ناقد بناء
معاون
طاقم الإدارة
معاون
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
- إنضم
- 17 ديسمبر 2021
- المشاركات
- 9,480
- مستوى التفاعل
- 3,085
- نقاط
- 21,086
- الجنس
- ذكر
- الدولة
- كندا
- توجه جنسي
- أنجذب للإناث
الفصل الحادي والعشرون
أغلق الهاتف وهو يضعه أمامه على طاولة الطعام دون أن ينظر الي الجالس أمامه و الذي يرمقه بإهتمام ٢ نقطة لكنه نظر مهتما بطعامه يعاود أكله دون أي شعور بالشهية ٢ نقطة
, قال جاسر معلقا ( تبدو مكالمة مهمة ٢ نقطة)
, رفع عمر رأسه ينظر الى جاسر الذي اتكأ في مقعده للخلف وهو ينفث دخان سيجارته وهو يركز النظر الى عينيه . فلم يستطع عمر اطالة النظر لأكثر من لحظةٍ وهو يعود لخفض عينيه و يقول بهدوء
, ( صديقا يحتاج الي مساعدة ٢ نقطة)
, صمت جاسر لحظة وهو يأخذ نفسا عميقا من السيجارة ليقول مبتسما بصوتٍ لا تعبير له
, ( تبدو كفتاة ٢ نقطة هل أوقعت إحداهن دون أن تخبريني ؟ كنت أظننا أصدقاء )
, نظر اليه عمر فترة طويلة ودون أن يحيد بعينيه تلك المرة عن عيني جاسر وهو يقول بنفس هدوؤه
, ( نحن لسنا أصدقاء يا جاسر ٢ نقطة نحن إخوة ، يجب أن تدرك ذلك جيدا )
, ابتسامة مهتزة ارتسمت على زاوية شفتي جاسر بالكاد بينما عينيه لا تحملانِ أي مرح وهو يومىء برأسه قليلا ٢ نقطة و طالت لحظة الصمت بينهما الى أن تنحنح جاسر قائلا
, ( اذن ٢ نقطة من تلك التي سقطت أسيرة سحرك ؟ ٢ نقطة أعرف أن الفتيات يعشقن تلك الطيبة النابضة من عينيك )
, ابتسم عمر ابتسامةٍ باهتة وهو يقول
, ( بل اعتقد أن الفتيات يعشقن جنونك و حماقتك ٢ نقطة و قلة أدبك )
, ابتسم جاسر قليلا وهو يقول بصوتٍ خافت
, ( من الواضح أنه ليس رأي كل الفتيات ٢ نقطة )
, صمت عمر و نظر الي طبقه ٢ نقطة وصمت جاسر هو الآخر وهو ينظر اليه من بين دخان سيجارته ، الى أن رفع عمر رأسه وهو يقول بصوتٍ خافت
, ( هل نذهب ؟٢ نقطة لقد تأخر الوقت يا جاسر و لدي عمل منذ الصباح الباكر )
, قال جاسر بصوتٍ باهت
, ( عرضت عليك اكثر من مرة أن تترك وظيفتك لتعمل معي ٢ نقطة لكنك ترفض ٢ نقطة دون سببٍ واضح )
, قال عمر بنفس الصوت
, ( أخبرتك يا جاسر من قبل أنني مهندس ٢ نقطة ولست رجل أعمال )
, ابتسم جاسر بوجوم وهو يقول
, ( نعم ٢ نقطة كما أن عملك في تلك الشركة كان نعم العون لي ٢ نقطة حيث أنني كنت مطمئنا أن حنين تحت ٢ نقطة رعايتك )
, عاد الصمت ليلفهما وعمر يأكل ببطء دون ردة فعل ودون شهية ٢ نقطة ثم قال أخيرا
, ( منذ فترةٍ طويلة و أنا أريد أن أعلم حقا يا جاسر ٢ نقطةهل كنت تأتمني عليها أم كنت تحتاج الي من يراقبها لك ؟ )
, ارتسمت القسوة في عيني جاسر الذهبيتين بقوة دون أن تتغير تعابير وجهه الجامدة ٢ نقطة ودون أن يجيب لفترةٍ طويلة الى أن قال بصوتٍ خفيض خطير
, ( لا فارق لدي ٢ نقطة المهم أنها كانت تحت أنظارك أنت )
, وضع عمر أدواته ببطءٍ على الطبق وهو يقول
, ( اما أنا فعندي الفارق ضخم ٢ نقطة لم أكن لأقبل أن أكون مجرد جاسوس على فتاة ضعيفة يتيمة لم ترى سوى التعاسة في حياتها ، كنت مدينا لك و في نفس الوقت أشعر بضميرك المثقل تجاهها أو بمعنى أصح تجاه طفلة لم تتعدى الرابعة عشر ظلمتموها جميعكم ٢ نقطة لذا قبلت أن ساعدك بكل قدرتي ٢ نقطة لكن الآن ٢ نقطة )
, أخذ جاسر نفسا آخر وهو يقول ببطء
, ( أكمل يا عمر ٢ نقطة الآن ماذا ؟ )
, أكمل عمر بتردد
, ( أشعر بأنني أظلمها أنا الآخر كما فعلتم جميعا من قبل ٢ نقطة إنها مهددة و تعيش الآن في حالة من الهلع دون أن تجد القدرة أو الشجاعة على إخبار أحد ، ولم يكن هذا ما أريده لها أو ما توقعت أن تقوم به تجاهها ٢ نقطة لما لا تتركها لحياتها يا جاسر و كفى ما فعلتموه جميعا )
, تواجهت نظرتيهما طويلا الى أن قال جاسر أخيرا
, ؛( تبدأ حياتها ٢ نقطة مع إنسانٍ يقدرها أكثر ربما مما قمت به أنا )
, تنهد عمر وهو يأخذ نفسا طويلا متعبا ٢ نقطة كل ما يشعر به من احساس بالذنب تجاه حنين لا يقارن بالذنب الذي يشعر به تجاه جاسر وهو يعلم بمشاعر حنين التي تظهر في عينيها الشفافتين دون القدرة على اخفائها مهما حاولت
, لم يدرك أن عيني جاسر تلاحقه كعيني صقر تتربصانِ بفريسته وهو ينفث دخان سيجارته وكأنه ينفث لهبا ٢ نقطة ملامحه جامدة ، عيناه قاسيتانِ تضمانِ انكارا يناضل للخروج ٢ نقطة ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, انها فرصتها الأخيرة ٢ نقطة فإما أن تنال حلمها و تنجو من الكابوس المتربص بها ٢ نقطة وإما ٢ نقطة وإما لا شيء يهم بعدها ٢ نقطة فليعلم من يعلم ٢ نقطة لا شيئ سيهمها إن خذلها عمر ٢ نقطة حينها لن تتردد في اخبار مالك و حتى عاصم ٢ نقطة وليحدث ما يحدث ٢ نقطة
, حين تخسر حبها و يتحطم قلبها فما يضيرها اذن إن تهدمت الحياة من حولها ٢ نقطة
, كانت ساهمة في افكارها الحزينة وهي تتطلع الى صورته المنعكسة على شاشة حاسوبها الشخصي المفتوح أمامها ٢ نقطة
, ككل يوم وهي جالسة في مقهى العمل وقت الراحة ٢ نقطة تختار نفس الطاولة البعيدة عن الطاولة التي يجلس عليها ٢ نقطةحيث تجلس لتعطيه ظهرها ٢ نقطة بينما في الواقع تراقب كل لمحة ٍ من حركاته المنعكسة على الشاشة المظلمة اللامعة من البعيد حيث لا يراها أحد ٢ نقطة
, ابتسمت برقةٍ و شرود وهي تراه ساهما ٢ نقطة يشرب قهوته بصمت ٢ نقطة يبتسم لمن يلقي عليه التحية فيردها باشارةٍ عسكريةٍ من اصبعين يلامسانِ جبهته ٢ نقطة
, ضحكت ضحكة صغيرة في داخلها وهي تفكر أنها نفس تحية مالك تقريبا ٢ نقطة الجميع هنا يحبه ، لا أحد يعرفه و يستطيع أن يمنع نفسه من محبته و الإعجاب به ٢ نقطة
, هل من الممكن فعلا أن يكون من نصيبها بعد أن يخلصها من تلك الكارثة التي سقطت فوق رأسها من حيث لا تعلم ؟؟
, هل من الممكن ان يتعايش و يتقبل مع ماضيها المحبط ؟ ٢ نقطة
, إن كان يحبها فسيتقبل بالتأكيد ٢ نقطة لأن هذا هو الحب ٢ نقطة واليوم ستعلم ٢ نقطة
, ( مرحبا حنين ٢ نقطة )
, رفعت حنين الى الصوت الأنثوي الناعم المألوف لتجد رنيم واقفة أمامها من حيث لا تعلم و هي تحمل قهوتها مبتسمة و تجلس أمامها واضعة ساقا فوق أخرى بأناقة و أنوثة ٢ نقطة
, ظلت حنين تنظر اليها وهي تتخذ مقعدها دون تكليف أمامها واضعة القهوة على الطاولة وهي تبدو مشرقة منتعشة ٢ نقطة
, همست حنين بوجوم ( تفضلي ٢ نقطة )
, ضحكت رنيم برقةٍ وهي تبدو جميلة جذابة بشكلٍ دافىء يبعث على التأمل فيها طويلا ٢ نقطة قالت برقة
, ( هل أتطفل عليكِ إن جلست معكِ ؟٢ نقطة )
, ابتسمت حنين بصعوبة ٢ نقطة فآخر ما تحتاجه الآن هو أن تتواصل مع أي انسان ، لكنها همست صاغرة نافية
, و كما توقعت بدأت رنيم في الكلام بصوتها الحنون الناعم ٢ نقطة حول كل شيءٍ ولا شيء ٢ نقطة وكأنها كانت مفتقدة للكلام طوال اليوم ،
, نعم ٢ نقطة هي تعرف أن من يعمل مع عمر لا يجد الفرصة ليتنفس ٢ نقطة
, حركات أصابعها وهي تتكلم مبتسمة ٢ نقطة تجعلها تبدو كمايسترو يقود فرقة موسيقية ٢ نقطة وصوتها في حد ذاته يبدو كلحنٍ حزين
, لطالما أثارت اعجابها ٢ نقطة تبدو النموذج المثالي للرقي و الأنوثة الرقيقة ٢ نقطة تبدو ناعمة وكأن الهواء سيخدشها ٢ نقطة
, لماذا اذن الآن تشعر بذلك الشعور المقبض تجاهها ؟
, هل تغار منها ؟ لكنها مخطوبه وهي ٢ نقطة
, هزت حنين راسها وهي تنفض تلك الافكار الغبيه فلتفكر في مصيبتها بدلا من تلك الحماقات التي تدور في راسها
, عادت لتنظر الي شاشتها السوداء لتفاجا ان عمر ينظر باهتمام الي ناحيتها الان ٢ نقطة اخفضت نظرها بسرعه وكانه قادر علي رؤيتها هل ينتظرها الانان تذهب اليه ؟
, منذ الصباح الباكر لم تتح لها الفرصه لتتكلم معه لابد وانه ينتظرها الان ٢ نقطة لكن كيف ؟
, لماذا لم يسالها الي الان عن مشكلتها ؟
, كانت تظن انه سيهب مسارعا لسؤالها منذ اول اليوم هل يتهرب منها ؟
, لاعادت لتهز راسها رفضا للفكره
, قالت فجاه مقاطعه رنيم وهي تتحدث دون ان تشعر بشئ من حولها ( هذرا رنيم يجب ان اذهب قليلا )
, اومات رنيم بدهشه وهي تتطلع الي حنين التي كانت قد ابتعدت حتي قبل ان تسمع الاجابه
, تعمدت المرور من جانبه لترمقه بنظره جانبيه لم يستطه ان يتفاداها لذا تبعها بعد فتره الي ان لحق بها في الممر لطويل التفتت اليه وهى غير قادرة على التمسك أكثر هامسة ما أن تلاقت اعينهما
, ( عمر ٢ نقطةعمر أنا )
, قاطعها عمر بصوت خافت (ليس هنا ٢ نقطةتعالى الى مكتبى )
, تبعته وهى مستعده ان تتبعه لاخر الدنيا ان امكن ٢ نقطةفتح لها الباب يدعوها الى الدخول ثم لحق بها ليغلق الباب خلفه وينظر اليها بصمت ينتظر كلامها المحتوم ٢ نقطة
, تاهت نظراتها للحظات قليلة بين لمحات وجهه الحبيبة قبل ان تهمس (عمر أنا )٢ نقطة
, قاطعها عمر مباشرة وهو يشير اليها لتجلس قائلا بحزم (تفضلى اجلسى حنين ٢ نقطةوأخبرينى ما هى مشكلتك)
, أفاقت حنين ٢ نقطةهل كانت ستعترف له بحبها ؟ ٢ نقطةنعم كانت ستفعل لوهله كانت ستفعل متناسيه كل ما يحيط بها .
, ٢ نقطةللحظة نست ماضيها وحاضرها ولخصت كل حياتها فى كلمة واحده طافت طرف شفتيها الناعمتين ٢ نقطة
, اتجهت الى الكرسى لتجلس بصمت مطرقه الرأس ٢ نقطةترى هل قرأ أفكارها ؟ ٢ نقطةهل سمع كلمتها قبل ان تهمس بها ؟
, اقترب ليجلس امامها على الكرسى المقابل لها وهو ينحنى الى الامام مستندا الى ركبتيه ليقول برقة (ما هى مشكلتك الخطيرة يا حنين ؟)
, همست دون ان تجد القدرة على النظر اليه مباشرة او ان ترفع رأسها اليه
, (انت ٢ نقطةلم تهتم ان تسألنى منذ الصباح )
, لم تستطع النظر اليه وهى تشعر بالغباء مما نطقت به للتو ٢ نقطةلكن حين طال صمته تجرأت ورفعت عينيها قليلا بقلق فوجدته ينظر اليها نظرة حزينة غير مفهومة ٢ نقطةفنظرت حينها اليه مباشرة وهى تحاول جاهدة قرأة عينيه لكنه لم يتكلم ٢ نقطةهل هناك مايخفيه عنها
, اقتربت قليلا منه لتهمس (عمر ٢ نقطةانا ٢ نقطة)
, فتح الباب فجأة دون انذار ٢ نقطةليبتعدا قليلا وهما ينظران الى الباب بدهشة فارتعبت حنين وفقدت قدرتها على التنفس فاغرة شفتيها وهى تنظر الى القامة الضخمة المحتلة لإطار الباب ٢ نقطة
, عينان الصقر متربصة بهما وقد ظهر الشر القديم والذى تعرفه جيدا وتعرف تبعاته جيدا ٢ نقطةدخل جاسر الى الغرفة بصمت مرعب حتى اقترب منهما فظل واقفا يطل عليهما وعيناه تتنقلان بينهما ويديه فى جيبى بنطاله الجينز ٢ نقطة
, هيئته هى تماما تلك الهيئه التى كانت تلاحق ظلها فى الطرقات القديمة منذ سنين ٢ نقطةأخذ قلبها يخفق بعنف حتى انها ظنت انها على وشك الاصابة بنوبة قلبيه لا محالة ٢ نقطة
, لاتعلم ما الذى جعلها تنهض بتصوير بطيئ وهى غير قادرة على الاشاحة بنظرها عن عينيه الشرستين ٢ نقطة
, كان عمر اول من تمالك نفسه وهو ينهض هو الآخر ليقول بهدوء على الرغم من التوتر المحيط بهم (مرحبا سيد جاسر ٢ نقطةتفضل )
, نظر جاسر الى عينى عمر مباشرة ٢ نقطةو طال الصمت ٢ نقطةكلا من ثلاثتهم يحمل الكثير تجاه الاخر ٢ نقطة
, قال جاسر أخيرا بصوت غامض(مرحبا يا عمر٢ نقطةجئت اليوم لأقابل حنين )
, صدرت عنها شهقة دون صوت وهى ترفع إحدى يديها لتلمس بها صدرها اللاهث ٢ نقطة
, لقد انتهت المهلة التى منحها وها هو سيفضحها امام عمر دونا عن كل الناس
, لم يجب عمر كذلك وهو ينظر الى جاسر بقسوة وهو يتسائل الى اين سيصل بتصرفاته الظالمة ٢ نقطة
, قرر جاسر أخيرا ان يهدئ من الوضع المضنى حين قال ببشاشة زائفة ٢ نقطة
, (حين أخبرتنى ان الانسة حتين هى من ستتولى تصميمات الدعاية لنا ﻷحدد موعدا وأقابلها ٢ نقطةفوجدت نفسى اليوم قريبا من هنا لذا قررت المجئ ٢ نقطةأعتذر عن المجئ دون موعد )
, ازدادت قسوة عينى عمر وهو ينظر من خلف حنين مهددا لجاسر الذى تجاهل نظرته وهو يقترب أكثر من حنين مادا يده قائلا (جاسر رشيد ٢ نقطةلم تتح لنا الفرصة للتعارف المرتين السابقتين ٢ نقطةلا أحبذ الالقاب يا٢ نقطةحنين )
, كانت عيناها الزيتونيتان متسعتان بذهول وكأنها تتفرج على فلم ردئ الاخراج ٢ نقطة
, ولم تشعر بنفسها وهى ترفع يدها دون وعى منها ٢ نقطةلتطبق يده القوية على كفها الصغيرة التى اختفت داخل يده تماما٢ نقطة
, شعرت بقلبها يسقط بين قدميها وهو يضغط على كفها بدفء باتت تعرفه جيدا ٢ نقطةوعيناه تأسران عينيها دون أمل فى الفرار منهما.
, تنحنح عمر ليقول بجفاء قاطعا هذا الصمت الجارح بقسوته (الانسه حنين مشغولة حاليا يا سيد جاسر ٢ نقطةلما لا أعرفك على أحد المصممين المتفرغين وسترضيك النتيجه حتما )
, لم يحرك جاسر عينيه الى عمر ولو للحظة ٢ نقطةبل اشتدت شفتاه وهو لا يزال آسرا لعينى حنين العاجزة عن النطق أو الحراك
, ثم قال بصوت خفيض خطير يحمل معالم الخطر (أنا اريد حنين ٢ نقطةانا مصمما عليها )
, شدد على كلماته مما جعلها تجفل وترتجف ٢ نقطةوفى تلك الاثناء كان يضغط على كفها وقد بدأ ابهامه فى التحرك ببطء مغو على ظاهر يدها باعثا رعية مذهلة فى أطرافها ٢ نقطةلا تعلم ان كانت خوفا أم ٢ نقطةأم شيئا آخر لاتستطيع تحديده
, قال عمر مشددا على حروف كلماته (الانسه حنين لديها عملا مضغوطا ياسيد جاسر )
, لم ينظر اليه جاسر ايضا ٢ نقطةبل قال لحنين مدققا الى عينيها (ماهو قرارك رأيك يا ٢ نقطةحنين٢ نقطة؟
, اهتزت حدقتها امام عينيه الذهبيتين ثم استطاعت ان تسحب يدها من كفه بصعوبة وهى تردد بهمس فاتر أجوف بعد فترة صمت
, (استطيع ٢ نقطةأستطيع ان اتدبر الامر )
, قال عمر وهو ينظر الى جاسر بغضب (حنين ٢ نقطةان كنتى ٢ نقطة)
, قاطعه جاسر ليقول بصمت أوقف كل جدال (لقد ذكرت حنين انها مستعدة يا عمر ٢ نقطةوانا مصمما عليها دون غيرها )
, ثم تابع ليقول بحزم ٢ نقطة(لما لا ترافقينى الى مكتبك لترينى بعض تصميماتك ٢ نقطةوسأريك ما أريده تحديدا٢ نقطة)
, ابتلعت ريقها وهى تتنفس هثيثا ضعيفا لا يكاد يخرج من صدرها الا وهو ممزقا لضلوعها ٢ نقطةأومأت برأسها ببطء بينما عيناها تلمعان بدموع تدبرت بطريقة مامن الا تسمح لها بالتساقط امام عمر ٢ نقطةوأمامه
, التفتت لتنظر الى عمر لحظة قبل ان تهمس وفى حلقها غصة مؤلمة (من ٢ نقطةمن الممكن ٢ نقطةان يرى السيد جاسر بعض ٢ نقطةالتصميمات ليحكم بنفسه )
, لم يجب عمر ٢ نقطةببساطة لم يجد القدرة على ايجاد مايستطيع قوله فى الوقت الحالى .شعور هائل بالغضب يحرق اعصابه ٢ نقطةواحساس بالذنب يشعره بالاختناق ٢ نقطة
, مد جاسر يده تجاه الباب داعيا حنين الى الخروج من المكتب ٢ نقطةقأحنت رأسها ومشت أمامه تخرج فى صمت دون ان تنظر الى عمر ٢ نقطةالذى لم ينجو بدوره من نظرة جاسر الغريبه قبل ان يخرج هو الاخر خلف حنين مغلقا الباب خلفه٢ نقطة
, شعور فظيا انتاب عمر بالضيق والعجز من ذلك الوضع اليائس الذى وضع فيه ٢ نقطةلا يستطيع ان يخسر جاسر لايستطيع ان يخذله ابدا٢ نقطةالمسأله ليست مجرد واجب او دين ٢ نقطةلكن جاسر بالنسبة له اصبح اكثر من اخ ٢ نقطة
, وتلك التى يعتبرها زوجته كانت على الوشك بأن تبوح بحبها له الان قبل ان يدخل جاسر ٢ نقطةرغم كل شئ يشعر براحة أنانية فى ان جاسر قد خلصه من عبء الكلمة التى كان يحضر نفسه ليتعامل معها بصبر وحكمة ٢ نقطة
, لكن نظرات جاسر ٢ علامة التعجب ٢ نقطةنظرات جاسر كانت كتظرات شخص مطعون ٢ نقطةهل أدرك ؟٢ نقطةهل علم ؟٢ نقطة
, وحنين التى تخلى عنها بكل سهولة ليرميها الى جاسر بفكرة العمل الوهمية التى نطق بها ٢ نقطةيا الهى ٢ نقطةانه على وشك الاختناق ٢ نقطةيشعر ان جدران المكتب على وشك ان تطبق على صدره فخرج بعنف من المكتب يريد الذهاب الى مكان ٢ نقطةأى مكان عله ينتهى من ذلك الحمل الذى اصبح مؤلما للغاية مؤخرا٢ نقطةوأثناء سيره الغاضب ٢ نقطةشاهدها من بعيد ٢ نقطةكانت واقفة تستمع الى الهاتف على اذنها فى صمت ٢ نقطةمستندة الى حائط إحدى الطرقات ٢ نقطةمطرقة برأسها وهى تستمع وكأنها تتلقى أوامرا أو تأنيبا كطفلة صغيرة ٢ نقطة
, لا يعلم لماذا استفزه مظهرها للغاية ٢ نقطةهل بسبب ملابسها الفجة والتى رغم انها لا تظهر منها شيئا ولكنها تظهرها كتمثال منحوت ٢ نقطةوهذا ما يشعره بالحنق للغاية كلما نظر اليها ٢ نقطة
, ام بسبب يكوتها تجاه من تتعامل معه الان ؟٢ نقطةهل هى سلبية مطيعة هكذا مع خطيبها ؟٢ نقطةوهل هو من تتلقى تقريعه فى تلك اللحظة دون ابداء رأى ٢ نقطة
, اقترب منها بخطوات حازمة وقد نال منه ضغط اليوم ٢ نقطةفما ان رأته من على بعد حتى اتسعت عيناها قليلا قبل ان تهمس ببضع كلمات قليلة لمحدثها قبل ان تغلق الهاتف ٢ نقطة
, وصل عمر اليها ليقول بصوت صارم ( أنسة رنيم ٢ نقطةهل يجب ان أذكرك ان وقت الراحة قد انتهى وانك كالعادة تضعين من وقت العمل الكثير فى المكالمات الهاتفية ؟)
, ازداد اتساع عينيها اللوزيتين وهى تنظر اليه بنظره اوجعت زاوية صغيرة فى قلبه ٢ نقطةالا انه تغافل عنها وهو يشعر بالغضب من كل شئ ٢ نقطة
, همست رنيم بارتباك (نعم ٢ نقطةنعم٢ نقطةانا اعتذر جدا ٢ نقطةكانت هناك مكالمة مهمة ٢ نقطةوكنت متجهه فورا الى المكتب )
, قاطعها عمر بفظاظة (لا اريد اى اعذار ٢ نقطةمن يعمل معى لا اقبل ان يضيع لحظة من وقت العمل ٢ نقطةحتى وان كان قد جاء بتوصية من اكبر رأس فى الدولة ٢ نقطةوليس مجرد عاصم رشوان ).
, فغرت شفتيها المشقوقتين بصدمة وهى لا تصدق انها تتعرض لكل هذا الهجوم بسبب دقيقتين تأخير فى الوصول الى المكتب ٢ نقطةظلت تنظر اليه بعدم تصديق الى ان هتف أخيرا
, (الى مكتبك أنسة رنيم ٢ نقطةهل هناك ماهو غير مفهوم فى كلامى )
, زمت شفتيها وقد احمرت وجنتاها الكلاسيكيتان ٢ نقطةثم رفعت اكتافها وذقنها وهى تقول بصوت راقى منخفض (حاضر يا سيد عمر ٢ نقطةلكن احب ان اخبرك بأن حنين قد جاءت هنا بنفس التوصية ٢ نقطةمجرد عاصم رشوان وانا لا اراك تعاقبها على ذلك ٢ نقطةبل على العكس)
, ثم اعطته ظهرها تحت نظراته المذهولة من وقاحتها ٢ نقطةوانصرفت بإيباء وهى تلامس الارض الناعمة بكعبى حذائها الرفيعين الطويلين ٢ نقطة
, كانت جالسه امام حاسوبها المفتوح ٢ نقطةعيناها المضيئتان بضوئه تلمعان بدموع خفيفة وهى تنظر الى الشاشة بقلب خافق خوفا٢ نقطةتمكنت أصابعها الصغيرة بطريقة ما من الوصول الى تصميماتها من مكان ما لا تتذكره فى جهازها ٢ نقطة
, لم يتكلم كلمة واحدة منذ غادرا مكتب عمر ٢ نقطةباعثا رعبا غير محتما فى اطرافها التى باتت متجمدة كألواح الثلج ٢ نقطةواقفا من خلفها ٢ نقطةتشعر بنظراته تخترق ظهرها ٢ نقطة
, الى ان انحنى فجأة عليها ٢ نقطةواضعا يدا على سطح مكتبها امامها ٢ نقطةبينما الاخرى على ظهر مقعدها خلف عنقها مباشرة ٢ نقطةحتى اصبحت محاصرة به ٢ نقطةووجهه لا يبتعد اكثر من بضع شعيرات عن وجهه ٢ نقطةوانفاسه الساخنة تضرب عنقها الناعمه فتكاد تحرقه ٢ نقطةتجمدت تماما وهى تتنفس انفاس لاهثة بصعوبة ٢ نقطة
, ناظرة الى شاشة جهازها دون ان تتجرأ على الالتفات اليه حتى وهو يكاد يلامس عنقها بشفتيه ٢ نقطةلكنها لم تتحرك ولم تنظر اليه ٢ نقطةبل ظلت متسعة العينين محدقة امامها ٢ نقطة
, رفع يده من على سطح المكتب ليمسك ببداية عنقها فجأة ٢ نقطةوكأنه ينوى خنقها ٢ نقطةصدرت عنها صرخة مخنوقة رعبا لكنها ماتت قبل ان تكتمل وهى تشعر بأصابعه الدافئة تتحسس عنقها دون الاطباق عليه ٢ نقطةوهو يقترب أكثر الى ان لامست شفتاه جانب فكها وهو يهمس بخطورة
, ( ألم أقل لكِ سأبقى كظلك ٢ نقطة ، البعيد عن العين بعيد عن القلب ٢ نقطة وها أنتِ ستعملين لدي)
, تأوهت بأختناق دون صوت وقد تشوشت عيناها بالدموع ٢ نقطة أخذت أصابعه تتحرك قليلا على عنقها دون أن تفلته وهو لا يزال يهمس فوق بشرتها الناعمة ٢ نقطة
, ( ماذا كنتِ تهمسين لمديرك ؟٢ نقطة هل كنتِ تستنجدين به ربما ؟٢ نقطة هل هو قريبا منك الى تلك الدرجة ؟ )
, ابتلعت ريقها فتحركت عضلات عنقها تحت أصابعه المتجولة لتثيره أكثر ٢ نقطة وتمكنت من الهمس بينما قلبها يخفق رعبا
, ( عمر ٢ نقطة عمر ليس مديري )
, ثم أدركت أن كل ما همسته كان خاطئا و غبيا ٢ نقطة حيث اشتدت أصابعه قليلا فوق عنقها حتى شعرت أن نهايتها قد اقتربت ، فاتسعت عيناها و ازدادت سرعة أنفاسها تحت أصابعه ٢ نقطة
, همس لها بخطورة
, (عمر ٢ علامة التعجب ٢ نقطة فقط عمر دون ألقاب ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة كما أنه ليس مديرك ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة اذن ماذا كنتِ تفعلين في مكتبه ؟٢ نقطة وليست تلك المرة الأولى ، حين رأيتك أول مرة كانت في مكتبه أيضا ٢ نقطة وهو كذالك من تنتظرينه عند سلالم الطوارىء )
, أخذت نفسا عاليا وكأنه شهقة دون صوت وقد شعرت أن لا خوف قد يفوق تلك اللحظة التي تعيشها الآن ٢ نقطة لذا لم تتمكن من الهمس باي شيء ٢ نقطة لا شيء قفز الى ذهنها لتبرر به أي شيءٍ إطلاقا ٢ نقطة
, همس جاسر بصوتٍ صوتٍ صفير الرياح
, ( ماذا أخبرته ؟٢ نقطة هل أخبرته عن حياتك المظلومة ؟٢ نقطة عن الوحش الذي يلاحقك ؟ ٢ نقطة )
, هزت رأسها نفيا بسرعةٍ وقد انسابت دموعها على وجنتيها في صمت و أصبحت أنفاسها شاهقة و أخذ صدرها يعلو و ينخفض بسرعةٍ رهيبة وهي تنظر أمامها متسعة العينين لا تجرؤ على الإلتفات اليه ٢ نقطةوهمست برعب
, ( لم أقل شيئا ٢ نقطة أقسم ب**** أنني لم اقل له شيئا ٢ نقطة )
, تحركت أصابع كفه الفرودة لتهبط الى أعلى صدرها وهو يستشعر خفقاتِ قلبها الذي أخذ يقفز تحت كفه كأرنبٍ حىٍ مذعور ٢ نقطة فأغمضت عينيها تطبقهما بشدة وهي تهمس بشفتين مرتجفتين كلماتٍ ليس لها صوت وكأنها تهدىء نفسها ٢ نقطة
, عادت أصابعه لترتفع على عنقها حتى قبض على فكها السفلي يرفع رأسها اليه وهي لا تزال مغمضة عينيها بشدة ٢ نقطة تعض على شفتها بقوة ٢ نقطة ثم همس في أذنها
, ( أتحبين أن أمزقه قطعة قطعة ؟٢ نقطة أتريدين أن أقتله ؟ )
, شهقت بصوتٍ عالٍ تلك المرة وهي تهز رأسها نفيا بسرعة ٢ نقطة وتمكنت من الهمس بترجي و رعب
, ( لم يفعل شيئا ٢ نقطة أقسم أنه لم يفعل شيئا ، إنه ٢ نقطة إنه يساعد الجميع ٢ نقطة وكل الناس يلجأون اليه )
, همس في اذنها ( وكنتِ تريدين البكاء على كتفه ٢ نقطة اليس كذلك ؟ )
, بكت مغمضة عينيها وهي تهمس ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة )
, قال بصوتٍ صدمها وهو لا يزال رافعا وجهها اليه
, ( افتحي عينيكِ ٢ نقطة )
, فتحت عينيها ببطءٍ شديد لتنظر اليه ٢ نقطة فرفع أصابعه و مسح دموعها من على وجنتيها ببطء ثم قال وهو ينظر الى عمق عينيها
, ( أياكِ والعبث معي يا حنين ٢ نقطة أنتِ أكثر من تدرين طبعي جيدا و أنا لا أرغب في أذيتك ٢ نقطة أياكِ )
, أومأت برأسها دون أن تنطق بحرف ناظرة الي عينيه اللتين قد تحولتا من مغويتين الى قاتلتين مجرمتين ٢ نقطة
, و أثناء نظرهما الى بعضيهما فتح الباب فجأة ٢ نقطة ودخلت رنيم وهي تقول بوداعة
, ؛( حنين ٢ نقطة لقد نسيتِ حافظتك على ٢ نقطة )
, سكتت تماما وهي تنظر الى جاسر المنحني الى حنين ٢ نقطة ثم همست بتردد
, ( أعتذر ٢ نقطة مرحبا ٢ نقطة سيد جاسر )
, نظرت اليها حنين وقد تعرضت لنفس الموقف مرتين فيما لا يزيد عن ساعة ٢ نقطة تبدو وكأنها فتاةٍ يركض من خلفها الرجال حيث يضبطها أحدا في موقفٍ مريب ٢ نقطة
, استقام جاسر وهو يرسم ابتسامة ساحرة على شفتيه الشهوانيتين ليقول لرنيم
, ( آآه مرحبا آنستي ٢ نقطة أنتِ المهندسة التي تعملين مع عمر و على ما أعتقد ستشاركين في مشروعنا )
, أومأت رنيم برأسها وهي تنقل نظرها منه الى حنين ٢ نقطة ثم همست بتردد وهي تمد يدها بحافظة حنين لتضعها على سطح المكتب
, ( هل تحتاجين شيئا حنين ؟٢ نقطة )
, نظرت الى جاسر بتردد ومنه الى حنين منتظرة أن تطلب منها المساعدة ٢ نقطة لكن حنين تمكنت من الإبتسام وهي تقول بعفويةٍ مزيفة
, (لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة شكرا رنيم ٢ نقطة السيد جاسر كان يرى بعض ٢ نقطة تصميماتي لأني سأقوم بتصميم دعاية المشرع )
, أومأت رنيم برأسها بعد فترةٍ وهي غير مقتنعة أبدا ٢ نقطة و كانت تريد أن تبقى معهما ، بل أنها كانت تتمنى أن تكون حقيبتها معها الآن حيث يوجد بها رذاذ الدفاع عن النفس استعدادا لأي إشارةٍ من حنين
, الا أن نظرات حنين أخبرتها بما لا يقبل الشك أن تنصرف الآن ٢ نقطة فانصرفت رنيم على مضض و تردد وهي لا تزال ترمقهما بنظراتها الى أن أغلقت الباب خلفها ٢ نقطة
, مد جاسر يده ليلتقط حافظتها الموضوعة على سطح المكتب ثم استند الي حافته كنمر كسول وهو يفتحها بأريحية أمام أنظار حنين الخائفة
, أخذ يقلب فيها و بين ثنياتها ٢ نقطة الى أن نظر الى صورتها الأخيرة التي تصورتها ٢ نقطة
, كانت تبدو فيها كطفلة ٢ نقطة خاصة وأنها لم تضع أية زينة ٢ نقطة كل ما فعلته هو أن تركت شعرها منسابا كشلالٍ أسود حول وجهها البريء
, فبدت بنفس شكلها حين كانت في الرابعة عشر ٢ نقطة
, ظل جاسر ينظر الى الصورة طويلا ٢ نقطة حتى أنها ظنت أنها قد رأت طيف ابتسامة على زاوية شفتيه هزمت القليل من القسوة التي نحتت ملامحه الساعة الماضية و التى استهلكت كل قوتها و سيطرتها ٢ نقطة
, أخرج الصورة من غلافها الشفاف ثم دون كلمة وضعها في جيب قميصه ٢ نقطة ثم أغلق الحافظة ووضعها على سطح المكتب و نهض من مكانه ليقترب منا من جديد ٢ نقطة فتراجعت في كرسيها بخوف وهي تنظر الي أعلى ٢ نقطة الى أقصى ما يسمح به طوله الفارع ٢ نقطة
, ضحك قليلا دون مرح ٢ نقطة ثم انحنى ليجلس القرفصاء أمامها وهو يضع يدا على ركبتها و يده الأخرى أمسكت يديها الصغيرتين المتشابكتين معا ٢ نقطة
, ابتلعت ريقها وهي تنظر الي عينيه المقتربتين من مستوى نظرها ٢ نقطة الى أن قال أخيرا
, ( عذرك الوحيد ٢ نقطة أنني قد تركتك طويلا ، والا لكنت ٢ نقطة )
, لم يكمل كلامه بل رفع اصبعه ليمرره على صفحة وجنتها ثم قال
, ؛( لا أريد أن أراكِ في موقفٍ مشابه والا فسوف تندمين اشد الندم يا حنين ٢ نقطة ليس التحضر من صفاتي فلا تجبريني على العودة الى ما لا أحب ٢ نقطة مفهوم ؟؟ )
, قال الكلمة الأخيرة و هو يضرب وجنتها بإصبعه بقوةٍ ٢ نقطة لدرجة أنه آلمها بالفعل و كأنه صفعها ٢ نقطة
, أومأت برأسها ترتجف ٢ نقطة كل يومٍ تصبح اضعف من سابقه في مواجهته ٢ نقطة حتى أنها اليوم لم تجد القدرة على مواجهته حتى بالكلمات التي لا تملك غيرها ككلِ مرة ٢ نقطة لكن خوفها على عمر ألجمها و ألقى الرعب في قلبها من جنون جاسر
, نهض جاسر من مكانه ليشعث شعرها الناعم بأصابعه و كأنه يلاعب طفلا ٢ نقطة أو قطة ٢ نقطة ثم رفع ذقنها اليه ليقبلها قبلة بطيئة طويلة ٢ نقطة مخيفة على الرغم من عدم شراستها ٢ نقطة لكنها احتوت على تملك لا يمكن إنكاره ٢ نقطة
, ابعدت حنين رأسها قليلا وهي تإن بإعتراض
, ( نحن في العمل ٢ نقطة أرجوك )
, ابتعد عنها وهو يقول بلا مرح بينما عيناه تشتعلان
, ( في العمل ٢ نقطة نعم ، ومنذ اليوم سوف تظلين تحت أنظاري ٢ نقطة هيا أرني تصميماتك )
, نظرت الى شاشتها متجمدة القلب و العينين ٢ نقطة لا تكاد ترى شيئا أمامها ٢ نقطة لكنها كانت تسمع قسمها لنفسها
, أقسم أن أتخلص منك يوما يا جاسر ٢ نقطة لكن أعدك الا يكون ذلك بسهولة ، وكل خطأ أخطأته في حقي ستدفع ثمنه غاليا ٢ نقطة أعدك بذلك .
,
, عاد نادر الي بيته متأخرا كالعادة ، مجهدا أكثر من كل يوم ٢ نقطة وما أن دخل حتى فاجأه السكون على غير العادة و الظلام السائد للمكان ٢ نقطة كان يتوقع أن تظهر حور من مخبأها ككل ليلة ، لتتوهج في اطار باب غرفتها المضيئة خلفها فترسم لوحة كفيلة بأن ينسى كل عيوبها و مساوئها لليلةٍ واحدة ٢ نقطة فقط ليلةٍ واحدة له كرجل اشتاق لغياب زوجته ثم يعود في الصباح الى نبذها من جديد ٢ نقطة
, الا أنه لم يكن يرضى بمثل هذا الحل ، خاصة وهو لم يصل بعد لحلٍ قاطع في حياتهما معا ٢ نقطة مهما كانت عيوبها لا يقبل أن يتسلى بها لليلةٍ واحدة حتى و إن أرادت هي ٢ نقطة فضلا عن ذلك لا يقبل أن تفرض سيطرتها التي تظن أنها تكمن فقط في سحرها الذي تتخيل الا مثيل له في الوجود ٢ نقطة
, اثار قلقه ذلك السكون و الظلام ٢ نقطة أتكون قد رحلت ؟ خاصة بعد أن اجبرها بالاعتذار لعلية ؟؟ ٢ نقطة شعر بوجومٍ رغما عنه و هو يعلم انه موقف لم يكن هين عليها ابدا وهي بالأخص لا بد و أنه سيترك في نفسها أثرا سيئا لوقتٍ طويل ٢ نقطة
, اتجه ببطء الى غرفتها ليجد أن ضوءا خافتا من الجزء الضيق المفتوح ٢ نقطة لازالت هنا ٢ نقطة
, اتجه الي الباب ليدفعه بيده برفق ٢ نقطة ذلك المنظر الذي رآه لم يروي ظمأه من جماله ، اتجه ببطء دون أن يحدث صوتها على البساط العتيق الى أن وصل الى فراشها وهو ينظر اليها على الضوء الجانبي الخافت ٢ نقطة
, كانت نائمة على جانبها الأيمن بفمٍ مفتوح و كأنها متعبة بينما يرقد معتز في أحضانها مفتوح الفم هو الآخر ٢ نقطة
, كم بدى معتز يشبهها في تلك اللحظة وهما الاثنان ينامان وجهيهما متواجهان و فمهما مفتوحان بنفس الطريقة ، بل وحتى انعقاد حاجبيهما متشابه ايضا وكأنهما يشاهدان نفس الحلم ٢ نقطة
, لم يعلم من قبل أن معتز يشبه حور ، لم يرى يوما في ملامحه اي تشابه بينه و بينها ٢ نقطة لكنه في تلك اللحظة و هو ينظر اليهما يرى الشبه واضحا ٢ نقطة
, ابتسم نادر وهو يلاحظ أنها ارتدت احدى بيجاماتها السرية التي لا تجرؤ على لبسها أمامه أبدا ٢ نقطة لكنه رغم ذلك يعلم بوجودها ٢ نقطة
, انها بيجامات الانهيارات العصبية و البكاء الشديد ٢ نقطة حيث لا يكون للإغواء سبيلا ٢ نقطة
, يبدو أنها بكت طويلا اليوم بعد أن أوصلها الى البيت ٢ نقطة أوقع ذلك في نفسه شعورا بالخواء ٢ نقطة لم يكن يوما سعيدا أبدا لتسبب في بكائها ٢ نقطة الا أنها استنفذت معه كل السبل ٢ نقطة لذا لم يعد قادرا على التغاضي عن أخطاها ٢ نقطة أو حتى التنازل و المسامحة ككل الأزواج
, ببساطة ٢ نقطة رصيدها معه قد انتهى ٢ نقطة
, انحنى عليها ليزيح خصلة من شعرها من فوق عينيها ليضعها خلف اذنها ٢ نقطة
, ابتسمت حور وهي تتلقى قلبته الدافئة على شفتيها ٢ نقطة ابتسمت شفتيها المكتنزتين وهي تنهل من ذلك النبع الذي حرمت منه طويلا ٢ نقطة و بعدها بلحظة غاب عنها السحر الدافىء الذي كانت تشعر به
, فتحت عينيها و رمشت بهما عدة مرات ٢ نقطة ورفعت رأسها وهي تجيل نظرها في أنحاء الغرفة الخاوية الا منها هي ومعتز ٢ نقطة هل كان ذلك حلما ؟٢ نقطة تلبدت ملامحها في احباطٍ ووجوم ٢ نقطة لقد كان حلما ٢ نقطة حلما أجمل من أن يكون حقيقة وهي تنال ما تريد ٢ نقطة
, العجيب أن كل ما تحتاج اليه في تلك اللحظة ٢ نقطة هي تلك القبلة ٢ نقطة كم هي بحاجتها الآن لتنسيها كل تعقيدات حياتها و تربت على جراحها
, عادت لتستلقي على الوسادة بوجوم وهي تضم معتز و تسحبه الى حضنها و كأنها طفلة لا تستطيع النوم الا و دبها الفرو بين أحضانها ٢ نقطة
, حين حل الصباح ٢ نقطة استيقظت حور مبكرا تريد أن تكلم نادر و بالفعل اتجهت الى غرفته دون أن تجهد نفسها في محاولة تغيير بيجامتها أو تصفيف شعرها المتشابك ٢ نقطة
, فتحت الباب دون استئذان و دخلت ٢ نقطة نظر اليها وهو يستعد للخروج ثم قال بعد فترة
, ( هل معتز جاهز ؟٢ نقطة )
, قالت حور دون مقدمات
, ( أريد معتز معي اليوم ٢ نقطة ليس عدلا ، هذا ليس عدلا ٢ نقطة بأي حق تأخذه مني كل يوم ؟ أريده معي ٢ نقطة )
, ضربت الأرض بقدمها كالأطفال في الجملة الأخيرة ٢ نقطة لم يجبها نادر للحظاتٍ طويلة ٢ نقطةوهو ينظر اليها متفحصا ملامحها جزءا جزءا
, ثم قال أخيرا و هو يضع عطره الذي لطالما أسكرها ٢ نقطة
, ( ولما كل هذا الإنفعال ؟٢ نقطة تكفي مرة واحدة لأفهم )
, عبست قليلا وهي تقول بصوتٍ خافت
, ؛( ماذا أفهم من ذلك ؟٢ نقطة )
, قال نادر وهو يأخذ هاتفه و ساعة يده ٢ نقطة ( تريدين أن يبقى معتز معكِ اليوم ٢ نقطة فليكن )
, قطبت جبينها بحيرةٍ وهي تسأل بخفوت
, ( حقا ؟؟٢ نقطة لكنك قلت ٢ نقطة )
, قاطعها نادر وهو يضع ساعته في معصمه دون أن ينظر اليها
, ( أرفض التعنت ٢ نقطة و ارفض أن تحرمي معتز من اشخاصٍ يحبهم لا لشيء سوى لترضي نفسك ٢ نقطة)
, زمت شفتيها وهي تنظر اليه دون أن تجيب ٢ نقطة طال صمتها الى أن نظر الى عينيها أخيرا ٢ نقطةتوقفت يداه للحظةٍ عما تفعله وهو ينظر الى عينيها ٢ نقطة
, ماذا بهما ؟٢ نقطة عتاب ؟؟ ٢ نقطة حزن ؟؟ ٢ نقطةجرح ؟؟ ٢ نقطة حب٢ نقطة كما تدعي دائما ؟؟٢ نقطة لا يعرف تحديدا لكن ما يعرفه هوأنه أحب النظر اليهما للحظات و كأنه يقرأ قصة فيهما ٢ نقطة ثم لم يلبث أن أبعد عينه وهويتظاهر باللامبالاة ثم قال وهو يخرج من الغرفة
, ( لا تغفلي عنه ولو للحظة واحدة ٢ نقطة )
, لكنه قبل أن يمر بها توقف و أمسك بذقنها يقول مرة أخرى
, ؛( حور ٢ نقطة أنا أعني ما أقول ، لا تغفلي عنه للحظة ٢ نقطة )
, ذابت مشاعرها الخائنة تحت ملمس أصابعه لبشرتها ٢ نقطة و تناست جرحه المؤلم لها ، لمست شفتيها بطرف لسانها وهي تخفض جفنيها قليلا ٢ نقطة لذا لم تره وهو يتابع حركتها دون وعيا منه تقريبا ٢ نقطة
, أبعد يده بسرعةٍ وهو يقول بحزم
, ( سأخرج الآن ٢ نقطة السلام عليكم )
, همست وهي تتحسر على اللحظة الضائعة
, ( وعليكم السلام ٢ نقطة )
, نظرت الى ظهره وهو يخرج من الباب ٢ نقطة لتسمع أخيرا صوت أغلاق باب الشقة ليفصل بينهما بقوة ٢ نقطة
, بعد فترةٍ قصيرة ٢ نقطة وجدت معتز يخرج متعثرا بطةٍ صغيرة مشعثة وهو يحك عينيه بيديه و لا يبدو عليه أنه قد استيقظ أصلا
, ابتسمت حور من منظره وهي تقول ضاحكة بالرغم من أنه لا يسمعها
, ( لمن تشبه بشكلك الذي يرثى له هذا ؟ ٢ نقطة أمك لا بد وأن تظهر كأميرة دائما ٢ نقطة وأباك هو الأروع بين الرجال ٢ نقطة فلمن تشبه ؟؟ )
, أثناء ضحكها حانت منها التفاتة الى المرآة خلفها
,
, فشهقت وهي تضرب صدرها بكفها تماما بالحركة الموروثة من الحاجة روعة
,
, قالت مذهولة لصورتها في المرآة
, ( هل رآني نادر بتلك الصورة ؟ ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة أبدو كأداة تنظيف خيوط العنكبوت من السقف )
, اعادت نظرها الي معتز الذي ينظر اليها بعينين منتفختين ناعستين وهو لا يفهم شيئا ٢ نقطة فقالت بغضب
, ؛( والدك رآني بهذا المنظر ٢ نقطة حتى بيجامة المحن و الكوارث نسيت أن أبدلها ٢ نقطة هذا الحي له تأثير سيئا جدا علي )
, تنهدت بغضب ثم وضعت يديها في خصرها وهي تقول
, ( اذن يا استاذ ٢ نقطة ها قد بقينا وحدنا دون أي صعوبة أو حرب شعواء كما كنت أعتقد ٢ نقطة فماذا سنفعل الآن ؟ )
, ابتسمت وهي تنظر الى صبيها الصغير و الذي يقف أمامها انتباه ٢ نقطة محاولا الفهم على قدر استطاعته ٢ نقطة
, وبعد دقائق كان كلا منهما قد تحمم بعد عناء ٢ نقطة خاصة وأنها أمسكت به لأربع مراتٍ كاملة وهو يخرج جريا من الحمام ما أن تلتفت عنه و أخيرا تمت المهمة بنجاح ووقفا معا يصففان شعريهما أمام المرآة ٢ نقطة
, أخذت نفسا عميقا وهي تنظر الي صورتها في المرآة و قد ارتفعت روحها المعنوية قليلا و قد انسدل شعرها الحريري الطويل على ظهرها وهي ترتدي فستان البيت القطني الأسود ذو القلوب الحمراء و الذي يصل بالكاد الى ركبتيها
, اتجهت الى الشرفة و فتحت أبوابها الخشبية فدخلت أشعة الشمس و المحملة برائحة البحر القوية و تطايرت الستائر الخفيفة مع نسيم البحر العالي
, ثم اتجهت الى المذياع و الذي لا يوجد غيره ٢ نقطة حيث لا يوجد مشغل أغاني هنا ٢ نقطة أخذت تعبث فيه حتى وجدت قناة تذيع موسيقى شرقية رنانة بأنغامٍ لا تقاوم من تلك التي اعتادت سماعها فعلت الصوت على أقصاه كما اعتادت صباحا
, و أخذت تدن دن معها وهي تعد قهوتها في المطبخ بينما معتز يقف معها ينظر اليها بوجوم لا يفهم بماذا تحرك شفتيها ٢ نقطة
, وهي تهز رأسها و تدندن اللحن ٢ نقطة نظرت الى معتز الذي يقف في ركن المطبخ ٢ نقطة صغيرا ٢ نقطة لا يتكلم و لا يظهر أي حماسة أي شيء
, فأغلقت شفتيها وهي تعلم أنه لا يسمع تلك الموسيقى التي تجعل أذنيها الموسيقيتين الحساستين تتأثرانِ بها ٢ نقطة
, وقفت مكانها تنظر اليه و ينظر اليها وهو يفرك أصابعه ٢ نقطة و أصابع قدميه تلتوي تحتيهما ٢ نقطة
, أخفضت نظرها و قد ضاعت بهجتها قليلا ٢ نقطة ثم لم تلبث أن نظرت اليه و ابتسمت قليلا ٢ نقطة وبدأت في التمايل ٢ نقطة يمينا و يسارا بوركيها بينما خصرها يكمل اللوحة ٢ نقطة
, ازداد تمايلها مع الأنغام حتى اندمجت تماما وهي تتراقص برشاقة و خصرها من المرونة حتى بات يرسم أقواسا متمايلة هنا وهناك
, رمت خفيها من قدميها ٢ نقطة وهي ترقص حافية على أرض المطبخ الباردة ٢ نقطةكانت تنظر الى معتز مستمتعة بنظرته المذهولة و فمٍ مفتوح ٢ نقطة من المؤكد أنه يعتقد أنه أمه قد جُنت تماما ٢ نقطة
, تابعت حور رقصها وهي تدور في أنحاء المطبخ الواسع كحال المطابخ في الشقق القديمة ٢ نقطة التفتت أثناء رقصها لتنظر الى معتز ٢ نقطة فوجدته يحاول أن يقلدها بحركاتٍ خجولةٍ قليلا وهو يميل بخصره يمينا و يسارا كالإنسان الآلي ٢ نقطة فضحكت عاليا وهي تجده يحاول التواصل معها و كأنه يكلمها ٢ نقطة
, قالت حور أثناء رقصها
, ( سيقتلني والدك إن عرف بأنني أعلمك الرقص الشرقي ٢ نقطة )
, دارت مرة أخرى متمايلة و شعرها يدور معها الى أن وصلت اليه ثم انحنت اليه لتقول أمام وجهه وهي تلهث قليلا
, ( لقد جعت ٢ نقطة لما لا نطلب لنا إفطارا من محل الوجبات السريعة )
, كان معتز قد احمر وجهه بحيويةٍ هو الآخر من ذلك الرقص الذي رقصه معها ٢ نقطة لكنه لم يفهم ما قالته و تابعها بنظره وهي تلتقط هاتفها الخاص لتطلب رقما سريعا ٢ نقطة
, ثم قالت بنعومةٍ مبتسمة
, ( نعم ٢ نقطة مرحبا ٢ نقطة أود أن أطلب طلبا من فضلك ٢ نقطة نعم العنوان لا إنها أول مرة هنا ٢ نقطة سأعطيك العنوان ٢ نقطة نعم ٢ نقطة حي الميناء ٢ نقطة حي السفن ٢ نقطة )
أغلق الهاتف وهو يضعه أمامه على طاولة الطعام دون أن ينظر الي الجالس أمامه و الذي يرمقه بإهتمام ٢ نقطة لكنه نظر مهتما بطعامه يعاود أكله دون أي شعور بالشهية ٢ نقطة
, قال جاسر معلقا ( تبدو مكالمة مهمة ٢ نقطة)
, رفع عمر رأسه ينظر الى جاسر الذي اتكأ في مقعده للخلف وهو ينفث دخان سيجارته وهو يركز النظر الى عينيه . فلم يستطع عمر اطالة النظر لأكثر من لحظةٍ وهو يعود لخفض عينيه و يقول بهدوء
, ( صديقا يحتاج الي مساعدة ٢ نقطة)
, صمت جاسر لحظة وهو يأخذ نفسا عميقا من السيجارة ليقول مبتسما بصوتٍ لا تعبير له
, ( تبدو كفتاة ٢ نقطة هل أوقعت إحداهن دون أن تخبريني ؟ كنت أظننا أصدقاء )
, نظر اليه عمر فترة طويلة ودون أن يحيد بعينيه تلك المرة عن عيني جاسر وهو يقول بنفس هدوؤه
, ( نحن لسنا أصدقاء يا جاسر ٢ نقطة نحن إخوة ، يجب أن تدرك ذلك جيدا )
, ابتسامة مهتزة ارتسمت على زاوية شفتي جاسر بالكاد بينما عينيه لا تحملانِ أي مرح وهو يومىء برأسه قليلا ٢ نقطة و طالت لحظة الصمت بينهما الى أن تنحنح جاسر قائلا
, ( اذن ٢ نقطة من تلك التي سقطت أسيرة سحرك ؟ ٢ نقطة أعرف أن الفتيات يعشقن تلك الطيبة النابضة من عينيك )
, ابتسم عمر ابتسامةٍ باهتة وهو يقول
, ( بل اعتقد أن الفتيات يعشقن جنونك و حماقتك ٢ نقطة و قلة أدبك )
, ابتسم جاسر قليلا وهو يقول بصوتٍ خافت
, ( من الواضح أنه ليس رأي كل الفتيات ٢ نقطة )
, صمت عمر و نظر الي طبقه ٢ نقطة وصمت جاسر هو الآخر وهو ينظر اليه من بين دخان سيجارته ، الى أن رفع عمر رأسه وهو يقول بصوتٍ خافت
, ( هل نذهب ؟٢ نقطة لقد تأخر الوقت يا جاسر و لدي عمل منذ الصباح الباكر )
, قال جاسر بصوتٍ باهت
, ( عرضت عليك اكثر من مرة أن تترك وظيفتك لتعمل معي ٢ نقطة لكنك ترفض ٢ نقطة دون سببٍ واضح )
, قال عمر بنفس الصوت
, ( أخبرتك يا جاسر من قبل أنني مهندس ٢ نقطة ولست رجل أعمال )
, ابتسم جاسر بوجوم وهو يقول
, ( نعم ٢ نقطة كما أن عملك في تلك الشركة كان نعم العون لي ٢ نقطة حيث أنني كنت مطمئنا أن حنين تحت ٢ نقطة رعايتك )
, عاد الصمت ليلفهما وعمر يأكل ببطء دون ردة فعل ودون شهية ٢ نقطة ثم قال أخيرا
, ( منذ فترةٍ طويلة و أنا أريد أن أعلم حقا يا جاسر ٢ نقطةهل كنت تأتمني عليها أم كنت تحتاج الي من يراقبها لك ؟ )
, ارتسمت القسوة في عيني جاسر الذهبيتين بقوة دون أن تتغير تعابير وجهه الجامدة ٢ نقطة ودون أن يجيب لفترةٍ طويلة الى أن قال بصوتٍ خفيض خطير
, ( لا فارق لدي ٢ نقطة المهم أنها كانت تحت أنظارك أنت )
, وضع عمر أدواته ببطءٍ على الطبق وهو يقول
, ( اما أنا فعندي الفارق ضخم ٢ نقطة لم أكن لأقبل أن أكون مجرد جاسوس على فتاة ضعيفة يتيمة لم ترى سوى التعاسة في حياتها ، كنت مدينا لك و في نفس الوقت أشعر بضميرك المثقل تجاهها أو بمعنى أصح تجاه طفلة لم تتعدى الرابعة عشر ظلمتموها جميعكم ٢ نقطة لذا قبلت أن ساعدك بكل قدرتي ٢ نقطة لكن الآن ٢ نقطة )
, أخذ جاسر نفسا آخر وهو يقول ببطء
, ( أكمل يا عمر ٢ نقطة الآن ماذا ؟ )
, أكمل عمر بتردد
, ( أشعر بأنني أظلمها أنا الآخر كما فعلتم جميعا من قبل ٢ نقطة إنها مهددة و تعيش الآن في حالة من الهلع دون أن تجد القدرة أو الشجاعة على إخبار أحد ، ولم يكن هذا ما أريده لها أو ما توقعت أن تقوم به تجاهها ٢ نقطة لما لا تتركها لحياتها يا جاسر و كفى ما فعلتموه جميعا )
, تواجهت نظرتيهما طويلا الى أن قال جاسر أخيرا
, ؛( تبدأ حياتها ٢ نقطة مع إنسانٍ يقدرها أكثر ربما مما قمت به أنا )
, تنهد عمر وهو يأخذ نفسا طويلا متعبا ٢ نقطة كل ما يشعر به من احساس بالذنب تجاه حنين لا يقارن بالذنب الذي يشعر به تجاه جاسر وهو يعلم بمشاعر حنين التي تظهر في عينيها الشفافتين دون القدرة على اخفائها مهما حاولت
, لم يدرك أن عيني جاسر تلاحقه كعيني صقر تتربصانِ بفريسته وهو ينفث دخان سيجارته وكأنه ينفث لهبا ٢ نقطة ملامحه جامدة ، عيناه قاسيتانِ تضمانِ انكارا يناضل للخروج ٢ نقطة ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, انها فرصتها الأخيرة ٢ نقطة فإما أن تنال حلمها و تنجو من الكابوس المتربص بها ٢ نقطة وإما ٢ نقطة وإما لا شيء يهم بعدها ٢ نقطة فليعلم من يعلم ٢ نقطة لا شيئ سيهمها إن خذلها عمر ٢ نقطة حينها لن تتردد في اخبار مالك و حتى عاصم ٢ نقطة وليحدث ما يحدث ٢ نقطة
, حين تخسر حبها و يتحطم قلبها فما يضيرها اذن إن تهدمت الحياة من حولها ٢ نقطة
, كانت ساهمة في افكارها الحزينة وهي تتطلع الى صورته المنعكسة على شاشة حاسوبها الشخصي المفتوح أمامها ٢ نقطة
, ككل يوم وهي جالسة في مقهى العمل وقت الراحة ٢ نقطة تختار نفس الطاولة البعيدة عن الطاولة التي يجلس عليها ٢ نقطةحيث تجلس لتعطيه ظهرها ٢ نقطة بينما في الواقع تراقب كل لمحة ٍ من حركاته المنعكسة على الشاشة المظلمة اللامعة من البعيد حيث لا يراها أحد ٢ نقطة
, ابتسمت برقةٍ و شرود وهي تراه ساهما ٢ نقطة يشرب قهوته بصمت ٢ نقطة يبتسم لمن يلقي عليه التحية فيردها باشارةٍ عسكريةٍ من اصبعين يلامسانِ جبهته ٢ نقطة
, ضحكت ضحكة صغيرة في داخلها وهي تفكر أنها نفس تحية مالك تقريبا ٢ نقطة الجميع هنا يحبه ، لا أحد يعرفه و يستطيع أن يمنع نفسه من محبته و الإعجاب به ٢ نقطة
, هل من الممكن فعلا أن يكون من نصيبها بعد أن يخلصها من تلك الكارثة التي سقطت فوق رأسها من حيث لا تعلم ؟؟
, هل من الممكن ان يتعايش و يتقبل مع ماضيها المحبط ؟ ٢ نقطة
, إن كان يحبها فسيتقبل بالتأكيد ٢ نقطة لأن هذا هو الحب ٢ نقطة واليوم ستعلم ٢ نقطة
, ( مرحبا حنين ٢ نقطة )
, رفعت حنين الى الصوت الأنثوي الناعم المألوف لتجد رنيم واقفة أمامها من حيث لا تعلم و هي تحمل قهوتها مبتسمة و تجلس أمامها واضعة ساقا فوق أخرى بأناقة و أنوثة ٢ نقطة
, ظلت حنين تنظر اليها وهي تتخذ مقعدها دون تكليف أمامها واضعة القهوة على الطاولة وهي تبدو مشرقة منتعشة ٢ نقطة
, همست حنين بوجوم ( تفضلي ٢ نقطة )
, ضحكت رنيم برقةٍ وهي تبدو جميلة جذابة بشكلٍ دافىء يبعث على التأمل فيها طويلا ٢ نقطة قالت برقة
, ( هل أتطفل عليكِ إن جلست معكِ ؟٢ نقطة )
, ابتسمت حنين بصعوبة ٢ نقطة فآخر ما تحتاجه الآن هو أن تتواصل مع أي انسان ، لكنها همست صاغرة نافية
, و كما توقعت بدأت رنيم في الكلام بصوتها الحنون الناعم ٢ نقطة حول كل شيءٍ ولا شيء ٢ نقطة وكأنها كانت مفتقدة للكلام طوال اليوم ،
, نعم ٢ نقطة هي تعرف أن من يعمل مع عمر لا يجد الفرصة ليتنفس ٢ نقطة
, حركات أصابعها وهي تتكلم مبتسمة ٢ نقطة تجعلها تبدو كمايسترو يقود فرقة موسيقية ٢ نقطة وصوتها في حد ذاته يبدو كلحنٍ حزين
, لطالما أثارت اعجابها ٢ نقطة تبدو النموذج المثالي للرقي و الأنوثة الرقيقة ٢ نقطة تبدو ناعمة وكأن الهواء سيخدشها ٢ نقطة
, لماذا اذن الآن تشعر بذلك الشعور المقبض تجاهها ؟
, هل تغار منها ؟ لكنها مخطوبه وهي ٢ نقطة
, هزت حنين راسها وهي تنفض تلك الافكار الغبيه فلتفكر في مصيبتها بدلا من تلك الحماقات التي تدور في راسها
, عادت لتنظر الي شاشتها السوداء لتفاجا ان عمر ينظر باهتمام الي ناحيتها الان ٢ نقطة اخفضت نظرها بسرعه وكانه قادر علي رؤيتها هل ينتظرها الانان تذهب اليه ؟
, منذ الصباح الباكر لم تتح لها الفرصه لتتكلم معه لابد وانه ينتظرها الان ٢ نقطة لكن كيف ؟
, لماذا لم يسالها الي الان عن مشكلتها ؟
, كانت تظن انه سيهب مسارعا لسؤالها منذ اول اليوم هل يتهرب منها ؟
, لاعادت لتهز راسها رفضا للفكره
, قالت فجاه مقاطعه رنيم وهي تتحدث دون ان تشعر بشئ من حولها ( هذرا رنيم يجب ان اذهب قليلا )
, اومات رنيم بدهشه وهي تتطلع الي حنين التي كانت قد ابتعدت حتي قبل ان تسمع الاجابه
, تعمدت المرور من جانبه لترمقه بنظره جانبيه لم يستطه ان يتفاداها لذا تبعها بعد فتره الي ان لحق بها في الممر لطويل التفتت اليه وهى غير قادرة على التمسك أكثر هامسة ما أن تلاقت اعينهما
, ( عمر ٢ نقطةعمر أنا )
, قاطعها عمر بصوت خافت (ليس هنا ٢ نقطةتعالى الى مكتبى )
, تبعته وهى مستعده ان تتبعه لاخر الدنيا ان امكن ٢ نقطةفتح لها الباب يدعوها الى الدخول ثم لحق بها ليغلق الباب خلفه وينظر اليها بصمت ينتظر كلامها المحتوم ٢ نقطة
, تاهت نظراتها للحظات قليلة بين لمحات وجهه الحبيبة قبل ان تهمس (عمر أنا )٢ نقطة
, قاطعها عمر مباشرة وهو يشير اليها لتجلس قائلا بحزم (تفضلى اجلسى حنين ٢ نقطةوأخبرينى ما هى مشكلتك)
, أفاقت حنين ٢ نقطةهل كانت ستعترف له بحبها ؟ ٢ نقطةنعم كانت ستفعل لوهله كانت ستفعل متناسيه كل ما يحيط بها .
, ٢ نقطةللحظة نست ماضيها وحاضرها ولخصت كل حياتها فى كلمة واحده طافت طرف شفتيها الناعمتين ٢ نقطة
, اتجهت الى الكرسى لتجلس بصمت مطرقه الرأس ٢ نقطةترى هل قرأ أفكارها ؟ ٢ نقطةهل سمع كلمتها قبل ان تهمس بها ؟
, اقترب ليجلس امامها على الكرسى المقابل لها وهو ينحنى الى الامام مستندا الى ركبتيه ليقول برقة (ما هى مشكلتك الخطيرة يا حنين ؟)
, همست دون ان تجد القدرة على النظر اليه مباشرة او ان ترفع رأسها اليه
, (انت ٢ نقطةلم تهتم ان تسألنى منذ الصباح )
, لم تستطع النظر اليه وهى تشعر بالغباء مما نطقت به للتو ٢ نقطةلكن حين طال صمته تجرأت ورفعت عينيها قليلا بقلق فوجدته ينظر اليها نظرة حزينة غير مفهومة ٢ نقطةفنظرت حينها اليه مباشرة وهى تحاول جاهدة قرأة عينيه لكنه لم يتكلم ٢ نقطةهل هناك مايخفيه عنها
, اقتربت قليلا منه لتهمس (عمر ٢ نقطةانا ٢ نقطة)
, فتح الباب فجأة دون انذار ٢ نقطةليبتعدا قليلا وهما ينظران الى الباب بدهشة فارتعبت حنين وفقدت قدرتها على التنفس فاغرة شفتيها وهى تنظر الى القامة الضخمة المحتلة لإطار الباب ٢ نقطة
, عينان الصقر متربصة بهما وقد ظهر الشر القديم والذى تعرفه جيدا وتعرف تبعاته جيدا ٢ نقطةدخل جاسر الى الغرفة بصمت مرعب حتى اقترب منهما فظل واقفا يطل عليهما وعيناه تتنقلان بينهما ويديه فى جيبى بنطاله الجينز ٢ نقطة
, هيئته هى تماما تلك الهيئه التى كانت تلاحق ظلها فى الطرقات القديمة منذ سنين ٢ نقطةأخذ قلبها يخفق بعنف حتى انها ظنت انها على وشك الاصابة بنوبة قلبيه لا محالة ٢ نقطة
, لاتعلم ما الذى جعلها تنهض بتصوير بطيئ وهى غير قادرة على الاشاحة بنظرها عن عينيه الشرستين ٢ نقطة
, كان عمر اول من تمالك نفسه وهو ينهض هو الآخر ليقول بهدوء على الرغم من التوتر المحيط بهم (مرحبا سيد جاسر ٢ نقطةتفضل )
, نظر جاسر الى عينى عمر مباشرة ٢ نقطةو طال الصمت ٢ نقطةكلا من ثلاثتهم يحمل الكثير تجاه الاخر ٢ نقطة
, قال جاسر أخيرا بصوت غامض(مرحبا يا عمر٢ نقطةجئت اليوم لأقابل حنين )
, صدرت عنها شهقة دون صوت وهى ترفع إحدى يديها لتلمس بها صدرها اللاهث ٢ نقطة
, لقد انتهت المهلة التى منحها وها هو سيفضحها امام عمر دونا عن كل الناس
, لم يجب عمر كذلك وهو ينظر الى جاسر بقسوة وهو يتسائل الى اين سيصل بتصرفاته الظالمة ٢ نقطة
, قرر جاسر أخيرا ان يهدئ من الوضع المضنى حين قال ببشاشة زائفة ٢ نقطة
, (حين أخبرتنى ان الانسة حتين هى من ستتولى تصميمات الدعاية لنا ﻷحدد موعدا وأقابلها ٢ نقطةفوجدت نفسى اليوم قريبا من هنا لذا قررت المجئ ٢ نقطةأعتذر عن المجئ دون موعد )
, ازدادت قسوة عينى عمر وهو ينظر من خلف حنين مهددا لجاسر الذى تجاهل نظرته وهو يقترب أكثر من حنين مادا يده قائلا (جاسر رشيد ٢ نقطةلم تتح لنا الفرصة للتعارف المرتين السابقتين ٢ نقطةلا أحبذ الالقاب يا٢ نقطةحنين )
, كانت عيناها الزيتونيتان متسعتان بذهول وكأنها تتفرج على فلم ردئ الاخراج ٢ نقطة
, ولم تشعر بنفسها وهى ترفع يدها دون وعى منها ٢ نقطةلتطبق يده القوية على كفها الصغيرة التى اختفت داخل يده تماما٢ نقطة
, شعرت بقلبها يسقط بين قدميها وهو يضغط على كفها بدفء باتت تعرفه جيدا ٢ نقطةوعيناه تأسران عينيها دون أمل فى الفرار منهما.
, تنحنح عمر ليقول بجفاء قاطعا هذا الصمت الجارح بقسوته (الانسه حنين مشغولة حاليا يا سيد جاسر ٢ نقطةلما لا أعرفك على أحد المصممين المتفرغين وسترضيك النتيجه حتما )
, لم يحرك جاسر عينيه الى عمر ولو للحظة ٢ نقطةبل اشتدت شفتاه وهو لا يزال آسرا لعينى حنين العاجزة عن النطق أو الحراك
, ثم قال بصوت خفيض خطير يحمل معالم الخطر (أنا اريد حنين ٢ نقطةانا مصمما عليها )
, شدد على كلماته مما جعلها تجفل وترتجف ٢ نقطةوفى تلك الاثناء كان يضغط على كفها وقد بدأ ابهامه فى التحرك ببطء مغو على ظاهر يدها باعثا رعية مذهلة فى أطرافها ٢ نقطةلا تعلم ان كانت خوفا أم ٢ نقطةأم شيئا آخر لاتستطيع تحديده
, قال عمر مشددا على حروف كلماته (الانسه حنين لديها عملا مضغوطا ياسيد جاسر )
, لم ينظر اليه جاسر ايضا ٢ نقطةبل قال لحنين مدققا الى عينيها (ماهو قرارك رأيك يا ٢ نقطةحنين٢ نقطة؟
, اهتزت حدقتها امام عينيه الذهبيتين ثم استطاعت ان تسحب يدها من كفه بصعوبة وهى تردد بهمس فاتر أجوف بعد فترة صمت
, (استطيع ٢ نقطةأستطيع ان اتدبر الامر )
, قال عمر وهو ينظر الى جاسر بغضب (حنين ٢ نقطةان كنتى ٢ نقطة)
, قاطعه جاسر ليقول بصمت أوقف كل جدال (لقد ذكرت حنين انها مستعدة يا عمر ٢ نقطةوانا مصمما عليها دون غيرها )
, ثم تابع ليقول بحزم ٢ نقطة(لما لا ترافقينى الى مكتبك لترينى بعض تصميماتك ٢ نقطةوسأريك ما أريده تحديدا٢ نقطة)
, ابتلعت ريقها وهى تتنفس هثيثا ضعيفا لا يكاد يخرج من صدرها الا وهو ممزقا لضلوعها ٢ نقطةأومأت برأسها ببطء بينما عيناها تلمعان بدموع تدبرت بطريقة مامن الا تسمح لها بالتساقط امام عمر ٢ نقطةوأمامه
, التفتت لتنظر الى عمر لحظة قبل ان تهمس وفى حلقها غصة مؤلمة (من ٢ نقطةمن الممكن ٢ نقطةان يرى السيد جاسر بعض ٢ نقطةالتصميمات ليحكم بنفسه )
, لم يجب عمر ٢ نقطةببساطة لم يجد القدرة على ايجاد مايستطيع قوله فى الوقت الحالى .شعور هائل بالغضب يحرق اعصابه ٢ نقطةواحساس بالذنب يشعره بالاختناق ٢ نقطة
, مد جاسر يده تجاه الباب داعيا حنين الى الخروج من المكتب ٢ نقطةقأحنت رأسها ومشت أمامه تخرج فى صمت دون ان تنظر الى عمر ٢ نقطةالذى لم ينجو بدوره من نظرة جاسر الغريبه قبل ان يخرج هو الاخر خلف حنين مغلقا الباب خلفه٢ نقطة
, شعور فظيا انتاب عمر بالضيق والعجز من ذلك الوضع اليائس الذى وضع فيه ٢ نقطةلا يستطيع ان يخسر جاسر لايستطيع ان يخذله ابدا٢ نقطةالمسأله ليست مجرد واجب او دين ٢ نقطةلكن جاسر بالنسبة له اصبح اكثر من اخ ٢ نقطة
, وتلك التى يعتبرها زوجته كانت على الوشك بأن تبوح بحبها له الان قبل ان يدخل جاسر ٢ نقطةرغم كل شئ يشعر براحة أنانية فى ان جاسر قد خلصه من عبء الكلمة التى كان يحضر نفسه ليتعامل معها بصبر وحكمة ٢ نقطة
, لكن نظرات جاسر ٢ علامة التعجب ٢ نقطةنظرات جاسر كانت كتظرات شخص مطعون ٢ نقطةهل أدرك ؟٢ نقطةهل علم ؟٢ نقطة
, وحنين التى تخلى عنها بكل سهولة ليرميها الى جاسر بفكرة العمل الوهمية التى نطق بها ٢ نقطةيا الهى ٢ نقطةانه على وشك الاختناق ٢ نقطةيشعر ان جدران المكتب على وشك ان تطبق على صدره فخرج بعنف من المكتب يريد الذهاب الى مكان ٢ نقطةأى مكان عله ينتهى من ذلك الحمل الذى اصبح مؤلما للغاية مؤخرا٢ نقطةوأثناء سيره الغاضب ٢ نقطةشاهدها من بعيد ٢ نقطةكانت واقفة تستمع الى الهاتف على اذنها فى صمت ٢ نقطةمستندة الى حائط إحدى الطرقات ٢ نقطةمطرقة برأسها وهى تستمع وكأنها تتلقى أوامرا أو تأنيبا كطفلة صغيرة ٢ نقطة
, لا يعلم لماذا استفزه مظهرها للغاية ٢ نقطةهل بسبب ملابسها الفجة والتى رغم انها لا تظهر منها شيئا ولكنها تظهرها كتمثال منحوت ٢ نقطةوهذا ما يشعره بالحنق للغاية كلما نظر اليها ٢ نقطة
, ام بسبب يكوتها تجاه من تتعامل معه الان ؟٢ نقطةهل هى سلبية مطيعة هكذا مع خطيبها ؟٢ نقطةوهل هو من تتلقى تقريعه فى تلك اللحظة دون ابداء رأى ٢ نقطة
, اقترب منها بخطوات حازمة وقد نال منه ضغط اليوم ٢ نقطةفما ان رأته من على بعد حتى اتسعت عيناها قليلا قبل ان تهمس ببضع كلمات قليلة لمحدثها قبل ان تغلق الهاتف ٢ نقطة
, وصل عمر اليها ليقول بصوت صارم ( أنسة رنيم ٢ نقطةهل يجب ان أذكرك ان وقت الراحة قد انتهى وانك كالعادة تضعين من وقت العمل الكثير فى المكالمات الهاتفية ؟)
, ازداد اتساع عينيها اللوزيتين وهى تنظر اليه بنظره اوجعت زاوية صغيرة فى قلبه ٢ نقطةالا انه تغافل عنها وهو يشعر بالغضب من كل شئ ٢ نقطة
, همست رنيم بارتباك (نعم ٢ نقطةنعم٢ نقطةانا اعتذر جدا ٢ نقطةكانت هناك مكالمة مهمة ٢ نقطةوكنت متجهه فورا الى المكتب )
, قاطعها عمر بفظاظة (لا اريد اى اعذار ٢ نقطةمن يعمل معى لا اقبل ان يضيع لحظة من وقت العمل ٢ نقطةحتى وان كان قد جاء بتوصية من اكبر رأس فى الدولة ٢ نقطةوليس مجرد عاصم رشوان ).
, فغرت شفتيها المشقوقتين بصدمة وهى لا تصدق انها تتعرض لكل هذا الهجوم بسبب دقيقتين تأخير فى الوصول الى المكتب ٢ نقطةظلت تنظر اليه بعدم تصديق الى ان هتف أخيرا
, (الى مكتبك أنسة رنيم ٢ نقطةهل هناك ماهو غير مفهوم فى كلامى )
, زمت شفتيها وقد احمرت وجنتاها الكلاسيكيتان ٢ نقطةثم رفعت اكتافها وذقنها وهى تقول بصوت راقى منخفض (حاضر يا سيد عمر ٢ نقطةلكن احب ان اخبرك بأن حنين قد جاءت هنا بنفس التوصية ٢ نقطةمجرد عاصم رشوان وانا لا اراك تعاقبها على ذلك ٢ نقطةبل على العكس)
, ثم اعطته ظهرها تحت نظراته المذهولة من وقاحتها ٢ نقطةوانصرفت بإيباء وهى تلامس الارض الناعمة بكعبى حذائها الرفيعين الطويلين ٢ نقطة
, كانت جالسه امام حاسوبها المفتوح ٢ نقطةعيناها المضيئتان بضوئه تلمعان بدموع خفيفة وهى تنظر الى الشاشة بقلب خافق خوفا٢ نقطةتمكنت أصابعها الصغيرة بطريقة ما من الوصول الى تصميماتها من مكان ما لا تتذكره فى جهازها ٢ نقطة
, لم يتكلم كلمة واحدة منذ غادرا مكتب عمر ٢ نقطةباعثا رعبا غير محتما فى اطرافها التى باتت متجمدة كألواح الثلج ٢ نقطةواقفا من خلفها ٢ نقطةتشعر بنظراته تخترق ظهرها ٢ نقطة
, الى ان انحنى فجأة عليها ٢ نقطةواضعا يدا على سطح مكتبها امامها ٢ نقطةبينما الاخرى على ظهر مقعدها خلف عنقها مباشرة ٢ نقطةحتى اصبحت محاصرة به ٢ نقطةووجهه لا يبتعد اكثر من بضع شعيرات عن وجهه ٢ نقطةوانفاسه الساخنة تضرب عنقها الناعمه فتكاد تحرقه ٢ نقطةتجمدت تماما وهى تتنفس انفاس لاهثة بصعوبة ٢ نقطة
, ناظرة الى شاشة جهازها دون ان تتجرأ على الالتفات اليه حتى وهو يكاد يلامس عنقها بشفتيه ٢ نقطةلكنها لم تتحرك ولم تنظر اليه ٢ نقطةبل ظلت متسعة العينين محدقة امامها ٢ نقطة
, رفع يده من على سطح المكتب ليمسك ببداية عنقها فجأة ٢ نقطةوكأنه ينوى خنقها ٢ نقطةصدرت عنها صرخة مخنوقة رعبا لكنها ماتت قبل ان تكتمل وهى تشعر بأصابعه الدافئة تتحسس عنقها دون الاطباق عليه ٢ نقطةوهو يقترب أكثر الى ان لامست شفتاه جانب فكها وهو يهمس بخطورة
, ( ألم أقل لكِ سأبقى كظلك ٢ نقطة ، البعيد عن العين بعيد عن القلب ٢ نقطة وها أنتِ ستعملين لدي)
, تأوهت بأختناق دون صوت وقد تشوشت عيناها بالدموع ٢ نقطة أخذت أصابعه تتحرك قليلا على عنقها دون أن تفلته وهو لا يزال يهمس فوق بشرتها الناعمة ٢ نقطة
, ( ماذا كنتِ تهمسين لمديرك ؟٢ نقطة هل كنتِ تستنجدين به ربما ؟٢ نقطة هل هو قريبا منك الى تلك الدرجة ؟ )
, ابتلعت ريقها فتحركت عضلات عنقها تحت أصابعه المتجولة لتثيره أكثر ٢ نقطة وتمكنت من الهمس بينما قلبها يخفق رعبا
, ( عمر ٢ نقطة عمر ليس مديري )
, ثم أدركت أن كل ما همسته كان خاطئا و غبيا ٢ نقطة حيث اشتدت أصابعه قليلا فوق عنقها حتى شعرت أن نهايتها قد اقتربت ، فاتسعت عيناها و ازدادت سرعة أنفاسها تحت أصابعه ٢ نقطة
, همس لها بخطورة
, (عمر ٢ علامة التعجب ٢ نقطة فقط عمر دون ألقاب ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة كما أنه ليس مديرك ؟ ٢ علامة التعجب ٢ نقطة اذن ماذا كنتِ تفعلين في مكتبه ؟٢ نقطة وليست تلك المرة الأولى ، حين رأيتك أول مرة كانت في مكتبه أيضا ٢ نقطة وهو كذالك من تنتظرينه عند سلالم الطوارىء )
, أخذت نفسا عاليا وكأنه شهقة دون صوت وقد شعرت أن لا خوف قد يفوق تلك اللحظة التي تعيشها الآن ٢ نقطة لذا لم تتمكن من الهمس باي شيء ٢ نقطة لا شيء قفز الى ذهنها لتبرر به أي شيءٍ إطلاقا ٢ نقطة
, همس جاسر بصوتٍ صوتٍ صفير الرياح
, ( ماذا أخبرته ؟٢ نقطة هل أخبرته عن حياتك المظلومة ؟٢ نقطة عن الوحش الذي يلاحقك ؟ ٢ نقطة )
, هزت رأسها نفيا بسرعةٍ وقد انسابت دموعها على وجنتيها في صمت و أصبحت أنفاسها شاهقة و أخذ صدرها يعلو و ينخفض بسرعةٍ رهيبة وهي تنظر أمامها متسعة العينين لا تجرؤ على الإلتفات اليه ٢ نقطةوهمست برعب
, ( لم أقل شيئا ٢ نقطة أقسم ب**** أنني لم اقل له شيئا ٢ نقطة )
, تحركت أصابع كفه الفرودة لتهبط الى أعلى صدرها وهو يستشعر خفقاتِ قلبها الذي أخذ يقفز تحت كفه كأرنبٍ حىٍ مذعور ٢ نقطة فأغمضت عينيها تطبقهما بشدة وهي تهمس بشفتين مرتجفتين كلماتٍ ليس لها صوت وكأنها تهدىء نفسها ٢ نقطة
, عادت أصابعه لترتفع على عنقها حتى قبض على فكها السفلي يرفع رأسها اليه وهي لا تزال مغمضة عينيها بشدة ٢ نقطة تعض على شفتها بقوة ٢ نقطة ثم همس في أذنها
, ( أتحبين أن أمزقه قطعة قطعة ؟٢ نقطة أتريدين أن أقتله ؟ )
, شهقت بصوتٍ عالٍ تلك المرة وهي تهز رأسها نفيا بسرعة ٢ نقطة وتمكنت من الهمس بترجي و رعب
, ( لم يفعل شيئا ٢ نقطة أقسم أنه لم يفعل شيئا ، إنه ٢ نقطة إنه يساعد الجميع ٢ نقطة وكل الناس يلجأون اليه )
, همس في اذنها ( وكنتِ تريدين البكاء على كتفه ٢ نقطة اليس كذلك ؟ )
, بكت مغمضة عينيها وهي تهمس ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة )
, قال بصوتٍ صدمها وهو لا يزال رافعا وجهها اليه
, ( افتحي عينيكِ ٢ نقطة )
, فتحت عينيها ببطءٍ شديد لتنظر اليه ٢ نقطة فرفع أصابعه و مسح دموعها من على وجنتيها ببطء ثم قال وهو ينظر الى عمق عينيها
, ( أياكِ والعبث معي يا حنين ٢ نقطة أنتِ أكثر من تدرين طبعي جيدا و أنا لا أرغب في أذيتك ٢ نقطة أياكِ )
, أومأت برأسها دون أن تنطق بحرف ناظرة الي عينيه اللتين قد تحولتا من مغويتين الى قاتلتين مجرمتين ٢ نقطة
, و أثناء نظرهما الى بعضيهما فتح الباب فجأة ٢ نقطة ودخلت رنيم وهي تقول بوداعة
, ؛( حنين ٢ نقطة لقد نسيتِ حافظتك على ٢ نقطة )
, سكتت تماما وهي تنظر الى جاسر المنحني الى حنين ٢ نقطة ثم همست بتردد
, ( أعتذر ٢ نقطة مرحبا ٢ نقطة سيد جاسر )
, نظرت اليها حنين وقد تعرضت لنفس الموقف مرتين فيما لا يزيد عن ساعة ٢ نقطة تبدو وكأنها فتاةٍ يركض من خلفها الرجال حيث يضبطها أحدا في موقفٍ مريب ٢ نقطة
, استقام جاسر وهو يرسم ابتسامة ساحرة على شفتيه الشهوانيتين ليقول لرنيم
, ( آآه مرحبا آنستي ٢ نقطة أنتِ المهندسة التي تعملين مع عمر و على ما أعتقد ستشاركين في مشروعنا )
, أومأت رنيم برأسها وهي تنقل نظرها منه الى حنين ٢ نقطة ثم همست بتردد وهي تمد يدها بحافظة حنين لتضعها على سطح المكتب
, ( هل تحتاجين شيئا حنين ؟٢ نقطة )
, نظرت الى جاسر بتردد ومنه الى حنين منتظرة أن تطلب منها المساعدة ٢ نقطة لكن حنين تمكنت من الإبتسام وهي تقول بعفويةٍ مزيفة
, (لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة شكرا رنيم ٢ نقطة السيد جاسر كان يرى بعض ٢ نقطة تصميماتي لأني سأقوم بتصميم دعاية المشرع )
, أومأت رنيم برأسها بعد فترةٍ وهي غير مقتنعة أبدا ٢ نقطة و كانت تريد أن تبقى معهما ، بل أنها كانت تتمنى أن تكون حقيبتها معها الآن حيث يوجد بها رذاذ الدفاع عن النفس استعدادا لأي إشارةٍ من حنين
, الا أن نظرات حنين أخبرتها بما لا يقبل الشك أن تنصرف الآن ٢ نقطة فانصرفت رنيم على مضض و تردد وهي لا تزال ترمقهما بنظراتها الى أن أغلقت الباب خلفها ٢ نقطة
, مد جاسر يده ليلتقط حافظتها الموضوعة على سطح المكتب ثم استند الي حافته كنمر كسول وهو يفتحها بأريحية أمام أنظار حنين الخائفة
, أخذ يقلب فيها و بين ثنياتها ٢ نقطة الى أن نظر الى صورتها الأخيرة التي تصورتها ٢ نقطة
, كانت تبدو فيها كطفلة ٢ نقطة خاصة وأنها لم تضع أية زينة ٢ نقطة كل ما فعلته هو أن تركت شعرها منسابا كشلالٍ أسود حول وجهها البريء
, فبدت بنفس شكلها حين كانت في الرابعة عشر ٢ نقطة
, ظل جاسر ينظر الى الصورة طويلا ٢ نقطة حتى أنها ظنت أنها قد رأت طيف ابتسامة على زاوية شفتيه هزمت القليل من القسوة التي نحتت ملامحه الساعة الماضية و التى استهلكت كل قوتها و سيطرتها ٢ نقطة
, أخرج الصورة من غلافها الشفاف ثم دون كلمة وضعها في جيب قميصه ٢ نقطة ثم أغلق الحافظة ووضعها على سطح المكتب و نهض من مكانه ليقترب منا من جديد ٢ نقطة فتراجعت في كرسيها بخوف وهي تنظر الي أعلى ٢ نقطة الى أقصى ما يسمح به طوله الفارع ٢ نقطة
, ضحك قليلا دون مرح ٢ نقطة ثم انحنى ليجلس القرفصاء أمامها وهو يضع يدا على ركبتها و يده الأخرى أمسكت يديها الصغيرتين المتشابكتين معا ٢ نقطة
, ابتلعت ريقها وهي تنظر الي عينيه المقتربتين من مستوى نظرها ٢ نقطة الى أن قال أخيرا
, ( عذرك الوحيد ٢ نقطة أنني قد تركتك طويلا ، والا لكنت ٢ نقطة )
, لم يكمل كلامه بل رفع اصبعه ليمرره على صفحة وجنتها ثم قال
, ؛( لا أريد أن أراكِ في موقفٍ مشابه والا فسوف تندمين اشد الندم يا حنين ٢ نقطة ليس التحضر من صفاتي فلا تجبريني على العودة الى ما لا أحب ٢ نقطة مفهوم ؟؟ )
, قال الكلمة الأخيرة و هو يضرب وجنتها بإصبعه بقوةٍ ٢ نقطة لدرجة أنه آلمها بالفعل و كأنه صفعها ٢ نقطة
, أومأت برأسها ترتجف ٢ نقطة كل يومٍ تصبح اضعف من سابقه في مواجهته ٢ نقطة حتى أنها اليوم لم تجد القدرة على مواجهته حتى بالكلمات التي لا تملك غيرها ككلِ مرة ٢ نقطة لكن خوفها على عمر ألجمها و ألقى الرعب في قلبها من جنون جاسر
, نهض جاسر من مكانه ليشعث شعرها الناعم بأصابعه و كأنه يلاعب طفلا ٢ نقطة أو قطة ٢ نقطة ثم رفع ذقنها اليه ليقبلها قبلة بطيئة طويلة ٢ نقطة مخيفة على الرغم من عدم شراستها ٢ نقطة لكنها احتوت على تملك لا يمكن إنكاره ٢ نقطة
, ابعدت حنين رأسها قليلا وهي تإن بإعتراض
, ( نحن في العمل ٢ نقطة أرجوك )
, ابتعد عنها وهو يقول بلا مرح بينما عيناه تشتعلان
, ( في العمل ٢ نقطة نعم ، ومنذ اليوم سوف تظلين تحت أنظاري ٢ نقطة هيا أرني تصميماتك )
, نظرت الى شاشتها متجمدة القلب و العينين ٢ نقطة لا تكاد ترى شيئا أمامها ٢ نقطة لكنها كانت تسمع قسمها لنفسها
, أقسم أن أتخلص منك يوما يا جاسر ٢ نقطة لكن أعدك الا يكون ذلك بسهولة ، وكل خطأ أخطأته في حقي ستدفع ثمنه غاليا ٢ نقطة أعدك بذلك .
,
, عاد نادر الي بيته متأخرا كالعادة ، مجهدا أكثر من كل يوم ٢ نقطة وما أن دخل حتى فاجأه السكون على غير العادة و الظلام السائد للمكان ٢ نقطة كان يتوقع أن تظهر حور من مخبأها ككل ليلة ، لتتوهج في اطار باب غرفتها المضيئة خلفها فترسم لوحة كفيلة بأن ينسى كل عيوبها و مساوئها لليلةٍ واحدة ٢ نقطة فقط ليلةٍ واحدة له كرجل اشتاق لغياب زوجته ثم يعود في الصباح الى نبذها من جديد ٢ نقطة
, الا أنه لم يكن يرضى بمثل هذا الحل ، خاصة وهو لم يصل بعد لحلٍ قاطع في حياتهما معا ٢ نقطة مهما كانت عيوبها لا يقبل أن يتسلى بها لليلةٍ واحدة حتى و إن أرادت هي ٢ نقطة فضلا عن ذلك لا يقبل أن تفرض سيطرتها التي تظن أنها تكمن فقط في سحرها الذي تتخيل الا مثيل له في الوجود ٢ نقطة
, اثار قلقه ذلك السكون و الظلام ٢ نقطة أتكون قد رحلت ؟ خاصة بعد أن اجبرها بالاعتذار لعلية ؟؟ ٢ نقطة شعر بوجومٍ رغما عنه و هو يعلم انه موقف لم يكن هين عليها ابدا وهي بالأخص لا بد و أنه سيترك في نفسها أثرا سيئا لوقتٍ طويل ٢ نقطة
, اتجه ببطء الى غرفتها ليجد أن ضوءا خافتا من الجزء الضيق المفتوح ٢ نقطة لازالت هنا ٢ نقطة
, اتجه الي الباب ليدفعه بيده برفق ٢ نقطة ذلك المنظر الذي رآه لم يروي ظمأه من جماله ، اتجه ببطء دون أن يحدث صوتها على البساط العتيق الى أن وصل الى فراشها وهو ينظر اليها على الضوء الجانبي الخافت ٢ نقطة
, كانت نائمة على جانبها الأيمن بفمٍ مفتوح و كأنها متعبة بينما يرقد معتز في أحضانها مفتوح الفم هو الآخر ٢ نقطة
, كم بدى معتز يشبهها في تلك اللحظة وهما الاثنان ينامان وجهيهما متواجهان و فمهما مفتوحان بنفس الطريقة ، بل وحتى انعقاد حاجبيهما متشابه ايضا وكأنهما يشاهدان نفس الحلم ٢ نقطة
, لم يعلم من قبل أن معتز يشبه حور ، لم يرى يوما في ملامحه اي تشابه بينه و بينها ٢ نقطة لكنه في تلك اللحظة و هو ينظر اليهما يرى الشبه واضحا ٢ نقطة
, ابتسم نادر وهو يلاحظ أنها ارتدت احدى بيجاماتها السرية التي لا تجرؤ على لبسها أمامه أبدا ٢ نقطة لكنه رغم ذلك يعلم بوجودها ٢ نقطة
, انها بيجامات الانهيارات العصبية و البكاء الشديد ٢ نقطة حيث لا يكون للإغواء سبيلا ٢ نقطة
, يبدو أنها بكت طويلا اليوم بعد أن أوصلها الى البيت ٢ نقطة أوقع ذلك في نفسه شعورا بالخواء ٢ نقطة لم يكن يوما سعيدا أبدا لتسبب في بكائها ٢ نقطة الا أنها استنفذت معه كل السبل ٢ نقطة لذا لم يعد قادرا على التغاضي عن أخطاها ٢ نقطة أو حتى التنازل و المسامحة ككل الأزواج
, ببساطة ٢ نقطة رصيدها معه قد انتهى ٢ نقطة
, انحنى عليها ليزيح خصلة من شعرها من فوق عينيها ليضعها خلف اذنها ٢ نقطة
, ابتسمت حور وهي تتلقى قلبته الدافئة على شفتيها ٢ نقطة ابتسمت شفتيها المكتنزتين وهي تنهل من ذلك النبع الذي حرمت منه طويلا ٢ نقطة و بعدها بلحظة غاب عنها السحر الدافىء الذي كانت تشعر به
, فتحت عينيها و رمشت بهما عدة مرات ٢ نقطة ورفعت رأسها وهي تجيل نظرها في أنحاء الغرفة الخاوية الا منها هي ومعتز ٢ نقطة هل كان ذلك حلما ؟٢ نقطة تلبدت ملامحها في احباطٍ ووجوم ٢ نقطة لقد كان حلما ٢ نقطة حلما أجمل من أن يكون حقيقة وهي تنال ما تريد ٢ نقطة
, العجيب أن كل ما تحتاج اليه في تلك اللحظة ٢ نقطة هي تلك القبلة ٢ نقطة كم هي بحاجتها الآن لتنسيها كل تعقيدات حياتها و تربت على جراحها
, عادت لتستلقي على الوسادة بوجوم وهي تضم معتز و تسحبه الى حضنها و كأنها طفلة لا تستطيع النوم الا و دبها الفرو بين أحضانها ٢ نقطة
, حين حل الصباح ٢ نقطة استيقظت حور مبكرا تريد أن تكلم نادر و بالفعل اتجهت الى غرفته دون أن تجهد نفسها في محاولة تغيير بيجامتها أو تصفيف شعرها المتشابك ٢ نقطة
, فتحت الباب دون استئذان و دخلت ٢ نقطة نظر اليها وهو يستعد للخروج ثم قال بعد فترة
, ( هل معتز جاهز ؟٢ نقطة )
, قالت حور دون مقدمات
, ( أريد معتز معي اليوم ٢ نقطة ليس عدلا ، هذا ليس عدلا ٢ نقطة بأي حق تأخذه مني كل يوم ؟ أريده معي ٢ نقطة )
, ضربت الأرض بقدمها كالأطفال في الجملة الأخيرة ٢ نقطة لم يجبها نادر للحظاتٍ طويلة ٢ نقطةوهو ينظر اليها متفحصا ملامحها جزءا جزءا
, ثم قال أخيرا و هو يضع عطره الذي لطالما أسكرها ٢ نقطة
, ( ولما كل هذا الإنفعال ؟٢ نقطة تكفي مرة واحدة لأفهم )
, عبست قليلا وهي تقول بصوتٍ خافت
, ؛( ماذا أفهم من ذلك ؟٢ نقطة )
, قال نادر وهو يأخذ هاتفه و ساعة يده ٢ نقطة ( تريدين أن يبقى معتز معكِ اليوم ٢ نقطة فليكن )
, قطبت جبينها بحيرةٍ وهي تسأل بخفوت
, ( حقا ؟؟٢ نقطة لكنك قلت ٢ نقطة )
, قاطعها نادر وهو يضع ساعته في معصمه دون أن ينظر اليها
, ( أرفض التعنت ٢ نقطة و ارفض أن تحرمي معتز من اشخاصٍ يحبهم لا لشيء سوى لترضي نفسك ٢ نقطة)
, زمت شفتيها وهي تنظر اليه دون أن تجيب ٢ نقطة طال صمتها الى أن نظر الى عينيها أخيرا ٢ نقطةتوقفت يداه للحظةٍ عما تفعله وهو ينظر الى عينيها ٢ نقطة
, ماذا بهما ؟٢ نقطة عتاب ؟؟ ٢ نقطة حزن ؟؟ ٢ نقطةجرح ؟؟ ٢ نقطة حب٢ نقطة كما تدعي دائما ؟؟٢ نقطة لا يعرف تحديدا لكن ما يعرفه هوأنه أحب النظر اليهما للحظات و كأنه يقرأ قصة فيهما ٢ نقطة ثم لم يلبث أن أبعد عينه وهويتظاهر باللامبالاة ثم قال وهو يخرج من الغرفة
, ( لا تغفلي عنه ولو للحظة واحدة ٢ نقطة )
, لكنه قبل أن يمر بها توقف و أمسك بذقنها يقول مرة أخرى
, ؛( حور ٢ نقطة أنا أعني ما أقول ، لا تغفلي عنه للحظة ٢ نقطة )
, ذابت مشاعرها الخائنة تحت ملمس أصابعه لبشرتها ٢ نقطة و تناست جرحه المؤلم لها ، لمست شفتيها بطرف لسانها وهي تخفض جفنيها قليلا ٢ نقطة لذا لم تره وهو يتابع حركتها دون وعيا منه تقريبا ٢ نقطة
, أبعد يده بسرعةٍ وهو يقول بحزم
, ( سأخرج الآن ٢ نقطة السلام عليكم )
, همست وهي تتحسر على اللحظة الضائعة
, ( وعليكم السلام ٢ نقطة )
, نظرت الى ظهره وهو يخرج من الباب ٢ نقطة لتسمع أخيرا صوت أغلاق باب الشقة ليفصل بينهما بقوة ٢ نقطة
, بعد فترةٍ قصيرة ٢ نقطة وجدت معتز يخرج متعثرا بطةٍ صغيرة مشعثة وهو يحك عينيه بيديه و لا يبدو عليه أنه قد استيقظ أصلا
, ابتسمت حور من منظره وهي تقول ضاحكة بالرغم من أنه لا يسمعها
, ( لمن تشبه بشكلك الذي يرثى له هذا ؟ ٢ نقطة أمك لا بد وأن تظهر كأميرة دائما ٢ نقطة وأباك هو الأروع بين الرجال ٢ نقطة فلمن تشبه ؟؟ )
, أثناء ضحكها حانت منها التفاتة الى المرآة خلفها
,
, فشهقت وهي تضرب صدرها بكفها تماما بالحركة الموروثة من الحاجة روعة
,
, قالت مذهولة لصورتها في المرآة
, ( هل رآني نادر بتلك الصورة ؟ ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة أبدو كأداة تنظيف خيوط العنكبوت من السقف )
, اعادت نظرها الي معتز الذي ينظر اليها بعينين منتفختين ناعستين وهو لا يفهم شيئا ٢ نقطة فقالت بغضب
, ؛( والدك رآني بهذا المنظر ٢ نقطة حتى بيجامة المحن و الكوارث نسيت أن أبدلها ٢ نقطة هذا الحي له تأثير سيئا جدا علي )
, تنهدت بغضب ثم وضعت يديها في خصرها وهي تقول
, ( اذن يا استاذ ٢ نقطة ها قد بقينا وحدنا دون أي صعوبة أو حرب شعواء كما كنت أعتقد ٢ نقطة فماذا سنفعل الآن ؟ )
, ابتسمت وهي تنظر الى صبيها الصغير و الذي يقف أمامها انتباه ٢ نقطة محاولا الفهم على قدر استطاعته ٢ نقطة
, وبعد دقائق كان كلا منهما قد تحمم بعد عناء ٢ نقطة خاصة وأنها أمسكت به لأربع مراتٍ كاملة وهو يخرج جريا من الحمام ما أن تلتفت عنه و أخيرا تمت المهمة بنجاح ووقفا معا يصففان شعريهما أمام المرآة ٢ نقطة
, أخذت نفسا عميقا وهي تنظر الي صورتها في المرآة و قد ارتفعت روحها المعنوية قليلا و قد انسدل شعرها الحريري الطويل على ظهرها وهي ترتدي فستان البيت القطني الأسود ذو القلوب الحمراء و الذي يصل بالكاد الى ركبتيها
, اتجهت الى الشرفة و فتحت أبوابها الخشبية فدخلت أشعة الشمس و المحملة برائحة البحر القوية و تطايرت الستائر الخفيفة مع نسيم البحر العالي
, ثم اتجهت الى المذياع و الذي لا يوجد غيره ٢ نقطة حيث لا يوجد مشغل أغاني هنا ٢ نقطة أخذت تعبث فيه حتى وجدت قناة تذيع موسيقى شرقية رنانة بأنغامٍ لا تقاوم من تلك التي اعتادت سماعها فعلت الصوت على أقصاه كما اعتادت صباحا
, و أخذت تدن دن معها وهي تعد قهوتها في المطبخ بينما معتز يقف معها ينظر اليها بوجوم لا يفهم بماذا تحرك شفتيها ٢ نقطة
, وهي تهز رأسها و تدندن اللحن ٢ نقطة نظرت الى معتز الذي يقف في ركن المطبخ ٢ نقطة صغيرا ٢ نقطة لا يتكلم و لا يظهر أي حماسة أي شيء
, فأغلقت شفتيها وهي تعلم أنه لا يسمع تلك الموسيقى التي تجعل أذنيها الموسيقيتين الحساستين تتأثرانِ بها ٢ نقطة
, وقفت مكانها تنظر اليه و ينظر اليها وهو يفرك أصابعه ٢ نقطة و أصابع قدميه تلتوي تحتيهما ٢ نقطة
, أخفضت نظرها و قد ضاعت بهجتها قليلا ٢ نقطة ثم لم تلبث أن نظرت اليه و ابتسمت قليلا ٢ نقطة وبدأت في التمايل ٢ نقطة يمينا و يسارا بوركيها بينما خصرها يكمل اللوحة ٢ نقطة
, ازداد تمايلها مع الأنغام حتى اندمجت تماما وهي تتراقص برشاقة و خصرها من المرونة حتى بات يرسم أقواسا متمايلة هنا وهناك
, رمت خفيها من قدميها ٢ نقطة وهي ترقص حافية على أرض المطبخ الباردة ٢ نقطةكانت تنظر الى معتز مستمتعة بنظرته المذهولة و فمٍ مفتوح ٢ نقطة من المؤكد أنه يعتقد أنه أمه قد جُنت تماما ٢ نقطة
, تابعت حور رقصها وهي تدور في أنحاء المطبخ الواسع كحال المطابخ في الشقق القديمة ٢ نقطة التفتت أثناء رقصها لتنظر الى معتز ٢ نقطة فوجدته يحاول أن يقلدها بحركاتٍ خجولةٍ قليلا وهو يميل بخصره يمينا و يسارا كالإنسان الآلي ٢ نقطة فضحكت عاليا وهي تجده يحاول التواصل معها و كأنه يكلمها ٢ نقطة
, قالت حور أثناء رقصها
, ( سيقتلني والدك إن عرف بأنني أعلمك الرقص الشرقي ٢ نقطة )
, دارت مرة أخرى متمايلة و شعرها يدور معها الى أن وصلت اليه ثم انحنت اليه لتقول أمام وجهه وهي تلهث قليلا
, ( لقد جعت ٢ نقطة لما لا نطلب لنا إفطارا من محل الوجبات السريعة )
, كان معتز قد احمر وجهه بحيويةٍ هو الآخر من ذلك الرقص الذي رقصه معها ٢ نقطة لكنه لم يفهم ما قالته و تابعها بنظره وهي تلتقط هاتفها الخاص لتطلب رقما سريعا ٢ نقطة
, ثم قالت بنعومةٍ مبتسمة
, ( نعم ٢ نقطة مرحبا ٢ نقطة أود أن أطلب طلبا من فضلك ٢ نقطة نعم العنوان لا إنها أول مرة هنا ٢ نقطة سأعطيك العنوان ٢ نقطة نعم ٢ نقطة حي الميناء ٢ نقطة حي السفن ٢ نقطة )