
, ( حسنا يا أمي سأقفل معكِ الآن لأن أم مصطفى على الباب ٢ نقطة)
, ثم ابعدت الهاتف و نهضت و هي تتأفف غضبا ٢ نقطة و قفت أمام الباب و الشياطين تتلاعب أمام عينيها ،، فأخذت نفسا عميقا ثم فتحت الباب على اتساعه و هي ترسم على شفتيها ابتسامة سحر و دلال و تقول بأنوثة
, ( ام مصطفى ٢ نقطة مرحبا )
, هجمت عليها الشابة النحيفة ٢ نقطةذات العباءة السوداء و هي تجذبها من ذراعيها لتقبلها أربع قبلاتِ على الخد الأيمن بصوتٍ كالممصات ٢ نقطة جعل حور تنظر بإرتياع و هي متجمدة بين ذراعي ام مصطفى وهي تقبلها أربع قبلاتٍ أخريات على الخد الأيسر
, هاتفة بود و محبة و ابتسامتها تصل من الأذن اليمنى الى الأذن اليسرى
, ( مرحبا يا غالية ٢ نقطة يا زوجة الغالي و أم الغالي ٢ نقطة )
, بعد أن أفرجت عن حور أخيرا و أطلقت سراحها ٢ نقطة ابتسمت حور بشحوب من هول الهجوم ثم قالت بتوجس
, ( أهلا يا أم مصطفى ٢ نقطةتفضلي )
, دخلت ام مصطفى و هي تضحك عاليا دون سببا وجيه ٢ نقطة ثم هتفت من خلف ظهرها
, ( ادخل يا مصطفى آآآآآ ٢ نقطة)
, دخل مصطفى ضاحكا وهو يحمل وعاءا مغطى و ممتلئا ٢ نقطة فأغمضت حور عينيها يأسا و هي تفكر
, " وعاء أم مصطفى من جديد ٢ نقطة إنها دائرة مغلقة ٢ نقطة دائرة شريرة مغلقة "
, فتحت عينيها وهي تنظر لمصطفى شزرا ٢ نقطة ثم أخرجت له لسانها فقال مصطفى بفرحة
, ( مرحبا يا حور ٢ نقطة لقد أحضرت أمي معي )
, ابتسمت حور من تحت الضرس و هي تقول
, ( ياللفرح ٢ نقطة ياللهناء )
, الا أن صوت ام مصطفى جاء غاضبا من خلفها وهي تقول
, ( حور دون ألقاب يا قليل التربية ؟؟؟ ٢ نقطة تعالى ٢ نقطة تعالى لأضربك ، افسحي يا ام معتز ٢ نقطة)
, للوهلة الأولى ابتعدت حور من طريقها خوفا ٢ نقطة وهي تعتقد أن مصطفى سيهتف معللا بأن حور هي من طلبت منه ذلك ٢ نقطة لكنه و ياللعجب ظل صامتا مطأطئا برأسه و كأنه يخاف عليها من لوم أمه إن عرفت الحقيقة المهمة
, حسنا يبدو أن الطفل لديه عرق شهامة على الرغم من سماجته ٢ نقطة
, تدخلت حور وهي تخلص اذنه من يد أمه وهي تقول
, ؛( لا بأس يا أم مصطفى ٢ نقطة أنا من طلبت منه ذلك )
, هتفت ام مصطفى
, ( لا تداري عليه ٢ نقطة أنا اعرفه جيدا ، دائما ما يفضحني أمام الناس )
, قالت حور و قد بدأ صبرها ينفذ
, ( يا أم مصطفى أنا من طلبت منه ٢ نقطة ادخلي رجاءا )
, دخلت أم مصطفى بوجه خجول و هي تقول
, ( لكن ربما أتى حضرة الطبيب و يريد أن يرتاح أو يأكل لقمة ٢ نقطة)
, قالت حور بفتور
, ( السيد زوجي لا يأتي الا ليلا ٢ نقطة وها هي اللقمة كنت أقوم بإعدادها )
, انشرحت ملامح ام مصطفى و هي تنظر بسرور الى الطاولة الأرضية الصغيرة و الملوخية المفروشة عليها ٢ نقطة ففكت عباءتها و هي ترميها عشوائيا و تتربع في حركةٍ واحدة و هي تقول بمودة
, ( اذن فلنعدها معا ٢ نقطة اجلسي يا أم معتز ٢ نقطة اجلسي يا أختي ٢ نقطة )
, تربعت حور أمامها و هي بملامحٍ غبية من شدة الوجوم و كأن وجهها مصنوعا من مادة الجبس ٢ نقطة قالت أم مصطفى بحيرة
, ( أين الجانب الذي تم تقطيفه ؟؟ ٢ نقطة )
, أشارت حور الى الجانب دون أن تنطق بكلمة ٢ نقطة فنظرت اليه أم مصطفى بذهول و شهقت قائلة و هي تلتقط الأوراق الممزقة
, ( هييييييييه ٢ نقطة هل هذا تقطيف ؟؟ ٢ نقطة انهضي انهضي ٢ نقطة احضري المخرطة لنعالج ما فعلتيه )
, و بعد قائق ٢ نقطة كانت أم مصطفى تقوم بتخريط الملوخية و هي تضحك و تتكلم و قد بدت هي و المخرطة كآلةٍ واحدة تتحركان بسرعةٍ و تناغم ٢ نقطة
, قالت أم مصطفى و هي مبتسمة بود
, ( سلمت يداكِ يا أم معتز على الأرز بالحليب ٢ نقطةكان يستحق فمك ، حتى أن والد مصطفى أكله كله ٢ نقطة أرزة أرزة )
, مطت حور شفتيها غضبا و هي تفكر
, " هل هذه هي نهاية أرزي بحليبي ؟؟ ٢ نقطةيأكله الوغد ضارب النساء ؟؟ ٢ نقطة و الحزينة زوجته تبدو سعيدة أنه ملأ بطنه الجشعة "
, تكلفت حور بابتسامة وهي تقول بفتور
, ( بالهناء على قلبه يا أم مصطفى ٢ نقطة )
, ظل الحال على ما هو عليه و حور في المطبخ تقوم بإضافة الملوخية المخروطة الى الحساء ٢ نقطة فهتفت أم مصطفى من خلفها برعب
, ( لا انتظري ٢ نقطة ستكون خفيفة و ستسقط في قاع القدر و تصبح فضيحة )
, نظرت حور اليها وهي تقول بدهشة
, ( فضيحة ؟؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة)
, قالت أن مصطفى بمنتهى الجدية و العبوس
, (؛ طبعا ٢ نقطة الملوخية الساقطة في قاع القدر فضيحة للمرأة أمام زوجها )
, قالت حور رافعة حاجبا واحد ( لهذه الدرجة ؟؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
, ردت عليها أم مصطفى بأمانةٍ علمية
, ( طبعا ٢ نقطة كما أقول لكِ ، مهارة المرأة تظهر في وعاء الملوخية الخاص بها ٢ نقطة والا ٢ نقطةفإن تذوق زوجك أخرى متقنة فلتترحمي اذن على زواجك )
, أومأت حور باهتمام ثم أمسكت القدر و سكبت قليلا من الحساء ٢ نقطة وما أن جاء دور " التقلية " ٢ نقطة حتى هتفت أم مصطفى برعب
, ؛( انتظري ٢ نقطة أين الشهقة ؟؟ )
, ضحكت حور وهي تقول
, ( هل أنتِ مثل أمي تؤمنين بهذه الخرافات ٢ نقطة)
, نظرت أم مصطفى اليها بمنتهى الجدية دون أن حتى أن تتكلف عناء الرد عليها ٢ نقطة فشعرت حور بالغباء و قالت معتذره بإحراج
, ( حسنا٢ نقطة حسنا كنت أمزح فقط )
, ثم استدارت الى الموقد و سكبت التقلية بيدٍ وهي تضرب صدرها بيدها الأخرى ذات الأساور شاهقة بقوة
, ( هييييييييييييييييييييييييييييييييه ٢ نقطة)
, دخل عاصم الي غرفته صباحا ، كعادته اليومين الماضيين ٢ نقطة ليرتدي ملابسه ثم يغادرها دون أن ينظر لصبا إن كانت موجودة ٢ نقطة و طبعا لم يكن يبيت فيها و كأنه يعاقبها .
, لكن ذلك الصباح ٢ نقطة وبعد أن انتهى عاصم من ارتداء سترته أمام المرآة ٢ نقطة وجد صبا واقفة خلفه من على بعد ، فالتقت عيناهما في المرآة ٢ نقطة
, كان عاصم هو أول من أبعد عينه و هو يتناول مفاتيحه ليستعد للخروج ٢ نقطة الا أن صبا و عن سابق تصميم و قفت مستندة على الباب لتمنعه عن الخروج مكتفة ذراعيها و هي تنظر اليه بصلابة
, وقف عاصم مكانه شامخا و بملامح متصلبة ٢ نقطةقال بجفاء
, ( ابتعدي عن الباب ٢ نقطة )
, الا أن صبا رفعت ذقنها عاليا و نفضت شعرها للخلف و هي تقول بحزم
, (ليس قبل أن نتكلم ٢ نقطة أنا أرفض هذا الإسلوب في التعامل )
, لمعت عيناه ببريقٍ للحظةٍ ثم عادت لتتجمد نظرته وهو يقول بفظاظة
, ( إن أردت الكلام عن حنين ، فالموضوع منتهى و لا دخل لكِ به من الأساس ٢ نقطة )
, ابتلعت صبا تلك الإهانة ٢ نقطة و قالت بقوة
, ( عاصم ٢ نقطة ما تفعلونه هو منتهى الجنون ، حنين يستحيل أن تتزوج مالك ٢ نقطة)
, كتف عاصم ذراعيه ووقف يشرف عليها بعينين غاضبتين أخافتاها قليلا الا أنها رفضت الإستسلام ٢ نقطة فقال عاصم بصوتٍ جليدي
, ( تتكلمين و كأنني أظلمها ٢ نقطة أتعرفين من هو مالك رشوان ؟ ٢ نقطة إنه الوحيد في العالم الذي أتمنه على ابنة عمي )
, اسبلت صبا جفنيها و هي تأخذ نفسا ثم عادت لتنظر اليه وهي تقول بقوةٍ
, ( المشكلة ليست في مالك يا عاصم ٢ نقطة المشكلة في الإسلوب ٢ نقطة أنتم تحكمون عليها دون حتى أن تسمعوها )
, مد عاصم يده و ربت بقوةٍ و إستهانة على ذراعها وهو يقول بجفاء
, ( أخرجي أنتِ فقط من الأمر وهو سينجح ٢ نقطة )
, اشتعلت عينا صبا غضبا و شعورا بالمهانة ٢ نقطة و حين حاول عاصم دفعها عن الباب ليخرج ، تسمرت مكانها وهي تقول بعندٍ أحمق
, ( هل يمكن أن أعلم الى متى سيستمر هذا الحجز ؟ ٢ نقطة أريد البدء في عملي من جديد ٢ نقطة كما أريد ٢ نقطة اريد الذهاب للإطمئنان على فتحية ٢ نقطة مرت عدة أيام منذ كنت عندها لآخر مرة ٢ نقطة )
, اخفضت صبا عينيها و ارتعشت قليلا و هي تتابع بهدوء
, ( كما أريد الذهاب الي ٢ نقطة الى بيتي ٢ نقطة إن تركته مهجورا لفترةٍ أطول ، قد يحتلونه بوضع اليد ٢ نقطة )
, اشتعلت عينا عاصم غضبا و انتفض قلبه خوفا وهو يقول هادرا
, ( لن تعودي الى ذلك البيت أبدا مرة أخرى ٢ نقطة أبدا يا صبا )
, هتفت صبا بإنفعال
, ؛( لن أتخلى عن بيت والدي و أدعهم يحصلون عليه ٢ نقطة لم نتفق على ذلك حين تزوجنا يا عاصم ، بيتي و عملي خطا أحمر )
, أمسكها عاصم من ذراعيها و هو يجذبها اليه قائلا من بين أسنانه
, ؛( كفى ٢ نقطة كفى يا صبا أنتِ تدفعيني بما يفوق قدرتي على التحمل ٢ نقطة و قد أنفجر في وجهك و أنا لا أريد لهذا أن يحدث )
, نزعت صبا ذراعيها من يديه بعنف و هي تهتف
, ( لا تهددني ٢ نقطة ليس لك الحق في أن تدخل حياتي و تتحكم فيها بتلك الصورة كما تفعل بحنين المسكينة التي ظلمتموها قديما و تريد ظلمها مجددا ٢ نقطة )
, مد يده اليها و كأنه يريد أن يخنقها الا أن قبضته انغلقت أمام وجهها حتى ابيضت مفاصل أصابعه ٢ نقطة ثم أغمض عينيه و هو يأخذ نفسا عميقا ٢ نقطة و بعد لحظتين عاد ليفتح عينيه و هو ينظر اليها بمشاعر مشتعلةٍ أخافتها ٢ نقطة
, ثم همس بخشونة
, ( اشتقت اليك ٢ نقطة اشتقت اليكِ بغباء ٢ نقطة و أنتِ لا تمنحيني الفرصة لأهدىء من شوقي اليكِ )
, احمر وجهها بشدة ٍ و أخفضت عينيها بإرتباك ٢ نقطة " هل هذا وقته ، أم يريد أن يغير الموضع " ٢ نقطة
, أمسك عاصم بخصرها يجذبها اليه حاولت المقاومة قليلا ٢ نقطة الا أنها توقفت اخيرا و أبقت رأسها منخفضة ٢ نقطة
, أخفض عاصم رأسه حتى لامس مقدمة شعرها الناعم بشفتيه ٢ نقطةوهو يهمس
, ( لما لا تجربين من باب التغيير و تثقين بي ٢ نقطة )
, قالت صبا بصوتٍ أكثر خفوتا ٢ نقطة
, ( و أين الثقة التي منحتها لي ، لأردها لك ؟؟ )
, تنهد عاصم بعمق حتى لامس صدره صدرها بكل ما يعتمل فيه من ضغط ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ أجش
, ؛( لقد أخطأتِ خطأ كبيرا ٢ نقطة جدا ٢ نقطة )
, همست صبا ( و اعتذرت لك ٢ نقطة )
, قال عاصم ( و الآن ترين انني أظلم حنين ؟؟ ٢ نقطة)
, قالت صبا ببساطة و بوضوح ( نعم ٢ نقطة )
, زفر عاصم بنفاذ صبر ٢ نقطة ثم انحنى اليها هاسما
, ( تعالي الي ٢ نقطة )
, ليمنحها بعضا من ثقته بالطريقة الوحيدة التي يعرفها ٢ نقطة حتى ذابت مقاومتها و اشتعل الدم في عروقها ٢ نقطة
, رفعت صبا ذراعيها بتردد و بطء شديد ٢ نقطة حول كتفيه ٢ نقطة ثم ارتفعتا حتى عنقه ٢ نقطة و بينما هو يقبل عنقها همست صبا بخفوت و ارتعاش
, ( الن تعود لغرفتك بعد ؟؟ ٢ نقطة )
, أومأ عاصم وهو يدفن وجهه بين عنقها و كتفها هامسا بصوتٍ أجش
, ( الليلة ٢ نقطة لم أكن لأستطيع النوم بدونك أكثر )
, ارتجفت أكثر فشدد ذراعيه من حولها اكثر و أكثر ٢ نقطة فهمست توضح نفسها
, ( لأن ٢ نقطة لأن ٢ نقطة منظرنا مُخجل أمام عمتي ٢ نقطة وهي غير راضية عن هذا الوضع )
, ضحك عاصم و شفتيه تتلمسانِ وجنتها ٢ نقطة ثم قال بانفعال عاطفي
, ( طبعا ٢ نقطة وأنا لا يهن علي غضب امي أبدا ٢ نقطة اذن لأجل عيون الحاجة روعة ، ستنامين بين ذراعي الليلة ٢ نقطة فليحفظكِ **** لنا يا حاجة روعة )
, افلتت من صبا ضحكة صغيرة تكاد تكون همسة لكنها قتلتها بقوةٍ من شدة الخجل ٢ نقطة و سمعها عاصم فشدد عليها ذراعيه أكثر وهو يرفعها اليه بقوة ٢ نقطة ثم همس في اذنها
, ( سنذهب الي فتحية سويا ٢ نقطة وعسى أن يكتب **** الشفاء لها سريعا )
, نظرت اليه صبا ثم همست بتضرع
, ( وحنين ؟؟ ٢ نقطة)
, قاطعها عاصم بحزم
, ( بالنسبة لذلك الحقير ٢ نقطة لا تخشين منه شيئا ، انا سأوقفه عند حده ٢ نقطة أما خطبة مالك و حنين ، فلا تشغلين بالك بها ٢ نقطة حيث أن حنين نفسها لم تنطق كلمة رفضٍ واحدة حتى الآن ٢ نقطة ومن تلك التي ترفض مالك رشوان ؟٢ نقطة
, أنا متأكد أن حنين راضية من داخلها كل الرضا ٢ نقطة)
, ثم ابتعد عنها على مضض بعد أن طبع قبلة طويلة على وجنتها ٢ نقطة ثم ابتعد عنها بتكاسل وهو يرميها بأحدى نظراته المربكة و الجائعة بيأس ٢ نقطة الا أن صبا كانت في وادٍ آخر تماما ، بالفعل هي تنوي المحاربة بشراسةٍ من أجل حرية حنين من تلك الخطبة المفروضة عليها و من تلك الزيجة الفاشلة التي لازالت مقيدة بحبائلها الى الآن٢ نقطة
, الا أن حنين بالفعل لم تنطق كلمة رفض واحدة ٢ نقطة اذن ماذا ؟؟ ٢ نقطة هل نسيت أم أنها تتعمد الغباء ؟ ٢ نقطة
, ١٦ شرطة
, في الصباح الباكر ٢ نقطة حيث الشمس دافئة في أواخر الصيف ، مرحبة ببوادر نسيم الصباح البارد قليلا لشتاءٍ يقترب على الأبواب
, حيث جلست حنين في أحدى مقاعد الحديقة الخيرزانية الضخمة رافعة ساقيها على المقعد وهي تضم ركبتيها الى صدرها بقوةٍ و تستند بذقنها الي ركبتيها تستمع الى صوت أوراق الأشجار ٢ نقطة
, كانت و كما كانت منذ يومين ٢ نقطة وهي شاردة متبلدة المشاعر ٢ نقطة لا يظهر أي إنفعالٍ عليها منذ أن أُعلنت خطبتها لمالك ٢ نقطة
, لم تسمع تلك الخطوات الهادئة من خلفها ٢ نقطة لكنها انتفضت حين سمعت السؤال الهادىء
, ( هل مسموحا لي بأن أجلس ؟؟ ٢ نقطة)
, استدارت حنين بسرعةٍ في مقعدها و هي تنظر الى مالك المبتسم من خلفها ٢ نقطة فابتسمت برقةٍ حزينة وهي تنزل قدميها عن المقعد و تعتدل في جلستها ٢ نقطة ثم همست بضعف
, ( هل تطلب الإذن يا مالك ؟؟ ٢ نقطة)
, اقترب مالك ليجلس على الكرسي بجوارها ٢ نقطة ثم أجاب برقةٍ وهدوء
, ( طبعا ٢ نقطة يجب أن أعتاد أخذ الإذن منذ اليوم ، فالأمور قد تغيرت تماما ٢ نقطة)
, ابتلعت حنين ريقها وهي تبتسم له بإهتزاز ٢ نقطة ثم أطرقت برأسها غير قادرة على مواجهته وهي تقول هامسة
, ( لما قبلت بهذه الخطبة يا مالك ؟؟ ٢ نقطة لقد فرضوني عليك و أنت قبلت ٢ نقطة )
, اتسعت عينا مالك بإستنكار وهو يقول رافضا
, ( فرضوكي علي ؟؟ ٢ نقطة إياكِ أن تكرري تلك الكلمة أبدا ، ٢ نقطةمهما بحثت يا حنين لن أجحد من هي أفضل منك )
, ابتسمت حنين بمرارةٍ وهي تمتنع عن إخباره بأنها سمعت رفضه القاطع بأذنها ٢ نقطة لكنها همست بديلا عن ذلك
, ( لولا موضوع ال ٢ نقطة لولا الموضوع القديم ، لما فكرت في خطبتي أبدا٢ نقطة)
, شعر مالك وكان احدهم قد ضربه بحجر مسنن في منتصف صدره ٢ نقطةكيف يخبرها ٢ نقطة كيف يخبرها أن ذلك الموضوع القديم الذي تتحاشى ذكره ٢ نقطة هو ايضا السبب فيه ٢ نقطة
, كل ما تبع ذلك اليوم المأسوي كان بسببه ٢ نقطة بسببه ماتت طفلة صغيرة في تفتح الزهور ٢ نقطة بسببه فقدت أم وحيدتها التي لم تنجب غيرها في الدنيا ٢ نقطة
, وبسببه ٢ نقطة بسببه كانت حنين كبش الفداء والذي تحمل عقوبة الأمر كله ٢ نقطة
, أغمض مالك عينيه وهو يفكر كيف يخبرها بما يشعر ٢ نقطة كيف يخبرها بالخزي الذي يشعر به من يوم أن تحملت حنين الصغيرة ثمن الذنب الذي ارتكبه بدون قصد ٢ نقطة
, مال مالك الى الأمام في حركةٍ واحدة مندفعة ٢ نقطة ثم التقط يدها دون اذن و ضغط عليها بين كفيه ٢ نقطةوهو يقول بعزمٍ قدر استطاعته
, (؛اسمعي ٢ نقطة لن نستطيع أبدا فهم الكثير من الحكم في هذه الدنيا و التي تسير حياتنا دون أن نختار ٢ نقطة و قد يكون ما حدث هو بالفعل السبب في جمعنا معا ٢ نقطة ولولاه لما فكرنا في الارتباط كما قلتِ بالفعل ٢ نقطة لما لا تنظرين للأمر بهذا الشكل ؟ ٢ نقطةلما لا نفكر أن ما حدث رغم صعوبته ، الا أنه سيكون السبب في بناء بيت سنملأه أنا وأنتِ بالحب٢ نقطة )
, ابتسمت حنين بحنانٍ رقيق وهي تنظر الى أخاها الحبيب ٢ نقطة ليس هناك من هو مثل مالك أبدا ٢ نقطة وقد يكون هو من يستطيع مداواة جروحها ٢ نقطة
, فجأة قاطع أفكارهما صوتِ خطواتٍ كأداة الحرث ٢ نقطة تحفر في العشب و هي تقترب منهم بعنفٍ تقطع الحديقة
, رفع كلا من مالك و حنين رأسيهما ٢ نقطة ليجدا أن صبا آتية تجاههما بكل قوةٍ ٢ نقطة وأثناء سيرها المندفع التقطت أقرب كرسيٍ خيرزاني في يدٍ واحدةٍ ٢ نقطة ومشت به الى أن وصلت اليهما ثم ضربته أرضا أمامهما بكلِ اندفاع حتى أنهما انتفضا الى الخلف قليلا وهما ينظران اليها بتوجس ٢ نقطة وهي تجلس عليه بقوة ، واضعة ساقا فوق الأخرى ، مكتفة ذراعيها ٢ نقطة مصوبة عينيها عليهما كالصقر ٢ نقطة
, ترك مالك يد حنين بتردد ٢ نقطة وهو يبتسم لصبا بارتياب ٢ نقطة ثم قال بتهذيب
, ( مرحبا يا صبا ٢ نقطة )
, ابتسمت صبا بطبيعيةٍ وهي تقول بمودةٍ رغم صلابة عينيها
, ( مرحبا يا مالك ٢ نقطة كيف حالك ؟ ٢ نقطة)
, ضحك مالك قليلا وهو يتنحنح ٢ نقطة و يجلي حنجرته ثم يقول
, ( بخير ٢ نقطة الحمد لله يا صبا ، شكرا لكِ )
, ابتسم مالك وهو يتأمل الأشجار المحيطة و السماء ٢ نقطة و يعد نوافذ البيت المجاور ٢ نقطة
, بينما كانت صبا ترمق حنين بنظرات تهديد ووعيد ٢ نقطة وكأنها تسألها مالذي تفعل و هي لازالت متزوجة ٢ نقطة ابعدت حنين نظراتها بإرتباك عن صبا ٢ نقطة
, نظر مالك الي صبا بعد فترةٍ و قال مبتسما
, ( " نوّرتِ يا صبا " ٢ نقطة)
, ابتسمت صبا بودٍ وهي تقول بسماجة
, ( إنه نورك يا مالك ٢ نقطة)
, و استمرت الجلسة عدة دقائق ٢ نقطة و الصمت رابعهم ٢ نقطة الى أن وصل عاصم اليهم بعد أن لملم أوراقه و هم بالذهاب الي سيارته ٢ نقطة وما أن وجد صبا تجلس كالغفير بين حنين و مالك ٢ نقطة حتى عبس و اقترب اكثر منهم وهو يقول بصرامة
, ( صبا ٢ نقطة تعالي ، أريدك في شيء )
, زمت صبا شفتيها و ظلت تنظر الى مالك المبتسم بتوجس ٢ نقطة و حنين المتهربة من نظراتها ٢ نقطة و أوشكت أن ترفض القيام من مكانها ٢ نقطة الا أنها قامت على مضض و ذهبت الى عاصم بسرعةٍ لتتمكن من العودة اليهما بسرعة
, وصلت اليه لتقول همسا بتذمر
, ( ماذا يا عاصم ؟ ٢ نقطة الم نودع بعضنا في الأعلى ؟٢ نقطة ماذا تريد ؟ ٢ نقطة )
, عبس عاصم أكثر وهو يقول بصرامةٍ اكبر
, ( ابتعدي عن مالك و حنين يا صبا ٢ نقطة لا تقتربي منهما ، و لا تجلسي لهما كالمحقق هكذا ؟ ٢ نقطة )
, زفرت صبا نفسا غاضبا ٢ نقطة وهي تنظر اليه من طولها الأقصر منه بمراحل ٢ نقطة ثم اقتربت أكثر وهي تهمس بتحذير
, ( أنسيت أن الوضع اختلف الآن ٢ نقطة هل تريد وضع البنزين بجوار النار و تتركهما ليستنشقا الهواء معا ؟ ٢ نقطة)
, نظر اليها عاصم مفكرا غاضبا عابسا ٢ نقطة ثم رفع رأسه عاليا و نادى بصوته الجهوري
, ( مااالك ٢ نقطة تعال معي ، أريدك في عملٍ مهم )
, تنهد مالك وهو يهز رأسه بيأس ٢ نقطة ثم ابتسم لحنين و همس لها
, ( سنكمل كلامنا فيما بعد ٢ نقطة)
, و بعد أن انصرف عاصم و مالك ٢ نقطة اقتربت صبا من حنين لتديرها اليها بقوةٍ وهي تقول بغضب
, ( ما هذا الذي تفعلينه يا حنين ؟ ٢ نقطةأنتِ تلعبين بالنار ٢ نقطة لماذا لم تعترفي بالحقيقة حتى الآن ٢ نقطة يا حنين لا تخافي ،أصعب مرحلةٍ مرت على خير دون خسائر ٢ نقطة أما عن يمين الطلاق فأنتِ لم تخطئي في شيء لتخافي ٢ نقطة بل هم من أخطأوا في حقك ٢ نقطة لذا اعترفي لهم و كما أخبرتك سأطلقك منه في جلسةٍ واحدةٍ٢ نقطة)
, استدارت حنين قليلا بعينين مكسورتين ٢ نقطة ثم همست بفتور
, ( لست خائفة يا صبا ٢ نقطة مالك إن عرف ، فأنا متأكدة أنه سيقف بجواري حتى أكثر من الآن ٢ نقطة)
, عقدت صبا حاجبيها ثم قالت بحيرة
, ( اذن ماذا تنتظرين ؟ ٢ نقطةأتريدين أن يتعلق بكِ مالك قبل أن نحل مشكلتك ؟؟ ٢ نقطة الأمر كله خاطىء يا حنين ٢ نقطة أم ٢ نقطةأم أنكِ ٢ نقطة تفكرين في الأمر ؟؟؟)
, التفتت اليها حنين بقوةٍ وهي تهتف
, ( نعم ٢ نقطة نعم يا صبا أفكر في الأمر ٢ نقطة وأزن الفرص ٢ نقطة اليس من حقي ؟ ٢ نقطة هل أخطأت و ارتكبت جريمةٍ إن فكرت في مصلحتي ولو لمرةٍ واحدة؟؟ )
, ازداد عبوس صبا ثم هتفت بذهول
, ( أتفكرين في قبول جاسر ؟؟ ٢ نقطة هل جننتِ ؟ ٢ نقطة هل جننتِ تماما ؟؟؟ )
, نظرت اليها حنين بشراسةٍ توازي شراسة صبا ٢ نقطة وكاد الجو أن يشتعل لولا أن أقبلت الحاجة روعة وهي ترمقهما بقلق ٢ نقطة
, ثم مدت يدها الى حنين بالهاتف الأرضي المتنقل وهي تقول
, ( حنين ٢ نقطة خذي ، إنها رنيم ٢ نقطة تريد أن تطمئن عليكِ )
, التقططت حنين الهاتف وهى تتنهد بنفاذ صبر ٢ نقطة ثم قالت لزوجة عمها
, ؛( شكرا عمتي ٢ نقطة )
, وضعت السماعة على اذنها ٢ نقطةالا أنها وجدت الحاجة روعة لا زالت تنظر اليها هي و صبا بقلق
, فقالت حنين مرة ثانية
, (؛ شكرا عمتي ٢ نقطة)
, ابتعدت الحاجة روعة بعد أن رمقتهما بنظرةٍ أخيرة ٢ نقطة ثم قالت
, ( سترك يا رب ٢ نقطة )
, وضعت حنين الهاتف على اذنها وهي تقول بخفوت
, ( مرحبا رنيم ٢ نقطة )
, جائها الصوت العميق الذي سود حياتها ٢ نقطة
, ( هل أنتِ بخير ؟؟ ٢ نقطة )
, ٢ نقطة
, كانت رنيم جالسة في الصباح الباكر في مكتبها وهي تنظر الي بعض الخرائط أمامها لتبدأ العمل ٢ نقطة ففوجئت بجاسر يدخل الى المكتب ثم يغلق الباب خلفه بكل وقاحة ٢ نقطة
, نظرت اليه رنيم بدهشة ثم همست بلهجةٍ ناخزة
, (؛مرحبا يا سيد جاسر ٢ نقطة دمرت الدنيا و ارتحت الآن ؟؟ )
, تسمر جاسر مكانه ثم اقترب من المكتب ليستند بقبضتيه على سطحه ٢ نقطة فاندفعت رنيم الى الخلف برعب و هي تعتقده سيضربها أو يقذفها بشيءٍ من على المكتب ٢ نقطة
, الا أنه قال بخشونة
, ( الا تعرفين شيئا عن حنين ؟ ٢ نقطة )
, قالت رنيم وهي تمدد شفتيها لوما و استياءا
, ( لا ٢ نقطة لا أعرف عنها شيئا ، من المؤكد أن المسكينة قد نالت ما نالته ٢ نقطة فابن عمها عاصم لا يرحم و أنا أعرفه جيدا )
, عقد جاسر حاجبيه ٢ نقطة لم يكن الأمر سهلا عليه كما تصور ٢ نقطة منذ يومين وهو يتخيل كل صفعة و كل ضربة ٢ نقطة و اليوم إن لم يعرف عنها شيئا فسيأخذ رجاله و يخرجها من هناك بالقوة
, كان يتخيل أنه بنفس القلب الميت الذي لا يأبه ٢ نقطة لكن منذ أن انصرفت حنين تحت انظاره وهو يشعر بأن الضربات موجهة له هو ٢ نقطة
, قال جاسر ( هاتفها مغلق دائما٢ نقطة )
, ردت رنيم بحزن ( من المؤكد أن أول شيء سيفعل عاصم هو أنه سيسحب منها هاتفها ٢ نقطة )
, ظل جاسر يتحرك ببطء و يديه في جيبي بنطاله ٢ نقطة ناظرا الى الأرض بشرود ثم التفت اليها ليقول بحزم
, ( اسألي حور عنها ٢ نقطة )
, عقدت رنيم حاجبيها بتفكر وهي ترد
, ( لا حور ٢ نقطة منفصلة عن اخبارهم تماما منذ ان ٢ نقطة لحظة واحدة ٢ نقطة من أين لك أن تعرف حور ؟؟٣ علامة التعجب )
, عبس جاسر وهو يقول بنفاذ صبر ٢ نقطة
, (؛ ليس مهما الآن ٢ نقطة المهم اسأليها ، ربما عرفت شيئا )
, كانت رنيم تنظر اليه بحيرةٍ وهي لا تفهم شيئا إطلاقا ٢ نقطة الا أنها رأفة به على كل حال التقطتت هاتفها و طلبت حور
, ( حوووور ٢ نقطة حبيبتي ، لا أصدق انك مستيقظة الآن ؟؟ ٢ نقطة يبدون أن زوجك قد علمك الأدب بعد كفاح )
, نظر جاسر الي سقف المكتب منتظرا بيأس ٢ نقطة بينما تابعت رنيم
, ( مشتااااااااااااااااقة لكِ بما يفوق الوصف ٢ نقطة يا ناكرة الجميل ، لكن ماذا أقول ؟؟ ٢ نقطة من لقي أحبابه نسي أصحابه )
, ضرب جاسر وجهه بكف يده وهو يمسحه بقوةٍ حتى لا يتهور ٢ نقطة فقالت رنيم
, ( لدي أخبار تكفي مجلدات أريد أن أخبرك بها ٢ نقطة نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة ههههههههههه ٢ نقطة كامل الأوصاف )
, عادت لتضحك من جديد ٢ نقطة و في تلك اللحظة لم يقوى جاسر على تحمل المزيد ٢ نقطة فاندفع للمكتب يستند ليه مرة أخرى وهو محركا بشفتيه فقط دون صوت ٢ نقطة وهو يهددها تهديد صريح ٢ نقطة فأومأت رنيم برأسها باتزان و حكمة ٢ نقطة ثم قالت بهدوء
, ( حور ٢ نقطة أردت أن أسألك عن شيء ٢ نقطة حنين متغيبة عن العمل منذ يومين ٢ نقطة وأنا أردت الإطمئنان عليها )
, ظلت رنيم ٢ نقطةتستمع و تستمع و تستمع ٢ نقطة الى أن اتسعت عينيها و فغرت شفتيها بغباء وهي تقول
, ( هااااا ؟؟ ٢ نقطة )
, نظر جاسر الى فم رنيم المفتوح فقال همسا بقلق
, ( ماذا ؟؟ ٢ نقطة ماذا فعلو بها ؟؟ ٢ نقطة)
, ابتسمت له رنيم باهتزاز ثم ودعت حور بسرعةٍ و أغلقت دون أن تسمع الرد ٢ نقطة ثم قالت مشجعة
, ( إنها بألف خير ٢ نقطة لم يصبها خدش واحد ٢ نقطة)
, نظر اليها جاسر دون أن يصدق حرفا مما نطقت به ٢ نقطة ثم قال آمرا و كأنه في أملاك والده
, ( اطلبيها على الهاتف الأرضي ٢ نقطة )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, ( هل أنتِ بخير ؟؟ ٢ نقطة )
, ردت حنين بعد فترة
, (؛ أنا بخير ٢ نقطة )
, (؛أريد أن اراكِ ٢ نقطة اليوم )
, صمتت حنين طويلا ٢ نقطة ثم قالت بهدوء
, ( لا داعٍ ٢ نقطة سأطلب منك طلب ، إن نفذته٢ نقطة سأكون لك )
, صمت ٢ نقطة صمت ٢ نقطة صمت ٢ نقطة ثم جاء صوته خشنا وهو يقول
, ( تكلمي ٢ نقطة )
, أخذت حنين نفسا ٢ نقطة ثم قالت تحت أنظار صبا المذهولة
, ( إن ألقيت علي يمين الطلاق أمام شاهدين ٢ نقطةدون أن يعلم أحد ٢ نقطة فسأوافق عليك و أحارب ما أن تتقدم لطلب يدي من عاصم )
 
الفصل السابع والثلاثون


( إن ألقيت علي يمين الطلاق أمام شاهدين ٢ نقطة دون أن يعلم أحد٢ نقطة فسأوافق عليك و أحارب ما أن تتقدم لطلب يدي من عاصم )
, للحظاتٍ لم تسمع الرد على على مجازفتها التي ألقت بها الي طاولة الرهان ٢ نقطةطال الصمت و التوت مفاصلها وهي تفكر بعد فوات الأوان هل ما فعلته يعد حماقة ٢ نقطة
, صوت نفسه الأجش كان الشيء الوحيد الذي يقطع الصمت بينهما ٢ نقطةثم فجأة صدرت عنه ضحكة خشنة قصيرة ضربت اذنها ٢ نقطة وقال بعدها بصوتٍ خافت يحمل نبرة ثقة
, ( وأي شيءٍ على وجه الأرض قد يجعلني حتى أفكر في الأمر ؟ ٢ نقطة)
, أخذ صدر حنين يعلو و يهبط بعنف إزاء نبرته الخطيرة ٢ نقطة بصوته المخيف الذي أصبح يهمس في كوابيسها كل ليلة ٢ نقطة
, لكنها همست بضعف بعد عدة لحظات ٢ نقطة
, ( إن اردتني ، ستفعل ذلك ٢ نقطة لتحصل علي بإرادتي و ليس رغما عني ٢ نقطة)
, قال جاسر بلا تعبير جعله أكثر قسوة
, ( وما الفارق ؟ ٢ نقطة )
, اهتزت عينا حنين و اشتدت قبضة يدها على الهاتف بقوة ٢ نقطة نعم ٢ نقطة وما الفارق بالنسبة اليه ؟ ٢ نقطةحنين ملكه في كل الأحوال ومنذ أن رموها اليه قديما ٢ نقطة ليرمها اليهم و يغادر بكل استهانة ٢ نقطة وها هوعاد ليطالب بها دون أن تشكل إرادتها أي فارق في الأمر
, همست بفتور رغم روحها المصابة
, ( أعتقد أن ذلك يشكل فارقا ضخما لدي ٢ نقطة)
, لحظة صمت أخرى ٢ نقطة ثم قال جاسر بقسوة
, ( وأي حماقة تجعلني أثق بكلمتك ؟ ٢ نقطة)
, سكتت حنين وهي تغمض عينيها ثم همست بتصلب
, ( و كيف تريدني و أنت لا تثق بي ؟ ٢ نقطة هل ستربطني في الفراش مثلا ، كل يوم و أنت تغادر البيت ٢ نقطةهذا إن حصلت علي دون إرادتي ٢ نقطة )
, قال بقسوةٍ نهشت الموجات بينهما
, ( و كيف أثق بكِ بعد الإعتراف الذي سمعته منكِ ٢ نقطة )
, صرخت حنين بجنون و قلبها يئن من الألم
, ( لا تذكر ذلك الموضوع أبدا ٢ نقطة أبدا ٢ نقطة أبدا ٢ نقطة أنت السبب في كل شيء ٢ نقطة و أنا أكرهك و حتى وإن تزوجتك سأبقى أكرهك )
, اتجهت صبا لتقف أمامها بعينين مرتعبتين و هي تشير لها بأن تخفض صوتها ٢ نقطة ثم حاولت انتزاع الهاتف من يدها لتضع ذلك الحقير عند حده الا أن حنين استدارت بقوةٍ عنها وهي تتشبث بالهاتف لتقول بهمسٍ شرس
, ( اسمع ٢ نقطة هذا آخر كلام لدي ، ٢ نقطة لقد علم عاصم و مالك بمعظم الأمر لذا لن يضرني معرفة الباقي ٢ نقطة لكن حينها لن تجرؤ على الاقتراب مني لأنهما سيمحوانك من على سطح الأرض ٢ نقطة فكر جيدا و اخبرني بقرارك )
, ثم أغلقت الهاتف دون أن تسمع رده ٢ نقطة
, وقفت حنين بشعرٍ مشعث متناثر من حولها مع نسيم الهواء ٢ نقطة تلهث بعنفٍ و بوجهٍ أحمر و عينينِ لا يعرف الناظر اليهما إن كانتا مجروحتين٢ نقطة منكسرتين ٢ نقطة منتقمتين ٢ نقطةأم ٢ نقطة أم ميتتين ٢ نقطة
, واجهتها صبا لتقول بغضبٍ هائل
, ( هل يمكنك الآن أن تشرحين لي سبب تصرفك الأحمق ذلك ؟ ٢ نقطة هل تنوين اللعب معه ؟ ٢ نقطة هل تظنين أنكِ تستطيعين خداعه ؟؟ ٢ نقطة إن أمثاله نشأو على اللعب بالبشر و قد رأيت مثله الكثير خلال عملي ٢ نقطة ممن يلعبون بالبيضة و الحجر )
, نظرت اليها حنين من بين ستار خصلاتِ شعرها المشعث ، بعينيها الزجاجيتين المتجمدتين ٢ نقطة ثم قالت بفتور
, ( لا زلت لم أحدد بعد إن كنت العب به أم لا ٢ نقطة )
, هتفت صبا همسا بكل جنون و غضب
, ( اذن أنتِ تلعبين بالنار يا حنين ٢ نقطة و ستحرق أول من ستحرقه هو أنتِ )
, قالت حنين ببرود وهي تهز كتفيها بلامبالاة
, ( اذن فلتحرقني ٢ نقطة ليس لدي شيئا لأخسره )
, أمسكت صبا بذراعها وهي تشدد على كلماتها غضبا
, ( حنين ٢ نقطة وضحي كلامك ، على ماذا تنوين ؟ ٢ نقطة ولماذا تؤخرين الإنفصال عن ذلك المجنون ؟ )
, قالت حنين بحرارةٍ و غضبٍ هي الأخرى
, ( أتعرفين معنى الإنفصال عنه رغما عنه ؟؟ ٢ نقطة معناها قضية خلع و محاكم ٢ نقطة أي فرصةٍ سأنالها بعد قضية خلع ؟ ٢ نقطة أنتِ تريدين أن أرفض مالك فرصتي الأخيرة ٢ نقطة و أنفصل عن جاسر بفضيحةٍ مدوية ٢ نقطة الا ترين أنني بهذا الشكل لن يكون لدي أي شيء )
, اتسعت عينا صبا بذهول ٢ نقطة وكأنها تستمع لإنسانةٍ تهذي ، لكنها تحاملت و قالت بهدوء مصطنع
, ( حسنا ٢ نقطة خذيني على قدر عقلي و اقنعيني ٢ نقطة ماذا تريدين ؟؟ ٢ نقطة ماذا تريدين حقا ؟؟ )
, أخفضت حنين عينيها قليلا ثم عادت لترفعهما لعيني صبا وهي تقول بهدوء حازم رغم ما يحويه من مرارة
, ( أريد أن أرحل من هنا ٢ نقطة أو ٢ نقطة أو أن أرسخ قدمي فلا أصبح صفرا على اليسار في هذه العائلة )
, عقدت صبا حاجبيها وهي تستوعب اخيرا مقارنة حنين بين جاسر و مالك ٢ نقطة و تسائلت بينها و بين نفسها ٢ نقطةإن كانت تلك القسوة المقترنة بالغباء هي نتيجة كل ما مرت به حنين ٢ نقطة أم أنها لم تشعر يوما بأنها ذات أية قيمة تذكر ٢ نقطة
, قالت صبا بهدوء قاسٍ
, ( ومالك ٢ نقطة ما ذنبه ؟ ٢ نقطة أتريدنه أم لا ؟؟ ٢ نقطة كيف تقارنين بينه و بين ذلك المجنون الذي رأيته ؟٢ نقطة ماذا إن تعلق بكِ ثم تركته و اخترت الآخر ؟؟ )
, نزعت حنين ذراعها من يد صبا لتستدير بعيدا عنها ٢ نقطة وأغمضت عينيها ثم همست
, ( اريد أن أبقى بمفردي قليلا يا صبا ٢ نقطة عن إذنك )
, ثم ابتعدت دون أن تنتظر كلمة أخرى من صبا التى وقفت متسمرة مكانها تنظر الى حنين المنصرفة بغضبٍ منها و عليها ٢ نقطة ومنهم جميعا ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, دخلت حنين غرفتها ٢ نقطة أمانها و مكانها ٢ نقطة أغلقت الباب من خلفها لتتجه الى ملاذها الوحيد ، ذلك الفراش الذي ضمها منذ أن كانت طفلة ٢ نقطة لا بل شابة ٢ نقطة بل زوجة ٢ نقطة
, منذ أن انتقلو جميعا الى هذا البيت بعد ترك جاسر لها ٢ نقطة منذ كانت في الرابعة عشر ٢ نقطة
, جلست حنين على حافة سريرها وهي تمد يدها بشرود لتتلمس اغطيته ٢ نقطة كم أحبت غرفتها تلك أكثر من باقي البيت ٢ نقطة كانت دائما منطقتها الخاصة و ملجأها ٢ نقطة
, أسندت رأسها الى ظهر السرير و أغمضت عينيها ٢ نقطة كانت تكذب حين قالت إنها تريد مغادرة هذا البيت و تلك الغرفة ٢ نقطة
, لكن بقائها يعني الزواج من مالك ٢ نقطة أخاها الحبيب ٢ نقطة
, وما ذنبه ؟؟ ٢ نقطة
, ترددت كلمة صبا في اذن حنين طويلا ، على الرغم من أن زواجها بمالك يعني أن تبقى هنا دون الشعور بالضآلة و الحرج
, ٢ نقطة زواجها من مالك يعني الحماية من جاسر للأبد ٢ نقطة و يعني الزواج من أفضل من عرفتهم يوما ٢ نقطة
, لكن ما ذنبه ؟ ٢ نقطة شخصا كمالك يستحق زهرة صغيرة لتتفتح على يديه ، أما هي ٢ نقطة و تهجمات جاسر عليها مرة بعد مرة ٢ نقطة كيف لرجلٍ أن يقبل بكل هذا ، على من سيمنحها اسمه ٢ نقطة
, و كيف من الممكن أن تبدأ حياتها معه وهي تعلم بداخلها أن هناك من استباحها له مرة بعد مرة ٢ نقطة وما الفارق إن كان لم يصل بعد لغايته و هي تشعر بأنه انتهك روحها قبل جسدها ٢ نقطة
, وهل يستحق مالك ذلك منها ؟ ٢ نقطة
, أفلتت تنهيدة مرتجفة من بين شفتيها و انحدرت على وجنتيها دمعتان حزينتان ٢ نقطةشيئا واحدا تعرفه وهو أن أحد الخيارين سيكون لها ٢ نقطة الإختيار بين مجنونٍ تكرهه و يريدها ٢ نقطة و بين شهمٍ يشفق عليها و لا تستحقه ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, فتح عمر الباب تلك الليلة وهو يتسائل باستياءٍ عن هوية ذلك الذي يطرق بابه في آخر وقت يحب أن يرى فيه أحدا ٢ نقطة
, نظر بجمودٍ و برود الي زائره الهمجي ٢ نقطة ثم قال بنبرةٍ جدية لا تحمل أي نوع من أنواع الترحيب
, ( ماذا تريد ؟ ٢ نقطة)
, مد جاسر يده ودفع عمر في كتفه ليبعده عن طريقه ثم دخل البيت بكلِ وقاحةٍ وكأنه يملكه ٢ نقطة فظل عمر واقفا مكانه قليلا وهو ينظر الى الخارج هامسا بإستياء
, ( تفضل ،٢ نقطة )
, صفق عمر الباب بدفعةٍ واحدةٍ ليتجه بتكاسل لأقرب أريكةٍ فارتمى عليها واضعا ساقا فوق الأخرى وهو ينظر ببرود الى جاسر الذي كان يذرع المكان و هو يخرج إحدى سجائره و يشعلها ٢ نقطة
, قال عمر بلهجةٍ فاترة
, ( لماذا جئت يا جاسر ؟ ٢ نقطة من المؤكد أنك تعرف بأنك لم يعد مرحبا بك هنا بعد الذي تحامقت و فعلته ٢ نقطة )
, توقف جاسر مكانه أمام عمر للحظةٍ وهو ينفخ دخان سيجارته عاليا ٢ نقطة ثم فجأة رفع قدمه ليركل ساق عمر من فوق الأخرى وهو يقول بامتعاض
, ( أنزل ساقك تلك ٢ نقطة )
, كتف عمر ذراعيه وهو ينظر اليه ببرود ٢ نقطة بينما تأفف جاسر و ابتعد عنه وهو يعاود رحلته في الذهاب و المجيء
, ثم قال فجأة دون مقدمات ٢ نقطة
, ( حنين قبلت العودة الي ٢ نقطة)
, ارتفع حاجبي عمر اندهاشا ٢ نقطة لكنه لم يعلق و هو ينتظر كلمة ٢ نقطة" لكن "٢ نقطة و بالفعل جائت التتمة حين قال جاسر بتقزز و شراسة
, ؛( لكن ٢ نقطة بشرط ،، ٢ نقطة حنين التي كنت أشبهها بالبطة الضائعة من أمها ٢ نقطة، تشترط على جاسر رشيد للقبولِ بالعودةِ اليه ٢ نقطة هل رأيت مهزلة أكبر من تلك ٢ نقطة )
, صمت عمر قليلا دون أي تعبير ٢ نقطة ثم قال بهدوء
, ( إن أردت الحق ٢ نقطة كان يجب عليها أن تضربك بال ٢ نقطة لكن لا داعي ، ٢ نقطة أخبرني ، ما هو شرطها ؟ )
, أخذ جاسر نفسا عميقا غاضبا من سيجارته ٢ نقطة ثم نفثه بقوةٍ ليقول بعد فترةٍ ، باذلا أكبر قدر من السيطرة على غضبه
, ( تريدني أن ٢ نقطةألقي عليها اليمين دون علم أهلها ، ٢ نقطة ثم أتقدم لها من جديد و يا دار ما دخلكِ شر )
, التوت زاويتي شفتي عمر ترتفعانِ ببطءٍ حتى ظهرت ابتسامته إعجابا بالبطة الصغيرة ٢ نقطة لكن جاسر رأى ابتسامته فازدادت ملامحه شراسة وهتف بتهديد مشيرا اليه بسيجارته
, ( انزع ابتسامتك الحمقاء تلك حتى لا أغير لك معالم خريطة وجهك ٢ نقطة )
, لكن عمر لم يغير ملامحه ٢ نقطة ثم قال بمنتهى الهدوء
, ( ولماذا أنت غاضب ؟ ٢ نقطة بإمكانك الرفض بمنتهى البساطة )
, نفث جاسر دخان السيجارة بعنفٍ بالغ وهو يقول بحنق
, ( ومن قال أنني غاضب ؟ ٢ نقطة )
, ابتسم عمر بتشفٍ ٢ نقطة ثم قال بهدوء
, ( سأخبرك أنا لما أنت غاضب ٢ نقطة لأنك ببساطة اكتشفت أن لا تمسك بين قبضتيك سوى السراب ٢ نقطة وما أن عرف أبناء عم بوجودك حتى انهار معظم القيد الذي كنت تقيدها به بسبب خوفها منهما ٢ نقطة و الآن أنت موقن بداخلك أنه ليس هناك أسهل من فصلها عنك و بالقانون ٢ نقطة )
, توحشت عينا جاسر وهو يلتفت اليه ليقول بحدة
, ( على جثتي ٢ نقطة إنها زوجتي ٢ نقطة زوجوها و طلقوها ٢ نقطة مني و رغما عني ٢ نقطة و الآن حين أقرر أن أستعيدها لن يتمكن أحد من منعي ٢ نقطة )
, هز عمر كتفه وهو يقول بهدوء
, ( أرني مهارتك ٢ نقطة )
, أخذ صدر جاسر يعلو و يهبط بحنقٍ حتى كادت أزرار قميصه أن تُنتزع من مكانها ٢ نقطة ثم نظر الي عمرعابسا وهو يقاوم نفسه ٢ نقطةالى أن أرغمها في النهاية على النطقِ بمضض
, ( ماذا تقترح ؟؟ ٢ نقطة)
, لم تتبدل ملامح عمر من الهدوء وهو يتظاهر بالتفكير ثم قال بالمنطق
, ( أرى أن حنين الآن اصبحت في طريقها للتسرب من بين يديك بكل الأحوال ٢ نقطة لذا لما لا تنتهج طريق صنيع المعروف و تنفذ شرطها ٢ نقطة و لن تخسر أكثر مما ستخسره أصلا )
, قال جاسر بعنف و تهور
, ( على جثتي ٢ نقطة )
, فقال عمر بهدوء
, ( اذن أغلق الباب خلفك و أنت تغادر لأن لدي عملا من الصباح الباكر ٢ نقطة )
, قال جاسر بغضبٍ أحمق وتهديدٍ شرس
, ( لا تستفزني أكثر مما أنا مُستفزٍ ٢ نقطة حتى لا أتغابى عليك )
, نهض عمر من مكانه و اقترب من جاسر ليضع يده على كتف جاسر وهو يقول بهدوء
, (إنها فرصتك الأخيرة ٢ نقطة ففكر بحلولك المتاحة جيدا )
, جلست امامه وهي تطالع شاشة حاسوبها الشخصي ٢ نقطة كانت في غاية التركيز حتى أنها نسيته تماما ، بينما هو و رغما عنه فقد السيطرة على عينيه للمرة الأولى في عمله ٢ نقطة لا يتذكر أبدا أنه اطال النظر بزميلةٍ له قصدا ٢ نقطة لا يذكر أنه دقق النظر لزميلةٍ من حيث شكلها او طريقة ملبسها ٢ نقطة
, حتى في طريقة جلوسها ٢ نقطة وهي مفرودة الظهر كراقصة الباليه ، تضع ساقا فوق الأخرى برشاقةٍ ارستقراطية ٢ نقطة انحنائة خصرها الشديد النحافة يجعل منها رمزا للجمال الراقي بالفطرة ٢ نقطة
, رحلت عيناه الى عينيها الشديدتي التركيز فيما تقوم به ٢ نقطة بينما حاجبيها منعقدانِ قليلا ٢ نقطة لينحدر بنظره بعد ذلك للوشم القريب من قلبه ٢ نقطة هل هو غباء ؟؟ ٢ نقطة ربما ٢ نقطة لكنه يحب هذا الوشم ، وهو عادة ما ينتظر تشاغلها أو شرودها ليختطف بعض لحظاتٍ مسروقةٍ ليطيل فيها النظر للوشم الوردي الداكن ٢ نقطة هل هو يعطيها مظهر الخطورة ؟؟ ٢ نقطة أم الجاذبية ؟؟ ٢ نقطة أم أنه يضيف اليها لمحة من الحزن و الألم ٢ نقطة و كأن شفتيها المكتملتين أبيتا أن يتم اكتمالهما فقطعهما ذاك الوشم ليزيدهما جمالا ٢ نقطة
, وعى عمر لتفكيره المجنون فأخفض عينه بسرعةٍ وهو يزفر مخرجا نفسا مشحونا طويلا ٢ نقطة مما لفت نظرها اليه ، فرفعت رأسها اليه في الحال وهي تقول بنعومة خافتة
, ( ما الأمر ؟؟ ٢ نقطة)
, انعقد حاجبي عمر بشدةٍ وهو يحاول تدارك الموقف ٢ نقطة ثم قال بجديةٍ وصلابة
, ( لا شيء ٢ نقطة أجهدت عيني فحسب ، هل هناك ما تريدين سؤالي عنه بعد ؟؟٢ نقطة )
, نظرت رنيم الي شاشتها بتركيز وهي تدقق فيها للمرة الأخيرة تتأكد ٢ نقطة ثم نظرت اليه مبتسمة بوداعة وهي تهمس
, ( لا ٢ نقطة حتى الآن كل شيء على ما يرام ، لقد اتعبتك معي )
, قال عمر بخشونة غير مقصودة
, ( ليس هناك تعب ٢ نقطةحسنا ، يمكنك الذهاب الآن ، وأنا موجود دائما إن اردتِ سؤالي عن أي شيء )
, اغلقت رنيم شاشة حاسوبها وهي تقف ببطء ٢ نقطة تبا لذلك ، حتى طريقة نهوضها بها رشاقة ٢ نقطة اي إصابةٍ تلك التي جعلتها تبدو كراقصة باليه ٢ نقطة اوووف ماذا به اليوم ؟؟ ٢ نقطة
, شاهدها وهي تلملم حاجياتها و توقفت عيناه عند خاتم خطبتها طويلا ٢ نقطة ودون أن يمنع نفسه قال بهدوء
, ( كيف حال خطيبك ؟؟ ٢ نقطة )
, رفعت رنيم رأسها اليه بدهشةٍ و اتسعت عيناها للحظاتٍ ٢ نقطة ثم قالت بصوتٍ خافت
, ( الحمد لله ٢ نقطة بخير )
, قال عمر بلا تعبير وهو يتلاعب بقلمه
, ( متى تنتويان اتمام الزفاف ؟ ٢ نقطة )
, مرة أخرى وقفت رنيم أمامه مصدومة من تلك الأسئلة الودية الا أنها بالنسبةِ اليها جاءت صادمة ٢ نقطة لكنها أجابت بصوتٍ أكثر خفوتا وهي تحتضن حاسوبها بين ذراعيها كتلميذةٍ مرتبكة
, ( لازال أمامنا بعض الوقت و الكثير من الترتيب ٢ نقطة لا تقلق ، العمل لن يتأثر أبدا )
, نظر عمر الي عينيها مباشرة ثم قال بوضوح
, ( وكيف ذلك ؟ ٢ نقطة هل صارحته بعملك ؟ ٢ نقطة )
, ارتبكت رنيم أكثر و اخفضت عينيها و احمر جهها بشدةٍ الا أن عمر رفض التعاطف معها و ظل منتظرا الاجابة ببرودٍ و قسوة ٢ نقطة فتلعثمت رنيم وهي تقول بصدق
, ( سأخبره ٢ نقطة في الوقت المناسب ، لا تقلق صدقني ٢ نقطة لن يتأثر العمل في شيء )
, تحاول أن تجعل الأمر مهنيا و تريد أن تخبره بلطفٍ و تهذيب بأن لاشأن له بأمورها الخاصة ٢ نقطة لكنه لن يسمح لها و تابع بثقةٍ أقرب للوقاحة
, ( اتسائل كيف حتى تمكنتِ من إخفاء الأمر عليه حتى الآن ؟ ٢ نقطة بماذا تبررين غيابك ؟ )
, تجمدت ملامح رنيم وهي تنظر اليه و قد بدأت تتحول الصدمة الى ما يشبه الغضب الا أنه لم يظهر بعد ٢ نقطة فردت بصوتٍ خافت جامد ٢ نقطة
, ( أنا عادة لا ٢ نقطة أنا كنت معتادة على الاستيقاظ وقت المغرب لذا فهو معتادا الا يكلمنى أو القيام بزيارتي قبل ذلك الوقت )
, جاء دور عمر ليصدم ٢ نقطة وظل صامتا قليلا ثم قال باستهجان
, ( وماذا إن اراد يوما فعل اي شيء عفويا ٢ نقطة كالجري معك صباحا مثلا ٢ نقطة أو اي شيء ٢ نقطة )
, من يجري صباحا ؟؟ ٢ نقطة نائل ؟؟ ٢ نقطة تخيلت مظهر نائل وهو يجري على طريق البحر صباحا مرتديا بدلة رياضية ٢ نقطة محاولا الا يلامس أيا من المحيطين به ٢ نقطة يرفع كتفا تجنبا لهذا و يميل على أطراف أصابعه متجنبا لذاك ٢ نقطة
, لم تشعر بنفسها الا وهي تبتسم تدريجيا حتى افلتت ضحكة من بين شفتيها ٢ نقطة بينما كان عمر يتأمل عينيها الشاردتين و شفتيها الضاحكتين بدلا من أن توقفه عند حده ٢ نقطة
, لماذا تستلم هكذا بسهولةٍ لتجرأ الآخرين عليها ؟ ٢ نقطةفي الواقع كان يشعر بغضبٍ عنيف موجها ضدها ، ٢ نقطة منذ أن دار حوارا بينه و بين شقيقته علا و هو يشعر بالغضب على تلك الساذجة ٢ نقطة
, تذكر علا منذ عدة ليالٍ وهي تسأله عن تلك التي لم يرفع عينيه عنها طوال فترة العشاء العائلي ٢ نقطة و بعد جدالٍ عقيم طويل ، اقتنعت علا أنها مجرد زميلة له و أنه لم يكن مثبتا عينيه عليها أبدا ٢ نقطة
, لذا ابتعدت علا وهي تنوى الإنصراف لكنها و قبل أن تتركه التفتت اليه لتقول بخبث
, ( كنت فقط أسألك لأنني رأيت خطيبها بالصدفة في المكان الذي أقامت فيه صديقتي عيد ميلادها ٢ نقطة و هو لم يكن بمفرده بالمناسبة ، كان مع شابةٍ سخيفة للغاية و كانا يتشاجران على ما يبدو ٢ نقطة و كانت طريقة أمساكه لها غير بريئة على الإطلاق ٢ نقطة ظنتت أن أمرا كهذا قد يهمك )
, عاد بتفكيره الي رنيم الواقفة أمامه تبتسم ببراءة ٢ نقطة إنها ليست بريئة ، بل هي غبية ٢ نقطة كيف لها أن تقنع بمثل تلك المعاملة التي تتلقاها من أفطس الأنف ذاك ٢ نقطة
, منذ أن رآهما معا وهو يشعر بتشنج في معدته كلما تذكره و هو يرفع يده اليها ليصمتها ٢ نقطة و نظراته اليها من رأسها لقدميها تكاد تكون مزدرية ٢ نقطة كيف لها أن تعمي عن رؤية انطباعاته بينما لأي غريبٍ هي واضحة وضوح الشمس ٢ نقطة
, مثلها يجب أن توضع في علبةٍ زجاجيةٍ مغلقة ٢ نقطة حفاظا عليها من أذى البشر ٢ نقطة
, رفع عينيه الى عينيها و كانت تنظر اليه الآن وهي تحاول استنتاج السبب في أسئلته الوقحة ٢ نقطة الا أنه لم يمنحها الفرصة وهو يقول بصرامة
, ( حسنا اذهبي لعملك يا رنيم ٢ نقطة و كما أخبرتك أنا موجود ما أن تحتاجيني ،٢ نقطة في أي شيء )
, للحظة تسمرت عيناها على عينيه ٢ نقطة و بهتت مشاعرها وودت لو تصرخ بشيء ٢ نقطة أي شيء ٢ نقطة ودت لو تحتاجه في أي شيء ٢ نقطة في الواقع تحتاج أن تحتاجه بشدةٍ و يأس ٢ نقطة
, لكنها أومأت وهي تبتسم له ابتسامة ودودة بها لمسة حزن لاحظها بالتأكيد ٢ نقطة ثم استدارت لتنصرف بهدوء
, و بعد خروجها ظل عمر قابعا مكانه و هو يشعر بثقلٍ غريب ٢ نقطة وجودها هنا مزعج ٢ نقطة بالفعل مزعج كما لم يشعر بمثل هذا الانزاعج من قبل ٢ نقطة
, بعد فترةٍ رفع نظره عن عمله الذي لم يكن شاغلا كل تفكيره ليقع بصره على شيءٍ ملون فوق الطاولة الصغيرة أمام مكتبه ٢ نقطة انه قلمها الوردي ذو رائحة الفارولة و رأس القطة المزغبة ٢ نقطة حسنا يبدو أن عليه إعادته اليها ٢ نقطة اوووف هاهو سيقوم بشيءٍ ثقيل رغما عنه الا أنه يجب ان يعيده اليها فربما تحتاجه ٢ نقطة
, نهض من مقعده و دار حول المكتب ليلتقط القلم بين أصابعه ٢ نقطة ولم ينسى ان يرفعه الى أنفه ليستنشق رائحته للمرة الأخيرة ٢ نقطة ثم خرج ناويا الذهاب الي مكتبها لكنه في طريقه وجدها واقفة بظهرها في أحد زوايا الممر الطويل ٢ نقطة ممسكة بهاتفها بشدةٍ الي اذنها بينما تغطي فمها بيدها الأخرى ٢ نقطة كان التشنج يبدو على جسدها كله و لم يستطع سماع معظم ما تهمس به
, الا أن الجملة الأخيرة علت قليلا عن الهمس وهي تقول بصوتٍ منكسر متشنج
, ( أرجوك ٢ نقطة أرجوك ٢ نقطة توقف عن التلميح لإصابتي ٢ نقطة أرجوك ذلك يقتلني ٢ نقطة مالذي جعلك تكلمني في هذا الوقت على أية حال ؟؟ ٢ نقطة إن أردت شيئا من والدي عليك أن تطلبه بنفسك ٢ نقطة لكن دعني و عاهاتي من فضلك ٢ نقطة هذا ليس مزاحا أبدا )
, تحرك عمر متقدما في سيره الى أن وصل لمكتبها وهو يغلي غضبا منها ٢ نقطة كم ود لو مد يده من هاتفها ليقبض على عنق ذلك الحقير و يخرجه من الهاتف ليريه قدر نفسه الحقيقي ٢ نقطة
, دخل مكتبها عابسا غاضبا ٢ نقطة ثم رمى القلم على سطح المكتب ، لكنه رأى بجانب القلم مذكرتها مفتوحة على صفحةٍ بها العديد من الرسوم و القلوب ٢ نقطة و عبارة واحدة مكتوبة بخط مائل
, اقترب منها ليقرأها بوضوح ٢ نقطة و ضاقت عيناه على الحروف النازفة
, ( وسلمت بأنني لم أعد انثى ٢ نقطة)
, لم يعلم الى متى ظل يعيدها و يكررها بداخله ٢ نقطة لكن ما يعرفه هو أنه التقط قلمها الوردي و خط بأسفل عبارتها جملة واحدة
, ( و قد أيقنت بأنكِ غبية ٢ نقطة يا أكثر النساءِ انوثة و غباءا )
, ثم القى بالقلم و خرج من مكتبها حاملا غضبه الى حيث أتى ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة
, على أنغام محطة الإذاعة الشرقية ٢ نقطة كانت حور تقف أمام الموقد متمايلة بخصرها الذي لا يهدأ ولا يرتاح أبدا ٢ نقطة حتى بات الفرق بين قطره و قطر وركيها يجعلها تشبه زجاجة المياه الغازية القديمة ٢ نقطة و هذا اللفظ تحديدا سمعته في المعاكسات أكثر من مرة ٢ نقطة
, كان قوامها غريبا و كانت تعرف ذلك ٢ نقطة مكتنزة في أماكن معينة يفصل بينها خصرها النحيف ٢ نقطة جسم شعبي بكل جدراة و جاذبية ٢ نقطة يختلف عن أجساد صديقاتها الرياضيات ٢ نقطة ممن يلعبن رياضاتٍ منذ صغرهن فنمت لديهن العضلات و اصبحن أكثر رشاقة ٢ نقطة بينما الرياضة الوحيدة التي عرفتها حور كانت عبارة عن الرقص الشرقي ٢ نقطة
, على الرغم من ارتيادها أرقى النوادي منذ صغرها الا أنها لم تكن يوما من محبي الشقاء٢ نقطة حتى و لو كان في رياضة ٢ نقطة
, فتحت حور كعادتها الشباك الصغير الذي يعلو الحوض الضيق ٢ نقطة وهذا الشباك عبارة عن موقع تواصل اجتماعي واقعي بالنسبة لها ٢ نقطة
, حيث أن الشباك الضيق يطل على الفجوة المنحصرة بين عدة بيوت ٢ نقطة وهي ما يطلق عليها اسم " المنور " ٢ نقطة
, و المنور لم يعرفه هو اوضح مكان يتم تناقل الاخبار بواسطته ٢ نقطة فعادة النساء أن يكلمن بعضهن من خلال شبابيك المطابخ الضيقة أثناء عملهن ٢ نقطة و نظرا لأن " المنور " ٢ نقطة مغلق تماما الا من السطح فقط و المفتوح الى السماء ٢ نقطة
, فإن صدى الصوت يجعل الكلام أكثر وضوحا ٢ نقطة وكأن يتكلمن في مكبر الصوت ٢ نقطة
, أخذت حور تقلب الأرز بالحليب فوق الموقد وهي ترهف السمع مع بدء الأحاديث اليومية ٢ نقطة وكانت المتحدثة اليوم هي إكرام ٢ نقطة رائع ٢ نقطة فإكرام هي أقواهن قصصا و حكايات ٢ نقطة حتى أن حور تقريبا عرفت قصة حياة كل سكان الحي من إكرام وحدها بما فيها من أدق الأسرار ٢ نقطة
, لكن على ما يبدو أن إكرام تتكلم عن نفسها اليوم على غير العادة ٢ نقطة
, أمالت حور رأسها وهي ترهف السمع أكثر ٢ نقطة
, إكرام : ( لقد اذاقتني الغلب و المرار ٢ نقطة هذا ما نناله من انجاب الفتيات )
, الجارة الأخرى : ( هوني عليكِ يا إكرام ٢ نقطة كلهن كذلك و كأنهن مقطوعاتٍ من نفس ثوب القماش )
, أكرام : ( فقط اتمنى أن يعدل لها **** الحال و يرزقها بابن الحلال ٢ نقطة حتى أتفرغ أنا للرجل قليلا )
, ارتفع حاجبي حور وهي تنظر لمعتز بدهشةٍ بينما شفتيها تلتويانِ بإبتسامةٍ مندهشة ٢ نقطة ثم عادت لتكمل السمع حين تابعت اكرام ٢ نقطة
, ( الواحدة منا تحب أن ترتدي قميصا أحمر لامعا أو شيئا ما يرفع من روح الرجل المعنوية بعد يوم العمل الطويل ٢ نقطة و كيف ذلك وهي جالسة لي كالحرس ليل نهار ٢ نقطة تأكل و ترفع ضغط دمي )
, ازداد اتساع عيني حور و ارتفع حاجباها اكثر وهي تكتم ضحكة بينما تمط شفتيها يمينا و يسارا حين ذكرت إكرام قميص النوم الأحمر ٢ نقطة فقد ذكرتها بالليلة التي طردها فيها نادر من غرفته ، أطلقت تنهيدة طويلة وهي تعاود الإستماع
, فقالت الجارة الأخرى
, ( اصبري يا اكرام ٢ نقطة اصبري و بالنسبة للرجل لن يذهب في أي مكان ٢ نقطة المهم أن نفكر في زواج ابنتك هل كلمتِ أم شوقية ؟؟ )
, قالت إكرام بإمتعاض
, ( نعم كلمتها ٢ نقطة وإن كنت أظن أنها تجلب لنا عرسان الدرجة الثانية ٢ نقطة متزوج و عاطل و خريج سجون ٢ نقطة وآخرهم لم يكن لديه مسكن و كان يطمح في أن يسكن معنا بعد الزواج )
, شهقت الجارة الأخرى باستنكار ٢ نقطة بينما كانت حور تُتأتىء بشفتيها أسفا و استنكارا وكأنها تشاركهما الحوار ٢ نقطة وهي تقلب الحليب الذي ثقل و تطايرت رائحته الحلوة ٢ نقطة
, تابعت إكرام كلامها وهي تقول متحسرة
, ( الواحدة منا تشتهي أن ترقص للرجلها رقصة هكذا أو رقصة هكذا ٢ نقطة ولا تجد الفرصة أبدا )
, همست حور متنهدة بحسرة وهي مستمرة في التقليب
, ( أي و**** نعم يا إكرام ٢ نقطةصدقتِ ٢ نقطة )
, حملت حور القدر بعد أن انتهت ثم صبته في الكاسات المستديرة بحرص ٢ نقطة لتتناول وعاء القرفة الصغير
, و أخذت منه بسبابتها و إبهامها مباشرة لتنثره فوق الأطباق وهي تهمس بسحر
, ( يا قرفة اسحري حبيبي و اجلبيه لي مقيدا راكعا طالبا الوصال ٢ نقطة )
, نظرت الى معتز الذي كان يراقب أمه و فقراتها الصباحية التي لا تنتهي ٢ نقطة الى أن سمعا صوت سلسلة المفتاح في باب الشقة ٢ نقطة
, وضعت حور يدها ذات الأساور على قلبها وهي تهمس
, ( صوتها يرد الي الروح ٢ نقطة )
, ثم اتجهت الى المرآة الصغيرة المربعة بحجم كف اليد و المعلقة في أحدى زوايا المطبخ و أخذت تعدل من شعرها الطويل و تنثره يمينا و يسارا ٢ نقطة ثم أخذت نفسا لتجعل من نفسها غير مهتمة إطلاقا
, دخل نادر الي المطبخ الضيق ٢ نقطة مما جعله يملأ المكان تقريبا بحجمه الضخم ، قال بهدوء
, ( السلام عليكم ٢ نقطة لماذا لم تستعدا بعد ؟؟ )
, قالت حور بدلالٍ وهي تبتسم
, ( كنت أعد لك الحليب بالأرز الذي تحبه ٢ نقطة )
, انتقلت نظرات نادر الى الأطباق من خلفها ٢ نقطة ثم نظر اليها وقال بهدوء
, ( سلمت يداكِ ٢ نقطة رائحته رائعة )
, أه ٢ نقطة ما أجملها من كلمة ٢ نقطة لم تكن قد تذوقتها من شفتيه تقريبا من قبل ٢ نقطة فهي لم يسبق لها أن أعدت شيئا ما لتسلم يداها عليه ٢ نقطة
, وأول مرة تتذوق روعة الكلمة كانت بعد ملوخية أم مصطفى ٢ نقطة لا بل ملوخيتها هي و أم مصطفى قامت فقط بدور الموجه
, كم هي سعادة غير مسبوقةٍ وهي تسمع تلك الكلمة من بين شفتيه ٢ نقطة لذا قررت أن تسمعها مرارا ٢ نقطة
, قاطع نادر أفكارها وهو يقول ناظرا الي ساعة معصمه ٢ نقطة
, ( حسنا هيا أعدي معتز لآخذكما للنادي ٢ نقطة يجب أن أعود للمشفى بسرعة )
, قالت حور بدلالٍ طفولي
, ( لما لا تبقى معنا في النادي ككل الأسر ٢ نقطة أرجوك يا نادر ، ستكون فرصة لنقضي يوما سعيدا ثلاثتنا )
, قال نادر بحزم
, ( لقد خرجت من المشفى لأقلكما فقط و أعود ٢ نقطة ربما يوما آخر )
, أخفضت حور رأسها بإحباط ٢ نقطة فاقترب منها نادر ليقول برفقٍ أكثر
, ( حور ٢ نقطة لقد احضرت لك اسم مجموعة على موقع التواصل الإجتماعي ٢ نقطة مجموعة أمهات لأطفالٍ ذوي احتياجات خاصة ٢ نقطة سيمكنك التعرف اليهن و اكتساب خبرة منهن )
, ظلت حور تنظر اليه طويلا بلا أي إشارةٍ تدل على الإستيعاب ٢ نقطة ما عدا حاجبا واحدا مرتفعا يدل على المحاولة على كلِ حال ٢ نقطة
, ثم قالت بعد فترة ٢ نقطة
, ( مجموعة ماذا ؟؟ ٢ نقطة وماذا يمكنني أن أفعل في تلك المجموعة ؟؟ )
, قال نادر بإهتمام
, ( يمكنك في البداية مجدر التعارف و السماع الى كل تجاربهن ٢ نقطة ثم بعد ذلك تبدأين في المشاركة متى أحببتِ )
, ظلت حور صامتة وهي تضع يدا في خصرها و اليد الأخرى على ذقنها مفكرة ثم قالت أخيرا
, ( ومن نصحك بتلك الفكرة العبقرية ؟؟ ٢ نقطة )
, قال نادر مهتما
, ( زميل لي ٢ نقطة طبيب نفسية ٢ نقطة و متخصص للأطفال )
, أومأت حور برأسها محاولة الإستيعاب ٢ نقطة ثم قالت بتوجس
, ( ومن نصحك بأستشارة طبيب النفسية ؟؟ ٢ نقطة )
, قال نادر و هو في غاية الجدية
, ( الطبيب المختص بحالة معتز ٢ نقطة )
, أومأت حور مرة أخرى ٢ نقطة ثم اقتربت خطوة منه لتلامس صدره بيدها وهي تهمس بدلال و إغواء
, ( و ماذا عن طبيب القلب و الأعصاب ؟؟ ٢ نقطة الم ينصحك بشيء ؟؟ )
, عقد نادر حاجبيه و أبعد يدها وهو يقول بخشونة
, ( أنا أتكلم بجدية الآن ٢ نقطة أريدك أن تدخلي المجموعة و تحاولى الإندماج فيها قدر استطاعتك٢ نقطة )
, عبست حور و زمت شفتيها و هي تراه ينوي الإنصراف بعصبية ٢ نقطة لكنه استدار وهو يقول بلهجةٍ أكثر عصبية
, ( ثم أنه ليس هناك ما يسمى بطبيب قلب و أعصاب ٢ نقطة هناك طبيب مخ و أعصاب ٢ نقطة و طبيب قلب ٢ نقطة أما طبيب قلب و أعصاب ذاك فهو تخصص من خيالك الخصب فحسب )
, ثم استدار ليغادر المطبخ بقوةٍ تاركا إياها متخصرة وهي تهمس بغضب ٢ نقطة
, ( اذن عليهم ايجاد تخصص جديد ٢ نقطة ليكون تخصص الكآبة و الإحباط )
 
الفصل الثامن والثلاثون


جلست حور كملكةٍ متوجة ٍ بين صديقاتها في النادي و كالعادة كانت محور إهتمام الجميع ٢ نقطة إنها ثان مرة تأتي فيها للنادي بعد عودتها لنادر ، و في المرة السابقة لم تجد الوقت لتجالس أيا منهن ٢ نقطة
, كما أنها المرة الثانية أيضا التي تجلب فيها معتز للنادي ٢ نقطة انتظارا لرأي مدرب السباحة بشأن تدريب معتز ٢ نقطة
, لذا كان معتز واقفا يراقب أحد العروض للشخص الذي يرتدى شخصية كارتونية ضخمة و يراقص الأطفال ٢ نقطة تراقبه حور من بعيد ٢ نقطة
, وهي بالطبع مدركة أن حور بكل طلتها الملوكية تجذب كل ذلك القدر من الإغراء و الجاذبية و الغيرة ٢ نقطة
, كانت مختلفة عن الجميع و الكل يدرك ذلك و ليس الأمر في مجرد الملبس ٢ نقطة لكنها كلها ذات طبعٍ خاص يأسر من يقترب منه ٢ نقطة
, قالت أحدى صديقات حور و الجالسة بجوارها وهي تضع ساقا فوق الأخرى ٢ نقطة
, ( أتعرفين أنها المرة الأولى التي نرى فيها ابنك ٢ نقطة انه جميل للغاية ، ٢ نقطة بالمناسبة يا حور لماذا لم تلحقي ابنك بمرحلة الروضة في المدرسة التي أدخلنا فيها أطفالنا ٢ نقطة هي تتطلب توصية بالتأكيد لكنك طبعا تستطيعين تدبير ذلك )
, لم تنظرحور حتى اليها ٢ نقطة كانت تعلم جيدا مغزى الحوار ، المدرسة العالية المستوى كانت تتطلب توصية من حور لأنها تددق في مستوى العائلة الإجتماعي ككل و ليس مجرد المستوى المادي ٢ نقطة حيث أنها تضم ابناء الوزراء و السفراء و غيرهم من الطبقة الراقية ٢ نقطة
, و معتز سيحتاج الى توصية كبيرة جدا ليقبلو به على مضض نظرا لخلفية الأم الشعبية و المعروفة للجميع حتى أن وجوده بين الأطفال سيسبب إنزعاج لباقي أولياء أمور تلك الطبقة
, ٢ نقطة تماما كما احتاجت هي توصية كبيرة أثناء تعليمها ٢ نقطة
, رفعت حور ذقنها وهي تقول بترفع
, ( معتز سينتظر عاما آخر ٢ نقطة و لا أعتقد أن تلك المدرسة ستصلح له ٢ نقطة لأن أبني أصم )
, عم السكون التام على الطاولة ٢ نقطة بينما شعرت حور بالنظرات و الغمزات من حولها دون أن تنظر اليهم ٢ نقطة
, كانت تنظر الى معتز ٢ نقطة الذي وقف فجأة وحيدا في المنتصف ٢ نقطة حيث أن منسق عرض الأطفال أخذ يطلب منهم ان ينقسمو الى فريقين ليبدأو اللعبة ٢ نقطة
, و طبعا وقف معتز دون أن يفهم سبب ابتعاد الجميع ٢ نقطة
, ظلت حور تنظر اليه مقطبة و هي تشعر بقبضةٍ كالثلج تمسك بقلبها ٢ نقطة ثم نهضت فجأة تنوي الإتجاه اليه لتحمله بعيدا ٢ نقطة لكنها توقفت بعد عدة خطوات حين وجدت شابا رياضيا مفتول العضلات ٢ نقطة وسيما للغاية يقترب منه ليحمله دون سابق إنذار فوق كتفيه وهو يقف ضاحكا في أحد الفريقين ليبدأو اللعبة ٢ نقطة
, و أثناء اللعب الطويل التقت النظرات الخضراء الجريئة بعيني حور عدة مرات ٢ نقطة و امسكت بها طويلا لعدة لحظات قبل أن تتركها ٢ نقطة
, و بعد أن انتهى العرض ٢ نقطة شاهدت حور ذلك الشاب يقترب منها حاملا معتز فوق أكتافه ٢ نقطة وما أن وصل اليها حتى وقف أمامها عدة لحظات يراقبها بجرأة حتى تململت وهي تهمس بعدم ارتياح
, ( شكرا لك ٢ نقطة لقد أتعبناك )
, أنزل الشاب معتز من فوق كتفيه ٢ نقطة وأمسك به يلعب في شعره الناعم قبل أن يمد يده وهو يقول مبتسما بعينين تلمعان بشدة
, ( رامز الدالي ٢ نقطة )
, صافحته حور بتردد وهي تقول بشعورٍ مقبض
, ( حور رشوان ٢ نقطة تشرفنا )
, منذ أن استيقظ لصلاة الفجر وهو مستلقٍ بجوارها يتأمل وجهها المضىء كالبدر ٢ نقطة لقد نامت مجددا بعد الصلاة خلال ثوانٍ معدودة ٢ نقطة اصبح يعرف عاداتها و تفاصيلها اكثر مما يعرف نفسه ٢ نقطة دائما ما تذهب في سباتٍ عميق ما أن تضع رأسها على الوسادة ٢ نقطة
, ما أن تغمض عينيها حتى تنفرج شفتيها خلال ثوانٍ و يهدأ تنفسها و تستكين ملامحها ٢ نقطة وكأنها لا تحمل للدنيا أي هم ٢ نقطة
, و خلال دقائق من نومها تبدأ في الابتسام قليلا و ربما الضحك ضحكاتٍ صغيرة خافتة ترافق همهماتٍ غير مألوفة ٢ نقطة
, على ما يبدو أنها تأكل أرز مع الملائكة كما يقولون ٢ نقطة
, هي تنام في سابع نومة ٢ نقطة وتتركه هو يتحرق على جمر النار بجانبها ٢ نقطة كم يحب مراقبتها وهي نائمة ٢ نقطة الا أنه في نفس الوقت مغتاظا منها و بشدة ٢ نقطة
, يريدها أن تفقد القدرة على النوم مثله ٢ نقطة يريدها أن تشتاق و تلتاع مثله ، بل و اكثر منه ٢ نقطة لكنها تبدو وكأنها لا تشعر بأي شيءٍ ينقصها على الإطلاق ٢ نقطة
, خاصة بعد أن تأقلمت على وجودها هنا في البيت ٢ نقطة و أصبحت حبيبة أمه ٢ نقطة تساعدها و تتضاحك معها ، بل و الأدهى أنهما كثيرا ما تتهماسان و تضحكان وما أن يرياه مقبلا حتى تصمتانِ تماما بأعينٍ كلها ضحكٍ و خبث ٢ نقطة
, وكأنهما تخفيان أسرارا حربية ٢ نقطة
, زفر عاصم بنفاذ صبر و هو يتذكر ملامحها وهي تعض على شفتيها لتمنع ابتسامة خبيثة ما أن تصمت هي وأمه عن الكلام ٢ نقطة
, و حقا أمه لا أمل منها إطلاقا ٢ نقطة يبدو أنها قد نامت منه على الخط ٢ نقطة إنها لا تقوم بمساعدته في أي شيءٍ على الإطلاق في سبيل تجاوز تلك المرحلة الأخوية المتخلفة التي يعيشها ٢ نقطة
, زفر عاصم مرة أخرى بضيق ٢ نقطة الا أنه عاد ليشبع عينيه من رؤيتها البهية ٢ نقطة
, وجهها شديد البياض ٢ نقطةحتى أنه يكاد يكون شفافا وهي نائمة ٢ نقطة شفتيها الناعمتين ارتخيتا في نعومةٍ دون أن تزمهما كما تفعل عادة حين تراه و يشاكسها ٢ نقطة
, شعرها الرائع ٢ نقطة ذلك النهر من العسل المتدفق على كتفيها المرمريتين ٢ نقطة
, تنهد عاصم بعمق وهو يهمس بانفعال ( " اللهم طولك يا روح " ٢ نقطة )
, ثم مد يده ببطىءٍ ليتخلل بأصابعه شعرها من على جانب وجهها و يمشطه برفقٍ للخلف ٢ نقطة ليكشف عن عنقها وكتفها الناعمتين ٢ نقطة لكن وما أن رآه بتلك الصورة حتى مد يده مرة أخرى وهو يعيد شعرها بعشوائية ٍ على كتفها حتى يحجبها عن أنظاره ٢ نقطة حتى أنه بعثره بفوضى غاضبا و كأنه ينتقم منها ٢ نقطة
, ثم ظل ينظر اليها قليلا ٢ نقطة فلانت ملامحه و رق قلبه لها ٢ نقطة فمد يده و تخلل بأصابعه شعرها من جديد وهو يبعده عن كتفها ٢ نقطة و ظل ينظر اليها طويلا محاولا مقاومة شوقه ، الا أن الحرب لم تكن عادلة و انتصر شوقه ٢ نقطة فمال عليها ببطءٍ ودون صوت ٢ نقطة ليطبع شفتيه على كتفها الغض ٢ نقطة
, استمرت قبلته ٢ نقطة لا يعلم تحديدا كم استمرت حيث يبدو أنه قد نسي شفتيه هناك ، و أن لا رغبة لديه في مغادرة الموقع ٢ نقطة
, وحين تململت صبا و تمايل خصرها تحت يده المستكينة هناك ٢ نقطة اضطر لإبعاد شفتيه عن كتفها على مضض لمراقبة شروق عينيها ٢ نقطة
, و بالفعل أشرقت عينيها ببطءٍ و بالتدريج وهي ترمش بهما عدة مرات قبل أن تستفيق تماما ٢ نقطة وما أن نظرت اليه حتى اعادت انطباع كل صباح و الذي حفظه عن ظهر قلب ٢ نقطة و بالترتيب ٢ نقطة
, اتساع في العينين ٢ نقطة
, دهشة و عدم استيعاب ٢ نقطة
, لحظة تفكير ٢ نقطة
, بوادر استيعاب ٢ نقطة
, انعقاد في الحاجبين ٢ نقطة
, زم الشفتين ٢ نقطة
, زفير بنفاذ صبر ٢ نقطة ثم كلمة كل صباح
, ( ماذا ؟؟ ٢ نقطة )
, حتى أن عاصم همسها بداخله في نفس اللحظة التي نطقت بها ٢ نقطة ليجيبها مبتسما بهمسٍ أجش
, ( ماذا ماذا ؟ ٢ نقطة )
, ازداد انعقاد حاجبيها وهي تنظر اليهِ بضيق ثم قالت بصوتٍ خافت
, ( لا أحب أن يراقبني أحد وأنا نائمة ٢ نقطة)
, رد عاصم بمنتهى البرود
, ( اعتادي على الامر ٢ نقطة)
, زفرت صبا قليلا و حاولت أن تتمطى قليلا الا أنا عادت و انكمشت تحت أنظاره الجريئة ٢ نقطةثم همست بعصبية
, ( عاصم ٢ نقطة اعطني بعض المساحة ، الفراش واسع أمامك )
, رد عاصم دون أن يتحرك
, ( أنا مستلقٍ في ملك الحكومة ٢ نقطة )
, أغمضت صبا عينيها وهي تهز رأسها يأسا ٢ نقطة لا أمل منه ٢ نقطة ثم همست دون أن تفتح عينيها
, ( لا أحب ذلك ٢ نقطة )
, قال عاصم ببرود الصباح
, ( لم يكن هذا ما قلتيه ليلة أمس ٢ نقطة و انا أقبلك الى غبتِ عن الوعي )
, فتحت صبا عينيها بغضبٍ على الرغم من احمرار وجهها الشديد ٢ نقطة وهتفت باستنكار
, ( لم أغب عن الوعي ٢ نقطةلقد نمت ٢ نقطة نمت ٢ نقطة كان يوما طويلا و غلبني النوم هذا كل ما في الأمر ٢ نقطة )
, قال عاصم دون أن تتغير ملامح وجهه
, ( غيابك عن الوعي كان العذر الأكثر احتراما لكرامتك ٢ نقطة فلم أشأ أن اذكر ٢ نقطة أنكِ ادعيتِ النوم بمنتهى الغباء ، )
, عصفت عينا صبا و ارتبكت بشدةٍ لكنها هتفت برعب و غضب
, ( لم أفعل ٢ نقطة )
, رد عاصم بهدوء وهو يسند رأسه الى مرفقه ناظرا اليها
, ( بل فعلتِ ٢ نقطة ومادمتِ فاشلة في التمثيل فلا تحاولي مرة أخرى ٢ نقطة فقد أقرر حينها الا أجاريكِ فيه )
, تأففت صبا و استلقت على ظهرها تنظر الي السقف ٢ نقطةتتلاعب بأصابعها بحافة الغطاء المحيط بها و هي غير عابئة به ظاهريا ٢ نقطة وإن كانت تشعر بتزايد ضربات قلبها بجنون بينما اللون الأحمر الحارق فضح تجاهلها المزيف له ٢ نقطة كيف له أن يذكرها بتلك المواقف التي تسبق نومهما ٢ نقطة قلة ذوق ٢ نقطة
, و حين طال الصمت و لم يتكلم أيا منهما ٢ نقطة قالت صبا أخيرا بعصبية
, (هل أتممت عد مسامات وجهي بعد أم لا ؟؟ ٢ نقطة)
, صمت عاصم عدة لحظات دون أن يتحرك ٢ نقطة ثم قال ببرود أخيرا
, ( يبدو أنكِ مستيقظة في مزاجٍ ظريف اليوم ٢ نقطة لكنك لستِ مضحكة أبدا )
, نظرت اليه بطرفِ عينيها ثم نظرت الي السقف و هي تتأفف هامسة كلمته المعتادة
, ( " اللهم طولك يا روح " ٢ نقطة)
, و حين طال الصمت مرة أخرى قالت صبا بهدوء زائف
, ( ألن تنهض ؟؟ ٢ نقطةأريد أن أنزل لعمتي )
, رد عليها عاصم
, ( ومن منعك ؟ ٢ نقطة )
, نظرت اليه شزرا ثم أخذت نفسا عميقا و استقامت رامية الغطاء على صدره لكن ما أن حاولت النهوض حتى جذبها اليه لتقع على صدره فقاومته تلقائيا الا أن أحكم ذراعيه من حولها فقالت و هي تميل براسها يمينا و يسارا
, ( اتركني يا عاصم ٢ نقطة كف عن ذلك )
, قال عاصم بهدوء بينما أعصابه تحترق
, ( قبليني أولا يا أستاذة ٢ نقطة )
, هزت رأسها نفيا بسرعة ٢ نقطة فقال عاصم
, ( اذن ستبقين هنا الى الأبد ٢ نقطة وأنا شخصيا مرتاحا هكذا )
, هزت صبا نفسها بقوةٍ و كأنها تضرب الأرض بقدميها كالأطفال وهي تقول بلهجةِ تذمر و دلال
, ( يا عاصم اتركني و كفى لهوا ٢ نقطة )
, لم يرد عليها ٢ نقطة بل بدأ في تصفير لحنٍ غبي يصفره دائما عندما يدخل الى الغرفة ٢ نقطة
, فسكنت صبا قليلا ٢ نقطة ثم أخذت نفسا لتقول بخفوت
, ( حسنا ٢ نقطة لكن لا غش ، ٢ نقطة اتفقنا )
, رد عاصم مبتسما برقة
, ( لا غش يا أستاذة ٢ نقطة )
, انحنت اليه صبا فغطى شعرها الطويل وجهيهما ٢ نقطة لتطبع قبلة صغيرة على شفتيه ثم رفعت رأسها بسرعةٍ و قد أصبح وجهها بلونِ ثمرة الطماطم
, همست بضعف مؤلم ( اتركني الآن ٢ نقطة أرجوك )
, لم يبد على عاصم أنه سمعها أو أنه سيستجيب لطلبها ٢ نقطة فقد بدا في عالمٍ آخر ٢ نقطة في عالم صبا وحدها دون غيرها ٢ نقطة ثم أفلت يدا من يديه ليحيط بأحدى وجنتيها وهو يقول بصوتٍ أجش ٍ منفعل
, ( متى سأنال الرضا يا ابنة المستشار ؟؟ ٢ نقطة)
, لم ترد صبا ٢ نقطة لأنها ببساطةٍ لم تجد ما ترد به عليه ، لازال الطريق أمامها طويلا للغاية ،وهي تشعر بأنها تنزلق بمنتهى السهولة يوما بعد يوم ٢ نقطة مع ذلك الإنسان الذي كان من رابع الإستحالات أن تخضع له منذ عدة أشهر فقط ٢ نقطة
, لم يتركها عاصم لترددها طويلا ٢ نقطة حيث حررها وهو يقول بصوتٍ هادىء
, ( هيا انهضي ٢ نقطة )
, بعد عدة دقائق ٢ نقطة كانت صبا تنظر الي نفسها في المرآة شاردة وهي تمشط شعرها الطويل ٢ نقطة فانتفضت وهي تسمع صوت عاصم الجهوري ينادي من داخل الحمام
, ( يا صبااا ٢ نقطة أريد منشفة أخرى )
, زفرت صبا و هي تهز رأسها ثم اتجهت الى خزنة المنشفات النظيفة لتلتقط واحدة ثم اتجهت الى الحمام و طرقت على الباب المفتوح حيث كان عاصم واقفا أمام المرآة يحلق ذقنه ٢ نقطة
, ارتبكت صبا قليلا أمام مظهر صدره ٢ نقطة لكنها اتجهت بتوتر لتعلق المنشفة مكانها ٢ نقطة و لتداري إحراجها التقطتت ممسحة الأرض وهي تقول بتذمر
, ( ستائر الحمام صنعت حتى لا تغرق أرض الحمام بالماء ٢ نقطة )
, لم يرد عليها عاصم وهو يراها خلفه في مرآة الحمام تقوم بتجفيف الأرض ٢ نقطة بينما هو يباشر حلاقة ذقنه وهو يغني بصوته الأبعد ما يكون عن الطرب
, ( يا بنت السلطان ٢ نقطة )
, نظرت اليه صبا في المرآة وهي ترى العبث يملأ عينيه ٢ نقطة فهزت رأسها فاقدة الأمل ٢ نقطة بينما هو يكمل مدندنا
, ( يا بنت الغالين ٢ نقطة)
, ابتسمت صبا رغما عنها وهي تركز نظرها على الأرض ٢ نقطة تعض على شفتها لتمنع الإبتسامة
, ( بلادك بعيدة ٢ نقطة )
, تجرأت صبا على النظر اليه في المرآة ثم همست مبتسمة دون أن تقدر على كبحها
, ( حالتك غريبة اليوم ٢ نقطة )
, اكمل عاصم غنائه دون أن يبالي بها ٢ نقطة بل على الأصح وهو يبالي و يبالي دون أن يرفع نظره عنها ٢ نقطة الى أن انتهت اتهز كتفها بلا مبالاة وتخرج من الحمام تاركة إياه مع بنت السلطان خاصته ٢ نقطة
, بعد أن انتهى عاصم من ارتداء ملابسه ٢ نقطة قالت صبا من خلفه بصوتٍ حذر
, ( عاصم ٢ نقطة ألن تكلم حنين ؟؟ ٢ نقطة أنت تعاملها كالمنبوذين )
, لم يرد عاصم لعدة لحظات ثم التفت دون أن ينظر اليها وهو يزرر قميصه و قال
, ( لا أريد أن أتكلم في هذا الموضوع يا صبا ٢ نقطة إنه يحرق دمي في الصباح )
, لكن صبا لم تستسلم وهي تقترب خطوة منه لتقول بتضرع
, ( عاصم ٢ نقطة أنتم ظلمتموها سابقا ، فلا تظلمها مجددا و اسمعها على الأقل )
, نظر اليها عاصم ثم قال بلهجةٍ حادة منفعلة
, ( ظلمتموها ٢ نقطة ظلمتموها ٢ نقطةلماذا تستخدمين صيغة الجمع ، لم يكن لي دخل في الموضوع ٢ نقطة بل أنني كنت على وشكِ قتل ذلك الحقير حتى لا يتم الزواج )
, قالت صبا بإصرار
, ( لكنك المسؤول الآن ٢ نقطة )
, زفر عاصم بنفاذ صبر وهو يستدير بعيدا عنها ٢ نقطة لكنها التفتت من حوله وهي تقول بترجي
, ( فقط اسمعها ٢ نقطة ارجوك يا عاصم ، تكلم معها ثم اسمعها ٢ نقطة )
, هتف عاصم بإنفعال و غضب دون أن ينظر اليها
, ( يكفي أنها كانت السبب في أن تكذبي علي و تخرجي لمقابلة رجلا غريب ٢ نقطة )
, تجمدت صبا مكانها لعدة لحظات ٢ نقطة ثم قالت بصوتٍ متأذي
, ( لا يصح ما قلته لي يا عاصم ٢ نقطة )
, التفت اليها و قد بانت على وجهه المشاعر التي كان يحاول أن يتغلب عليها منذ أن عرف بأمر خروجها لمقابلة جاسر ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ هادىء يشوهه الغضب العميق و نبرة الإتهام
, ( لقد قلتِ أنكِ ذهبتِ لمقابلة عميل من عملائك ٢ نقطة ثم قلتِ أن شخصا احتاج لمساعدتك )
, قالت بحرارة و صدق
, ( وكانت حنين هي من تحتاج لمساعدتي ٢ نقطة و لم أستطع أن أخذلها )
, أكمل عاصم جملتها بنبرة تهديد
, ( كما خذلناها نحن ٢ نقطة أليس هذا ما تريدين قوله ؟؟ )
, أخفضت صبا نظرها و بعد فترة قالت بصوتٍ خافت
, ( نعم ٢ نقطة)
, اتسعت عينا عاصم من صراحتها الوقحة ٢ نقطة فابتعد عنها غاضبا وهو يعد اشياؤه ليخرج من هنا ٢ نقطة الا أن صبا همست من خلفه بصوتٍ حزين خافت
, ( عاصم ٢ نقطة لماذا تم الإتفاق على هذا الزواج ؟؟ ٢ نقطة ما كان سببه ؟؟ ٢ نقطة أعرف أن شيئا كان السبب لكني لا أعرف التفاصيل )
, كان عاصم غاضبا منها للغاية ٢ نقطة الا أن نبرة صوتها جعلته يرغب في ضمها الى صدره ٢ نقطة ضربها أولا ثم ضمها الي صدره ٢ نقطة
, لذا حاول الإبتعاد عن انفعالاته وهو يقول بصوتٍ أجوف لا مشاعر فيه
, ( أخته ٢ نقطة كانت طفلة تلعب فوق سطح بيتنا مع حور و حنين ٢ نقطة في يومٍ من الأيام سقطت من فوق سور السطح )
, شهقت صبا بصوتٍ عالٍ و اتسعت عيناها رعبا ٢ نقطة بينما أكمل عاصم
, ( كانت هناك من قبل خلافاتٍ كبيرة بين العائلتين لسنين طويلة ٢ نقطة انتهت بسقوط ابنتهم و كان هذا هو شرارة إندلاع النيران بين العائلتين من جديد و بأكثر شراسة ٢ نقطة و حين تعددت الحرائق و الإصابات إجتمع الكبراء ليتم الإتفاق على النسب لينتهي الأمر )
, كانت صبا فاغرة شفتيها ٢ نقطة واضعة يدها على صدرها ٢ نقطة و همست كأنها لم تسمع كلمة مما قالها عاصم
, ( وهل ٢ نقطة هل ماتت ٢ نقطة تماما ؟؟ )
, التفت عاصم اليها ليفاجأ بمظهرها المأسوي و عينيها التي تبللت بالدموع ٢ نقطة فانقبض قلبه عليها ، و قال بصوتٍ خافت
, ( نعم يا صبا ٢ نقطةرحمها **** ٢ نقطة)
, ظلت صبا مسمرة مكانها ٢ نقطةثم همست بإختناق
, ( ومن كان هناك ٢ نقطة حين ٢ نقطة حين ٢ نقطة )
, أجابها عاصم بهدوء
, ( مالك و حور وحنين ٢ نقطةووجود مالك هو ما أشعل الدنيا أكثر ٢ نقطة)
, همست صبا و الدموع تشوش رؤيتها
, ( يالهي ٢ نقطة )
, اقترب عاصم منها قليلا و أراد أن يخفف عنها قليلا فقال مبتسما برفق
, ( أتعرفين أنها كانت حب مالك الأول ؟؟ ٢ نقطة كان مراهقا و كانت هي طفلته المدللة حتى أننا كنا نسخر منه دائما ٢ نقطة )
, شهقت صبا شهقة بكاءٍ خافتة وهي تغلق عينيها و تجلس على حافة السرير ٢ نقطة فتسمر عاصم مكانه مصدوما من منظرها و اقترب منها ليجلس بجوارها ٢ نقطة ثم أحاط كتفيها بذراعه وهو يقول بخفوت و عطف
, ( ماذا بكِ يا صبا ؟ ٢ نقطة إنه أمر مرت عليه سنواتٍ طويلة )
, همست صبا و دمعتينِ تشقانِ طريقهما على وجنتيها
, ( تلك الطفلة ٢ نقطة وحنين ٢ نقطة ومالك ٢ نقطة )
, ضمها عاصم الي صدره بقوةٍ وهو لا يصدق مدى هشاشتها على الرغم من كلِ قوتها التي رآها بها من قبل ٢ نقطة قال عاصم بعد فترةٍ طويلة وهو يربت على شعرها بحنان
, ( أتعرفين ٢ نقطة سأكلم حنين ، ٢ نقطة لا داعي أن نملأ البيت نكدا ٢ نقطة )
, لاذت صبا بصدره الواسع ٢ نقطة وهي تحيط خصره بذراعيها ٢ نقطة ثم قال عاصم أخيرا وهو يقبل مقدمة رأسها
, ( يجب أن أذهب الآن ٢ نقطة أريد أن أترك رجلا خلفي هنا في البيت هممم ٢ نقطة لو جاء مالك ثناء غيابي إياكِ و تركه مع حنين وحدهما ٢ نقطة اتفقنا ؟؟ )
, همست صبا بضعف من بين طيات قميصه
, ( سأكون على قلبيهما لحظة بلحظة ٢ نقطة فأنا لا أرضى بالحال المائل )
, ضحك عاصم و هو يشدد من ضمها اليه أكثر ٢ نقطة حبيبة قلبه و نور عينيه ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, اتجه عاصم بعد عودته ليلا الي غرفة مكتبه في بيتهم وهو يتكلم بهاتفه بإهتمام ٢ نقطة و دار حول المكتب ليجلس ثم فتح أحد الأدراج الجانبية وهو يقول
, ( نعم سأرى ٢ نقطة وإن كان هذا ليس العرض الأفضل )
, كانت أصابعه تبحث في الملفات المرصوصة فوق بعضها في الدرج الصغير وهو يقول
, ( حسنا ٢ نقطة اضغط عليهم قدر استطاعتك ، اريد الحصول على أفضل النتائج فربما ٢ نقطة )
, توقف عن الكلام وهو يعيد النظر في ترتيب الملفات التي يحرص على وضعها بترتيب معين لا يعرف نظامه الا هو ٢ نقطة
, الترتيب اختلف ٢ نقطة بالرغم من أن الملفات أعيد رصها بمنتهى ولا أحد يقترب من ذلك الدرج إطلاقا بأمرٍ منه ٢ نقطة
, أغلق عاصم الدرج بهدوء ٢ نقطة ثم انهى المكالمة و استند الى سطح المكتب برفقيه ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, دخل الي غرفتهما بهدوء ٢ نقطة فوجدها جالسة في السرير ممسكة بأحد كتبها تقرأ فيها ٢ نقطة رفعت نظرها اليه و ابتسمت برقة
, فابتسم لها بهدوء و نظر اليها طويلا ٢ نقطة
, بادلته صبا النظر منتظرة ان يقول شيئا الا إنه ظل ينظر لعينيها ٢ نقطة و كأنه يرتوي منهما ٢ نقطة
, قالت صبا أخيرا بهمس
, ( السلام عليكم ٢ نقطة أهلا )
, رد عاصم بهدوءٍ بصوته العميق الخافت
, ( و عليكم السلام و رحمة **** ٢ نقطة )
, دخل عاصم و خلع سترته و فك أزرار قميصه و خلعه هو الآخر ٢ نقطة ثم جلس على حافة الفراش وهو يخلع حذاءه ٢ نقطة
, وما أن استقام حتى فرك عنقه وهو يغمض عينيه ٢ نقطة
, قالت صبا من خلفه بصوتٍ خافت
, ( هل أنت متعب ؟؟ ٢ نقطة )
, رفع عاصم رأسه لينظر اليها في المرآة و تتواجه عينيهما طويلا ٢ نقطة الى أن قال عاصم بخفوت
, ( نعم ٢ نقطة نعم يا صبا ، أنا متعب للغاية ٢ نقطة هل يمكنك تدليك عنقي و كتفيي ؟ ٢ نقطة من فضلك ؟ )
, احمر وجه صبا للغاية ٢ نقطة و أطرقت برأسها ، لكن عاصم لم يعد عليها الطلب ، بل ظل ينظر اليها في المرآة الى أن همست أخيرا
, ( حاضر ٢ نقطة )
, ثم اقتربت منه زحفا و استقامت على ركبتيها خلفه ٢ نقطة و بعد لحظة تردد ، رفعت يديها لتضعهما على كتفيه القويتين و أخذت تمررهما بهدوءٍ الى عنقه ثم كتفيه مرة أخرى و هي تضغط على عضلاته برفق ٢ نقطة
, أغمض عاصم عينيه و أحنى رأسه ٢ نقطة بعد لحظاتٍ صدح رنين هاتف عاصم ، فالتقطته صبا من جيب سترته لتناوله إياه و تعاود الوقوف خلفه لتدلك له كتفه و قد احمر وجهها و أصبحت كآيةٍ للجمال
, رد عاصم على الهاتف بهدوء ٢ نقطة ثم قال بعد فترة
, ( مالك ٢ نقطة سأترك لك حاسبي الخاص في المكتب هنا ، لتأخذ منه الأوراق التي طلبتها ٢ نقطة لكن أياك العبث بأيٍ من مستنداته
, كلمة السر ٢ نقطة )
, نظر في المرآة الى عيني صبا التي كانت تنظر اليه وهو تدلك عنقه ٢ نقطة ثم همس دون أن تفارق عيناه عينيها
, ( صبا عمري ٢ نقطة )
, توقفت يديها للحظة ٢ نقطة و هما ينظرانِ الي بعضهما و كأن العالم اختفى من حولهما ٢ نقطة
, أغلق عاصم الهاتف ليرميه جانبا ٢ نقطة فتابعت صبا تدليك عنقه برفق و استمر الحال طويلا ٢ نقطة الي أن مد عاصم يديه للخلف وهو يسحبها اليه في حركةٍ واحدةٍ لتسقط في أحضانه وفوق ركبتيه ٢ نقطة صرخت صبا صرخة صغيرة من المفاجأة
, ثم نظرت اليه بعينين متسعتين و صدرٍ لاهث وهو ينظر اليها من علو ٢ نقطة ثم همس أخيرا
, ( أحبك ٢ نقطة )
, ارتبكت صبا وهي تبعد نظرها عنه بينما رفعها هو بين ذراعيه ليضمها لصدره بقوةٍ كادت أن تحطم ضلوعها ٢ نقطةوهو يهبط لشفتيها كالصقر ناسفا أية قدرةِ لها على الرفض او المقاومة ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة
, كانت حنين تقف أمام نافذتها تنظر الي المنظر الذي لم يعد مبهجا بالنسبةِ اليها ٢ نقطة
, يومانِ وهي حبيسة غرفتها لا تخرج ولا تكلم أحدا ٢ نقطة و بالأخص مالك الذي كانت تتجنبه عمدا ٢ نقطة
, وعاصم الذي كان يرفض حتى النظر اليها و التواجد معها في أي مكان ٢ نقطة و حتى صبا الرافضة لتصرفاتها بعد أن طلبت مساعدتها وورطتها معها ٢ نقطةلتسمع منها بعد ذلك العرض الذي قدمته لجاسر ٢ نقطة
, لذا التزمت غرفتها منتظرة أن تسمع منه الرد ٢ نقطة يومان اختفى فيهما تماما دون يخبرها بقراره حتى و إن كان الرفض
, الوحيدة التي كانت تطل عليها هي زوجة عمها التي كانت تدخل اليها بالطعام ٢ نقطة وتحاول يائسة أن تطعمها دون جدوى ٢ نقطة
, صوت طرق على الباب أخرجها من شرودها الحزين أمام النافذة ٢ نقطة لتستدير و تنادي بضعف
, ( تفضلي يا عمتي ٢ نقطة )
, فتحت الحاجة روعة الباب ٢ نقطة لتدخل مبتسمة بحنان وهي تقول متمنية أن ترى الفرحة على وجه حنين
, ( هناك من أتى لزيارتك حبيبتي ٢ نقطة )
, عقدت حنين حاجبيها قليلا ٢ نقطة وهي تفكر من مِن الممكن أن يأتي لزيارتها ؟ ٢ نقطة لكن الحاجة روعة لم تطل عليها حين قالت مبتسمة
, ( تفضلي حبيبتي ٢ نقطة ادخلي )
, دخلت رنيم بخجل وهي تبتسم لحنين التي لم تحاول حتى الإبتسام ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة ليست لها القدرة الآن على تحمل أي زيارةٍ اجتماعية سخيفة ٢ نقطة
, قالت الحاجة روعة مبتسمة ٢ نقطة لكنها ابتسامة مستجدية ٢ نقطة مترجية ٢ نقطة و عينيها تهتزانِ كعادتيهما حين تشعر بالحزن ٢ نقطة
, ( سأترككما لتمرحانِ معا ٢ نقطة أريد أن اسمع ضحكتها ترن الي مسامعي يا رنيم ٢ نقطة و إن تمكنتِ من اقناعها بتناول الطعام فسأعد لكِ صينية البسبوسة التي تحبين ٢ نقطة )
, اتسعت ابتسامة رنيم بفرحٍ طفولي و هي تعدها بأن حنين ستأكل ولو رغما عنها ٢ نقطة و بعد أن خرجت الحاجة روعة ختى التفتت رنيم الي حنين لتقول بإبتسامةٍ مشعة
, ( بسبوسة روعة ٢ نقطة إنها الأفضل )
, لم تتغير ملامح حنين الجامدة وهي تنظر الي رنيم المشعة فرحا و جمالا خاصا ٢ نقطة ثم قالت بفتور
, ( مرحبا رنيم ٢ نقطة )
, عبست رنيم فجأة و ضاع فرحها و هي تهتف بحنقٍ مفاجىء
, ( ما تلك المصيبة التي أوقعتي نفسك بها ؟ ٢ نقطة كيف تقبلين بخطبتك لمالك و أنتِ متزوجة ؟؟ )
, اتسعت عينا حنين بصدمةٍ و هتفت بخوف
, ( ممن عرفتِ بأمر خطبتي ؟؟ ٢ نقطة )
, قالت رنيم ببساطة
, ( من حور ٢ نقطة )
, هتفت حنين
, ( وحور أيضا علمت بها ؟؟ ٢ نقطة ممن ؟؟ )
, ردت رنيم بتعجب و كأن الأمر بديهي
, ( من زوجة عمك ٢ نقطة )
, فقالت حنين بغضبٍ ناري
, ( ومن لم يعلم بعد ؟؟؟ ٢ نقطة )
, ثم صمتت فجأة ٢ نقطة لتهتف بخوف
, ( إياكِ و أن تكوني قد أخبرتي جاسر ٢ نقطة)
, قالت رنيم بلهجة من يعاتب طفلا أحمقا
, ( وهل إن أخبرته كان ليظل ساكنا الى الآن ؟؟٢ نقطة دون أن يأتي ليهد البيت فوق رؤوسكم ؟؟ ٢ نقطة ماذا تظنينني ؟؟ ٢ نقطة حمقاء ؟؟)
, نظرت اليها حنين بتوجس و هي تتسائل عن الخطأ الذي ارتكبته في حياتها لتزيد نكباتها بنكبةٍ جديدة اسمها رنيم ٢ نقطة
, اقتربت رنيم بنعومةٍ وهي تجلس على حافة الفراش واضعة ساقا فوق الأخرى بأناقة وهي تنظر لحنين قائلة برقةٍ و رقي
, ( لقد أحضرت لكِ هدية ٢ نقطة )
, لم يظهر أي أثر للإهتمام على ملامح حنين الشاحبة ٢ نقطة فهزت رنيم رأسها وهي تقول
, ( لا بأس ٢ نقطة افعل الخير و ارمه في البحر ٢ نقطة يكفي أن يسجل التاريخ اسمي كأعظم مرسالٍ للغرام ٢ نقطة بين أكثر العاشقين غباءا ٢ نقطة )
, ثم أخرجت من حقيبتها هاتفا حديثا و رفعته أمام حنين لتقول مبتسمة
, ( جاسر ارسل لكِ هذا الهاتف ليتمكن من مكالمتك وقتما يشاء ٢ نقطة الى أن تُحل تلك الازمة )
, انعقد حاجبي حنين و خفق قلبها بعتفٍ ٢ نقطة يالهي إنه يصل اليها بمنتهى السهولة وكأن لا شيء يتمكن من إيقافه ٢ نقطة
, نظرت الى الهاتف و كأنها تنظر الى أفعى سامة ٢ نقطة لكنها ارغمت نفسها على الإقتراب و التقاطه من بين أصابع رنيم بأصابعٍ مرتجفة ٢ نقطة
, قالت رنيم مبتسمة برقة وهي تؤرجح ساقها بأنوثة ٢ نقطة
, ( سيكلمك الليلة ٢ نقطة اجعليه صامتا حتى لا يسمعه أحد )
 
الفصل التاسع والثلاثون


ها قد جاء الليل و حل الظلام ٢ نقطة و الهاتف موضوعا على الوسادة و حنين جالسة بقربه تنظر اليه ، وهي منتظرة قراره الذي سيصلها في أية لحظة ٢ نقطة
, فجأة أضاء الهاتف بضوءٍ براق و أخذ يهتز مكانه دون صوت ٢ نقطة فهبط قلب حنين بين ضلوعها وهي تنظر اليه برعبٍ لا عرف له سببا بعد كل اللذي أصابها ٢ نقطة
, مدت يدا مرتجفة الي الهاتف لتفتح الخط و تضعه على اذنها ببطء ٢ نقطة للحظاتٍ لم تسمع سوى أنفاسه الخشنة ، و بعد صمتٍ طويل و صلها صوته الأجش
, ( الن تسمعيني صوتك ؟ ٢ نقطة )
, ردت حنين بهمسٍ وكأن يومانِ لم يمرا على آخر مكالمةٍ بينهما
, ( هل فكرت ؟؟ ٢ نقطة)
, وجائها الرد قاطعا لا يقبل الجدل
, ( ليس قبل أن أراكِ ٢ نقطة)
, هتفت همسا دون تردد
, ( مستحيل ٢ نقطة )
, قال جاسر بصلابة
, ( ما أريد قوله لكِ لن يصلح قوله في الهاتف ٢ نقطة )
, ردت حنين بسخريةٍ لم تستطع كبتها
, ( نعم ٢ نقطة عندي قدرة على التخيل )
, سمعت صوت ضحكة خشنة ٢ نقطة وصلت الى اذنها مباشرة و أرسلت رعشة في أطرافها ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ أجشٍ خافت
, ( لا بأس سنتكلم أولا ٢ نقطة ثم ٢ نقطة ثم أرضي خيالك بعدها بكل الطرق )
, احمر وجهها بشدة ٍ وهي تأمر نفسها بالا تنهار و تغلق الخط في وجهه ٢ نقطة أغمضت عينيها و أخذت نفسا طويلا ٢ نقطة ثم همست بقوة
, ( لن يحدث هذا أبدا ٢ نقطة اخبرني قرارك و لا تُماطِل )
, رد عليها جاسر بصوتٍ عابث يحمل بين طياته صرامة مخيفة
, ( بل سأراكِ والا أعلى ما في خيلكِ فلتركبيه ٢ نقطة و صدقيني ستقعين لتدق عنقك )
, ارتعشت بشدةٍ من لهجة التهديد السافرة ٢ نقطة فهتفت بسخريةٍ مريرة
, ( أنت تطلب المستحيل ٢ نقطة لقد ضُرب علي ال**** )
, على الخط الآخر ٢ نقطة رفع جاسر أحدى حاجبيه وهو يفكر قليلا ٢ نقطة ليقول مستفهما بغباءٍ خشن
, ( هل ارتديتِ ال**** ؟؟ ٢ نقطة )
, أغمضت حنين عينيها يأسا ٢ نقطة ثم قالت بوجوم بعد فترة لا تعبير
, ( إنها عبارة مجازية ٢ نقطة كانت تقال قديما ل ٢ نقطة لا عليك ٢ نقطة المهم أنني مسجونة هنا ولا أمل لي في الخروج )
, قال جاسر بهمسٍ مخيف
, ( لا أمل ٢ نقطة ليست عبارتي المفضلة ٢ نقطة اسمعيني جيدا ، بعد ساعةٍ من الآن سأمر عليكِ عند الباب الخلفي للحديقة ٢ نقطة ستكونين واقفة هناك ٢ نقطة مفهوم ؟؟ )
, هتفت حنين برعب
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة ليس مفهوما أبدا ٢ نقطة هل جننت ؟؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة هل أنت مصرا على قتلي ؟؟ ٢ نقطة )
, قاطعها جاسر بصرامته المخيفة
, ( اسمعيني جيدا ٢ نقطة هذا أنسب وقت ٢ نقطة عاصم لن يعود قبل ثلاث ساعاتٍ على الاقل و مالك في البيت القديم ٢ نقطة وزوجة عمك نائمة الآن ٢ نقطة لذا لن تكون هناك أي خطورة ٢ نقطة ساعة واحدة و سأكون عند الباب الخلفي ٢ نقطة سلام )
, هتفت حنين برعب
, ( انتظر ٢ نقطة انتظر ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا تأتي ٢ نقطة يالمصيبتك يا حنين ٢ نقطة أنت يا بني آدم رد علي )
, الا أن الخط كان قد أغلق ٢ نقطة فنظرت حنين الى الهاتف برعب وهي لا تكاد تجد القدرة على التفكير و اتخاذ القرار ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, بعد ساعةٍ واحدة ٢ نقطة كانت حنين تنزل السلالم حافية القدمين جريا متسللة وكأنها تلامس الأرض ٢ نقطةو حذائها في يدها
, اتجهت الى المطبخ سريعا و خرجت من بابه الخلفي الموصل للحديقة الخلفية للبيت ٢ نقطة و لحظاتٍ كانت عند الباب الخلفي لسور الحديقة و العشب الندي يداعب قدميها الحافينتين ٢ نقطة
, وما أن وجدت السيارة السوداء المعروفة واقفة حتى جرت اليها وهي تنظر يمينها و يسارها ٢ نقطة ثم ركبت سريعا وهي تلهث بخوف واضعة يدها على صدرها اللاهث ٢ نقطة ثم التفتت اليه وهي تهمس خوفا دون أن تدرك نظراته المتسلية المثبتتة على قدميها الصغيرتين ٢ نقطة
, ( هيا انطلق من هنا بسرعة ٢ نقطة )
, و بالفعل انطلقت السيارة تحت جنح الظلام لتطير بهما في نفس طريقهما الذي بات مألوفا لديهما ٢ نقطة شاهدا على جمعهما ٢ نقطة
, أوقف جاسر السيارة الى جانب الطريق ٢ نقطةثم التفت الى حنين بنظراتٍ ملتهبةٍ و ابتسامةٍ مخيفةٍ ٢ نقطة يتأملها وهي تنظر أمامها شاردة و هي تبعد خصلاتِ شعرها المتطايرة عن وجهها بأصابع خرقاء ٢ نقطة
, بينما اختفت ملامحها تماما في ليلةٍ غير مقمرةٍ ٢ نقطة
, مد جاسر ذراعه ليفرده على ظهر مقعد حنين خلف ظهرها ٢ نقطة و أصابعه الطويلة تلتف حول خصلةٍ طويلة كانت مرمية على ظهر المقعد ٢ نقطة
, همس جاسر بخطورةٍ دون أي اثر للمرح
, ( حنين ٢ نقطة )
, التفتت اليه حنين ترتجف دون أن تظهر ملامحها في الظلام ٢ نقطة وهمست بارتعاش
, ( ما هو قرارك ؟ ٢ نقطة )
, رد جاسر بهمسٍ منفعل أجش وهو ينزل راعه الي ظهرها ليحاوطه و يجذبها الي صدره مقيدا وجهها بيده الأخرى
, ( ليس قبل أن أرضي خيالك ٢ نقطة و خيالي ٢ نقطة )
, وهبط بوجهه اليها ليرضي شوقه قبل خياله ٢ نقطة و هو يتذوق شيئا لم يعد يستطيع تعريفه أو الإكتفاء منه٢ نقطة شيئا يقتله جوعا و يشبعه شبعا خادعا يعود لينهشه في طرفة عين
, طال بهما صمت مخيف لا يقطعه سوى صوت تنفسهما الأجش و صوتِ أمواج البحر الليلةٍ السرية ٢ نقطة
, أخيرا جذبت حنين نفسها من بين أحضانه بصعوبةٍ وهي تهمس بترجي و ضعف و جسدها ينتفض ارتجافا بينما أنفاسها متقطعة منهارة
, ( ارجوك ٢ نقطة كفى ٢ نقطة ارجوك ٢ نقطة )
, همس جاسر فوق بشرتها الملتهبة دون أن يحررها ٢ نقطة
, ( حنين ٢ نقطة هل تقسمين إن نفذت لكِ شرطك ، أن تفذي أنتِ وعدك ؟؟ ٢ نقطة )
, همست حنين بصدقٍ وهي تحني رأسها حتى لامست جبهتها عنقه الدافئة ٢ نقطة
, ( أقسم أن أنفذ وعدي ٢ نقطة)
, همس جاسر بصوتٍ أجش من عاطفةٍ مجنونةٍ تجتاحه اجتياحا .وهو يتلمس وجهها بشفتيه كالمهووس ٢ نقطةلكن من بين الهمس المنفعل كانت تظهر العزيمة بكل وضوح ٢ نقطة
, ( اذن لن تخسري شيئا حين تنفذين أنتِ شرطي ٢ نقطة وهو أن تمنحيني نفسك قبل أن القي عليكِ اليمين )
, ٢٤ شرطة
,
, ( اذن لن تخسري شيئا حين تنفذين أنتِ شرطي ٢ نقطة وهو أن تمنحيني نفسك قبل أن القي عليكِ اليمين )
,
, للحظاتٍ لم تستوعب معنى كلماته بعد أن غيبها في عاطفةٍ جامحةٍ مجنونة ٢ نقطة وكأن تلك الكلمات ما أن نُطقت على شفتيه حتى زادته تملكا و هوسا ٢ نقطة بات كالمجنون وهو يعلمها معنى التملك ، وهو يغرز الحدود على أرضه ٢ نقطة
,
, و طيف الكلمات الهامسة يتلاعب بحدود استيعابها من بعيد ٢ نقطة بينما قلبها يخفق بجنون تحت يده ، الى أن بدأ ضوءٌ ساطع مخيف يومض بداخلها و يلكزها لتستفيق و تعي ما نطقه للتو ٢ نقطة
,
, حاولت حنين الهرب من مرمى وجهه بصعوبةٍ وهي تدفعه بضعف ٢ نقطة و كأنها تدفع حائطا صخريا ، لكنها تمكنت في النهاية من الهمس بخوف و انكارٍ يسبقه الذهول
,
, ( م٢ نقطة ماذا ٢ نقطة تقصد ؟؟ ٢ نقطة )
,
, ضحكةٌ خشنةٌ٢ نقطة تسللت من بين عاطفته المجنونة الى أذنها بهديرٍ ساخن ، ثم همس بعد لحظةٍ وهو يرفعها قليلا ليتمكن من الهمسِ بوضوح في أذنها
,
, ( لا أعتقد أنكِ تحتاجين لمزيدٍ من الشرح ٢ نقطة لتدركي معنى ما طلبته ٢ نقطة أريدك أن تكوني ملكي يا حنين )
,
, شهقت حنين برعبٍ و هي تدفعه عنها بجنون و كأنما الخوف قد سرى في عروقها فجأة ليمنحها قوة تقاومه بها ٢ نقطة وهمست بشراسة
,
, ( أنت مجنون ٢ نقطة كيف صور لك خيالك المريض أنه بإمكاني أن أقبل بهذا العرض القذر ؟ )
,
, عاد ليضحك مرة أخرى الا أنه رفع رأسه ليواجهها ٢ نقطة و على الرغم من الظلام الذي يبتلعهما الا أن مرأى ملامحه المظلمة بينما أسنانه الناصعة تلمع في ابتسامةٍ شعرت بوحشيتها فارتجفت ٢ نقطة
,
, رفع يديها عنها ليمسك بكتفيها فاطرقت برأسها ترفض النظر اليه ٢ نقطة الا أنه قال بصوته الخطير
,
, ( ستقبلين ٢ نقطة إن أردتِ أن أنفذ لكِ شرطك فستقبلين و لن تخسرين شيئا كما قلت لكِ ٢ نقطة فأنتِ ملكي في كل الأحوال )
,
, حاولت حنين التملص من بين يديه اللتين تبدوانِ ككلابتين حديديتين على كتفيها النحيفتين ٢ نقطة فهتفت بقوةٍ و انفعال وهي ترفض النظر اليه
,
, ( مستحيل ٢ نقطة مستحيل يا جاسر رشيد ٢ نقطة بإمكانك الحصول على النجوم قبل أن تحصل علي بتلك الطريقة )
,
, عاد ليضحك مرة أخرى ضحكةٍ ترددت موجاتها مع صوت موجات البحر السوداء الآتية من بعيد فجعلت الجو المحيط بهما أكثر رعبا و كأنها في حضرة مصاص دماء ٢ نقطة لا بل مصاصٍ للأرواح يريد أن يستنزف روحها قطرة قطرة
,
, قال جاسر بهمسٍ متسلٍ
,
, ( بإمكاني الحصول عليكِ الآن ٢ نقطة كما كان بإمكاني الحصول عليكِ منذ عشر سنوات ٢ نقطة الا تدركين أنني كنت شهما معك لفترةٍ أطول مما ينبغي ٢ نقطة كم كنت صابرا معك أنتِ تحديدا و الصبر ليس من فضائلي ٢ نقطة يمكنك أن تعتبري نفسك مميزة لذلك يا حنين )
,
, صرخت حنين بغضب و قهر
,
, ( لااااا ٢ نقطة )
,
, عاد جاسر ليضحك لكن دون مرح وهو يقول بقوة
,
, ( بلى ٢ نقطة بلى حنيني ، أنتِ فقط من ترفضين الإعتراف )
,
, نظرت اليه و استدعت كل ذرة قوةٍ لديها لتواجه عينيه المظلمتين ٢ نقطة ثم هدرت تشدد على كل حرف
,
, ( طلبك معناه أنك لا تثق بي ٢ نقطة )
,
, قال مبتسما ببساطة
,
, ؛( بالطبع ٢ نقطة )
,
, عقدت حنين حاجبيها وهي تنظر اليه بذهولٍ وغضب ثم همست بمرارةٍ حادة
,
, ( لقد منحتك الفرصة لتجعلني أثق بك ٢ نقطة أما أنت فنسفت كل أملٍ في الثقة بيننا )
,
, لم يجب جاسر للحظاتٍ طويلة ٢ نقطة وهو يتأمل كل جزءٍ من ملامحها في عتمة الليل ، ثم رفع يده يتلمس جانب شعرها الملامس لوجهها ٢ نقطة ومنه الى صدغها يدور عليه بأصابعه و كأنه يراها بواسطتهم ٢ نقطة الى أن نزل بيده لعنقها فأحكم أصابعه من حولها ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ خافت
,
, ( لست مستعدا للمجازفة حنيني ٢ نقطة كما أنني لم أكن يوما مغفلا )
,
, ظلت حنين تنظر اليه ٢ نقطة و لو كان رأى نظرتها دون أن يخفيها الظلام لكان سقط من هولٍ القهر القابع فيهما وهي تهمس بألم
,
, ( بل أنت لعنة ٢ نقطة )
,
, هز كتفيه وهو يقول ببساطةٍ وهدوء
,
, ( ربما ٢ نقطةو هذا قدرك فاقبليه )
,
, همست حنين بقوة و سرعة
,
, ( مستحيل ٢ نقطة )
,
, عاد جاسر ليقول بهدوء و هو يتظاهر بالأسف
,
, ( اذن فلنعد الى طريقنا السابق ٢ نقطة ابدأي بطريق المحاكم ، و ستكون فضيحة أنتِ الوحيدة المتضررة منها ٢ نقطة فأنا لا أهتم حقا )
,
, سكتت حنين تماما وهي تنظر اليه طويلا ٢ نقطة ثم قالت بهمسٍ خفيض
,
, ( اترك لي قيدي يا جاسر ٢ نقطة و حينها سأكون لك )
,
, قال بعزمٍ كالصخر وهو يتركها لينظر أمامه
,
, (كوني لي و سأحررك ٢ نقطة )
,
, همست حنين دون وعي وهي تنظر لجانب وجهه المظلم
,
, ( كنت سأختارك ٢ نقطة صدقا )
,
, قال جاسر وهو يبتسم بقسوةٍ دون أن ينظر اليها
,
, ( يجب أن تكون لديكِ خياراتٍ يا حنين لتختاري ٢ نقطة و أنتِ لا سبيل أمامك الا القبول بي في حياتك )
,
, قالت حنين بفتورو بلهجةٍ كالاموات ٢ نقطة بعد فترة ٍ طويلة
,
, ( أريد العودة ٢ نقطةحالا )
,
, اومأ جاسر وهو يقول مبتسما
,
, ( سأعيدك ٢ نقطة كم كنت أتمنى أن يكون استسلامك لي الليلة لكن ٢ نقطة لن يكون لدينا الوقت الكاف لأرضيكِ كما ينبغي حنيني ، أتتذكرين تلك المرة حين كنا معا منذ عشر سنوات ؟؟ ٢ نقطة الغريب أنكِ كنتِ حينها أكثر تفهما و استيعابا منكِ الآن )
,
, قالت حنين كالميتة دون حياة
,
, ( كنت طفلة ٢ نقطةلم أكن متفهمة بل لست بفاهمة على الاطلاق )
,
, هز كتفه وهو يقول ناظرا أمامه
,
, ( ربما لو كنت بقيت حينها لما كنا ندور الآن في تلك الدوائر المغلقة الآن ٢ نقطة )
,
, همست حنين
,
, ( نعم ٢ نقطة لسنواتٍ طويلة كنت أشعر بشيءٍ من الإمتنان لك على رحيلك بداخلي ٢ نقطةعلى الرغم من كل الذل الذي ترتكنا أنا و عائلتي له ، لكن بداخلي كنت أشعر أنك أنت من منحتني فرصة لحياةٍ جديدة ، ٢ نقطة لكن الآن ٢ نقطة الآن ،أنا ألومك في كل لحظة ٢ نقطة و أمقتك في كلٍ منها ٢ نقطةعلى اعطائي الأمل ثم العودة لسرقته مني مرة بعد مرة )
,
, سكتت حنين وهي تدرك أنها ربما لو كانت تخاطب الجدار لربما تولد لديه إحساس أكثر من ذلك الكائن المسلط عليها ٢ نقطة ثم همست أخيرا
,
, ( اريد العودة ٢ نقطة )
,
, تحرك جاسر بالسيارة منطلقا بها دون كلمة ٢ نقطةو مشاعر غريبة تكتنفه ٢ نقطة لم يكن يدرك أن تلك الطفلة ستشعر بالإمتنان له يوما ٢ نقطة كان رابطا غريبا قد ربطه بطفلةٍ ألقوها على عاتقه رغما عنه ، لكن وما أن أصبحت بين يديه حتى حثه شيئا ما على الرحيل ٢ نقطة شيئا ما نهره بقوةٍ وأمره بأن يتركها لحين ٢ نقطة و ظلت صورتها تربطه لعشر سنوات ٢ نقطة
,
, لكن حين عاد اليها ٢ نقطة و الرابط قد أصبح قيد ٢ نقطة والصورة دبت فيها الحياة لتتغلغل كيانه الذي قلبته رأسا على عقب ٢ نقطة
,
, أما الجملة التي تلت ٢ نقطة ٢ نقطة
,
, ضغط جاسر بقدمه ليزيد السرعة بجنون و المقود يكاد أن ينهار تحت وطأة أصابعه ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة
,
, دخلت حنين متسللة على أطراف أصابعها من حيث خرجت ٢ نقطة الى أن وصلت لغرفتها فوضعت يديها على صدرها اللاهث أخيرا و هي تغمض عينيها وكأنها استفاقت من كابوسٍ بشع ٢ نقطة
,
, وما أن فتحت عينيها حتى قذفت بحذائيها الممسكة بهما بشدةٍ و جنون وهي تضرب بهما الحائط بكلِ قوتها هامسة بعنفٍ وقهرو الدموع التي حبستها طويلا تتفجر أنهارا على وجنتيها
,
, ( اللعنة عليك ٢ نقطة اللعنة عليك يا جاسر رشيد )
,
, فتح باب رفتها بهدوء فاستدارت بعنفٍ مجفلة و مرتعبة ٢ نقطة لتجد صبا قد دخلت غرفتها بقميص نومها الأبيض الهفهاف وهي تحيط كتفيها بشالٍ سميك ٢ نقطة
,
, وقفتا تتأملانِ بعضيهما بصمتٍ طويل ٢ نقطة وكانت نظرات صبا كلها اتهام الى أن همست بجمود خطير
,
, ( أين كنتِ ؟ ٢ نقطة )
,
, مسحت حنين دموعها بسرعةٍ وهي تهرب بعينيها من نظرات صبا المتهمة ٢ نقطة الا أن صبا اقتربت منها لتديرها اليها فتوقفت عينيها بفزع و عدم تصديق على شفتي حنين المتورمتين ٢ نقطة
,
, رفعت صبا عينيها بتساؤلٍ مذعور لعيني حنين اللتين هربتا منها مجددا ٢ نقطة فهمست صبا بذهول
,
, ( كنتِ معه ؟؟ ٢ نقطة ما الذي حدث بينكما ؟ )
,
, لم ترد حنين طويلا فأمسكت صبا بذراعيها وهي تهتف بعنفٍ وهمس حتى لا يعلو صوتها
,
, ( ما الذي حدث بينكما ؟ ٢ نقطةانطقي يا حنين )
,
, رفعت حنين عينيها الحمراوين الى صبا و همست أخيرا
,
, ( لم يحدث شيء ٢ نقطة لا تقلقي )
,
, ظلت صبا تنظر اليها بقسوةٍ مختلطة بالخوف ٢ نقطة ثم تركت ذراعيها أخيرا وهي تقول بصوتٍ خافت متعب
,
, ( أنتِ لن تتزوجي مالك يا حنين ٢ نقطة و سوف أحرص على ذلك ، وإن كنت قد مانعت في زواجك منه من قبل من أجلك ، فالآن أمانع فيه من أجله هو ٢ نقطة )
,
, أطرقت حنين برأسها وهي تدرك كل كلمةٍ نطقت بها صبا بلهجة إتهام ٢ نقطة فهمست بصوتٍ ضائع
,
, ( لن أتزوج مالك ٢ نقطة )
,
, عقدت صبا حاجبيها وهي تتأملها قليلا ثم قالت
,
, ( هل ستختارين جاسر ؟؟ ٢ نقطة )
,
, استدارت حنين بكتفين محنيتين وهي تهمس بإنكسار تردد كلمات جاسر
,
, ( من يختار ٢ نقطة هو من يملك خيارات ٢ نقطة وأنا لا أملك الا جاسر ، أشعر بأنني لم أعد صالحة لأحدٍ غيره )
,
, ازداد انعقاد حاجبي صبا وهي تهمس بذهول
,
, ( أي سلطانٍ له عليكِ ليتمكن من سلبك احترامك لنفسك الى هذا الحد ؟ ٢ نقطة )
,
, أطرقت حنين برأسها وهي تغمض عينيها دون أن تجد ما ترد به ٢ نقطةلذا انتظرت صبا طويلا ثم ضمت شالها وهي تقول بصوتٍ حزين
,
, ( حسنا يا حنين ٢ نقطة أنتِ الآن انسانة ناضجة و تستطيعن اتخاذ قرارك بنفسك ، لكن تذكري أنني موجودة دائما إن احتجتِ مساعدتي ٢ نقطة فقط لي عندك رجاء ٢ نقطة حافظي على نفسك الى أن تتخذي قرارك يا حنين هذا أقل ما تستحقينه )
,
, استدارت صبا لتخرج بهدوء و تغلق الباب خلفها ٢ نقطة حينها أفلتت شهقة بكاءٍ عنيفة من حنين وهي تنثني على نفسها غير قادرة على التحمل ٢ نقطة
, جلست الحاجة روعة على مائدة الأفطار وهي تشعر بالإنقباض من مرأى الأولاد من حولها ٢ نقطة كان هناك شيئا ما يحيط بالجو فعلى الرغم من أن عاصم تنازل و توجه الى غرفة حنين ليدعوها لتنزل و تتناول الإفطار معهم ،٢ نقطة الا أن هناك ما يسوء الجميع بدلا من أن تعم الراحة ٢ نقطة
,
, نظرت الحاجة روعة الي صبا التي كانت مطرقة برأسها بوجهٍ أحمر و عينين لا ترتفعانِ الا نادرا ٢ نقطة شيئا ما حدث بينها و بين عاصم ٢ نقطة الذي كان يجلس هادئا تماما دون أي تعبيرٍ يعلو وجهه الغريب أنه يبدو أكثر هدوءا من الأيام الماضية ٢ نقطة فهل نال المراد ؟؟ ٢ نقطة منظرهم يدل على ذلك و إن كان لا يدل
,
, تأتأت الجاحة روعة في الخفاء و هي تسند وجنتها الي كف يدها محاولة استنتاج ما يحدث بينما حنين هي الأخرى بدلا من أن تكون راضية بزوال الغمة و سعيدة بخطبتها الا أن شيئا ما جعل من نظراتها أكثر إنكسارا من قبل ٢ نقطة
,
, قد يكون علاجها أن يتواجد مالك أكثر قليلا في البيت لتشعر بوجود خطيبها الى جوارها يدللها كأي فتاة مخطوبة حديثا ٢ نقطة و لينسيها ذالك التعيس الذي عاد الى حياتهم ليقلبها من جديد ٢ نقطة
,
, عادت الحاجة روعة تنظر الي عاصم الهادىء بشدة حتى انه يتكلف ابتسامة رزينة بينما تبدو صبا بجواره متضائلة و كأنها تجلس على صفيحٍ ساخن ٢ نقطة
,
, ماذا بها ؟ ٢ نقطة ترى هل تحامق عليها عاصم ليلة أمس أكثر من اللازم ؟ ٢ نقطة طبعا ، فالكبت يولد الإنفجار ٢ نقطة لكن مهما يكن لم يكن مفترضا به أن يجرحها و يتغابى عليها بهذه الطريقة من أول مرة ٢ نقطةآآآآه منك يا عاصم دائما ما تنطح قبل أن تفكر ٢ نقطة عكس أخاك حبيب قلب أمه الذي يراعي كل من حول في أقل تصرفٍ يتصرفه ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة
,
, كانت تقلب كوب الشاي بالحليب مرة بعد مرة ، حتى كاد الكوب أن يقسم لها بأن السكر قد ذاب دون جدوى ٢ نقطة
,
, حيث كانت شاردة مع نفسها تماما بينما لا تزال أثار طوفان الليلة الماضية يدور برأسها و كيانها كله ٢ نقطة ما ذاك الذي حدث ليلة أمس ؟ ٢ نقطة
,
, تشعر منذ أن نزلت صباحا وكأن الجميع على علمٍ بالمذلة التي تعرضت لها ٢ نقطة هل هي مذلة فعلا ؟ ٢ نقطةلماذا ؟ و ما الذي حدث أصلا لتشعر بذلك ؟؟ ٢ نقطة
,
, ودت صبا لو تنزل تحت الطاولة من شدة احراجها أمامه ٢ نقطة منذ أن استيقظت صباحا وهي غير قادرة على النظر اليه و ما أن التقت نظراتهما مرة رغما عنها حتى افلتت منها نظرة عتابٍ كانت تحاول كبحها بقوة ٢ نقطة
,
, ليلة أمس حين جذبها الى أحضانه و اجتاحها بكل طوفانِ عواطفه بما لم تجربه معه من قبل ٢ نقطة كانت عواطفه التي قاربتها من قبل ، مراعية حنونة بالرغم من شغفه ٢ نقطة
,
, الا أنه بالأمس كان كمن التبسه شخصا آخر ٢ نقطة كان عنيفا و عاطفته جامحة بشكلٍ يصعب استيعابه ٢ نقطة و بعد دقائق طويلة كان قد ضيعها معه في عالمٍ لم تعرفه من قبل ٢ نقطة حتى معه هو ٢ نقطة
,
, لم تدري كم مر عليهما من الوقت وهو يدوخها معه في دوامةٍ لا قرار لها ٢ نقطة الى أن استسلمت له بشكلٍ يائس ٢ نقطة وكانت المرة الأولى التي تعبر له عن مشاعر لم تكن تعرف أنها تمتلكها طوال سنوات حياتها ٢ نقطة
,
, لكن فجأة تغير كل شيء ٢ نقطة و حين ظنت أنها قد أقرت بأنها زوجته بالفعل ، ٢ نقطة كل شيءٍ تغير حينها ٢ نقطة
,
, حين أفاقت على منظره وهو يمسك بال ما شاء **** الذهبية مفرودة على كف يده ينظر اليها بعنفِ مشاعره المتراجعة ٢ نقطة
,
, كانت تتنفس بصعوبةٍ حالها كحاله ، الا أن نظراته كانت غامضة على الرغم من جموحها ٢ نقطة لكنها لم تجرؤ حتى على الهمس ، الى أن رفع رأسه اليها ليدقق النظر في عينيها الضائعتين طويلا ثم همس فجأة بهمسٍ غريب على مسامعها
,
, ( أتعلمين أنني ألبستك اياها لتحرسك و تحميكِ ؟ ٢ نقطة )
,
, ظلت مستلقية بين ذراعيه ، تنظر اليه بعينين متسعتين بعاطفةٍ براقة ٢ نقطة و القليل من الخوف ٢ نقطة لكنها أخيرا همست بمعجزة بصوتٍ لا يكاد يسمع
,
, ( أعلم ٢ نقطة )
,
, همس عاصم بغموض
,
, ( وقد أبقيتها حول عنقك ٢ نقطة لم تنزعيها الى الآن )
,
, همست مرة أخرى وهي تبتلع غصة في حلقها
,
, ( نعم ٢ نقطة )
,
, ظل عاصم ينظر الى القلادة الذهبية على كف يده طويلا ٢ نقطة ثم قال أخيرا
,
, ( أردت أن أمنحك الثقة من خلالها ٢ نقطة )
,
, لم تعرف بما تجيبه ٢ نقطة لم تفهم نظراته و لم تعلم بماذا يشعر في تلك اللحظة و قد اختفت ملامحه تحت قناعٍ هادىء غامض
,
, الى أن قرر التحرك أخيرا فمال عليها ليطبع قبلةٍ كأجنحة الفراشات على شفتيها ٢ نقطة ثم دون كلمةٍ أخرى ابتعد ليستلقي على ظهره و ذراعه أسفل رأسه ناظرا الى سقف الغرفة ٢ نقطة
,
, أما هي فقد ظلت تنظر اليه بطرف عينيها وهي لا تصدق أنه تركها بعد أن كادت تترجاه من عمقِ عاطفتها ٢ نقطة لم تصدق ما حدث ولا تصدقه حتى تلك اللحظة التي تجلس فيها الى جواره مطرقة الرأس و هي التي لم تعتد أن تحنى رأسها من قبل ٢ نقطة
,
, نهض عاصم فجأة من مكانه وهو يعدل من سترته فرفعت رأسها اليه رغما عنها لكنه اتجه الى أمه أولا لينحنى و يقبل رأسها وهو يقول مبتسما ٢ نقطة
,
, ( يجب أن أذهب الآن حبيبتي ٢ نقطة أتريدين شيئا ؟ )
,
, همست الحاجة روعة وهي تبتسم بقلق
,
, ( سلامتك يا حبيبي ٢ نقطة )
,
, استقام عاصم ليتجه الى صبا وهو يثبت عينيه المتزنتين على عينيها الضائعتين ٢ نقطة الى أن انحنى اليها ممسكا بذقنها بقوةٍ يرفع رأسها اليه و نظر اليها للحظةٍ واحدةٍ قبل أن ينحني ليقبل وجنتها بعاطفةٍ دمرتها قبل أن يهمس في اذنها
,
, ( سأراكِ الليلة ٢ نقطة)
,
, كانت كلماته كوعدٍ لم تشأ أن تصدقه ٢ نقطة لكنها اخفضت عينيها التائهتين بعيدا عنه وهي تراه يستقيم ليودع حنين بعد جفاء أيام ثم يخرج ٢ نقطة
,
, ظل الصمت يحيط بثلاثتهن الى أن كسرته الحاجة روعة وهي تقول
,
, ( هيا يا بنات لأبخركن ٢ نقطة )
,
, نهضت حنين من مكانها بسرعة وهي تهمس بلهجةٍ حزينة
,
, ( أنا سأذهب الي غرفتي يا عمتي بعد اذنك ٢ نقطة )
,
, ثم ابتعدت بسرعةٍ قبل أن تلح عليها الحاجة روعة التي تنهدت بيأس ٢ نقطة ثم لحظة واحدة وكانت تحتل الكرسي المجاور لصبا لتهمس لها بقلق
,
, ( ما الأمر يا صبا ؟ ٢ نقطة شكلك أنتِ و عاصم لم يعجبني ٢ نقطة هل حدث شيء؟ )
,
, ارتبكت صبا بشدة و احمر وجهها ٢ نقطة قبل أن تقول بتلعثم
,
, ( أي شيء يا عمتى ؟ ٢ نقطة لم يحدث شيء )
,
, عبست الحاجة روعة و هي تقول بدهشة
,
, ( لم يحدث شيء ؟؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
,
, الا أن صبا لم تجب وهي متشككة في فحوى السؤال المريب و دوافعه ثم ابعدت نظرها عن الحاجة روعة التي تنهدت بيأس للمرة الثاني ٢ نقطة واضعة يدها على وجنتها قبل ان تهمس بإحباط
,
, ( حسنا يا ابنتي ٢ نقطة هيا لأبخرك ، فالعين قصفت الحجر )
,
, جلست صبا على كرسي في المنتصف ٢ نقطة وهي تتأمل الحاجة روعة وهي تدور بالمبخرة من فوق رأسها و هي تتلو المعوذات ٢ نقطة و صبا في عالم غير العالم ٢ نقطة
,
, و ما ان انتهت الحاجة روعة ٢ نقطة حتى جائت بورقةٍ بيضاء أخذت تقصها حتى أصبحت على شكل دميةٍ صغيرة ٢ نقطة فاتسعت عينا صبا و ضحكت لأول مرةٍ في هذا الصباح قبل أن تقول بتعجب
,
, ( هل هناك من يصنع تلك الدمية يا عمتى الى الآن ؟ ٢ نقطة )
,
, زمت الحاجة روعة شفتيها بإهتمام وهي تقول بجدية
,
, ( اصمتي أنتِ ٢ نقطة وما أدراكِ بتلك الأمور ، يجب أن تخرقي أعين الحاسدين )
,
, ثم اقتربت منها لتخرج ابرتها و أخذت تخرق الدمية الورقية و هي تردد
,
, ( رقيتك يا صبا يا بنت آمنة من عين عاصم ٢ نقطة ومن عين مالك ٢ نقطة ومن عين حور ٢ نقطة ومن عين حنين ٢ نقطة ومن عيني ٢ نقطة ومن عين أم جليلة ٢ نقطة )
,
, قاطعتها صبا لتسأل بدهشة
,
, ( من أم جليلة تلك ؟؟ ٢ نقطة )
,
, قالت الحاجة روعة بجدية
,
, ( أحدى جاراتنا في الحي القديم ٢ نقطة لكنها تحسد عن بعد ، ما أن تسمع بخبرٍ ما و من المؤكد أنها قد علمت بزواج عاصم ٢ نقطة اسكتى الآن لأكمل )
,
, ثم أخذت تردد وهي تخرق الدمية بالإبرة
,
, ( رقيتك يا صبا يا بنت آمنة ٢ نقطة من عيني و عين كل من رآك و لم يصلِ على الحبيب المصطفى )
,
, قالت صبا
,
, ( عليه أفضل الصلاة و السلام ٢ نقطة )
,
, طبقت الحاجة روعة الدمية و كومتها في المبخرة لتحترق ٢ نقطة ثم رفعت رأسها الى صبا وهي تسأل لتتأكد
,
, ( هل أنتِ متأكدة أنه لم يحدث شيء؟؟ ٢ نقطة إطلاقا ؟؟ ٢ نقطة )
,
, أخفضت صبا نظرها بتوجس ثم نهضت لتقول بارتباك
,
, ( بعد اذنك يا عمتي ٢ نقطة )
,
, تنهدت الحاجة روعة وهي تقول بإحباط
,
, ؛( تفضلي يا روح عمتك ٢ نقطة )
, ثم همست بعد انصراف صبا و هي تسند وجنتها بيدها ( محسود من يومك يا عاصم يا ولدي .
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
الفصل الأربعون


جلست حور على الأريكة ذات الاغطية المزركشة تحت الشباك المطل على البحر الازرق من بعيد ٢ نقطةبفستانها القصير، ثانية احدى ساقيها تحتها و تؤرجح الأخرى ذات الخلخال وهي تحك ذقنها رافعة أحدى حاجبيها بتفكير عميق ٢ نقطة
,
, ممسكة بالمفكرة في يدها ٢ نقطةثم قالت للمرة الثالثة باهتمام و جدية و بنفس الحاجب المرفوع محققا في الامر
,
, ( هل أنتِ متأكدة أنكِ لم تعيريها لأحدٍ ٢ نقطة ولم تنسها في مكانٍ ما ؟؟ )
,
, مالت اليها رنيم القلقة و الجالسة متربعة بجوارها على الأريكة وهي تبدو في حالةٍ من الخوف و القلق
,
, ( قلت لكِ لم أتركها الا لدقائق قليلة و أنا اخرج لأكلم نائل ٢ نقطة و حين عدت وجدت تلك العبارة مكتوبة )
,
, ازداد ارتفاع حاجب حور المحقق وهي تحك ذقنها ثانية ٢ نقطة ثم سالت بهدوء
,
, ( هل أنت متأكدة أنها كُتبت في تلك الفترة تحديدا ؟؟ ٢ نقطة قد تكون قد كُتبت من زمن و أنتِ لم تلاحظينها )
,
, عقدت رنيم حاجبيها وهي تقول بقلق
,
, ( لا ٢ نقطة لا يا حور أنا متأكدة، فعبارتي عادة ما اثبت نظري عليها في كل وقت كنوع من التشجيع )
,
, نظرت حور الى عبارتها التشجيعية المفترضة ثم نظرت الى رنيم بامتعاض ٢ نقطة ما أجمل هذا التشجيع ٢ نقطة
,
, لكنها ركزت على الأهم الآن وهي تقول باهتمام
,
, ( من أرجح من تظنين أنه كاتبها ؟؟ ٢ نقطة )
,
, رفعت رنيم كتفا بدلال وهي تفكر و تفكر ٢ نقطة الى أن قالت حور قاطعة
,
, ( أنت تظنين أنه مديرك اليس كذلك ؟؟ ٢ نقطة بل تتمنين أن يكون هو بمعنى أصح )
,
, احمر وجه رنيم خجلا وهي تقول بحزم غير لائق عليها
,
, ( و لماذا أتمنى شيئا كهذا ؟ ٢ نقطة أنا مخطوبة و عبارة كتلك العبارة لن تهز شعرة من رأسي )
,
, مطت حور شفتيها وهي تنظر اليها بطرفِ عينيها ٢ نقطة ثم قالت
,
, ( هل أنتِ متأكدة أنه ليس خطه ؟؟ ٢ نقطة)
,
, مالت رنيم مرة أخرى لتنظر الي المفكرة و الخط المكتوب وهي تقول بحيرة
,
, ( لا ٢ نقطة انه مختلف قليلا عن خطه ، لكني لا أستطيع التأكيد )
,
, قالت حور عاقدة حاجبيها
,
, ( هل هو اسلوبه ؟؟ ٢ نقطة )
,
, مالت عليها رنيم ٢ نقطة ثم قالت مفكرة
,
, ( حسنا المقطع الأول ٢ نقطة يشبه اسلوبه بالتأكيد ٢ نقطة حتى أنني أكاد أتخيله وهو يقول متذمرا ٢ نقطة " ايقنت أنك غبية " ٢ نقطة أما المقطع الثاني أممممممممممم٢ نقطة فانا لا اتخيله يلقبني بأكثر النساء أنوثة ٢ نقطة ولو أنه قال عني أنني رائعة من قبل )
,
, أخذت حور تفكر ثم قالت
,
, ( المؤكد لدينا الآن هو انه لديكِ معجبا سريا ٢ نقطة )
,
, ابتسمت رنيم و قلبها يحي أملا يائسا ٢ نقطة لكنها نفضت الفكرة وهي تقول بحزم
,
, ( قد يكون شخصا لزجا يدبر لي مقلبا ٢ نقطة أنتِ لا تعرفين زملائي ، أنهم أوغاد حقا في التعامل معي )
,
, قالت حور مفكرة
,
, ( و ربما كان الأمر حقيقيا ٢ نقطة و ربما كان مديرك )
,
, رغما عنها رنيم و رغم كل الحزم الزائف الذي كانت تتحلى به ٢ نقطة الا انها همست بضعف
,
, ( يا ليته يكون يا حور ٢ نقطة )
,
, عبست حور بشدةٍ وهي تقول
,
, ( رنيم ٢ نقطة تعقلي و لا تضيعي زيجة معقولة و مضمونة من يدك )
,
, بهتت ابتسامة رنيم قليلا و أطرقت برأسها ثم همست بإحباطٍ بالغ
,
, ( أصبحت لا أطيقه يا حور ٢ نقطة كل ما كنت أتقبله منه مرغمة سابقا أصبحت لا أطيقه ، وحين بدأ يشعر بلمحة تمرد مني أصبح يسيء معاملتي بشكلٍ واضح و كأنه يرفض أن أخرج عن نطاق سيطرته ولو للحظة ٢ نقطة )
,
, عبست حور أكثر ٢ نقطةثم قالت بقلق
,
, ( هذا ما كنت أخشاه ٢ نقطة ستضعين خطيبك السمج منك في سبيل عصافير على الشجرة )
,
, نظرت رنيم اليها وهي تقول بتحدي و غضب
,
, ( ها أنتِ تقولين سمج ٢ نقطة فلماذا أكمل معه و اتحمل سماجته معي أكثر )
,
, اتسعت عينا حور دهشة ثم قالت بحيرة
,
, ( رنيم ٢ نقطة أنا أدعوه سمجا منذ اول مرة أراه فيها ، فلماذا تهتمين بكلمتى الآن أم أنكِ تتحججين بأي شيء لتتركيه ؟ ٢ نقطة حسنا ٢ نقطة سأسألك سؤال ٢ نقطة هل تقبلين بالإنفصال عنه لو تأكد لكِ أن مديرك لا يشعر بك أبدا ؟؟ )
,
, ظلت رنيم تنظر الى حور طويلا ٢ نقطة ثم أخفضت عينيها وهي تهمس بحسرة
,
, ( لا ٢ نقطة لا أريد الإنفصال عنه الا اذا تأكد لي بأن عمر معجبا بي ٢ نقطة بل و سيتزوجني أيضا ٢ نقطة أنا ٢ نقطة أريد ٢ نقطة أن ٢ نقطة أتزوج )
,
, كانت تشدد على كل كلمة من كلماتها الأخيرة بإحباط ٢ نقطة فقالت حور بحزم و صرامة
,
, ( ها أنتِ قد أجبتِ على نفسك ٢ نقطة اشربي قهوتك )
,
, مدت رنيم يدها بيأسٍ وهي تتناول فنجان القهوة القديم ٢ نقطة وما أن تذوقت القهوة السيئة الطعم و التي يبدو طعمها كطعم الجوارب القديمة حتى مطت شفتيها بتقزز و هي ترغب في بصقها ٢ نقطة حتى أن جسدها قد تقشعر منها ٢ نقطة
,
, فرفعت حور عينيها من المفكرة الى رنيم لتقول مبتسمة بفخر و دلال
,
, ( إنها بوجه ٢ نقطة )
,
, ابتسمت رنيم لها على مضض ٢ نقطة ثم تطلعت الى وجه القهوة الذي كان يبدو كماءٍ بني شفاف ٢ نقطة بينما استقر البن كله في القاع ٢ نقطة ابتلعت ريقها بصعوبة ثم شربتها مرة واحدة و هي تتجرعها بدافع الصداقة
,
, قالت حوربحزم وهي تغلق المفكرة لتناولها لرنيم
,
, ( رنيم ٢ نقطة تعقلي و لا تربطي نفسك بالأوهام فتخسرين كل شيء )
,
, أومأت رنيم وهي تتهرب من عيني حور ٢ نقطة فقالت حور بحزم و صرامة
,
, ؛( نعم ؟؟ ٢ نقطة )
,
, نظرت اليها رنيم وهمست بحزن ؛( نعم ٢ نقطة )
,
, فحثتها حور بصرامةٍ أكبر وهي تقول بشدة ( نعم ؟؟ ٢ نقطة )
,
, صرخت رنيم بحنقٍ ونفاذ صبر ( نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة فهمنا )
,
, ٢ نقطة
,
, أخذت تتلاعب في أصابع يديها ٢ نقطة تمسك نفسها بقوةٍ ٢ نقطة تتطلع اليه بطرف عينيها ثم تعود لتنظر الي يديها مرة أخرى وهي تهمس في داخلها ٢ نقطة" تعقلي يا رنيم ٢ نقطة تعقلي يا رنيم ٢ نقطة أنت على ما يرام ٢ نقطة فقط فكري في شيءٍ آخر ٢ نقطة "
,
, ( عمر ٢ نقطة هل كتبت لي ملحوظةٍ في مفكرتي ؟؟ )
,
, رفع عمر عينيه عن التصميم أمامه وهو عاقدا حاجبيه بدهشةٍ من هجومها المفاجىء ٢ نقطة ثم قال بخشونة
,
, ( ماذا ؟؟؟ ٢ نقطة )
,
, ابتلعت رنيم ريقها وهي تلعن غبائها المستحكم ٢ نقطةلا أمل لها أبدا ٢ نقطة لكن و بما أن ما حدث قد حدث لذا فلتمضى للنهاية فقلبها يحرقها حرقا ٢ نقطة
,
, همست بتردد و أمل
,
, ( كنت ٢ نقطة كنت أسألك ، هل كتبت لي ملحوظة في مفكرة العمل الخاصة بي ؟؟ )
,
, ازداد انعقاد حاجبي عمر وهو يقول بصوتٍ اكثر خشونة
,
, ( اية ملحوظة ؟؟ ٢ نقطة أنا لم أترك لكِ شيئا ، وما أريد اخبارك اياه ٢ نقطة أخبركِ به بنفسي )
,
, انطفأ بداخلها أملا يتيما لا تعلم طريقه و لا منبعه ٢ نقطة لأيامٍ عاشت سعادة تلك الفكرة التي سكنت أحلامها دون استئذان
,
, لكنها أرغمت نفسها على الإبتسام باهتزاز و هي تستدير لتغادر دون أن ترى نظرته التي كانت تلتهمها كلها كقطعة واحدة ٢ نقطة الى أن أوقفها عند الباب وهو يقول بخشونة
,
, ( رنيم ٢ نقطة )
,
, توقفت مكانها و التفتت اليه برأسها دون أن تستدير ٢ نقطة وهي تهمس بخفوت
,
, ( نعم ٢ نقطة )
,
, تنحنح عمر قليلا ٢ نقطة ثم قال بهدوء حازم
,
, ( الى أين أنتِ ذاهبة ؟؟ ٢ نقطة كنت أريد دراسة التصميم معك )
,
, اخذت رنيم نفسا مرتجفا ٢ نقطة ثم ابتسمت مرغمة وهي تقول بخفوت
,
, ( اليوم موعدي في الذهاب للموقع الجديد بصحبة أمير ٢ نقطة لا بد و أنه ينتظرني الآن )
,
, عقد عمر حاجبيه أكثر ٢ نقطةثم قال بشرود
,
, ( و كيف ستذهبان ؟ ٢ نقطة بسيارة الشركة ؟ )
,
, قالت رنيم ببساطة
,
, ( بل بسيارته ٢ نقطة )
,
, عبس عمر اكثر وهو يطيل النظر اليها ٢ نقطة متخيلا الألفة التي ستسود سيارة المدعو أمير و هو وكما يعرفه مهندسا عاطفيا حساسا و يحب التسبيل ٢ نقطة
,
, و ما هذا الذي ترتديه ؟ ٢ نقطة ألم ينبهها لزيها أكثر من مرة ؟ ٢ نقطة
,
, نظر الى تنورتها الرمادية التي بالكاد تصل الى ركبتيها و أسفلها الجوارب السوداء السميكة ٢ نقطة و التنورة كانت بحمالاتٍ مستفزة على الأكتاف و تحتها قميص أبيض ٢ نقطة
,
, ومما زاد من وقاحتها أنها قسمت شعرها على هيئة ذيلي حصان كالأطفال ٢ نقطة صحيح أنهما منخفضان و مستريحان على كتفيها ، الا أن كلها على بعضها بدت و كأنها ترتدي ملابسا للأطفال بغرض الإغراء ٢ نقطة
,
, زم عمر شفتيه و قال دون تفكير
,
, ( نسيت أن اخبرك أنني كنت قد قررت تبادل الأدوار ٢ نقطة أمير سيبقى هنا و أنا سآخذك معي )
,
, برقت عينيها للحظةٍ الا أنها كتمت ابتسامة سعيدة بصعوبة ٢ نقطة ثم همست بحيادية
,
, ( حاضر ٢ نقطة )
,
, فقال عمر بصرامة
,
, ( لكن اولا سنجد لكِ الزي الخاص بالمهندسين من هنا ٢ نقطة )
,
, عبست رنيم وهي تفكر بذلك الشيء الذي يبدو كقطعةٍ واحدةٍ دون هيئة أو شكل ٢ نقطة لكن شرودها لم يطل حين تابع عمر بخشونة
,
, ( و فكي هاتين القطتين طبعا ٢ نقطة )
,
, اتسعت عينا رنيم و هي غير متأكدة من ما سمعته للتو فهمست بعدم تصديق
,
, ( افك ماذا ؟؟ ٢ نقطة )
,
, اشاح عمر بيده متوترا وهو يشير اليها بعبوس قائلا ببديهية
,
, ( تلك القطتين ٢ نقطة في شعرك )
,
, أمسكت رنيم بذيلي الحصان تلقائيا و هي تبتسم تدريجيا و ببطء شديد ٢ نقطة الى أن أخذت ابتسامتها تتسع شيئا فشيئا حتى شملت وجهها كله و تحولت الى ضحكة مرحة ذات رنين انثوي
,
, مما زاد من عبوس عمر و من عنف توتر اعصابه ٢ نقطة فقاطعها وهو يقول غاضبا
,
, ( لماذا تضحكين الآن ؟ ٢ نقطة )
,
, امسكت نفسها بقوةٍ تحاول الامتناع عن الضحك حتى دمعت عيناها بغزارة ٢ نقطة و قالت بتعثر من شدة الضحك
,
, ( لم اسمع ذلك اللقب عليهما منذ ان كنت في السابعة من عمري ٢ نقطة )
,
, لم يخف عبوس عمر وهو يقول بخشونة ٢ نقطة
,
, ( اسمهما قطتين ٢ نقطة حتى الآن أسمع الاسم من علا و حتى أنني كنت امشط لها شعرها على هيئة قطتين حين كانت اصغر سنا )
,
, ارتجفت ابتسامة رنيم و هي تتخيل ذلك المهندس الضخم الخشن ٢ نقطة يمشط شعر اخته الصغيرة ليصنع لها ٢ نقطة" قطتين " ٢ نقطة
,
, "ما أجمله ٢ نقطة ما أجمله ٢ نقطة يالهي يجب ان اخرج من هنا حالا و الا فضحت نفسي "
,
, ابتسمت له رنيم بابتسامةٍ لم يرى في جمالها من قبل ٢ نقطة ثم همست
,
, ( سأذهب لأعد نفسي ٢ نقطة و أفك القطتين )
,
, ثم خرجت مسرعة تتبعها نظرات عمر الشاردة ٢ نقطة في صورةٍ اختفت منها علا لتحل محلها رنيم بكل جنون التخيل
,
, وقف جاسر ينظر من نافذة بيته وهو يستند بيده الى الجدار ٢ نقطة وكلمات حنين تتردد في ذهنه منذ أن تركها ٢ نقطة
,
, (لسنواتٍ طويلة كنت بداخلي أشعر بشيءٍ من الإمتنان لك على رحيلك بداخلي على الرغم من كل الذل الذي ترتكنا أنا و عائلتي له ، لكن بداخلي كنت أشعر أنك أنت من منحتني فرصة لحياةٍ جديدة ، ٢ نقطة لكن الآن ٢ نقطة الآن ،أنا ألموك في كل لحظة ٢ نقطة و أمقتك في كلٍ منها ٢ نقطةعلى اعطائي الأمل ثم العودة لسرقته مني مرة بعد مرة ٢ نقطة )
,
, شعور غريب وهو يشعر ببهجةٍ من كلمة بسيطةٍ كإمتنانها على التصرف الذي جعله حقيرا في نظر الجميع ٢ نقطة حتى أن والده استغل الأمر ليوهمهم بأنه طلقها بالرغم من رفضه ٢ نقطة سامحه **** و رحمه ٢ نقطة
,
, حتى أنه لم يعلم بالأمر الا في السنوات الأخيرة ٢ نقطة و تحديدا بعدها لجأ الى عمر ليرعاها و يضعها تحت أنظاره ٢ نقطة
,
, و بين شعوره لما تبع عبارة الإمتنان ٢ نقطة من بغضٍ و كرهٍ و غل ٢ نقطة شعر بإنقباضٍ في قلبه و هو يتذكر عبارتها حرفا حرف
,
, ابتسم على مضض بعد فترةٍ ليقول لنفسه متهكما
,
, ( ماذا بك ؟ ٢ نقطة منذ متى تأخذك عبارة و ترجعك أخرى ؟ ٢ نقطة منذ متى يؤثر بك حديث الفتيات ؟ ٢ نقطة )
,
, شرد طويلا في النافذة أمامه ٢ نقطة طويلا جدا ٢ نقطة الى أن همس بشرود و عزيمة
,
, ( قسما ب**** يا حنين إن فعلتها و أتيتني بملىء إرادتك٢ نقطة فسوف أحررك للمرة الثانية دون أن أمسكِ بسوء و أنا لم أخذل قسما من قبل )
,
, ٢ نقطة
,
, دخلت صبا ببطىءٍ وهدوء الى غرفة مكتب عاصم و اغلقت الباب خلفها ٢ نقطة و دون تردد اتجهت لتجلس الى كرسيه الضخم في الظلام ثم مدت يدها لتشعل الضوء الجانبي الخافت ٢ نقطة لتنظر للحظاتٍ الى حاسب عاصم رشوان الموجود أمامها على سطح المكتب ٢ نقطة
,
, مدت يدها تتلمس سطح الحاسب و هي تفكر قليلا ٢ نقطة ثم فتحته و هي تضيق من عينيها عازمة النية ٢ نقطة الى أن جائتها كلمة السر ٢ نقطة حينها ترددت أصابعها وهي تخط كلمة
,
, " صبا عمري "
,
, لدرجة أنها أخطئت هجاءها لأول مرةٍ و تلجلجت ٢ نقطة أخذت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها محاولة الثبات في التعامل مع تلك الكلمة البسيطة و التي تبدو وكأنها تعاندها ٢ نقطةثم فتحت عينيها و هي تعيد كتابتها من جديد
,
, لتظهر عبارة الترحيب خلال لحظات ٢ نقطة
,
, افكار غريبة و مشاعر تطوف بداخلها تجعلها تتوه عن عزيمتها المعتادة ٢ نقطة لكن اتمام فتح الجهاز جعلها تفيق من شرودها و دون تردد بدأت تعبث بتطفل في الملفات الخاصة
,
, ملفاتٍ تحوي أماكن و تواريخ و صور تراخيص ٢ نقطة أراضٍ حكومية و مشاريع معمار جبارة و كلها تضم اسم عاصم رشوان
,
, و كل مشروع مدرج تحته الاسماء المتعاملة معه
,
, اخذت صبا تقلب و هي تدقق في الأسماء المضيئة أمامها هامسة
,
, ( عثمان الراجي ٢ نقطة هو من سلم تلك المساحة الحكومية المهولة لعاصم بعد أن اشتراها من الدولة )
,
, زمت شفتيها و عقدت حاجبيها و هي تددق أكثر في دور عاصم الذي كان قانونيا تماما بعد تلك المرحلة ٢ نقطة وكأن عاصم هو الواجهة النظيفة ليبتعد عثمان الراجي مؤقتا عن الأمر بعد أن تم أخذ الأرض من الدولة بمبلغٍ بخس لا يتعدى عشر الثمن الحقيقي أو أقل ٢ نقطة
,
, أما عاصم فقد تعامل مع باقي المساحات و التي تخص سكان عاديين مثلها ٢ نقطة و بأسعارٍ مناسبة تقريبا ٢ نقطة
,
, ليست أول أرضٍ تسرق من الدولة و لن تكون الأخيرة ٢ نقطة
,
, زفرت صبا بغضب و هي تتطالع الأسماء من جديد و كانا الإسمانِ المهمانِ بالنسبةِ لها هما ٢ نقطة عثمان الراجي و ٢ نقطة سيد الدالي ٢ نقطة
,
, و هي بعون **** قد اسقطت عثمان الراجي بالأوراق الحقيقية لتراخيص الأرض التي وقعت بين يديها من احد موظفي الدولة
,
, و الإسم الثاني هو من تنقب خلفه منذ فترة ٢ نقطة وقد نالت منه تهديداتٍ مبطنة و لا تستبعد أن يكون مشاركا لعثمان الراجي في حادثة الهجوم التي تعرضت لها
,
, اقشعر بدن صبا قهرا و ظلما ٢ نقطة و أظلمت عيناها حين وصلت لتلك الذكرى التي لا تزال تهز كيانها الى الآن ٢ نقطة و بدون وعي مدت يدها لتتشبث بقلادتها الذهبية و هي شاردة ٢ نقطة
,
, اجبرت صبا نفسها على الانتفاض من تلك الذكرى البشعة وهي تحاول جاهدة استعادة تركيزها على الأسماء و الأرقام أمامها
,
, حتى هذه اللحظة لم يتم فصل مشاريع عاصم عن مشاريعهم و شراكتهم ٢ نقطة كل ما تعلمه أن هناك حربا دائرة في الخفاء بينهم دون أن يخبرها عاصم ٢ نقطة
,
, و طبعا دون أي جدوى لتدخل الشرطة ٢ نقطة فيحن تتقاتل الحيتان يبتعد الجميع ٢ نقطة
,
, زمت صبا شفتيها و هي تشعر بأنها خارج الموضوع كله و أن عاصم يتعمد إبعادها ٢ نقطة حتى أنه يتعمد إبعادها عن بيتها نفسه ، لكن و**** لن تترك بيت والدها ابدا ٢ نقطة خاصة و انه لم يعد المشكلة الأهم ، فعاصم لو عمل على استكمال هذا المشروع فستكون النهاية ٢ نقطة لن يمكنها اغماض عينيها كما يفعل هو ، وهي لن تتمكن من التعايش مع بتلك الطريقة الرمادية ٢ نقطة
,
, عادت بذاكرتها الى صوت والدها العميق وهو يقول بهدوء
,
, ( لا بد و ان تتعلمي متى تطء قدميك المنطقة الرمادية يا صبا ٢ نقطة تجاهلها يعد غباءا )
,
, وبالرغم من ذلك لم تره ابدا خطا بقدميه للمنطقة الرمادية طوال حياته ، فكيف يطلب منها ذلك ؟ ٢ نقطة شردت قليلا وهي تفكر و عاصم ؟؟ ٢ نقطة اليس هو منطقة رمادية في حد ذاته ، وقبلت بها ؟؟ ٢ نقطة
,
, انه على النقيض من والدها في كل شيء ٢ نقطة لا ٢ نقطة ليس النقيض تماما ، بل هو ٢ نقطة
,
, ( هل وجدتِ ما تبحثين عنه ؟ ٢ نقطة)
,
, شهقت صبا منتفضة مصدومة و هي تنظر الي صاحب الصوت العميق المتصلب ٢ نقطة وهو يقف بالباب بهيئته الضخمة واضعا كفيه في جيبي بنطاله ٢ نقطة
,
, حاولت صبا ان تتنفس بصعوبةٍ وهي ترى ملامحه التي يصعب قرائتها اشد خطرا من ملامحه الغاضبة و التي رأتها قبلا ٢ نقطة للحظاتٍ لم تستطع صبا الرد ٢ نقطة الي أن أخذت نفسا خفيا و هي تغلق حاسبه بهدوء و تنهض من مكانها ببطء لتقول بما يشبه الهمس بينما قلبها يخفق ضاربا بألم
,
, ( لم أكن أبحث عن ٢ نقطة )
,
, قاطعها عاصم بكل هدوء و دون أن يتحرك من مكانه
,
, ( كنت تبحثين عن شيءٍ آخر و ضللتِ الطريق الى أن انتهى بكِ جالسة أمام حاسبي المفتوح ؟؟ ٢ نقطة )
,
, أخفضت عينيها وهي ترفض أن يرهبها بالرغم من نبضات قلبها التي تتزايد بسرعةٍ جنونية ٢ نقطة سمعته بعد لحظةٍ يقول بنفس الهدوء الخطير
,
, ( اتعرفين أنكِ فعلتِ شيئا لا يغتفر لتوك ؟ ٢ نقطة )
,
, رفعت صبا عينيها اليه بسرعةٍ وهي تعقد حاجبيها لتقول بصوتٍ خافت
,
, ( ما هو ذاك الشيء الذي لا يغتفر ؟ ٢ نقطة أن فتحت حاسب عاصم رشوان العظيم ؟؟ ٢ نقطة الا ترى أنك تحيط نفسك بأهميةٍ أكثر من اللازم ؟ ٢ نقطة كنت أظن أنني زوجتك و أن لا شيء ٢ نقطة )
,
, ( اخرسي ٢ نقطة )
,
, قاطعتها تلك الكلمة الخافتة و كأنها طلقة رصاص ٢ نقطة ففغرت شفتيها غير متأكدة مما سمعته للتو ٢ نقطة الا أن تصلب ملامحه و تجمد عينيه أكدا لها ذلك ٢ نقطةفهمست بحاجبين معقودين و عينين مهانتين
,
, ( لا تكلمني بتلك الطريقة ٢ نقطة )
,
, الا ان نفس الصوت الهادىء صفعها بنبرةٍ قاطعةٍ اكثر صلابة
,
, ؛( قلت اخرسي ٢ نقطة )
,
, سكتت صبا بالفعل و هي تطلع اليه لا تصدق أن هذا الشخص المخيف أمامها هو نفسه الذي ذوبها معه في دقائق ليلة أمس ٢ نقطة كانت أصابعها تتلاعب بارتجاف على سطح المكتب أمامها وهي تنظر اليه بارتباك و ينظر اليها بنظراتٍ جليدية ٢ نقطة
,
, الى أن دخل المكتب و أغلق الباب من خلفه بهدوء ٢ نقطةاخذ يقترب منها ببطء و عيناه لا تحيدان عن عينيها المتهربتين ، الا أنها عادت و أجبرت نفسها على مواجهتهما بصلابة و ثبات ٢ نقطة الى أن قال عاصم بصوتٍ خافت خطير
,
, ( ماذا وجدتِ من خلال بحثك ورائي ؟ ٢ نقطة )
,
, رفعت صبا ذقنها دون أن ترد لأنها ببساطة لم تجد ما ترد به ٢ نقطة فاقترب عاصم خطوة بينما لم تجد صبا مكانا تتراجع به و كرسي المكتب الضخم يقف حاجزا خلف ساقيها ليمنعها من الهرب ٢ نقطة
,
, تابع عاصم بمنتهى الهدوء
,
, ( تعبثين بأوراقي ٢ نقطة و الليلة تفتحين حاسبي ، كيف تجرأت على ذلك ؟ ٢ نقطة)
,
, اخذت صبا نفسا مرتجفا و قد بدأ الغضب يتخللها ٢ نقطة فدارت حول المكتب بهدوء لتواجهه رافعة أحد حاجبيها بتحدي و هي تقول بهدوء
,
, ( و لماذا لا أتجرأ ؟ ٢ نقطة هل لديك ما تخفيه و ما تخشى أن يفتضح أمره ؟ )
,
, اشتعلت عينا عاصم بغضبٍ بركاني في ثوانٍ بينما ظلت ملامحه على تجمدها المخيف ٢ نقطة ثم قال بخفوت بطيء كمن يجتذبها الى المصيدة
,
, ( و ماذا وجدتِ أنتِ ؟ ٢ نقطة)
,
, ابتسمت صبا بقساوةٍ و هي ترفع ذقنها لتقول بقوة
,
, ( نظيف ٢ نقطة نظيف تماما يا سيد عاصم و كما كنت متأكدة من قبل . ٢ نقطة لأنك بالطبع الواجهة العصامية المشرفة و التي تداري من خلفها فساد الآخرين )
,
, حينها لم يتمالك عاصم نفسه وهو يهجم عليها في خطوة واحدة ليمسك بذراعها بقوةٍ جعلتها تئن ألما وهو يجذبها الي صدره ٢ نقطة هادرا أمام وجها
,
, ( كيف تتجرأين على مجرد محاولة تلويث اسم عاصم رشوان ٢ نقطة و**** لو أن أحدا غيرك هو من نطق بهذا لكنت سحقته )
,
, رفعت صبا وجهها بتحدٍ غاضب شرس اليه لتقول قاذفة اتهامها بقوة
,
, ( انت تشارك أناس مشبوهين ٢ نقطة يتعاملون بصفقاتٍ حكومية مشبوهة ، وحتى هذه اللحظة لم تنفصل عنهم ٢ نقطة عن هاؤلاء اللذين ارسلو كلابهم الي محاولين أن ٢ نقطة )
,
, قاطعها عاصم صارخا بغضب هيستيري
,
, ( اخرسي ٢ نقطة اخرسي يا صبا ، أنتِ لا تعلمين الحرب التي أخوضها من يومها ٢ نقطة إياك و اتهامي بالتهاون في هذا الأمر ) هتفت صبا هي الأخرى بغضبٍ أعمى
,
, ( نحن لسنا في غابة ٢ نقطة تريد أن تحص لي على حقي ؟؟ ٢ نقطة بأساليبٍ همجية ؟؟ ٢ نقطة وماذا عن باقي الحقوق ، هل حين تكتفي من عمل العصابات و تقرر أنك بالفعل قد لقنتهم ما يستحقون ستعود للعمل على مشاريعهم القذرة مدعيا أن شيئا ما لم يكن ؟؟ ٢ نقطة )
,
, شدد عاصم على ذراعها أكثر و عيناه تشتعلان أكثر و أكثر حتى بات شكله مرعبا ٢ نقطة وايقنت أن اصابعه ستترك على ذراعها علاماتٍ زرقاء في الغد ٢ نقطة لكنها لم تتخاذل و هي واقفة في مواجهته بطولها الذي لا يتعدى كتفيه العريضتين ٢ نقطة
,
, قال عاصم بخفوتٍ خطير مهدد ٢ نقطة مذهول ٢ نقطة غاضب ومجنون
,
, ( الهذا قبلتِ بالزواج بي ؟؟ ٢ نقطة لتصلين اليهم من خلالي ؟؟ )
,
, فتحت صبا شفتيها الا أنها عادت لتغلقهما و قلبها ينبض حتى باتت ضرباته مؤلمة للغاية فاكتفت بأن هزت رأسها نفيا بضعف
,
, فتابع عاصم هادرا وهو يشدد على ذراعها ٢ نقطة
,
, ( سؤال واحد و أريد اجابته بكل وضوح ٢ نقطة هل تقابلين أحدا من جديد ؟؟ ٢ نقطة هل عدتِ للتصرف من خلف ظهري ؟ )
,
, لم ترد صبا وهي تنظر الي عينيه المتوحشتين ٢ نقطة فهدر بغضب
,
, ( انطقي ٢ نقطة هل تقابلين أحدا من دون علمي ؟؟ ٢ نقطة )
,
, قالت صبا ببرود بينما قلبها يرتجف و أطرافها تصطك ٢ نقطة
,
, ( حتى وإن قابلت ٢ نقطة قلت لك ألف مرة أنك يجب أن تعتاد على عملي لأني عائدة اليه ، و اعتذر لك مسبقا إن كنت سأزعج شركاء سيادتك المصونين )
,
, لم يكن يكون مخيفا يوما أكثر منه في هذه اللحظة ٢ نقطة وهو يقول بعد فترة بخفوت مرتجف غضبا
,
, ( لقد استنفذتِ كل فرصك معي يا صبا ٢ نقطة )
,
, أخذت صبا نفسا آخر وهي تقول بتحدي
,
, ؛( اذن يؤسفني أنك لا تتقبلني كما انا ٢ نقطة )
,
, وفي غفلة الغضب استطاعت أن تتحرر من يده الممسكة بذراعها و هي تخرج من المكتب جريا و منه الى السلم لتصعد الى غرفتهما ٢ نقطة و بدون تفكيرٍ متعقل ، أخذت حقيبة ملابس من خزانة الدولاب و هي تلقي بها على السرير ٢ نقطة
,
, آخذة ملابس عشوائية من الدولاب لتلقي بها في الحقيبة المفتوحة ٢ نقطة وهي تلهث غضبا بوجهٍ محمر و شعرٍ منفلت حول وجهها بفوضى ٢ نقطة
,
, الى أن سمعت عاصم وهو يدخل الغرفة و يغلق بالباب بعدها بلحظاتٍ قليلة ٢ نقطة ليعم الصمت الخطير قليلا دون أن تلقي عليه نظرة واحدة بينما هي تتابع عملها الى أن قال بذهول و تهديد
,
, ( ماذا تعتقدين نفسك فاعلة ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة )
,
, قالت صبا دون أن تنظر اليه ٢ نقطة
,
, ( سأذهب الي بيتي قبل أن تسلبوه مني ٢ نقطة كان ارتباطنا غلطة من البداية ، نحن على طرفي النقيض )
,
, و لم تسمع صوتا من خلفها للحظات لكن و قبل أن تلتفت اليه كانت قدما طائشة قد ركلت الحقيبة بأكملها لتطوحها من على السرير ٢ نقطة
,
, التفتت اليه صبا مذعورة وهي تتراجع الى الدولاب من خلفها و قد بدا مخيفا كوحشٍ هائج ٢ نقطة لينقض عليها خلال لحظةٍ مكبلا خصرها بذراعيه يرفعها من على الأرض رغم مقاومتها المستميتة ٢ نقطة حتى أصبح وجهها مواجه لوجهه الشرس وهو يهمس غضبا و بابتسامة شريرة
,
, ( لا ٢ نقطة لا يا زوجتي الحبيبة ، على جثتي خروجك من هنا ٢ نقطة أنتِ لي و ستظلين لي )
,
, ثم انكب وجهه على وجهها يشبعها و يشبع نفسه شوقا مختلطا بغضبٍ أعمى بينما أخذت صبا تتملص من بين ذراعيه لينزلها أرضا وهي تهتف و تلهث بغضب و خوف
,
, ( انزلني يا عاصم ٢ نقطة لا يحق لك ما تفعل )
,
, شدد عاصم على خصرها حتى كاد أن يقصمه وهو يقول ضاحكا بغضب و جنون
,
, ( بل يحق لي أكثر ٢ نقطة لقد تركتك ليلة أمس لأتأكد من بحثك المثير للشفقة خلفي ، و إن أردت فمارسي كل ما تحبين من أدوار البطولة و التجسس ٢ نقطة لكن هنا ٢ نقطة هنا يا صبا ٢ نقطة بين جدران هذا البيت ٢ نقطة يمكنك اللعب هنا فقط ٢ نقطة مفهوم يا طفلتي ؟؟ )
,
, كان يشبعها هجوما عاطفيا بين كل تهديدٍ و آخر حتى شعرت بنفسها على وشكِ الإغماء بينما هو يتابع من بين شفتيها و أمام عنقها ٢ نقطة
,
, ( أما الليلة يا استاذة ٢ نقطة فلن أترك لكِ مجالا للتفكير ٢ نقطة مجرد التفكير بالإبتعاد عني )
,
, صرخت صبا بقوةٍ وخوف و مشاعر غريبة
,
, ( اتركني يا عااااااصم ٢ نقطة )
,
, الا أنه ردا على أمرها ، انحنى ليضع ذراعا أسفل ركبتيها و يرفعها معه ليتجه بها الى السرير ملقيا إياها عليه ٢ نقطة وحين حاولت الهرب من الجهة الأخرى ٢ نقطة لم تجد الفرصة وهو ينقض عليها مكبلا إياها ٢ نقطةيغرقها بعواطفه العنيفة ٢ نقطة
,
, لهثت صبا بخوف وانفعال تهتف
,
, ( سأصرخ ٢ نقطة سأصرخ يا عاصم إن لم تتركني )
,
, رفع رأسه لينظر اليها بإبتسامةٍ شريرة وصدره يصعد و يهبط بعنف ٢ نقطة ثم ضحك بخشونة ليقول بصوتٍ أجش
,
, ( اصرخي حبيبتي ملء فيك ٢ نقطة فو**** لو اجتمع أهل البيت كلهم أمام الباب لن أتركك الا و أنتِ زوجتي و لن تنالي الا إحراج نفسك )
,
, ثم لم يدع لها فرصة للرد وهو يكتم أنينها المنفعل بقوة شفتيه الهائجتين ٢ نقطة و في لحظاتٍ كانت صبا ترتجف بين ذراعيه وهي تشعر بأنها تدور في دوامة لا قرار لها
,
, ٢ نقطة
,
, أجفلت الحاجة روعة من نومها على صوتٍ من بعيد ٢ نقطة فاستقامت جالسة وهو تتعيذ ب**** من الشيطان الرجيم ، لترهف السمع لبعض الأصوات المكتومة و بعض الهتاف الغير واضح ٢ نقطة
,
, فنزلت من سريرها وهي تضع شالها فوق كتفيها ٢ نقطة لتخرج الى الممر الطويل ، مرهفة السمع أكثر ٢ نقطة و لم تحتج أكثر من لحظتين لتتسع عينيها املا و ترفع يديها داعية ربها ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة بينما اسرعت تتدحرج الى غرفتها قبل أن يراها أحد وهي تبتسم بسعادةٍ لا توصف هامسة وهي تهدىء نفسها
,
, ( أجلي الزغاريد للغد يا روعة ٢ نقطة امسكي فمك قليلا و اتركيهم لحالهم الليلة )
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%